مريم تخضع لجراحة خطيرة في المخ وبعد خروجها من غرفة العمليات يتم نقلها الي العناية المركزة والاب والام يقفون امام باب الغرفة ينتظرون خروجها بفارغ الصبر
الام بلهفة وقلق .. خير يا دكتور طمني ارجوك
الطبيب .. احنا عملنا اللي علينا والباقي علي ربنا .. مخبيش عليكم الحالة حرجة جداا ولو ال ٤٨ ساعة الجايين دول عدوا علي خير يبقي فيه امل ان شاء الله .. والامل في ربنا كبير ادعولها انتوا بس .. بعد اذنكم
الام تبكي بشدة .. بنتي هتروح مني يا راجح وانا مش عارفة اعملها حاجة .. يارب نجيها من اللي هي فيه .. يارب خد من عمري واديها يااارب
الاب .. اهدي شوية يا نوال .. بنتك هتبقي زي الفل ان شاء الله.. قادر ربنا ينجيها برحمته
الام برجاء وتوسل .. يارب .. يارب
ويعود وائل الي فلته حزينا مهموما وفي ذهول شديد .. لا يصدق ما حدث وكأنه كابوس مزعج ثم تأتي اليه دادا ثنية
ثنية .. حمدالله ع السلامة يا بيه .. احضر لحضرتك العشا
وائل .. لا .. ماليش نفس .. الولاد فين ؟
ثنية .. في اوضتهم فوق .. يا عيني نيمتهم بالعافية زعلانين اوي ع الست مريم .. هي اخبارها ايه يا بيه ؟
وائل .. ان شاء الله مش هتموت .. هتعيش يا دادا .. ادعي انها تعيش يا دادا ..ادعي من كل قلبك .. عشان دي لو ماتت انا مش عارف ايه اللي ممكن يحصلي بعدها !!
دادا بثينة .. عارفة انك بتحب ست مريم اوي .. وان شاء الله ربنا هيقومها بالسلامة وترجع لبيتها ولولادها قادر يا كريم .. انا هاروح اعمل لحضرتك فنجان قهوة
وائل لنفسه .. بحبها !! ده انا طلعت مغفل كبير اوي
ثم يصعد الي الطابق الاعلي ويمر بجوار غرفة الاولاد وكان يعتاد يوميا عند عودته في المساء ان يدخل الغرفة ويطمئن عليهم ويقبلهم ويمسك وائل بمقبض الباب ويتردد في فتح الباب ثم يفتحه في النهاية وينظر اليهم من بعيد ثم يهم بغلق الباب ولكن فجأة ينادي محمد قائلا
محمد .. بابا
وائل يتردد في اجابته ولكن في النهاية يفتح الباب مرة اخري وينظر اليه
محمد .. بابا .. انا خايف اوي يا بابا
وائل يقترب من محمد ببطء ويجلس بجوارة علي السرير
وائل .. خايف من ايه ؟
محمد .. خايف علي ماما اوي .. هي ماما هتبقي كويسة .. مش صح يا بابا ؟
وائل .. ان شاء الله .. نام انت دلوقتي عشان عندك مدرسة الصبح
محمد .. هو انا ممكن اطلب من حضرتك طلب ؟
وائل يهز رأسه بمعني نعم
محمد .. ممكن حضرتك تنام جمبي ع السرير انهارده ؟
وائل .. انت بقيت كبير خلاص ومش عاوزك تخاف من حاجة ابدا .. ماما ان شاء الله هتبقي كويسة .. يلا تصبح علي خير
ثم ينهض من ع السرير ليغادر الغرفة وينادي عليه محمد
محمد .. بابا
وائل يلتفت اليه
محمد .. متعود دايما تبوسني في راسي قبل ما تمشي
وائل يقترب منه ويقبلة ومحمد يحضنه بقوة
محمد .. بحبك اوي يا بابا .. بحبك انت وماما
وائل .. وانا كمان … بحبك .. تصبح علي خير .
محمد .. وانت من اهله يا بابا
وائل يغادر غرفة الاولاد ويذهب الي غرفته ويتذكر كل الكلام الذي قاله له النقيب صلاح وفي اليوم التالي تفيق مريم وتطلب مقابلة وائل علي وجه السرعة .ويذهب اليها وائل مسرعا ويدخل العناية المركزة حيث تمكث مريم ويبدوا انها في اللحظات الاخيرة من حياتها
مريم ترفع ماسك الاكسجين عند رؤية وائل قائلة
مريم بصوت خافت .. تعالي يا وائل
وائل .. ايه ناوية تقولي الحقيقة ؟!
مريم .. انا عاوزة اقولك حاجة واحدة بس .. سامحني يا وائل وعاوزة اوصيك ع الولاد خلي بالك منهم يا وائل
وائل غاضب بشدة .. وانا عاوز اعرف الحقيقة .. انتي خونتيني ولا لا ؟! اتكلمي يا مريم .. الكلام اللي انا قولتهولك امبارح صح ولا لا ؟ اتكلمي يا مريم
.
مريم تنتفس بسرعة ولا تستطيع الكلام ..
وائل يشعر ان مريم بدأت تفارق الحياة
وائل منزعجا .. اتكلمي بسرعة ارجوكي .. انتي خونتيني يا مريم ولا لا ؟!
مريم تبكي ثم تقول .. سامحني يا وائل .. ارجوك تسامحني
بعدها تفارق الحياة مباشرة وتصفر الاجهزة الموصولة بها وتدخل الممرضة مسرعة تحاول انقاذها وتطلب من وائل مغادرة الغرفة
الممرضة .. من فضلك اطلع برة لو سمحت
ويدخل الطبيب يحاول انقاذ مريم مستخدما جهاز الصدمات ووائل يراقب الموقف في ذهول ولسان حالة يقول يارب تعيش ..ويحاول الاطباء انعاش قلبها ولكن دون جدوي .. ويخرج الجميع من الغرفة وهم في حالة من الحزن والاسي وتدخل الام والاب يصرخون ويولولون علي موت مريم
وائل .. ليه بس يا مريم تعملي فيا كدا ؟! ليه تموتي قبل ما تقوليلي الحقيقة .. ليه ؟!
ومن هنا تبدأ رحلة وائل في البحث عن الحقيقة .. انتظروني
.
.
.
.