.
.
.
.
وفي احد الايام نهضت باكرا من اجل الذهاب الى العمل فوجدتها تحضر الفطور فقمت بافزاعها كالعادة ، ثم قالت لي بنبرة خوف شديدة : هته المرة لن تجدني عندما تعود الى المنزل مساءا ،
ظننت انها تمزح معي فهي كل مرة اخيفها فيها كانت تهددني بنفس الطريقة ، وعند عودتي مساءا الى المنزل ناديتها فلم ترد و كررت ذلك مرارا ولكنها لم ترد بحثت عنها في أرجاء المنزل ولم اجدها..
وعندما وصلت الى المطبخ وجدتها قد علقت ورقة مكتوب فيها “اعتني بنفسك فانا لن اعود” ، شعرت حينها ان ساقاي لا يطيقان حملي أحسست بضعف شديد و برودة مدمرة في كل انحاء جسمي
و اصبحت اضعف مخلوق على وجه الارض حينها ، وادركت بعدها ان تلك الصغيرة القصيرة الضعيفة كانت مصدر قوتي وانني لا شيء من دونها ، اسندت ظهري على الحائط و جلست ابكي كطفل صغير فقد والدته .
.
.
لم ارى في حياتي دموعي تنزل بتلك الطريقة قط ، الى ان لمحت شيئا يتحرك تحت مائدة الطعام و سمعت ضحكات خفيفة ، نعم لقد كانت هي …كانت تختبئ هناك ، فاندفعت اليها بكل قوة احتضنها وانا منهمر بالدموع
اما هي فقد كانت تضحك وبشدة وانقلب السحر على الساحر ، وادركت حينها انني بدون تلك الضعيفة اضعف مخلوق على وجه الارض قال عليه الصلاة والسلام “استوصوا بالنساء خيرا”