رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

كان وقتا لطيفًا قضيته معه ولكن سعادتي لم تكن مكتملة، فأخشى أن أسير تجاه المدرسة على قدمي، أيضًا أفكر في أمر الحافلة، سرحت وتركت ما في يدي من طعام، فوجدته يلمس يدي لأول مرة، اضطربت واصطدمت يدي بحافة الصينية وأنا أبعدها عنه، شعر بالحرج ولكنه تدارك أمره وقال بخجل:

– آسف لم أقصد إرباكك، أريد أن أخبرك بأن أمي قررت أن يكون لك سائقًا يوصلك ويرجعك من المدرسة.

فتحت عينيّ على مصرعيهما، قلت بلهفة:

– هل حقًا فعلت؟ ومتى سيأتي.. أتمنى أن يكون اليوم.

وضع كلتا يديه على خديه وهو يقول:

– لقد استيقظ منذ وقت قصير، وها هو يفطر معي الآن.

نظرت له بخبث وأنا أقول: وهل خالتي استأجرتك لتوصلني إلى مدرستي يوميًا؟

ضحك بحرج وهو يقول: يبدو أن استيعابك بطيء، سأخبرك، أنا أحب أمي، إذن أنا وهي شخص واحد وهذا معناه أني أخذت رأيي نفسي، وقررت أن أتخذ قرارا بدلًا من أمي في تعيين السائق، ورب موسى إن أمي تحبك.

أنهى جملته بضحكة استعراضية جعلتني أضحك، فاسترسل قائلًا وهو يقف:
– ارتدي ملابسك سريعا فلو عرفت أني أنوي توصيلك والتأخر على جامعتي لأخذت مني السيارة.
———————————————-

كان الطريق شاغرًا لأن نصل المدرسة في وقت بسيط ولكنه كان يسير حسب السرعة الموصى بها، سألته وأنا متعجبة:

– تعرف أننا متأخرون، والطريق أمامك خاليا، فلماذا لا تقود بسرعة؟

قال وهو لا ينظر إليَّ: لا أحب كسر القواعد، إذا تعودت على مخالفة القانون في الشيء الهين ربما أفعلها في أشياء أكقر فظاعة..

أعجبني ما قال وشعرت بالانبهار به، حاولت أن أتعرف عليه أكثر فقلت:
– ماذا عن التدخين، السهرات، تناول الجعة مصاحبة الصهباوات من بنات الليل.

ضحك وهو يقول:
– كل شيء متاح غير مقبول به، التدخين ربما.. ربما فكرت فيه ولكني وجدته سيأخذني لحلقة أكثر شراسة، أما الخمور وينات الليل فهذه سلع متاحة أكثر من أي شيء والحقيقة أني لست مدخنًا ولن أكون، التدخين قد يتسبب في موتي وموت كل من يخالطني، فما الداعي منه!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top