هل للسحر تأثير حقيقي؟ للسحر أسباب خفيّة وهو حقيقة وليس خيال أو وهم، ويتوصل الإنسان إليه من خلال التقرّب إلى الجن والانصياع لأمره و الشرك بالله، وقد يموت المسحور، أو تتغير طباعه وتصرفاته، أو قد يمرض ببدنه وقلبه، وهناك آيات واضحة الدلالة على أنّ السحر حقيقة، ومنها قولـه تعالى: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ
.
.
.
.
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ} [البقرة:102]، والمقصود هنا هو سحر التفريق بين المرء وزوجه، وقوله تعالى: {ومن شر النفاثات في العقد} [الفلق:4]، وهو سحر تعقده الساحرات وتنفث فيه، وإن لم يكن السحر حقيقة وواقع موجود لما أمرنا الله في هذه الآية
بالاستعاذة منه، وقوله تعالى: {فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه:66]، وهو سحر التخييل أو خداع البصر، وتوجد أنواع أخرى بما يفعله السحرة، وضررها لا يتحقّق على الإنسان إلّا بقدر الله تعالى وقضائه وإرادته[١][٢].
علامات وجود سحر في البيت في بعض الأحيان يلجأ أصحاب الإيمان الضعيف والنفوس الخبيثة إلى السحر لتحقيق أهدافهم، لذلك يعاني بعض الناس من أعراض وعلامات غير طبيعية تحدث في حياتهم ولأجسادهم، ولكن بعض الناس أيضًا ولمجرد حصول ضائقة لهم، وتعطّل مصلحة ما يسارعون إلى الأوهام والظنون، والتوّهم بوجود السحر ويضرون أنفسهم بذلك، وهو لا أصل
لوجوده، وذلك هربًا من الواقع والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وتبريرًا للتصرفات الخاطئة والآثام التي يرتكبونها، لذلك سنبيّن فيما يلي بعض علامات السحر التي تظهر على أفراد الأسرة في البيت، ومن هذه العلامات ما يؤثر على الجسد، ومنها ما يؤثر على الحالة النفسية للفرد، وهي كالتالي[٣]: التشتت وشرود الذهن والابتعاد عن ذكر الله تعالى.
خفقان مفاجئ وشديد في القلب. الاكتئاب المفاجئ والشعور بالحزن، والشعور بضيق في الصدر. رعشة في الجسد وحركات لا أرادية تصدر عن الشخص المسحور. الشعور بالكسل والخمول والفتور. الانفعال والبكاء والاضطراب عند قراءة القرآن وخاصة الآيات الخاصة بالسحر. الصداع الدائم، وعدم القدرة على التخلص منه. سرعة الغضب والعصبية، وتحول الشخص الهادئ إلى شخص سريع الانفعال. اضطراب الجو النفسي في البيت وحدوث مشاكل بين الزوجين، وتنافر بين الأخوة
وخلافات أسرية بلا سبب. رؤية الكوابيس المزعجة والأحلام المفزعة في المنام. إمكانية وجود رائحة كريهة في المنزل. إمكانية كثرة ظهور الحشرات في المنزل كالنمل. إمكانية عدم التفوق في مجالات العمل والدراسة وأمور الزواج. إمكانية قلة الرزق والبركة في المنزل. انحباس الرجل عن جماع زوجته. التوهّم وتخيل حدوث أشياء لم تقع. النسيان بكثرة.
كيف تحمينَ أهلكِ وبيتكِ من السحر؟ فيما يلي مجموعة من الأمور التي يمكنكِ من خلالها حماية أهلكِ وبيتكِ من شرّ السحر: علّقي قلبكِ بالله، وتوكّلي عليه وفوِّضي أمركِ إليه، وحصّني نفسكِ بالأوراد الشرعية[٣]. أكثري من قراءة القرآن في البيت، وخاصة سورة البقرة وسورة آل عمران، فإنّ قراءتهما تطرد الشياطين من
.
.
البيوت وتنفر الشياطين من دخولها، وتجلب الطمأنينة للنفس وراحة البال. اذهبي إلى راقٍ أمين وثقة، وليكن راقيًا معروفًا بالصلاح والتقوى. اجتهدي في تقوية إيمانك، وأكثري من العمل الصالح، فإنّه يجلب الحياة الطيبة، كما في قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ
صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل:97]. حافظي على أداء الصلوات الخمس جماعةً إن أمكن، فإنّها تعين في صدّ شياطين الإنس والجن. الجأي إلى الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة، كما بين الأذان والإقامة، الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، الثلث الأخير من الليل، وأثناء السجود، مع الإكثار
من دعاء ذي النون، فإنّه ما دعا به أحدٌ إلّا أستجاب له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ)[صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. اذهبي الى شخص معروف بالإيمان والصلاح، فقراءة سورة الفاتحة بتكرار على المسحور من مؤمن صالح وتقي ومخلص، وموقن بأنّ الشفاء بإرادة الله تعالى وقضاءه، فإنّه قد يزول
السحر ويشفى صاحبه بإذن الله سبحانه وتعالى. اقرأي بعض الدعوات الطيبة الواردة في الأحاديث، مثل قوله صلى الله عليه وسلم لما رقى بعـض المرضى : (اللهم رب الناس ، أذهب البأس ، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً)[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، يكرر ذلك ثلاث مرات أو أكثر ، ومثل
ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام رقاه صلى الله عليه وسلم بقوله : (بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، بسم الله أرقيك)[صحيح ابن ماجه| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ثلاث مرات، فهذه رقية عظيمة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم. اقرأي في المنزل المعوذتين وسورة الإخلاص وآية الكرسي، كما يُمكنكِ
.
.
قراءتها ثلاث مرات في الماء، ثم قومي بصبه على من تظني أنّه مسحور في منزلكِ، أو على زوجكِ إذا حُبس عنكِ. استعملي في الرقية آيات السحر واقرأيها على الماء، وهي قوله تعالى: {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين}
[الأعراف:117-119]، وقوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} إلى قوله جل وعلا {وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} [يونس:79-82]، وقوله تعالى: {قالوا يا موسى إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى} إلى قوله سبحانه: {ولا يفلح الساحر حيث أتى} [طه:65-69][٤].
.
.