رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

– كيف يعطونك هاتفًا رغم أنهم يريدون قتلك، أظن أن ممولوا الأخوية قد أعطوا الضوء الأخضر لتصفية أخويتنا الصغرى، فقد قرأت الكتاب وأعرف أنك رهانهم الرابح، رغم أن المفكرة قد رسمت المستقبل بحذافيره، لو نجح المخطط بالكامل فسيخرجون هذه المفكرة ليخبرون العالم بأنهم يعرفون الغيب، ترتيبات مسبقة تنفذ حسب القواعد الموضوعة.

من هنا عرفت أنه معي وليس ضدي، تساءلت بداخلي عن سبب تغيير مساره، خاصة وأنه بتحالفه معي وتلا، قد يخسر عائلته للأبد، وربما يحاولوا قتله، وهذا غير مستبعد، فقد يقتل الأب منهم ابنه في سبيل تحقيق أهدافه، وقفت وأنا أقترب منه، كنت ألف وأدور حول مقعده وكأنني محققًا، ربما أفادتني المسلسلات البوليسية في تمثيل دور المحقق والتحقيق معه بشكلٍ صارم، بل استرسل عقلي مطالبا لي تكميم فم بنيامين وتقييده في المقعد لأعذبه فيعترف! ابتسمت على أفكاري الجنونية لأجدني ما زلت أدور حوله كثورٍ معلق بساقية، ضحكت رغمًا عني وأنا أتخيلني وأنا برأس بهيمة تقوم بتقييده وضربه، طردت تلك الأفكار الحيوانية وقلت بصوتٍ خرج ببحةٍ قهرية:

– جميل، كل هذا فكرت فيه وهذه أفكارهم منذ قديم الأجل، كما أنهم يرددوا على عقلك الكذبة ألف مرة حتى تترسخ بوجدانك فتصدقها، لكن ما سبب خيانتك لهم، اعذرني ولكن تحالفك معنا بالنسبة لهم يعتبر خيانة!

وكأنه رتب للجواب قبل أن أسأله، قد ابتسم وأجاب للمرة الثانية دون تفكير:

– خطة قتل تلا، هذه هي القشة التي قطمت ظهر البعير…

على ذكره للبعير ضحكت مقاطعًا إياه، شعر بالضيق لمقاطعتي إياه، اعتذرت له وطلبت منه أن يكمل حديثه، فأكمل بتأفف:

– لست أنت من أنقذ تلا من الموت، لقد كنت أنا يا شعيب، أنا من أخرجتها من السيارة، ربما يكون هذا جديد عليك، ولكن الأجدد حين تعرف بأن أمها وأبيها لا يزالان على قيد الحياة، وخطة الحادثة بالكامل كانت من ترتيبهما، وهذه كانت بالأساس خطة الأخوية، فللأخوية أهداف تسمو فوق مصلحة العائلة الصغيرة، وولاء الأعضاء للأخوية أقوى من ولائه للاسرة بما فيها من أبناء، لم أكن أتوقع أنك قد تجازف وتحاول إنقاذها ولكنك نجحت في ذلك، وإن لم تفعل لكنت أنقذتها للث بعد انتهاء الفوضى التي حدثت.

ما يقوله ربما يكون صحيحًا ولكن كيف لم يمت أبويها وأنا قد رأيتهما غارقان في دمهما، حين رأى نظرات الشك ترتسم على محياي، استرسل قائلًا:

– لم أقتلهما، بالفعل تم ضربها بالرصاص ولكن كان كل منهما يرتدي سترة واقية، والدم الذي خرج منهما لم يكن منهما، هي مجرد تمثيلية لتموت تلا وهي ما زالت تحترمهما، ولا تعرف الحكومة عنهما شيئًا سوى أنهما ماتا، كنت قد طلبت أن أتخلص من تلا دون مساعدة أحد بأن أخرجها من السيارة وأقتلها وحدي في مكان آخر وهذا كان شرطي لإتمام المهمة…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top