كنت أمني نفسي بأنك ستتعافين قريبا، سنتسامر ونتحدث للصباح، أو مثلا حين بلغت سن الحلم، آتيكِ خائفة من النزيف فتطمئنيني وتخبريني بأني كبرت وأصبحت عروس.. لقد حرمتيني من لذة صوتك.. هل ستصدقيني لو أخبرتك بأني أود ألا أسمع صوتك مرة ثانية.
أنهيت كلماتي التي لو أستطع بها أن أعبر عن خذلاني، عن كفري بكل ما هو منها، احمر وجهها شعرت أنها تختنق، بكت بحرقة، كلمات تقولها استطعت أن أميز بعضها، “سامحيني، لقد ندمت” بدت صادقة، فهي لا تستطيع خداعي مهما حاولت، احتضنتني، فنسيت كل ما كنت أقوله وارتميت بحضنها، قالت بصوتٍ عالٍ:
– سأساعدك في إتلاف المخطط بالكامل، وسأنصح بنيامين للعودة، فهو أيضًا مجبر على تحقيق ما تريده العائلة، أنتِ اخترت طريقك وهذا لأن أبوكِ في صفك، أما هو فالجميع يرون فيه الأمل الوحيد..
– سألتها: بالتأكيد تعرفين كيف بدأ الأمر..
قامت من جانبي وأوقفتني، جلسنا على سريري مرة ثانية، نظرت في عيني وهي تبتسم، قالت بصوتٍ هادئ:
– الشركة الأجنبية التي تعملين بها ملك للعائلة، ولكن يديرها أشخاص غيرنا، نحن مجموعة صغيرة وسط مجتمع بالكامل يريد نجاح الخطة، لن يتروكننا لو خنتهم.. لقد جئت معكم محاولة إنقاذك..
ابتسمت بسخرية وأنا أقول:
– لو جئت لإنقاذي كما تقولين كنتِ ستخبريني بكل شيء، لمَ تخفي عليَّ أنك غير فاقدة للنطق؟
– صدقيني الأمر كله فقط لإبعادك عما يحدث، ومع دخولنا مصر حدث ما حدث وأخذوكِ، كل ما قلتيه عن التحقيق معناه أنك أصبحتِ العدو الأكبر لعائلتنا، لقد حدثت بنيامين فقط لأخبره بأن يبتعد عنك..
خفق قلبي بشدة عند سماعي لاسمه، قلت وانا أبتسم بحزن:
– هل يريد قتلي؟
بتلقائية قالت:
– هو طلب فقط أن تبتعدي عن طريقه، وهو لن يقترب لك.
المحير في الأمر هو تصديقي لها بعد اكتشافي أن حياتي معها كانت مجرد أكذوبة، لأكتشف أن الحب هو منبع الألم الحقيقي، خاصة حين يخدعك الأقرب إلى قلبك..
لا أعرف كيف سألتها عن زوجة الطبيب، قالت مجيبة على سؤالي:
– زوجته قريبتنا أيضًا، أمر إصابتها وخبر موتها المزيف كان بمنزلة إلقاء حجرا في بركة ماء، فقط أردنا اختبار ردة فعلهم، ولكنهم لم يصدقوا زوجها.. صدقيني يا ابنتي لن نستطيع مجاراتهم لن أقول ردعهم لأنه مستحيل ولكنني الآن في صفك.. أعدك بذلك.
في تلك اللحظة كان أبي يفتح باب الغرفة، نظر لأمي بحقد، فقد استمع لكل ما حدث، قال بغضب موجهًا:
– أخيرًا انقلب السحر على الساحر، كنت منتظر أن تكشفي نفسك لي ولكنك انكشفت رغمًا عنك، إذا أردت أن تساعدي ابنتك بالفعل فعليك أن تخبريهم بمعلومات خاطئة عما تفعله تلا، حينها فقك سنصدقك.
قبل أن تجيب كنت قد سبقتها، بنظرات واثقة يحفظها أبي قلت:
– لا أظن أنها ستتركهم يقتلوني، اطمئن يا أبي.