رواية عشق (كامله جميع الفصول) بقلم عمرو علي

في اليوم الأول لنا بمصر وبداخل المطار، كانت الغربان السوداء تعصف بنا لنجد ضباط الشرطة يوقفونا بعد أن تحروا عنا جيدًا..
أخذوني وحدي لغرفة مغلقة بيضاء اللون من فرط هوائها جعلتني أشعر بالاختناق فلأول مرة يحتجزني أحدهم.. جلست على مقعد أمام مكتب أحد الضباط والذي أدخلني عنوة دون أبي ولا أعرف السبب، كان وجهه بدينا بعينين شاخصتين تتمعنان النظر في وجههي مما جعلني أخشى تأمله، خرجت الكلمات من فمه الذي لم أتبين حجمه إثر اختفائه من شاربه:

– أنت تلا رستم، ولدتِ في أمريكا لأب مصري وأم أمريكية، أبوكِ مصري الجنسية أما عن أمك فهي يهودية الديانة.. أهذا صحيح؟

رجفة أصابت جسدي، وارتعشت أناملي أمام ناظريه، وهو يمعن في النظر وكأنه عنكبوت وقد وقعت الفريسة في بيته، تنتظر فقط الانقضاض عليها.. قلت بصوتٍ مرتعش:

– لا أعرف ما المشكلة، نعم أنا أمريكية الجنسية كما أني طبيبة، هل تحققون معي لأني وافقت أبي في فكرة العودة إلى بلدي التي لم أرها من قبل؟

لم أكن أنظر إليه، ولكن صوت طقطقة عالية جاءت من زاويته جعلتني أنتبه له لأجده فقط يحرك رقبته! ضحك بصوتٍ عالٍ مما جعلني أتعجب ويتبدل توتري لهدوءٍ لا أعرف كيف جاء وسط هذا الهراء، أسكت نفسه حين رأى تبدل تعابير وجهي ثم قال:

– طبيبة تحمل جنسية أجنبية جاءت مع أبيها وزوجته اليهودية، حسنًا هل ولدت يهودية مثل أمك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top