نعم لقد سقطت مغشيا عليّ ، وذهبت لعالم آخر ، طالت فيه غيبتي مما اضطرهم لاحضار الطبيبة ، التي ما ان بدأت في عملها حتي بدأ وعيي بالعودة اليّ ،…كنت لأزال متعبة ولم استطع فتح عيناي ، ولكني استطعت سماع حوارهم …….
.
_حماتي : أهي ي دكتورة ، طمنيني هي عروسة جديدة ملهاش شهرين ، وشاكة انها حامل.
_الدكتورة : اية ي حببتي وشاكة من امتي ؟!
بس انا مش..مش قادرة اتكلم ،ولا قادرة افتح عيني…..بس اية اللي بتقوله ده ، د انا لسة مكملتش يومين مش شهرين …………وبعدين اية حكاية الحمل دي؟!!!!
راودتني افكار كثيرة كادت تقلتلني ، ولكن سرعان ما وجدت هذه الافكار اليها طريقا عندما سمعتها تقول …..
_من حوالي اسبوع كده.
_الدكتورة : طب هنشوف ، وان شاء الله تكوني حامل.
مع نفسي “اية ده دا صوت شوقية اخته ، بس دي متجوزة بقالها اكتر من سنتين ، هي آه اتجوزت مرتين قبل الجوازة دي بس ربنا مكرمها ش بالخلفة فيهم….ربنا يكرمها المرة دي…….بس لية بتكشف ف شقتي…….
”
صوت الطبيبة قطع الحوار الذي كان يدور بداخلي كانت تقول…
.
.
_الطبيبة : لا ي حببتي ي شوقية ده مش حمل ، امشي علي الدوا ده وان شاء الله تبقي حامل المرة الجاية…. ودي اية اللي منيمها جمب شوقية.
_أحمد : م دي مراتي هتكشف برضو….
_الطبيبة :اية..شاكة انها حامل….وبعدين هي لية نايمة ، وألا قالت استني دوري ؟!!
_احمد : لا مفيش.. هي عروسة جديدة…وو…واغمي عليها فجأة ….
_الطبيبة : متجوزها بقالك قد اية ؟
.
.
_احمد : امبارح.
.
_الطبيبة :آه…طيب اللي حصلها ده حاجة عادية ….يعني تغيير المكان ولسة متعودتش.. انا هكتبلها الدوا ده تاخده بانتظام ، وان شاء الله هتبقي كويسة وهتتعود…دي حاجة عادية بتحصل لعرايس كتيير ، متخفوش عليها….هي هتفوق لوحها كمان شوية
.
.
_احمد :متشكرين جدا ي دكتوره.
وما ان ذهبت الطبيبة حتي سمعت حماتي تتفوهة قائلة “أهي لسة عايشة ، خايف عليها قوي ورايح تجيب الدكتوره تشوفها ، كان استنيت ساعتين وهتلاقيها ذي العفريت”…
.
.
ويبدو ان كلمات حماتي حركت قلب احد ابنائها الذكور “أيمن ” ، الذي سرعان ما وجهه لها كلاما قاسيا….
قال بغضب “هو فيه ايه ؟!…انتوا اخدتوها من بيت ابوها عشان تموتوها ، حرام عليكوا دي بني أدمة “…..
واسكتمل موجها حديثه الي اخوته جميعا
.
.
“يلا….الدكتورة قالت لازم تترتاح ، انتوا زودتوها فعلا…كويس انها مماتتش…يلا بينا “…..
ردت حماتي وبناتها “طب نطمن عليها الاول “….
وفي هذه اللحظة عاد اليّ وعييّ بأكمله ، فتحت عيني ببطء شديد لأري ما يحدث….إنها بسمة تحمل في يدها طبق ملئ باللحوم ، وآخر ملئ بالجاتوه ، زمجر اليها أيمن قائلا…”دي اخر مرة هتستوطني هنا ..عشان احمد لازم يمنعك ، ولو مقدرش عليك ، انا هقدر “……
وما ان هم الجميع بالخروج ، اذ بي اسمع صوت احمد يقول “لسة بدري ي جماعة ، خليكوا شوية كمان “….ما دار في نفسي حينها ان اصيح فيهم جميعا “اطلعوا برة “واحمد معهم…ولكني خشيت ان ينشغلوا بي عن مهمتهم بالذهاب ، فما كان مني الا ان امثل اني لازلت فاقدة للوعي…….
وعندما ذهب الجميع فتحت عيناي متسائلة…
_انا: “اية اللي حصل ياحمد “.
_احمد: انت كويسة ؟! حمد الله علي سلامتك…..
_انا: انا الحمد لله بس تعبانة شوية.
_احمد : طب قومي فوقي نفسك دي مامتك وقرايبك زمانهم علي وصول…ومش لازم تخضيهم عليك وتقولي انك تعبتي…انت مش بقيتي كويسة…يلا بقي استعدي.
_حاضر.
حضر وذهب الجميع وكانت الامور جيدة ، لم استطع تعكير مزاج أمي بما حدث وفضلت السكوت…انها مهمتي…يبدو اني في حرب (حرب شخصية ) ليس لامي فيها دور…انها انا من يجب عليها خوض تلك المعركة ، لابد ان اتسلح بجميع الاسلحة المناسبة المجدية ، لافوز واغتنم الكثير….ولكن أي الاسلحة أصب عليها تركيزي ؟!…لا بأس سيتضح كل شيء بمرور الايام……………..
في صباح اليوم التالي قمت بتجهيز الفطور ، وبعدما انتهينا ، تركني احمد وذهب ليري والدته ، بينما انشغلت انا بمشاهدة التلفاز ، يإلهي انها الحادية عشر ، لقد مر الوقت سريعا وبينما استعد لتجهيز الغداء ، اذ بهاتفي يرن انه أحمد….
_ايوة ياحمد.
_جهزي نفسك ماما عزمانا…..
_انا لسة كنت هحضر
_لا ي حببتي متتعبيش نفسك انتي لسة تعبانة ، ولازم ترتاحي….آه صحيح اخدتي الدوا
_آه ي حبيبي.
_طب يلا اجهزي سلام…
.
وما ان اغلقت الهاتف مع احمد ، همست لنفسى “لازم ارتاااح؟!!!..ما كان م الاول ، ياااه حماتي عزماني….”
…ماكانت الا دقائق معدودة وذهبت حيثما توجد حماتي وابنائها ، وما ان رؤني حتي سألوا كيف هي صحتي…
_حماتي :عاملة اية ي بنتي؟!!…لا ااا دانتي بقيتي كويسة اهو..
_الحمد لله ي طنط…انا بقيت كويسة ي بسمة
وعندما حضر ايمن واخوة حمدي القيا السلام وقالا “الحمد لله بقيتي احسن “…..
تم تجهير الغداء ، وعندما بدأت اتذوقه وجدته ملئ بالتوابل ، فما كان مني الا ان اصطنع ان الامور جيدة وقلت في نفسي “ابقي اكمل اكلي فوق “…وما ان انتهي الجميع ، نظمت انا وبسمة كل شيء ، ههمت بالصعود لارتاح وااخذ الدواء ، ولكني تفاجأت باحمد يطلب مني ان اظل معهم…..
_انا رايحة الشقة ياحمد هاخد الدوا وهرتاح شوية.
_احمد :خدي الدوا وابقي تعالي تاني…
_لا م انا هنام شوية
_احمد :طب ابقي انزلي علي العشاء كمان..
_حاضر ي حبيبي.
وما ان دلفت الي شقتي ، واخذت الدواء حتي غطت في نوم عميق ، لم افق مته الا في الصباح علي صوت احمد وبسمة….
_احمد :اصح ي حبيبتي بسمة جاية تشوفك.
_طيب ي اخمد هفوق نفسي واوح اقعد معاها.
_بسمة :يارب تكوني احسن دلوقتي
_انا بفزع من وجود بسمة في غرفة نومي : انا..انااا كويسة..الحمد لله بقيت احسن.
_بسمة : طب انا كدة اطمنت عليكي ، وهروح اطمن ماما لاحسن دي قلقانة عليكي.
_طيب ي حببتي
_احمد وهو ينظر لي بغضب لاني لم اطلب من بسمة ان تجلس معنا : استني ي بسمة…خليكي كمان شوية..انت لسة مشربتيش حاجة.
_بسمة :طب انا هاخد صاقع من التلاجة وهمشي.
_احمد :طب انا هحي معاكي.
انصرفت بسمة ومعها احمد ، الذي بدا عليه الغضب من تصرفي ، يبدو انه كان يريدني ان اجهز لها شئ ما ، ونسي تماما اني لازلت متعبة…….همست لنفسي “طيب لما اشوفه ، ده اللي عمله النهاردة كوم واللي عملوه امبارح ده كوم تاني……يعني بدل م يجيبوا الدكتورة تشوفتي ، جابوها لشوقية ، وكمان بيكدبوا…قال متجورة من شهرين وعروسة جديدة ، دي تالت جوازة ليها….وازاي الدكتورة تكشف عليها هي الاول ، وانا عادي مش فارقة معاهم….طيب…لسة هورية وياما هيشوف من عمايلهم السودة دي…..ولسة متعلمش..جايبلي الدلوعة ومدخلها اوضتي…حسابك عسيير ي احمد ”
نهصت من فراشي ، تناولت ساندوتش جبنة مع كوب عصير ، ثم بدأت اشاهدت التلفاز ، وبينماانا علي هذا الحال ، حضر احمد….
_اية ي احمد ، احضر غدا….لا استني خليه كمان شوية ، انا جيت اخد الموبايل نسيته ، هروح عند ماما نص ساعة وهجي علي طول.
_طيب ي حبيبي….انا هعملك يندوتشات جبنة عشان مش هقدر اظبخ.
_احمد : لا ارتاحي انتي ، لما احي هبقي احضر انا.
ذهب احمد ، وعدت لمشاهدة التلفاز ، ولكن شعرت بشيء غريب هناك صوت في الغرفة الثانية ، ذهبت ببطء شديد ، ارتجف ، نبصات قلبي تتعالي………..ما هذا صرخت بصوت عالي آااااااه ولم اشعر بشيء بعدها…..وبعدها بدقائق عاد اليّ وعييّ…انه…….ّ
قصة بيت زوجي. الجزء الثالث
.
.
.
.