رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

– صوت مزلاج الباب وهو يفتح
ضربة قاسية مني فوق رأسها أفقدتها الوعي
بعد قليل فتحت عينيها فوجدت نفسها مقيدة فوق مقعدٍ حديدي، كان بهو البيت غارقًا في الكيروسين وبجانبها وضعت أسطوانة غاز لتكتمل فعلتي في الهروب.. هروبا بحروقٍ قد تكون وساما على صدري بالبطل الذي حاول إنقاذ زوجته فماتت وحُرق هو، فهمت هي ما أنتوي عليه، تبادلنا النظرات النارية، بدى الحقد في شعاع بصرها ولكنه كان الشعاع الأخير، أشعلت عود ثقاب وألقيته وأنا أبتسم لها بخبث، نار أضاءت بيتي، رأيتها تحترق أمام عيني، تبكي، تتوسل، أمسكت النار بكل شيء، لم أنل منها الكثير.. انفجر أنبوب الغاز فدفعني الانفجار خارج النافذة.. فأصبحت أداة جريمتي هي منقذي الوحيد كما رتبت لها..

كان هذا ما كتبه أبي، قصدت أن أقصها بعد أن حذفت عن رأسي بعض التفاصيل، لكي تكتمل شكوكه تجاه أبي، وأيضًا ليصدق كل ما أقول، لأني بالتأكيد لن أتذكر كل كلمة كتبها أبي، أخرجني المحقق من شرودي وهو يقول:

– أريد هذه القصة..

عرفت أن خطتي آتت بثمرها، قلت بصوت الواثق:

– عليك أولا أن تخرجني من هنا، فأبي بالتأكيد يعرف أنها معي، ربما نسى بالماضي، ولكن لو وجد أحدكم يمر بجانب البيت فبالتأكيد سيأخذ احتياطاته.. أخرجني من هنا وسأجعلكم تقبضون عليه..

ساد السكون، طال صمته وهنا عرفت بأني سأعاود لبيتي في القريب…

(تلا)

مثل الحب كمثل زهرة اجتزت من بستانها قبل أن تتفتح، فظل عبقها مخبئًا داخل وريقاتها الذابلة ولكن ريحه قادرًا على إشعارك بأنه لا يزال حيًا.. بالداخل دون ظهور…

– تلا، زوجتي ما زالت على قيد الحياة.

أفكر دومًا كون هذه الحياة كأوراق الدومينو، مرقمة وكل ورقة منها تكشف لنا ما يأتي بعدها، جلست وفتحت الحاسوب وبدأت أكتب كل ما حدث لي منذ وصولي لهنا فظهور الطبيب وحكايته، ثم زوجته المتوفاة، فعودتها للحياة فجأة.. كنت أعرف أنهم لن يتركوني أحيا بسلام، ولا أعرف من أين أبدأ وفيمن أضع ثقتي.. ولأن النوم سلطان فقد سقطت في بئر سحيق من الظلام، ولكن هذه المرة كانت الكوابيس هي صديقتي التي لم تشأ أن تتركني..

نمت كما لم أنم من قبل، رغم ما رأيته من كوابيس كادت أن تقتلي، كان وجهي متعرقًا، أهرب من شيء ما، السكون يغلف الجو، زقيق الطيور ألهمني يقظة تمنيتها، وكأنها جاءت لتنقذني من بحر من الأحلام السوداء وأضغاثها الكاذبة، أُغرقت فيه رغمًا عني.. مياه جارية أمامي وأنا أركض نحوها عارية تمامًا كما ولدتني أمي، فأسقطني شخص ما بها، تحول الماء العزب لبحيرة جارية ولكن رائحتها كانت كريهة ولم يخرجني منها سوى الزقزقات، ولكن هل دخل أحدهم المنزل أثناء نومنا؟!

تهادى إلى مسمعيَّ صوت امرأة تتحدث الأمريكية، لقد كان خافتًا لتلك الدرجة التي تجعلني أقوم من سريري وأتحسس مكاني لأصل لباب غرفتي، لربما عرفت صاحبة الصوت، خطواتي كانت هادئة، حتى أني فتحت الباب دون أن أجعله يصدر صوتًا، ولكن العجيب أنني لم أرَ أي أحد بالبيت، والصوت اختفى، تعجبت ولكني فكرت أن الصوت ربما جاء من الحديقة المحاوطة للقصر، فرغم أنه بني بداخل مزرعة، ولكنه في الوسط محاط بحديقة منفصلة عن المزرعة.. دخلت الغرفة مرة ثانية وفتحت النافذة ولكن لم أعرف المتحدثة بعد .. ولا أظن أن هناك أحد بالبيت غير أبي وأمي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top