رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

قطع كلامه وهو يتأمل البيت بنظرات استكشافية، تبعها وهو يطلب مني زجاجة مياه، شعرت بالحرج لأني نسيت أن أقدم له واجب الضيافة، ولكني تداركت حالي حين فكرت بأنه يهودي وبالتأكيد من هم مثله لم يسمعوا عن الكرم أبدًا في حياته فالمجتمع اليهودي مشهور بالبخل، كإحدى محافظات مصر والتي لا يجب ذكر اسمها الآن، حين جلبت له الماء وجدته يجلس كما هو، وهذا معناه بأنه كان ظمآنا بالفعل ولا يدعي هذا كي يفتش في البيت، وأيضًا لو كان يريد تفتيشه لفعل ذلك عن طريق السرداب، دون حاجة للدخول وقت حضوري، شرب واعتدل في جلسته ثانية وهو يكمل قائلًا:

– حين رأيتك من بعيد، طلبت من الرجال نقل خالتي وزوجخا بسيارة أخرى، وبدلناهم باثنين غيرهما وفجرنا السيارة، ووضعت تلا في قارعة الطريق كي تنقذها، وهنا جاء دورك وبالفعل لم تخيب ظني، بالتأكيد أصبحت محض شك بالنسبة لهم بعد فشلي في قتلها، ولكني أخبرتهم أني لم أجد المصل أو أي ورقة تخص أبحاثها معها، أي أنها ربما كانت تشك في أمر أبويها، وقتلهما وحدهما سيقتل أي شك نبت بقلبها، بل ويعطينا فرصة ثانية في إيجاد المصل، الآن أنا وأنت وتلا معرضون للقتل لأن بالتأكيد ممولوا الأخوية يعرفون بأنك لم تنفذ مهمتك رغم قراءتك للرسائل، ويريدون قتلي لأني لم أقتل تلا، ويريدون قتلها لأنها ربما قد تكون الأمل الأخير للبشرية.

بدأ الخوف يتسلل إلى عقلي وأنا أتخيلهم يقتلونها، قررت أن أعرف أكثر محاولًا قتل خوفي، سألته عن الطبيب وزوجته التي عرفنا مؤخرًا أنها من العائلة، فأخرج هاتفه وبدأ في تصفح بعض الصور ليريني إياها، شعرت بالصدمة حين رأيتها، لم تكن سوى نجلا، الفتاة التي سرقت لبي وزلزلت كياني، أدمعت عيناي رغمًا عني، كدت أن أحطم هاتفه وأنا أحاول لكم الشاشة بيدي لأبعد صورتها عني، أمسك يدي وأقفل شاشة هاتفه وقف من مكانه وهم ليجلسني على مقعدي، استطرد قائلًا:

– لقد كانت جزءًا من الخطة، الإيقاع بك في حبها لفترة زمنية، تظهر لك وهي غنية وبعد أن تكون كل شيء بالنسبة إليك تتركك، فتعاني الأمرين، الفراق والقهرة من الفقر، فيعرض عليك فيما بعد الزواج من ابنة عمك الثرية فتوافق لإنقاذ ما تبقى من آدميتك.

بدموع خائنة نزلت رغمًا عني قلت:

– ماذا لو لم تخطئ أمي وتقع في حب الرجل الذي غدر بها، أتعرف، تمنيت لو أنها لم تلدني، فحينها لم أكن لأقع تحت أيدي عائلتك.

ضحك بصوتٍ عالٍ ثم قال:

– ما زلت لا تفهم؟ إنهم من أرسلوا العاشق للإيقاع بأمك، ربما كانوا يخططون لذلك قبل ميلادها أيضًا، إنهم يحسبون لكل شيء قبل أعوام من حدوثها.. ربما تكون أمك مخطئة لفعلتها هذه، ولكن لا نستطيع إلقاء اللوم عليها وحدها، فلنقل أن هذا هو القدر.

قلت بصوتٍ يملأه الحقد والغضب:

– لا بد من الانتقام منهم، لا أعرف كيف سيحدث هذا وهم الآن أسفل منزلي، وربما يكون هذا النفق يغطي العالم كله، بمعنى أنهم في أي لحظة يمكنهم فيها تدمير العالم أجمع.

بصوت هادئ قال:

– سنقتلهم بعد أسبوع من الآن، أنت الآن مراقب من قبل الشرطة، ستتصرف بشكلٍ طبيعي جدا، وستسلم الشرطة المفكرة كما أخبرتهم، وبهذا سنقوم بكشفهم أمام حكومة بلدك، حينها سأخبرك بباقي الخطة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top