رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

بعينين مغمضتين قال:

– الرسائل كادت أن تحطم رأسي، أُرسل إليَّ من فترة هاتف نقال، مقفل برقم سري، وبه من رسالتين، لم أستطع تصفحهما.

تفكرت قليلًا، ماذا لو كنت مكانهم.. هل سأطلب منه أن يقتل عدوهم.. بالتأكيد هذه الرسائل بها مخطط آخر قد رسمه المرسل لشعيب، طال الصمت، خلى المكان حتى من ضجيج النبضات، ابتسمت بخبث، فنظر لي شعيب بنصف عين وكأنه يريد أن يقرأ ما يدور بخاطري، قلت بضحكة ساخرة:

– متى أرسل إليك.

سرح قليلًا وكأنه يتذكر، أمسك رأسها وكأنه يصارع ذكرياته، بنظرة جانبية قال:

– ليلة الحادث..

لم تتغير ابتسامتي الساخرة، تلاقت أنظارنا، فهم هو ما أفكر به فاستطرد قائلًا:

– هل تفكرين فيما أفكر فيه؟!

بالفعل فكرت أن الرقم السري قد يكون شيئًا يخص شعيب، ربما يكون يوم مولده، ولكن الجهاز يفتح أيضًا ببصمة الإصبع، مددت يدي إليه وأنا أقول بحماس:

– إذا كان الهاتف معك فاعطني إياه، ربما كانت بصمتي هي مفتاح اللغز.

دون تفكير أعطاني إياه، وكأنه عبء ثقيل على قلبه وأنا سأخلصه منه، أمسكته وما إن لمست شاشته حتى فُتح، بالفعل كانت بصمتي هي الحل.. نظرت لشعيب فقد كنت أريد الاطلاع على الرسائل.. فهم ما أفكر فيه للمرة الثانية، قال وهو ينظر إليَّ ويترقب حماستي:

– اقرأي لنا الرسائل ربما اكتشفنا المزيد..

فتحت الرسالة الأولى فهالني ما قرأت، بدأت في سردها على مسمعيه:

“صديقنا الموحد، لست منا، ولكن ستكون.. إن كل ما مررت به كان مرتبًا من قبلنا، هذه رسالتنا الأولى ستقرأها لا محالة، فإن كانت قد وصلتك فأنت قد فعلت واحدة من اثنين، إما قتلتها أو أحببتها، لنا عندك ثماني حجج ستتمها لتصبح الرقيب.. ابتر الإصبع مفتاح الهاتف وأرسله لنا.. مع كل أمر سيكون هناك أجر”.

تلاقت أنظارنا، هم يعرفون بأن شعيب هو من أنقذني من الحادث، يدت نظراته مخيفة، ربما أغراه العرض، أشار إلى لأفتح الرسالة الأخرى، فتحتها وبدأت أقرأها، صوتي كان مرتعشًا، يداى ترتعشان وبدأت أبكي حتى اختفى صوتي، وقف واقترب مني وهو يقول:

– سأتزوجك يا تلا، لا تخافي، هم يلعبون بنا وكأننا فئران تجارب في مخطط ساذج، يعتقدون بأني سأكون عبدا لهم، يريدون مني أن أنفذ ما يطلبون دون تفكير.. سأتزوجك لأنقذك مما قد يفعلوه..

بدى كلامه غامضًا، هم يطلبون منه قتلي، فلو تزوجني فقد عصى أول أمر، فكيف سينجو من براثنهم! تدارك هو تعجبي فقال بثقة:

– بالتأكيد يعرفون أني معكِ الآن، ولكن هم الآن يحاولون اختبار ذكائي فإذا لم يحدث لك أي مكروه فبالتأكيد سأكون في نظرهم قد فشلت في فتح الهاتف.. اقرأي لي الرسالة الثانية.

هرب الدم من وجهي فبدوت أمامه كجثة هامدة من إثر الرعب، حاولت ابتلاع ريقي وأنفاسي تتسارع تصنع في طريقها الضجيج بالغرفة، بدأت أقرأها بصوتٍ مرتعش:

“الطريق ممهد أمامك، العائلة مجرد ترس صغير في ماكينة أكبر تضاهي حجم السماء، كحبة رمل في صحراء شاسعة، كونك أتممت الأولى بتخلصك من الإصبع سيتيح لك تحطيم الترس.. نحن معك سنعينك على تتمة الأمر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top