قاطعه محمد بطا”عة: لا أتكلم والله يا باشا
فخر بضحك: لا تعجبني كدة يا محمد ..
بعدها إتنهد وهو بياخد نفس عميق وغمض عيونه .. وقال في نفسه بحُزن: يا ريتني يا وتر سمعت كلام قلبي وحر”بت العالم كله من البداية عشان أكون معاكِ ..
يا ريتني ما شوفت شجن معاكِ، يا ريتك ما خوفتِ مني في كل لحظة شوفتيني فيها ..
يا ريتك قربتي يا وتر .. يا ريتك لمحتي لي بحبك ..
يا ريتني ما دخلت قصر سليمان ولا شوفت بنت سليمان ولا روحت لهم ومعايا ورد وفوق البيعة قلبي ..
أول مرة أحس بالضعف والتو”هة .. أول مرة أحس بالند”م على حاجة مكنتش بإيدي ..
بس للآسف أنا مسمعتش كلام قلبي ولا مرة لما كان بيقولي شجن لأ .. ولا سمعت كلام عقلي لما قالي شجن لأ دي مش تو”بك ولا إختلافها يليق بيك ولا لبسها ولا كلامها ..
كنت مشدود ليها ولحلاوتها الخارجية وبس .. للآسف كنت نفسي أكون أب وخلاص .. وعيني كانت معـ”مية .. لدرجة إن خلاص كانت شجن هتبقى مراتي
ضغـ”ط على إيدُه إلي فضل يخبط بيها في إزا”ز الشباك: شجن الخا”ينة .. الر”خيصة .. الأنا”نية .. إلي كانت عاوزة تد”مر أختها بالرغم من إنها مشافتش منها أي حاجة وحشة ..
محمد بقلق: أنتَ كويس يا باشا؟ إزا”ز العربية هيتكسـ”ر في إيدك !
فاق فخر من تفكيره العميق، إلي كان نابع من أعماق أعماق قلبه، وقال بتنهيدة حا”رة: مش عاوز أروح .. وديني على الكورنيش يا محمد
محمد بتنهيدة: تحت أمرك يا باشا
قال كدة وهو بيغير مسار العربية، وركن قدام الكورنيش .. حيثُ النيل وريحة النيل .. الهواء الجميل البارد .. وريحة البطاطا والحلبسة بالشطـ”ـة .. إجتماع الدفء والبرودة في فصل الشتاء بيبقى بس عند إتنين عشاق متجوزين وبينهم إبنهم وبياكلوا بطاطا .. بيبصوا على النيل ويفتكروا أيام الخطوبة ويضحكوا على لهـ”ـفة البدايات .. وير”موا هموم المصاريف وغلو الأسعار ومصاريف مدرسة إبنهم في النيل ..
إبتسم فخر وهو شايف العيلة البسيطة دي .. وبعدين نزل من العربية وقال لمحمد: ساعة وتعالى يا محمد
محمد بطا”عة: أوا”مرك يا باشا ..
راح فخر قعد على مقعد حديد باللون الأخضر .. بص للنيل وأخد نفس عميق وهو بيقفل البلطو بتاعه عليه من البرد .. ونسمات الهواء بتـ”حتل شعره الناعم الإسود .. وعيونه بتنغـ”مس في النيل أكتر وأكتر ..
وهو بياخد نفس عميق، بيتمنى الهواء البارد إلي داخل لجسمه دة يطفي النا”ر إلي قا”يدة في قلبه .. بيتمنى يجيب حقه ويعيش في أمان ..
فجأة طارت وردة حمرة جميلة ووقعت تحت رجله، فـ أخدها من على الأرض ..
لقاها طارت من راجل عجوز شايل ورد، فُل، وياسمين ريحتهم تجـ”نن
فـ إبتسم وقام وقال: لو سمحت يا حج .. عاوز شوية ورد على شوية فُل كدة وكتر من الياسمين البلدي دة .. ولا معاك نعناع إديني ر”بطتين منه
إبتسم العجوز وقال بصوت مبحوح من البرد: شكلك بتحبها
فخر بإستغراب: هي مين؟
ضحك العجوز وغـ”مز بجهد وشقى .. شقى محفو”ر في تجاعيد وشه العجو”زة: إلي جايب لها الورد والياسمين
ضحك فخر وقال: بصراحة أيوة .. بحبها .. وهي بالنسبة لي أجمل من أي ورد
العجوز بضحك: دي لهفة البدايات .. وحلاوتها .. بكرة متطـ”يقوش بعض
إبتسم فخر وطلع فلوس من جيبه وقال وهو بياخد الورد: لا يا حج .. أنا مصدقت نكون لبعض ويتقفل علينا باب .. ولو دي القاعدة بتاعة الجواز فـ أنا هكـ”سرها ..
أنا كل ما بشوفها بحبها وكإني أول مرة أحب وكإني أول مرة أشوف ست أصلًا !
إبتسم العجوز وقال: الحُب غريزة جوانا .. الحُب البر”يء فعلًا هو الحُب النابع من القلب والعقل .. ملوش علا”قة بشهو”تنا ولا ر”غبتنا .. الحُب إلي بجد هو الحُب البر”يء .. الحُب النقي .. إلي أنا شايفُه في عينيك دلوقتي يا إبني ..
طبطب على كتف فخر: شكلك مهمو”م، ربنا يفك همـ”ك .. إلي بييجي للنيل ..
بيبقى عاشق ومعاه حبيبتُه ..