.
.
.
.
قصة حقيقيه تقشعر الابدان
أختي الصغيرة عندها موهبة غريبة أوي، بتعرف الناس اللي هيموتوا من وهي صُغيَّرة، أنا لسَّه فاكرة الليلة اللي مسكت فيها رجل بابا، كانت بتترجاه ميخرجش، بس هو ضحك وهو بيحضنها وبيخرُج لحَد عربيته، كان بيضحك وهو بيقولها: ” أنا بس رايح للبقال أجيب شوية حاجات للبيت ”
دي كانت آخر كلمات سمعتها منه قبل ما يموت، لقوه ميت في عربيته، في الطريق بين البيت والمحل اللي كان رايحه، يومها أختي الصُغيَّرة قالت إنها شافت كُل حاجة قبل ما تحصل، بس مكانتش بتحب تتكلِّم عن الموضوع على مر السنين، أختي آشلي تنبأت بموت ناس كتير أوي، ناس كتير من عيلتنا، بس من حُسن حظنا إن الموهبة دي كانت بتسمَح لنا نودعهم.
بس آشلي كانت مانعانا نقول على الموهبة بتاعتها لأي حد مهما كان، كانت بتكره موهبتها دي، بس أنا كُنت بقولها دايمًا إن دي موهبة وهبة من ربنا ولازم تستغلها
في النهاية آشلي قررت تشتغل في مستشفى خاصة بالحالات الميؤوس منها، مستشفى صغيرة كدا بيروحوها كبار السن أو المرضى اللي حالاتهم حرجة عشان ينالوا رعاية كاملة قبل ما يموتوا، بالنسبة لأهالي الناس دول، الموت كان حاجة كويسة، عشانهم بيرتاحوا من الألم والوجع، بيرتاحوا من المرض اللي مالوش علاج
بدأت آشلي تكسب ثقة بعض المرضى وتعترف لهم بموهبتها، ودا كان بيساعدهم يعرفوا هيموتوا إمتي وبيديهم وقت كافي يودعوا أهلهم وأحبائهم، كانت بتتفق معاهم إنها هتقولهم قبل ميعاد وفاتهم بليلة كاملة، ودا كان بيحسسها إن موهبتها لها قيمة وفايدة بتفيد بيها الناس
مع مرور الوقت كانت آشلي بتقرَّب من المرضى أكتر وخصوصًا اللي في المُستشفى بقالهم فترة طويلة
.
لحَد ما في يوم رجعت من المُستشفى وهي بتعيَّط، ساعتها فهمت … أكيد واحد من المرضى القريبين منها هيتوفي، سألتها بلُطف، مش عايزة أكون بضغط عليها في الظروف دي: ” حد من المرضى هيموت؟ ”
هزت راسها وهي لسَّه بتعيَّط بحُزن
مش مريض، يمكن يكون من أصدقائها أو حد من الأسرة؟
.
سألتها: ” حد من أصدقائك؟ ”
” لا ”
” حد من العيلة؟ ”
مردتش عليَّا
إتنهدت بعُمق، بحاول أهيأ نفسي شوية عشان لمَّا أسمع خبر وفاة حد من العيلة أكون مُتماسكة
سألتها بخوف: ” ماما؟ ”
.
.
.
.
هزت راسها بالنفي مرة كمان، مسحت دموعها، في النهاية إتنفست بعُمق وهي بتبصلي وبتقول: ” إنتي ”
جريت على أوضتي وقفلت الباب عليَّا
أنا؟ … أنا هموت؟ … وفجاه
يتبع………