فجأة أحس بضربة على ظهره أفقدته الوعي تماما ، وعندما استفاق وكان صباحا وجد حوله مجموعة من الشيوخ كبار السن يبدو عليهم الوقار ، تسائل أين أنا ؟ وماذا حدث لي ؟
قال أحدهم : أيها الغريب لقد وجدناك ملقى على قارعة الطريق .
فماذا أتى بك إلى هنا ؟
قال الدكتور على : أنا دكتور جامعي وعرفت أن لديكم ظاهرة فريدة من نوعها ، وهي اختطاف أطفالكم لمدة خمسة أيام . وعرفت العديد من مميزات هذه القرية وجئت بهدف المعرفة .
لمعت أعين الشيوخ ورد كبيرهم : إنك تبحث عن المستحيل وعن شيء لا يخصك ولن تصل لشيء وأمامك ثلاثة أيام حتى تخرج من قريتنا ابحث فيهم كما تشاء ولك منزل نكرمك فيه ضيفا .
وبعد الثلاثة أيام لست مرغوبا هنا وستكون عدو من يراك . لأنك لا تشبهنا.
ووضع حول عنقه قلادة خضراء الشكل وكأنها من الزجاج أو البلور ، وقال : هذه القلادة ضمان لك بألا يمسك أحد على الأقل منا ويجب عدم خلعها نهائيا وسكت .
تعجب الدكتور علي من كلام الشيخ وأثرت فيه جملة ” على الأقل منا ” وكأن الشيخ يعرف شيئا يخفيه . وحاول تنبيهه له ، ولكن الشيخ أشار لرجل طويل القامة قوي البنيان بأن يرشدني إلى منزل الضيافة .
ظل يمشي حتى وصل لمنزل من الطين ولكنه جيد للبقاء به ، وضع أغراضه وبدأ يخطط ماذا سيفعل وكيفية استغلال المدة التي منحه إياها الشيخ .
.
.
تذكر البئر الموجودة وانطلق يبحث عن الآبار الموجودة وكلما سأل أحد لم يجبه وينظر إليه ويمر بجانبه مرور الكرام .
ولكنه في نهاية المطاف وجد بئر أسفل شجرة ويبدو فارغا فقذف فيه حجرا ولكن الحجر لم يطير ولم يصدر صوت منه ، فاعتقد أنه ليس هو وبدأ يمشي وكلما مر على بئر قذف فيه حجرا حتى وإن كان به ماء ولكنه لم يستسلم ودخل المنزل وكان الليل قد حل وبدأ يدون ما وصل إليه وبينما هو يمشي ذاهبا للحمام في المنزل وجد حصيرا مفروشا على ألواح خشبيه فأحضر اللمبة الجاز التي تضيء المكان واقترب وأخذ يزيل الحصير وكذلك الالواح ، فوجد بئرا فارغة فقال في نفسه : ربما هذه البئر تخفي شيئا فحمل اللمبة وأنار بداخلها فوجد سلالم تنزل للأسفل فلم ينتظر الليل وقام بالنزول ومعه كشاف يضعه للطوارئ ولكنه نسي القلادة . وأخذ يهبط لأسفل وعندما وصل لقاع البئر ، وجد ممرا طويلا ولكن النقوش عليه غريبة وظل يسير حتى سمع أصوات مختلطة تأتي من بعيد وظل يقترب ولكن الغريب لم ير نور ولكن الأصوات تقترب ، وفجأة انزلقت قدمه ووقعت اللمبة وانطفأت وأخذ ينزلق للأسفل ووقع على شيء ليس أرضا أو حجرا بل وكأنه مطاطا وأخذ يتحسس الكشاف ليرى أين هو ، ولكنه فوجئ بما لم يتوقعه …
فوجئ الدكتور على بشوارع وتفاريع لمداخل متعددة أسفل الأرض وكأنها منحوتة في الصخور ، أو مبنية بتقنية غريبة وعجيبة . فسلك أحدها وانطلق يرسم الممر وتعريجاته التي يمر بها . وفجاة وجد نفسه في ساخة كبيرة وبها أنوار تنبعث من صخور مضيئة وعلى الجدران رسومات غريبة وكأنها مصرية قديمة . وفجأة لمح كبير الشيوخ الذي حدثة من قبل ووجده جالسا على مقعد ويسند ظهره إلى الحائط . فذهب إليه أن يأتي وبالفعل جاءه مسرعا ، ولكنه وجده وحده ليس معه أحد ، فقال له الشيخ :
تبدو متعطشا لمعرفة سرنا الذي أخفيناه قرون عديدة واجيال تعقب أجيال قد أخفيناه ولكني عندما لمحت وجهك علمت أنك لن تخوننا وأنك ستحفظ سرنا لذلك أرسلتك للمنزل الذي يوجد به أحد مداخل المدينة السفلية . هذه المدينة التي ورثناها عن جدودنا وهي مصدر قوتنا حيث هنا ينابيع الماء المتدفق من باطن الأرض ، كما أن هواء المكان غير ملوث بالمرة نهائيا فقد تم بناء المكان عن طريق أمهر العفاريت ومهندسيهم والتي تسمح للهواء بالمرور من أعلى لأسفل مارا عبر فوهات تنقيه من الشوائب والملوثات ، كما أن هنا مشفى تم بناءه بحوائط من أحجار تصدر إشعاعات وموجات لها تأثير إيجابي على جسم الإنسان وتضعف من تأثير وقوة المرض. بل وتقضي عليه تماما .
وحجرة خاصة للأطفال نجلب فيها الطفل منذ أول يوم ولادة ونضعه فيها فيكتسب مناعة وقوة منقطعة النظير ويشرف عليه متولي الرعاية الذي يطعمه ويغسل جسده بماء الينابيع لمدة خمسة أيام ثم نعيده لأمه .
.
.
المدينة هذه لم يدخلها غريب قبلك وصدرنا للناس كل هذه الخرافات التي يتداولونها من أجل ألا يقترب أحد منا .
.
.
.
.
.
.