و لما وصل إلى المكان الذي يوجد فيه راعي الإبل رآه الراعي فناداه : يا علي ، أين أنت يا رجل ، ناقتك أنجبت لك الكثير من الجمال ، خذها معك فهي كلها لك
فهم علي أيضا أن أخاه مر من هنا فقال له : دعها معك لحين عودتي ، و مضى
.
.
.
.
و لما وصل إلى القرية التي كان يعيش فيها أخاه مع ابنة الملك ، رأه الناس ففرحوا اعتقادا منهم أنه علي الذي يعرفونه فذهبوا مسرعين ليخبروا الملك أن علي زوج ابنته قد عاد فرح الملك و أحضره إلى قصره ، ففهم علي أن أخاه كان هنا و هو متزوج من ابنة الملك و لكنه أخبر الملك بحقيقته و أنه ليس علي الذي يعرفه بل هو أخوه
فسأله عن أخيه فأخبره الملك أنه ذهب للصيد و لم يرجع و أنه حذره من الاقتراب من بيت الغولة و لكن يبدو أنه ذهب هناك و حصل له مكروه ، فقرر علي أن يذهب للبحث عن أخيه
أخذ سلاحه و ركب حصانه و انطلق رفقة كلبه ليساعده على البحث
و لما وصل هناك ، رأته الغولة ففرحت به و رحبت به و طلبت أن تربط حصانه و لكنه رفض و أصر على ربط حصانه بنفسه ، فربطه بعشبة ليسهل عليه الهرب به في حال حدوث أي أمر سيء
كان علي قد اتفق مع كلبه و حصانه على خطة للتخلص من الغولة و محاولة إنقاذ أخيه و انتشاله من بطنها
نفذ علي خطته حيث هجم الكلب على الغولة و فقأ عينيها ، أما الحصان فضربها ضربة بحافره أودت بحياتها
تخلص علي منها و بدأ فورا بشق بطنها ، و لحسن الحظ وجد أخاه حيا ، أما الحصان و الكلب فلم يتحملا المكوث داخل بطن الغولة طويلا فتوفيا
أما علي فقد بدا صغيرا و ضعيفا و فاقد الوعي
بدأ علي بالعناية بأخيه ، حيث كان يصطاد له الطيور و يغذيه بها حتى استعاد صحته و أصبح سالما معافا و بإمكانه الآن العودة إلى زوجته و أولاده
و لما عادا علي و علي إلى القرية و دخلا القصر ، لم تتعرف عليه زوجته أمام أخيه الذي يشبهه و له الاسم نفسه فلم تكن تعرف كيف تتصرف
فذهبت إلى شيخ القرية ليدلها على حيلة لتتعرف بها على زوجها ، فقال لها شيخ القرية : أقيموا وليمة كبيرة بمناسبة عودتهما سالمين ، و ادخلي على الناس و أنت تحملين الكثير من الأطباق
و تظاهري بأنك لا تستطيعين حملها و الذي سيقوم بمساعدتك هو زوجك ، هنا ضعي له علامة تدلك عليه
نفذت ابنة الملك كل ما قاله الشيخ و نجحت الآن علي و علي يريدان العودة إلى ذويهم
حضر علي و زوجته و أولاده أنفسهم للسفر، حيث جمعوا متاعهم و أعطى الملك لابنته هدايا كثيرة و مال كثير أيضا و قطعاناً من الخراف و البقر و انطلقوا مع علي الآخر
.
.
في الطريق مروا براعي الإبل الذي أهدى لعلي ناقة لمكافأته على التخلص من الأسد و لكن علي قال له دعها معك لحين عودتي ، ها هو الآن يعود و يأخذ الناقة مع الكثير من الجمال التي كانت قد أنجبتها
و بعدها مروا براعي البقر فأخذ هديته منه أيضا ، البقرة التي أهداه إياها و معها الكثير من العجول التي كانت قد أنجبتها أيضا
ثم مروا براعي الغنم الذي وجد عنده هديته ، الشاة التي أنجبت الكثير من الخرفان و هكذا أصبح علي غنيا جدا و استقر في قريته مع زوجته و أولاده و عاشوا حياة سعيدة.