رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

تحسس ملابسه بيده وهو يقول بفزعٍ مصطنع:

– يا ويلتا يبدو أن محفظتي قد سرقت، ادخلي يا ابنتي مدرستك وحين ترجعين البيت سنفكر في أمر المصروف الذي صرفتيه.

لويت شفتيَّ وقلت ببكاء مصطنع:

– أيرضيك أن أتضور جوعًا لأن مصروفي نفذ؟

ربت على كتفي وهو يقول بنبرة متأثرة وصوت أشبه بالهمس:

– نعم.. يرضيني.

فشلت أن أنفرد به لوقت أكثر من ذلك، هو يعرف أني معي ما يكفي من المال، فأنا أحرص دائمًا على ما معي وأحسب خطواتي، لا أترك أي أمر دون تخطيط، نزلت من السيارة فوجدت بنيامين ما زال واقفًا، لا أعرف أكان ينتظرني أم لا، كان اليوم مختلفًا بالمدرسة، ورغم ذلك شعرت بالملل، أحب مدرستي وأداوم على تأدية واجباتي، فأنا كما أخبرني أبي سأصير أشهر طبيبة بالعالم أو كما يلقبني بـ(الموعودة)، أعمل بجد لكي أحقق أمنيته في، وانتهى اليوم وخرجت لأجده يقف أمام وصيد المدرسة وفي يده باقة زهور، هل يقدم اعتذاره على الملأ أم ماذا يفعل، فهذه عادة جديدة على أبي، ابتسمت فور رؤيته، احتضنته وأنا أقول:

– أمي تحب الزهور، أحببت الباقة كثيرًا…

قاطعني بنظرة حانية وقال بصوت هادئ:
– ولكنها لكِ يا تلا، اركبي وسنتناول معا الغداء، أريد أن أخبرك بكل شيء ونحن نأكل.

دون أن ينتظر الرد مني أحاط كتفي بذراعه، فتح لي باب السيارة وأجلسني وكأنني أميرة متوجه.

في الطريق للمطعم كان صامتًا، ربما يفكر بما سيخبرني، هل سيخبرني بكل شيء أم سيدخر بداخل عقله القليل، هل الحقيقة ستكشف، أن سيبوح بالفتات منها؟!

أشعر أنه قد تبدل قليلًا، فعلى غير عادته كان يمزح معي ويسايرني، لم أنتبه أننا أصبحنا بالمطعم من شدة اندماجي معه، فلم أرَ سواه رغم كثرة ما يحيطونا، حتى أن الطعام ثد نزل، قال وهو ينظر لي:

– لقد حجزت هذه الطاولة في الصباح بعد دخولك المدرسة، وطلبت لكِ الأكل المصري الذي تحبينه، إنه أفضل مطعم يقدم الأكلات الشرقية.

أستمعت له وأما أضع يدي على خدي الأيمن، في مظهر يبدو للرائ وكأنه موعد رومانسي ينقصه الشموع، ابتسامته لم تتلاشَ، وبعد أن أنهينا طعامنا قال:

– صامتة، ومنتظرة أن أخبرك بكل شيء، الفضول قد يدفعنا لسماع ما قد يسوءنا، أتعرفين؟ إن الفضول هو من أوقع بني إسرائيل في شر أعمالهم..

تذكرت ثانيا ما قالته خالتي، قاطعته وأنا أقول:

– ديانتي الحقيقة، لماذا جعلتني مسلمة ما دمنا على دين أمي؟!

تمعن النظر في وجهي، قال وهو يشير بسبابته نحوي:

– ولدت لعائلة يهودية، وكان على أهلى التظاهر كونهم أصبحوا مسلمين لكي لا يخرجوا من مصر، فيما بعد آمنت بكل حرف في ديني، أصبحت على ملة غير التي ولدت عليا بالقناعة لا بالخداع كما أخبروكِ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top