رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

لم أفهم ما يرمي إليه، كنت أنظر له بتعجب، شعر هو بأني لا أفهم ما يقول، فأردف قائلًا:

– إن كل ما حدث للعائلة كان مرتبًا، الجرائم جميعها متشابهة وعلى خطٍ واحد، صوت مزلاج الباب وهو يفتح، يقيد الضحية على مقعد خشبي وحوله بركة من الكيروسين ثم…

ملأ فمه بالهواء حتى صنع بداخل خديه بلونتان وهو يخرج نفسه بقوة ويشير بيديه وهو يقول:
-بوووم، انفجار يحرق المعترض على المخطط، إذا نظرتِ في تاريخ العائلة ستجدي سلسلة من الاغتيالات، كان آخرها اغتيال أبويكِ.

سواء أكان صادقا أو لا، يريد إرجاع حق عائلتي أو يكذب فهو يقول الحقيقة التي أعرفها جيدًا، قلت بشكٍ:

– وما الذي يجعلك تريد مساعدتي، أنا أعرف بأنك وأبيك قد عانيتما الفقر، وإرثك من أبي سيجعل منك ثريًا، هل ستضحي بكل هذا فقط من أجل ظهور الحق؟!

اقترب مني وهو يربت على يدي ويقول:
– موتك مع عائلتك كان سينهي كل شيء، ألم تسألي نفسك، من أنقذك؟ من وضعك على قارعة الطريق، ومن اتصل بالإسعاف؟ كان لا بد أن تتساءلي عن كل ذلك، لقد عرفت مخططهم، والفاعل كان عمك، إن زواجنا سيكون مجرد حالة إنقاذ لكِ.. لنا جميعًا.

رأيت الصدق في عينيه، فاستطردت قائلة:

– وما الفائدة من زواجنا؟!

– قال بثقة: الموضوع بسيط يا تلا، هم سيزوجونا ببعضنا، ستكونين تحت مجهرهم دائمًا، بالطبع كانت حركة ذكية منك ألا تأخذين أبحاثك معك، بالتأكيد أخفيتيها في مكان ما لا يستطيع أحد معرفته غيرك، زواجنا يعني أن كل شيء أصبح بين أيديهم، وهكذا تنتهي مهمتي، بعد أن يجدوا ما يريدون سيقتلوننا معًا.

بسخرية قلت: وهل أبوك سيحاول قتلك بعد أن تأتيه بما يريد، أظن أنه ما تقول درب من المستحيل.

ضحك بصوتٍ عالٍ تبعها بقوله:
– هذا لو كنت بالفعل ابنه…

صمت قليلًا، كانت يداه ترتعش

أخرج من جيبه أجندة حمراء وأعطاني إياها وهو يقول:

هذه مذكرات أبي، بها كل ما فعله مع أمي، مخططه مع أبيك، كل شيء هنا تحت عنوان (وثيقة الأخوية المقدسة).

أخذتها منه بلهفة وكأني قد وجدت ضالتي.. الدليل الموثق على جرائمهم.. كانت المفكرة سوداء اللون وغلافها سميك جدًا، وريقاتها الصفراء كانت الدليل القاطع بأنها عتيقة الأثر وليست من ادعاء شعيب لكسب ثقتي.. فتحتها لأجد في صفحتها الأولى بضع كلمات.. (الخطة الأولى للخلاص)

بدأت في تصفح أوراقها فوجدت مكتوب بها:

“العائلة هي الترس الأصغر في تروس متهالكة في مجتمع نائي، وقد كان حظي أن أولد في العائلة الأفقر على الإطلاق.. متجمعين جميعا في حي صغير، بداخله حارة سموها بحارة اليهود، رغم أن المسلمين والنصارى يظهرون ودهم لنا، ولكننا كنا نعلم في باطننا بأنه مجرد حب زائف، نحن نبغضهم وهم يبادلونا ذلك، نعرفهم من نظراتهم، ابتساماتهم الزائفة.. حتى قامت الحرب.. وبدأ اليهود في الخروج من مصر بجوازات سفر مصرحة للخروج.. ولكن هنا الخروج بغير عودة، فماذا لو كنا مسلمين وعشنا معهم كما لو أن حياتنا قبل الحرب لم تكن!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top