وكأنه غير مصدقٍ بما أقول، ابتسم بعدما قال جملة لم أفهمها:
– حسنا، ربما يمكنك ذلك، ولكن في المشمش.. يمكنك الانصراف الآن وسأراك قريبًا.. قريبا جدا.
خرجت من الغرفة وشياطين جهنم تتراقص أمام وجهي من شدة غضبي، لقد تم إهانتنا في أول يوم لنا في بلدنا التي كنا نتمنى زيارتها من سنوات كثيرة..
كان أبي قد رتب كل شيء قبل مجيئنا إلى مصر، فمدير أعماله سافر قبلنا بعدة أشهر واشترى لنا قصرًا محاط بمزرعة كبيرة، ولأني أحب الريف والخضرة والطيور كان هذا هو السبب الأكبر لموافقتي الرجوع لبلد لم أعرف ناسها وأهلها.. في طريقنا للمزرعة كان هناك سيارة كبيرة تسير خلفنا، مراقبون للوهلة الأولى لنا في هذه البلاد نؤخذ عنوة فما بال القائمين بها، ماذا عن عمي والفقر الذي نهش جلده وربما حطم عظامه..