رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

– قبل أن تتكلمي.. لا يهمني السبب، لا أريد أن أسم…

وكأن الكلمات هربت من فمي، صمت أصابني مع بكاء يصدر من أعماق قلبي، الكلمات تزدحم بحنجرتي ولا يقوى لساني على النطق، حاولت استعاد نفسي، قلت والبكاء حليفي:

– لا أريد أن أسمع مبرراتك، ولا كيف أنك ما زلت تتحدثين مع بنيامين الذي حاول خداع ابنتك، لن أسمع عن أبي الذي عاش معك عمره دون أن يسمع صوتك لأني أعرف بأنك وعائلتك تخططون لشيء ما، ربما وافقتِ على المجيء لهنا فقط لتنفيذ ما خططم له، ولكني هنا لإنقاذ ما قد تخربوه، ولكن تفلحوا..

بدت متأثرة مما قلت، نظراتها الفزعة مع شخوص نظراتها شعرت أنها لا تصدق ما أقول، أو لم تتوقع أن أفكر فيها كأول عدو لي، قالت بنبرة مرتجفة:

– كنت على استعداد أن أقتل وما خطتت له ينجح، هل رأيتِ كيف أخرجونا منها؟ لقد هربنا في صناديق وألقوا بنا من يهربونا في الماء، أنهم لا يحبوننا…

صمتت قليلًا ثم قالت:
– ألم ترِ كيف هم يكرهوننا؟ في المطار أخذوك، تم تعذيبك رغم أنك لم تأتِ إلا لإنقاذهم..

كدت أن أجن، ففي التحقيقات لم يذكر لي أحدهم أن أمي من أصول مصرية، قلت بشرود:

– كيف لم يعرفوا أنك من أصول مصرية؟!

ضحكت بصوتٍ عالٍ جعلتني أشعر كما لو أنها كانت تخدعني حين بكت منذ قليل، تبعت ضحكاتها بكل ما حدث لها:

– ببضع جنيهات يدخل لصًا لبيت العائلة، يقيد أهله، ويضع بجانبهم أسطوانة غاز.. ينفجر كل من فيه فيصبح الجميع أموات..

هي تخبرني بأنهم قتلوا عائلة بأكملها حتى يستطيعوا الهرب بهويات أخرى، أيا كانت الجنسية، فيعودوا ليحققوا مخططهم، قلت بسخرية:

– وبالطبع تزوجتِ أبي لأنه كان يخطط لنفس الأمر مع أخيه، وحين بدل تفكيره حاولتم قتلوا، وكنتِ طوال الوقت تخبريه بأنك ضحية أهلك.. لكنك كنتِ العضو الأكثر تأثيرًا فيهم، فقد رزقتِ بطفلة تستطيعين من خلالها أن تحققي ما أردتِ.

– بالفعل هذا ما حدث، وأنجبت ماتيلدا ابنها بنيامين، لقد خططنا لكل شيء، حتى لقائك الأول به كان من تخطيطي.

ارتعش جسدي، أمي لم تعد المرأة التي أعرفها، لطالما كانت الرقيقة، ناعمة ونقية، ظننتها فردوسا من الجنة ولكنها لم تكن سوى أفعى، تتلون حسب ما تريد.. قلت وأنا أبكي:

– حين كانوا يسخرون مني بحافلة المدرسة كنت أقول لو كان لأمي صوتًا لاحتضنته وبكيت فيه عمرًا، في كل ليلة أخلد فيها للنوم، أقرأ الروايات العائلية لأشعر ولو قليلًا بلذتها.. كنت أتمنى ولو كلمة واحدة تغمر أحزاني،

حين كسرت ثنتي العلوية جريت عليكِ لأريكِ إياها، وددت لو أخبرتيني أن ألقيها في عين الشمس وأنا أطلب ثنة جديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top