نظر لي الطبيب نظرة مطولة ثم قال:
– عروس وفي ليلة زفافها تحاول الانتحار، ويأتي بها زوجها فنكتشف أنها حبلى في شهرين، الأمر غريب وقد يكون فيه شبهة جنائية، اعذرني سيدي ولكني مضطر أن أتصل بالشرطة للتحقق في الأمر.
تساقطت كلماته فوق رأسي كصيبٍ من السماء، ارتعد قلبي وبرقت عينيّ حتى كاد شررها أن ينسلخ عني ليصيب لسانه فيخرسه، كيف حملت ومتى، فمنذ شهرين كانت مع عمي وزوجته ولم يكن هناك حادث، هل ارتكبت الخطيئة في وضح حياته، لربما كان سبب موتهما هو قيادته للسيارة بسرعة جنونية بعد معرفته بأن ابنته قد قابلت أحدهم وعاشرته في الحرام، مات أبويها تاركين العار لي لأحمله فوق عاتقي.. انزلقت دموع خائنة من عينيّ وأنا أفكر في كل شيء، ورأسي المعبق بريح كلماتها المسمومة التي أثقلت حمل قلبي، فتعهدت قبل أن أطلقها بشيء واحد.. أن حياتها معي لن تكون سوى الجحيم برمتها.. جحيم لم تسعر في يحموم ولن يكون هناك وقود سوى قلبها الذي سيهلك.. طال صمتي فسمعت صوت أبي الواقف بجانبي يأتي من بعيد وهو يقول:
– لا أيها الطبيب، قبل أن تتصل بالشرطة فتفضح عائلتنا، أريدك فقط أن تتطلع على شيء ما لم يكن يعرفه ابني حتى الآن.
انتبهت لما يقول، فهل بعد قبول رد عرفان أخوه من خلالي أكتشف أني لا أعرف الكثير، هز الطبيب رأسه، فاردف أبي: