.
.
.
.
رواية فتاة قبيحة الحلقة الثالثة
وقبل رحيلي إلى الخدمة العسكرية ناديت #ازل في أحد ممرات الردهات في المستشفى الذي نعمل فيه
و لأول مرةٍ أشعر أنها جميلة إلى هذا الحد..كانت ترتدي الأبيض الذي كاد أن يجعلها ملاكا!! و تضع حجاباً عسلياً، يضفي على عينيها البنية طعم قهوة محلاة بغير سكر!!
وتضع حول عنقها سماعتها الطبية، التي تعكس للجميع ثقة بنفسها عظيمة!
قلت لها : #ازل!! اريد الحديث معكِ بشأنٍ ضروري..
فردت ببرود كعادتها : تفضل #علي؟!
: سأغادر للخدمة العسكرية!
فردت فقط بكلمة : اي؟
كمن تقول لي : (و ما المطلوب؟؟ )
تلعثمت كثيراً، تمنيت لو أني أعلم أساسا سبب حديثي هذا..
فاسترسلتُ قائلاً : أريد شيئاً منكِ، يبقى معي للأبد!
ابتسمت باستغراب و خجل وقالت : لماذا؟
فقلت: أريده فقط، غدا موعد التحاقي، نفذي ذلك لطفاً !
فأخرجت من جيب معطفها الأبيض كتيباً صغيراً مكتوبٌ على صفحته الأولى (حصنُ المسلم)… كتاب أدعية صغير
فقالت بكل طيبة : تفضل.
كنت سعيدا و حزينا بالوقت ذاته، متناقضة مشاعري معها..
فـــبالحقيقة احرجتني #ازل.. تمنيت لو انها تعاملني بقسوة ولو لمرة، لو انها ترد اعتبارها ولو بكلمة جارحة.. حتى ولو برفض طلبي ذا.. (الا تتعب من كونها جيدة دائماً؟)
شكرتها كثيراً و اكتفت هي بكلمة (موفق) ..
ودعتُ #مرتضى، و المستشفى و كل شيء، كمن ينظر لهم نظرات أخيرة!
وضعت كتاب #أزل في جيب قميصي و مضيــت!!
و #مضت_الايام
و أنا اخدم في جبهات القتال، اعالج الجنود الجرحى، و اعلن وفاة كثيرين، اكلت اشياء غير قابلة للأكل، نمت سويعات معدودات، اصبت مرات عدة ، و كدت أن أموت حقا بسبب الاكتئاب! و في كل مرة كنت أقرأ من كتاب #ازل.. و لا اذكر أن مرّ يوم الا و أنا اتذكرها بدعاء!
ثـــم و بـــــــــ#معجزة_سماوية…. عدت!!
و قبل دياري، و قبل عائلتي، تعنيت للمستشفى بذريعة العلاج!
و ما ان دخلت بحثت عنها ، و بالفعـــل رأيتها غارقة في عملها، كانت تضحك مع أحد كبار السن الراقدين هناك..
فاقتربت منها بملابسي الرثة و حقيبتي الضخمة التي كانت على كتفي..
.
.
لم تبقي لي العسكرية وجها وسيما هه كنت مليئا بتراب الحرب، و بعض من الدماء المتيبسة على جبيني!
لم اهتم لهيئتي.. كان جل همي أن أراها!
فالقيت التحية و ردت عليّ مرحبة بي و قالت : مبارك لك عودتك بسلام!
قلت لها : لا تهنئي أحدا خرج من الحرب بسلامته، فحتى من عاد لم يعد !
فقالت بابتسامة : جعلتك الحرب عميقاً !!
وبعد برهة صمتٍ قلت لها : #ازل شكراً لك على الكتيب الذي اعطيتني إياه!
فقالت بنبرة جدية : عفوا.. انا لم اعطك اياه للأبد، إن تفضلت أعده لي حين ترتاح!
لا أعلم لماذا توترت انذاك..
فقلت لها : لماذا؟ أريد أن يبقى منك كـــذكرى!
فأجابت : وأنا لا أريد أن يبقى معك شيء يخصني أبدا !!
شعرت بنبض قلبي يتسارع، واخرجت لها الكتاب وقلت لها : لك ذلك!
فشكرتني و ذهبت لعملها..
ذهبتُ و سلمتُ على اصدقائي هناك.. الكل كان فرحاً بعودتي، استقبلوني بفرحة اهل لا أصحاب
شعرتُ بصدق كل حرف في كلمة (ولدتُ من جديد)
وبعد الاحتفال الصغير ذاك، اختليت بصديقي #مرتضى و امسكته من كتفه واقتربت من اذنه
وقلت : قل لي.. هل #ازل تزوجت؟؟
يتبع …
الفصل الرابع من هنا