عاني برشلونة الإسباني، منذ فترة الإعداد التي سبقت انطلاق هذا الموسم 2021-2022، من كثرة إصابات نجومه وغياب بعضهم لأشهر عن «المستطيل الأخضر»، والمثير للدهشة والاستغراب أن إصابات البعض تتكرر أكثر من مرة منذ بداية مباريات الدوري الإسباني «الليجا» ومباريات دوري الأبطال الأوروبي «الشامبيونزليج»، لدرجة أن «عيادة» النادي تحولت إلى مستشفى كبير، يوجد بداخله أكثر من 10 لاعبين في وقت واحد.
البداية كانت بالوافد الجديد الأرجنتيني سيرجيو أجويرو خلال فترة الإعداد قبل بداية الموسم، ومن وقتها لم يلعب بسبب إصابة عضلية، إلى أن شفي منها، وتم الدفع به مؤخراً في مباراة آلافيس في «الليجا»، ليسقط على الأرض في الدقيقة 41، من دون أن يلمسه أحد، ولم تكن الإصابة عضلية كما كان يتصور الجميع، وإنما شبه أزمة قلبية جعلته يشعر بألم شديد في صدره، ليتم نقله إلى المستشفى بعدها، ويتأكد الأطباء المعالجون، من أنه يعاني من عدم انتظام ضربات القلب، ويحتاج إلى متابعة طويلة تصل إلى 3 أشهر وربما يزيد.
وفي أول مباراة للفريق أمام بايرن ميونيخ في مرحلة المجموعات بدوري الأبطال «الشامبيونزليج»، أصيب نجم الفريق الصاعد الواعد بيدري في العضلة الأمامية للفخذ الأيسر، وهى الإصابة التي حرمته من اللعب مع منتخب بلاده في «يورو 2020»، ولا يزال يعالج منها حتى الآن.
وكانت مباراة البايرن شهدت أيضاً إصابة جوردي ألبا، ولكنها لم تكن بنفس قوة إصابة بيدري، وعاد ألبا بعد أقل من شهر للمشاركة في المباريات.
أما الدنماركي مارتن بريثويت الذي بدأ الموسم بداية جيدة مع برشلونة، بعد أن تألق في «يورو 2020» مع منتخب بلاده، فقد أصيب في الركبة وخضع لجراحة في منتصف سبتمبر الماضي، ومن وقتها لم يلعب حتى الآن، وقال الأطباء إنه سيضطر للغياب 4 أشهر!
أما الفرنسي الموهوب عثمان ديمبلي، فحكايته حكاية، إذ إنه منذ مجيئه إلى برشلونة لم يسلم من الإصابات المتكررة التي امتدت لشهور، على غرار إصابته في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة مع منتخب «الديوك»، والتي أجبرته على الابتعاد عن «المستطيل الأخضر» لما يقرب من 5 أشهر، ولم يشارك في التدريبات الجماعية للفريق، إلا في نهاية أكتوبر الماضي، ثم دفع به سيرجي بارخوان المدير الفني المؤقت لـ «البارسا»، في مباراة دينامو كييف الأوكراني، في الجولة الرابعة لمرحلة المجموعات بدوري الأبطال، وتألق منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها قدماه أرض الملعب، ولكنه سرعان ما أصيب مجدداً وخرج، ليعلن النادي بعدها أنه سيغيب على الأقل شهراً، قابلاً للزيادة، والأمر يتوقف على سرعة تعافيه واستجابته للعلاج.
ونجم الفريق المخضرم جيرارد بيكيه، كان «زبوناً وفياً» لعيادة النادي، إذ أصيب مرة أولى في ربلة الساق اليسرى في الأسبوع الأخير من أغسطس، ورجع بعدها بحوالي شهر، ثم عاد ليصاب مرة أخرى في مباراة آلافيس بـ «الليجا» في ربلة الساق اليمنى، والمدة المحددة لعودته تتراوح بين أسبوعين و3 أسابيع، حسب استجابته للعلاج.
أما أنسو فاتي خليفة ميسي ووريث قميصه رقم 10، فما حدث له منذ الموسم الماضي، قد لا يتحمله لاعب في مثل سنه «17 عاماً» إذ إنه بعد إصابة طويلة في الركبة والفخذ أجرى بسببها أكثر من جراحة، ابتعد لما يقرب من الموسم الكامل عن الفريق، وعاد مؤخراً وسط فرحة وتهليل جماهير «الكامب نو»، وارتياح إدارة النادي التي جددت عقده لخمس سنوات، ومن أول مباراة شارك فيها سجل قبل رحيل رونالد كومان المدير الفني السابق للفريق، ثم أشركه سيرجي باراخوان في مباراة دينامو كييف في «الشامبيونزليج»، ومن بعدها مباراة سيلتا فيجو الأخيرة «3-3»، ولكنه تعرض للإصابة خلالها بتمزق شديد في العضلة الخلفية للفخذ، وأشارت الفحوصات الأولية إلى احتمالات غيابه لمدة شهر، ولكن الخوف كل الخوف أن تكون هذه الإصابة شبيهة بإصابته الخطيرة السابقة التي أبعدته لما يقرب من الموسم عن المباريات.
وهكذا لم تهدأ الحركة في «عيادة البارسا» منذ بداية الموسم، بل ومن قبل بدايته، وتوافد عليها عشرات اللاعبين بعضهم أكثر من مرة، ولكن بإصابات عضلية بسيطة أو متوسطة، مثل ما حدث مع سيرجي بوسكيتس ودي يونج وزيست وجابي وبيدري وغيرهم.
.
.
.
.