رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

– أنتِ لستِ مخطوفة هنا، يمكنك الاتصال بأهلك ولكن أعطني دقيقة وسأعود إليكِ..

خرج وتركني وحدي سابحة في بئر التفكير، ولكن هذه المرة لم أفكر في غيابي عن مدرستي، ولم أسأله عن الوقت، لأول مرة أشعر أني لا حاجة لي في الذهاب إلى البيت، شعرت بالأمان في مكان غير الذي ولدت فيه، ولكن عقلي لام قلبي على هذا، حتى دخل هذا الشاب ثانية وهو يحمل صينية يها طعام..

لم تعمل يدي في هذا فقد أصر على آكل بيده هو، لا أتذكر متى آخر مرة قد أكلت فيها من يدي أبي أو أمي، ولا أعرف لماذا طاوعته وأكلت!

بعد أن انتهينا وقف وهو يقول:
– بالمناسبة، اسمي بنيامين.. بنيامين إيزاك.

تنحنحت بخجل وقلت: أنا تلا، وأنا في الصف العاشر.

– أعرف يا تلا، فأنا أهتم بكِ منذ أمد بعيد.

احمرت وجنتي أكثر وحاولت إخفاء ابتسامتي، فأكمل وهو ينظر لعيني بحب:

– أتابعك منذ عام مضى، كان من المفترض أن أكون خلفك حين حدث ما حدث اليوم ولكني للأسف تأخرت، سامحيني يا تلا.

لأول مرة أقابل حالة مثل هذه، تساءلت بداخلي، منذ متى يحبني، وهل يعقل أن يحبني أحد دون أن يحدثني، يتابعني، يتتبع خطواتي، يكون الحامي والمنقذ، ماذا لو لم يكن بجواري اليوم؟ كنت سأقتل لا محالة، أو ربما يتم اغتصابي! انكمش جسدي وظهر الضيق على وجهي، فوجدته يقول:

– لا تخافي يا تلا، لم أكن لأسمح لأحدهم أن يقترب منك، حتى وإن كان عليّ أن أحرق العالم من أجعلك، فسأحرقه دون أي إحساس بالندم.

– ولكن كيف، لماذا أنا، أنا لم أرَك من قبل، لا أعرف أي شيء عنك، لماذا اخترتني أنا، أنا بشعة، غريبة الأطوار، ليس لي ولو صديقة واحدة، لا يسمعني أحد.. هل تعرف هذا؟

جلس بجانبي على السرير فانتابني الخوف، فهذا الوضع لا يصح، انكمشت على نفسي، شعر هو بما أشعر به، ضحك بصوتٍ عالٍ وهو يقول:

– هل أعجبك الأكل؟

وقبل أن أجيبه قال:
– أنا لا أشتري الوجبات الجاهزة، وبالتأكيد لست الطاهي، أبي وأمي بالخارج، اطمئني يا تلا لسنا وحدنا في هذا البيت، أعرف أنك متحفظة بعض الشيء فجلبتك لمنزل أبويّ، اطمئني.. أنتِ في أمان.

شعرت بالفرح، نسيت آلامي حتى أني فكرت في الخروج لبيتي، ولكنه أخبرني أن عليّ الراحة لبعض الوقت حتى أسترد عافيتي، قلت بقلق:

– ولكن عليّ أن أخبر أهلي بما حدث.

نظر لي بخب، أخرج هاتفه واتصل برقم ما، أعطاني الهاتف فوجدته يجري اتصالا مصورًا، نظرت لهاتفه بتعجب، والفضول تغلغل بداخل أوردتي فجرى بها كالدم، أغلقت الهاتف قبل أن تجيب أمي وعيناي لا تصدقا ما تريانه، قال بخبثٍ:

– أمي وأبي بالخارج، ربما لاتعرفينهما، ولكن أمي هي ماتيلدا.. خالتك.

#يتبع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top