هناك الكثير من القصص الإنسانية التي تثبت أن الظروف الاجتماعية قد تقهر الموهبة وتدفنها دون رجعة، وأن الموهبة إنما تحتاج للرعاية والاهتمام حتى تجعل صاحبها إنسانًا ناجحًا وفريدًا من نوعه. من هذه القصص قصة الشاب ريتشارد ساندراك، مؤدي الشخصية البارزة في الفيلم، هرقل في 3D. ونتيجة لذلك، أصبح ‘Little Hercules’ هو الاسم الأكثر ارتباطًا به
.
.
.
.
ساندراك كان من الممكن أن يصبح نجمًا بازغًا في عالم “كمال الأجسام”، لكن موهبته خفتت تدريجيًّا وألقت به في وظيفة متواضعة، وربما لا تزال هناك أحلام تراوضه ولكنها بالتأكيد بعيدًا عن مجال موهبته
ريتشارد ساندراك الذي يُلقب بـ”Little Hercules” ليتل هيركوليس” أوكراني الجنسية من مواليد عام 1992، لم تستقر أسرته طويلًا في موطنها، بل انتقلت إلى الولايات المتحدة، وتحديدًا ولاية بنسلفانيا، وكان عمره عامين فقط، وكان والده بافل سادراك مدربًا لرياضة التايكواندو وفنانًا عسكريًا عالميًا ، وهو أول من لاحظ مواهب ابنه وشجعه على الالتحاق بهذه الرياضة، فأشركه في تدريبات خفيفة لإنقاص الوزن ومبادئ أولية في ممارسة الرياضة، أما والدته لينا ساندراك فكانت ممارسة رياضية أيضًا. لذلك يمكن القول إن الظروف الأسرية كانت الخطوة الأساس في تكوين ريتشارد الرياضي.
وبسبب هذه الظروف، حصل ريتشارد ساندراك على اهتمام مبكر بممارسة الرياضة، والذي استمر حتى بعد انتقال أسرته إلى ولاية كاليفورنيا ، تمهيدًا للانخراط في أعمال تجارية جديدة بينما كان الطفل ريتشارد في السادسة من عمره، ورغم ذلك عمل بمعاونة أسرته على صقل المهارات والقوة والخبرة اللازمة للانطلاق في عالم كمال الأجسام، وكرّس وقته للتدريب الجاد ولم يزعج نفسه بأصدقاء أو فتيات كغيره من المراهقين في ذلك السنّ
عيون والده الساهرة عليه ضمنت ذلك فبقيّ شكل جسمه سليماً وصحته جيدة؛ فهو لم يدع ابنه ينغمس في تناول الوجبات السريعة مثل الأطفال الآخرين أو السهر أو تناول المشروبات غير الصحية، بل وضع له نظامًا غذائيًا وحياتيًا قاسيًّا، وبموافقة تامة من ريتشارد انخرط الفتى بشكل كامل في الوجبات الغذائية الصحية والتدرب على كمال الأجسام.
اجتهاد ريتشارد بدأ يؤتي ثماره خلال وقت قصير، حيث بدأ في الحصول على اعتراف بالإنجاز الذي حققه بجسده وهو طفل. وبدأ المشاركة في المسابقات المحلية والحصول على عروض لترويج منتجات تغذية، وظهر في العديد من البرامج التلفزيونية والإذاعية، كما قام بالتقاط الصور لحساب عدة مجلات وصحف.
والآن لم يعد ريتشارد ساندراك يمنح الأولوية لكمال الأجسام، وانتهى به الأمر بالتخلي عن حياته المهنية في كمال الأجسام عندما شعر بالإحباط بعد سجن والده وتشتت عائلته، لكنه لايزال يحرص على أداء بعض التمارين بين الحين والآخر، ويعمل حاليًّا كعامل حيلة في أحد المقاهي، لكنه يبدي رغبته في أن يصبح مهندسًا فضائيًا يعمل لحساب وكالة “ناسا” الشهيرة.
.
.