.
.
.
.
الشاب طلع من جيبه علبة قطيفة وقربها من البنت وقالها :
….. كل سنة وأنتِ طيبة يا روحي …
البنت حطت إيديها على بؤها وصوتت أول لما فتحت العلبة وقالت له :
…. ياااااه يا تامر … جبتلي العقد اللي كان نفسي فيه … ربنا يخليك ليّ يا حبيبي
قالها وهو بيبصلي بقرف :
…… يا روحي أنتِ تؤمري وأنا أنفذ .. النهاردة عيد ميلادك ولازم احققلك و لو جزء بسيط من أحلامك
قالت له بدلع :
…. جزء بس … ده أنت مفيش حاجة اتمنتها إلا وحققتهالي …. جبتني عند الدكتور عشان اظبط شكلي وكمان جبتلي العقد اللي كان نفسي فيه … حقيقي أنا محظوظة بيك
كل ده وأنا متبعاهم ف ذهول …. العقد شكله يخطف العقل والعين …. لدرجة إنه خطف كل تركيزي وانتباهي. .. ياترا يساوي كام ..شكله غالي أوي. …. بيتهيألي إني ممكن احل بيه كل مشاكلي …. مش مشاكلي بس … مشاكل المنطقة كلها …. ياااه… لو بس يبقى معايا ….
فُقت على صوت الدكتور وهو واقف جنبي وبيقولي :
….. ف إيه يا شهد بقالي ساعة برن الجرس
اتخضيت وقُمت من مكاني بسرعة وأنا بقوله:
….. أسفة يا دكتور جاية ورا حضرتك حالا
ف الوقت ده الشاب قام من مكانه وقال للدكتور :
….. بصراحة يا دكتور أنا مستغرب جدا إن واحد ف مكانة حضرتك يشغل عنده الأشكال الغريبة دي
اتصدمت جدا من كلامه … هو ليه بيتكلم عليّ بالشكل ده ….مش قادرة أنطق ولا أدافع عن نفسي …. الدكتور بصله ب استغراب وقاله :
….. ليه يا فندم خير…. هي عملت حاجة
قاله بعصبية :
….. من ساعة ما دخلنا العيادة وهي عينيها عليّ أنا ومراتي ….. بجد أنا عمري ما شُفت كدا
الدكتور بصلي بغضب وقالي :
……. تعالي ورايا يا شهد
دخلت وراه وأنا باصة ف الأرض. … قعد ف كرسيه وقالي :
….. أنا مش هرفدك لأن ده أول غلط ليكِ هكتفي بخصم أسبوع من مرتبك عشان تتعلمي
قلت وأنا بعيط :
…. والله يا دكتور ماعملتش حاجة .. صدقني
قالي بحدة :
….. الموضوع انتهى يا انسة. .. يلا على مكتبك
طلعت من عنده جري على الحمام ….مش عايزة حد يشوف دموعي وضعفي.. ياربي هو أنا حِمل خصم أسبوع … ده يادوب المرتب بيكفيني بالعافية …. أعمل إيه بس
مسحت دموعي وروحت على مكتبي وأنا شايلة هم الدنيا كله فوق دماغي…بس أعمل إيه …لازم أكمل اليوم ..أنا مش حِمل خصم تاني ….
فضلت شاردة طول طريق رجوعي للبيت …. أنا فعلا غلطت … ماكنش لازم ابص عليهم بالشكل ده … الدكتور من البداية مفهمني أساسيات الشغل عنده وأولهم ماركزش مع حد من المرضى. ….. أنا فعلا استاهل … بس ياريته كان عاقبني بأي حاجة غير الخصم
وصلت البيت وأنا ف نفس حالة الشرود والتوهان. … بس بمجرد ما دخلت من باب الشقة …فُقت… فُقت على الواقع المُر والمسؤوليات اللي فوق دماغي … اخواتي كانوا بيتخانقوا ويضربوا بعض كعادة كل يوم وامي واقفة وسطهم بتنازع بصوتها الضعيف من غير فايدة. …
فضيت الخناق اللي بينهم وقربت من امي اللي كان واضح جدا عليها التعب وقلت لها :
…. مالك يا ماما … شكلك تعبان أوي
قالت لي بضعف :
….خايفة أوي على أبوك ِيا شهد …. بقاله أسبوع بيتألم من وجع ضهره
قلت لها بحزن:
….. بتديله الدوا ف ميعاده ولا لأ
قالت لي :
….. أيوة بديله طبعا … بس مش جايب نتيجة
اتنهدت وقلت لها :
…. حاضر يا أمي أول لما اقبض هوديه لدكتور تاني …. .
قالت لي بشفقة :
…. ربنا يسعد قلبك يا شهد ويريح بالك يارب
ابتسمت لها غصب عني … مقدرش أقولها إني بكدب عليها لأني ببساطة مش معايا تمن الكشف…… كان لازم أطيب خاطرها واطمنها …. ما أنا خلاص اتعودت على كدا اطبطب على اللي حواليا واعاني لوحدي من الوجع ..
….هعمل إيه بس ياربي… ماحدش حاسس بالنار اللي جوايا …. ازاي هوديه عند دكتور بعد الخصم ده…. اتصرف ازاي بس
وفجأة باب الشقة خبط … وعلى طول أحمد أخويا الصغير جري عشان يفتح … وف ثواني كان واقف قدامي بيقولي :
…..ف واحد عايزك يا ابلة شهد
استغربت جدا …ياترا مين اللي عاوزني ف الوقت ده… روحت بسرعة أشوف مين … كان شاب من اللي بيوصلوا الطلبات … بس أنا ماطلبتش حاجة …. قلت له بعدم فهم :
… أيوة خير…
…. حضرتك الأستاذة شهد سيد عبدالعال
قلت له بقلق:
…. أيوة أنا. .. ف حاجة
… معايا طرد مبعوت لحضرتك … لو سمحت استلميه وامضي هنا بالاستلام
طرد إيه ده وياترا مين اللي باعته وليه …. مضيت بسرعة واستلمت علبة هدايا متوسطة الحجم ….. فتحتها بلهفة أشوف فيها إيه. … لاقيت جواها علبة قطيفة وجواب
.
.
إيه ده أنا عارفة العلبة القطيفة دي ….ده أنا عمري ما هنسى شكلها طول حياتي …فتحتها بسرعة ويارتني مافتحتها …. ده العقد. … أيوة هو العقد اللي بسببه اتخصم من مرتبي إيه اللي جابه هنا ومين اللي باعته ….
مسكت الجواب وفتحته بسرعة لدرجة إني قطعت الظرف وأنا بفتحه من توتري …. لاقيت فلوس وورقة .. مسكت الورقة وقرأت اللي مكتوب فيها … ومن هنا بدأت مرحلة جديدة من حياتي……..والجواب كان ……يتبع……
الجزء الثالث من هناااااااااا