يبدو أن الإسباني تشافي هيرنانديز، المدير الفني الجديد لفريق برشلونة ، أمام مهمة شاقة لتعديل مسار “البلوجرانا”، بعدما تولى قيادته بشكل رسمي.
وأعلن نادي برشلونة (فجر السبت) رسميا تولي أسطورته السابق تشافي هيرنانديز تدريب الفريق بعقد يمتد حتى صيف 2024، ليخلف الهولندي رونالد كومان.
ووصل برشلونة لحالة متأخرة على المستوى الفني في الفترة الأخيرة، أسفرت عن تراجعه للمركز التاسع في جدول ترتيب الدوري الإسباني، فضلا عن التهديدات التي تواجهه بالخروج من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا.
ويعاني برشلونة من أزمة مالية خانقة بسبب الديون المتراكمة، والتي تؤثر على صفقات الفريق، خصوصا وأن تشافي ستكون له طلبات في فترة انتقالات الشتاء بعد أقل من شهرين.
بطاقة دوري أبطال أوروبا
الوضع المالي الصعب الذي يعاني منه برشلونة يعني ببساطة أنه ليس باستطاعة النادي تحمل تبعات عدم التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.
وتبلغ ديون النادي 1.35 مليار يورو (1.57 مليار دولار)، وأي محاولة لإعادة البناء مالياً وعلى أرض الملعب ستعتمد على المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل.
ويبتعد برشلونة بفارق 5 نقاط عن أتليتكو مدريد، صاحب المركز الرابع في الدوري الإسباني (آخر مراكز التأهل لدوري الأبطال)، وللبرسا مباراة مؤجلة، ما يعني أن العودة للمنافسة على بطاقات التأهل ليست بعيدة، لكن المنافسة عل اللقب قد تكون صعبة، بعدما ابتعد الريال بالصدارة بفارق 10 نقاط عن برشلونة.
عقبة دور المجموعات
.
.
أنعش برشلونة حظوظه بالتأهل إلى ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بفوزين متتاليين على دينامو كييف الأوكراني، بعد خسارتين مذلتين بنتيجة واحدة (0-3) أمام بايرن ميونخ الألماني وبنفيكا البرتغالي.
وما زال هناك عمل يتعين القيام به، إذ على برشلونة السفر إلى ميونخ لمواجهة بايرن في الجولة الأخيرة، بعدما يستضيف بنفيكا في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ومن المؤكد أن الحصول على البطاقة الثانية المؤهلة إلى ثمن النهائي عن المجموعة الخامسة (حسم بايرن الأولى بعد فوزه بمبارياته الـ4 حتى الآن)، بعد هذه البداية السيئة تحت قيادة كومان، سيمنح المدرب الجديد دفعة مبكرة من المصداقية، بينما سيتجنب النادي خسارة مبلغ 9.6 مليون يورو الذي سيناله في حال بلوغه الدور الإقصائي الأول.
العودة للتيكي تاكا
تركزت أبرز الانتقادات الموجهة إلى كومان على أسلوبه في اللعب، حيث افتقرت العديد من العروض إما إلى الإبداع أو الشعور الواضح بالخطة.
.
.
قد لا يملك برشلونة مواهب مماثلة للتي تمتع بها أيام تشافي، مثل أندريس إنييستا وليونيل ميسي، لكن لا يزال هناك مجال لتحسين الأداء الحالي.
الجمع بين تقاليد النادي المتمثلة في الاستحواذ على الكرة وأسلوب لعب حديث يعتمد الضغط المضاد “تيكي تاكا”، من شأنه أن يعيد الجماهير بالذاكرة إلى الأيام الجميلة ويعطي للاعبين الإيمان بأن الرؤية طويلة الأمد كانت على الأقل في مكانها الصحيح.
.
.
المواهب الشابة
من أبرز إنجازات كومان أنه روج لمجموعة موهوبة من الشباب، وسيكون التحدي الآن أن يستفيد تشافي إلى أقصى حد من إمكاناتهم.
.
.
ويعتبر أنسو فاتي وبيدري من المواهب التي يمكن البناء عليها بالتأكيد للمستقبل، لكن أمثال الأوروجواياني رونالد أراوخو والأمريكي سيرجينيو ديست وجافي ونيكو جونزاليس وأليكس بالدي أظهروا أيضاً الكثير من الموهبة ويحتاجون إلى الرعاية الصحيحة.
وإذا تمكن تشافي من استثمار مواهبهم، جنباً إلى جنب مع لاعبين أكثر خبرة مثل جيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا، يمكن لبرشلونة أن يعيش أياما أفضل في الفترة القادمة.
.
.
الأزمة الهجومية بعد رحيل ميسي
تسبب انتقال ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، في أغسطس/آب الماضي، في فجوة هائلة في برشلونة، حيث كشف غيابه عن الشقوق التي غطاها الأرجنتيني لفترة طويلة.
وعانى برشلونة من أجل تسجيل الأهداف هذا الموسم، في ظل عدم الثبات في أداء الهولندي ممفيس ديباي، ومحدودية المساهمة الهجومية لمواطنه لوك دي يونج.
وجاءت إصابة سيرجيو أجويرو الأخيرة، وابتعاده 3 أشهر بسبب مشكلة في قلبه، لتزيد التحديات أمام تشافي في الخط الهجومي، لاسيما بعد إصابة أنسو فاتي في المباراة الأخيرة أمام سيلتا فيجو، في الدوري الإسباني، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 3-3.
.
.
.
.