رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

ما زاد من شكوكي سماعي لها وهي تقول: “حسنا يا بنيامين، سننتظرك في مصر قريبًا”

سرحت وانغمست في قطرة من مخيلتي لأتذكر أول شاب تعرفت عليه، أول صديق.. أول رجل دخل حصن قلبي المشيد وحاول اقتحامه.
في عادتي لا أميل للعلاقات ولا أؤمن بالحب، القيود، التحكمات التي لا طائل لها، فقررت الاهتمام بدراستي دون الالتفات الأي غراميات قد تكون كاذبة، فالعالم هنا متفتح لأقصى درجة، وبالطبع لا يعاقب أحدهم بتهمة الغش والخداع، لا رادع لكاذب أو خائن إلا لو أهان مالك، أما عن كسرة القلب، وانطفاء الروح فلا سبيل إلا البكاء.. البكاء الذي يشعرني بالضعف ولم أكن يومًا ما بالفتاة الضعيفة..

في الأسبوع الأول للصف العاشر بالمدرس، قررت أن أنسى أمر الحافلة وأن أسير وحدي في الطريق ذهابًا ورجوعًا، حتى ذلك اليوم الذي استوقفني فيه مجموعة من اللصوص في حارة جانبية كنت قد أتخذها طريقًا مختصرًا للمدرسة..
شخصان من أصحاب البشرة السمراء، المضهدون في هذه البلاد، حاول أحدهم أن يضع يديه على كتفي ولكني أبعدته عني بيدي، وضربته بين فخذيه بقدمي اليسرى، ركع أمامي ووضع يديه موضع الألم، ولكن الشخص الآخر كان سريع البديهة، وقف خلف ظهري وضربني نفس الضربة ولكن أسفل مؤخرتي، سقط أرضًا وتوالت ضرباته، حتى أن صديقه المصاب قام وأبرحاني معًا حتى كدت أن أفقد وعيي من شدة الألم، صوت طلقات نارية جاءت من بعيد جعلتهما يجريان من أمامي..

أغشي عليَّ، طالت الإغماءة، وحين فتحت عينيَّ وجدتني في غرفة ما، لم تكن غرفتي، ولا تشبه غرف المستشفيات، كنت مدثرة بلحاف قطيفي أحمر اللون ومعلق بيدي المحاليل، حاولت التحدث ولكن صوتي خرج مختنقًا، فتح باب الغرفة لأجد شابًا ذو جسد رياضي، شعره الأصفر وعينيه الخضراوين مع وجهه المشرب بالحمرة أشعروني بأنه إنكليزي الجنسية، كانت ابتسامته جذابة، على إثرها نسيت من أنا، ورحل الألم عن جسد، بادلته الابتسامة، تحاملت على نفسي وقلت بتوتر:

– أنت من أنقذني منهما؟ هل قتلت أحدهما.

لم تفارق ابتسامته شفتيه، قال بصوت هادئ:
– ليتني استطعت، ولكنهما هربا، أولاد الحرام.. يكفي أنهم دمروا الشوارع، والآن يريدون أن يدمروا الطبيعة.

رفعت إحدى حاجبي، وقلت بنبرة متعجبة:

– أي طبيعة؟

– أنتِ، من ذاك الأبله الذي يقتطف وردة من بستانها قم يقطف وريقاتها ويجردها منها، من ذا الذي يجرؤ على مساس القمر.

احمرت وجنتي، فأنا رغم ما يشيد من يعرفني بجمالي إلا أنها المرة الأولى التي يتغزل بي شخص لا أعرفه، فالجميع هنا يبتعدون عني ويلقبوني بالمتعففة، كوني ما زلت بكرًا رغم وصولي للسابعة عشر من عمري، وكأنه أمرًا طبيعيًا، تداركت أمري فوجدتني أتطلع إلى عينيه دون وعي، قلت وأنا أحيد نظري عنه:

– أين أنا؟

– لا تقلقي، أنتِ في بيتي، لم أشأ أن أبلغ الشرطة لكي لا يتم التحقيق معنا ونقع في مشكلات أن شخصيًا لا طاقة لي بها.

حاولت لملمت نفسي، وتحاملت على نفسى لكي أقف، ولكني فشلت، كان يقف على حافة السرير، أدار لي ظهره وهو يقول:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top