اشتاط عقلي غضبًا وقلت بصوتٍ عال:
– وهل ديانة أمي هي السبب في هذا التحقيق، أليس حرية الاعتقاد مكفولة للأشخاص في مصر؟ لا أعرف كيف تفكرون؟ عموما لقد اتفق أبي مع أمي أن الأولاد ستبعون ديانته هو، ولم ترفض هي ذلك، وأظن أنه لا دخل لأحد منكم في هكذا أمر.
رفع إحدى حاجبيه وهو يمسك بقلم ويشخبط به على ورقة أمامه، قال بصوت هادئ هذه المرة:
– بالطبع نحن هنا لا نتدخل في عقائد المواطنين.
كان أبي في غرفة أخرى وبالطبع كان هناك شخص آخر يحقق معه، صوت رنين الهاتف أخرجنا من عقبة الكلمات، ليرد الضابط عليه وهو ينظر إليّ نظرات بلهاء لم أكتشف كنها.. ليقول بصوتٍ:
– أهلا بك في بلدك، أنا الضابط يونس السنباطي سنرى بعضنا البعض كثيرًا هذه الفترة..
شعرت بالقلق على وقلت بصوت مهتز:
– ماذا عن أبي وأمي؟
ضحك وهو يقول: لا تقلقي سأصطحبكم حتى تخرجون من المطار على خير، ولكن أخبريني.. هل أتيتم زيارة أم ستستقرون في مصر؟
– كنا ننوي على الاستقرار بمصر، حتى أننا فكرنا في بناء مستشفى لعلاج مرض الإيدز..
نظر لي نظرة مطولة قبل أن يقول:
– ولكنه ليس له علاج بالعالم.. وقد انتشر هذه الفترة بمصر بالفعل..
قلت وانا ابتسم ابتسامة صفراء:
– لقد انتشر سيدي بفعل فاعل.. هناك بعض الأشخاص قصدوا ذلك لتحقيق مكاسب شخصية.