أحمد لا يمكنك تطليق سلمى، إنها حامل.
كنت سأجيب لكن وجدت نفسي محظورا، متبقي للجلسة نصف ساعة و سلمى لم تأتي بعد، فجأة رأيتها تدخل مع محاميها فذهبت لها فورا: هل ما عرفته صحيح؟
فقالت بارتباك: ماذا تقصد؟ ابتعد عني.
ثم حاولت أن تذهب لكن سحبتها من يدها إلى الخارج و أنا أقول: ماذا تحاولين أن تفعلي؟
قالت بعصبية: اتركني، أتعلم هذا أيضا سأضيفه في الملف، أصبحت الآن تعنفني أيضا.
قلت لها بابتسامة : ومن قال لك أن هذا الطلاق سيتم، أنت حامل أليس كذلك؟
ارتبكت وهي تقول:_هذا غير صحيح، أنت تتوهم.
قلت لها : حقا؟ إذن دعينا نتأكد.!
قاطعتني و قالت بعصبية :_و من قال لك أن الولد ابنك؟
كان كلامها مثل صاعقة نزلت على رأسي لكنني تمالكت نفسي و قلت:_أتتحملين مسؤولية كلامك، نحن ما زلنا قرب المحكمة، و إن كان كلامك صحيحا فهذه تعتبر خيانة و يمكنني أن أدخلك السجن.
قالت و قد زاد توترها:_أنا أكرهك يا أحمد، أكرهك.
ثم ذهبت مسرعة، ناديت عليها لكنها لم تسمعني.
عدت إلى المنزل و أنا مهموم، وجدت أمي و قد حضرت طعام الغذاء، فمنذ أن علمت أنني سأطلق سلمى و هي تلزمني، ما إن رأتني حتى قالت لي بسعادة:_هل طلقتها؟ هل تخلصنا من تلك الفتاة؟
قلت بعد أن جلست على الأريكة :_لا يمكنني أن أطلقها يا أمي.
قالت بغضب:_لما؟ هأنت مجددا لم تسمع كلامي.
فقلت لها:_أمي حتى إن أردت أنا أن أطلقها لن أستطيع لأنها حامل.
يبدو أن أمي تفاجأت أكثر مني لكنها قالت ببرود:_و ما أدراك أن الولد ابنك؟
انتفضت من مكاني و قلت بعصبية:_يكفي يا أمي، ليس لهذه الدرجة، لن أسمح لك أن تتحدثي عنها بهذه الطريقة.
قالت:_أصبحت تصرخ على أمك الآن بسبب ابنة الشارع تلك، لما لا تفكر مثلي، هي عاشت حياتها كلها بالميتم، هل تظن أنها تعلمت أصول التربية و الأخلاق و لما لا تتبع نهج والديها اللذان لا بد أنهما تخليا عنها نتيجة المعصية، إنها فتاة بلا شرف، توقف عن الدفاع عنها.
لم أشعر بنفسي حتى قلبت الطاولة التي أمامي ثم جلست من جديد بدموع تنهمر على خدي و أنا أقول :_أمي أيعجبك أن تراني حزينا هكذا، مهموما و مكسور الخاطر، لما كل هذا الحقد، ما الذي فعلته أنا لأستحق كل هذا؟ أو ما الذي فعلته سلمى كي نعاني معا..
قاطع كلامي رن جرس الباب، فتحت الباب فإذا بمها صديقة سلمى هي من جاءت، قالت لي فور رؤيتي:_أحمد يجب أن نتحدث في موضوع هام.
قلت لها:_حسنا، انتطريني سآتي فورا.
ما إن لمحتها أمي حتى جاءت مسرعة تقول لي:_من هذه الفتاة، لا بد أنها صديقة تلك الفتاة عد_يمة الشرف.
سمعتها مها فردت فورا :_حقا؟ سنرى من…..
قاطعتها و قلت:_مها، اهدئي، إنها أمي.
قالت بعصبية:_إذن أخبرها لا تتدخل في أمور لا تعنيها يا أحمد.ثم ذهبت مسرعة، كانت مها فتاة قوية الشخصية و لا تترك أي أحد يؤذيها مهما كان، لحقت بها و قلت:_أخبريني، ماذا حدث؟
قالت:_في الحقيقة، يجبأن تعرف أن سلمى….
في تلك اللحظة جاءت سلمى و قالت بتوتر:_مها جاءت لتؤكد كلامي بالأمس لا غير.
لكن مها يبدو أنها لم يعجبها كا فعلته فانصرفته، فقلت :_لكنني لن أصدق حتى إن طلبتي من جميع صديقاتك أن يخبرنني ذلك.
قالت:_لماذا؟
قلت لها بابتسامة :_أنت فتاة مسلمة، محجبة، أنا أعرفك جيدا إن كنت ستفعلين أي شيء لن تخافي مني لكنك ستحترمين دينك، حجابك، لكنك أتعلمين أنت الآن بدأت تخطئين عندما كذبت علي.
قالت بابتسامة حزينة:_الشيء الوحيد الذي لم يتغير بك منذ عرفتك، هو ثقتك بي، لكن هذا لن يشفع لك.
كادت أن تذهب لكنني أوقفتها قائلا:_لا يمكنك أن تذهبي لأي مكان، ستعودين إلى منزلك.
قالت بحزن:_تقصد منزلك؟
قلت لها:_هل هذا ما يهم الآن؟ يجب أن تبقي تحت ناظري إلى أن تلدي، بعد ذلك نقرر في موضوعنا، لا يمكنك الرفض تعلمين ذلك.
قالت:_من الأفضل،أن تدعني أذهب، لأن الأمور لن تكون على ما يرام.
“إن كانت ستبقى هي، أنا الأخرى سأبقى”
كان صوت أمي، لن تفترق عني حتى تخرب عائلتي على ما يبدو،قلت لها:_أمي، أرجوك هل هذا وقت هذا الكلام…….
قاطعتني قائلة:_هل ستطرد أمك الآن من منزلك من أجل زوجتك؟
كنت سأرد لكن سلمى سبقتني:_إنها مجرد تسعة أشهر، بعد ذلك كل في طريقه.
.
.
ثم دخلت المنزل و تركتني مدهوشا، الآن زاد يقيني أنها لن تسامحني، أنها تريد الطلاق.
لم نكن نتحدث كثيرا، أما هي و أمي كانا بينهما حرب باردة، كانت تبدأها أمي لكن سلمى لا تكملها، لم أستطع أن أترك أمي تذهب لأن أبي كان مسافرا،كنت أعلم أن سلمى تخفي عني شيئا ما،لا بد أن هناك ما يبرر تصرفاتها.
ذات يوم… يتبع
الجزء الثالث من هنا
.
.
.
.