قاطعتني دون تفكير مسبقٌٍ منها:
– ولكنني لم أكن لأوافق، فلست انا من تتزوج من شخص لا تعرفه ولم ترَه، ولكن لأني معاقة أجبرتوني على ذلك، وكأني لا يحق لي الاختيار.. من سيكون بجانبك من سيرعاكِ، من من! وبالطبع أنت الحصان الرابح للغنيمة…
كنت أرى الكلمات تخرج منها بصعوبة وكأنها تدفعها بلسانها، غير متوافقة مع نبرتها أو نظراتها التي تحاول أن تجعلها صارمة، كانت كانت جارحة خاصة وأنها ثرية وأن من الجذور الفقيرة بالعائلة، بالفعل كنت أعرف أنه لم يكن ليحدث هذا لو لم يحدث ما حدث.. طأطأت رأسي لأسفل، شعور بالخذلان من أبي الذي أقنعني من البداية وشجعني على الزواج بها لألاقي وحدي إثم فقره فأقف لأستمع محاضرة عن كوني طامع خسيس، ابتسمت لها بازدراء متأكدًا بأن جمال الوجه ما هو إلا شيء خاسر نظير وجود المشاعر، أدرت ظهري لها مقررًا عدم خوض مناقشة معها فتصب على وجهي كؤوسها الباردة من الكلمات التي ألقتني أسفل الحضيض كونها تراني جشعًا.. أقفلت الباب عليها وتركتها وحدها.
لم أن في تلك الليلة، تجولت في بيتها الذي لم أدخله قبل ذلك اليوم، نعم فقد تزوجنا في سكنها كوني لا أملك مالا لتكوين عش الزوجية.. سمعت صرخة مدوية مع صوت ارتطام شيء ما بالأرض، بكل ما أوتيت من لهفة اتجهت تجاه الصوت وفتحت باب الغرفة لأجدها ملقاة على الأرض لا تتنفس وفي يدها زجاجة صغيرة فارغة…