رواية زواج بالإكراه

بالصعيد..
كان يجلس بهيبة في بهو منزله الضخم و يقف أمامه ثلاث شباب مخفضين رأسهم بإحترام ، و جميع العاملين بالمنزل يختبئون وهم يشعرون بالرهبة و الخوف الشديد مما هو قادم ، قاطع هذا الصمت بسؤاله بصوته الرخيم..
عبد التواب بخشونة:

 

close

اتفضلوا اتكلموا ، ساكت ليه يا ولدي ما كان صوتك واصل لآخر بلاد المسلمين عاد ، دلوجيت جفلت خشمك؟؟
ولده بأدب وهو يرفع رأسه:

 

– يا بابا فيها ايه بس ، هو احنا بنقولك عملنا حاجة حرام ، احنا حبينا و جايين نقولك اننا عايزين نتجوز عشان حضرتك كبيرنا
عبد التواب بصرامة وهو يقف:

 

 

– و بنت عمك اللي مجعدها چارك دي ايه ، هجولها ايه انا!! على آخر الزمن الحاج عبد التواب كلامه بينزل الأرض ، و على يد مين!!! ولاده..
ولده الآخر بتحدي و ملل من ذلك النقاش:
– يا بابا لو سمحت كفاية ، حضرتك موقفنا هنا بقالنا ساعة زي الأطفال ، كل ده عشان عايزين نتجوز اللي بنحبهم؟؟

 

 

عبد التواب بغضب:
– صوتك بيعلى على أبوك يا محمود!! وانت يا عبد العال ساكت إياك من اول الكلام ، ايه ممسكهم زمام الأمور ليه

 

ولا ملكش شخصية كالعادة؟
عبد العال بغضب:
– كفاياك يا أبوي ، بقولهالك بلهجتك يمكنك تفهمها ، كفاية يا بابا ، محدش فينا أجرم ولا ارتكب ذنب ، بنقولك بنحب ، و مش هنقدر نتجوز بنات عمنا دول

 

 

عبد التواب بحسرة يغلفها الصرامة وهو يدير لهم ظهره:
– يا خسارة تربيتي فيكم يا ولاد عبد التواب ، على آخر الزمن تيجوا و ترفعوا حسكوا عليا ، بتخالفوا عاداتنا و تقاليدنا ، مين دول اللي هيتجوزوكم؟ من عيلة مين ولا كيف شكلهم دول؟؟ ما انا عارف بنات مصر كويس ، و

 

 

انت يا محمد خيبتك تجيلة جوي ، بقا سايب بنت عمك عشان تتجوز خواجاية؟؟ تعالي يا فاطنة شوفي خيبة عيالك ، كل ده بسببك عشان قولتيلي سيبهم يا حاج يتعلموا في بلاد برة سيبهم يبقا ليهم مستقبلهم ، تعالي شوفيهم وهما بيكسروا كلام ابوهم
محمد بهدوء وهو يحمل حقيبته:

 

– خليك فاكر يا حاج احنا جينا نكلمك بالحسنى زي ما ربنا أمرنا لكن حضرتك اللي مصمم تجرح فينا ، احنا هنمشي
عبد التواب بإنفعال وهو يقترب منهم و يدفع ثلاثتهم للخارج:

 

– اطلعوا برة بيتي يا كلاب ، انا معاوزش اشوف وشكم اهنه تاني ، انا متبري منكم يا خلفة الندامة

غادر ثلاثتهم بحزن و ودعوا دارهم و القهر يكسوا ملامحهم و الحزن يملئ قلوبهم فهم يودعون طفولتهم و مراهقتهم و جميع عائلتهم مغادرين بلا رجعة..

 

عبد التواب بجمود وهو يراقب خروجهم من القصر :
– على الله اسمع اسمهم في الدار اهنِه تاني ، محمود و محمد و عبد العال ماتوا خلاص
لم يستطع ان يتحدث احد فصمتوا و الحزن يملئ قلبهم و الدموع تغزوا أعينهم مراقبين لثلاثتهم وهم يغادروا بحزن..

 

…………………………………………………………………..
بعد مرور ثلاثون عام..
بإحدى المطاعم الشهيرة بخارج البلاد..
كانت تحمل الطعام و تسير بهدوء بإتجاه تلك الطاولة لتضع عليها الطعام و تغادر وهي تزفر بضيق ، فهي تعبت كثيراً من عمل النادلة تلك ولكن من أين ستدفع إيجار منزلها هي و صديقتها ، دلفت الي المطبخ و استندت

 

بظهرها على الحائط فشعرت بمن يلكزها بكتفها..
صديقتها بتساؤل:

 

– what happen?

“ماذا حدث”

آسيا بضيق:

– I’m so tired of working as a waitress , I want to live in peace and rest without hardship

“لقد تعبت كثيرا من العمل كنادلة ، اريد العيش بسلام و راحة دون مشقة”

صديقتها بهدوء :
– Go to your grandfather in Egypt , He’s so rich and old, he’s definitely going to die soon And you get all his money.

 

 

” اذهبي إلى جدك في مصر ، فهو ثري للغاية و كبير في السن بالتأكيد سيموت قريبا و ستحصلي على جميع أمواله ”
آسيا بغيظ وهي تقرص ذراعها:
– Are you stupid? He’s got a lot of kids, and of course he has adult grandchildren like me.and Have you forgotten what happened with my father and grandfather in the past?
” هل انتي غبية؟ هو لديه الكثير من الأبناء و بالطبع أصبح لديه احفاد بالغين مثلي . و هل نسيتي ما حدث مع أبي و جدي في الماضي”

 

 

صديقتها بلامبالاة و حماس :
– It’s okay, the past is in the past. Did you forget when your father died and was buried in Egypt and your grandfather came and was covering his features with sadness and regret, And

 

 

how much you beg you to forgive him and come with him to live with him.
“لا بأس ، الماضي يبقى في الماضي ، هل نسيتي انتي عندما توفى والدك و تم دفنه في مصر و جاء جدك و كان يكسو ملامحه الحزن و الندم ، و كم ترجاكي لتسامحيه و تأتي معه لتعيشي معه”

قاطع حديثهم صرخات رب عملهم عليهم بحدة فذهبت كل منهم إلى عملها ولكن ظل بالها مشغول بما قالته صديقتها ، هي تعبت كثيرا من العمل كنادلة و لكن كبريائها يمنعها من طلب المساعدة من جدها رغم أنها تعلم

 

انه ندم كثيراً ولكن بعد ماذا؟ فقد رحل والدها وهو مكسور القلب من مقاطعة والده له و منعه من محادثة والدته او اشقائه و شقيقاته ، هي كانت تستمع لبكائه كل ليلة وهو يتحدث مع والدته التي كانت تحادثه مرة كل عام

 

خلسة ولا تتعدى المحادثة دقيقتين خشية من أن يلاحظ والده ، و تسمعه وهو يخبرها انه يتمنى ان يراها ولكن يخشى والده ، وها قد ذهب وهو قلبه مولع بشوق لأسرته ، شعرت بدموعها تتجمع بأعينها فزفرت

بغضب و هي تمسحها بعنف و تكمل عملها بقلب غاضب مشتعل من فعلة جدها المشينة..
…………………………………………………………………..
في مصر..

 

بإحدى الجامعات الخاصة..

كانت تجلس بكافيتريا الجامعة و معها اصدقائها يمرحون و يلعبون حتى اقتربت منهم فتاة بوجه واجم محتقن وهي تلقي بكُتبها فوق المنضدة..
ريتال بضحكة مكتومة:

 

– اتكرشتي صح ما انا قولتلك بلاش المحاضرة دي الدكتور بتاعها مقرف

الفتاة بحنق وهي تستند بوجهها على كفها :
– ما انا اتخنقت بجد يا جماعة مش كل سنة هشيل ام المادة دي و أسقط بسبب الدكتور المريض ده ، هو مستقصدنا ليه ، تحديداً شلتنا بجد
احد الشباب الجالسين بسخرية و مرح وهو ينفث دخان سيجارته :

 

– يمكن عشان احنا شلة ضايعة مثلا و بنقرفه في عيشته و بنحفل عليه

الفتاة بضيق:
– انا اتخنقت والله ، يعني حتى وانتو مزوغين وانا قاعدة في حالي مبعملش حاجة وقفني اجاوب معرفتش راح طاردني
ريتال بضحك:

 

– لا ازاي معندوش حق كان لازم يسقفلك على خيبتك
الفتاة بحنق وهي تلكزها:

 

 

– ما انتي في الطراوة يختي كل سنة تسقطي و ابوكي يدفعلك ، لكن انا ابويا قالي دي اخر سنة لو منجحتش هيقعدني من الجامعة ، قالي جهاز اختك اولى بالفلوس يا ساقطة
ريتال بشهقة مازحة وهي ترفع كفها بوجه صديقتها:

 

 

– يختي الله اكبر في عينك ، اتلمي يا بت انتي بتحسديني قدامي و بعدين قولتلك جوز خالتي اللي بيدفع مش بابا ، انا بابا متوفي
حركت الفتاة يدها بلامبالاة وهي تزفر بضيق حتى لمحت تجمع كبير أمام باب الجامعة فعقدت حاجبيها بإستغراب و لكزت ريتال التي كانت تلعب بهاتفها..

 

الفتاة وهي تنظر بعدم فهم للحشد الذي على بُعد عدة أمتار منها:

 

 

– بت هو في حد مهم جاي الكلية ولا ايه

ريتال بلامبالاة وهي تنظر لهاتفها:

 

– تلاقيه ممثل ولا مغني انا ايش عرفني
الفتاة بحماس وهي تقف و تذهب:
– الله ، هروح اشوف

 

 

الشاب بضحك وهو ينظر لأثر الفتاة:
– البت دي هبلة بجد
ريتال بغمزة:

 

 

– مش ناوي تاخد خطوة ولا ايه
الشاب بتنهيدة و مرح:
– نفسي والله بس خايف اخسرها كصاحبة ، انتي عرفاني يومين و بقلب

 

 

ريتال بجدية وهي تعتدل بجلستها:
– بس انا حساك بتحب اسماء بجد ، يعني غير اي واحدة ، جرب و خليك قد الخطوة دي بس لو مش واثق من قلبك و نفسك بلاش ، بلاش دي تجرحها يا محمد
محمد وهو يومئ لها :

– طيب يختي “ثم اكمل حديثه بأبتسامة وهو يرى اسماء تعود لهم ركضاً و وجهها مبتسم بشدة” اهي جات اللي هتعرفنا كل حاجة

 

اسماء بحماس وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة :
– جماعة مش هتصدقوا انا شوفت مين
محمد بتعجب :
-مين؟؟

 

اسماء وهي تصفق بحماس كبير:
– الدكتور الجديد ، دكتور أسامة هيغور في داهية و جه بداله دكتوووور مز اوي يا عيال يا خبر ابيض كاريزما ماشية على الأرض يقول للقمر قوم وانا أقع..
َمحمد بحنق وهو يدس بعض الطعام في فمها ليجعلها تصمت:

 

– خلاص عرفنا انه جامد و بيطير اهدي على نفسك شوية
اسماء بحنق طفولي و فمها ممتلئ بالطعام:
– حيوان صحيح..!
كانت ريتال تحاول رؤية ذلك الوسيم التي تحدثت عنه صديقتها لكن التجمهر الذي حوله يُعيق مشاهدتها له استطاعت فقط رؤية انه يرتدي حلّة رسمية رمادية اللون و أيضاً رأت شعره لطول قامته..
ريتال بتساؤل:

 

 

– هو العيال ملمومين عليه كدة ليه ، هما يعرفوه منين
اسماء وهي تمضغ الطعام:
– العيال الدحيحة بس اللي يعرفوه عشان هو بينزل شرح على صفحته و تقريبا معروف يعني لكن البنات ملمومة عليه عشان مز

 

 

ضحكت ريتال على تعبيرات محمد وهو ينظر لأسماء بأعين تطق شرار ، و يخبرها انه ليس متأكد من مشاعره!!! تبا لمشاعر الرجال ، عادت لهاتفها متناسية العالم لا تعلم الي اين ستأخذها الأحداث في القريب العاجل…؟
…………………………………………………………………..
بإحدى العيادات..

 

دلفت ام وهي حاملة لفتاة بعمر السادسة عشر هزيلة للغاية ، وضعتها فوق المقعد و ظلت تلهث بعنف حتى رأتها الممرضة و جلبت لها كوب ماء حتى تهدأ..
الممرضة وهى تربت على ظهرها:
– اتفضلي اقعدي خدي نفسك على مهلك كدة كدة دكتورة مليكة معاها حالة قربت تخلص خلاص
وهي تتحدث خرج شاب و القى السلام ثم غادر..

 

 

الممرضة بأبتسامة:
– اهي خلصت اتفضلي حضرتك على مكتب السكرتارية تدفعي فلوس الكشف
الام بإحراج و وجنتيها مشتعلة:
– انا كنت قريت على النت ان هنا فيه كشف ببلاش

 

 

الممرضة بأبتسامة جميلة وهي تمسك يدها و تربت عليها :
– ايوة متقلقيش و متتوتريش كدة كلنا هنا غلابة يعني حالنا من بعض ، ثواني هبلغ الدكتورة و ادخلك على طول

اومأت لها الام بأبتسامة واسعة مرتاحة و بالفعل ذهبت الممرضة و عادت بعد دقائق وهي تخبرها بالدلوف ، اخذت نفساً عميقاً ثم حملت الفتاة و دلفت بها وهي تدعوا الله أن يضع سر شفاء ابنتها بتلك الطبيبة..
مليكة بأبتسامة و هدوء:
– اهلا نورتوني اتفضلوا ، ازيك يا قمراية؟

 

 

كانت توجه حديثها للفتاة ولكن لم تجد اي استجابة فقط نظرات خاوية في الفراغ..
مليكة بحمحمة وهي تنظر للأم:
– اهلا يا مدام انا مليكة دكتورة علاج طبيعي و نفسي

 

 

الام بأبتسامة وهي تجلس بعد أن وضعت ابنتها فوق الاريكة الناعمة:
– عرفاكي طبعا بشوفك دايما على النت و هدى بتحب ڨيديوهات العلاج بتاعتك اوي على طول كانت بتسهر عليها
مليكة بمرح وهي تنظر للفتاة بعد أن فهمت ان تلك الفتاة تدعى هدى:
– بقا كدة يا ست هدى تبقي من معجبيني و مترديش عليا لالا زعلت

 

 

الام بحزن وهي تنظر لفتاتها:
– مش هترد عليكي يا دكتورة هي اتخرست مبقتش تتكلم
َمليكة بلطف:

 

 

– اسمها فقدت النطق ، عشان بس أثر الكلمة على نفسيتها لما تسمعها ، اتفضلي احكي انا سمعاكي
الام وهي تسرد :
– والله ما حصل حاجة هو انا سيبتها يوم في البيت و نزلت السوق و روحت اشقّر على البت منى اختي الوقت سرقني ببص في الساعة لقيتها 10 بليل رجعت البيت لقيتها راقدة في السرير اناديها متردش عليا ، بصراحة

 

 

في الأول افتكرتها بتدلع و بتتمايع عليا روحت كلتها علقة محترمة الاقي البت مبتنطقش ولا بتصوت ولا حتى بتدافع عن نفسها كأني ماسكة جثة بس سيبتها و دخلت نمت تاني يوم بصحيها للمدرسة فتحت عينها مردتش عليا ولا اتحركت روحت مناديالها ابوها قعد يشخط فيها و بردو مفيش فايدة بس هي قعدت تصوت مرة واحدة كدة لحد ما طبت ساكتة ابوها شالها و جرينا بيها على المستوصف قالولنا عندها حالة نفسية و مش هنتكلم تاني ولا تمشي ، طب من ايه حصل ايه مفيش إجابة ، و طبعا معناش فلوس لكرسي بعجل فبقينا انا و ابوها نشيلها و نحركها لحد ما ضهرنا اتقطم والله

 

 

مليكة بحزن:
– طب و والدها فين دلوقتي ، مجاش معاكو ليه
الام بهمس وهي تميل على المكتب:

 

 

– اصل هي مبتحبوش عشان شديد معاها شوية ، اول ما لقته بيلبس قعدت تبرق كدة و جسمها اتشنج فقولتله خليك انت يا حاج و جيت بيها لوحدي
مليكة بتفهم:
– طب ممكن تسيبيني معاها لوحدنا

 

 

الام :
– هي مش هترضي مبتحبش تقعد في مكان من غيري بتخاف و بيجيلها حالة كدة تقعد تصوت
مليكة بهدوء وهي تقف و تقترب من الاريكة:
– هدى ينفع ماما تسيبنا لوحدنا ولا انتي عايزاها
نظرت هدى لوالدتها بتردد ثم نظرت للطبيبة بطمأنينة ، اومأت بأعينها بخفة فأبتسمت الام ببلاهة وهي تخرج و تدعي الله بصوت عالي ان يتم شفاء ابنتها على يد تلك البشوشة ، انتظرت حتى خرجت الام ثم اخذت مقعداً و وضعته بجانب الاريكة..

 

 

مليكة بأبتسامة :
– شكلك حلو اوي و عينيكي جميلة ، عينك بتفكرني بالبحر “ثم اكملت بود وهي تملس فوق شعرها” و شعرك كمان جميل على فكرة انا كمان شعري حلو زيك ميغركيش الكحكة المعفنة اللي عملاها دي لا انا مزة اه

انهت كلامها بمرح فأستطاعت ان ترى تلك اللمعة السعيدة بأعينها فعلمت انها تسير بالطريق الصحيح..

 

 

مليكة بتساؤل:
– عندك 14 سنة؟ ” اكملت بتفكير بعد أن رأت نفي الفتاة برأسها” مممم 16 طيب؟
اومأت الفتاة برأسها و بدأ الحماس يتغلغل بداخلها وهي ترى طبيبتها المفضلة أمامها..

 

مليكة بتساؤل :
– حصل ايه ينفع تحكيلي؟ ، انا هقدر اساعدك ، هتقدرى تمشي تاني و تتكلمي و تعملي كل اللي انتي عيزاه بس ساعديني عشان اساعدك ، ممكن تقوليلي انتي رافضة الكلام ليه؟
رأت الخوف بأعينها و الرهبة فوقفت لتغلق النور كي تهدأ اعصابها ظناً منها ان هذا سيجعلها تسرد ما بداخلها ولكن تفاجئت بصرخة مدوية جعلتها تشعل النور بسرعة و تعود لها ركضاً محاولة تهدئتها بعد أن رأت تشنج

 

جسدها ، كانت الفتاة تصرخ بقوة و تحرك جسدها بإنتفاضة و نفور فأحتضنتها مليكة عنوة مما جعل الفتاة تغرز اظافرها بمعصمها و ذلك جعلها تتألم كثيراً فعضت شفتيها بقوة وهي تشد على احتضانها و تدفن وجهها بشعر الفتاة الصغيرة ، و بعد مرور عشر دقائق هدئت الصغيرة و بدأت ترخي يدها عن معصم مليكة فنظرت بأعينها و بدأت بالبكاء وهي تدفع بجسدها داخل احضانها..

 

 

مليكة بحب وهي تربت على ظهرها غير آبهة بآلام معصمها و جروحه الخفيفة أثر اظافر الفتاة:
– عيطي عيطي ، هترتاحي و هتبقى زي الفل ، هترجعي بإذن الله احسن من الاول ، هتحكيلي صح؟

 

دلفت الممرضة بسرعة و رأت الدماء تقطر من يد مليكة و كادت ان تدخل لكن منعتها هي و أشارت لها أن تخرج فأمتثلت لأوامرها و خرجت مغلقة الباب خلفها..
مليكة بأبتسامة وهي تربت فوق شعر الفتاة:
– انتي احسن دلوقتي صح؟

 

الفتاة بصوت مبحوح:
– شوية
ابتسمت هي بإتساع وهي تشعر بالنجاح فحمحمت لتحاول السيطرة على انفعالتها و طلبت منها بصوت حنون و رخيم ان تخبرها بما في بعجتها لتستطع فهم حالتها على أكمل وجه..

 

الفتاة بنبرة متقطعة باكية وهي تتشبث بأحضان مليكة:
– انا كنت بنت زي اي بنت آخرها تاكل و تروح مدرستها و دروسها لحد ما ابويا مات
مليكة بعدم فهم وهي تقاطعها:

 

– مات ازاي ده مامتك قالت آآ
الفتاة مقاطعة اياها بحقد وهي تجز على أسنانها و تنظر بالفراغ :
– ده مش ابويا ده اللي هي اتجوزته على ابويا ، خاينة!!

 

مليكة بأبتسامة حنونة:
– حبيبتي مينفعش تقولي كدة على والدتك هي مأجرمتش دي اتجوزت ، مش معنى أن زوجها الحالي مش عاجبك يبقا تقولي عليها كلمة زي دي
الفتاة بحدة وهي تمسكها من معصميها بعنف:

 

 

– انتي ليه مش فاهمة ، ده زبالة ، ده خد مني آآ خد منيي…..
لم تستطع تكملة كلامها و ظلت تبكي بقوة و هي تضم ركبتيها الي صدرها و تحتضنهم بقوة ، شهقت مليكة بعنف و وقفت بذهول وهي تفهم معنى كلمات الصغيرة ، حاولت السيطرة على نفسها ولكن مشاعرها الفياضة كان لها

 

رأي آخر فبكت بحرقة وهي تضع يدها فوق جبهتها غير مصدقة لما تسمعه، ما هذا الجحود و انعدام الأخلاق ، ماذا أغراه بفتاة صغيرة جسدها صغير؟ هل هذا جزاء من ائتمنته على نفسها وعلى ابنتها؟؟ مسحت دموعها و جلست بجانبها صامتة فقط ضمتها لأحضانها..

 

مليكة بنبرة طفولية مبحوحة أثر البكاء:
-انتي عارفة لو دكاترة الجامعة عرفوا اني بعيط مع مريض عندي هيسحبوا مني الشهادة اللي ادوهالي
هدى بنبرة باكية هي الأخرى :

 

– خلاص متعيطيش عشان متترفديش و تعالجيني
مليكة وهي تمسح دموعها و تحاول إكمال تلك الجلسة:
– مقولتيش لمامتك ليه؟ ازاي تسكتي على حاجة زي دي؟

 

 

هدى بنبرة مرتعبة و صوت زوج والدتها يتردد بأذانها:
– هددني انه هيفضحني و انه صور كل اللي حصل و لو قولت لأي حد هينشر صوري في كل حتة ، و قالي كمان ان كل ما ماما تنزل هنعمل كدة “ثم اكملت بنبرة باكية خائفة” انا مكنتش عايزة ده مكنتش هستحمل كدة فكرت اموت نفسي بس قولت لا ، فأضطريت اني اعمل نفسي مبمشيش ولا بتكلم عشان امي متسبنيش لحظة و يعمل فيا حاجة

 

مليكة بثبات مصتنع وهي تشعر بشمئزاز و احتقار:
– انا فهمتك ، تحبي اساعدك؟
هدى بسرعة وهي تنظر لها بأمل:

 

– اومال انا جيالك ليه؟
مليكة بإحراج وهي تضم كفيها أمامها بتوتر:
– احم هو آآ هو عمل كدة بقالو كتير؟

 

هدى بضيق:
– ايوة من مدة كبيرة

 

مليكة وهي تدلك جبهتها بإبهامها و سبابتها بحركة منتظمة تدل على التفكير:
– يعني الطبيب الشرعي مش هيقدر يثبت انه كان اغتصاب ، انا عندي فكرة

 

 

نظرت لها هدى بعدم فهم و لكن بأعينها يلتمع الأمل..
مليكة مسترسلة :
– بصي يا ستي انتي هتروحي البيت على رجلك عادي وهو هيتفاجئ و يفهم انك اتعالجتي او بدأتي تتعالجي و يبدأ خياله المريض يصورله انه خلاص هيقدر يقربلك كل اللي عليكي انك تسجليلو وانا و البوليس هنبقا معاكي خطوة بخطوة اول ما نثبت التهمة عليه هيطلعوا ياخدوه و مش هيقربلك ، متخافيش!

 

قالت كلمتها الأخيرة بحنو و ابتسامة دافئة فبادلتها هدى الابتسام بحماس شديد و هي تستطعم لذة الانتصار و ان حقها سيسترد قريباً ولكن فجأة اهتزت تلك اللمعة الحالمة بأعينها فتابعت مليكة تلك التعبيرات المتغيرة منتظرة ان تُفسر لها الفتاة ماذا يحدث..

 

هدي بتفكير وهي تبتلع غصتها:
– طب و ماما؟؟ هنعيش ازاي من غيره؟ ده هو اللي بيصرف على البيت وعلى علاجها و على اكلنا و لبسنا و شربنا.. لالالا انا مش هقدر اخرب البيت انا مش هقدر انفذ الخطة دي
مليكة بتروي محاولة تشجيع الفتاة :
– حبيبتي هو ممكن يعمل كدة مع كذا حد زي ما عمل معاكي ، هتقدرى تشيلي ذنب كل بنت يعمل معاها كدة؟ انتي اللي هتتحملي كل ده لأنك سيبتي حيوان زي ده طليق في الشارع ، لو على المصاريف انا هجيبك

 

تشتغلي معايا في العيادة هنا و هشوف لوالدتك شغل ، ها قولتي ايه هنفذ الخطة؟

 

 

 

 

هدى بسعادة بالغة وهي ترتمي بأحضانها:
– انا كنت صح لما اخترتك ، انا بحبك اوي ، بس ممكن نعمل الخطة دي النهاردة او بكرة بالكتير انا خايفة يقربلي تاني فعايزة اخلص منه بسرعة
مليكة بهدوء:
– حاضر اول ما تنزلي من هنا هتواصل مع ظابط اعرفه و اديكي رقمه عشان وانتي بتسجلي يبقا هو سامع كل حاجة ، عيزاكي تهاوديه على قد ما تقدري و تتكلمي معاه عشان يعترف بكل حاجة من غير ما يحس و احنا هنبقا معاكي و الظباط هيبقوا تحت بيتك
اومأت هدى بتردد فأبتسمت مليكة بإتساع وهي تضمها إليها و تربت فوق ظهرها متنهدة بحرقة على ما يحدث في مجتمعنا العربي الإسلامي..هل أصبح الاغتصاب بتلك السهولة؟ بل و المتاجرة بصور الفتاة البريئة التي ل

 

\تدرك شئ؟ هل هدم مستقبل فتاة في مقتبل عمرها بتلك السهولة؟؟ ليخرجنا منها على خير رب العالمين..
…………………………………………………………………..
بإحدى القصور الضخمة..

 

في الصعيد المصري تحديداً..
كان يجلس بشرفته الواسعة الذي يغلب عليها التراث القديم الاثري و تطل علي حديقة كبيرة مليئة بالزهور الملونة الزاهية و بعض الحقول المليئة بالمزروعات المختلفة ، كانت علامات الشيب و الكِبر تظهر عليه بوضوح ، و من

 

تعمق بالنظر في أعينه سيرى خلف النظرات الحادة الصارمة تلك نظرات ندم و انكسار و شوق لأولاده الذي لم يعانقهم و يشتم رائحتهم منذ ثلاثون عام ، ثلاثون عام لم ينطق لسانه بأسمائهم و قد منع زوجته و الخدم بأن يأتوا بسيرتهم أمامه أو حتى من خلفه ، لكن هذا لم يمنع حنينه و شوقه الدائم لهم ؛ هو كان يراقبهم من بعيد و حين يقتله الشوق يذهب ليراهم خلسة دون أن يروه او يعلموا بوجوده ولكن ما قسم ظهره هو مهاجرة

 

ولده محمد إلى الخارج فكيف سيراه إذا اشتاق إليه؟ حاول كثيراً تعطيل تلك الهجرة ولكن لم ينجح رغم علاقاته و نفوذه كانت إرادة الله اقوى بكثير و ها هو قد فاق على وجعة وفاته ألا يكفي خسارته لولده الآخر عبد العال منذ ثمانِ أعوام ، لم يتبقى سوا ولدٍ واحد! يجب عليه أن يلم شمل أسرته من جديد ولكن كيف؟ فبالطبع أحفاده

 

يكرهونه فهو في كل نهاية العام يرسل لهم تلغرافات يطلب منهم المجئ إليه ولكن ما من مجيب حتى ولده أصبح لا يلبي النداء و بالأخير يقع اللوم عليه فهو من طردهم و حرمهم من والدتهم و اشقتهم و موطنهم ، تنهد بحرارة

 

وهو يمسك برأس عكازه بكفيه و يستند بجبينه عليهم و تكاد رأسه تنفجر من كثرة تفكيره و يكاد قلبه ان يخرج من ضلوعه من كثرة تأنيبه لضميره ، قاطع سيل الأفكار و الذكريات تلك دلوف زوجته إلى الشرفة وهي تحمل كوب من القهوة..

 

فاطمة بأبتسامة حنونة وهي تربت على كتفه :
– قهوتك يا حبيبي
عبد التواب بصلابة مصتنعة وهو يحمحم ليداري خجله:

 

– احم ايه حبيبي دي ، احنا كبرنا على الكلام ده يا فاطمة
فاطمة بمشاكسة وهي تربت على وجنته:
– اتكلم عن نفسك انا لسة شباب ، اتفضل خد القهوة انا عايزة اقعد

 

اخذ منها الكوب بأبتسامة خفيفة و ظل ينظر لها وهي تسحب المقعد لتصبح قبالته ، جلست بأبتسامة واسعة ثم عدلت من طرحتها الملقاة بإهمال فوق شعرها..
فاطمة بأبتسامة رائعة وهي تنظر للزهور بالحديقة:
– شايف يا عبده الورد حلو ازاي

 

عبد التواب بسخرية وهو يتأملها:
– بقيتي تتكلمي زيهم يا فاطمة؟ “ثم اكمل بصرامة مصتنعة” ما طبعا مفيش سمعان كلام
فاطمة بتنهيدة حزينة وهي مازالت تنظر الزهور :

 

– عيالي يا عبد التواب ، حرام عليك كفاية تلاتين سنة راحوا من عمرهم و عمرنا مش عارفين عن بعض حاجة ، و احنا خسرنا اتنين مناقصش غير واحد “ثم اكملت بترجي و هي تنظر له و دموعها تنهمر” رجعلي ابني اللي فاضل يا عبده ، خليه يجي وسطنا وسط اخواته البنات و أهله و ناسه و خلي بنت محمد تيجي بدل ما هي متغربة في بلد غريبة لوحدها لا نعرف هي بتصرف منين ولا بترضى ترد علينا حتى تطمنا عليها و بنات عبد العال و امهم و محمود و بنته و مراته ، خليهم كلهم يجوا بدل ما البيت وحش كدة

 

عبد التواب بنبرة خشنة يوجد بها بحة:
– ما انتي عندك احفادك الرجالة و بناتك ولا انتي بطنك مشالتش غير التلاتة اللي عصوا ابوهم
فاطمة بنفاذ صبر وهي تقف و تأمره بتحدي و صرامة:

 

– بقولك ايه معاك يومين تجيبلي فيهم ابني و احفادي يعيشوا هنا في حضني ، انت سامع انا خلاص فاض بيا يا اما والله انا اللي هروحلهم بنفسي و ابقا قابلني لو شوفت مني شعرة بعد كدة
غادرت بخطى غاضبة مصتنعة وهي ترسم ملامح التجهم عليها ما أن خرجت و اغلقت الباب خلفها بقوة و رأت حفيدتها التي كانت تضع اذنها على باب الغرفة حتى انفجرت ضاحكة و شاركتها الحفيدة الضحك..
بدور بخوف وهي تمسك ضحكاتها:

 

– بس يا جدتي بالله عليكي لأحسن جدي يطلع و يطربق الدنيا على نفوخنا “ثم اكملت وهي تسحبها من يدها” تعالي جوا في الأوضة لاحسن حد يسمعنا
دلفوا الي غرفة الحفيدة و اغلقوها بإحكام ثم جلسوا سوياً فوق الفراش..
بدور بحماس وهي تثني قدمها و تجلس عليها:

 

– ها احكي ، عملتي ايه؟
فاطمة بهمس و علامات الضحك مرتسمة على وجهها:
– قعدت ازعق فيه و اقوله عايزة ابني و احفادي و مشيت و سيبته

 

بدور مطمئنة وهي تضع يدها فوق صدرها:
– يعني الخطة مشيت تمام الحمدلله
فاطمة بتوجس وهي تنظر لها:

 

– تفتكري هيسمع كلامي
بدور بمشاكسة:
– طبعا يا جميل محدش في البيت ده كله له كلمة على عبد التواب غيرك يا حلو يا مسيطر انت

 

ضحكت فاطمة بغنج و ثقة وهي تهندم جلبابها بخجل من مشاكسة الصغيرة ، تنهدت داعية الله أن يلتم شملهم في أقل من أسبوع..
عند عبد التواب..
كان يحتسي قهوته بضيق فزوجته تستغل حبه لها و عدم مقدرته على معاقبتها او محاسبتها لأن قلبه يضعف دائما أمامها ، زفر بضيق و غضب وهو يستغفر الله لكن قاطع خلوته دلوف حفيده المشاكس..

 

يامن بمرح وهو يختطف القهوة من يده و يحتسيها بتلذذ:
– الله عليكي يا بطة و على قهوتك الحلوة ، تسلم ايدها والله
عبد التواب بتجهم:

 

– عايز ايه يا زفت انت
يامن بمراوغة :
– ابدا سمعت جدتي صوتها عالي قولت اجي اطمن اشوف في إصابات ولا ايه

 

الجد بزمجرة وهو يضربه بخفه بعكازه:
– لا مفيش يا خفيف يلا اتكل على الله روح اتسلى على حد غيري
يامن وهو يقف و يذهب اليه ليحتضنه عنوة:
– ما تقولي يا جدو يا حبيبي ايه مزعلك بس يمكن احللك مشكلتك

 

عبد التواب وهو يدفعه بعنف :
– وسع يا واد كدة هتخنق
ابتعد يامن و سحب مقعده ليجلس بجانب جده بحماس و ظل ينظر له ، نظر له عبد التواب بنفاذ صبر ولكن هو

 

بالفعل يحتاج للمساعدة فنظر ليامن بطرف أعينه فهو الوحيد الذي يستطيع حل مشكلته ليس لأنه ذكي او شئ من هذا القبيل لكنه الوحيد الذي يمتلك تلك الروح المرحة العطوفة..
عبد التواب على مضدد:
– اسمع لو حرف طلع برة هزعلك
يامن بجدية:

 

– عيب عليك يا حجوج ، سرك في بير
عبد التواب بهدوء وهو ينظر لحقوله المثمرة :

 

– عايز اجيب احفادي و خالك هنا
يامن بصدمة:

 

– ازاي؟؟؟
عبد التواب بضيق و نفاذ صبر:
– ما انا اكيد لو اعرف مكنتش اتحوجت لواحد شبهك

يامن بتفكير:

– عندك حق والله ، طب انت جربت تبعتلهم رسايل مثلا
عبد التواب بحزن تغلفه الجدية :

 

 

– ايوة بس محدش بييجي “ثم اكمل بحنق طفولي” حتى احفادي اللي هما المفروض بنات و حنينين قلبهم جامد عليا و مش بيسمعولي
يامن بجدية:
– ما انت بردو اللي عملتوا مش قليل يا حاج ، انا لو مكانهم ولا هعبرك

 

عبد التواب بحدة وهو يدفعه بعنف:
– طب قوم يا عاطل يا صايع من هنا ، بقا انت اللي هتقولي انا اتصرفت صح ولا غلط ، غور من وشي
يامن بلامبالاة وهو يقف و يعدل هندامه بغرور:

 

 

– براحتك يا عبد التواب بس لعلمك العاطل الصايع ده كان عنده فكرة جهنمية عشان اجيبلك عيلتك كلها بس يلا نصيب بقا
عبد التواب بسرعة و صرامة وهو يراه يعطيه ظهره:
– اثبت يا ولد هنا ، تعالي قولي ايه الفكرة

 

يامن بحماس وهو يعود ليجلس بسرعة:
– ايدك على 2000 جنيه
عبد التواب بغضب :

 

 

– 2000 جنيه!!!! اطلع برة يا حيوان
يامن بثقة:

 

– خلاص براحتك
عبد التواب بغيظ وهو يعبث بجيوب جلبابه:
– اللهم طولك يا روح ، اتفضل الفلوس اهي انطق

 

 

أخذهم يامن بحماس ثم قبل رأس جده و جلس يسرد له الخطة فكان يستمع له عبد التواب بآذان صاغية و أعين ملتمعة حتى انتهى يامن من شرحه و صمت ليستمع الي تعقيب جده..
عبد التواب بأبتسامة إعجاب :
– تستاهل الـ2000 جنيه يا ولد ، طالع لأمك أفكارك داهية

 

 

يامن بثقة و غرور وهو يضع قدم فوق الأخري و يفر الأموال بين يديه:

– والله مبحبش اتكلم عن نفسي كتير يعني الحسد مذكور في القرآن بردو

 

عبد التواب وهو يضربه فوق ساقه:

– نزل رجلك يا قليل الادب ويلا غور من هنا
غادر يامن بسرعة و جلس عبد التواب يعيد تفكيره فيما قاله حفيده الأبله فأبتسم وهو يستشعر لذة النصر قبل أن ينفذ الخطة..
عبد التواب بأبتسامة جانبية واثقة وهو يتأمل الغروب:

 

 

– هتيجوا يا عيلة عبد التواب ، و في أقل من اليومين اللي فاطمة قالت عليهم كمان..

يتبع….

 

في مصر..
بمحافظة الإسكندرية..
دلفت الي المنزل بإنهاك وهي تشعر بأن رأسها تكاد ان تنفجر فذهبت الي المطبخ و أخرجت تلك الحباية من حقيبتها و ارتشفت بعض الماء ثم استندت بكفيها فوق الطاولة المتوسطة بمنتصف المطبخ حتى افزعتها

 

 

 

شقيقتها بصراخها..
مليكة بفزع وهي تنتفض من مكانها :
– يخربيتك يا ريتال ايه الصوت ده

 

 

ريتال بضحك وهي تفتح الثلاجة بلا اهتمام:
– انا قولت افوقك كدة افتكرتك نمتي وانتي واقفة

 

 

مليكة بإرهاق وهي تسحب مقعد و تجلس عليه:
– لا يختي منمتش تعبانة شوية بس ، الصداع هيموتني
ريتال بتهكم وهي تضع الصحون فوق الطاولة أمام شقيقتها:
– ما طبعا يا دكتورة واحدة دكتورة نفسية بتسمع بلاوي الناس مستنية راسك يحصلها ايه

 

 

 

مليكة وهي تقف لتغسل يدها ثم تعود للطاولة مرة أخرى :
– سيبك مني ، عملتي ايه في الكلية النهاردة و ماما فين مش سامعة صوتها يعني
ريتال وهي تسحب مقعد هي الأخرى و تجلس قبالتها:

 

 

– ماما نايمة اه قالتلي اول ما مليكة تيجي حطلها تاكل و راحت دخلت تنام ، اما انا بقا يا ستي روحت الجامعة مدخلتش ولا محاضرة خالص
مليكة بضيق وهي تأكل :
– ليه كدة
ريتال:
– مبحبش الدكاترة بيستقصدوني
مليكة بهدوء:

 

 

– مش عشان انتي بتاعت مشاكل يعني
ريتال بضحك :
– انا يا بنتي؟؟؟

 

ضحكت مليكة وهي تهز رأسها بيأس من تلك المشاغبة الصغيرة فهي دائماً ما تفتعل المشاكل التي تدخلهم جميعاً في مأزق..
ريتال بتساؤل وهي تلعب بأصابعها:
– عاملة ايه مع محمد

 

 

مليكة بأبتسامة من اهتمام شقيقتها :
– كويسين الحمدلله ، لسة متكلمين في تفاصيل الفرح اهو
ريتال بضيق :

 

 

 

– بردو مصممة يا مليكة!!! ، انا و ماما مش مرتاحين وانتي عارفة كدة كويس
مليكة بهدوء وهي تحمل صحنها و تذهب به للحوض:
– بس انا مرتاحة و بحبه و هو شخص مفهوش عيوب و الأهم من ده كله بيحبني

 

 

 

ريتال بغيظ:
– طب ما بابا الله يرحمه مكنش موافق عليه بردو ، انتي اللي صممتي و عاندتي عشان كدة ابوكي اتشرط عليه بحاجات تقطم وسطه و تطفشه لكن هو لازقة

 

 

مليكة بضيق وهي تلتف لها:
– انتي عايزة ايه يا ريتال ، قولتلك بحبه و عايزاه و شيفاه مناسب ليا و بعدين انتي جاية تقولي الكلام ده بعد خطوبتنا بـ 8 سنين

 

ريتال وهي تقف و تذهب إليها لتقف أمامها :
– انا بقولك الكلام ده من سنة و ماما قالتهولك و بابا الله يرحمه قالهولك من 8 سنين قبل ما يموت ، و بعدين ده أكبر منك بكتير اوي ده عنده 33 سنة يعني اكبر منك بـ 7 سنين بحالهم ، و حاجة كمان ده خاطبك من

 

 

وانتي 17 سنة يا مفترية بقالو 8 سنين بيجهز الشقة ازاي يعني
مليكة بلامبالاة وهي تغادر المطبخ:
– انا مش مستعجلة و كمان يمكن ظروفه مكانتش سامحة يعني ، مش كفاية انه بيجهزها لوحده و مطلبش مني اي حاجة
ريتال بضيق وهي تتبعها:
– هتفضلي غبية كدة لحد امتى ، ده منظر واحد بيحب!! يا بنتي ده بيكلمك في المناسبات ، ده مبيجيش عندنا غير لو فيه مصيبة

 

 

نظرت لها مليكة بضيق ثم دلفت الي غرفة والدتها لتطمئن عليها فوجدتها جالسة فوق الفراش و تتصفح هاتفها..
مليكة بأبتسامة وهي تقترب من الفراش و تحاوط كتفيها:
– يعني صاحية يا ست الكل اهو و سيباني مع القردة دي لوحدي

 

والدتها بتوجس وهي تشير لريتال لتقترب :
– اسكتي يا مليكة مش وقت هزار ، جدك شكله تعبان و في أيامه الأخيرة

 

 

مليكة بجمود وهي تبعد يدها عن والدتها:
-جدي مين!!
والدتها بقلق وهي تنظر لهاتفها مرة أخرى :

– جدك عبد التواب يا بنتي ، لقيت رسالة من رقمه بفتحها طلع حد من احفاده اللي هناك هو اللي كاتبها بيقول ان حالته خطيرة و في أيامه الأخيرة و طالب يشوفنا

ريتال بتفكير:
– طب ما يمكن كذب عشان نيجي ، ما هو كل سنة بيطلب يشوفنا و احنا مبنروحش عشان كدة تلاقيه اخترع حجة
والدتها بتفكير وهي تعطيها الهاتف:

 

– بس ده باعت صورة من الأشاعات و التحاليل
اخذت ريتال الهاتف و نظرت لتلك الصورة المرسلة بتمعن فبالفعل هذه أوراق طبية لكنها لا تفهم ما الحالة فأعطت الهاتف لمليكة التي التقطته بضيق..
مليكة بجمود ظاهري وهي تنظر في الهاتف :

 

– فعلا حالته خطيرة ، ربنا يشفيه يلا انا هدخل انام عايزين حاجة تصبحوا على خير
والدتها بقوة:
– استنى يا بنت ، ايه الجحود ده بقا جدك بين الحياه و الموت و تتعاملي مع الموقف بإستهتار كدة
مليكة بهدوء:

 

– ما انا قولت ربنا يشفيه اهو عايزة ايه تاني؟
والدتها بحزم وهي تقف:
– روحي لمى هدومك انتي و اختك احنا هنروح عنده
مليكة بعدم تصديق و قد سقط فكها السفلي من هول

 

الصدمة :
– نعم!! نروح فين ، انا مش رايحة في حتة انا ورايا شغل مهم جدا بكرة
ريتال بحجة واهية وهي تقف بجانب مليكة:
– وانا ورايا كلية و امتحانات قربت تدخل و فيه دكتور جديد لازم احضرله

 

والدتهم بغضب:
– انا مشوفتش قلة أدب كدة ، ده جدكم يا جبابرة
ريتال بحدة :
– بس متقوليش جدنا ، احنا نعرفه اساسا؟؟ احنا كل اللي نعرفه عنه حكايات ابونا الله يرحمه لينا ، مش ده اللي طرده زمان عشان كان عايز يتجوزك؟؟ انتي ازاي اصلا بتفكري فيهم وهما رفضوكي زمان و مشافوكيش

 

تشرفي عيلتهم
صُدمت والدتها من حدة و همجية ابنتها و كم آلمتها جملتها الأخيرة فلم تشعر بنفسها الا وهي ترفع كفها و تهبط به على وجنتها..
مليكة بصدمة وهي تحتضن شقيقتها:
– ماما!!

 

ريتال بإنهيار وهي تدفع شقيقتها و تركض للخارج:
– بابا لو كان عايش مكنتيش قدرتي تعملي كدة
والدتها بصوت عالي و غضب كي تُسمّعها:
– ابوكي لو كان عايش كان قطم رقبتك بعد كلامك ده يا قليلة الأدب و اعملي حسابك بكرة بعد ما تيجي من المخروبة بتاعتك هنسافر لجدك

 

لم تبالي ريتال و اغلقت باب غرفتها بقوة فزفرت والدتها وهي تستغفر الله كثيراً ثم ذهبت لخزانتها و بدأت تُخرج بعض الملابس..
والدتها بهدوء:
– هتخلصي شغلك امتى
مليكة بفتور:

 

– بليل
والدتها :
– كدة مينفعش خدي اجازة كام يوم نروح نشوف حالة جدك و ابقى ارجعي كملي شغل
مليكة بسرعة :

 

– لا يا ماما مينفعش ده انا بكرة رايحة المدرسة بتاعت الأطفال اللي حكيتلك عليهم ، وانتي عارفة انا اخدت الموافقة من الإدارة بصعوبة ازاي مش هعرف أعوض اليوم ده تاني ، سافري انتي و ريتال وانا هبقا احصلكم
والدتها بتنهيدة يائسة:
– ماشي يا مليكة لما نشوف آخرتها

 

حمدت الله كثيرا على تفهم والدتها فهي بفضل عملها و كثرة تنقلها و سفرها بين المحافظات اعتادت والدتها و قل قلقها كثيرا و أصبح أمراً عادياً ان تسافر وتتنقل وحدها..
مليكة بهدوء وهي تجلس فوق المقعد الخشبي بجوار الفراش وهي تراقب والدتها التي تُعد حقيبتها:
– مش هتصالحي ريتال

 

والدتها بوجوم:
– دي عايزة تتربى من اول و جديد مفكرة نفسها كبرت على الضرب ، لا و بتعلي صوتها على مامتها كمان
مليكة بتوتر :

 

 

– انا عارفة انها غلطانة بس هي بردو عندها حق يا ماما!! انتي ازاي اصلا يهمك أمر الناس دي بعد اللي عملوه في بابا زمان ، دول قطعوا صِلتهم بيه عشان كان عايز يتجوزك و طردوه ، انتي ناسية عياط بابا كل يوم لما كان بيحاول بس يكلم مامته و اخواته البنات

 

والدتها بهدوء وهي تجلس على الفراش:
– اولا اسمهم جدتي و عماتي مش مامته و اخواته البنات ، ثانيا لا مش ناسية بس باباكي كان كل يوم يحلفني ان لو حصلوا حاجة اهله دول يبقوا في عينيا ، و عايزة افهمك حاجة اهل باباكي مش وحشين و جدتك و عماتك زي

 

السكر مش هنسى انهم كانوا دايما لما باباكي يتكلم معاهم في التليفون هما يطلبوا يكلموني و يسلموا عليا ، هناك في الصعيد الأغلبية بيتجوزوا ناس من دمهم و بقا ده العُرف هناك و اللي مكنش بيعمل كدة كانت القيامة تقوم عليه ، باباكي و عمامك حبونا و احنا مش من دمهم فطبعا جدك موافقش بحاجة زي دي خصوصاً انه كان واعد عم باباكي بس فعشان كدة كل ده حصل ، و كمان انتي عمرك سمعتي حاجة وحشة عن جدك؟ ده دايما باباكي كان

 

بيحكي عن قد ايه هما ناس كويسة
مليكة بقهر:
– عشان دول اهله اكيد مش هيتكلم عنهم وحش

 

والدتها :
– مش دايما بابا كان بيقولنا انه بيحبهم و عايزهم مبسوطين و موصينا عليهم؟ انتي كدة بتعملي بوصية بابا يا مليكة؟ كفاية اوي بسببك انتي و اختك كل سنة نرفض دعوته لينا و منروحش لما يطلبنا لكن دي زيارة مريض و مش اي مريض ده جدك

 

اقشعر بدنها وهي تحاول تبرير موقفها ولكنها فشلت لا تنكر انها تحب عائلة والدها لأن والدها كان دائما يزرع بهم حب تلك العائلة ولكنها أيضاً لا تنسى دموعه التي لم تجف يوماً زفرت كثيراً ثم نهضت لتغادر..
مليكة بهدوء وهي تغادر:
– خلاص يا ماما هدخل اقنع ريتال و هحصلكم بليل

 

والدتها بإطمئنان:
– ماشي يا حبيبتي
اغلقت مليكة الباب خلفها بهدوء ثم حمدت الله كثيراً ان والدتها وثقت بها فهي بالطبع لن تسافر هي فقط ستكتفي

 

بالاطمئنان عليه عن طريق والدتها ، ابتسمت بذكاء و ذهبت لغرفة شقيقتها و حاولت فتحها عدة مرات لكن كان الباب موصداً من الداخل فزفرت بحنق و ذهبت إلى غرفتها بياس بعد أن استمعت لصياح شقيقتها التي أمرتها بصرامة أن تغادر..
…………………………………………………………………..

 

في منزل ما بأنحاء المدينة..
استيقظت فجراً على صوت والدها العالي فزفرت بحنق وهي تقف ببطئ و تتثائب ، رتبت شعرها بفوضوية و سارت للخارج فوجدت والدها يجلس بالصالون و بجانبه والدتها تربت فوق ذراعه بقلة حيلة ، تعجبت من حالهم و اقتربت منهم اكثر..

 

سيليا بقلق وهي تجلس بجانب والدها :
– في ايه يا بابي؟ مالك؟؟
والدتها بحزن :

 

– جدك يا حبيبتي تعبان اوي و عايزنا معاه
سيليا بعدم فهم:
– جدي مين؟
والدتها وهي تلكزها و تنظر لها بشزر:
– جدك يا سيليا يا حبيبتي انتي عندك كام جد؟

 

سيليا بضيق وهي تفرك كتفها:
– اه اه جدو ، لا الف سلامة عليه طب تصبحوا على خير بقا هروح اكمل نوم
والدها بحزم وهو يقف:
– مفيش نوم احنا هنلم هدومنا دلوقتي و نروحله

 

سيليا بصدمة وهي تبتسم بتوتر:
– بابي حبيبي انت بتهزر اكيد نروح فين؟ انا معرفش الناس دي ولا هعرف اتعامل معاهم ، انا مش هقدر استحمل انهم يعاملوني على اني حفيدة غير مرغوب فيها خصوصاً بعد اللي جدو عملوا فيك زمان لما كنت عايز تتجوز مامي
والدها بحنان وهو يحاوط وجهها:

 

– الناس اللي بتتكلمي عنهم دول اهلك يا سيليا ، انا اساسا كنت عايز اعرفك عليهم من زمان بس كنت مستني وقت مناسب ، وانا مش هستنى يجرى لأبويا حاجة وانا بعيد عنه كفاية عمامك اللي راحوا و ملحقتش اشبع منهم و كفاياني عند و مكابرة مع ابويا اللي بيطلب يشوفني كل سنة و مبروحش عشان خاطرك لكن المرة دي لا
سيليا بترجي محاولة اقناع والدها :

 

– بس يا بابا آآ
والدها بحزم:
– مفيش بس اتفضلي ادخلي لمي هدومك

 

زفرت بحنق و غادرت وهي تدبدب في الأرض بقدمها ، اغلقت الباب خلفها بقوة ثم أمسكت هاتفها و راسلت اصدقائها برسالة صوتية..
سيليا بغضب وهى تدور في الغرفة :

 

– معلش يا بنات انا out من خروجة بكرة عشان مسافرة
ألقت الهاتف جانباً و بدأت في تجهيز حقيبتها وهي تشعر بالغضب الشديد فهي لا تريد أن تغادر مدينتها ولكنها تعرف مهما ترجت والدها ان يتركها هنا وحدها فهو لن يوافق لأنها عديمة المسئولية كما تلقبها والدتها..
…………………………………………………………………..

بالخارج..
كانت نائمة بهدوء و فجأة شعرت بمن يقفز فوقها و يصرخ في اذنها فنهضت بفزع و عندما رأت صديقتها البلهاء شعرت بالغضب الشديد و بدأت بضربها..
آسيا بحدة :

 

– are you crazy , girl?
“هل انتي مجنونة يا فتاة”
صديقتها بحماس وهي تعطيها الهاتف بسرعة:

 

– wait a minute girl , your grandpa is going to die
“انتظري دقيقة يا فتاة ، جدك في طريقه للموت”
آسيا بصدمة و عدم فهم:
– What are you saying?
“ماذا تقولين”

 

صديقتها بحماس مفرط وهي تشير للهاتف الذي أعطته لها:
– Yes, girl, he’s going to die , Look at your phone with your hand and read that letter.
“نعم يا فتاة سيموت ، انظري لهاتفك بيدك و اقرأي تلك الرسالة”

 

آسيا بحدة وهي تلتقط أنفاسها و تجلس فوق الفراش مرة اخري:
-Shut your mouth
“اغلقي فمك”
بدأت تقرأ الرسالة و محتواها وهي لا تشعر بأي شئ سوا فقط بعض الألم و الحزن لأن والدها اكسبها بعض المحبة

 

لتلك العائلة برغم انها لم تعش معهم ولم تعاشرهم ولكن من محبة والدها لهم احبتهم ولكنها لا تنكر ان الكراهية هي المسيطرة عليها بشكل اكبر..
آسيا بهدوء وهي تضع الهاتف جانباً:

 

– Well, I read it, but I didn’t understand that happiness you were in.
“حسنا لقد قرأتها ولكن لم أفهم تلك السعادة التي انتي فيها”
صديقتها بنفس الحماس وهي تلكزها:

 

– Girl, show me your attention , Say For you he will die , It means you’re going to make a lot of money, especially since your grandfather is a man with a lot of money.
” يا فتاة اعيريني انتباهك ، اقول لك سيموت ، يعني ستجنين الكثير من المال ، خاصة أن جدك رجل يمتلك الكثير من المال”

 

آسيا بلامبالاة وهي تستلقي أسفل الغطاء و تغلق اعينها استعداداً للنوم:
– I don’t care about his money.Let him keep it to himself.
“انا لا أهتم بأمواله. فليحتفظ بها لنفسه ”

 

صديقتها بغضب وهى ترفع عنها الغطاء:
– Asia, are you crazy? Look at us a little bit. We’re on the brink of poverty, and we’re also going to be kicked out of that little tuna-like room , This opportunity won’t happen again. You have to go to him to guarantee yourself your right and not let your relatives eat your inheritance.

 

” آسيا هل جننتي؟ انظري لحالنا قليلا ، فنحن على حافة الفقر و أيضا سوف نطرد من تلك الغرفة التي تشبه علبة التونة الصغيرة ، هذه الفرصة لن تتكرر. يجب أن تذهبي له لتضمني لنفسك حقك ولا تجعلي أقاربك يأكلون ميراثك”
صمتت آسيا ولم تستطع الرد فبالفعل حالتهم متضررة للغاية و في القريب العاجل سيبيتون في الشارع خاصة

 

انهم معاقبون من رب عملهم ولن يأخذوا راتبهم لمدة ثلاثة أشهر ، ابتلعت غصتها بألم وهي تنظر لصورة والدها المعلقة أمام الفراش ثم تذكرت وصيته و كلامه لها بأن تهتم بعائلته بعد مماته و تذهب لتعيش معهم و تصبح بينهم فهي هنا سوف تخسر كل شئ ، كان مُحقاً! فهو بعد مماته تم طردها من المنزل الخاص بهم و أصبحت مشردة و رفضت تماما مساعدة ما يدعى بجدها بل و رمته بكلام جارح عنيف و أصبحت تنام بالشارع لفترة وجيزة

 

حتى رآها صاحب المطعم و طلب منها ان تعمل عنده كان يطمع بها ولكنها استطاعت ان تحمي نفسها منه جيداً و ما إن رفضته حتى أصبح يعاملها بقسوة و جحود و يتعمد ان يخصم من راتبها ، اخذت نفس عميق لتكتم به دموعها التي تجمعت بأعينها تريد أن تهبط..
آسيا بعد تفكير :

 

– I’m leaving.
“تمام سوف أغادر”
احتضنتها صديقتها بقوة فأبعدتها آسيا و أمسكت الهاتف تراسل ذلك الرقم الذي بعث لها اخبار جدها..

 

آسيا في الرسالة:
– ماشي انا جاية ، بس احجزولي تذكرة عشان انا معيش فلوس
كادت ان تترك الهاتف ولكن تفاجأت من سرعة الرد ففتحت الرسالة و رأت محتواها..

 

– جهزي شنطتك و ابدأي اتحركي على المطار كل حاجة جاهزة ، هتلاقي واحدة هناك معاها تذكرتك
آسيا بسخرية وهي تكتب:
– ده انتو مجهزين كل حاجة بسم الله ماشاء الله ، لما اجي مين هياخدني انا مش هعرف اروح لوحدي لأني

 

معرفش مصر اوي
– انا هاجي اخدك
– انت مين
– انا يامن ابن عمتك

 

– و هنعرف بعض ازاي
رأت انه قد رأي الرسالة ولم يرد فرددت بوقح ولكنها تفاجأت به يحادثها مكالمة ڨيديو فوقفت بخضة و دارت حول نفسها ثم رتبت شعرها و مسحت وجهها بكفها بسرعة ثم أجابت وهي ترسم تعابير اللامبالاة فوق وجهها..
آسيا بتعجب وهي ترى شاشة سوداء:

 

– are you here?
“هل انت هنا”
يامن بصوت ناعس:
– ايوة ايوة هنا بس مكسل اقوم افتح نور الأوضة “ثم اكمل بمشاكسة وهو يتأملها” بس ايه الجمال و الحلاوة دي ،

 

عيونك دي ولا لينسيز؟
آسيا بحدة:
– Are you harassing me?
“هل تتحرش بي؟”

 

يامن بفزع:
– ايه يا حجة الكلام ده تحرش ايه بس هتركبينا الغلط ، و بعدين انتي بتتكلمي اجنبي ليه ما انتي كنتي بتكلميني عربي في الرسايل
آسيا بهدوء:
– مكنش قصدي تعود مني بس ، المهم يعني هعرفك ازاي بردو وانت قافل النور كدة و مش شايفة منك حاجة ”

 

ثم سخرت منه وهي ترفع حاجبها بخبث” انت شكلك وحش و مكسوف ولا ايه؟
يامن :
– لالا حاسبي على كلامك ده انا قمر ، استني هنا
ذهب و أشعل إضاءة الغرفة فظهر لها وجهه الأسمر المحدد بطريقة جذابة و اعينه الزيتونية الناعسة ، لا تنكر انها

 

اُذهلت من جماله و هذا ضايقها كثيراً فهي كانت تظن نفسها الأجمل ..
يامن بخبث وهو يعود ليتمدد على الفراش مرة أخرى :
– انا بتكسف من النظرات دي خلي بالك
آسيا بحدة لتداري احراجها و توترها:

 

– خلاص شوفتك و عرفتك يلا باي عشان الحق اروح احضر شنطتي
لم تنتظر رده و اغلقت الهاتف بوجهه وهي تشعر بالخجل الشديد فألقت الهاتف على الفراش و نظرت لصديقتها التي تلقفته بسرعة و بدأت تعبث به..
آسيا بتساؤل:
– what are you doing?

 

“ماذا تفعلين”
صديقتها :
– I’m trying to find that guy’s Facebook page. He’s very attractive and has a purely oriental beauty.
“احاول ان ابحث عن صفحة ذلك الشاب على الفيس بوك , فهو جذاب للغاية و يمتلك جمال شرقي بحت”

 

آسيا بضحك :
– I swear you’re crazy. But wait a moment how are you reading the message And it’s written in Arabic.
“اقسم انك مجنونة ، لكن انتظري لحظة كيف قرأتي الرسالة وهي مكتوبة بالعربية”

 

صديقتها:
– I translated it from Google
” لقد ترجمتها من جوجل”
حركت حدقتيها بيأس من فضول صديقتها و ذهبت لتجمع جميع ملابسها و عندما انتهت من تجهيز نفسها ودعت صديقتها بحميمية و عندما هبطت من المنزل اتجهت الي المطعم التي تعمل به فهو كان بالقرب من البناية التي

 

تقطن بها و عندما وصلت رأت مديرها يقف أمام المطعم و يتحدث بالهاتف فوقفت أمامه مباشرة و تلفظت بألفاظ شديدة السوء انهتها ببصقة قوية في وجهه و قبل أن يرفع يده و يصفعها كانت قد قفزت داخل سيارة أجرة في طريقها الي المطار وهي تشعر بالتشفي..
…………………………………………………………………..

في صباح اليوم التالي..
في الصعيد..
بالقصر..

 

بغرفة الحاج عبد التواب تحديداً..
كان يجلس فوق الفراش و يقرأ الصحيفة بتروي حتى دلف عليه يامن بطريقته الفجة المعتادة..
يامن بنبرة عالية وهو يسير بإتجاه الفراش:

 

– صباح الخير يا حجوج
عبد التواب بإشمئزاز وهو يعيد نظره للصحيفة:
– صباحك شبه وشك ، عايز ايه على الصبح
يامن :

 

– انت نسيت خطتنا ولا ايه ، العيلة كلها زمانها جاية لازم تنادي جدتي و امي و عماتي تفهمهم الليلة لأحسن نتكشف و ساعتها ولا حد هيبص في وشك بعد كدة
عبد التواب بزمجرة :

 

– اتحشم يا قليل الرباية انت بتكلم جدك مش واحد من الصيع اللي تعرفهم ، و فين صقر و أيان و يونس و آسر عشان اقولهم عشان ميغلطوش قدام حد
يامن بلامبالاة:
– انا حطيتهم ضمن الخطة محدش يعرف غيري انا و انت حاليا

 

عبد التواب بعدم فهم:
– يعني ايه حطيتهم ضمن الخطة
يامن :
– يعني بعتلهم رسالة مرضك زيهم زي الباقي ، هما مش عاجبني مبيجوش الصعيد غير كل فين و فين و مش عاطيينك اي اهتمام كدة
عبد التواب بسخرية:

 

– عشان وراهم اشغالهم اللي هناك يا عاطل
يامن بضيق:
– يوووه بقا يا عبد التواب السيرة دي تاني ، قبل ما امشي خالي محمود رد عليا و قالي انه في السكة و معاه بنته و

 

مراته و مرات خالي عبد العال الله يرحمه قالتلي انها مستنية بنتها الصغيرة تيجي من الجامعة و هييجوا على طول و الرجالة زمانهم على وصول بردو ، و بنت خالي محمد في الطيارة زمانها على وصول
عبد التواب بقلق:

 

– هتيجي ازاي دي ممكن تتوه هنا
يامن بهدوء وهو ينظر بالمرآة و يهندم شعره:
– انا رايح اخدها و هجيبها على هنا

 

عبد التواب بأبتسامة مطمئنة:
– راجل من ضهر راجل ، يلا روحلها بسرعة و اوعاك تضايقها ها دي بنت الغالي
يامن بأبتسامة وهو يغادر:
– دي هي اللي هتضايقني يا حجوج ، مع السلامة

 

غادر يامن بسرعة وفي طريقه قابل ابنة خالته بدور التي كانت تجلس فوق الدرج..
يامن بتعجب وهو يبطئ خطواته:
– قاعدة كدة ليه يا بدور؟
بدور بنظرة حالمة و شرود:

 

– مستنظراك
يامن بتعجب وهو يحرك كفه أمام وجهها:
– انتي يا بت
بدور بخضة وهي تقف:

 

– في ايه يا زفت انت بتعمل ايه هنا
يامن مقلداً اياها بسخرية:
– مستنظرااااك
بدور بغضب و خجل :

 

– اتحشم عاد!! جليل الرباية صُح
ثم ركضت للأعلى فضحك بقوة على طفولتها البريئة فهو يعلم انها تعشق ابن خالته ولكنه لا ينتبه لها بسبب تنقله الدائم و اهتمامه الكبير بعمله..
يامن بضحك وهو يغادر القصر و يصعد بسيارته:
– ده ايه العيلة اللي كل ما تتوتر تتكلم صعيدي دي

يتبع….

 

في الجامعة..
كانت تجلس مع اصدقائها في المدرج و ملامح وجهها منزعجة للغاية و ما زاد الطين بلة تلك الضوضاء حولها فزفرت بعنف وهي تتخيل حياتها القادمة بذلك المكان الذي ستذهب اليه فهي تعلم انها ليست مرغوب بها عند عائلة والدها و دائما ما تستمع ان عائلة الوالد شديدة السوء هي لم تتعامل معهم و أيضا والدها كان يخبرها عن مدى طيبتهم ولكنها تمتلك عقدة منهم و تخشى ان يتم نبذها مثل والدها..

 

محمد بصوت عالي:
– انتي يا بنتي
اسماء وهي تلكزها:

 

– يا ريتا ركزي معانا
ريتال بحدة مبالغ فيها:
– قولتلك مليون مرة مبحبش اسم ريتا ده
محمد بتعجب:
– في ايه يا ريتال محصلش حاجة لده كله اهدي احنا بنهزر
ريتال وهي تجمع اشيائها و تقف لتغادر:

 

– انا اسفة يا اسماء انتو عارفين اللي فيا معلش ، انا همشي مش هقدر احضر المحاضرة
اسماء وهي تقف لمتنعها من العبور:
– استنى يا بنتي الدكتور زمانه على وصول و بعدين ده واحد جديد منعرفش نظامه ايه ممكن يغلس
ريتال بلامبالاة وهي تدفعها بخفة لتعبر:

 

– كدة كدة خربانة
هبطت الدرج وهي تعبث بحقيبتها لتتأكد من أن جميع اشيائها موجودة فأرتطمت بصدر صلب مما جعل رأسها تؤلمها بشدة و اشيائها تسقط ارضاً ، رفعت اعينها بغضب لترى ذلك المختل و كادت ان تتفوه بما يجعله ينكس رأسه خجلاً لكنها تفاجئت به يسير فوق اشيائها بلا مبالاة و يذهب لمكتبه ليضع عليه اشيائه..
الشخص بهدوء :

 

– صباح الخير يا شباب انا الدكتور الجديد بدل دكتور سمير
ريتال بذهول و غضب شديد وهي تنحني لتجلب اشيائها:
– قليل الذوق و مش متربي ، راح جحش جه حمار

 

شهقت بعنف وهي تستمع لصوتها يدوي بالمُدرج اجمع ، فقد سقطت تلك السماعات التي يتحدث فيها منه على اشيائها ارضاً..
ريتال برهبة شديدة وهي تعتدل في وقفتها و تنظر له:
– انا آآ انا..

 

هو مقاطعاً لها بحدة:
– استنيني في مكتبي ، حالاً!!
انتفضت من نبرته الأخيرة فسقطت اشيائها مرة أخرى و لكن تلك المرة لم تبالي و ركضت للخارج فكرت ان تهرب ولكن لا مفر فذهبت لغرفة العميد بخطوات مرتجفة وهي تتمنى ان تبتلعها الأرض ، طرقت الباب بهدوء و استمعت لشخص ما يأمرها بالدخول و عندما دلفت ابتسم العميد بسخرية..

 

العميد بهدوء:
– ضربتي مين النهاردة؟ هو انتي مفيش غيرك في ام الكلية دي وانتي الشلة الفاقدة بتاعتك ، بس تتحسدي جاية لوحدك النهاردة
ريتال وهي تتصنع البكاء:

 

– انا معملتش حاجة انا آآ
العميد مقاطعاً اياها بسخرية وهو يرفع يده لتصمت:
– بس بس بس ، انتي كل مرة تعملي الشويتين دول و انا اسامحك زي المغفل بس الحمدلله انا مشيت دلوقتي بقا فيه واحد غيري هو ده اللي هيعلمكوا الأدب

 

ريتال بعدم فهم وهي تمسح دموعها الوهمية:
– اومال انت بتعمل ايه هنا و فين العميد الجديد
العميد بهدوء وهو يلملم اشيائه :

 

– بلم حاجتي ، هو سايبني أودع المكتب
جلست ريتال و قد احتل الخوف قلبها بالفعل فهي كانت دائما تتصنع البكاء كي يرأف بها و بالفعل كان يسامحها ولكن العميد الجديد لا تعلم ماذا ستقول له و هل سيرأف بها ، ودعها ذلك العميد و غادر تاركاً اياها بالغرفة وحدها فشعرت بملل شديد و وقفت لتسير بالغرفة قليلاً ، مر ما يقارب الساعة فوضعت يدها بحقيبتها لتخرج هاتفها فلم تجده شعرت بالرعب و بدأت ضربات قلبها تنبض بقوة ، ظلت تبحث بحقيبتها و بدأت بالبكاء

 

بالفعل حتى فُتِح عليها الباب ، تعجب مما يراه فهي كانت جالسة فوق ركبتيها أرضاً و أمامها حقيبتها المفرغة و تعبث بالاشياء..
العميد بزمجرة:
– ايه اللي انتي عملاه ده

 

ريتال ببكاء شديد:
– بس بقا هي مش نقصاك انت كمان
العميد بحدة وهو يغلق الباب بقوة يسير لمكتبه بخطوات واسعة:

 

– قومي اقفى يا طالبة
وقفت و جسدها ينتفض أثر بكائها فمسحت وجهها عدة مرات فتوقف نحيبها وهي ترى هاتفها بين يديه..
ريتال بشهقة:

 

– ده موبايلي
العميد بهدوء:
– ايوة انتي نسيتي حاجتك جوا

 

ريتال بأبتسامة واسعة وهي تمسح دموعها :
– شكرا اوي يا دكتور انت طيب اوي
العميد :

 

– كارنيهك فين
اخرجته من جيبها واعطته اياه رأته ينظر فيه بتمعن ثم نظر إليها و أعاد نظره له مرة أخرى..
العميد بتساؤل:

 

– انتي ريتال عبد العال عبد التواب سمير محمد الجندي؟؟؟؟
ريتال بتعجب :
– ايوة

 

رأته يتأملها و بداخل أعينه نظرة مشدوهة ، نظر لها مطولاً ثم جلس و اخرج ورقة ما و ظل يكتب بها ، لم تفهم ما يحدث ولكنها تسائلت ببلاهة..
ريتال بتساؤل وهي تستند على المكتب بكفيها:

 

– انت ازاي عميد و دكتور و انت صغير في السن كدة
العميد بهدوء:
– ملكيش دعوة

 

ريتال بلامبالاة و عفوية:
– غريبة اوي بجد ، و كمان يمشوا العميد القديم يعني حركة اخر ندالة مش عيب عليك ده قد جدك
رفع نظره يرمقها بنظرة متعجبة ثم عاد ينظر للورقة التي أمامه ، انتهى من كتابتها ثم لملم اشيائها جيداً و أعطاها لها..

 

المعيد بأبتسامة صفراء:
– اتفضلي دي ورقة فصلك يا دكتورة و احمدي ربنا انها جات على قد اسبوع انا مرضتش افصلك خالص
ريتال وهي تضرب وجنتيها:

 

– يا نهارك اسود!!!
المعيد بحدة :
– ايه الأسلوب ده احترمي نفسك

 

ريتال بغيظ وهي تلملم اشيائها للمرة الألف :
– انت لسة شوفت حاجة ، ترفدني انا؟؟ اقول لأمي ايه احيه عليا و على اللي هيجرالي انا ناقصة
غادرت بعد أن اسمعته سباب لاذع وهي تلعن جميع من حولها فيبدوا ان اليوم ليس يومها إطلاقاً..

 

…………………………………………………………………..
عند مليكة..
هبطت من سيارة الأجرة و وقفت أمام تلك البوابة الضخمة لتقرأ اليافطة العريضة ” مدرسة الرياض الداخلية” ، كيف لأطفال ان يقطنوا بها فهي تبدوا كبيت أشباح من الخارج فكيف الداخل ، ابتلعت غصتها و دلفت بعد أن

 

شاهد رجل الأمن بطاقتها الطبية ، رأت بعض الأطفال يلعبون بالحديقة التي نصف اعشابها متآكل و البعض الاخر يجلسون على الدرج الخارجي للمبنى و يتحدثون..
مليكة بأبتسامة وهي تخرج بعض الحلوى من حقيبتها:
– عاملين ايه يا حبايبي

 

الأطفال :
– الحمدلله يا ميس
مليكة بضحك:

 

– لا انا مش ميس انا مليكة
طفلة ما ببراءة:
– يعني انتي معندكيش شغل

 

مليكة وهي تجلس بينهم :
– لا عندي ، انا دكتورة
طفل من الجالسين:
– بس احنا مش عيانين

 

مليكة بحنان و مشاكسة وهي تعبث بشعره :
– ايوة ما انا عارفة بس آآ
صمتت وهي تراقب تلك الفتاة التي تسير وحدها بعيداً بكرسيها المتحرك..

 

مليكة بتساؤل :
– مين البنت دي
الطفلة بضحكة شيطانية:
– دي ام رجل مسلوخة اللي بتاكل الأطفال بليل

 

ضحك جميع الأطفال ولم تعجبها مليكة تلك المزحة و نظرت لهم بعتاب ثم وقفت و ذهبت لتلك الفتاة..
مليكة بأبتسامة وهي تقف امامها:
– انتي جميلة اوي

 

الفتاة بسخرية:
– وانتي كدابة و وحشة اوي
ثم حركت كرسيها المتحرك بعيداً ، ذُهلت مليكة من فظاظتها ولكنها أصرت على التحدث معها فركضت خلفها مرة أخرى ولكن تلك المرة أمسكت بالمقعد و انحنت لتسحب المكابح السفلية كي تقيد حركتها ولا تستطيع

 

الفرار منها..
الفتاة بزمجرة خشنة وهي تحاول تحريك المقعد :
– انتي عملتي ايه في الكرسي

 

مليكة بتحدي وهي تقف امامها و تعقد ساعديها:
– عايزة اتكلم معاكي يا اما هسيبك كدة و محدش هيعرف يفتحلك عجل الكرسي غيري
الفتاة بغضب :

 

– انا مش عايزة اتكلم مع حد
تأملتها مليكة بأبتسامة فهي تكتسب جمال رائع بأعينها الرمادية الواسعة و بشرتها الحليبية و شعرها ذا السواد الحالك الذي يتميز بغزارته ، كانت تعقده على هيئة ذيل حصان مرفوع فأظهر وجهها شديد البياض..
مليكة بأبتسامة واسعة:

 

– انتي ازاي حلوة كدة ، طالعة لماما ولا لبابا “انتظرت ردها ولكن لم يحدث ذلك فكانت الفتاة تنظر لها فقط فأكملت التحدث” عندك كام سنة
الفتاة بهدوء :
– لو قولتلك هتسيبيني امشي

 

مليكة وهي تخلع سترتها و تضعها ارضاً لتجلس عليها امامها:
– انتي ليه مش عايزة نبقا صحاب
الفتاة بضيق:
– كدة مبحبش يبقا عندي صحاب

 

مليكة بهدوء:
– ليه ده الصحاب دول احلى حاجة في الدنيا هما و الاخوات و العيلة ، انتي عيلتك فين؟
الفتاة وهي تجز على أسنانها كي تكبح غضبها:
– ماما ميتة بقالها 3 شهور و بابا قاعد لشغله

 

مليكة بأسف :
– انا اسفة ، ربنا يرحمها يا رب هي اكيد في مكان احسن ، يعني انتي هنا من 3 شهور
الفتاة بضيق من تدخلها :
– لا انا من زمان في مدرسة داخلية انا بس في المدرسة دي من 3 شهور

 

مليكة بتفهم:
– ايوة فهمت طب غيرتي مدرستك ليه؟
الفتاة بزفير قوي:
– النصيب

 

مليكة بأبتسامة وهي تربت فوق ركبتيها:
– ده احلى نصيب عشان اشوفك هنا ، انا مليكة دكتورة نفسية و دكتورة علاج طبيعي
الفتاة بسخرية:

 

– بتعالجي المجانين يعني
مليكة بلوم:
– عيب كدة ، مينفعش نقول على ناس عيانة كدة

 

الفتاة بحزن يغلفه القسوة:
– ما هما بيقولولي ام رجل مسلوخة عشان قاعدة على كرسي
مليكة بحزن يفطر قلبها:

 

– معلش يا حبيبتي ، احنا مينفعش نرد الإساءة بالإساءة كدة كلنا هنبقا وحشين
صمتت الفتاة و نظرت بعيداً فبادرت مليكة بالحديث..
مليكة بتساؤل:

 

– ايه اللي حصل عشان تقعدي على كرسي
الفتاة بقسوة وهي تضغط على مرفق المقعد:
– حادثة ، ماما ماتت وانا اتشليت

 

مليكة وهي تبتلع غصتها:
– طب و آآ عملتي اي عمليات في رجلك
الفتاة:

 

-لا ، و ممكن كفاية اسئلة انا تعبت و عايزة اقعد لوحدي
اومأت مليكة و وقفت ثم حررت المقعد كي تستطيع الحراك و انحنت لتجلب سترتها و حقيبتها لتغادر..
الفتاة بتوتر و خجل :

 

– انا كمان اسمي مليكة
مليكة بأبتسامة واسعة:
– و عندك كام سنة بقا يا مليكة

 

مليكة الصغيرة بضيق مصتنع:
– عندي 14 سنة
مليكة بأبتسامة :

 

– انتي عارفة انك شبهي اوي؟ نفس لون عيني و شعري و لون بشرتي كمان ، تكونيش بنتي وانا نسيتك
ضحك اثنتيهم بمرح فأحتضنتها مليكة و قبلت رأسها ثم أخرجت بعض الحلوى و اعطتها لها..
مليكة الصغيرة بنبرة خجلة:

 

– ممكن تبقى تيجي تاني ، انا مفيش حد هنا بيحبني ولا بيتكلم معايا ، انتي اول حد يكلمني و ميخافش مني
شخص ما من الخلف:
– متصدقيهاش يا دكتورة دي كدابة

 

التفت مليكة لترى شاب طويل القامة يقف خلفها يمتلك ملامح شرقية بحتة فسماره رائع و اعينه بنية ضيقة و جسده معضل بعض الشئ يبدوا انه يتمرن حديثاً..
مليكة :
– مصدقهاش ليه؟

 

الشاب بغيظ وهو يقترب منهم:
– عشان هي كدابة ، انا بحبها و بكلمها بس هي مش عايزة تكلمني

 

مليكة الصغيرة بضيق :
– يوووه يا عبدالله هو مش بالعافية ، و بعدين ما تروح لسارة حبيبتك اللي باستك في خدك اليمين
عبد الله بحنق وهو يجلس فوق ركبتيه ليصبح في مستواها:

 

– يا بنتي مباستنيش هي كانت بتقولي حاجة في ودني بس
مليكة الصغيرة بحدة وهي تلكزه في كتفه:
– كداب انا شوفتها بعيني

 

كانت تتابع الحديث وهي تكتم ضحكاتها بصعوبة فحمحمت متدخلة بالحوار..
مليكة بجدية مصتنعة:
– ازاي يا عبد الله تسيب سارة تبوسك من خدك لا و من خدك اليمين كمان ، هي مليكة مش مالية عينك ولا ايه

 

عبد الله بغيظ:
– لا مالية عيني ، ممكن متدخليش انتي؟
شهقت بعنف و في آنٍ واحد كان تلقى صفعتين من الاثنتين..

 

مليكة الصغيرة بخشونة:
– تدخل براحتها دي صاحبتي
عبد الله بحدة وهو يقف و يغادر :

 

– بقا كدة ماشي يا مليكة
مليكة الصغيرة بصوت عالي وهي تنحني للأمام لتراه بوضوح:
– ماشي يا عبد الله انا هخلي ياسين يبوسني و هتشوف

 

توقف عبد الله لبرهة..
مليكة بخوف وهي تقف أمام مليكة الصغيرة لتحميها من بطشه:
– هو هيعمل ايه؟؟

 

مليكة الصغيرة بلامبالاة:
– طظ فيه
عبد الله بهدوء ثلجي وهو يعود لها:

 

– لو قولتي كدة تاني انا هقطعلك لسانك ده اللي بيقول حاجات غبية شبهك
مليكة الصغيرة بزمجرة وهي تدفع مليكة:
– انا غبية؟؟ ده انت نهارك ازرق

 

مليكة بصراخ:
– خلاااااااص اهدوا!!! اتفضل يا عبد الله اعتذرلها و انتي يا مليكة مينفعش تقولي أن ولد هيبوسك عيب
عبد الله بضيق :

 

– انا اسف يا مليكة
مليكة بضيق وهي تعقد ساعديها:
– انا اسفة يا عبد الله

 

مليكة بإرتياح:
– كدة اقدر اسيبكوا وانا مطمنة ، عبد الله ممكن توصلني لحد بوابة المدرسة
عبد الله:

 

– حاضر ، مليكة متتحركيش من هنا عشان لما ارجع هنتكلم..
هزت رأسها بيأس من ذلك العشق الممنوع و سارت أمامه ليلحقها بسرعة..
مليكة بتساؤل:

 

– انت عندك كام سنة؟
عبد الله بفخر:
– هكمل 19 سنة كمان اسبوعين

 

مليكة وهي تتأمله:
– انا قولت بردو لا يمكن الجسم ده يكون طفل ، انت مع مليكة في المدرسة ازاي؟
عبد الله :

 

– انا كنت في المدرسة القديمة بتاعت مليكة قعدت سنة فيها عشان ماما و بابا سافروا ولما رجعوا اتنقلت مدرسة عادية و في السنة دي اتعرفت على مليكة ، كان عندها 7 سنين
مليكة بعدم فهم:
– اومال انت بتعمل ايه في المدرسة هنا

 

عبد الله:
– انا كل يوم باجي اقعد مع مليكة عشان اطمن عليها

 

مليكة بتعجب:
– و الأمن بيدخلك عادي كدة؟

 

عبد الله :
– اوقات و اوقات ، لما مبيرضاش يدخلني بنط من السور اللي ورا ، انا بس بحب مليكة اوي و عايز اتجوزها عشان كدة باجي احميها عشان بيغلسوا عليها

 

مليكة بفخر:
– براڨو عليك يا عبد الله ، بس ماينفعش تنط من على السور افرض وقعت و اتعورت

 

عبد الله بثقة:
– لا متقلقيش انا بروح الچيم

 

مليكة بضحك :
– ماشي يا كابتن عبدالله ، متعرفش باباها فين؟
عبد الله بضيق:

 

– هو السبب في اللي هي فيه ده ، لا و بعد ده كله مش هاين عليه ياخدها تعيش معاه
مليكة وهي تخرج البطاقة التي مدون عليها ارقامها و عنوان عيادتها:

– احنا محتاجين نتكلم عشان نعالج مليكة ، انا حاسة ان عندها مشاكل نفسية كتير و ده مأثر على شخصيتها بالسلب و مخليها حادة و عصبية دايماً و كمان رجليها الحمدلله مفيهاش إصابة كل ده نفسية و محتاجة علاج

 

طبيعي واحدة واحدة هترجع احسن ان شاء الله
عبد الله بسعادة:
– يعني مليكة ممكن تمشي تاني؟
مليكة بأبتسامة:

 

-ايوة ان شاء الله خليك انت بس معاها و طمنها هي يعتبر ملهاش غيرك دلوقتي ، وانا هحاول اتواصل مع والدها بعد ما اخد بياناته من المدرسة ، يلا مع السلامة
ودعته وهي تبتسم بداخلها ، أولئك المراهقين!! ، تنهدت بضيق وهي تنظر لذلك الخاتم بيدها فهي لا تعلم الي متي سيظل بيدها اليمنى ، لقد انتظرت ثمانِ أعوام ألم يحن الوقت لتتزوج ، هي لا تحبه لكنها تراه مناسب لها كثيراً و ذلك ما يجعلها تنتظر و لكن الي متي سيطول انتظارها..

 

…………………………………………………………………..
في المطار..
كانت تحمل حقائبها وهي تخرج من بوابة المطار ، لا تعلم لما انقبض قلبها بتلك الصورة فهي لم تأتي إلى مصر الا عندما تم دفن والدها هنا ، تنفست بعمق و نظرت حولها تبحث عن ذلك المختل الذي لا يرد على مكالماتها..

 

آسيا بضيق:
– انا غلطانة اني مشيت ورا كلام عيل
– سمعتك على فكرة
شهقت بخضة وهي تشعر بأنفاسه في رقبتها فألتفت له بخجل وهي تنظر له بصدمة..

 

آسيا بتوتر :
– انا مكنش قصدي
يامن وهو يشير للسيارة أمامهم:

 

– اتفضلي يا هانم على العربية
عضت شفتيها بإحراج و انحنت لتحمل حقائبها ولكنها تفاجئت به يحملهم جميعاً..
آسيا بذهول:
– انت بتعمل ايه؟

 

يامن بعدم فهم:
– بشيل الشنط
آسيا وهي تشير لذراعيها :
– ليه ما انا عندي ايدين زيي زيك ليه انت تشيلها

 

يامن وهو يكشر عن انيابه :
– وتشيليها ليه وانا موجود ، امشي يا ماما قدامي احنا لسة هنرغي
دفعها للأمام و لحق بها وهو يشير لسيارته كي تصعد بها و عندما صعدوا حمحمت وهي تسأله..
آسيا:

 

– جدك اخباره ايه
يامن وهو ينظر امامه و يقود السيارة:
– تعبان اوي يا آسيا
آسيا بخفوت:

 

– ربنا يشفيه
يامن بتأثر مبالغ فيه وهو يرفع كفه و يمسح دمعته الوهمية:
– يا رب
عقدت حاجبيها وهي تراه يمسح دموعه الوهمية ثم استندت برأسها على زجاج السيارة حتى غفت دون ارادة منها فنظر لها وجد شفتيها منفرجتين ، ضحك بقوة فهو ايضاً ينام وهو فاتح فاهه فوضع سبابته و ابهامه عند

 

ذقنها و اغلقه لها وهو يدندن بحماس لنجاح خطته..
…………………………………………………………………..
في منتصف اليوم..
في القصر..

 

كان يجلس الجميع ببهو القصر يتأملون بعضهم البعض ، منهم من ينظر بإستغراب و منهم من ينظر بتلهف و منهم من ينظر بلامبالاة ، كان الجو هادئ عدا من نحيب السيدات وهم يحتضنون شقيقهم الغائب منذ ثلاثون عام..
محمود وهو يحاوط شقيقاته:
– خلاص بقا كفاية عياط ما انا هنا اهو

 

شقيقته ببكاء قوي:
– بعد ايه يا محمود؟ تلاتين سنة منعرفش عنك حاجة انت و مرتك و بتك ده لولا المكالمة اللي بتكلمها لأمك كل شهر مكناش عرفنا انت عايش ولا كيف احوالك
تنهد بحزن فهي محقة ولكنه كان يخشى عليهم من بطش والده اذا علم بتلك المكالمة ، هبطت الدرج بإرتجاف فمنذ مدة كبيرة لم تستمع لكل تلك الأصوات بمنزلها ، اقتربت منهم وهي ترى عدد كبير يجلس بالبهو فأرتجف قلبها من فرط السعادة و كاد ان يختل توازنها لولا حفيدتها بدور التي كانت تسير بجانبها..

 

فاطمة بعدم تصديق وهي تقترب منهم و دموعها تملئ اعينها:
– محمود!!
وقف بسرعة و هرول إليها كالأطفال يحتضنها بقوة فبكت وهي تقبل كل انش من وجهه و تحمد الله انه مد في عمرها حتى رأته مرة أخرى ، مرت تلك اللحظات الحميمية و جلس الجميع مرة أخرى بإنتظار عبد التواب..
والدة مليكة بهمس:

 

– رني على الزفتة اختك شوفيها هي فين ، احنا بقينا الساعة 8
ريتال بضيق :
– ريحي نفسك هي مش جاية ، هي عملت الشويتين دول عشان بس نسافر احنا و نسيبها
والدتها بحدة و خفوت:

 

– نهارها شبه وشها ان شاء الله ، قوليلها ماما بتقولك لو مبقيتيش هنا في خلال ساعتين هقطم رقبتك
زفرت بعنف و أخرجت هاتفها كي تكتب لها رسالة و ما أن انتهت و وضعت الهاتف جانباً حتى وقفت شاهقة وهي تراه يصافح والدتها..
ريتال بحدة:
– انت بتهبب ايه هنا

 

هو بحدة:
– انتي لسة قليلة الادب من الصبح!
فاطمة بتوتر وهي تقف بينهم:
– في ايه يا ولاد

 

ريتال بحدة :
– فيه ان البيه جاي ورايا ، ايه مش كفاية رفدتني من الكلية جاي تفصلني هنا كمان
والدتها بشهقة وهي تضرب صدرها:
– انتي اترفدتي من الكلية!!

 

فاطمة بقلق :
– في ايه يا يونس مزعل بنت خالك ليه ، و انتو اتقابلتوا ازاي؟؟
ريتال بصدمة:
– بنت خاله؟؟؟؟ يعني الكائن ده يبقا ابن عمتي ، لالا اكيد بتهزروا!!

 

 

يتبع….

فاطمة بقلق :
– في ايه يا يونس مزعل بنت خالك ليه ، و انتو اتقابلتوا ازاي؟؟
ريتال بصدمة:

 

– بنت خاله؟؟؟؟ يعني الكائن ده يبقا ابن عمتي ، لالا اكيد بتهزروا!!
يونس بغضب :
– ايه كائن دي ما تتكلمي عدل يا بت انتي
ريتال بغضب شديد وهي تنقض عليه و تمسكه من تلابيب قميصه :

 

– بت في عينك قليل الأدب
والدة ريتال وهي تجذبها :
– ريتال!!!
والدة يونس بتوتر من تلك المشاحنة وهي تسحبه بعيداً:

 

– في ايه يا جماعة اكيد سوء تفاهم
والدة ريتال بغضب شديد :
– انتي اترفدتي من الكلية

 

ريتال بغيظ و غضب وهي تعقد ساعديها:
– اه يا ماما و الحيوان ده اللي رفدني
والدة ريتال بحدة:

 

– ده انتي ليلتك زرقة ، لينا مكان يلمنا و تفهميني كل حاجة ، اتصلي بالحيوانة اختك
ريتال بضيق:
– بعتتلي انها هتبات في العيادة و قفلت موبايلها
والدة ريتال بغيظ:

 

– المجرمة ، والله لما ارجعلها لأخليها تشوف ايام ، انتو الاتنين محتاجين تتربوا من اول جديد
عند محمود..
سيليا بهمس وهي تميل على اذن ابيها:
– بابي مين دول

 

محمود بهمس هو الاخر:
– الولد ده اسمه يونس ابن عمتك و البنت دي اسمها ريتال و عندها اخت اسمها مليكة بنات عمك عبد العال الله يرحمه
سيليا بتساؤل:

 

– ايوة انا فاكرة البنتين دول من ساعة ما روحنا العزا بتاع عمو محمد ، بس فين مليكة
محمود :
– مش عارف شكلها مجتش

 

سيليا بغيظ:
– ما هو فيه ناس مجتش اهي اشمعنا جبتني انا
نظر لها بحدة فصمتت بغيظ و ابتلعت كلامها و عقدت ساعديها تراقب الجميع ، كانوا مشغولين بالحديث سوياً و منهم من يمسك الهاتف و منهم من يراقب الأجواء بضيق ، عدا شخص واحد كان يمسك بعض الأوراق و

 

يرتدي بنطال رمادي و فوقه قميص ناصع البياض و يحرر اول ثلاث ازرار منه ليظهر صدره العضلي ، كان واضح انه مشغول للغاية فهو يقرأ الورق بتمعن و على فخذيه يضع حاسوبه لا تعلم لما اعجبتها تلك الحركة التي يقوم بها من وقت لآخر فهو كل فترة يمرر يده بين خصلات شعره الغزيرة ، باغتها وهو يرفع نظره لها فجأة فتوسعت حدقتيها بخوف و خجل و كادت ان تدير وجهها الا انه سارعها بالابتسام لها فظهرت أسنانه اللؤلؤية مع ذلك الجوف الصغير بوجنته اليسرى لتزيد من جاذبية ابتسامته ، كانت تود ان تبتسم له هي الأخرى ولكنه باعد اعينه بسرعة ليعيد نظره للأوراق بيده..

 

سيليا بضيق:
– قليل الذوق
محمود بعدم فهم:

 

– بتقولي حاجة يا حبيبتي
سيليا بتوتر :
– لا يا بابا ، هو باباك هينزل امتى
محمود وهو يشعر بإرتجاف قلبه:

 

– مش عارف والله هو مستنينا نكمل كلنا ، بس مليكة مجتش
إحدى المساعدات بالمنزل وهي تقترب منهم:
– الحج عاوز صقر بيه فوق
نظر الجميع حولهم يبحثوا عن ذاك المدعو صقر فتفاجئوا برجل طويل القامة له هيبة يقف و يسير بخطوات واثقة هادئة نحو الدرج..

 

ريتال بهمس:
– مين المرعب ده
والدة ريتال وهي تقرصها في فخذها:

 

– اتلمي
فاطمة بضحك:
– ده يبقا ولد عمتك يا حبيبتي ، هو يبان غامض أكده لكن جلبه زي البفتة البيضة اسم الله عليه حبيب جدته

 

ريتال ببلاهة:
– عمتي جابت كل ده لوحدها!!
انفجر الجميع ضاحكاً وهم ينظرون لها عدا يونس الذي كتم ضحكاته بصعوبة و رمقها بنظرة حانقة..

 

عمتها بضحك:
– يخرب عقلك يا ريتال فيكي من خفة دم ابوكي الله يرحمه ، جيبته لوحدي اه

 

ريتال بضحك:
– لا الله يقويكي بصراحة
في الأعلى..

 

دلف صقر بشموخه و هيبته و اقترب من الفراش الجالس عليه جده متصنع المرض..
صقر بصوت رخيم:
– الف سلامة عليك يا جدي
عبد التواب بنبرة لاهثة مصتنعة:

 

– توك افتكرت ان ليك جد ، انت عارف مجتش الدار بقالك قد ايه انت و الاندال اللي تحت ، مفيش غير بدور اختك الأصيلة اللي متعتعتش من جمبي و يامن ولد خالتك
صقر بلامبالاة:
– انت عارف الشغل بتاعي نظامه ماشي ازاي

 

عبد التواب :
– لينا كلام بعدين ، كلهم تحت
صقر بنبرة عملية:
– كلهم تحت اه

 

عبد التواب بإستغراب:
– اومال بيقولو مليكة مجتش ليه؟
صقر:

 

– من عيال عمي عبد العال مجاش غير بنت واحدة اسمها ريتال
عبد التواب بحزن:
– انا عارفها دماغها جزمة زي ابوها الله يرحمه ، بقولك ايه

 

صقر بهدوء:
– قول؟
عبد التواب بإصرار:

 

 

– روح هاتها ، حتى لو هتجيبها على كتافك كدة في خلال ساعتين البنت دي تبقى هنا وسط أهلها
لم يعطيه رد سوا اماءة بسيطة ثم خرج ليهبط الدرج و يتجه الي ريتال التي ارتعبت من وقفته أمامها فهو فجأة حجب عنها الرؤية..
صقر بهدوء:

 

– مليكة فين؟
ريتال بإستغراب وهي تقف قبالته:
– في عيادتها

 

صقر:
– وريني صورة ليها كدة

 

والدة ريتال وهي تقف بتوجس:
– فيه حاجة يا ابني ولا ايه؟
صقر:

 

– هروح اجيبها عشان متجيش لوحدها في نص الليل
ريتال بتحدي :
– بس هي مش عايزة تيجي

 

والدة ريتال بسرعة وهي تدفعها بجسدها لتسقط على الاريكة:
– ايوة روح هاتها ، بص خد ده موبايلي الصورة اللي برة دي صورتها و هتلاقي رقمها متسجل عندك

اومأ لها وهو يتمعن بصورتها التي على خلفية الهاتف ، كانت تضحك كالاطفال وهي مرتدية ملابسها الطبية و تحتضن شقيقتها ، كان يتأمل تفاصيلها كمن يحفظ فريسته..

 

والدة ريتال :
– يلا يا ابني قبل ما الوقت يتأخر اكتر من كدة و تقفل العيادة و ساعتها مش هتعرف توصلها

 

تحرك صقر للخارج تحت أنظار الجميع فزفرت هي بإرتياح و عادت لتجلس بجانب ابنتها..
ريتال بضيق:
– يعني تبعتيلها ده ياخدها؟؟ ده مش بعيد يموتها من الرعب ، ده مبيبتسمش يا ماما

 

عمتها بحزن:
– معلش يا حبيبتي هو والله طيب اوي ده ابني وانا عرفاه بس هو حصلتله شوية مشاكل كدة خلته صعب شوية
ريتال بفضول وهي تلتصق بعمتها:

 

– حصله ايه ها؟ حصل ايه قوليلي؟؟
يونس بحدة وهو يقف:

 

– خالتي!!! مينفعش تحكي أسرار صقر لحد
ريتال وهي تقف و تضع كفيها في خاصرتها:

 

– انا مش حد يا حبيبي انا بنت خاله
فاطمة بيأس وهي تقف و تسحب ريتال للمطبخ:

 

– تعالي يا ريتال يا حبيبتي نعمل شاي ، و انتي كمان يا سيليا تعالو يا حبايبي
بدور بضيق طفولي:
– طب وانا

 

فاطمة بضحك وهي تسحبها:
– تعالي يا غلبي تعالي
كان يامن يراقب آسيا التي نظرت للموقف بحزن لعدم مناداتها فذهب ليجلس بجانبها..

 

يامن بغضب مصتنع:
– قومي اعمليلي شاي
آسيا بعدم فهم:

 

-ها؟؟
يامن بضحك لبلاهتها:
– عايز شاي بقولك

 

آسيا بغيظ:
– ما تروح تقولهم هو انا الخدامة بتاعتك
يامن بنظرات حزينة بريئة:

– انا عايز اجرب الشاي الغربي عشان شكله طعم اوي و حلو اوي و سكر اوي اوي اوي
آسيا وهي ترفع حاجبها بإستنكار:
– هو ايه ده؟

 

يامن بأبتسامة مشاكسة :
– الشاي طبعا دماغك راحت فين
آسيا بضحك:

 

– لا والله
يامن :
– اه والله تعالي اوصلك للمطبخ تعمليلنا كوبايتين شاي من ايدك الحلوة دي و هوديكي مكاني السري

 

آسيا بحماس طفولي لم تستطع ان تخفيه:
– انت عندك مكان سري؟؟
يامن وهو يحرك كفه:
– يووه كتير ، بس فيه مكان بحبه اوي و بيريحني كدة
آسيا بحماس:
– طب ما توديني دلوقتي
يامن وهو يقف و يسحبها من كفها لتقف:
– لما تعمليلنا شاي الأول ، تعالي اوديكي المطبخ
آسيا وهي تحاول التوقف و سحب كفها:
– استنى يا آآ استنى هقع
…………………………………………………………………..
عند والدة يامن..
والدة يامن بهمس و سعادة:
– شوفت بنت خالك حبت يامن ازاي و اخدوا على بعض بسرعة عقبال ما نبقا كلنا كدة مع بعض و نرجع عيلة واحدة
يونس بسخرية :
– ابنك بيشقط البت يا ماما انتِ بتقولي ايه
والدته بتحذير وهي تضربه على كتفه:
– اتلم يا ولد ، يامن ده مفيش في أخلاقه و خفة دمه و طيبة قلبه
يونس مكملاً:
– و مفيش في فشله و قعدته في البيت بردو
والدته بغيظ:
– ما انت لو اخ عدل تشغله معاك
يونس بسخرية :
– و ده اخده يشتغل معايا ايه في الجامعة ان شاء الله ، يمسح حمامات
والدته بغيظ:
– اصبر عليا انا هربيك ، و كمان بترفد بنت خالك يا اهطل
يونس بأبتسامة تشفي :
– ايوة ، ده انا هربيها من اول وجديد
والدته :
– والله ما حد عايز يتربى غيرك يا قليل الادب ، ده جدك لما يعرف هينفخك….
…………………………………………………………………..
في العيادة..
كانت تتحدث في الهاتف مع مريضتها..
مليكة بسعادة:
– مش قولتلك يا حبيبتي ان ربنا هيجيبلك حقك ، اهو اتقبض عليه زي الكلب اهو و انا مش هسكت غير لما ياخد الحكم اللي يستحقه ، انا حولتلك انتي و ماما مبلغ و كل أسبوع ان شاء الله هحولك زيهم
هدي ببكاء مختلط بالفرح:
– انا مش عارفة اقولك ايه يا دكتورة ، ربنا يخليكي ليا ، احسن حاجة ان الموضوع خلص بسرعة جدا
مليكة بأبتسامة :
– و يخليكي ليا يا حبيبتي ، اي حاجة تعوزيها انا موجودة متتردديش ابدا انك تكلميني و عايزاكي تركزي في دراستك كدة عشان مستنياكي تشتغلي معايا في العيادة
انتهت المكالمة ببعض الدعوات الحميمية فتنهدت مليكة وهي تنظر بحقيبتها لترى عملة معدنية واحدة فقط ، ضحكت بقوة ثم وضعتها فوق المكتب..
مليكة بأبتسامة :
– فداكي يا ست هدى كل فلوسي ، ربنا يرزقني و يرزقكم يا رب
وقفت و ذهبت للخزانة الصغيرة في مكتبها لتخرج منامة مريحة لترتديها فهي دائماً ما تضع ملابس في تلك الخزانة تحسباً لأي ظرف و لكن قبل أن تبدل ملابسها خرجت لترى مساعدتها تجلس فوق مكتبها و تعمل..
مليكة بيأس:
– هو انا مش قولتلك روحي ، الساعة بقت 11 هتروحي ازاي دلوقتي وانتي ساكنة في حتة مقطوعة
المساعدة بخجل:
– ما حسن تحت مستنيني عشان يوصلني
مليكة بمشاكسة وهي تغمز لها :
– الله يسهلوا يا عم ، اطلع من الحمام ملقيكيش هنا كفاية شغل
المساعدة وهي تقف بتوتر و تفرك كفيها :
– دكتورة انا كان عندي طلب
مليكة بتساؤل وهي تقترب منها:
– اطلبي طبعا
المساعدة بخجل شديد وهي تخفض بصرها:
– انا كنت محتاجة سُلفة عشان اكمل جهازي
مليكة بهدوء:
– هو فيه كام في الخزنة؟
المساعدة :
– 20 الف جنيه
مليكة بأبتسامة:
– طب خدي 10 و سيبي الباقي عشان اقبض زمايلك و انا وعد مني هجيبلك 10 كمان اخر الشهر
المساعدة بحماس و سعادة وهي تحتضنها بقوة:
– ربنا يجازيكي خير و يخليكي لينا و آآ بس انتي كدة مش هتقبضي؟؟
مليكة بأبتسامة كاذبة:
– لالا هقبض
المساعدة وهي تحسبها:
– كدة نورهان حتاخد الألفين جنيه بتوعها و سميرة اتنين بردو و آآ
مليكة مقاطعة لها:
– متحسبيهاش و يلا قفلي شغلك عشان تمشي
دلفت المرحاض لتغسل يديها و وجهها ثم عادت لمكتبها و خلعت بنطالها و معطفها وبقت بنصفها العلوي فقط ، بدأت تحل ازرار قميصها و هي تنظر لصورة والدها المعلقة..
مليكة بأبتسامة:
– الله يرحمك يا حبيبي ، مش هنسى ابدا انك وقفت جمبي و كنت مصدق اني هبقا دكتورة و جبتلي العيادة دي من وانا في ثانوي ساعة لما كنت واخد القرض ، يا رب كل خير بعمله يتحسبلك في ميزان حسناتك يا حبيبي وحشتني اوي
تنهدت تنهيدة حارة لتكتم دموعها ثم خلعت القميص و القته ارضاً لتلتقط بنطالها القطني لتبدأ في ارتدائه ولكن تفاجئت بمن يقتحم الغرفة عليها..
المساعدة وهي تلحق به :
– يا استاذ مينفعش كدة!!
توسعت حدقتيها لبرهة ثم صرخت بقوة وهي تختبئ خلف المكتب لتجلس على ركبتيها كي يظهر لهم رأسها فقط..
مليكة بحدة:
– انت مين اذنلك تدخل كدة بالهمجية بتاعتك دي
صقر ببرود:
– انا مكنش قصدي
المساعدة و قد تجمعت دموعها بأعينها من كثرة الاحراج لربة عملها:
– انا اسفة يا دكتورة مليكة حاولت امنعه والله بس هو زقني و دخل
مليكة و قد تورد جميع وجهها:
– اطلع برة
اكتفى بإدارة ظهره لها فتحركت زحفاً على كفيها و ركبتيها لتجلب ملابسها و ترتديها بسرعة..
مليكة بحدة وهي تهندم شعرها :
– انت مين يا همجي انت ، ازاي تدخل كدة على بنت في نص الليل
صقر بصوت قاتم:
– انا ابن عمتك صقر
مليكة بذهول وهي تقترب منه:
– ابن عمتي انا!!
المساعدة بشجاعة مصتنعة:
– واحنا ايش ضمنا ما ممكن جاي تخطفها
مليكة بشجاعة مصتنعة أيضاً وهي تقف بجانب مساعدتها:
– ايوة صح ايه اللي يعرفنا ان انت ابن عمتي
المساعدة بذكاء:
– ورينا بطاقتك لو طلع اسمك عيلتك زي اسم عيلتها يبقا كدة نكون اتأكدنا
مليكة بهمس وهي تلكزها:
– انتي غبية بيقول ابن عمتي يعني باباه مش قريبنا اساسا عشان اشوف اسمه زي اسمي ، اسكتي انتي
صقر ببرود وهو يخرج هاتف من جيبه:
– مش ده موبايل مامتك
مليكة بذهول وهي تلتقطه:
– ايوة!!! انت خطفتها و سرقت موبايلها
صقر بنفاذ صبر :
– هو انتي غبية ليه
مليكة بغضب:
– احترم نفسك
نظر لها بحدة و كاد ان يرد عليها ولكن قاطعهم صوت رنين هاتف المساعدة لتجيب..
المساعدة:
– طيب طيب نازلة اهو ، معلش يا دكتورة انا هنزل بقا لأحسن حسن واقف تحت بقالو ساعتين و نشف من الساقعة
مليكة بتفهم:
– ماشي اخدتي الحاجة اللي قولتلك عليها؟
المساعدة:
– ايوة
مليكة :
– ماشي يلا اتكلي على الله
المساعدة وهي تنظر لصقر بخوف :
– اسيبك يعني أمان
مليكة بشجاعة زائفة:
– متقلقيش محدش يقدر يعملي حاجة
ودعتها الفتاة و غادرت فتجاهلته مليكة و تصنعت اللامبالاة وهي تجلس على طاولة المكتب و تتأمله بخوف يغلفه البرود..
صقر :
– يلا عشان هنروحلهم
مليكة بتحدي:
– وانا قولت مش عايزة اروح في حتة هو عافية ، اكيد هو اللي باعتك
صقر :
– هو مين
مليكة بسخرية:
– عبد التواب ، انا مش فاهمة هو ليه مش عايز يفهم اني مش عايزة اروحله مش بالاجبار هو
صقر بهدوء:
– انا كل اللي اتقالي اني اجيبك اتفضلي يلا قدامي
مليكة وهي تثني قدميها أمامها و تحتضن ركبتيها:
– وانا قولت لا مش متحركة من هنا
رأته يتنهد بهدوء و يخرج فزفرت بإرتياح و لكن تفاجئت به يعود وهو يحمل مفاتيح العيادة و قبل أن تسأله عن شئ كان قد حملها على كتفه كالشوال المقلوب..
مليكة بصراخ وهي تحرك قدميها في الهواء:
– نزلني يا حيوان ، الحقوني بتخطف الحقونيييي
لم يبالي بصراخها او ركلاتها و اكتفى بإغلاق باب العيادة بإحكام ثم هبط بها الدرج وسط صراخها..
مليكة وهي ترى حارس البناية يقف و يؤدي تحية عسكرية:
– الحقني يا عم إبراهيم ده بيخطفني
ابراهيم بإحترام:
– تحت أمرك يا معالي الباشا
مليكة بغيظ وهي تبصق عليه:
– اه يا واطي
ألقاها بالسيارة فتآوهت بتألم و ظلت تسبه بسباب لاذع و ما أن حاولت أن تفتح باب السيارة و تهرب حتى رأته ينطلق بها..
صقر بهدوء وهو يلقي بحجرها الهاتف الخاص بها:
– خدي كلمي مامتك اطمني
مليكة وهي تخرج رقم شقيقتها من الهاتف :
– انا هوريك ازاي تعمل كدة فيا و كمان بتشيل موبايلي معاك بأي وجه حق
صقر بلامبالاة وهو ينظر بالطريق امامه:
– انا غلطان كان زماني سيبته هناك هو و شنطتك
نظرت بالاريكة الخلفية وجدت حقيبتها فزفرت بوجوم و هاتفت شقيقتها لتسمع صوت والدتها وهي تجيب ..
مليكة بحدة:
– بقا كدة يا ماما تبعتيلي واحد يخطفني
والدتها بضحك:
– واحد يخطفك ايه يا بت الهبلة ده ابن عمتك
مليكة بضيق وهي ترمقه بنظرة حادة:
– مش مبرر بردو ، هو انا مش قولت للزفتة ريتال اني مش جاية هي مقالتلكيش
والدتها:
– هو جدك عايزك اعمل ايه انا
مليكة بسخرية:
– و ده من امتى ان شاء الله افتكر ان له أحفاد ، اقفلي يا ماما هي مش ناقصة
اغلقت مع والدتها و نظرت للطريق أمامها فأستمعت لرنين هاتفها و تفاجئت بخطيبها..
مليكة بذعر وهي تنظر للوقت:
– الو يا محمد في مصيبة ولا ايه
رمقها بنظرة جانبية و حرك رأسه على كلا الجانبين لتصدر فرقعة بسيطة جعلتها ترمقه بإنزعاج..
محمد بصوت رخيم:
– لا انا قولت اطمن بس اصل المساعدة بتاعتك كلمتني حكتلي اللي حصل و انا جيت لقيت العيادة مقفولة
مليكة بضيق:
– ايوة ما انا مسافرة دلوقتي معاه ، رايحين عند جدي
محمد بحنق:
– و مقولتليش ليه يا هانم
مليكة :
– جات فجأة
محمد بغضب :
– لا والله السفر بييجي فجأة من امتى
مليكة بإنفعال:
– انت بتعلي صوتك ليه ان شاء الله؟ قولت جات فجأة اكيد لو عارفة اني مسافرة كنت بلغتك قبلها و بعدين تعالي هنا ما انت معاك فلوس اهو
محمد بعدم فهم:
– تقصدي ايه؟
مليكة بسخرية:
– انا شوفت مامتك وهي منزلة بوست على المحل الجديد اللي جبتهولها ، بقا قادر تفتح محل و تجيب بضاعة و مش قادر تجهز شقة نتجوز فيها ، انا شكلي هعيد حساباتي في علاقتنا
محمد بتوتر :
– مليكة انتي عارفة اني بحبك و عايز اتجوزك النهاردة قبل بكرة بس امي كان نفسها في المحل ده من زمان وانا خلاص قربت اجمع فلوس الشقة و العفش و كل حاجة ، و بعدين ما انتي اللي مش عايزة تتجوزي في شقة إيجار مفروش زي كل الناس
مليكة بغضب :
– لا مش هتجوز في شقة إيجار يا محمد انا من حقي اضمن مستقبلي
محمد:
– خلاص يبقا تصبري عليا
مليكة بضيق:
– ماشي يا محمد سلام
لم تنتظر رده و اغلقت بوجهه وهي تزفر بعنف من قلة الاهتمام هذه ، هي تنتظره منذ ثمانِ سنوات لقد تحدت أهلها من أجله ، هي لا تحبه و تعترف بهذا ولكنها ترى به الشخص الهادئ بارد الأعصاب الذي لا يحاسبها بإستمرار ، تحب علاقتهم الهادئة التي ليست مشحونة بعاصفة الحب ، ابتسمت بسخرية على ذِكر الحب فهو لا يهاتفها الا في الضرورة القصوى ولا يأتي لزيارتها حتى ، هي دائما تظن انها لا تعرف ان تحب لذلك اختارت الشريك الهادئ الغير مبالي أيضاً بالحب ، تنهدت وهي تنظر لذلك الخاتم بيدها ، خلعته ببطئ تنظر له عن قرب و كادت ان تضعه فوق مقدمة السيارة ولكن قلبها انتفض فأرتدته بسرعة مرة أخرى..
مليكة بهدوء وهي تستدير له بكامل جسدها لتثني احد اقدامها اسفلها و تجلس عليها:
– هو مالو في ايه؟
لم يرد عليها و اكتفى بالنظر أمامه لينتبه للطريق..
– يعني تعبان مالو؟ انت يا اخينا انا مش بكلمك
صقر بهدوء قاتم:
– اسكتي!!
رمقته بنظرة محتقنة و كورت قبضتها و كادت ان تضربه بقوة في وجهه ولكنها استمعت لزمجرته الخشنة فأعتدلت في جلستها بسرعة و نظرت أمامها ..
…………………………………………………………………..
في القصر..
بالمطبخ..
كانت تقف بدور امام الموقد و تضحك على نكات جدتها و تبادلها الحديث عكس باقي الفتيات الذين كان يقفون بصمت..
آسيا بتوتر وهي تحمل كوبين من الشاي:
– هستأذن انا
فاطمة بحزن:
– ليه بس ، انتي لسة زعلانة عشان مندهتش عليكي؟
آسيا بأبتسامة عادية:
– لا عادي بس يامن مستنيني برة
و ما أن انهت جملتها حتى دلف يامن..
يامن بتساؤل:
– خلصتي؟
نظر الفتيات لبعضهم البعض ثم انفجروا ضاحكات وسط نظراته البلهاء لهم ، فكانت تلك المرة الأولى الذين يتشاركون فيها الضحك اخيرا..
فاطمة بصوت لاهث أثر ضحكاتها:
– ماشي روحي يا آسيا يلا
يامن بهمس وهو يسير معها للخارج:
– بتضحكوا على ايه
آسيا بأبتسامة جميلة :
– لا ولا حاجة ، اتفضل
يامن بأبتسامة وهو يحتضن الكوب:
– ده احلى شاي دوقته في حياتي
آسيا بضحك:
– هو انت دوقته لسة؟؟
يامن بضحك:
– لا بس اكيد هيبقا تحفة ده سوسو اللي عملته يعني
آسيا وهي تجحظ بأعينها و تتوقف بمكانها:
– سوسو!!!!! انا سوسو!!!!
يامن بتعجب وهو يرتشف الشاي بتلذذ:
– اه
آسيا بحنق :
– يععع متقولش كدة تاني ده اسم وحش اوي
يامن بسخرية:
– ده اسم وحش؟؟؟ امشي يا ماما قدامي
آسيا بحماس حاولت اخفاؤه:
– احم مش هتوديني عند your secret place صحيح ؟
“your secret place=مكانك السري”
يامن بثقة:
– لالا احنا رايحين اهو ، بصي هتتفاجئي
ابتسمت بخفة وهي تشعر بسعادة عارمة لأن شخص من عائلة والدها يثق بها لتلك الدرجة و انها لم تشعر بالثقل عليه كما توقعت ، كانت تسير خلفه فتفجائت انهم بحديقة خلفية اقل ما يقال عنها أنها رائعة ، ساروا بممر رخامي و على جانبيهم العشب و الازهار..
آسيا بتساؤل وهي تنظر بتعجب حولها:
– هو احنا رايحين فين؟
يامن وهو يقف أمام البوابة الخلفية من القصر:
– وصلنا خلاص
آسيا بسخرية:
– بجد والله؟؟ انت جايبني من الباب اللي قدام للباب اللي ورا و تقولي مكانك السري؟
يامن وهو ينظر حوله:
– لو نصبر شوية و ندخل لسانا جوا بوقنا الدنيا هتبقا حلوة
زفرت بضيق و ارتشفت بعض من الشاي وهي تتأمل المناظر الطبيعية حولها ، راقبته وهو يحمل الدرج الخشبي الضخم و يضعه بالقرب من الحائط الخاص بالقصر..
يامن بأبتسامة وهو يستند على الدرج الخشبي:
– يلا اطلعي
نظرت لطول الدرج و جحظت بأعينها ثم ظلت تسعل بحدة فأقترب منها بفزع وظل يربت على ظهرها بخفة حتى هدأ سعالها..
آسيا بذهول وهي تدفعه بعيداً:
– انت عايزني اطلع فوق كل ده ، ده انا عندي اموت ولا اعمل كدة
ظلت تُحدث نفسها بذهول وهي تعطيه ظهرها كي تغادر ولكنها التفت له بحدة نصف التفاتة..
آسيا بزمجرة:
– اتفضل رجعني عشان متوهش
يامن بضحك وهو يسبقها:
– على فكرة انتي الخسرانة
لم ترد عليه و اكتفت بالسير خلفه بصمت وهي تسبه في داخلها..
…………………………………………………………………..
في القصر..
كان يجلس الجميع بهدوء حتى استمعوا لصوت أقدام تقترب فنظروا جميعهم لمصدر الصوت فرأوا صقر و خلفه فتاة بمنامتها المنزلية القطنية و يبدوا على وجهها الضيق..
ريتال بسرعة وهي تقف و تقترب من شقيقتها:
– مليكة ، بالبيچامة!!!! هو عمل فيكي ايه الحيوان ده
تذكرت مليكة عندما دلف عليها وهي عارية فقط ترتدي ملابسها الداخلية فتعرق جبينها و تورد كامل وجهها و كادت ان تسقط مغشياً عليها ولكنها أمسكت بذراع شقيقتها و اقتربت من والدتها..
والدتها بهمس متسائل:
– فين هدومك يا بنتي؟
مليكة بخفوت و توتر:
– حفهمك بعدين
بدور بسعادة مفرطة وهي تركض من الخارج :
– مليكة اهنه؟؟؟
تفاجئت مليكة بفتاة اقصر منها نسبياً توقفها و تحتضنها بقوة فشعرت ان ضلوعها تكاد ان تتفتت بين يدي تلك الفتاة..
مليكة بتوتر وهي تدفعها بخفة:
– انتي مين؟؟
بدور بأبتسامة وهي تعدل من طرحتها الملقاه بإهمال على شعرها:
– انا بدور بنت عمتك ، متبعاكي من على الفيس بوك و بحب كل كلامك عن المرض النفسي و المجانين و الحاجات ديه
مليكة بأبتسامة صفراء وهي تجز على اسنانها:
– اولا شكرا ثانيا اسمهم مرضى نفسيين مش مجانين!!
بدور بلامبالاة و حماس مفرط وهي تجلس عنوة بينها و بين شقيقتها :
– اتفرجت على اللقاء بتاعك اللي كان من شوية لما فضحتي اللي ما يتسمى ديه اللي اغتصب البت الصغيرة ، كنت مستنياكي تيجي عندينا بفارغ الصبر عشان افرجك كيف فخورة بيكي

ابتسمت مليكة ابتسامة مجاملة وهي تحك جبهتها بضيق فألتقت اعينها بأعين جدها الذي كان يهبط الدرج مستنداً على يدي حفيديه صقر و يونس ، ابعدت نظرها سريعاً و نظرت حولها فرأت عمها يحييها بأعينه ، ابتسمت له ابتسامة صغيرة فهي تعرفه هو و ابنته و امرأته بسبب والدها الذي كان يأخذهم لزيارته في بعض الأحيان ، رأت ابنة عمها آسيا تدلف مسرعة و خلفها شاب يبتسم بتسلية لكنها لم تحدد هويته تحديداً ولكن بالطبع هو حفيد ذلك الجد ، اقتربت منها آسيا لتصافحها فوقفت مليكة و صافحتها أيضاً..
مليكة بأبتسامة:
– عاملة ايه يا حبيبتي
آسيا بأبتسامة ممتنة:
– الحمدلله انتِ اخبارك ايه ، انا مبسوطة اوي اني لقيت اخيرا حد اعرفه هنا
مليكة بأبتسامة:
– وانا كمان
ودعتها آسيا و ذهبت لتجلس وهي تتذكر في جنازة والدها عندما أتت مليكة و عرفتها بنفسها و اصبحت على تواصل بها كي تعالجها من صدمة فقدانها لوالديها ، حتى عندما سافرت كانوا يتواصلان ولكن قلت احاديثهم و التهى كل منهم في عمله و حياته..
اقترب الجد منهم وهو يتأملهم جميعهم بشوق دفين كتمه لسنوات عديدة ، ابتلع غصته وهو يرى ابنه محمود الذي غزى الشعر الرمادي رأسه ، وقع عكازه و دمعت اعينه فركض اليه ابنه يحتضنه بقوة و يقبل يديه و رأسه..
عبد التواب بدموع :
– اتوحشتك يا بجم!!
محمود ببكاء وهو يحتضنه بقوة:
– وحشتني اوي يابا ، وحشني حضنك ده
بكت فاطمة وهي تقترب منهم ليضمها ابنها وسط نظرات الأحفاد و بكاء بدور المتأثرة بقوة ليرمقها أيان بنظرة يملئها التعجب من حساسيتها تلك فهي دائماً ما تتأثر و تبكي من أقل شئ..
الجد بهدوء وهو يمسح دموعه و يستند على ابنه ليجلس فوق الاريكة الخاصة به و يتأملهم جميعاً عن قرب..
عبد التواب بحزن:
– اكده يا مليكة مكنتيش عايزة تاجي تشوفي جدك في آخر أيامه
رمقته بنظرة جانبية كادت ان تكون ساخرة ولكنها تفاجئت من شدة الشبه بينه و بين والدها فتجمعت دموعها بأعينها و ظلت تقضم في اظافرها محاولة التحكم في نفسها و مداراة وجهها عن أنظار الجميع..
والدة مليكة بحرج من عدم إجابة ابنتها :
– معلش يا حج هي بس لسة مش واخدة على الجو و كدة
عبد التواب بهدوء :
– مسيرها تاخد عليه ، احم معظمكوا ميعرفش بعض انا هتكلم بلغة المدينة عشان تفهموا كويس ، انا جدكم عبد التواب و دي مراتي جدتكم فاطمة و دول بناتي حكيمة و زهراء وعديلة و ده ابني محمود ، اما بالنسبة ليكوا يا احفادي فالأحسن انكو تعرفوا نفسكو كل واحد بالدور
مليكة بسخرية وهي تعقد ساعديها و تنظر له بتهكم:
– ايه مش عارفنا ولا ايه يا.. يا جدو
عبد التواب متحكماً بغضبه:
– لا عارفكم يا مليكة و عارف كل حاجة عنكم بس قولت اديكوا مساحتكوا
نظرت له بحدة و غضب و بادلها نظرات التحدي فتوترت فاطمة كثيراً و لكزت بدور كي تتصرف سريعاً قبل أن تقوم حرباً لن يستطع احد توقيفها!!!

يتبع….

عبد التواب متحكماً بغضبه:
– لا عارفكم يا مليكة و عارف كل حاجة عنكم بس قولت اديكوا مساحتكوا
نظرت له بحدة و غضب و بادلها نظرات التحدي فتوترت فاطمة كثيراً و لكزت بدور كي تتصرف سريعاً قبل أن تقوم حرباً لن يستطع احد توقيفها!!!
بدور سريعا وهي تقف :
– انا بدور بنت حكيمة و اخت ابيه صقر ، احم تعرفوا اني من زمان كان نفسي نتجمع كدة و البيت يتملى ناس بدل ما انا كنت عايشة هنا لوحدي “ثم اكملت بأبتسامة حب وهي تنظر للفتيات” انا معنديش اخوات بنات بس حاسة ان ربنا هيعوضني بيكوا عشان كدة بعتكوا ليا
اطلق يامن صفير عالي ممتلئ بالحماس و بدأ بالتصفيق الحار ليتبعه الجميع عدا الفتيات و الشباب ، تبدلت الانظار لآسيا التي شعرت بتوتر كبير فوقفت بإرتجافة و بدأت تتحدث بصوت خافت قليلا..
آسيا بتوتر :
– انا آسيا بنت محمد آآ عشت حياتي كلها برة مصر بس بابا كان بيكلمني مصري كل يوم عشان كدة بقيت بتكلم مصري كويس
يامن بحماس و صوت عالي كي يشجعها:
– عظمة على عظمة يا ست
ضحك الجميع ليصفقوا بحرارة ، لكز محمود ابنته التي كانت تراقب الأوضاع بصمت..
سيليا بكسل :
– انا سيليا بنت محمود و كفاية عليكوا كدة
فاطمة بضحك :
– كسولة زيك يا محمود
ضحك محمود وهو يضرب فتاته على رأسها بخفة ثم نظر لريتال كي تتحدث ، وقفت ريتال بحماس لا تعلم مصدره و وقفت بمنتصف الردهة و حمحمت..
ريتال بأبتسامة واسعة:
– انا ريتال بنت عبد العال لسة طالبة جامعية بصراحة يا جماعة مكنتش طيقاكوا لما جيت بس مش عارفة حسيت احساس غريب كدة “ثم اكملت بزمجرة” طبعا كلامي ده موجه للبنات بس و عماتي عشان شكلهم طيبين
فاطمة و قد تورد وجهها من كثرة الضحك:
– طب و جدتك طيب؟
ريتال بطفولة وهي تقترب منها و تطبع قبلة على وجنتها :
– حاسة اني هقع في حبك يا بطة
ضحك الفتيات و عادت ريتال لمكانها فأنتقلت جميع الانظار لمليكة التي حمحمت بتوتر و وقفت بضيق..
مليكة بضيق:
-انا مش هعمل العبط ده
رمت كلماتها ثم سارت للخارج فكادت ان تلحقها والدتها لتوبخها ولكن منعها عبد التواب و أخبرها ان تعطيها مساحتها ، وقف الشباب و بدأ كل منهم يعرف نفسه بملل و روتينية عدا يامن الذي كان يشع حيوية و شغف و اخبرهم بمدى سعادته بأن القصر امتلئ بهم و استطاع ان يستحوذ على حب من جميع أقاربه حتى الفتيات بخفة دمه و تلقائيته و حيويته..
عبد التواب بهدوء:
– يلا اطلعوا شوفوا اوضكم و ريحوا عشان السفر كان صعب عليكوا كلكوا و بكرة نكمل كلامنا
آسر بهدوء:
– معلش يا جدي انا لازم ارجع القاهرة عشان بقيت شغلي في الشركة
عبد التواب بصرامة:
– انا قولت يومين هتفضلوا هنا
اومأ على مضض و بدأ يتثائب الجميع بالفعل و تحرك كل منهم الي غرفته لكي يرتاحوا قليلا..
بالخارج..
كانت مليكة تجلس فوق العشب و تتأمل الظلام الدامس من حولها بقليل من الرعب فمن القليل كان يوجد بعض الإضاءات الخافتة ولكن الآن تم إطفاء تلك العمدان التي تنير المنطقة ، وقفت بحذر و حاولت السير لكي تعود للقصر ولكن استمعت لصوت الهواء يحرك أوراق الشجر فأرتعبت كثيراً و بدأت بالركض لترتطم برشاش الماء المعدني الموضوع بين العشب و تنفجر المياه عليها لتبدأ بالصراخ و البكاء وهي تضع يدها فوق وجهها و تقرفص ارضاً لتتفاجئ بمن يجذبها بعيداً و ينحني ليغلق صنبور الماء ولكن بعد فوات الأوان فقد ابتلت جميع ملابسها و أصبحت تلتصق بجسدها..
مليكة ببكاء وهي تبعد شعرها المبتل عن وجهها:
– يووووه بقا انا اتخنقت “ثم شهقت بعنف وهي تضع يدها فوق صدرها كي تداري اي شئ فقد أصبحت ملابسها تشف كثيرا من الأشياء” دور وشك بسرعة
صقر بسخرية وهو يحل ازرار قميصه المبتل:
– بتداري ايه ما انا شوفت كل حاجة
مليكة بخجل شديد و غضب وهي ترفع سبابتها أمام وجهه :
– انت آآ انت قليل الأدب و اهلك معرفوش يربوك
ثم استغلت ان الانوار قد انارت من جديد و ركضت للقصر وهي تتمنى ان تنشق الأرض و تبتلعها بعد هذا الموقف المخجل ..
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
بغرفة عبد التواب..
كان يجلس بالشرفة و أمامه حفيده الذي كان يرتشف قهوته بهدوء و يضع ساق فوق الأخرى بغرور و عجرفة كالمعتاد ، نظر عبد التواب بالحديقة فرأي زوجته و ولده يجلسان بأحضان بعضهم البعض كم آلمه ذلك فهو المتسبب في تلك التفرقة التي دامت لسنوات عديدة ضاع فيهم الكثير و الكثير ، تنهد تنهيدة حارة تدل على مدى طول المسار الذي سيسلكه ليجعل احفاده يحبونه و يبقون هنا في القصر لأجله..
عبد التواب بهدوء وهو يعود بنظره لحفيده:
– ايه الاخبار يا صقر
صقر بهدوء وهو يعتدل بجلسته و يضع الكوب فوق الطاولة الصغيرة التي تفصلهم:
– كله تمام الحمدلله
عبد التواب بتساؤل:
– متابع مع آسر الشركة؟
صقر:
– لا مش دايما لما بيحتاج حاجة بس بروحله ، في الأول و في الآخر دي شركته مش هفرض نفسي عليه هناك
عبد التواب:
– ما هو قالكوا زمان تروحوا تعملوا معاه الشركة دي عشان كان خايف يفشل
صقر بأبتسامة جانبية:
– و اهو نجح و اثبت نفسه و بقا عنده اكبر شركة في الشرق الأوسط و كل ده وهو لوحده ، و بعدين يا حج انت عارف انا بتخنق من الحسابات و الشركات و الجو ده و أيان بردو بيحب يكتب و اثبت نفسه في مجاله و يونس معيد في الجامعة ، يعني كلنا حققنا إنجازات في مجالنا
عبد التواب بضيق وهو ينظر بالحديقة مرة اخرى:
– ما عدا الفاشل اللي تحت ده
لم يفهم صقر الجملة فنظر لما ينظر له جده فرأي يامن يجلس بين جدته و خاله و يمازحهم بمرحه المعتاد فأبتسم نصف ابتسامة و اكتفى بهز رأسه بيأس..
عبد التواب مكملاً بحسرة:
– لا يمكن يكون من عيلتنا ، دماغه كلها هلس و لعب و سهر و بنات و خروج مع صحابه ، مطلعش زي اخوه ولا زيكوا ليه مش عارف
صقر بهدوء:
– انت عارف دلع اخر العنقود بقا و خالتي متتوصاش دلعته و زيادة ، يونس اللي طلع ناشف و كمل و بقا معيد في الجامعة ، بس خلي بالك يامن جدع هو بس معندوش هدف ميعرفش هو عايز ايه واخد على الكسل بمعنى أصح
ضرب عبد التواب كفيه وهو يرى حفيده المخبول يدغدغ زوجته و يمرح معها لا يراعي فرق العمر بينهم فضحك صقر ضحكة رجولية رنانة ثم ودع جده و غادر الغرفة وهو يزر سترته الكلاسيكية..
عبد التواب بيأس:
– اعمل ايه دلوقتي ، كلهم هيمشوا وانا معنديش حاجة تخليهم يقعدوا ، اعمل ايه بس يا رب
ثم خطر بباله ذلك الحفيد الأبله ليخرج هاتفه و يهاتفه بسرعة و يأمره بأن يصعد إليه في الحال..
يامن بمرح وهو يدلف الشرفة:
– صباح الخير يا حجوج شوفت صاحيلك بدري اهو
عبد التواب بسخرية:
– اكيد صاحي عشان وراك حاجة من امتى و انت بتصحى الساعة 10 الصبح
يامن بضحك:
– الله ينور ده انت حفظتني خلاص يا راجل
عبد التواب بزمجرة وهو يلكزه بعكازه بخفة:
– اتحشم يا ولد
يامن بحمحمة متوترة مصتنعة وهو يعتدل بجلسته:
– ااه اتكلمنا صعيدي يبقا الحوار شكله كبير ، خير يا حج
عبد التواب بتنهيدة:
– اعمل ايه عشان عيلة عبد التواب متتحركش من حضنه اهنه ، مش عايزهم يفوتوني وحدي تاني ، مش عايز اجعد في القصر وحدي ، الوحدة مرّ علقم ، حسّهم بالدنيا ولاد المركوب
يامن بتنهيدة :
– اطلب منهم ده يا جدو ، قولهم متسبونيش انا محتاجكم جمبي ، قول انا عايز اصلح اللي فات ، اكيد مش عاجبك علاقتك انت و مليكة او علاقتك بيهم عموماً بس مليكة نارها حامية لسة و شايلة كتير ، رخي انت الحبل المرة دي ، قولهم كل اللي قولته من شوية ده مش لازم تبان قاسي و قوي في كل مرة ، نحمد ربنا ان موضوع تعبك ده دخل عليهم و جم عشان يطمنوا عليك ، نمسك فيهم بقا بإيدينا و سنانا عشان لو مشيوا المرة دي مش هنعرف نرجعهم تاني
عبد التواب بزمجرة خشنة و خجل مخفي:
– ازاي اقولهم كدة ، ده من رابع المستحيلات ، انا عبد التواب اقول كدة لالا ، خلاص خليهم يمشوا
رمقه يامن بنظرة يائسة وهو يضرب كفيه ثم غادر دون أن ينبث بكلمة واحدة فزفر عبد التواب بضيق كبير و ركل الطاولة الصغيرة..
في الأسفل..
كانت ريتال تقف بالمطبخ مع المساعدات و تستمع لحكاويهم بحماس و شغف طفولي ظهر عليها عندما قفزت فوق الرخام لتجلس عليه وهي تثني قدميها اسفلها و تستند بكوعها عليهم و تنظر للجميع بحماس..
ريتال بتساؤل وهي تسحب ذلك الكيس المغلف الذي بجانبها الذي يوجد به بعض التسالي:
– يا مصيبتي ، ضربها علقة بجد يعني
المساعدة وهي تطهو و تقف أمام الموقد بجانبها :
– ايوة يا ست هانم و كانت البلد كلاتها بتتفرج على صقر بيه وهو بيمد يده على أخته
ريتال بضيق وهي تلتقط بعض التسالي بفمها:
– انا اول ما شوفته قولت ده مفتري مش بني آدم زينا ، كل ده عشان خرجت من غير اذنه
المساعدة بنبرة متحسرة:
– متظلمهوش هو يا عيني من ساعة اللي حصله وهو اتبدل حاله ، و مبقاش يآمن لحد واصل ، و من ساعتها بقا وهو حالف عليها ما تطلع من القصر عاد ولا تكمل تعليمها
ريتال بحزن شديد:
– يا حبيبتي “ثم اكملت بشراسة” هو كدة الطيبين ربنا بيبتليهم بناس مقرفة في حياتهم ، بس ايه اللي حصله صحيح بدل حاله
المساعدة بهمس و هي تنظر حولها لتتأكد من عدم استماع احد لها :
– اصل زمان آآ
بدور بأبتسامة وهي تقترب منهم :
– صباح الخير يا حلوين ، ايه ديه ريتال اهنه ، بتعملي ايه عندك يا مصيبة من مصايب الزمن
ريتال بأبتسامة:
– قاعدة معاهم ملقتش حد صاحي غيري قولت ادخل أصبح عليهم و اسليهم وهما بيعملوا الفطار
بدور بمشاكسة وهي تقرص ارنبة انفها:
– مصحتنيش ليه
ريتال :
– خوفت ازعجك ، هو انتي مكملتيش تعليمك بجد ؟
كانت تستعد لتقفز لتجلس بجانبها فوق الرخام حتى تسمرت اقدامها و نظرت للخادمة التي ابعدت نظرها بتوتر و خوف ، نظرت لها بدور بهدوء ثم اعتدلت بجلستها بجانبها..
بدور بنبرة عادية مصتنعة:
– ايوة
ريتال بتساؤل و تلقائية:
– بسبب صقر؟
بدور و قد بدأت قلبها يؤلمها بسبب تذكرها لذلك اليوم:
– ايوة
ريتال بغيظ وهي تستدير لها بكامل جسدها:
– و ازاي مامتك متعترضش و تمسكه تهزقه على العبط ده ، ده أهم حاجة التعليم على الاقل يبقا معاكي شهادة احسن ما تبقى جاهلة ، الشهادة دي أهم حاجة في الدنيا هي اللي هتسندك في الحياة و في سوق العمل و لما عريس يجيلك تعرفي تتشرطي عليه لأنك هيبقا في ايدك العلم اللي بيخلي كل الرجالة تخاف و آآ
لم تكمل كلماتها بسبب دلوف شقيقتها التي رمقتها بنظرة حادة متوعدة ، اصتنعت بدور اعتدال طرحتها لتستغل فرصة اختفاء وجهها و تمسح دموعها التي انهمرت دون ارادة منها..
مليكة بأبتسامة وهي تقف امامهم:
– لا يا ريتال مش صح مش كله بيشتغل بشهادته و مش كل اللي ناجحين معاهم شهادات و الشهادات دي مجرد طريقة من طرق النجاح لكنها مش الطريقة الوحيدة ، صح؟؟
ريتال بإقتناع ولا مبالاة:
– صح يا فيلسوفة ، يلا يا ام سعيد خلصي الفطار بسرعة لأحسن عصافير بطني بتجعر جوا
ضحك الجميع و شاركتهم بدور الضحك أيضاً ثم نظرت لمليكة بإمتنان و تقدير ثم غادر ثلاثتهم ليتركوا الخدم يجهزون الفطور..
مليكة:
– اطلعي صحي ماما يا ريتال
ريتال :
– حاضر
انتظرت مليكة حتى اختفت ريتال عن انظارهم ثم جذبت بدور من معصمها لتثبتها أمامها..
مليكة بهدوء:
– متزعليش من ريتال ، هي اصلا تلقائية شوية قليلة الذوق شويتين تلاتة لكن طيبة والله و عمرها ما كانت تقصد تحرجك او تضايقك و تبقي عبيطة لو زعلتي منها عشان انتي لو دخلتي جوا نيتها حتفهمي قصدي
بدور بأبتسامة واسعة بلهاء:
– انا مش مصدقة انك بتكلميني ، هو انتي حبيتيني صح ، قولي اه
نظرت لها مليكة نظرة يائسة ثم دفعتها بخفة لتصعد الي غرفتها لتتبعها بدور التي لم تكف عن الأسئلة و الثرثرة…
في الحديقة الخلفية..
كانت تجلس آسيا فوق العشب وهي تلهث بشدة أثر تمارين الصباح فرأت ذلك الشاب الذي كان يجلس معهم بالأمس ولكنها لا تتذكر اسمه فتجاهلته..
آسر بهدوء و ابتسامة راقية:
– صباح الخير يا آسيا
آسيا بأبتسامة :
– صباح النور
ابتسم لها ثم ذهب ليجلس فوق المقعد و يضع حاسوبه و أوراقه على الطاولة الصغيرة أمامه ليبدأ عمله ، راقبته آسيا بإعجاب فهي تحب الأشخاص العمليين كثيرا ، رأته يفتح الكاميرا و يتحدث الإنجليزية بطلاقة فجذب انتباهها ذلك كثيراً و جعلها تقف لتذهب اليه و تجلس أمامه..
كانت بالقرب منهم سيليا التي تتحدث بالهاتف و تسير بلا وعي..
سيليا بضيق:
-اوف يا بنتي بجد زهقت اوي ، مش عارفة بابي مصمم يفضل هنا ، ما صدق بقا خلاص جدو و تيتة صالحوه ، طب انا ذنبي ايه اقعد هنا و حياتي اللي في القاهرة و صحابي و دنيتي كلها هناك
الفتاة:
– هو بيتكم اللي هناك وحش ولا ايه
سيليا بسخرية :
– وحش جدا ، استنى اوريكي
فتحت سيليا الكاميرا و بدأت تحرك الهاتف في جميع الانحاء لترى صديقتها ذلك القصر الضخم و تلك الحديقة الكبيرة فتشهق بقوة..
الفتاة بحماس:
– ايه ده!!!! و عايزة تمشي من هناك يا فقر ده انا احتمال اجي اعيش معاكي انتي و المز اللي هناك ده
سيليا بعدم فهم:
– مين ده؟
الفتاة بغمزة:
-بصي جمبك كدة
نظرت سيليا بجانبها لترى انها تجلس فوق يد المقعد الذي تجلس عليه آسيا و يجلس بقبالتها آسر الذي يكتم ضحكاته بصعوبة وهو ينظر بحاسوبه و مازال يتحدث ، وقفت بفزع كمن لدغتها حية ثم بدأت تعتذر كثيراً و ركضت للداخل..
آسيا بأبتسامة وهي تراقب ركض قريبتها:
– اتحرجت اوي يا عيني
حرك آسر رأسه بيأس مبتسماً ثم اكمل ذلك الاجتماع الإلكتروني ، تابعته آسيا بإهتمام و اعجبها كثيراً طلاقته في التحدث باللغة الإنجليزية و سرعة بديهته مع أولئك الأشخاص الذي يتحدث معهم عن العمل ، حمحمت بتوتر وهي ترى نظراته ترتفع من الحاسوب إليها..
آسيا بإحراج وهي تقف لتغادر:
– انا اسفة معطلاك همشي على طول اهو
آسر بسرعة وهو يقف :
– لالا اقعدي انا خلصت اساسا
آسيا بخجل وهي تجلس مرة أخرى قبالته:
– اصل انا عجبني طريقة شغلك فسرحت معاك و كدة
آسر بأبتسامة:
– ولا يهمك انا اصلا مبحبش اشتغل لوحدي دايما السكرتيرة بتاعتي بتبقا معايا بس هي مع والدتها عشان تعبانة شوية
آسيا بتساؤل:
– هو انت شغلك هنا؟ اصلا بتشتغل ايه؟
آسر بهدوء وهو يحتسي قهوته:
– انا يا ستي صاحب شركات S&S للتصميم الداخلي و الديكورات و كدة ، عندي كذا فرع بس لا شركتي مش هنا ولا حاجة هي السكرتيرة بتاعتي بتيجي في اي حتة انا فيها حتى لو هنا في بيت العيلة
آسيا بمرح:
– دي وجودها مهم اوي بقى
آسر بضحك:
– جدا ، وانتِ بقا خلصتي كليتك؟
آسيا بأبتسامة:
– اه و كنت شغالة في مطعم قبل ما اجي هنا
آسر :
– ممممم طب و ليه مشتغلتيش بشهادتك؟
آسيا :
– مش عارفة والله ملقتش شغل المرة الوحيدة اللي كنت هشتغل فيها في شركة بابي الله يرحمه موافقش شاف ان صاحب الشركة مش كويس
آسر :
– انتي خريجة ايه؟
آسيا:
– بيزنس
آسر بأبتسامة:
– طب جميل جدا انتي كدة تقدري تشتغلي معايا
آسيا بحماس حاولت اخفائه:
– ده بجد؟؟
قاطعهم اقتراب يامن منهم ليجلس فوق يد المقعد الخاص بها لتتورد وجنتيها بخجل وهي تراه يحجب عنها اضاءة الشمس بجسده العريض..
يامن بتساؤل و النعاس يظهر بقوة على وجهه و شعره الغير مهندم بطريقة جذابة:
– بترغوا في ايه على الصبح
آسر بأبتسامة هادئة وهو يرتشف من قهوته:
– بنتعرف ، خير ايه اللي صحاك بدري
يامن بلامبالاة وهو يسحب زجاجة المياه الخاصة بها من بين يديها و يرتشف منها:
– كنت بغلس على بطة و خالي و بعدين روحت لجدك وشكلي هطلع اكمل نوم

خفق قلبها لتلك الحركة التي خرجت منه بطريقة عفوية بحتة و شعرت بأنفاسها تعلوا فوقفت تستأذن منهم لتغادر ولكن اوقفها قول يامن..
– مش هتاخدي ازازتك؟؟
آسيا بتوتر و خجل وهي تعطيه ظهرها:
– لا انا بقرف اشرب مكان حد
جحظت عيناها من قولتها تلك و ضربت ثغرها بخفة ثم ركضت للداخل وهي تشعر بالحرج الشديد لإحراجها له ولكنه لم يكترث كثيرا و اكمل شربه من الزجاجة وكأن شيئاً لم يكن..
…………………………………………………………………..
بعد مرور ساعة..
كان يجلس الجميع فوق طاولة الطعام التي لأول مرة منذ سنوات كانت مكتملة المقاعد ، خفق قلب عبد التواب وهو يرى عائلته أمامه يتشاورون و يتحدثون كم تمنى ان تدوم تلك العزوة ولا تغادر ابدا..
فاطمة بأبتسامة وهي تنظر لهم جميعا و أعينها مدمعة:
– مش مصدقة اني عِشت و شوفت اللمة دي قبل ما اموت
بدور بغضب طفولي وهي تحتضنها بعنف :
– متقوليش الكلام ده يا بطة لأحسن اعضك
فاطمة بضحك وهي تبعدها:
– حاضر ، ربنا يخليكوا كلكوا ليا
مليكة بهمس وهي تميل على والدتها:
– انا هطلع البس من عند ريتال اي حاجة عشان نرجع بيها بدل العباية بتاعت بدور دي ، خلصوا فطار و حصلوني انا هلبس و استناكوا في الجنينة
والدتها بحنق:
– احترمي نفسك و احترمي جدك اللي قاعد ده يعني ايه تسيبي السفرة و تقومي آآ
قاطعتها مليكة وهي تقف فجأة و تغادر بين نظرات الجميع المتعجبة ، نظر عبد التواب في اثرها بتفكير وهو يكاد يعتصر خلايا مخه كي يجد حل ليجعلها تسامحه حتى أتت تلك الفكرة الشيطانية بعقله..
عبد التواب بنبرة منهكة كثيراً:
– مليكة!!
توقفت بمكانها وهي تزفر بحنق ثم استدارت تنظر له بفتور و تساؤل ولكن فجأة جحظت اعينها وهي تراه يترنح من على مقعده و يسقط ارضاً مغشياً عليه ، ركض الجميع اليه و حاولوا افاقته وسط نحيب جدتهم و بناتها..
مليكة بتوتر و خوف وهي تجثي على ركبتيها و تضع اصبعيها على رقبته:

– النبض تمام متقلقوش ، شيلوه بسرعة عشان نروح المستشفى
بالفعل امتثل الشباب لطلبها و حملوه ثم خرجوا به من القصر ليضعوه بسيارة صقر و ينقسم الجميع على السيارات الموجودة و يلحقوا به..
…………………………………………………………………..
بالمشفى..
خرج الطبيب من غرفة عبد التواب و نظر للحشد الذي أمامه برهبة..
الطبيب بهدوء:
– متقلقوش يا جماعة دي بوادر جلطة و الحمدلله اننا لسة في الأول و شبه لحقنا الموضوع ، الحج عبد التواب صحته كويسة الحمد لله بس مع تكرار الزعل و الضغط عليه الله اعلم ايه هيحصل تاني
مليكة بتوتر وهي ترى نظرات اللوم من الجميع:
– احم ايه اللي ممكن يحصل بعد كدة لو زعل مثلا او اي حاجة؟
الطبيب بأسف:
– ممكن يحصله جلطة على المخ و يدخل في غيبوبة و قلبه مش هيستحمل حاجة تاني ، الف سلامة عليه عن اذنكم
فاطمة ببكاء:
– محدش يزعلوا ولا يجي جمبه انا مليش غيره محدش يزعلوا
يامن يهدوء:
– انا هدخل اطمن عليه
دلف يامن ليرى جده نائم و يضع قناع الاوكسچين ، اقترب من الفراش و ربت على كفه ثم قبل رأسه ولكن هو ينحني ليقبل رأسه رأى جفنه يرتجف بقوة فأبتسم بطمأنينة ثم لمعت اعينه بمشاكسة وهو يسحب مقعد خشبي ليضعه بجانب الفراش و يجلس عليه..
يامن بحزن مصتنع :
– لا حول ولا قوة الا بالله ، معقول يا جدو يحصل فيك كدة و تتجر للطريق ده ، انت في السن ده و يتضحك عليك ، شكلك ايه لما تفوق و تعرف اننا عرفنا انك بتشرب مخدرات آآ
قاطعه عبد التواب وهو ينهض بفزع :
– هو الدكتور قال كدة برة؟؟؟؟
يامن بضحك شديد :
– يااه عليك يا جدو يا ممثل انت ، عاملي فيها تعبان احمد ربنا ان انا اللي دخلت عليك مش حد تاني
عبد التواب براحة وهو يعتدل بجلسته ليعود كما كان:
– خضتني يا حيوان ، ايه الاخبار برة عند مليكة
يامن :
– مليكة ندمت شوية حسيتها مهزوزة “و عندما لاحظ ابتسامة الجد قال بجدية” بس ده مش معناه انها سامحتك هي ممكن تكون حست بالذنب بس و ضميرها وجعها
عبد التواب بلامبالاة:
– كدة كدة مش دي الخطة بس ، لسة فيه بقية
عقد يامن حاجبيه ولكن قاطعهم دلوف حشد كبير الي الداخل ، ركضت فاطمة ترتمي بحضنه و جلس محمود بجانبهم يحتضن كف والده و يقبله ، تراص الأحفاد بجانب بعضهم البعض أمام الفراش لينظر لهم الجد نظرة خبيثة..
عبد التواب بإنهاك :
– يلا يا فاطمة سنديني انتي و محمود عشان نروح بيتنا ، انا لازم اتكلم معاكم في حاجة مهمة عشان شكلي بودع خلاص
فاطمة ببكاء و غضب:
– متقولش كدة بعد الشر عليك يا حبيبي ، ربنا يجعل يومي قبل يومك
قبل رأسها ثم نظر للأحفاد الذين بدأوا ينظرون لبعضهم البعض بتساؤل..
…………………………………………………………………..
في القصر..
كان يجلس الجميع في الحديقة في انتظار هبوط الجد من غرفته بعد أن تحمم بعد عودته من المشفى.. ، وقفت آسيا و ابتعدت عن ذلك التجمع بعد أن رن هاتفها..
آسيا بهمس و حذر:
– Why do you call me? I told you all the details in the message.
“لماذا تهاتفيني؟ لقد اخبرتك بجميع التفاصيل في الرسالة”
صديقتها بحماس:
-I couldn’t stand it from my overhappiness, is your grandfather really dying?
“لم أستطع التحمل من فرط سعادتي ، هل حقا جدك يموت”
آسيا بخوف وهي تلتفت خلفها بإستمرار:
-I think so, I don’t want stupid moves or any meaningless messages, I don’t want to raise doubts.
“اعتقد ذلك ، لا اريد حركات غبية او اي رسائل بلا معنى ، لا اريد ان أثير الشكوك”

اغلقت معها ثم عادت لمكانها وهي تزفر بضيق و تتمنى الخلاص من كل تلك الضجة التي أصابت حياتها هي فقط تريد العودة لبلدتها مع الكثير من المال لكي تشتري المنزل الذي تربت فيه مع والديها رحمهم الله لكي تعيش بين ذكريات طفولتها و مراهقتها و شبابها الذى اختفى ما أن طردها صاحب المنزل بعد وفاة والدها مباشرة ، فقط حياة هادئة هذا ما تريده ، اقترب منهم الجد و فاطمة بجانبه تسنده بحب و على جانبه الآخر محمود..
عبد التواب بهدوء وهو يجلس :
– انا جمعتكم النهاردة عشان اقولكم كام حاجة كدة ، انا عمري ما كنت اتخيل اني هشوف القصر ده مليان بيكو بعد ما كان فاضي و مضلم ، انتو قعدتو يوم بس ده كان احسن يوم عدى علينا ، اينعم احنا متكلمناش ولا انتو اتعرفتو على بعض بس كفاية الزحمة اللي كنتو عاملينها ، الواحد كان حاسس بدفى “ثم اكمل بحب و حنين وهو ينظر لأبنه” مش مصدق اني شايفك قدامي يا محمود
محمود بدموع و ابتسامة وهو يقبل يده:
– ربنا يخليك ليا يا حج اخيرا رجعت لحضنك تاني و رضيت عليا
عبد التواب بأبتسامة:
– طول عمري راضي عنك انت و اخواتك ، بس انا سعادتي ناقصة..
فاطمة بتساؤل:
– و ايه اللي يكملها يا حبيبي
عبد التواب بعد صمت دام لثواني:
– ان احفادي يتجوزوا..بعض!!!

يتبع….

في القصر..
في غرفة نوم عائلة عبد العال..
كانت مليكة تدور حول نفسها بعصبية و يجلس أمامها على الاريكة والدتها التي تراقب فتاتيها بتوتر ، فكانت ريتال تجلس ارضاً و تحتضن ركبتيها و اعينها مازالت جاحظة من صدمتها..
مليكة بغضب شديد و صوت عالي:
– اكيد ده كابوس ، انا مش هوافق على العبط ده على جثتي ، احنا فين ان شاء الله؟؟ في غابة؟ قال يجوزنا غصب قال؟؟ مين ده اللي جاي يعمل علينا جد و خايف على مصلحتنا؟؟ انا معرفش عنه حاجة ولا عايزة اعرف كل اللي عرفاه اني مش هسيبه يتحكم في حياتي
ريتال بحدة وهي تقف بجانب شقيقتها:
– وانتِ ازاي يا ماما توافقي على التخلف ده ، يعني ايه تقوليله ماشي؟؟؟؟؟؟ و احنا فين رأينا؟
والدتهم بحزم:
– ممكن تسكتوا و تهدوا شوية؟ و بعدين انتو شوفتو هتتجوزوا مين؟ دول ولاد عمتكو شباب زي الورد و ناجحين و آآ
مليكة بضحكة ساخرة و صدمة جلية:
– هو انتِ بتقولي ايه؟؟؟ انتِ مستوعبة بجد؟؟؟ انا واحدة مخطوبة و ريتال لسة في الكلية مبتفكرش في حاجة زي دي و من حقها تختار اللي عيزاه لكن ميتفرضش عليها حد!
والدتها بضيق :
– انتِ مخطوبة اسماً بس تقدري تفهميني فين خطيبك ده اللي موقف حالك 8 سنين ؟ جدك اختارلكو عرسان زي الورد خلاص اقفلوا الموضوع ده
ريتال بغضب :
– انا مش مصدقاكي بجد ، انتي ماشية ورا العيلة دي ليه؟ مش دول اللي كانو شايفينك متشرفهمش زمان و قاطعوا بابا بسببك؟؟ انتي ليه مسلمة كدة و ماشية وراهم مغمضة؟؟ في ايه ما تفوقي
والدتها بغضب شديد وهي تصفعها:
– انا فعلا معرفتش اربيكي يا قليلة الأدب
ريتال و قد احمرت عيناها من الغضب وهي تضع كفها على وجنتها:
– دي تاني مرة تمدي ايدك عليا
ثم ركضت للخارج و دموعها تنهمر فوق وجنتيها لتلحقها مليكة لكن توقفها والدتها..
والدتها :
– اقعدي عشان نتكلم
مليكة بضيق:
– نعم يا ماما
والدتها بتنهيدة:
– انا عمري اذيتكوا يا مليكة؟ ولا خدت قرار غلط ضركوا؟
مليكة بصدق :
– لا عمرك ما عملتي كدة
والدتها وهي تمسك كفيها:
– انا بجد بحب عيلة باباكي برغم كل اللي حصل زمان ، عبد العال كان دايما يحكيلي عنهم و عن قد ايه هما ناس كويسين انا حبيتهم من قبل ما اشوفهم ، جدتك كانت دايما لما تكلم باباكي كانت تكلمني و تطمن عليا و تقعد تتأسفلي بالساعات و عماتك كمان نفس الكلام ، هما بجد كويسين و ولاد عماتك كمان كويسين و محترمين ، و جدك فعلا ندم على اللي عمله زمان و بيحاول يعوض ده دلوقتي
مليكة بدموع:
– بيحاول يعوض ده بعد ايه؟؟ انا عمري ما هنسى دموع بابا كل يوم وهو مقهور عشان نفسه يرجعلهم ، و بعدين عبد التواب لو فعلا ندمان يحاول يصلح ده مش يجوزنا؟ ايه علاقة الجواز بالندم؟؟ ده كدة بيكرر نفس الغلط
والدتها وهي تمسح دموعها بلطف:
– يا حبيبتي هو خايف العيلة تتفكك تاني عشان هو شايف انه في آخر أيامه ، و بعدين انتِ عارفة لو رفضتي ممكن يروح فيها انتِ مسمعتيش الدكتور قال ايه و تخيلي باباكي وهو بيبصلك بعد ما كنتي سبب في موت باباه؟
لا تعرف لماذا تخيلت والدها يقف أمامها و ينظر لها بحسرة و خيبة أمل كبيرة مما جعل قلبها يعتصره الألم فدفنت وجهها بين كفيها و ظلت تبكي بقوة ، كانت تعلم الام ان نقطة ضعف بناتها هو والدهم رحمه الله لذلك تضغط عليهم به و تستغل ضعفهم تجاهه..
…………………………………………………………………..
في غرفة محمود..
كان يجلس و يضع رأسه بين كفيه و يكاد قلبه ان ينفجر من شدة توتره وهو يستمع لنواح ابنته من الداخل لا يعلم ماذا يفعل فهو لا يصدق اخيرا انه عاد لعائلته لا يريد أن يخسرهم مرة أخرى ولكن أيضا لا يريد أن يخسر ابنته ، قاطع تفكيره صوت أقدام غاضبة تقترب منه..
سيليا بحدة وهي ترفع سبابتها في وجهه:
– انا مش هتجوز يا بابا انت سامعني ، حتى لو قتلتوني هنا مش هتجوز يعني مش هتجوز؟ مش عشان تصلح علاقتك بأهلك تقدمني قربان ليهم انشالله عنكو ما اتصالحتوا اولعوا كلكم
ذهل من وقاحتها ولم يدري بنفسه الا وهو يرفع يده لتهبط على وجنتها بقوة..
محمود بحدة وهو يمسك معصمها و يهزها بعنف:
– هتتجوزي ابن عمتك و تسمعي كلام جدك و رجلك فوق رقبتك ، على اخر الزمن ترفعي صوتك عليا و تقلي أدبك كمان
سيليا ببكاء هستيري وهي تركض للخارج :
– انا بكرهك
تحطم قلبه وهو يراقبها تخرج هكذا و نظر لكفه ثم لزوجته التي كانت تضع يدها فوق شفتيها بصدمة..
محمود بحزن و تأنيب ضمير:
– ايه اللي انا عملته ده!! انا خليت بنتي تكرهني!! هو انا مينفعش اعيش من غير حرب لازم يبقا فيه حد كارهني..
زوجته بمواساة:
– معلش يا حبيبي بس انت قسيت عليها اوي انت عمرك ما مديت ايدك عليها و البنت مش مستوعبة انها هتتجوز تقوم انت بدل ما تفهمها تضربها؟
حرك رأسه بيأس من نفسه و فرك وجهه بعنف وهو يفكر مرة أخرى في تلك الأحداث المتتالية..
…………………………………………………………………..
في غرفة بدور..
كانت تنام فوق الفراش و تسترجع كلام جدها و ابتسامتها تكاد تصل لأذنيها..
فلاش باك..
عبد التواب بأبتسامة:
– طول عمري راضي عنك انت و اخواتك ، بس انا سعادتي ناقصة..
فاطمة بتساؤل:
– و ايه اللي يكملها يا حبيبي
عبد التواب بعد صمت دام لثواني:
– ان احفادي يتجوزوا..بعض!!!
الجميع بصدمة:
– نعم!!!!!!!!!
عبد التواب مكملاً:
– انا مش عايز العيلة تبعد عن بعض تاني و انا عارف اني اول ما اموت كله هيبعد عشان خلاص مفيش حاجة هتربطكوا ببعض لأنكو طول عمركم متربيين بعاد عن بعض الكلام للبنات مش للولاد ، وانا مش عايز ده يحصل عايزكم تفضلوا دم واحد عشان كدة انا قررت ان صقر يتجوز مليكة و ريتال تتجوز يونس و بدور تتجوز أيان و سيليا تتجوز آسر و آسيا تتجوز يامن ، و اللي هيعترض انا غضبان عليه ليوم الدين و ملوش ورث عندي
أنهى كلامه بضربة خفيفة على الأرض بعكازه لينهض بعدها بهدوء و يجذب فاطمة من معصمها ليغادروا الجلسة و ينصرف كل منهم الي غرفته وسط اعتراضات و صيحات و منهم من تحلى بالصمت..
انتهاء الفلاش باك..
بدور بسعادة مفرطة وهي تقف امام المرآة لتخلع حجابها ليسقط شعرها الطويل خلف ظهرها بحرية:
– اخيرا هتبقى ليا يا حبيبي ، انا هبقى مرات احسن كاتب في الدنيا

ظلت تدور حول نفسها بسعادة و يتطاير حولها شعرها الناعم حتى قاطعها طرقات الباب لتضع حجابها بسرعة و تذهب لتفتح لتجد أمامها جدتها التي ما أن رأتها حتى ارتمت بأحضانها..
فاطمة بضحك وهي تحاول التملص من بين يدي تلك الصغيرة :
– يا بت سيبيني ادخل الأول
بدور بسعادة مفرطة وهي تسحبها للداخل و تغلق الباب :
– انا هبقى مرات أيان يا تيتة ، يا مرييييي هو انا بحلم ولا ايه؟؟ انا اكيد في حلم جميل ، اقرصيني كدة
مدت ذراعها لجدتها لتقرصها الجدة بالفعل لتصرخ الأخرى بألم..
فاطمة بضحك:
– صدقتي انك مش بتحلمي ولا لسة؟
بدور بضحك وهي تفرك معصمها:
– صدقت صدقت ، يا رب الموضوع يتم فعلا
فاطمة بتنهيدة:
– مش عايزة اخيب املك بس محدش موافق غيرك يعتبر كله معترض
بدور بلامبالاة:
– هيوافقوا ، انتي فاكرة عبد التواب هيسيبهم
فاطمة بحزن:
– مش عيزاهم يكرهونا زيادة كفاية الجفا اللي هما فيه من نحيتنا “ثم اكملت بهمس” و بعدين انا سمعت ان مليكة مخطوبة
بدور بغباء :
– ايوة فعلا مخطوبة انتِ مش شايفة الدبلة اللي في ايدها
فاطمة :
– يبقى كدة مش هينفع تتجوز
بدور :
– بقولك مخطوبة مش متجوزة يعني عادي تفركش و تتجوز
فاطمة :
– مش عارفة حاسة اننا بنعيد القصة اياها تاني و هخسر احفادي بس العمر مفيهوش بقية اني استنى 30 سنة كمان
بدور بحزن وهي تحتضنها:
– ربنا يديكي طولة العمر يا بطة متقوليش كدة ان شاء الله بنات عمامي يحبونا و يسامحوا جدي و تبقى حياتنا كلنا حلوة و منقدرش نستغنى عن بعض
فاطمة وهي تمسح دمعاتها:
– يا رب يا حبيبتي
…………………………………………………………………..
في المطبخ..
كانت آسيا تشرب بعض من المياه و يكاد رأسها ان ينفجر فبدون وعي منها ظلت تضغط على الكوب الزجاجي بيدها حتى تهشم و جرحها..
المساعدة بفزع وهي تركض لها:
– يا مرييي ، كفك بينزف يا هانم
آسيا بلا مبالاة وهي مازالت شاردة :
– ليه عشان اخد ورثي اتذل الذل ده كله ، ده حقي ورث ابويا يعني من حقي!!!
دلف يامن الي الداخل ليري يدها التي تنزف بغزارة فركض إليها و جذبها من معصمها ثم سار بها إلى الصنبور ليفتحه و يضع كفها أسفل المياه المنهمرة..
يامن بتساؤل:
– بتنتحري ولا ايه؟ كان ممكن تقولي لا مش هتجوز و خلاص
آسيا بضيق وهي تراقب الدماء التي تنهمر من يدها مع الماء:
– مش وقت هزارك بجد
يامن وهو يغلق الصنبور و يسحب مناديل ورقية ليضعها فوق جرحها:
-مش بهزر بس شكلك انتِ اللي بتهزري ، خلي بالك على نفسك بعد كدة
آسيا بذهول:
– هو انت ازاي أعصابك باردة كدة!!!! ولا انت مكنتش قاعد و سامع اللي اتقال؟
يامن بهدوء و مرح:
– لا سمعت عادي ، بس انا موافق ، حد يطول ياخد الجنسية
آسيا بغضب وهي تضربه في صدره بكفها:
– بطل هزارك ده قولت!!! فوق و شوف المصيبة اللي احنا فيها ولا تكون فاكر اني هوافق اتجوزك بجد!
يامن بتساؤل جاد :
– و متوافقيش ليه؟؟
آسيا بضحكة مصدومة :
– يبني انا لسة شيفاك اول امبارح ، هو انا اعرفك عشان اصاحبك حتى مش اتجوزك؟؟ مش عشان ضحكنا ضحكتين سوا يبقا عادي نتجوز و بعدين انت ولا وراك شغلة ولا مشغلة هتفتح بيت ازاي هتخلي مامتك تصرف علينا ولا جدك
يامن بلا مبالاة وهو يسحب تفاحة من طبق الفاكهة الموضوع امامه:
– ما انتي شاطرة اهو اكيد جدي اللي هيصرف علينا
تركها و غادر تغلي بمكانها فجزت على أسنانها بحنق و أخرجت هاتفها تهاتف صديقتها بحرية مستغلة ان كل العمال لن يفهموا لغتها..
آسيا بغضب:
-Everything has been destroyed.
“كل شئ قد تم تخريبه”
صديقتها بقلق:
-Why? What happened?
“لماذا؟ماذا حدث؟”
آسيا بحنق:
– The despicable wants me to get married to give me my money.
” يريدني الحقير ان اتزوج ليعطيني نقودي”
صديقتها بصدمة:
-from Who wants you to get married?
” مِن مَن يريدك ان تتزوجي؟”
آسيا :
– From my cousin, and he told us that if we objected we were deprived of inheritance.
“من ابن عمتي ، و لقد أخبرنا انه إذ اعترضنا نحرم من الميراث”
صديقتها بسرعة :
-And of course you agreed?
“و بالطبع انتي وافقتي؟ ”
آسيا بغضب و عدم تصديق:
-Of course I didn’t agree, did you go crazy?
“بالطبع لم أوافق، هل جننتي؟”
صديقتها بحدة:
“But you are the one who went crazy, did you forget the reason for your travel? You went for money, you went for us, if you don’t bring the money, we’ll be put in front of the door and become food for street dogs.
” بل انتي من جننتِ ، هل نسيتي سبب سفرك؟ انتي ذهبتي للمال ذهبتي من أجلنا ان لم تأتي بالمال سيتم وضعنا امام الباب و نصبح طعام لكلاب الشوارع”
آسيا بتشتت:
-Yes, I came for money, not for marriage.
“نعم لقد أتيت للمال ليس للزواج”
صديقتها :
– So consider it a marriage for money and nothing more, so you will gain the satisfaction of your grandfather and his money as well, and when he dies you divorce it so easily.
“اذن اعتبريه زواج للمال ليس اكثر فبهذا ستكسبي رضا جدك و أمواله أيضا، و عندما يموت تتطلقين انها بهذه السهولة”
آسيا بحنق :
– Do you think the title of divorced woman is easy here? They think that a divorced woman is nothing but a bad woman and they call her bad things.
” هل تظنين ان لقب مطلقة سهل هنا انهم يظنون ان المطلقة ما هي إلا امرأة سيئة و يطلقون عليها اشياء سيئة”
صديقتها بغضب:
_ Asia, don’t worry please you won’t live there, it doesn’t matter what they’re going to say you’re going to come back here after you get the money.
“آسيا، لا تراوغي من فضلك انتي لن تعيشين هناك ، لا أهمية لما سيقولونه فأنتي ستعودين الي هنا بعد أن تحصلي على المال”
آسيا بتنهيدة:
-I don’t know, girl, my head is almost bursting from thinking too much.
“لا أعلم يا فتاة رأسي يكاد ان ينفجر من كثرة التفكير”
صديقتها :
-Don’t waste our effort in vain, just focus on the money, it doesn’t matter how you’re going to get it, the only thing is the money.
“لا تضيعي تعبنا هباء فقط ركزي على المال لا يهم الطريقة التي ستحصلي عليه بها فقط المهم هو المال”

زفرت آسيا بضيق و اغلقت معها وهي تشعر بالحيرة فخرجت من المطبخ لتعود لغرفتها لتستطيع التفكير جيداً..
…………………………………………………………………..
في الحديقة..
كانت تجلس ريتال فوق الأعشاب و تبكي بعنف وهي تحتضن ركبتيها و تدفن رأسها بهم فلم تشعر بمن يجلس بجانبها و يشاركها ذلك البكاء..
سيليا ببكاء و تقطع وهي تمد يدها لريتال:
– امسكي امسحى دموعك
ريتال ببكاء وهي تحاول التقاط أنفاسها :
– شكرا معايا مناديل ، انتي بتعيطي عشان آآ
سيليا مقاطعة بإنفجار وهي ترتمي بأحضانها:
– هتجوز غصب عني!!!!
و على ذكر تلك السيرة انفجرت الأخرى ايضاً و ظلوا يبكون بأحضان بعضهم البعض لفترة لا يدرون عن تلك الأعين التي تراقبهم من الأعلى..
عبد التواب بضحك:
– انا احفادي مجانين باين كدة
قاطعه دلوف صقر الذي سحب مقعد و جلس بدون أن ينبث بكلمة..
عبد التواب بتنهيدة وهو مازال يقف و يراقب الفتيات بالأسفل :

– لو معترض خلي اعتراضك جواك يا صقر انا مش عايز اسمع حاجة ، خلاص المأذون جاي بعد بكرة
آسر بصدمة وهو يقترب منهم:
– بعد بكرة؟؟؟ ايه يا جدي التهريج اللي بيحصل ده؟
عبد التواب بهدوء وهو يجلس قبالتهم:
– خير البر عاجله ، هتلاقوا فين بنات حسب و نسب و جمال و أخلاق زي بنات خالكم ، و بعدين انا عايز احافظ عليكم عشان تفضلوا ايد واحدة
أيان بغضب وهو يسحب مقعد و يجلس عليه:
– تخلينا ايد واحدة بأننا نتجوز بعض؟؟ انت كدة بتزود الكره بينا و بتخلي العيشة بينا مستحيلة
يونس وهو يستند بظهره على الجدار :
– والله انا رأيي من رأى أيان ، اكيد فيه حلول تانية عشان نفضل سوا
عبد التواب بغضب وهو يراقب اربعتهم:
– هو انا اوضتي بقت سبيل ، اي حد يدخل كدة “ثم اكمل بتصميم وهو يقف” اللي عندي قولته بكرة كتب الكتاب و هنعمل فرح يسمّع في البلد كلها و كل الناس تحلف بيه
شعروا بالغضب فغادروا جميعاً عدا صقر الذي ظل جالس بثبات ينظر لجده بنظرة ثاقبة ، بداخله نيران تتأجج و جده يعلم ذلك فأكتفى بأبعاد نظره عنه و إعطائه ظهره لينظر للفتيات بالأسفل..
عبد التواب وهو يراقب الفتيات:
– حاول تقلل عصبيتك دي شوية ، خليك بني آدم طبيعي عشان انا مش هسمح ان بنت خالك تتأذي منك!!
ابتسم صقر ابتسامة جانبية سوداء و اكتفى برمق ظهره بنظرة سوداوية تحمل الكثير و الكثير ثم وقف و غادر بهدوء مثلما أتى…
عبد التواب وهو يلتف لينظر بأثر حفيده:
– انت اكتر حد هيستفاد من الجوازة دي يا صقر ، لازم تفوق من اللي انت فيه ده ، اوعدك مش هكرر غلطتي زمان معاك!
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
كان يجلس الجميع على طاولة الطعام لا يأكل منهم احد فقط ينظرون بصحونهم و الصمت يخيم عليهم ، نظر عبد التواب للجميع و تنهد بهدوء حتى قرر ان يقطع ذلك الصمت..
عبد التواب بتساؤل:
– مش بتاكلوا ليه ، ده جدتكم اللي طابخة النهاردة حتى
لم يرد احد عليه فزفر بحنق و وضع ملعقته جانباً ثم ضم كفيه و اسندهم على الطاولة أمامه..
عبد التواب بهدوء:
– المأذون هييجي بكرة بدري عن الفرح ، دلوقتي فيه ناس جاية عشان تختاروا الفساتين و البدل بتاعتكم
مليكة بصدمة وهي تقف :
– لا ده كدة جنان رسمي ، انت بردو هتنفذ اللي في دماغك؟
عبد التواب بهدوء مزيف وهو يحاول تمالك اعصابه:
– اه يا مليكة
مليكة بقلة حيلة وهي تجز على أسنانها لتحاول منع دموعها :
– انا هوافق بس عشان خاطر ابويا اللي انت موته بحسرته عشان انا مش هقبل ابداً انه يزعل مني بسببك بس عيزاك تعرف اني بكرهك اوي و هفضل اكرهك و مش هسامحك ابدا

ألقت كلامها في وجهه ثم غادرت متمنية موتها في الحال كي لا تحضر مراسم زواجها تلك ، كادت ان تذهب والدتها خلفها ولكن منعها عبد التواب و أمرها ان تتركها وحدها قليلا كي تهدأ..
عبد التواب بهدوء:
– اجهزوا كلكم عشان زمان المأذون على وصول ، حليمة خلي خبر جواز أحفاد عبد التواب ينتشر في البلد كلها ، عايز الصغير قبل الكبير يكون عارف
المساعدة بأدب وهي تنحني لتغادر:
– امرك يا حج
و بالفعل في أقل من نصف ساعة كانت البلدة جميعها تهنئ و تبارك مهللين سعيدين بتلك الاخبار السعيدة ولكنهم لا يعلموا ان تلك الاخبار سعيدة بالنسبة إليهم فقط..
في غرفة عبد التواب..
فاطمة بتساؤل وهي تضع كوب الماء فوق الطاولة الصغيرة في منتصف الغرفة:
– انت متأكد يا عبده من القرار ده ، مش حاسس اننا كدة بنظلمهم
عبد التواب بضيق:
– لو بنظلمهم كانوا اعترضوا يا فاطمة
فاطمة بتهكم:
– انت عارف كويس انهم مش موافقين ، كل واحد وافق لأسبابه و العامل المشترك بينهم ان هما خايفين منك خايفين تحرمهم من ورثهم
عبد التواب بأبتسامة جانبية وهو ينظر بإتجاه الشرفة:
– انا عارف انا بعمل ايه كويس متقلقيش
فاطمة بحيرة:
– مش عارفة يا عبده قلبي مش مطاوعني ، انت عارف ان مليكة مخطوبة؟
عبد التواب بزمجرة وهو يقف :
– مخطوبة لجلنف مش حاسس بقيمتها ، ميعرفش انه واخد مليكة عبد العال الجندي اللي البلد كلها تتمنى تطول ضافرها ، هو ميستاهلهاش
فاطمة وهي تضرب كفيها بحيرة:
– يا رب ما يكرهونا اكتر ما هما كارهنا
عبد التواب بهدوء:
– روحي شوفيهم خلصوا ولا لا ، الغدا ناقص عليه نص ساعة مش عايز حد يتأخر
فاطمة وهي تقف استعدادا للمغادرة:
– حاضر بس فكر كويس يا عبده ، دي تالت مرة تعملها و كل مرة النتيجة بتبقا من سئ لأسوأ ، اول مرة خسرنا 3 عيال و الحمدلله ربنا عاقبنا اتنين و اخدهم مننا و المرة التانية آآ
عبد التواب مقاطعاً بغضب وهو يرفع كفه:
– قولت خلاص يا فاطمة ، هو انا كلامي مش بيتسمع؟
تنهدت بيأس ثم غادرت الغرفة تاركة تلك الشحنة المفعمة بالغضب خلفها تنظر في أثرها بضيق..
…………………………………………………………………..
في ردهة القصر..
كان يعم الضجيج من كثرة الأناس التي تعمل به فكانت الفتيات يجلسن بملل يراقبون أولئك المصممات وهن يبذلون قصارى جهدهم كي يخرجوا لكل واحدة منهن فستانها المميز..
المصممة وهي تخرج فستان لؤلؤي ضخم:
– ايه رأيك في ده يا مليكة هانم
ريتال بحماس و هي تصفق:
– هيبقى تحفة عليكي يا مليكة
مليكة بضيق وهي ترمق شقيقتها بنظرة حانقة:
– انا قولت انا هلبس بنطلون و بلوزة مش قصة هى
فاطمة بصدمة وهي تقترب منهم:
– بنطلون و بلوزة ايه يا مليكة ، ده هي بتبقا ليلة في العمر يا حبيبتي
مليكة بهمس وهي تجز على أسنانها :
– ليلة سواد على دماغكم
فاطمة بقلة حيلة وهي ترمقها بحدة :
– استغفر الله العظيم يا رب حد يقول كدة على ليلة فرحه
المصممة الأخرى وهي ترفع فستان بسيط ولكنه رائع:
– طب و ده يا آسيا هانم؟
آسيا بضيق :
– لا
المصممة بإنهاك:
– فاطمة هانم احنا بقالنا 3 ساعات بنحاول نقنعهم بفساتين لكن مفيش اي حاجة عجباهم ، احنا طلعنا كل الفساتين اللي عندنا محدش متعاون معانا غير بدور هانم
ألقت فاطمة نظرة على بدور التي كانت ترتدي الفستان و تقف أمام المرآة و تدور بحماس شديد ، هزت رأسها بيأس من تلك الفتاة المجنونة ثم نظرت بحنق على الأربع فتيات الذين يجلسون فوق الأريكة يعقدون ساعديهم بملل و ضيق واضح..
فاطمة بأبتسامة :
– طب سيبونا لوحدنا خمس دقايق
في ثوانٍ معدودة كان قد اختفى الحشد الموجود و لم يبقى سوى الجدة و الأحفاد..
فاطمة بحدة وهي ترفع سبابتها في وجههم:
– ايه المناظر دي ، ده منظر عرايس فرحهم بكرة و بعدين انتو قالبين وشكم ليه كأنكم مغصوبين على الجوازة و آآ
قاطعها قهقهاتهم الساخرة و وقوف سيليا أمامها..
سيليا بقهر و قد تجمعت دموعها بأعينها:
– ده على اساس اننا بنتجوز برضانا ، انتو ايه اللي رجعكم حياتنا ، احنا كنا مرتاحين من غيركم ، انا ابويا لأول مرة في حياته يمد ايده عليا بسببكم
فاطمة بصدمة :
– محمود ضربك؟؟
سيليا بضحك مقهور و تضع كفيها بين شعرها:
– انا بقولك ايه وانتي بتقولي ايه..
“في ايه بيحصل هنا”
انتفض الجميع على الصوت الجهوري الذي أتى فجأة من الخلف لينظروا له جميعاً برهبة و يعم الصمت بالمكان ، اقترب عبد التواب منهم و هو يرمقهم بنظرة غاضبة..
عبد التواب بحدة :
– صوتكم جايب آخر بلاد المسلمين ، في ايه؟ تاعبين الناس اللي جايبينهم عشان يريحوكوا ليه؟ هو ده الأدب اللي اتعلمتوه؟
وقفوا بجانب بعضهم البعض محنيين رؤوسهم برهبة و يستمعون لكلامه بقلب يكاد ينخلع..
عبد التواب بحزم و نظراته تدور بينهم:
– قدامكم نص ساعة و تكون كل واحدة فيكم اختارت فستانها و قعدت على كرسيها على السفرة ، اعملوا حسابكم الناس جاية بليل عشان الحنة مش عايز اشوف اي تكشيرة ، على آخر الزمن هتجيبوا لعيلتكوا الكلام و يقولوا غاصبينهم على بعض ، عرفيهم يا بدور نظامنا ايه لأني مبحبش اكرر كلامي
بدور بتوتر وهي تحني رأسها بإحترام:
– حاضر يا جدي
هز رأسه بفهم ثم غادر لتتبعه فاطمة و قد دمعت اعينها على أحفادها ، ما لبثت ثواني حتى عادت المصممات من جديد و لكن تلك المرة كانت أسهل بكثير فالفتيات اختاروا فساتينهم اخيرا و ليس اخرا..
على الجانب الآخر..
عند الشباب تحديداً في غرفة يامن..
كان كل منهم يرتدي حلته الكلاسيكية و يجلسون في انتظار جدهم فقد أخبرتهم الخادمة انه آتي و يريد رؤيتهم بملابس العرس ، كان صقر يقف في الشرفة و يشعل سيجارته حتى استمع لطرقات الباب ، حمحم يامن ليلفت انتباهه ولكنه استدار لينظر لهم و ما أن رأي جده ينظر لسيجارته المشتعلة بيده حتى ألقاه بإهمال ولا مبالاة و دعس عليها وهو يدلف الغرفة..
عبد التواب وهو ينظر لهم ليتأملهم:
– ماشاء الله عليكم يا ولاد الجندي ، رجالة زي الورد ، اقعدوا عايز اتكلم معاكم “اكمل حديثه وهو يجلس على الأريكة بعد أن رآهم يجلسون” دلوقتي معظمكم اشغاله في القاهرة و طبعا زي ما انتوا عارفين بنات خلانكم متربيين هناك و كبروا هناك وانتو بردو معشتوش هنا كتير اغلب حياتكم كانت هناك في المدينة
يامن بحماس و عدم تصديق:
– متقولش اننا هننقل القاهرة!!!!!!
عبد التواب بضحك على حماسه:
– ايوة بعد الفرح على طول هنروح القصر بتاعنا اللي هناك ، كدة كدة انتو عارفين ان هناك اكبر و احنا شغلنا معظمه هناك ، ايه رأيكم؟
يامن بسعادة مفرطة وهو يحتضنه بقوة:
– الله عليك يا جدي يا جامد هو ده الكلام ولا بلاش
عبد التواب بتحذير مبطن وهو يربت على وجهه:
– هناك الصحافة اكتر و العين هتبقا علينا اكتر يا يامن ها و انت هتبقا راجل متجوز يعني الهبل بتاع زمان ده انا مش هسمح بيه
يامن بلامبالاة وهو مستمر في عناقه:
– يا حبيبي يا عبده ، بقولك ايه انا اللي هاخد الدور الأخير انت عارف اني بحبه و دايما لما كنا بنروح هناك كنت بقعد فيه
عبد التواب بضحك:
– ماشي يا لمض أفندي ، مسمعناش آرائكم يعني
آسر بهدوء:
– كدة كدة انا بيتي هناك فاللي يريحكوا طبعا
عبد التواب بلهجة حازمة:
– لا مفيش بيتي و بيتكم دي كلنا هنقعد في القصر سوا كدة كدة القصر جمب الشركة ملكش حجة
اومأ بمضض وهو يحل رابطة عنقه الذي يشعر انها تخنقه بشدة ، نظر عبد التواب للبقية فلم يجد رد سوى نظرات غير مفهومة..
عبد التواب مكملا حديثه:
– وانت يا أيان كدة كدة شغلك هناك انت و آسر و صقر و يونس ، عايزين نبدأ حياة جديدة و ننسى كل اللي حصل هنا
أنهى كلامه وهو ينظر لصقر الذي لمعت اعينه ، انتقلت جميع الانظار له فزفر بضيق ثم اشاح نظره عنهم و صوت ما بداخله يحدثه بأن يخبر مليكة بكل شئ لتخرب تلك الزيجة التعيسة فلمعت اعينه عند هذه الفكرة و ابتسم ابتسامة جانبية وهو يعود بنظره لينظر لجده..
صقر بهدوء ثلجي وهو يقف و يزر سترته:
– عن اذنكم لحظة
نظر الجميع له بتعجب وهو يغادر الغرفة ولكن كان جده يعلم ما في بعجته لذلك جز على أسنانه وهو يضرب بعكازه الأرض..
في الأسفل..
كانت مليكة تقف أمام المرآة و تنظر لهيئتها الجميلة بحسرة ، كانت تتحسس فستانها الرائع الذي كان يضيق حتى خصرها و يهبط بإتساع لنجد طبقات عديدة من الدانتيل الأبيض لتنتهي الطبقات بطبقة خارجية مرصعة باللؤلؤ و أكمامه المنفوشة الشفافة ، دارت حول نفسها ببطئ و لم تلحظ دموعها التي كانت تهبط بهدوء..
– مليكة..
تسمرت بمكانها وهي تستمع لذلك الصوت الذي حفظت صاحبه عن ظهر قلب ثم استدارت لتجده يقف بعيداً عنها بأمتار قليلة..
مليكة بإرتجاف وهي تبتلع غصتها:
– ن.نعم
صقر وهو يقترب بخطوات ثابتة و اعينه تفترسها:
– كنت عايز اقولك حاجة عني آآ
عبد التواب بقوة وهو يخبط بعكازه الأرض:
– صقر!!!!!!
انتفضت مليكة و نظرت خلف صقر لتجد جدها يقف شامخاً و ينظر لحفيده بغضب واضح ، استدار له صقر ثم رمقه بنظرة جافة و التف مرة أخرى لمليكة التي كانت تنقل نظرها بينهم بعدم فهم و حيرة تملكتها..
صقر بهدوء ثلجي وهو ينظر داخل أعينها:
-انا زمان كنت آآ
“الحق يا جدو بطة وقعت من طولها”

يتبع….

في غرفة عبد التواب..
كانت الطبيبة تقيس نبضاتها و بعدما انتهت وضعت كفها فوق جسدها بهدوء وهى تبتسم بداخلها على تلك المشاكسة الكبيرة..
الطبيبة بجدية مصتنعة:
– مفيش حاجة تقلق هى بس ضغطها وطي فجأة نتيجة الارهاق التي تعرضتله
عبد التواب براحة:
-شكرا يا دكتورة تعبناكي معانا ، وصل الدكتورة يا يامن
يامن بحماس وهو يتأملها:
– عينيا اتفضلي
راقبته آسيا وهو يغادر مع الطبيبة لتستمع لضحكاتهم سوياً مما جعلها تعقد حاجبيها ولكنها لم تبالي كثيرا و عادت بنظرها للجدة النائمة بالفراش..
عبد التواب بهدوء:
– يلا يا ولاد روحوا استريحوا شوية قبل ما الناس تيجي بليل
بدور بدموع وهي تجلس على الفراش بجانب جدتها :
– انا عايزة اقعد مع بطة شوية انا ملحقتش اطمن عليها
فاطمة بنبرة مرهقة :
– خليكي يا حبيبتي
غادر الجميع فلم يبقى في الغرفة سوى فاطمة و بدور و عبد التواب الذي ما أن غادر الجميع أغلق الباب خلفهم بهدوء ليعود لزوجته الذي اعتدلت بالفراش وهي تتنفس الصعداء..
فاطمة بزفير قوي:
– كنت خايفة حد يكشفني
عبد التواب بأبتسامة:
– جدعة يا بطة لحقتي الدنيا قبل ما البيه يبوظها
بدور بتردد :
– بس آآ انا شايفة ان مليكة آآ مليكة من حقها تعرف كل حاجة
عبد التواب بحزم:
– هتعرف بس وهي على ذمته
فاطمة بتفكير:
– افرض طلبت الطلاق يا عبده
عبد التواب بأبتسامة جانبية وهو يعطيهم ظهره:
– مش هتطلب ، ولو طلبت صقر مش هيطلقها انتوا مشوفتوش بصلها ازاي وهي بالفستان
بدور بتساؤل:
– ابيه صقر؟؟ مستحيل يا جدو متحاولش
هز رأسه بيأس و اطلق ضحكة تهكمية وهو يغادر الغرفة ليدلف إلى التراث و يجلس فوق المقعد الخاص به ليتأمل الخضرة أمامه مع غروب الشمس..
عبد التواب بتنهيدة :
– هتخلوني اسيب بلدي اللي كبرت فيها و ناسي و أهلي يا عيلة الجندي عشان خاطر اريحكم لأني عارف انكم مش هتقدروا تعيشوا هنا و انا مش عايز اضغط عليكم اكتر من كدة..
…………………………………………………………………..
في إحدى الغرف..
دلفت والدتهم و هم خلفها كل منهم شارد بعالم آخر فقاطعتهم والدتهم بمدحها في فساتينهم التي كانت ملقاه أرضاً فهم بعد أن سمعوا صرخات بدور لفقدان جدتهم الوعي حتى هرولوا لغرفهم ليخلعون ما كانوا يرتدون و يعودون للجدة..
ريتال بتساؤل متجاهلة حماس والدتها التي كانت تحتضن ملابس العرس خاصتهم:

– مش غريبة يعني ان بدور تتصل بدكتورة تيجي تشوف جدتك وانتي موجودة؟
مليكة بلامبالاة:
– يتصلوا باللي يتصلوا بيه مش فارقة معايا في حاجة خلينا نخلص من الهم ده
ريتال بحنق وهي تمرر اناملها بفروة رأسها و تدور حول نفسها:
– يعني هو جدك ملقاش غير الحقير ده اللي يجوزهولي ، هو ميعرفش حصل بينا ايه في الكلية؟ ده البيه فصلني من الكلية انتي متخيلة؟
مليكة بصدمة وهي تقف قبالتها و تجذبها من معصمها:
– انتي اترفدتي من الكلية؟؟؟
والدتهم بضيق:
– ايوة يا مليكة يونس ابن عمتها رفدها بس متقلقيش انا اتكلمت معاه وهو قالي انه فصلها اسبوع بس عشان طولة لسانها و قلة أدبها
مليكة بعدم فهم وهي تبدل نظراتها بينهم:
– لحظة بس هو ايه اللي جاب يونس الكلية عندك؟
ريتال بغيظ :
– حظي الأسود ، البيه جاي يدينا مادة اساسا زفت وهو ازفت منها لا و مكتفاش بمنصب دكتور لا ده كمان عميد الكلية يعني اتنين في واحد
مليكة بذهول وهي تضحك و تضع يدها على ثغرها:
– ايه ده ، حظك الأسود فعلا ادي أخرت فشلك في الكلية جالك اللي هيربيكي
ريتال بحنق وهي تدفعها بعيدا:
– حتى انتي يا مليكة بدل ما تقفي في صفي و تنزلي تاخديلي حقي منه
والدتها متدخلة:
– حقك ايه؟ ده انتي شتماه و قليتي أدبك عليه و زمايلك كلهم سمعوا الشتيمة في المايك
لم تستطع مليكة السيطرة على نفسها لتسقط فوق الأريكة مقهقهة بشدة وهى تمسك ببطنها و صوت ضحكاتها يعلوا لتشاركها والدتها الضحك بينما تتذمر ريتال وهى تشعر بالاضطهاد..
والدتها محاولة التقاط انفاسها:
– انتي يا بت يا قليلة الأدب انتي مش هتعتذريلي؟
ريتال بضيق:
– اعتذرلك على ايه؟ انتي اللي ضربتيني
والدتها بحزم وهي تقف قبالتها و تقرص اذنها:
-لو مكنتيش قليتي ادبك عليا مكنتش ضربتك وانتي بغلة كدة
ريتال بحنق طفولي و قد توردت وجنتيها و تجمعت دموعها بأعينها:
– انا اسفة يا ماما انتي عارفة اني مقصدش
والدتها بحنان وهي تضمها و تقبل رأسها:
– حبيبتي ام قلب ابيض مفيش زيه ربنا يحفظك ، انتي عارفة اني عمري ما اضرك لا انتي ولا اختك انتو أمانة في رقبتي و قبل كل ده انتو حتة مني
ريتال ببكاء وهي تدفن رأسها بأحضان والدتها :
– انا خايفة اوي يا ماما ، حاسة اني كنت في سابع سما و فجأة بقيت في سابع أرض ، احنا كنا جايين عشان نطمن على جدو فجأة بقى فرحي بكرة و بختار فستان ، لا و كمان هتجوز واحد انا مبحبوش واحد معرفش عنه حاجة بيحب ايه بيكره ايه ، ايه اكلته المفضلة واحد مليش احلام معاه ” رفعت رأسها لتنظر بأعين والدتها التي كانت تبكي بصمت” مش انتي دايما انتي و بابا كنتو بتكلمونا عن قصة حبكم و ازاي اتعرفتم على بعض و ازاي بنيتوا احلامكم و حاربتم الدنيا عشان تحققوها ، ليه اتجوز واحد بيعاملني كدة وانا مش مراته اومال لما ابقا مراته هيعاملني ازاي؟ ليه فرحي ميحضروش صحابي ليه حنتي تبقا مع ناس اول مرة اشوفها في حياتي عيزاني ازاي اقبل بكل ده بس يا ماما
كانت مليكة تتابع الحديث و قلبها ينبض بشدة و لكنها فضلت الصمت رغم دموعها التي تهبط بغزارة كأنها تواسيها في محنتها..
والدتها بأبتسامة رغم دموعها التي تهبط:
– انا عيزاكي تثقي فيا يا حبيبتي ، اسمعي كلامي المرة دي بس انتي طول عمرك مطلعة عيني و ماشية بدماغك بس المرة دي جربي اسمعي كلامي ، عشان خاطري يا توتة
ابتسمت ريتال وسط حزنها على ذلك الأسم الذي كان يلقبها به والدها رحمة الله عليه ، اخذت بضع ثواني ثم اومأت وهي تمسح وجهها بكفيها كالأطفال لتبتسم والدتها وهي تقبل وجهها..
والدتهم وهي تمسح دموعها :
– ثواني و جيالكم
خرجت من الغرفة و اغلقت الباب خلفها ثم اتجهت بخطى ثابتة نحو غرفة كبير العائلة الحج عبد التواب لتطرق الباب بخفة ، فتحت لها بدور و ابتسمت عندما رأتها..
بدور بأبتسامة جميلة:
– كيفك يا مرت خالي؟
سميرة بأبتسامة :
– الحمدلله يا حبيبتي انتي عاملة ايه
بدور :
– بخير الحمدلله ، اتفضلي جدي و جدتي جوا
سميرة بأمتنان:
– شكرا حبيبتي
بدور وهي تخرج من الغرفة :
– عن اذنك
اومأت لها سميرة ثم دلفت الي الداخل و اغلقت الباب خلفها ، حمحمت بهدوء وهي تقترب منهم لينظروا لها..
عبد التواب بأبتسامة :
– اتفضلي يا مرات الغالي
فاطمة :
– تعالي يا حبيبتي اقعدي
سميرة بهدوء وهي تنظر لعبد التواب :
– شكرا يا حجة انا مش جاية ازعجكم انا بس جاية اطلب من الحج عبد التواب حاجة و اتمنى ميحرجنيش
عبد التواب وهو يعقد حاجبيه بإستغراب:
– اطلبي طبعا احنا أهل
سميرة :
– ينفع يا حج بلاش موضوع الحنة ده؟ البنات مستصعبين الدنيا جدا و من كتر الضغط عليهم الاتنين قاعدين بيعيطوا في الأوضة ، حضرتك عارف كويس انهم ميعرفوش حد هنا حتى أهلهم ميعرفهمش ، و الحنة دي بتبقا عشان نحتفل مع ناس نعرفها معتقدش انهم هيحبوا ده مش بناتي بس لا كلهم اكيد ، الفرح ده شئ مفروغ منه رغم انهم بردو هيبقوا وسط ناس ميعرفوهاش بس عشان ميتكلموش نص كلمة على الأولاد او يقولوا حاجة لكن الحنة ملهاش لازمة ، ولا حضرتك رأيك ايه؟
نظرت لها فاطمة بإعجاب شديد على حزمها في الحديث و لباقتها ثم انتقلت بنظرها لعبد التواب الذي كان يفكر بكلام كنته..
عبد التواب :
– طب و الناس اللي جاية بليل نقولهم ايه؟ و المأذون؟
سميرة بذكاء:
– نقولهم ان العرايس تعبانين ، جم من السفر على طول و بدأوا يجهزوا حاجات الفرح و مشغولين بس كدة
فاطمة متدخلة:
– ايوة خلاص هنقول كدة ، روحي انتي طمني بناتك و قوليلهم يبطلوا عياط بدل ما اقوملهم انا
ابتسمت لها سميرة ثم استأذنت منهم و غادرت الغرفة ، ما ان خرجت حتى تنفست الصعداء و أطلقت تنهيدة قوية فهي كانت تحمل هماً ان يرفض طلبها و لكن خيب ظنها و اظهر حسن نيته..
…………………………………………………………………..
في غرفة بدور..
دلفت وهي تتدندن بسعادة و تتمايل بجسدها حتى رأت شقيقها يجلس فوق فراشها و يعقد ساعديه مراقباً لها..
بدور برهبة وهي تبتلع غصتها:
– أبيه صقر آآ ازيك
صقر بنبرة رخيمة:
– تعالي اقعدي هنا
بدور بخوف وهي تقترب بتردد:
-ح.حاضر
صقر بضيق وهو يراقب تقربها ببطئ:
– يلا يا بدور
بدور بسرعة وهي تجلس بجانبه:
– اسفة
صقر بتساؤل:
– انتي موافقة على الجوازة دي؟؟ ولا بتعملي كدة عشان متزعليش جدك منك
بدور بتوتر و علامات الرهبة تظهر عليها:
– انا مش فاهمة حضرتك تقصد ايه؟
صقر بحدة وهو يجز على اسنانه:
– كلامي ملهوش معنيين يا بدور ، انتي موافقة ولا لا ، لو مش موافقة قوليلي وانا اروح اتكلم مع جدك
لم تعرف بماذا تجيب فقد تجمعت دموعها بأعينها و ظلت تفرك كفيها بعبائتها فهي تعلم جيداً ان جدها يهاب صقر و لا يرفض له كلمة و هكذا هي ستخسر حلم طفولتها الذي هو عبارة زواجها من ابن خالتها ، و بالطبع هي لن تخبر صقر على حبها بل عشقها المجنون له فهي إذ أخبرته ستلقى حتفها حتماً و تجاور والدها المرحوم.. ، قاطعهم دلوف والدتهم التي كانت تستمع لهم من الخارج ولكن ما ان رأت ابنتها قد حُسرت فقررت التدخل فوراً..
والدتهم بهدوء وهي تقترب منهم :
– في ايه يا صقر ، مقعد اختك جمبك كدة ليه هو فيه حاجة؟
صقر وهو مازال مسلط نظره على شقيقته:
– بسألها سؤال و مستني اجابته ، ها يا بدور؟
قال جملته الأخيرة بصوت جهوري جعلها تنتفض بخوف و تبكي بصمت خشية من أن يوبخها على صوت بكائها..
والدتها بغضب وهي تقف أمامها لتحميها من بطش ابنها:
– في ايه يا صقر؟ مالك و مال اختك؟ اكيد هتتجوز عشان جدها اومال هتتجوز ليه يعني ما انت كمان بتتجوز عشان جدك
صقر بحدة :
– انا قولتلك مليون مرة متدخليش بينا ، هي عندها لسان ترد ، طلعتيها شبهك معندهاش شخصية و ضعيفة و جبانة
القى كلامه في وجهها ثم غادر و اغلق الباب خلفه بقوة جعلتهم ينتفضون بمكانهم ، تجمعت الدموع بأعين الأم وهي تشرد بحديث ابنها ولكن استفاقت على نحيب صغيرتها فأستدارت لتعانقها بقوة و تربط على ظهرها..
والدتها بحنان وهي تقبل رأسها:
– اهدي يا حبيبتي انتي عارفة ان اخوكي مش هيمد ايده عليكي
بدور بغضب :
– ليه؟ عمره ما عملها مثلا؟
والدتها بأبتسامة وهي تبعد خصلات الصغيرة عن وجهها:
– انتي عارفة كويس صقر بيحبك قد ايه وانا عارفة انتي بتموتي فيه ازاي بس هو متعصب انتي اكيد مقدرة هو بيمر ب ايه صح؟
اومأت بدور بقلة حيلة ثم مسحت وجهها بهدوء و استأذنت والدتها لتذهب للفتيات بغرفهم..
في غرفة محمود..
استمع لطرقات الباب فذهب ليفتح ليتفاجئ بأبنة شقيقته تقف أمامه..
محمود بأبتسامة:
– تعالي يا حبيبتي نورتي
بدور بأبتسامة وهى تدلف:
– منورة بيك يا خالي
محمود وهو يغلق الباب:
– لولا أن جدتك تعبانة و لغوا الغدا و كل واحد الاكل راحلوا اوضتوا كان زماني متعرف عليكي تحت ، اقعدي يا بدور
بدور بمرح وهي تجلس:
– و اديني جيت برجليا اهو
محمود بضحك:
– بتفكريني بمامتك واحنا صغيرين كانت عسل زيك كدة
بدور بأبتسامة ممتنة :
– ربنا يخليك يا خالو ، اومال فين سيليا
محمود بحزن وهو ينظر لباب حجرة ابنته المغلق:
– جوا في اوضتها رافضة تاكل و حتى مش عايزة تسمعني ، تعبت معاها اوي يا بدور
بدور بأبتسامة وهي تقف:
– سيبلي انا الطالعة دي ، حضرتك خلصت اكل انت و مرات خالي صح؟ عشان هاخد الصينية و ادخل جوا
محمود بسرعة وهو يقف و يحمل الصينية و يضعها بين يدي بدور :

– خلصنا اه ، حاولي معاها يا بدور بالله عليكي متسيبهاش غير وهي مخلصة طبقها
بدور وهي تغادر ردهة الغرفة:
– عينيا ، عن اذنك
اقتربت من باب غرفة سيليا و كادت ان تطرق الباب ولكنها استمعت لها وهي تتحدث على الهاتف فلم ترد مقاطعتها و ازعاجها فوقفت أمام الباب منتظرة ان تنهي مكالمتها..
في الداخل..
سيليا بحنق:
– يا بنتي انتي غبية ، دي آخر مرة هشرح فيها عشان مش فاهمة بجد ايه الصعب في اللي انا بقوله ، دلوقتي القصر ده كبير جدا و كذا دور الأوضة بقا بتبقا زي جناح كدة اللي يعتبر شقة كبيرة الشقة دي فيها اوض نوم عادي ، فهمتي كدة
صديقتها :
– طب ما تقولي كدة من بدري ما الدنيا طلعت سهلة اهي ، بقا عايزة تسيبي كل ده و تيجي هنا
سيليا بتنهيدة:
– عمرك ما حتفهميني ، يلا غوري دلوقتي عشان اشوف ماما فين
صديقتها:
– سلام يا بومة
اغلقت الهاتف و وضعته جانبها فأستمعت لطرقات الباب ، عقدت حاجبيها بإستغراب ثم وقفت و ذهبت لتفتح الباب لتتفاجئ بأبنة عمتها تقف أمامها..
سيليا بإقتضاب:
– اهلا
بدور بأبتسامة وهي تدلف:
– ينفع ادخل؟
سيليا بضحك وهي تغلق الباب :
– طب ما انتي دخلتي اهو
بدور بضحك وهي تضع الصحون فوق المنضدة الصغيرة بجانب الفراش:
– دي أوضة بنت خالي زي اوضتي يعني
سيليا بأبتسامة مجاملة:
– طبعا ، خير فيه حاجة؟ “ثم تحدثت بحماس” الفرح اتلغى؟؟؟؟
بدور بلامبالاة وهي تصعد على الفراش:
– لا ابدا جاية اطمن عليكي و اشوفك بتعملي ايه ، اصل انتي وحيدة زيي قولت اجي اونسك
سيليا بضيق وهي تجلس بجانبها:
– انا مش وحيدة ، بابايا و مامتي موجودين
بدور بأبتسامة وهي تربت على فخذها:
– ربنا يخليهملك يا قلبي ، المهم مغلبة خالي ليه و مش بتاكلي
سيليا بضيق وهي تنهض و تتجه لحقيبتها الصغيرة الملقاه بإهمال بجانب المقعد :
– هو لحق يشتكيلك
بدور بذهول و صدمة وهي ترى ابنة خالها تخرج علبة صغيرة من حقيبتها:
– انتي بتعملي ايه
سيليا بلامبالاة وهي تضع السيجار بين شفتيها و تقترب من الشرفة :
– هولع سيجارة ، ايه في ايه؟
بدور بغضب و سرعة وهي تركض للشرفة و تغلقها:
– ده على اساس اني عامية ، ابعدي بسرعة لأحسن حد من العمال بتوع الجنينة يشوفوكي
ضحكت سيليا بتهكم ثم جلست على المقعد و أشعلت سيجارتها و بدأت تنفث دخانها بهدوء..

بدور بخوف وهي تركض لباب الغرفة و تستند بظهرها عليه خشية من أن يُفتح فجأة:
– كفياكي عاد يا بت خالي!! طفي المخروبة دي
سيليا بضحك:
– رجعنا للصعيدي تاني ما انتي كنتي حلوة
بدور بتوتر كبير وهي تكاد تجزم ان قدماها ترتجفان أسفل عبائتها:
– طفي يا سيليا البتاعة دي ، خالي لو عرف آآ
سيليا مقاطعة:
– خالك لو عرف؟؟ انتي مش هتقولي حاجة لحد!
بدور :
– مش هقول والله بس طفيها
سيليا وهي تلقيها ارضاً و تدعس عليها:
– خلاص طفيتها ده انتي جبانة جدا
بدور وهي تتنفس بعمق:
– الحمدلله ، لازم تفهمي يا سيليا ان هنا غير هناك خالص ، هنا بيطخوا على طول و يلا شيلي البتاعة دي من على السجادة و ارميها في صندوق الزبالة اللي جمب السرير
سيليا بشمئزاز:
– صندوق الزبالة؟ اسمه باسكت
بدور بنفاذ صبر :
– ارميها في الباسكت ، حلو كدة؟
انحنت و اخذت عقب السيجارة و القته بصندوق القمامة الصغير ثم فتحت الباب الجرار الزجاجي للشرفة ليدخل الهواء لهم..
بدور بتحذير وهي تقترب منها :
– اوعي تشربي قدام آسر ده ممكن يموتك ، انا بقول كدة عشان خايفة عليكي انا اللي عاشرت الناس دي و عارفة طباعهم
سيليا بلامبالاة:
– يولع هو و طباعه مناقصش غير ده كمان اللي هيتحكم في تصرفاتي
بدور :
– اللي انتي بتتكلمي عليه ده هيبقا جوزك
سيليا بغضب:
– متعصبنيش انتي كمان
بدور متنفسة بعمق:
– طب خلاص تعالي يلا كلي
سيليا وهي تركض للطاولة و تأكل بشراهة وهي تجلس ارضا:
– تقوليلهم اني رميت الاكل في الباسكت ، ماشي؟
ضحكت بدور بقلة حيلة وهي تهز رأسها بيأس ثم جلست فوق الفراش و ظلت تراقبها بهدوء و عقلها شارد..
…………………………………………………………………..
خرجت بدور من الغرفة الخاصة بخالها وهي تحمل الصينية فارغة فتنهدت بهدوء و سارت خطوات قليلة لتقف عند مقدمة الدرج ، جلست عند الدرج و خلعت حجابها بعد ان تأكدت جيدا من خلو الأطراف ثم بدأت بتوضيب شعرها الذي كان يتمرد داخل عبائتها ولم تستمع لتلك الخطوات التي اقتربت منها بهدوء..
“بدور؟”
انتفضت من مجلسها و وقفت بسرعة لتلتف فجأة و ترى ابن عمتها يقف أمامها و ينظر لها بتعجب ، كانت دقات قلبها تصم آذانها فهي تجزم انه يستمع لصرخات قلبها المجنون تلك الذي حاولت اسكاته ولكنه يتمرد عليها كالعادة ، فكيف سيصمت أمام تلك الأعين التي ابدع الخالق في رسمها التي تنظر لها داخل اعينها دون رحمة بقلبها الصغير ، هبطت بأعينها على انفه المستقيم ثم إلى شفتيه الرفيعة و فكه المحدد و ذقنه التي بدأت تنبت حديثاً ، لم تستطع منع اعينها التي هبطت اكثر فأكثر لتستقر على رقبته لتتابع تفاحة آدم خاصته لتبتلع غصتها بتوتر..
أيان وهو يمرر كفه أمام وجهها :
– بدور؟؟؟؟
بدور وهي تستفيق من صدمتها :
– ايوة
أيان بنبرة رخيمة :
– ايه اللي مقعدك على السلم كدة؟
بدور بعدم فهم:
– كدة ازاي يعني؟
أشار بأعينه على رأسها فرفعت كفها تتحسس مقصده لتتفاجئ بكشف رأسها فتصرخ في وجهه و هي تنحني لتجلب حجابها و تضعه على رأسها بإهمال و تركض للأسفل ..
أيان بإستغراب وهو يضرب كفيه:
– لا حول ولا قوة الا بالله
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
على السفرة..
كان يتواجد الجميع فوق مقعده و يحل الصمت عدا من أصوات الصحون التي توضع فوق الطاولة..
فاطمة بأبتسامة:
– كمان شوية الناس هتبدأ تيجي يا بنات كل واحدة تبقا في اوضتها و الناس هييجوا لحد عندكم يعملوا كل اللي انتو عايزينه متتعبوش نفسكم
يامن بمرح:
– يا سيدي يا سيدي يا الدلع و احنا ايه ان شاء الله؟
فاطمة بحب وهي تقرص وجنته:
– هو انا عندي اعز منكم؟ ده كان يوم المنى اشوف حد واحد بس فيكم بيتجوز “ثم اكملت بمرح ” و اديني بشوفكم كلكم في يوم واحد اهو
عبد التواب بصوت رخيم وهو يمرر اعينه عليهم جميعا :
– بعد الفرح هنطلع على القاهرة هنعيش كلنا هناك مع بعض
محمود بتساؤل:
– هنعيش مع بعض ازاي؟ هو مش كل واحد هيروح بيته؟
عبد التواب بهدوء :
– لا يا محمود مبقاش فيه بيتنا و بيتكم كلنا هنقعد سوا ، فاكر القصر اللي عملناه انا وانت و عبد العال و محمد زمان؟
محمود بإنتباه:
– ايوة فاكر بس بردو فاكر ان احنا سيبناه ساعة المشكلة ومكنش جاهز
فاطمة متدخلة:
– عبده خلصه قوام اول ما سافرته و كنا بنروح هناك دايما بس كنا بنقعد كام يوم و نرجع تاني “ثم اكملت بهمس و كأن لا يستمع لها احد” كنا بنروح عشان باباك يعرف يراقبكو براحته
عبد التواب بغضب و قد احمرت رقبته خجلا :
– فاطمة!!!
ضحكت و عادت لتتناول طعامها..
عبد التواب مكملا :
– اعتقد كدة مفيش مشكلة ، كدة مليكة هتقدر تروح عيادتها و ريتال هتقدر تروح الجامعة و انتي يا سيليا مش هتضطري تتعودي على هنا انتي راجعة لبلدك تاني اهو
مليكة بسخرية:
– احنا من اسكندرية مش القاهرة
ابتسمت له سيليا بإصفرار ثم دست ملعقتها بفمها وهي تتمنى ان ينتهي ذلك الكابوس فوقعت اعينها على ذلك المدعو آسر لتراه ينظر بهاتفه بتركيز شديد فلم تبالي و عادت لتنظر بصحنها ، كانت ريتال تنظر أمامها بحقد شديد فكان يجلس قبالتها يونس الذي كان يأكل بلا مبالاة و بنهم شديد فودت لو تصفعه بشدة فجاء ببالها فكرة شيطانية جعلتها تبتسم ، أمسكت ملعقتها و اوقعتها عمداً ثم انحنت لتجلبها و حددت هدفها جيداً فهي كانت تريد أن تعرف أين يضع قدمه تحديداً ، ابتسمت بشر وهي تجلس بإعتدال ثم بدأت بتحريك ساقها و ضغط على قدم الذي أمامها ولكن مازالت ملامحه ساكنة ينصب جام اهتمامه على صحنه ، ظلت تضغط بقوة وهي تجز على أسنانها ولكن بلا فائدة فهو ثابت كالصنم فقلبت اعينها بحنق لتسقط فوق صقر الذي كان ينظر لها نظرة ثلجية ، ابتلعت غصتها وهي تشعر به يكاد يخترقها بنظراته لا تعلم أهذا مجنون ام ماذا؟ ولكنها شعرت بتلك القدم التي تتحرك أسفل قدمها لتخفض رأسها قليلاً لترى ماذا يحدث فتتفاجئ بنفسها تضغط على قدم صقر بدلاً من يونس لتسحب قدمها فوراً و تدمع اعينها من كثرة احراجها..
مليكة بتساؤل هامس وهي تنظر لشقيقتها:
– مالك في ايه؟
ريتال بصوت رفيع أثر اختناقها بإحراجها :
– مفيش
مليكة وهي تربت على ظهرها:
– متأكدة؟
اومأت ريتال برأسها ثم لعنت ذلك الأبله الذي لا يبالي بمن حوله فبسببه وقعت في احراج كبير ، نظرت بطرف اعينها لصقر لتراه يأكل بهدوء لا تعلم لما تشعر ان حوله هالة من الظلام و الغموض فبدلت نظراتها لشقيقتها بجانبها لتراها تسند وجنتها على كفها و تلعب بصحنها فتحسرت داخلها على تلك المسكينة..
ريتال بتفكير حزين :
-يا عيني عليكي يا مليكة ، ده انا خطيبك عندي اهون من اللي هتتجوزيه ده ، يا حظك الأسود يا حبيبتي
مليكة بعدم فهم وهى تلتفت لها:
– بتقولي حاجة؟
ريتال وهي تنظر لصحنها بسرعة:
_ لالا مفيش حاجة
انهت آسيا طعامها ثم استأذنت منهم لتصعد غرفتها قبل بدأ تجهيزات الفرح فراقبها يامن وهي تغادر ثم هز رأسه بيأس من عدم انسجامها في تلك الأجواء العائلية النادرة..

يتبع….

في غرفة آسيا..
دلفت و اغلقت الباب خلفها بهدوء و ظلت تسير بالغرفة وهي شاردة ، هل ما تفعله صحيح؟ اهذه هي الطريقة الوحيدة لتأخذ حقها؟؟ زفرت بقوة وهي تضع كفيها بفروة شعرها تكاد تشعر ان مياه ثلجية تسكب عليها فأخرجت هاتفها من جيبها لتهاتف صديقتها..
آسيا بحزن:
-Hours left after my ill-fated marriage
“بقى ساعات على زواجي المشؤوم”
صديقتها ببكاء قوي :
-Help me, Asia. That bastard kicked me out of our house. I stayed on the street.
“ساعديني يا آسيا لقد طردني ذلك الحقير من المنزل الخاص بنا لقد بقيت في الشارع”
آسيا بصدمة:
– Why didn’t you tell me this?
” لماذا لم تخبريني بهذا ”
صديقتها بشهقات متتالية:
– I don’t have credit for your phone call please help me the restaurant owner fired me too I have no one but you
” لا أمتلك رصيد لمهاتفتك ارجوكي ساعديني لقد طردني أيضا صاحب المطعم انا ليس لدي أحد سواكي”

آسيا ببكاء وهي تجلس على الفراش و تضع اصابعها فوق شفتيها:
– Don’t worry dear, I’ll send you all the money I brought with me from Europe. It’s not a big amount, but it’s enough for two weeks.
” لا تقلقي يا عزيزتي، سأرسل لكي جميع المال الذي جلبته معي من أوروبا. هو ليس بمبلغ كبير ولكنه سيكفي لأسبوعين.”
صديقتها وقد هدأ بكائها:
-What happens next?
“ماذا سيحدث بعد ذلك؟ ”
آسيا:
– I’ll get back to you with a lot of money.
” سأعود لكي بالعديد من الأموال”
ضحكت صديقتها بسعادة ثم طلبت منها ان ترسل المال في الحال كي تستطيع أن تجلس في فندق أو تستأجر منزل صغير حتى تعود آسيا فوافقت آسيا و بالفعل ارسلت جميع المال الذي لديها ولم تفكر في عواقب ذلك..
…………………………………………………………………..
في الأسفل..
كان يجلس آسر و بدور و سيليا و يونس بالصالون كل منهم يمسك هاتفه بملل حتى استمعوا لجرس الباب فهرولت الخادمة لتفتح للطارق ، ففجأة استمعوا لصوت ضربات كعب حذاء انثوي يضرب الأرض بقوة ليرفعوا رؤوسهم جميعاً في نفس ذات الوقت ليتفاجئوا بفتاة تقترب منهم و ترتدي تنورة قصيرة ضيقة و يعلوها قميص ناصع البياض و فوقه سترة من نفس لون التنورة ، شهقت بدور بخجل و توردت وجنتيها اما سيليا ففتحت فاهها بقوة وهي تراقب مفاتن الفتاة البارزة و ما زاد الطين بلة هو صوتها الانثوي الفج وهي تتحدث..
الفتاة بأبتسامة جانبية وهي تقف بثقة و تنظر لآسر :
– صباح الخير مستر آسر “ثم نظرت لساعة يدها لتكمل بمرح” في ميعادنا بالثانية اهو زي ما حضرتك بتحب
آسر بأبتسامة وهو يقف ليصافحها:
– دايما مواعيدك مظبوطة يا لي لي ، اعرفك يونس ابن خالتي
لي لي بأبتسامة:
– طبعا دكتور يونس أشهر من النار على العلم مفيش جامعة في مصر مش قالبة الدنيا عليه
وقف يونس ليصافحها بروتينية ولكن سحب يده بسرعة وهو يرى ريتال تقترب منهم و ترفع حاجبها له بحدة..
ريتال بأبتسامة وهي تقترب:
– ايه ده انتو جايبين رقاصة في الفرح “ثم اكملت وهي تقف أمامها” لسة معاد الفرح بليل جاية بدري ليه
آسر بجدية و احراج:
– دي السكرتيرة بتاعتي يا ريتال
ريتال بصدمة مصتنعة وهي تشهق و تضع يدها فوق صدرها:
– ايه ده بجد ، انا اسفة جدا والله
لي لي برسمية:
– ولا يهمك
آسر وهو يشير للفتيات:
– و دي بدور انتي عرفاها كدة كدة و دي سيليا بنت عمي
سيليا بذهول وهي تقف و تقترب منهم لتقف بجانب ريتال :
– بنت عمك بس؟
آسر وهو يعقد حاجبيه بإستغراب من ذلك التغير الذي طرأ عليهم فجأة:
– بس؟؟
سيليا بأبتسامة مصفرة وهي تنظر للفتاة:
– انت خايف من الحسد ولا ايه يا أسورة مش هتقول اني هبقا مراتك
آسر بأبتسامة جانبية :
– سيليا مراتي المستقبلية و دي ريتال بنت عمي الله يرحمه
لي لي بأبتسامة :
– اهلا و سهلا اتشرفت بيكم ، والله لولا ان فيه ورق واقف على امضة مستر آسر مكنتش جيت و اخدتو منكو في ليلة مهمة زي دي
آسر :
– ازاي بس انتي معزومة على الفرح اساسا ، يلا بينا نخلص شغلنا قبل ما الدنيا تتزحم؟
لي لي بأبتسامة:
– يلا ، عن اذنكم فرصة سعيدة
ساروا سوياً أمامهم لتراهم سيليا وهم يصعدون الدرج و ضحكاتهم تصل إليهم فتشعر بالغضب الشديد و تسير خلفهم لكن جذبتها ريتال..
ريتال بعدم فهم:
– رايحة فين كدة؟
سيليا بغضب:
– لما اشوف البيه طالع بيها فين ان شاء الله ، فوق مفيش غير اوض نوم بس
ريتال :
– وانتي مالك ما قالك السكرتيرة بتاعته
سيليا بسخرية:
– وانتي كان مالك لما سلمت على يونس
ضحك يونس ولكنه كتم ضحكته بسرعة و امسك هاتفه ليتصنع انشغاله به فزفرت ريتال بغضب ثم ابعدت يدها عن معصم ابنة عمها..
ريتال بثقة و صوت عالي كي يسمع جيدا:
– انا خوفت على البنت اصل الرجالة دي ذئاب بشرية وانا شوفت نظرة شهوانية حقيرة في عيون اللي ما يتسمى
يونس بغضب وهو يقف:
– احترمي نفسك
ريتال بغضب شديد وهي ترفع سبابتها له:
– انا محترمة غصب عنك انت سامع
بدور بتوتر وهي تقف حاجز بينهم:
– استهدوا بالله يا جماعة ده شيطان و دخل بينكم
أيان بضحك وهو يقترب منهم :
– شوفت ياض يا يونس السكرتيرة بتاعت آسر ، كل مرة تحلو عن اللي قبلها
جحظت بدور بأعينها و اسود وجهها فقد تملكها الغضب الشديد و اعمتها غيرتها لتلتف برأسها لأيان الذي يضحك وهو ينظر ليونس..
بدور بصوت مخيف:
– انت قولت ايه؟
سيليا بتوتر وهى تقف أمام بدور:
– انتي بتتحولي ولا ايه
نظر لها أيان بتعجب ثم سحب ابن خالته و غادروا الردهة تاركين الثلاث فتيات ينظرون في اثرهم بغضب شديد..
سيليا بغضب وهي تلتف لهم :
– هو انتو مش المفروض بلد محافظة وبتاع؟ ازاي سايبين واحدة تمشي بالمنظر ده في بيتكم اللي مليان شباب ده ، جدك فين من المهزلة دي ، و ازاي اصلا يطلع معاها أوضة نومه كدة؟؟؟؟
بدور بهدوء مصتنع وهي تأخذ نفس عميق:
– سيليا ممكن تهدي؟ ، انتو لسة فيه حاجات كتير متعرفوهاش عننا ولا عن حياتنا ، و جدي مش هيقعد يحاسب كل واحد على لبسه و بعدين آسر بيقعد معاها في المكتب اللي في اوضته مش في اوضة النوم ، انتي بتغيري ولا ايه
سيليا بغضب و توتر :
– غيرة ايه و كلام فارغ ، ايه العبط اللي بتقوليه ده؟ البيه خلى منظري زبالة المفروض اني هبقا مراته و ليا احترامي و مينفعش يطلع مع واحدة لابسة كدة في اوضة النوم
زفرت بدور بحنق ثم غادرت لغرفتها تاركة الفتاتان وحدهم..
ريتال بتساؤل و بلاهة:
– تفتكري بيعملوا ايه في الاوضة دلوقتي؟
سيليا بغضب وهي تصرخ في وجهها قبل أن تغادر :
– اووووف
انتفضت ريتال ثم راقبت مغادرة سيليا بعدم فهم ولكنها لم تأبه بشئ و جلست بأريحية فوق الاريكة لتلقط إحدى ثمرات الفاكهة من الصحن المعدني الكبير الموضوع على الطاولة الصغيرة في منتصف الردهة..
ريتال بسخرية وهي تقضم من التفاحة:
– والله العظيم يا جدع ، شوف البت مش على بعضها ازاي و قال ايه مش غيرانة اومال لو غيرانة هتطلع نار من بوقها ولا ايه..
…………………………………………………………………..
فى الحديقة..
كان يجلس صقر و هو يحتسي قهوته الداكنة كلون عيناه القاسية التي تراقب الزهور حولها بلامبالاة ، رآها تقترب منه بخطوات واسعة استطاع ان يرى خوفها المغلف بقسوة و جدية مصتنعة..
مليكة بحزم وهي تقف أمامه مباشرة:
– ممكن اتكلم معاك؟
لم يرد عليها و اكتفى بإبعاد انظاره عنها ليكمل ارتشاف قهوته بهدوء فزفرت بحنق و جذبت المقعد البلاستيكي الفارغ لتضعه أمامه و تجلس عليه..
مليكة بإرتياب يغلفه الجدية:
– اسمع يا ابن الناس ، انا مش مستريحالك و حاسة ان انت وراك حكاية ، حاسة انك مش مريح و عينك مش مريحة بالنسبالي ، هو انت ايه بظبط؟ وراك ايه مخبيه؟ ليه كله هنا عامل حسابك اوي كدة و خايفين منك؟ انت ليه جيت عندي و ناديت عليا؟ كنت هتقولي ايه؟ انا شوفت حاجة في عينك هتقولها بس سكت
صقر بهدوء وهو ينظر لذراعها المكشوف:
– ايه اللي انتي لبساه ده؟
مليكة بذهول وهي تقف و تنظر له بصدمة:
– انت اكيد مش طبيعي ، انا اكيد بكلم بني آدم مختل لا يمكن تكون طبيعي
صقر ببرود وهو يضع فنجاله فوق المنضدة و يقف قبالتها ليظهر فرق البنية و الطول بينهم :

– اولا تدخلي تغيري هدومك و متتحركيش بالمنظر ده تاني ثانيا صوتك لو علي وانتي بتكلميني انا هيبقا ليا تصرف تاني
لم تستطع تحمل ما تسمعه فهي تشعر انها أمام شخص مختل عقليا فقررت إعطائه ظهرها كي تغادر ولكن تفاجئت به يسحبها من معصمها و يديرها له بقسوة فأرتطمت ذقنها بصدره لتتأوه بألم..
مليكة بتألم وهي تحاول جذب معصمها:
– انت اتجننت سيب دراعي
صقر بسوداوية وهو ينحني عليها و يتحدث من بين اسنانه:
– ثالثا اوعي يا مليكة اوعي وانا بكلمك تديني ضهرك و تمشي
مليكة بدموع محبوسة وقد بدأت تشعر بذراعها يتخدر:
– انت بتوجعني!
خفف ضغط يده ببطئ و لكنه لم يترك ذراعها فنظر خلفها ليرى عمال الحديقة بدأوا بالتجمع فخبئها خلفه..
صقر بحدة :
– كله عينه في الأرض
في لحظة كان الجميع محني رأسه فسحبها خلفه و دلف بها إلى القصر ثم صعد الدرج وهو يشعر بالضيق من استماعه لنواحها المكتوم و صوت شهقاتها المتقطعة..
صقر بحدة وهو يقف فجأة و يستدير لها:
– بس!
انتفضت بذعر وهي تضع كفيها فوق شفتيها بسرعة لتكتم صوتها قبل أن يسمعه ، اكمل صعوده بها حتى وصل أمام غرفتها فطرق الباب بقوة لتفتح والدتها و تنظر لهم بتعجب من مظهرهم..
والدة مليكة بتعجب وهي تبدل نظراتها بينهم:
– خير يبني في ايه انت ماسكها كدة ليه ، مالك يا مليكة وشك احمر كدة ليه ، ايه الدموع دي؟
مليكة بصوت رفيع للغاية وهي تحاول التماسك:
– مفيش يا ماما
صقر بهدوء وهو يدفع مليكة برفق داخل الغرفة :
– يا ريت مليكة متنزلش بالمنظر ده تاني
القى جملته ثم ذهب فجأة كما أتى فجأة لتغلق والدة مليكة الباب وهي تعقد حاجبيها بتعجب لتلتف لإبنتها التي انهارت في البكاء ما أن اُغلق الباب لتحتضنها بسرعة و تربت على ظهرها..
مليكة ببكاء:
– لا يا ماما مش هقدر ، مش هقدر ابدا اتجوز البني آدم ده ، ده همجي و متوحش و متعجرف ، عمري ما هحس بالأمان وانا وهو لوحدنا
والدتها بضحك:
– متعجرف؟ يا حبيبتي بيغير على مراته وانتي يا مليكة نزلاله بكات و بعدين راعي ان احنا في بيئة مختلفـ..
مليكة مقاطعة بصدمة وهي تبتعد عن أحضان والدتها:
– انتي بتقولي ايه يا ماما ، بقولك همجي و متوحش و غير متحضر ده عنده الزعيق هو اسلوب حياة ، ازاي بتطلبي مني ابني بيت و اسرة مع ده
والدتها بضيق:
– تاني يا مليكة ، هو احنا اللي هنعيده هنزيده
لم تستطع الرد و اكتفت بتمرير اناملها في شعرها بعنف ثم مسحت وجهها و دلفت الي غرفتها فتنهدت والدتها وهي تستغفر كثيرا..
…………………………………………………………………..
في المساء..
كان يجلسن العروسات بغرفة بدور و كل منهن ترتدي فستانها ولكن لا تظهر البهجة عليهم عدا بدور التي كانت تتراقص على ألحان الموسيقى الآتية من الأسفل..
بدور وهي تلهث:
– ما تقوموا يا بنات
سيليا بحنق وهي تقضم اظافرها:
– ونبي انتي فايقة و رايقة
كانت مليكة تمسك هاتفها لا تعلم ماذا تكتب له ، هل تخبره انها ستتزوج و ليلتها الليلة ام تخبره انه السبب فهو من تهاون بمشروع خطبتهم حتى اتموا السبع أعوام ، زفرت بضيق و دموع الحسرة تتجمع بأعينها فهي تشعر بالعجز الشديد..
” انا فرحي النهاردة على ابن عمي ، كان نفسي يكون انت بس النصيب ، انا اسفة و متحاولش تكلمني”

اغلقت هاتفها سريعاً بعد أن ارسلت له تلك الرسالة القصيرة و مسحت دموعها التي انهمرت دون ارادة منها..
بدور بحنان وهي تجلس على ركبتيها أمامها و تضع كفها على فخذها لتربت بحنو:
– متعيطيش ممكن ، صدقيني ابيه صقر ده أطيب قلب ممكن تشوفيه في حياتك على قد عصبيته على قد ما هو طيب هو بس بسبب اللي حصله و المسئولية اللي بقت عليه هو اتغير “ثم التفت برأسها لريتال” وانتي يا ريتا متخافيش يونس قلبه زي البفتة البيضا هو بس بيحب يشاكس كدة اللي حواليه لكن طيب والله “والتفت برأسها لآسيا” وانتي يا سوسو على فكرة يامن راجل و جدع و هيشيلك في عينه هو بس هلاس حبتين تلاتة لكن مش هتشوفي اجدع و ارجل منه والله و افتكري كلامي ده كويس وانتي يا سيليا انا مقدرة انك فجأة لقيتي نفسك هتتجوزي و حياتك اتشقلبت بس آسر اكتر حد بيدعم المرأة هنا “اكملت بعدما انتهو من ضحكهم على جملتها” والله بتكلم جد آسر ده طموح حرفيا دايما بيفكر في المستقبل كان دايما بيتعارك مع صقر عشان خاطر يدخلني الكلية و مرة قدملي ورقي فعلا بس انا من كتر خوفي من صقر مروحتش المقابلة بتاعت الكلية ، متخافوش يا بنات و متكشروش كدة افرحوا هو انتو هيبقا عندكوا فرح كام مرة؟ و حطوا في بالكم انكو مع ولاد عمتكم يعني عيلة واحدة كلنا انا مقدرة ان محدش فيكوا يعرفهم بسبب البُعد اللي كان بينا بس انا بضمنهم ليكم برقبتي انا عاشرتهم كلهم و عرفاهم كلهم و عارفة معدنهم الطيب الأصيل
ريتال بحيرة وهي تقف:
– بصراحة كدة انا مش فارق معايا غير ان فرحي النهاردة و انا عايزة ارقص
وقفت بدور قبالتها وهي تبتسم بسعادة ثم أمسكت يدها و ظلوا يمرحون و يرقصون حتى جذبت ريتال آسيا التي كانت ترى تلك الرقصات لأول مرة فظلت تحاول التمايل معهن وهي تضحك بشدة فجذبت بدور سيليا التي رقصت على مضض اما مليكة فظلت تراقبهم بأبتسامة وهي تصفق لهم و عقلها شارد في مستقبلها الغير معلوم حتى قاطعهم دلوف جدتهم المبتسمة التي راقبتهم بحب..
فاطمة بسعادة:
– يلا يا عرايس المأذون تحت
هبطوا معها فتفاجئوا بحشد ضخم في بهو القصر الذي ما أن رأوهم حتى أطلقوا الزراغيط العالية و هجموا عليهم بالقبلات و التهنئة فأبعدتهم فاطمة بمرح وهي تدفع الفتيات الي غرفة المعيشة الذي يجلس بها المأذون و الشباب و عبد التواب و محمود ، جلس الفتيات و بدأت مراسم الزواج التقليدية حتى انتهى المأذون منهم جميعاً فقال جملته الشهيرة..
” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
فأطلقت والدة سيليا و والدة مليكة الزراغيط العالية و هنئوا الأولاد..
عبد التواب بأبتسامة:
– يلا كل واحد ياخد عروسته في ايده و يطلع للناس
اقترب يامن سريعاً من آسيا و امسك معصمها ليضعه في معصمه فضحكت فاطمة عليه وهي تضربه بخفة على كتفه فوقف آسر أيضا و مد يده لسيليا التي نظرت له بسخرية و لكن ما أن رأت تلك السكرتيرة تقف على باب الغرفة فتآبطت بذراعه سريعاً وهي تسير معه للخارج..
يونس بهمس وهو يقترب من ريتال:
– دي هتبقا جوازة سودة على دماغك
ريتال بأبتسامة مصتنعة وهي تتآبط بذراعه:
– هتبقا سودة على دماغك انت متقلقش يا حبيبي
لا يعلم لما ابتسم على تلك الكلمة العفوية ولكنه أشار لها بتهديد فأخرجت له لسانها ، ذهبت بدور لأيان الذي كان يقف ثم أمسكت كفه بقوة وهي تبتسم بسعادة ظاهرة..
بدور بأبتسامة واسعة:
– مبروك علينا
أيان بهدوء:
– الله يبارك فيكي يا بدور
بدور وهي تتآبط بذراعه:
– يلا بينا
وقفت مليكة تتابع ما يحدث بين بدور و أيان بأعين حزينة فالآن فهمت لما تمتلك بدور تلك السعادة الكبيرة فهي عاشقة ولكن يبدو أن أيان لا يبادلها الشعور فهزت رأسها بيأس ولكن فجأة حُجبت الرؤية عنها فقد وقف أمامها صقر و مد معصمه لها فتآبطت بذراعه بتوتر ما أن لمسته حتى شعرت بمعصمه يشتد أسفل كفها فأقشعر بدنها..
صقر بهمس مخيف وهو يسير بها:
– ايه اللي انتي لبساه ده
مليكة بحنق:
– بقولك ايه الفستان محترم اهو
صقر وهو يضغط على كفها:
– انا قصدي ده
نظرت مليكة في كفها لترى دبلة خطبتها فأبتلعت غصتها بتوتر وهي تكور قبضتها فزفر صقر بقوة ثم سار بها للخارج ، هنئهم الجميع و ظلوا يحتفلون بهم بقوة حتى مرت تلك الساعات بصعوبة عليهم حتى غادر الجميع..
عبد التواب بأبتسامة وهو يقف أمام الجميع:
– مبروك عليكم بعض يا حبايبي ، النهاردة انا سعادتي اكتملت بيكم كدة اقدر اموت وانا مستريح ، كل اللي طالبه منكم مهلة شهر بس و اوعدكم ان كل حياتكم هتتغير ، شهر بس تستحملوا بعض من غير ما حد فيكم يطلب الطلاق ، الجواز ياما بيحصل فيه خناق و مشاكل لكن اهم حاجة تتمسكوا ببعض ، انا هعتبركم وعدتوني انكو هتسمعوا كلامي و هتصبروا الشهر ده ، كل ميراثكم هتاخدوه بعد الشهر ده اوعدكم ، يلا اطلعوا غيروا هدومكم عشان رايحين مصر
فاطمة بأبتسامة:
– كل عروسة هدومها اللي جات بيها اتحطت في اوضة عريسها ، يعني كل واحد ياخد مراته في ايده و اطلعوا غيروا و انزلوا تاني
انفض التجمع و تبقى عبد التواب و محمود فقط ليجلسان على الاريكة بالصالة ليعم الصمت فيكسره محمود بقوله..
محمود بنبرة خافتة وهو يراقب صعود فتاته :
– انا خايف اوي يا بابا
عبدالتواب بأبتسامة وهو يربت على ظهره:
– متخافش انا مش هكرر غلطتي بتاعت زمان
محمود بحزن:
– خايف سيليا تكرهني ، انت عارف هي قالتلي ايه؟ قالتلي مش عشان ترجع علاقتك بيهم تقدمني قربان ليهم..انا خايف اوي يكون كلامها صح و يكون خوفي من اني اخسركم تاني هو اللي خلاني أوافق على جوازها بالطريقة دي ، انا مديت ايدي عليها لأول مرة في حياتي بسببكم
عبد التواب بهدوء و مازال محافظ على ابتسامته:
– طول عمرك حنين يا محمود ، زمان وانت صغير كنت بقعد اقول لفاطمة متدلعيهوش كدة هيطلع طري مش ناشف زي ابوه كانت تقعد تقولي ملكش دعوة انا عارفة بربيه ازاي ، و لما كبرت و روحت درست برة هي بردو اللي قعدت تقنعني عشان تسافر انت و اخواتك تتعلموا برة و كنت بقعد اقول هي مدلعاكم و هتبوظكم ، بس اكتشفت انها طلعت رجالة حنينة ، متقلقش يا محمود انا مش هخسركم تاني ، انا بجد عارف المرادي بعمل ايه
محمود بأبتسامة وهو يقبل يده:
– ربنا يخليك ليا يا حاج و يطمنك زي ما طمنتني
ابتسم له و اكتفى بهز رأسه ، بعد قليل هبط الجميع خلف بعضهم البعض و كل منهم يحمل حقيبة فطلب منهم الجد التوجه للخارج و ان تصعد كل واحدة منهم لسيارة زوجها..
ريتال بتساؤل:
– طب و ماما؟
عبد التواب:
– احنا هنركب العربية الكبيرة السواق هيوصلنا متقلقيش
اومأت ريتال ثم احتضنت والدتها بقوة و ذهبت خلف يونس ثم بدأ الجميع بالتحرك للخارج ليصعد كل منهم سيارته الخاصة..

مليكة بتساؤل وهي تنظر للسيارات حولها بعد أن صعدت مع صقر:
– هو انتوا خلاص هتسيبوا هنا خالص؟
اكتفى صقر بالانطلاق بالسيارة ليذهب خلفه الجميع..
في سيارة يامن..
آسيا وهي تفتح النافذة لتخرج رأسها و تغمض اعينها:
– يااااه وحشني اوي اني اعمل الحركة دي
يامن بضحك:
– طفلة والله
ابتسمت على جملته وهي مازالت مغمضة اعينها تاركة الهواء يداعب وجهها ، دلفت بعد مدة ثم اعتدلت بجلستها و نظرت ليامن..
آسيا بتساؤل:
– انت تعرف القاهرة كويس ولا متعود على هنا اكتر؟
يامن بضحك:
– اعرف القاهرة؟؟؟؟ ده انا عيشت فيها اكتر ما عيشت هنا اساسا ، دراستي كلها كانت هنا و صحابي و حياتي كلهم هناك
آسيا وهي تنظر للسيارة الفارهة بتأمل :
– انت اللي جبت العربية دي؟؟
يامن بأبتسامة:
– لا طبعا ، جدي جبهالي لما نجحت في ثانوية عامة مع اني مجبتش مجموع كبير اوي يعني بس هو مصدقش اني عديت السنة فجابلي عربية أحلامي
آسيا بحزم:
– و ايه لازمة أحلامك طلما حد تاني هو اللي بيحققهالك؟
يامن:
– افندم؟؟؟
آسيا بجدية :
– انت دلوقتي حلمت حلم ايه لازمة انه يتحقق طلما مش انت اللي تعبان فيه ، عارف العربية دي لو كنت انت اللي حوشتلها كنت آآ
يامن مقاطع بسخرية:
– كنت مجبتهاش طبعا ، واضح انك بتحبي تتفلسفي كتير يا سوسو يا حبيبتي ، خدي نصيحة من زوجك العزيز طلما قدامك فرصة تحققي حلم من غير مجهود حققيه من غير جهد و عرق و قرف و كلام الناس العبيطة ده
نظرت له بيأس وهي تهز رأسها بسخرية لتعقد ساعديها و تنظر أمامها وهي تفكر في الشخص الذي أصبح زوجها ، فعلا الجمال ليس كل شئ…
…………………………………………………………………..
في سيارة يونس..
كانت ريتال تجلس بالخلف و هي ممسكة بهاتفها تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي حتى قاطعها رنين هاتفها لتجيب و ابتسامتها تكاد تصل لأذنها…
ريتال بسعادة:
– وحشتينيييييي
صديقتها بحماس:
– افتحي الكاميرا
ريتال بسعادة و ابتسامة وهي ترى صديقيها:
– يا ولاد اللذينة انتو مع بعض ، وحشتوني يا جزم
محمد بضحك:
– لسة لسانك طويل يا بت
انتبه يونس للصوت الذكور الذي يصدر بالسيارة فنظر بالمرآة ليراها تضع الهاتف أمام وجهها و ابتسامتها تكاد تصل لأذنها فأستغفر ربه كثيرا بسره وهو يتابع ذلك الحديث الذي سينتهي بكارثة حتماً..
ريتال بضحك:
– اه ملكش دعوة انت ، بتعملوا ايه في الوقت ده مع بعض الساعة 1 بليل يا مجانين
اسماء بسعادة وهي تحاوط خصر محمد:
– النهاردة اتقرا فتحتنا يا ريتا
ريتال بشهقة وهي تضع يدها فوق ثغرها:
– ايه!!!!! انتو بتهزروا صح
محمد بضحك:
– مش قولتلك مش هتصدق المجنونة دي ، والله النهاردة قرينا الفاتحة و دلوقتي خارجين مع اهلي و أهلها سهرانين برة بنحتفل ، أهلنا طلعوا صحاب من زمان اصلا
ريتال بحماس و سعادة مفرطة ظهرت على وجهها وهي تقرفص على الاريكة:
– لالا احكولي من الأول
جحظت اعينه وهو يراها ترفع حذائها المتسخ لتضعه على الاريكة فزمجر بعنف لترفع اعينها له في المرآة فتراه يحذرها بأعينه ان تُخفض قدمها ، ابتسمت بأستفزاز وهي تجلس بأريحية و تتعمد الضغط على قدمها لتترك أثر الحذاء على الاريكة فعض شفتيه بغضب ولكنها تجاهلته مكملة حديثها مع اصدقائها..
أسماء:
– يا بنتي لقيت فيه عريس متقدملي و بابا موافق من قبل ما اشوفه و اقعد معاه قعدت اعيط و اضربت عن الأكل و حبست نفسي في الاوضة و كل ده هيجرالي حاجة و محمد اختفى مرة واحدة لا بقى يبعتلي ولا يكلمني و ميردش عليا لحد ما جه النهاردة طالعة بالإكراه اقدم الشاي لقيت محمد في وشي
محمد مكملاً بضحك:
– قامت مصوتة و رامية الصينية على الأرض
ريتال بضحك :
– يخرب عقلك يا سوما
أسماء بضحك :
– بس يا ستي و اونكل بابا محمد قال بما ان الولاد عارفين بعض فأحنا نخلي النهاردة قراية فاتحة بدل تعارف و بابا عشان اونكل صاحبه اوي معترضش و ادينا خارجين بنحتفل كلنا و سهرانين للفجر
ريتال بسعادة :
– انا مبسوطة اوي بيكوا ربنا يخليكوا لبعض و ليا يا رب
محمد بأبتسامة :
– و يخليكي لينا يا احلى ريتا
حمحم يونس بنفاذ صبر وهو يحرر ربطة عنقه و نظر لها بالمرآة رآها تعبس بوجهها فجأة فعقد حاجبيه بتعجب حتى تحدثت..
ريتال بضيق :
– معاك شاحن يا اخينا؟؟
يونس بأبتسامة مستفزة:
– معايا.. بس مش هدهولك
كادت ان تبتسم ولكنها عبست مع اكماله لجملته فزفرت بحنق وهي تلقي هاتفها بجانبها و تتوعده بداخلها لتنظر للخارج و تشرد في حياتها القادمة..
في سيارة صقر..
كانت مليكة تعقد ساعديها و تراقب الطريق المظلم أمامها فجأة وضعت كفها على فخذها لتتأمل خاتم خطبتها بشرود ، لم تستطع تحمل النظر له فكورت قبضتها و هي تغمض اعينها بقوة..
مليكة بداخلها:
– في ايه يا مليكة؟ اومال لو كنتي بتحبيه بجد كنتي عملتي ايه ، زعلانة على العشرة؟؟؟ عشرة ايه انتو كنتو بتتكلموا في المناسبات ، ولا انتي بتمثلي انك زعلانة؟؟؟
هنا فتحت اعينها فجأة ثم يليها كفها الذي خلعت منه الخاتم و وضعته بجيبها كل هذا تحت أنظار صقر الذي كان يتابع بهدوء دون أن ينبث بكلمة..
مليكة بتساؤل :
– هو انت و بدور ليه علاقتكم وحشة كدة؟ البنت بتترعب منك كدة ليه؟
صقر ببرود:
– عشان هي المفروض تترعب مني
مليكة بذهول و سخرية:
– لا والله؟؟ علي فكرة كدة غلط
صقر بحزم :
– متدخليش في اللي ملكيش فيه يا دكتورة ، احنا اللي بينا ورقة و ملهاش اي تلاتين لازمة “ثم اكمل بقسوة وهو يجذبها من ذقنها” و يا ريت انتي كمان تترعبي مني زيها
ازاحت يده و ظلت تفرك ذقنها و علامات التألم تظهر بقوة على وجهها فزفرت بحنق و استندت برأسها على النافذة وهي تتمنى ان تصل إلى المنزل سريعا كي تختبئ في الغرفة و تبكي بشدة على ذلك البلاء الذي وقعت فيه..
بعد مرور عدة ساعات..
وصل الجميع لضالتهم و بدأوا بالهبوط تدريجياً ، منهم من كان يتأمل الحديقة الواسعة و منهم من كان ينظر للقصر الضخم بتأمل و ذهول..
الجد بأبتسامة وهو يتأمل الحشد حوله:
– نورتوا بيتكم يا حبايبي ، يلا سيبوا الشنط و ادخلوا عادل ” مساعد الجد” هيدخل الشنط
دلفوا جميعاً ليتفاجئوا اكثر من ضخامة هذا القصر من الداخل فهو كالمتاهة و لكنه كان كلاسيكي للغاية فتأمله الجميع بذهول..
الجد :
– يلا يا عرسان كل واحد عارف الدور بتاعه فين خد عروستك و اطلع وريها شقتكم
ريتال بهمس وهي تلكز بدور:
– شقتنا؟؟ يعني ايه
بدور بهمس وهي تميل عليها:
– اصل كل واحد في الولاد ليه دور و الدور عبارة عن شقة
ريتال بغيظ:
– و البنات ايه اما مجتمع ذكوري بصحيح
ضحكت بدور وهي تهز رأسها بيأس ثم استمعوا لجرس الباب فألتفوا جميعاً ليروا من الطارق ليتفاجئوا بفتاة تجلس فوق مقعد متحرك و يحركها شاب صغير خلفها..
مليكة بذهول وهي تقترب منها بسرعة و تجثي على ركبتها:
– مليكة؟؟؟؟ انتي بتعملي ايه هنا
مليكة بسخرية وهي تنظر لصقر بنظرة باردة :
– ازيك يا دكتورة ، ولا اقولك يا مرات بابا احسن

يتبع….

استمعوا لجرس الباب فألتفتوا جميعاً ليروا من الطارق ليتفاجئوا بفتاة تجلس فوق مقعد متحرك و يحركها شاب صغير خلفها..
مليكة بذهول وهي تقترب منها بسرعة و تجثي على ركبتها:
– مليكة؟؟؟؟ انتي بتعملي ايه هنا
مليكة الصغيرة بسخرية وهي تنظر لصقر بنظرة باردة :
– ازيك يا دكتورة ، ولا اقولك يا مرات بابا احسن
مليكة بعدم فهم وهي تقف ببطئ وهي تلتفت لصقر:
– مرات بابا؟ يعني ايه الكلام ده
مليكة الصغيرة بحدة :
– انتي هتستعبطي؟؟
صقر بغلاظة:
– مليكة خلي بالك من كلامك مع مرات باباكي
مليكة بصدمة:
– مرات باباها؟؟؟؟؟ انت متجوز يا صقر
مليكة الصغيرة بضحك:
– هو مقالكيش كمان ، ده متجوز و مخلف اتنين كمان
والدة مليكة متدخلة و قد شحب وجهها تماما:
– يعني ايه الكلام ده يا حج ، هو صقر متجوز؟؟
عبد التواب بهدوء وهو ينظر للطفلة:
– كان متجوز
مليكة بصدمة و ضحكة ساخرة و قد بدأ يعلو صوتها:
– كان؟؟؟ انا ازاي معرفش حاجة زي دي و كمان مخلف اتنين
عبد التواب:
– وطي صوتك يا بنت
مليكة بغضب وهي تمسك حقيبتها:
– اوطي صوتي؟؟ انتو لسة شوفتوا حاجة؟؟ ده انا هخرب بيتكم ، ورقة طلاقي تجيلي في بيت ابويا سامعني يا صقر
اعطتهم ظهرها كي تغادر ولكن امسكها صقر من معصمها و جذبها نحوه فحاولت جذب معصمها من بين يديه لكنه كان محكم قبضته عليها فوجدت نفسها تنحني نصف انحناءة و تغرز أسنانها بيده فلم يتأثر و اغمض عينه للحظات ثم حملها على ظهره وسط شهقات الفتيات و صعد بها الدرج..
مليكة وهي تضرب ظهره:
– الحقونييييييي ، والله ما هسيبكم ، انتو تلاقيكو مطبخنها سوا ، يا مامااااااااا
لم يستطع احد الحراك سوا ريتال التي فاقت من صدمتها و صعدت خلفهم تركض ركضاً فلحقها يونس خوفاً من بطش ابن خالته ..
يونس بصوت عالي وهو يركض خلفها:
– ريتال تعالي هنا
ريتال بلهاث وهي مستمرة بصعود الدرج :
– ملكش دعوة انت
قاطعت طريق صقر الذي نظر لها بغضب فرفعت حاجبها له بتحدي و لم تشعر بنفسها الا وهي تخلع دبوس شعرها المعدني و تنحني لتغرزه بركبته ليختل توازنه و تسقط منه مليكة أرضا و لكن سرعان ما ساعدتها شقيقتها في النهوض و وقفوا أمام اثنتيهم…
يونس بحدة :
– انزلوا و محدش يتحرك من تحت
صقر بغضب:
– محدش هيتحرك من هنا يا يونس
يونس محاولاً امتصاص غضبه:
– هيقعدوا تحت يا صقر لحد ما تهدى مليكة مش هتمشي
مليكة بحدة :
– لا همشي
عبد التواب من خلفهم:
– محدش هيمشي من هنا
فاطمة بقليل من الخوف:
– تعالوا يا بنات معايا نتكلم لو سمحتوا و بعد كدة اعملوا اللي انتوا عايزينو
اومأت ريتال ثم جذبت مليكة التي كانت تنظر لصقر بحقد كبير و كره بيّن..
عبد التواب بهدوء بعد أن راقب رحيل الفتيات و زوجته:
– هي ازاي طلعت من المدرسة؟
لم يجاوبه صقر و اكتفى برمقه بنظرة حادة ثم هبط للأسفل فلحقه يونس الذي كان يتوعد بداخله لتلك المشاكسة الصغيرة زوجته فيبدوا انه سيتعب في ترويضها و تطبيعها بطبعه..
…………………………………………………………………..
في غرفة ما..
كان فاطمة تجلس فوق المقعد الموضوع بزاوية الغرفة و أمامها الفتاتان على الاريكة ، تنهدت بقلة حيلة ثم نظرت لمليكة التي كانت تنظر بعيداً شاردة..
فاطمة بهدوء:
– مليكة حبيبتي بصيلي هنا ، ايه اللي بيدور في دماغك
مليكة بضيق:
– انا مش حبيبة حد ، ازاي تخبوا عليا حاجة زي دي بجد؟ وهو ازاي ميقوليش
ريتال متذكرة بصدمة وهي تقف:
– يعني انتي كنتي بتكدبي؟ يوم لما تعبتي و بدور ندت علينا واحنا بنقيس الفساتين ، صقر كان هيقول لمليكة انتي اللي منعتيه؟
فاطمة وقد تورد وجهها بأكمله من الخجل و الإحراج:
– انا بس كنت آآ
ريتال بسخرية:
– وانا اللي صدقت انك طيبة ، انا بجد كنت بدأت احبك ، ترضيها لحد من عيالك؟؟ يعني اختي تتجوز واحد متجوز
مليكة بحدة :
– لا و مخلف كمان
فاطمة و قد دمعت اعينها:
– ممكن تسمعوني ، انا هحكيلكم كل حاجة بس وعد الكلام ده ميخرجش برانا
توسعت أعين ريتال بفضول فأعتدلت بجلستها ولكن مليكة عقدت ساعديها بضيق وهي تشيح بنظرها بعيداً فنادنتها الجدة..
فاطمة :
– اوعديني يا مليكة كل حرف هقوله هنا هتنسيه مجرد ما تطلعي من الأوضة دي ، انا هقولك كل حاجة و انتي حرة تكملي او متكمليش في الجوازة دي
لم ترد مليكة اكتفت بمراقبة الجدة بتردد فلكزتها ريتال فأومأت مليكة على مضض و وعدت الجدة لتبدأ الأخرى بسرد القصة..
فاطمة:
– زمان بعد ما ابوكي و عمامك اتجوزوا و سافروا جدك اتكسر و حس انه مش هيقدر يوري وشه للناس تاني ، اصل عندنا الكلمة زي السيف طلما طلعت يبقا لازم تتنفذ و كمان دي مطلعتش من اي حد دي طلعت من كبير البلد ، جدكم كان واعد اخوه انه يجوز عيالهم لبعضهم لكن زي ما انتو عارفين العيال مرضيوش و عارضوا جدكم هنا ، البلد كلها كانت عارفة ان بنات عبد الحميد لعيال عبد التواب ، فجأة كله بدأ يتكلم على بنات عبد الحميد و حصلت العداوة بينهم و عبد الحميد هج من البلد ، صقر كان أول حفيد لما ابوكي و عمامك مشيوا كان هو عنده سنتين جدك زي ما تلاقي شيطانه ركبه خد صقر من ابوه و أمه يربيه لدرجة انه بقا يبات معانا في الأوضة اوقات و لما ابتدا يصلب طوله جدك قال يجوزه و يصلح علاقته بأخوه تاني..
مليكة بتركيز شديد:
– اشمعنا هو؟؟
فاطمة :
– بعيدا عن انه اول حفيد بس هو كان غريب كدة ، من وهو في اللفة عنده شخصية و قوي ، اوقات كان يمشي كلامه على جدك كمان ، انا وقتها حسيت انه مش عايز يجوزه عشان يصلح علاقته بأخوه لا ، حسيت انه شاف فيه عياله اللي هملوه وحده و عصوا كلامه شاف فيه عنادهم و اصرارهم على الجواز من حد تاني حسيت انه عايز يلحق قبل ما صقر يكبر و قوته تكبر معاه
ريتال بحقد و تعاطف كبير:
– هو كدة كان عايز يكسره..!!
فاطمة مكملة:
– صقر وقتها كان عنده 16 سنة طفل يعتبر ، جدك كلم اخوه و قاله ان صقر عايز يتجوز و ان دي فرصة عشان يعرفوا يرجعوا البلد تاني و هما رافعين راسهم و محدش يقدر يتكلم على البنات تاني ، طبعا الأخ وافق بس كانت أصغر حفيدة عندهم عندها 22 سنة يعني أكبر من صقر بـ 6 سنين..
ريتال بصدمة وهي تضع كفها فوق ثغرها:
– متقوليش انهم اتجوزوا؟؟
فاطمة :
– اتجوزوا ، جدك اخد صقر و راحوا كتبوا عليها و البلد كلها عرفت بس من يومها صقر اتغير اوي بقى شخص قاسي و مش بيهمه حد ، صمم يدخل شرطة بس في كليات الشرطة مكنش ينفع حد خاطب او متجوز يدخل الكلية عشان كدة جدكم اعترض بس لأول مرة صقر يومها يقول لا ، هدد جدك و قاله لو مدخلش الكلية دي انه هيطلق البنت ، جدك وقتها اترعب كدة المشاكل هترجع تاني فقال خلاص بس طبعا عبد التواب مبيستسلمش بسهولة قاله خلاص خلف منها و انا ادخلك الكلية
مليكة بجمود مصتنع:
– ازاي هيدخله هو مش متجوز؟
فاطمة :
– هو مكنش لسة كمل السن القانوني اللي يخليه يكتب كتاب احنا وقتها عملنا ورقة كدة و اعتمدنا على الإشهار فمكنش اتسجل في السجل انه اتجوز و طبعا عبد التواب اصلا عنده وسايط كتير فكدة كدة صقر كان هيدخل شرطة ، و فعلا البنت حملت و جابت بنوتة زي القمر كلنا حبيناها و صقر اتخرج من الكلية وهو عنده 22 سنة و في خلال سنة بقى حاجة كبيرة و اتكلف بمهمة كانت صعبة راح فيها باباه
مليكة بإرتجاف وقد اجتمعت دموعها بأعينها:
– بـ.باباه؟؟
فاطمة بحزن:
– ايوة ، صقر كان متكلف انه يقبض على حد خطير و مكنش قايل لحد في البيت ، لقيناه فجأة مرجعش البيت لمدة يومين بس احنا مكنش في بالنا حاجة لأن صقر طبيعة شغله كدة يغيب عن البيت بالأسابيع وهو اصلا كتوم فمحدش يعرف عنه حاجة ، بس وصلت رسالة لباباه كان مكتوب فيها انا صقر اطلع قابلني برة عشان انا في مشكلة ، و اول ما طلع عربية عدت كان فيها مسلحين ضربوه بالنار
شهقت ريتال بقوة و بدأت دموعها بالانهمار بغزارة وهي تحدق بمليكة التي وقفت فجأة و دموعها تنهمر فأستندت بكفها على الحائط و بكفها الآخر وضعت يدها فوق قلبها الذي كانت دقاته تصم آذانها..
فاطمة بتأثر :
– ولما طلعنا نشوف في ايه لقيناه غرقان في دمه و محطوط جمبه ورقة ان كدة المجرم و صقر خالصين ، حاولنا نوصل لصقر و الحمدلله عرفنا نجيبه ساعتها هو اتدمر لأن باباه الوحيد اللي كان بيعامله بحنية ، كنا كلنا من غير قصد بنقسى على صقر عشان ينشف هو الوحيد اللي كان ممكن يحضنه و يلاعبه وهو الوحيد اللي اعترض على جوازته و وقف قصاد جدك ، و هنا صقر اتغير اكتر و بقى اوحش من الأول فضل فترة بعيد عن البيت و عن بنته اللي كانت متعلقة بيه جدا و كانت عندها 7 سنين لقيناه في مرة راجع و خدها هي و هدومها و حطها في مدرسة داخلية
ريتال:
– طب و مامتها؟؟؟
فاطمة:
– كانت غلبانة متقدرش تقول حاجة و في نفس الوقت كانت خايفة على بنتها لتقع تحت ايد حد من اللي صقر بيقبض عليهم فقالت كدة أمان ليها و كدة كدة بتروح تزورها و في الإجازات بيقعدوا سوا ، من حوالي 7 شهور زهرة خلفت تاني جابت بيبي سميناه كريم بس صقر مكنش عايزه
ريتال بغضب :
– و مخلهاش تنزله ليه من الأول ، ليه يجيب طفل غير مرغوب فيه
فاطمة:
– يا بنتي هو كان يجي يوم و يختفي سنة “ثم اكملت بخجل” اصلا صقر مكنش بيحب ينام معاها في اوضة واحدة هو مكنش بيحبها ، بس هي الله يرحمها كانت ندراها و قالت إنها عايزة ولد يمكن صقر يحن عليها شوية و عملت البدع عشان بس تخليه ينام معاها على فرشة واحدة و سبحان الله سافر هو من هنا و عرفنا انها حملت من هنا بس قالت إن محدش يقول لصقر و حلفتنا انها تعمله مفاجأة لأنها عرفت انه رايح مأمورية 8 شهور و فعلا سبحان الله صقر رجع يوم ولادتها و اتصدم بس فضل ساكت و اول ما حطت العيل قالها انه مش عايزه حتى مشالهوش ولا شم ريحته عبد التواب خاف على البيبي و خده و عطاه لمرضعة و كل شوية بنبص عليه
مليكة بنبرة مبحوحة وهي تستدير لها:
– انا اللي اعرفه ان مراته ماتت صح؟
فاطمة:
– اللي تعرفيه؟؟؟ انتي عرفتي منين؟
مليكة:
– انا قابلت مليكة قبل كدة و قالتلي ان والدتها متوفية في حادثة و الحادثة دي السبب في انها قاعدة على كرسي
فاطمة ببلاهة:
– مليكة مين؟
مليكة :
– بنت صقر
فاطمة بتعجب:
– بنت صقر اسمها فيروز مش مليكة
عقدت مليكة حاجبيها بتعجب و استرجعت لحظة مقابلتها لتلك الفتاة..
فلاش باك..
مليكة بتساؤل:
– ايه اللي حصل عشان تقعدي على كرسي
الفتاة بقسوة وهي تضغط على مرفق المقعد:
– حادثة ، ماما ماتت وانا اتشليت
مليكة وهي تبتلع غصتها:
– طب و آآ عملتي اي عمليات في رجلك
الفتاة:
-لا ، و ممكن كفاية اسئلة انا تعبت و عايزة اقعد لوحدي
اومأت مليكة و وقفت ثم حررت المقعد كي تستطيع الحراك و انحنت لتجلب سترتها و حقيبتها لتغادر..
الفتاة بتوتر و خجل :
– انا كمان اسمي مليكة
مليكة بأبتسامة واسعة:
– و عندك كام سنة بقا يا مليكة
مليكة الصغيرة بضيق مصتنع:
– عندي 14 سنة
مليكة بأبتسامة :
– انتي عارفة انك شبهي اوي؟ نفس لون عيني و شعري و لون بشرتي كمان ، تكونيش بنتي وانا نسيتك
ضحك اثنتيهم بمرح فأحتضنتها مليكة و قبلت رأسها ثم أخرجت بعض الحلوى و اعطتها لها..
مليكة الصغيرة بنبرة خجلة:
– ممكن تبقى تيجي تاني ، انا مفيش حد هنا بيحبني ولا بيتكلم معايا ، انتي اول حد يكلمني و ميخافش مني
انتهاء الفلاش باك..
مليكة بنبرة حزينة:
– كدبت عليا عشان تلفت انتباهي و اجيلها تاني و متبقاش لوحدها!!! الحادثة حصلت ازاي؟؟؟
فاطمة:
– مريم الله يرحمها قعدت في المستشفى شهرين عشان ولادتها التانية كانت صعبة ، كانت كل يوم تسأل علي ابنها و محدش قالها اننا عطيناه لواحدة لحد يوم الحادثة سبحان الله فضلت تصرخ انها عايزة تشوف ابنها لحد ما عبد التواب اتصل بالمرضعة تيجي و عطيناها ابنها قعد في حضنها حبة و نامت و فيروز جات قعدت معاها ، يومها بليل كله مشى وانا طلبت من فيروز تبات مع امها النهاردة لحد ما اروح اطمن على باقي البيت و ارجع واول ما مشيت الدكتور كتبلها خروج و هما مشيوا طلعوا برة لقوا عربية و للسواق قالهم انه تبعنا و هما ركبوا معاه و قلب بيهم العربية ماتت مريم و عاشت فيروز بس بقت نسخة من صقر
مليكة و قد تجمعت دموعها بأعينها مرة اخرى:
– انا كل يوم كرهي ليكم بيزيد عن اليوم اللي قبله انتو دمرتوا كل حاجة ، كل اللي حصل ده بسببكم بجد بكرهكم اوي
غادرت و دموعها تنهمر على وجهها فنظرت فاطمة في أثرها بحزن و قلة حيلة ولكن قاطع تفكيرها صوت ريتال..
ريتال :
– طب و بدور؟؟ ليه مكملتش تعليمها
فاطمة:
-صقر خاف عليها بعد موت باباه خاف يطلعها من البيت بس هي عنادية خرجت بعدها تروح درس باين ولا مش فاكرة تعمل ايه مسكها ضربها في نص البلد و من ساعتها وهي مطلعتش من البيت
نظرت لها ريتال نظرة مطولة ثم غادرت خلف شقيقتها التي هبطت للأسفل ، نظر الجميع لمليكة التي كان وجهها متورد أثر بكائها و اعينها متورمة..
مليكة بصوت مبحوح وهي تنظر لصقر بتحدي:
– انا هكمل بس بشرط ، انا عايزة ابنك يجي هنا و مليكة قصدي فيروز تفضل هنا
فيروز بسخرية:
– ده انتي طيبة خالص يا دكتورة ايه الطيبة دي
تجاهلتها مليكة و نظرت لعبد التواب الذي كان ينظر لصقر..
مليكة بنبرة صارمة:
– ها قولتوا ايه؟
صقر بنبرة باردة بعد صمت دام لدقيقة:
– ماشي يا مليكة ، انا موافق
ارتسمت علامات التعجب على كل الحضور و توالت الهمسات بينهم فمسحت مليكة وجهها و اومأت بإنتصار ثم خرجت لتجلس بالحديقة فلحقتها بدور..
…………………………………………………………………..
في الحديقة..
جلست مليكة فوق المقعد الخشبي تراقب الخضرة حولها فرأت بدور تركض بإتجاهها فقلبت اعينها بضيق ثم اشاحت بنظرها بعيداً..
بدور وهي تهلث:
– مليكة
مليكة بهدوء:
– افندم
بدور بتساؤل قلق:
– هو انتي عايزة كريم و فيروز يقعدوا معاكي ليه؟؟
مليكة بنبرة عادية:
– عادي عايزة اتعرف عليهم
بدور بهمس وهي تنظر حولها لتتأكد من خلو الحديقة:
– انا خايفة عليهم من ابيه صقر..
مليكة :
– ده ابوهم مستحيل يأذيهم محدش هيخاف على أولاده قده ، انا هعرف ازاي اخليه يتعامل معاهم ، هعرف اخليه يحبهم
بدور بتساؤل قلق:
– انتي عشان كدة هتكملي معاه..
مليكة :
– اوعي تقولي لحد الكلام ده انتي سامعة؟؟
بدور بقلة حيلة:
– بس آآ بس انتي ممكن تغيري ابيه صقر و تخليه بني آدم كويس و ينفع يكون جوزك ، صح؟؟ متيأسيش عشان خاطري انا عارفة جدي اختارك ليه من وسطهم عشان تبقي مرات صقر ، انتي اللي في ايدك شفاه انتي اللي هتخليه يرجع كويس تاني ، انتي شوفتي هو وافق ازاي على شرطك حد غيرك كان زمانه في عداد الموتى انه بيتشرط على صقر الجندي
نظرت لها مليكة ملياً فقد داعب ذلك الكلام أنوثتها و شعرت بدغدغة بسيطة بمعدتها فهزت رأسها بقوة مخرجة ذلك الكلام منه فهي فقط ستصلح ما تم افساده و تختفي لتعود لحياتها الطبيعية الهادئة..
…………………………………………………………………..
بعد مرور ساعة..
كان الجميع قد صعد لغرفته ليرتاحوا قليلا..
بغرفة بدور..
كانت تقف أمام مرآة المرحاض و ترتب شعرها الانسيابي و تتأكد من اكتمال زينتها فأخرجت احمر الشفاه من ذلك الصندوق الصغيرة الموضوع جانباً و وضعت منه القليل لتكتمل زينتها تمام الاكتمال فخلعت الروب الخاص بها و بقت بملابسها الانثوية الرقيقة ، ابتسمت بخجل وهي تراقب جمالها من المرآة..
بدور بسعادة وهي تدور حول نفسها :
– يا مرييييي على جمالي ، اكيد هو برة مش متخيل اني هطلع حلوة اكده
خرجت بهدوء لتتفاجئ به ممدد على الأريكة و يضع معصمه فوق اعينه ، اقتربت منه و حركته قليلا وهي تحدثه..
بدور بصوت رقيق :
– أيان انت نايم هنا ليه؟ انت لحقت تنام
لم يرد عليها فزفرت بحنق ثم دلفت الي الغرفة و قبل أن تغلق الباب استمعت لشخيره فأغتاظت كثيرا و اغلقت الباب بقوة..
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
استيقظ الجميع باكرا وفقا لأوامر الجد و جلسوا فوق السفرة و علامات الامتعاض مرتسمة فوق وجوههم ، كانت مليكة تنظر في اللا شئ و علامات الإرهاق تظهر عليها بشدة حتى انها اغمضت اعينها لثواني فراحت في ثبات عميق ، كان صقر يجلس بجانبها و علامات التشفي مرتسمة على وجهه فتذكر ما حدث بالأمس وهو يحاول ان يكتم ضحكاته..
فلاش باك..
دلفت مليكة إلى الغرفة وهي تشعر بالرهبة فماذا سيحدث الآن وهي معه وحدها في غرفة مغلقة عليهم كزوج وزوجة ، استردت ريقها وهي تحاول أبعاد تلك الأفكار المنحرفة عن عقلها فماذا سيحدث بعد أن رآها متجردة من ملابسها عدا ملابسها الداخلية و على ذكر تلك الحادثة توترت كثيرا و قبضت على ملابسها تلقائياً ، كان يتابع انفعالات وجهها المتغيرة وهو يعاينها بدقة بالطبع استنتج لماذا كل تلك التغييرات فأبتسم ابتسامة جانبية شريرة وهو يقرر ان يتسلى قليلا..
“مش هتغيري هدومك؟!” قالها بنبرة لعوب وهو يقترب منها و يحل أزرار قميصه ببطئ ، ليجدها تحدجه بنظرة نارية و امتعضت ملامح وجهها..
مليكة بحدة تعود للخلف و ترفع سبابتها في وجهه:
– بقولك ايه يا اسمك ايه انت ، حدودك متتخطهاش ، يلا روح ربي عيالك
قهقه بخفوت وهو يلاحظ ارتعاش سبابتها فزفرت هي بحنق و وضعت يدها جانبا ثم نظرت حولها لتجد أي مهرب ولكنه كان أذكى منها بكثير فسار بخطوات واسعة لغرفة النوم التي تنظر إليها لتركض بسرعة تحاول اللحاق به ولكنه بالفعل قد وصل قبلها و وقف عند الباب يعيق تقدمها..
مليكة بغيظ شديد وهي تحاول تجاوزه :
– عديني من فضلك
صقر بسخرية وهو يشبك ساعديه أمام صدره:
– من فضلك!! ده انتِ قديمة جدا يا جدتي
مليكة بغضب وهي تلكزه بكتفه:
– جدتك في عينك ، العتب على النظر صحيح يا والدي ، وسع كدة
دفعته بقوة فمثل انه يترنح ليعطيها مسافة لتدلف بسرعة و تقفز فوق الفراش ، ابتسمت له بإنتصار و غرور و لكن زالت ابتسامتها وهي تراه يخلع حذائه بهدوء و يجلس على الفراش بجانبها..
مليكة بحدة وهي تقف بسرعة كمن لدغته حية:
– انت بتعمل ايه ان شاء الله كدة!!!!!
صقر ببرود و هو يفرد جسده :
– بنام “ثم اكمل بمكر وهو يتفحصها” ولا انتي عايزة حاجة تانية ، انا حسيت انك قليلة الأدب بردو
شهقت بعنف و بحثت بغيظ عن شئ حولها حتى وقعت اعينها على حذائه فأنحنت بسرعة تجلبه و تلقيه عليه وهي تتمتم بغضب..
– انت سافل ومش محترم و عديم الإنسانية
لم يعطيها اي ردة فعل سوى اغماض اعينه ليستكين جسده في التو فظنت انه غط بسبات عميق فزفرت بغضب و هي تحاول تنظيم أنفاسها المتضاربة..
همست من بين أسنانها بغيظ وهي تنظر له بكره شديد :
– الحيوان بوظلي نظام جسمي البيولوچي
خرجت بسرعة فرفع هو حاجبه ثم فتح اعينه نصف فتحة ليتأكد من خروجها ثم تمدد بأريحية غير آبه بها بالخارج فكل ما يريده الآن هو النوم ، النوم فقط ولكنه لم يستطع بسبب سبابها اللاذع بين الحين و الآخر ، الغبية تظن انه نائم و لذلك تسب و تلعن بكامل الاريحية فحمداً لله انها تظن هكذا لأنه سيأدبها إذا علم انها تعلم انه مستيقظ..
عندها في الخارج..
كانت تدور حول نفسها كالنحلة فهي تجزم انها تستمع لدقات قلبها من شدة الغضب نظرت حولها فلم تجد سوى أريكة و مقعد ، هدأت قليلا ثم اقتربت من الأريكة بضيق و تمددت عليها وهي تنظر للسقف بحنق..
مليكة بحنق و توعد:
– ماشي يا حفيد عبد التواب وربنا لأنيمك في البلكونة بعد كدة اصبر عليا
كانت تهذي و تلعن كل شئ ولكن فجأة رأت شئ يركض على الحائط أمامها ، فأبتسمت ببلاهة ظناً منها انها خيالات بسبب قلة النوم و إرهاق السفر ولكن اختفت ابتسامتها وهي ترى تلك الحشرة تقف على أنفها..
مليكة بنفس مكتوم :
– ده آآ ده صرصار بجد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يتبع….

كانت تهذي و تلعن كل شئ ولكن فجأة رأت شئ يركض على الحائط أمامها ، فأبتسمت ببلاهة ظناً منها انها خيالات بسبب قلة النوم و إرهاق السفر ولكن اختفت ابتسامتها وهي ترى تلك الحشرة تقف على أنفها..
مليكة بنفس مكتوم :
– ده آآ ده صرصار بجد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و في ظرف ثانية كانت تصرخ بكل قوتها و تركض ناحية الغرفة و تغلق الباب..
صقر بخضة وهو يقف أمامها بسرعة:
– في ايه؟؟؟؟؟
لم يجد إجابة سوا رماديتيها المدمعة تنظر له داخل اعينه و وجهها الذي شحب تماما كمن رأى شبح ، قلق بشدة و مرر يده فوق وجنتها ليجدها باردة كالثلج..
صقر بغضب من صمتها وعدم مراعاة قلقه:
– في ايه شوفتي ايه؟؟؟؟؟ في حد برة؟؟؟؟
اومأت هي بخوف و انهمرت دموعها ليمسك معصمها و يبعدها عن الباب بسرعة و يخرج سلاحه من بنطاله فشهقت هي بقوة و نظرت له بصدمة ، هل هذا سلاح حقيقي؟؟؟؟ توسعت اعينها بصدمة و قلق و ابتلعت غصتها بتوتر فهي بأي لحظة من الممكن أن تتعرض للقتل ، حاول فتح الباب لكن رآها تقفز أمامه بسرعة لتمنعه..
مليكة بخوف:
– لا متفتحش ونبي انا خايفة يهجم علينا و ممكن ميكونش واحد ممكن يكونو كتير
صقر بأبتسامة وهو يمرر ابهامه على شفتيها تلقائياً:
– متقلقيش..!
ابتسمت ببلاهة ولكنها نفرت بوجهها وهي تبعد يده بسرعة ليتصلب جسده محاولاً التحكم في أعصابه لكي لا يعطيها كف يلصقها بالحائط..
فتح صقر الباب بحذر فلم يرى اي حد فخرج بسرعة و أشهر سلاحه باحثاً عن أي حد لكنه لم يجد اي شخص فعض شفتيه بغيظ و التف لها وجدها تقف خلف الباب بكامل جسدها و تميل رأسها لتظهر له فقط..
صقر بحنق:
– هو فين ده؟؟
مليكة بإرتياب وهي تنظر لنقطة ما خلفه:
– وراك!!!
التف بسرعة وهو يشهر لسلاحه ليجد صرصور متوسط الحجم يسير على الحائط بسلام ، ظل يراقبه مدهوشاً و قد توسعت اعينه بالفعل من هول صدمته ، أهذا هو الذي تخشى ان يهاجمهم؟؟ أهذا هو من صرخت بأعلى صوتها لأنها رأته فقط ، علت أنفاسه من شدة غضبه و استدار لها ببطئ تكاد تجزم ان لو النظرات تَقتِل لكانت جثة هامدة الآن ، اقتربت منه بتردد ثم خلعت خفها و مدت يدها به له مع ابتسامة بلهاء و وجه جرو بريئ ، أخذه من يدها بالفعل و التف ليقتل الصرصور ثم نظر لها وجدها تنظر له كبطل خارق..
صقر بتقطع من بين أنفاسه:
– هو..ده.. اللي..عاملة عليه كل ده؟؟
مليكة وهي تزفر بأريحية:
– انت مش متخيل ، ده على مناخيري!!!
قالتها بصدمة كبيرة وهي تشير لمنخارها لتجده يرمقها بإحتقار و يعود لغرفته ولكن تلك المرة أغلق الباب خلفه و بالمفتاح ، ظلت تطرق الباب بخوف من أن يهاجمها إحدى الحشرات الأخرى ولكنها لم تجد إجابة ففضلت ان تبقى متيقظة و تنظر حولها فقط حتى استيقظ الجميع بالفعل لموعد الفطور..
خرج صقر من غرفته وهو يتثائب و يعبث بشعره الغير المهندم ليتفاجئ بها تجلس على المقعد و تحتضن ركبتيها و تحلق أعينها أمامها ، كانت اعينها شديدة الإحمرار من كثرة تحليقها بهلع حولها و بالطبع بسبب عدم نومها ، ابتسم بسخرية ثم ذهب للمرحاض ليتحمم و عندما خرج وجدها بمكانها فأقترب منها و لكزها بخفة..
صقر :
– انتِ يا حجة ، انتِ موتي ولا ايه؟
نظرت له بشمئزاز من أسفله حتى أعلاه و ابعدت يده عنها و سرعان ما تداركت انه يقف أمامها عاري تماماً عدا تلك المنشفة القصيرة الملتفة حول خصره ، جحظت بأعينها وهي ترى أمام اعينها عضلات بطنه فوقفت بسرعة تنظر لوجهه و قد اشتعلت وجنتيها من ذلك المنظر الـ..لطيف؟؟؟؟؟؟ لطيف!!!!! كادت ان تصفع نفسها ولكنها تداركت الموقف و نظرت له بغضب شديد..
مليكة بحدة وهي تخرج للشرفة:
– اتعود ان بقى فيه حد عايش معاك خلاص و مينفعش المنظر قليل الأدب ده!!
لم يرد و اكتفى بتقليب اعينه بملل ليدلف الي الغرفة و يرتدي ملابسه ثم يخرج ليصطحبها للأسفل..
انتهاء الفلاش باك..
هز كتفها بقليل من العنف فنهضت بكسل و نظرت له بأعين مستفهمة؟؟ لماذا يوقظها؟؟؟
يامن بغمزة وهمس وهو يميل على اذن مليكة فهو كان يجلس بجانبها من الناحية الأخرى..
– شكل عروستنا منامتش كويس امبارح
رمقه صقر بنظرة حادة صارمة أما مليكة فتوسعت حدقتيها بصدمة و قد شعرت بأن وجهها جمرة ملتهبة فلم تشعر بنفسها الا وهي تضغط بكل حقد على قدم يامن ليتآوه و يركل قدمها بعيداً..
آسيا بعدم فهم من تآوهه ذاك :
– في حاجة؟ انت كويس؟
يامن بضيق وهو ينظر لمليكة بغيظ طفولي :
– كويس كويس “ثم فجأة تذكر ما حدث لينظر لآسيا بغيظ” لا مش كويس و متتكلميش معايا!
ضحكت بقوة و وضعت يدها فوق شفتيها لتتذكر ما حدث بالأمس..
فلاش باك..
كان يامن يفتح باب غرفتهم بالمفتاح فتفاجئت به يركل الباب بقدمه بمزاح لينفتح على مصرعيه ، هزت رأسها بيأس من حركاته المازحة تلك و كادت ان تدلف ولكن وجدت نفسها في الهواء لتسقط بين احضانه فيحملها وهو يدلف..
يامن وهو يغمز لها:
– عيب عروسة تدخل شقتها لأول مرة على رجليها ، و بعدين احنا بنشيل أوزان خلي بالك يعني بعون الله أسد عايش معاكي ، تعالى يا حبيبي ارفعلي الكنبة تعالى يا حبيبي شيلي التلاجة تعالى علقلي الستاير تعالى شيل المراتب كل ده موجود متشيليش هم حاجة ، حتى يا ستى لو حملتي و بقت بطنك قدامك 3 مرات و بقيتي شبه الفيل هشيلك بردو هو انا عندي كام أم جلمبو ها؟؟؟؟؟
كان يتحدث بكل هذا وهو يتحرك ناحية غرفة نومهم و آسيا متشبثة برقبته بخوف فهى لأول مرة تُحمل هكذا تشعر و كأنها تحلق و لكن ينتابها هاجس بأنها بأي لحظة ستسقط أرضاً ، و عندما استمعت لذلك اللقب “أم جلمبو” شهقت بصدمة و لم تشعر بنفسها إلا وهى ترفع حقيبة يدها و تضربها به في وجهه ليصرخ متألماً حتى أنه كاد يسقطها ولكنه أمسكها جيداً حتى وصل للفراش و ألقاها عليه..

ابتسمت آسيا بتشفي وهي تراه يفرك عينه محاولاً فتحهما ولكنه فشل و عندما طالت محاولاته تحولت نظرات التشفي لقلق لتقف مسرعة أمامه..
آسيا بقلق وهي تحاول رؤية اعينه الذي يخبئها بكفه :
– يامن انت كويس ، انا اسفة والله مكنش قصدي انت اللي استفزتني ، انا اسفة بجد
يامن بصوت متحشرج:
– انفخيلي في عيني ، ماما وانا صغير لما عيني كانت تطرف كانت ترفع جلبيتها و تحطها على عيني و تنفخ فيها
اومأت بسرعة وهي تمسك كفه و تسحبه للفراش و تجلسه عليه ، عقدت حاجبيها بضيق و تذمر طفولي وهي ترى وانه جالس أصبح في طولها ولكنها ابعدت تلك الأفكار الطفولية عن رأسها فهي سوف تتسبب بفقد البصر لذلك الرجل ، رفعت تيشرتها بالفعل و اقتربت منه بشدة حتى أصبحت ركبتيها تلامس ركبته و وضعت التيشرت فوق اعينه و بدأت بالنفخ بهدوء ولكنها وجدته يدفعها بخفة و ينظر لها بإحتقان..
يامن بغضب :
– ايه ده يا ام جلمبو!!! انتي ماشية سلبوتة كدة مش خايفة الهوا يطيرلك التيشرت
لم تفهم ما يعنيه فوجدته يشير لجسدها لتخفض بصرها و ترى انها رفعت التيشرت بشدة لتظهر جزء من حمالة صدرها و بطنها بأكملها ، اخفضت يدها سريعاً و نظرت له شزراً ثم فاجأته بصفعة ليست بقوية ولكن ليست بضعيفة فكاد ان يلعنها ولكنه تفاجئ بها تدفعه بكامل قوتها خارجاً و ما أن أخرجته بنجاح حتى اغلقت باب الغرفة بوجهه بل و بالمفتاح أيضاً..
يامن بغيظ وهو يطرق الباب بعنف:
– افتحي متخافيش ، هقتلك بس!
آسيا بحدة وهي تلصق جسدها بالباب ليسمعها جيداً:
– اولا يا سافل يا مش محترم انا مبحبش البس بادي تحت التيشرت ثانيا انت مالك اساسا لو نازلة عريانة حتى ، ثالثا كل يوم واحد فينا هينام في اوضة النوم و التاني في اي داهية وانا هبدأ النهاردة رابعاً بقى و ده الأهم انا اسمي آسيا مش ام جلمبو
يامن بنبرة باكية وهو ينظر حوله :
– طب افتحي اخد بوكسرين حتى!!
لم يجد رد و رأي النور قد أُغلق أيضا فزفر بحنق و ضيق و خلع قميصه ليبقى عاري الصدر ، استلقى فوق الاريكة ولكنه كان عريض المنكبين لا تسعه فظل يتململ بمكانه حتى سقط أرضاً فزفر بغيظ وهو يلقي نظرة متوعدة للباب المغلق..
يامن بهمس وهو ينظر للباب بغضب:
– بكرة تجيلي ملط وانا اقولك بطلت!!
و على ذكر ذلك المهرجان البذيئ ضحك بقوة ثم بقى يدندنه وهو مفترش الأرض ينظر للسقف حتى غفى بالفعل ليستيقظ على أثر يد صغيرة رقيقة تربت فوق وجنته..
آسيا بنعاس وهي تنظر له:
– يامن يا يامن ، انت يا بني آدم اصحى بقى جدك لو نزل ملقناش هيقتلنا
فتح اعينه بضيق ليتفاجئ بوجهها فوق وجهه و شعرها مشعث و تتثائب و تنظر له بنصف عين فهو يكاد يجزم انها لا تراه حتى ، كان مظهرها جذاب له للغاية فهو لأول مرة يرى فتاة بكامل طبيعتها هكذا لا تتصنع الاستيقاظ مهندمة أبتسم بمشاكسة وهو يجذب خصلة من خصلاتها الواقعة من كعكتها..
يامن بضحك متصنعاً الخضة:
– ياما!!! ام جلمبو؟؟
قهقهت بإصفرار ثم وقفت و خطت من فوقه ليستند على مرفقيه و يجلس نصف جلسة فرآها تتحرك نحو المرحاض دقق النظر في ملابسها وجدها ترتدي جلباب قطني قصير يصل لمنتصف فخذها و ضيق يحدد تفاصيل جسدها فأسترد ريقه بصعوبة ولكنه وجدها تلتف له..
آسيا بتحذير:
– انا هدخل اخد شاور و هطول جوا خلي بالك عشان متجيش تخبط عليا و آآ .. ايه ده!!!!!!! انت قالع؟؟؟؟؟
اخفض بصره لينظر لصدره العاري ثم نظر لها مرة أخرى بسخرية وهو ينظر لها من أعلاها لأسفلها ففهمت مقصده و ضمت قدميها لا اراديا ثم حاولت تنزيل ذلك الجلباب..
آسيا بتوتر و قد تورد وجهها بالكامل :
– على فكرة ده استايل لبسي في البيت وانا عشان متعودة اني عايشة مع صاحبتي بس لكن آآ مش قصدي ابقى قليلة الأدب زيك كدة!!
قالت جملتها الأخيرة بحدة ثم دلفت الى المرحاض فتنفس الصعداء و جلس بأريحية..

يامن بسخرية وهو يضع يده فوق قلبه الذي ينبض بشدة فنظر له بضيق:
– ايه هتنخ ولا ايه؟؟ دي لابسة كاش مايوه عليه ميكي ماوس مش بدلة رقص يعني انت عبيط؟؟؟
آسيا بخجل فجأة وهي تفتح الباب لتخرج رأسها و تناديه:
– يامن آآ معلش ممكن تناولني الباشكير البينك ده اللي جمبك عشان انا نسيته على الأرض جمبك وانا بصحيك وانا دلوقتي آآ قلعت مش هعرف اطلع اجيبه
نظر بجانبه فوجد بالفعل منشفة وردية اللون فوقف و اقترب من المرحاض و هو يحاول تجنب النظر لها فمد يده يحاول اعطائها تلك المنشفة اللعينة التي ستتسبب بجعله يكسر باب المرحاض فوق رأسها الأبله الذي جعلها تخرج أمامه بهذا المنظر بل و أيضا تخرج له رأسها وهي عارية لتطلب منه إحضار منشفة ، هل تلك الفتاة مجنونة ام هي تريد إصابته بالجنون و على ذكر انها عارية التف برأسه وجدها تحاول الوصل لكفه لأخذ المنشفة دون إظهار جسدها فأقتربت أكثر ليظهر له عضمتي الترقوة و أول صدرها فأبعد اعينه بسرعة و اقترب منها بظهره لتأخذ المنشفة بغضب و تصفع الباب بقوة ، حاول جعل عقله الا يتخيلها الآن فلم يجد مفر سوى الرياضة ألقى بجسده أرضا ليبدأ بتمارين شد البطن..
يامن بهمس و جبينه يتصبب عرقاً:
– شكلي اول من سيضع الحفيد في العيلة دي ، منك لله يا جدي خلتني ابص لأم جلمبو
و بعد مدة خرجت وهي تلف نفسها بالمنشفة فتوقعت منه أن لا يفوت ذلك الأمر لذلك كانت قدمها ترتعش وهي تخرج من المرحاض خوفاً من مواجهته ولكنها تفاجئت به يتقدم منها بسرعة دون النظر لها حتى بل و يتخطاها ليدلف للمرحاض و يصفع الباب خلفه بقوة..
آسيا بهمس و خصة:
– معقول لسة زعلان عشان شتمته و ضربته بالشنطة و خليته ينام على الأرض ، ده قلبه أسود اوي!!
ثم زفرت بأريحية بأنه لم يخجلها فدلفت بسرعة للغرفة و ابدلت ثيابها و خرجت لتجده يجلس على الاريكة بإنتظارها فأقتربت منه وهي تحمحم ليرفع نظره لها وجدها ترتدي ملابس رياضية و لكن لم يعجبه انها تركت نصف السحاب مفتوح ليظهر جسدها اينعم فقط يظهر عضمتي الترقوة خاصتها ولكنها شعر بالضيق فوقف أمامها و مد يده ليغلق ذلك السحاب الحقير كما قال في سره فزفرت هي بضيق و تركته يغلقه لها هي بالأساس تناسته و كانت ستغلقه ولكنه سبقها بملاحظة انه نصف مفتوح ..

و بعدما انتهى من غلقه خرجوا سوياً و هبطوا الدرج ليسيروا بناحية السفرة..
انتهاء الفلاش باك..
بدور بهدوء وهي تبحث بأعينها:
– اومال فين آسر و سيليا و يونس و ريتال آآ
لم تكمل كلامها فرأت ريتال تركض بسرعة ناحيتهم و خلفها يونس الذي كان وجهه مشتعل و ممسك بيده قميص و بنطال..
يونس بغضب شديد:
– وانتي مفكرة انهم هيحموكي؟؟؟ ده انا هعلق راسك هنا و محدش هيقدر يفتح بوقه معايا
ريتال بحنق وهي تضع يدها في خاصرها:
– ليه يا حبيبي كنت اشترتني من سوق النخاسة ، ده انت بس لو فكرت تقربلي هتتاكل ده انا ورايا عيلة ياكلوا الزلط ولا ايه يا تتة؟؟
فاطمة بذهول:
– تتة!!
ريتال بغمزة:
– دلع تيتة بس بطريقة سرسجية ، المهم صح ولا ايه يا جدعان مش انتوا هتحموني لو الهمجي ده قربلي “صوت صرصور الحقل” “اكملت ريتال بنفور وهي تعض شفتيها” اه يا عيلة واطية يا ولاد الللل
والدة ريتال بتوتر من وجه يونس الذي كان لا يبشر بالخير:
– عملتلك ايه يا حبيبي طب قولي وانا اقطملك رقبتها
يونس مبغضب شديد وهو يرفع الملابس التي في يده :
– غسلت هدوم المؤتمر بالكلور بصو!!!! انتي عارفة الهدوم دي بكام!!!!!!!!!!
نظر الجميع للثياب بيده فبالفعل لقد بهت لونها و أصبح بها الكثير من البقع البيضاء..
ريتال ببراءة مصتنعة وهي تحاول كتم ضحكاتها:
– انا مالي يوه!! انا افتكرته اوكسي نضافة ريحة توفير.. انا غلطانة يعني اني اول ما سمعت جوزي بيتكلم في الموبايل على اهم مؤتمر هيحضره في حياته جريت على طول اغسل هدومه اللي هو محضرها ، انا كدة غلطانة؟؟ صحيح شرٍ تعمل ريتال تلقى
يونس مكملاً محاولاً التحكم في غضبه :
– طب الهدوم هعديها.. كل شرباتي مخرمة ليه؟؟ عملتيها ازاي يا قادرة
ريتال و قد ضحكت بعلو صوتها:
– انا مالي ، انت المفروض تكتشف صدمة الشرابات دي آخر حاجة لكن فيه حد يصحى يلبس الشراب قبل هدومه!!!!! عشان تعرفوا اني عايشة مع مختل عقلياً انا خايفة الاقيه بياكل الرز بالشوكة!!!!!
يامن مقاطعاً بأسف:
– هو فعلا بياكل الرز بالشوكة يا ريتال يا بنتي انا مكنتش راضي اقولك عشان الجوازة تتم على خير ، بس متقلقيش الموضوع مش معدي انا سألت كذا دكتور ، ان شاء الله عيالكم هيطلعوا لعمهم اللي هو انا يعني
يونس بإستنكار:
– انا عندي اهون تقطعلي هدومي كدة كلها ولا ان عيالنا يطلعوا شبهك انت يا منحل
يامن بأبتسامة وهو يربت فوق صدره :
– حبيبي والله ، منحل جاية من نحل قصده اني عسل يعني
ضحك الجميع ولكن ابتسامة ريتال كانت ليس بسبب الجو المرح المسيطر كانت بسبب يونس الذي لم يعترض على الإنجاب منها بل اعترض على أن أطفالهم يصبحوا مثل يامن لا تعلم لما رقصت تلك الجملة على أوتار قلبها بشدة فزمت شفتيها بضيق مصتنع محاولة ابعاد تلك الأفكار الرومانسية اللعينة التي تسيطر عليها ، كيف سينجبوا من الأساس فذلك الحقير قد فضل نومة “البانيو” عن نومها بجانبه فهي قد سكبت المياه فوق الاريكة و المقعد و الأرضية عن عمد كي لا يستطيع النوم عليهم هي كانت أيضا لا تريده بجانبها هي فقط تريد رؤيته يتعذب ولكنه فاجئها وهو يدلف ليسحب وسادة و الغطاء من عليها و يتوجه للمرحاض و عندما اتبعته لترى ماذا سيفعل رأته ينام بالفعل داخل ذلك الشئ الحقير!!! هو حتى لم يأتي على باله ان ينام بجانبها فقررت الإنتقام منه على جرحه لأنوثتها بطريقة غير مباشرة..
جلست ريتال فجلس بجانبها بضيق و نفور خوفاً من أن يهبط الجد بأي لحظة و يلاحظ صرخاتهم فهو لا يحب الازعاج في الصباح ولكن فجأة استمعوا لمشادة كلامية حادة تقترب منهم..
سيليا بغيظ و غضب وهي تحك رأسها:
– انا ذنبي ايه انك نايم شبه الجاموسة مش فاهمة
آسر بغضب وهو يمسك معصمها:
– احترمي نفسك بقولك ، و بعدين ايدك بتتمد على موبايلي ليه
سيليا وهي تلكزه في معدته :
– انا محترمة غصب عنك ، هو ايه اللي ايدي بتتمد على موبايلك ليه واحد حاطط منبه من قوته يصحي عم عبده البواب و نايم زي القتيل انا هعمل ايه يعني قومت قفلته
آسر بغضب جنوني وهو يهزها:
– قومتي قفلتيه و كملتي نوم حتى مهانش عليكي تصحيني تقوليلي اصحى الزفت بتاعك بيرن ، افرضي كان عندي معاد مهم
سيليا بحنق وهي تدفعه بعيداً:
– وانا مالي انا ، انا نومي خفيف بصحى من اي همس جنبي اول ما سمعت المنبه قومت و قفلته و رجعت كملت نوم شوفتك مخمود جمبي شبه القتيل قولت مش هصحيك حرام انا عارفة ان بتصحى بدري بسبب شغلك
آسر بجنون وهو يمرر أنامله بشعره الغزير :
– اديكي قولتي بصحى بدري بسبب شغلي يعني اكيد مش حاطط المنبه ده رزالة
سيليا بلا مبالاة و برود وهي تقترب منهم اكثر:
– انا توقعت بذكائي انك عريس اكيد عندك اجازة شهر عسل و حطيت احتمال انك ممكن نسيت تلغي المنبه قبل ما تنام
آسر بغيظ وهو يسير خلفها يتمنى عركلتها لتقع فوق وجهها الصباحي الجميل حد اللعنة هذا!!!!! :
– يا تناحتك يا شيخة
محمود وهو يهبط الدرج بقلق:
– في ايه يا ولاد صوتكم عالي كدة ليه و آآ
صمت بصدمة وهو ينظر لفتاتة التي هبطت بمنامتها الطفولية تلك و لشعرها المرفوع بفوضوية ، هي حتى لم تكلف العناء لتغسل وجهها ، زفر بحنق ثم ربت فوق كتف آسر و كأنه يعتذر منه و يواسيه على تلك الكارثة التي أصبحت زوجته..
هبط عبد التواب فوقف الجميع احتراماً له حتى جلس فجلسوا مرة أخرى..
عبد التواب بأبتسامة :
– صباح الخير على العرسان الحلوين ، عايزكم تتغذوا كويس كدة عشان احفادي المستقبليين يجوا بسرعة
سعلت مليكة و تورد وجه الفتيات وهن يتصنعون النظر بصحونهن ، طلب منهم تناول طعامهم فبدأ الفطور ، ولكن لم يخلى من بعض الشجارات البسيطة ، و بعد الانتهاء منه غادر عبد التواب و لحقه الرجال لصلاة الجمعة فبقت النساء..
فاطمة بهمس وهي تميل على بدور:
– عملتي ايه احكيلي
بدور بضيق :
– معملتش حاجة ، البيه ناملي على الكنبة
فاطمة بصدمة:
– على الكنبة!!
بدور بغيظ:
– هو انا اه طولت في الحمام يجي ساعتين تلاتة بس مش مبرر يعني ما كان نام جوا “ثم اكملت بصوت باكي” شكله مبيحبنيش
فاطمة بهدوء:
– يمكن خايف ياخد خطوة ، اديله فرصة يعرفك اكتر و يحبك اكتر
بدور يغيظ وهي تقضم اظافرها :
– يعرفني اكتر!! ده هو اللي مربيني؟ و حتى لو صبرت هستنى لأمتي انا شكلي هخلف وانا عندي 60 سنة
فاطمة بذهول:
– شوف قليلة الحيا ، والله ما شوفتي رباية
أشاحت بدور بوجهها بعيداً لترى فيروز تخرج بمقعدها المتحرك نحو الحديقة فوقفت لتتفاجئ بمليكة تقف في نفس الوقت و تتوجه للحديقة فأبتسمت بحب ثم جلست مرة أخرى فهي تريد ترك مليكة تتعرف على العائلة وحدها..
بالحديقة..
جلست مليكة أرضاً بجانب فيروز التي كانت تجلس فوق مقعدها و تراقب الخضرة حولها..
مليكة بهدوء وهي تنظر للخضرة أيضاً:
– احكيلي بقى عرفتي ازاي
فيروز بهدوء:
– عبد الله ، عبد الله طول عمره بيراقبلي بابا و بيقولي اخباره و مصدقتش لما قالي ان الدكتورة اللي جاتلك هي اللي هتتجوز باباكي “ثم اكملت سخرية” ايه كنتي جاية تشوفيني انفع ابنة صالحة ولا لا
مليكة بهدوء :
– على فكرة انا مكنتش اعرف انه كان متجوز ولا مخلف ، و جوازنا مش زي ما انتي فاكرة ، انا مبحاولش اخد مكان مامتك ولا حاجة مامتك الله يرحمها على عيني و على راسي و عمر ما جوازي من باباكي ما هيبقى زي اللي في دماغك ، انا اصلا مخطوبة!
فيروز بذهول وهي تلتفت لها:
– مخطوبة!!
مليكة بأبتسامة حزينة وهي تنظر لها:
– ايوة ، كنت يعني بمعنى أصح
فيروز بضيق:
– و ليه وافقتي تتجوزي بابا !!
مليكة بضيق:
– انا موافقتش ، انا اتحطيت في الأمر الواقع ، عبد التواب هو السبب
فيروز بحنق وهي تهمس من بين اسنانها:
– هو السبب في كل المصايب اللي في حياتي ، انا بكرهه و بكره بابا و بكرهكم كلكم
مليكة :
– ليه؟
ضحكت فيروز ضحكة ساخرة ثم بدأت بالتحرك فمنعتها مليكة وهي تجلس فوق ركبتيها أمامها..
– احكيلي ، على فكرة انا كمان بكرهه و لو حكيتيلي ليه بتكرهيه انا كمان هقولك ليه بكرهه

نظرت لها فيروز بشك لمدة ثواني ثم عادت بمقعدها كما كانت فجلست مليكة أمامها تلك المرة لتراقب انفعالتها..
فيروز :
– انا مامتي عمرها ما اتهنت في حياتها كبرت لقت نفسها بتتجوز واحد أصغر منها بسبب عبد التواب ، بعد كدة حملت غصب عنها بسبب عبد التواب ، عاشت لوحدها بسبب ان عبد التواب قال يرميني هو و اللي مفروض ابويا في مدرسة داخلية ، انا اتربيت لوحدي وهي كمان عاشت لوحدها لأن طبعا بابا مكنش بيحبها ومكنش اساسا عايش معاها ، حتى ده غير اسمي وهو بينقلني من المدرسة سماني مليكة ، عشان كدة كدبت عليكي
مليكة بهدوء:
– طب ليه مكرهتيش باباكي ، و على فكرة غلط ان مامتك تحكيلك كل الحاجات دي
فيروز بغضب:
-مش عارفة اكرهه و بعدين لا مش غلط هي مكنش عندها صحاب غيري كانت هتشكي همومها لمين يعني!!
مليكة بأبتسامة:
– صح اكيد كانت شيفاكي صاحبة حلوة اوي
دمعت أعين فيروز فمسحتهم بتأفف مصتنع فأقتربت منها مليكة و احتضنتها بقوة ولكن لم تبادلها فيروز العناق و ذلك لم يضايق مليكة فبمرور الوقت ستجعل تلك الفتاة تتعلق بها ، ابتعدت فيروز ببطئ ثم مسحت دموعها التي انهمرت بصمت..
فيروز بصوت متحشرج:
– هتجبيلي اخويا امتى
مليكة بأبتسامة وهي تنهض:
– النهاردة
دلفت مليكة الي الداخل فرأت الرجال قد عادوا من الصلاة ، اقتربت من صقر ثم جلست بجانبه فنظر لها بجانب اعينه رآها تنظر له..
صقر بصوت أجش:
– خير؟؟
مليكة بتساؤل:
– فين ابنك
تشنج فكه لوهلة ثم رمقها بنظرة جانبية و لم يعطها إجابة فزفرت بغضب وهي تتعمد لكزه فنظر لها مرة أخرى..
مليكة بهمس غاضب وهي تميل عليه:
– متنساش ده كان شرطي
صقر بهمس قاتل وهو يعلق بنيتيه برماديتيها :
– محدش يتشرط على صقر الجندي!
مليكة بإستفزاز:
– يعني انت مش قد كلامك ولا وعدك ليا!
صقر بغضب و همس:
– ما انتي لو تسكتي و تحطي جزمة في بوقك هتعرفي انه هنا بقاله قرن
عقدت مليكة حاجبيها بعدم فهم ثم بحثت بين الجالسين بلهفة و بالفعل وجدت فاطمة تحتضن طفل صغير و تهدهده كي يغط بسبات عميق ، وقفت بتردد و اقتربت من فاطمة ببطئ لتضح ملامح ذلك الصغير ، يا إلهي انه نسخة مصغرة من صقر ولكنه يمتلك أعين عسلية ، ضحكت ببلاهة وهي ترى الطفل ينظر لها و يبتسم و يرفع أنامله و يغمغم بكلام غير مفهوم..
مليكة بسعادة وهي لا تصدق :
– ده عملي باي باي و قالي انه بيحبني!!!
صقر بسخرية:
– طب مقالكيش هيجي يتقدم امتى بالمرة
ضحك الجميع عداها فنظرت له بغيظ و أخرجت له لسانها ثم نظرت للرضيع مرة أخرى..
مليكة بجمود:
– ممكن اشيله
فاطمة بحنان:
– طبعا ، بس حطيه في عينك ده الغالي ابن الغالي
وضعته فاطمة بين يديها فأقشعر بدنها من ذلك الحجم الصغير على معصمها فقربته منها أكثر حتى اصبح وجهه بين عنقها و ترقوتها فشعرت بدغدغة خفيفة جعلتها تقهقه بخفوت..
مليكة بذهول:
– ده بيشمني!!!
كانت والدة مليكة تتابع بصمت ولكن قد تغرغرت الدموع بأعينها ، ما حظ هذه الفتاة المسكينة تأخذ شخص لا تحبه و تحب طفل ليس بطفلها ، رغم صلابة مليكة الظاهرية و إظهار نفورها الدائم لتلك العائلة لكنها تعلم أن ابنتها بالفعل تحبهم لذلك ابتسمت وهي تمسح دموعها داعية الله أن يمر كل هذا بسلام على قلب طفلتيها المدللتين..
كان صقر يتابعها و يتابع حركاتها الطفولية مع ذلك الصغير ابتسم داخله فهي طفلة بالفعل كيف ستعتني بالطفلين بل و انها شابة على مقتبل عمرها لماذا وضعت نفسها في ذلك الاختبار الصعب ، اقتربت منهم فيروز فشعرت بها مليكة و استدارت لها فتحركت نحوها و جلست على ركبتيها أمامها..
مليكة بأبتسامة وهي تنظر للطفل :
– بصي يا فيروز ، ده حلو اوي شبه آآ شبهك
ابتسمت فيروز بسخرية على تلك الساذجة فهي تعلم انها كانت ستقول صقر ولكن كي تزيد الطين بلة كذبت ، مدت فيروز يدها لتضع مليكة الطفل بهدوء لتستنشق فيروز رائحته و تبتسم بحب كبير وهي تقبل كل أنش بوجهه بشوق كبير..
فيروز بنبرة باكية وهي تنظر للطفل :
– اتحرمنا من بعض يا حبيب اختك ، بس دلوقتي هنفضل سوا طول العمر
مليكة بأبتسامة :
– ايوة هتفضلوا سوا طول العمر انتي و آآ ، هو اسمه ايه؟؟؟
فاطمة بحزن:
-ملوش اسم ، احنا سميناه كريم كدة بينا و بين بعضينا
مليكة بنظرة راجية لصقر و قد التمعت أعينها بشدة استطاع ان يراها :
– هو آآ هو انا م.ممكن اسميه؟؟

يتبع….

خيم الصمت فجأة ، جميعهم يتبادلون الأنظار و قد علت وجوههم الدهشة من هذا الطلب المفاجئ ، تعجب صقر بالفعل من الطلب لكنه رسم الجمود على وجهه و حمحم لينظف حلقه بعد أن رأى جميع الأنظار تحولت إليه ، كان سيقبل لكن جاء بباله فكرة انها ستسميه بأسم اتفقت عليه مع خطيبها السابق فعقد حاجبيه بضيق شديد و رمقها بحدة غير مبررة ولكنها لم تنتظر كثيراً فألتفت مرة أخرى للطفل لتداعب وجهه بحب..
مليكة بأبتسامة:
– هسميه فادي “ثم اكملت بمرح” عشان يبقى عندي فادي و فيروز
فيروز بتعجب:
– بس هو اسمه كريم
مليكة بحماس :
– عادي نغيره
ابتسمت فيروز و نظرت للطفل وجدته ينظر لمليكة و يبتسم ببلاهة ، هل سيحبها؟ هل سيظنها امه؟؟؟ هل سينسى امه الحقيقية التي وضعته و جلبته لتلك الحياة!!!! ابتلعت غصتها وهي تجيب داخلها ، على الاقل ليعيش حياة افضل منها بين أحضان والديه و الاثنين بقربه ، ابتسمت وهي تعيده لمليكة لتغادر صاعدة لغرفتها..
مليكة بأبتسامة وهي تلعب معه:
– انت بتضحكلي يا ديدو ، ها!!! بتضحكلي انا ، يا لهوي يا ناس على الجمال و الطعامة عايزة أكلك
كانت تنظر لها ريتال بإندهاش فتلك البلهاء ليست أختها التي كانت تتذمر من الأطفال ، و ما فادي ذاك!!!! ضحكت بداخلها ثم هزت رأسها بيأس لتقع اعينها على زوجها العزيز الذي ينظر لها فأرسلت له قبلة مضحكة مليئة بالشماتة ولكنها تفاجئت به يرسل لها قبلة هو الآخر ، هي تعلم انها قبلة بمعنى “ستري ما سيحدث لكي” لكن لماذا علت دقات ذلك الأبله قلبها!! لماذا توردت وجنتيها و تعالت حرارتها ، اشاحت بنظرها بعيدا ثم نظرت لأختها من جديد محاولة إلهاء نفسها..

كانت سيليا تجلس بجانب آسر الذي كان يضع حاسوبه على قدمه و يعمل بشدة ، كانت تراقب كل ما يفعله ولكنها لم تفهم حرف فزفرت بملل ثم نظرت ليامن وجدته يقلب هاتفه و يمسكه بكلتا يديه فعلمت انه يلعب لعبة ما فبدون ذرة تفكير نهضت و ذهبت تجلس بجانب يامن ، رفع آسر نظره بسرعة وهو يشعر بها تنهض من جانبه ظنها ستذهب للمرحاض ولكن تفاجئ بها تجلس بجانب يامن ، ما هذا التلامس الشديد بينهم!! قطب جبينه بضيق و نظر لفخذيها فوجدهم قريبين بشدة من قدم يامن و أيضا رأسها قريب للغاية من وجهه بل و اللعنة شعراتها تتساقط على كتفي يامن بأريحية..
سيليا ببراءة وهي تزم شفتيها بطفولة :
– ممكن العب دور
يامن بتركيز شديد:
– لا انتِ شكلك هبلة و هتخسريني الscore بتاعي
سيليا بترجي :
– لالا انا شاطرة اوي في اللعبة دي هتشوف ، طب رهان على اي حاجة تعوزها
يامن و هو ينظر لها و قد التمعت اعينه بلمعة خبيثة:
– اي حاجة ، اي حاجة!!!
سيليا بتردد من تلك النظرات:
– اه ، اي حاجة
مال على أذنها فوقف آسر فجأة و ذهب لهم بخطى واسعة ثم امسك معصمها برفق ظاهري ولكنه كان يضغط على لحمها فأنكمشت ملامحها بتألم..
آسر بأبتسامة جافة:
– تعالي يا سيليا عايز اقولك حاجة
ثم سحبها لخارج ذلك المجلس فتابعه يامن بأبتسامة خبيثة ثم عاد بنظره لتلك اللعبة ولكن فجأة اشتم عطر انثوي يتسلل أنفه فأغمض اعينه و استنشق اكبر قدر منه و كتم أنفاسه كي يحتفظ به داخله فرآها تجلس مكان سيليا بجانبه و ابتسمت له ابتسامة صغيرة كتحية ولكنه ابتسم لها ببلاهة..
آسيا بتساؤل:
– مش عايز تخرج ، انا اتخنقت من قعدة البيت
يامن بتهرب:
– بلاش نخرج الفترة دي ، احنا عرسان جداد الناس ممكن تتكلم علينا
اومأت بضيق وهي تشعر بعدم راحة من ذلك الجواب فشعرت بالشك تجاهه ولكنها فضلت الصمت..
…………………………………………………………………..
بالردهة..
ثبتها آسر أمامه وهو ينظر لها بضيق شديد فسحبت معصمها بغيظ و ظلت تفركه وهي ترمقه بنظرات قاتلة..
آسر بضيق:
– انتِ قومتي من جمبي ليه؟؟
سيليا بضيق هي الأخرى وهي تمسك معصمها:
– كنت زهقانة و انت قاعد بتشتغل وانا مش واخدة على حد هنا
آسر بسخرية:
– و يامن ايه؟؟
سيليا بلامبالاة:
– يامن لذيذ انا حبيته!
اغمض اعينه لثواني ثم ضغط على عضمة أنفه يحاول استنشاق اكبر قد من الهواء ، هو فقط يريد منها بعض الاحترام لذلك متضايق ليس أكثر! أليس كذلك؟؟
آسر بهدوء مصتنع:
– مينفعش جوزك يبقى قاعد جمبك و تسيبيه و تروحي تقعدي جمب راجل تاني ، اللي قاعدين يقولوا ايه؟؟؟
سيليا بإذبهلال:
– على فكرة يامن ابن عمتي زي ما انت ابن عمتي!
آسر بحدة وهو يمسك معصمها:
– بس انا جوزك
سيليا بتألم وهي تنظر له بغضب :
– سيب ايدي انت بتوجعني
آسر ببرود وهو يتركها:
– انا مش عايز اللي حصل ده يتكرر تاني
نظرت له بإحتقار ثم دلفت الي الداخل مرة أخرى و عندما دلف وجدها تجلس بجانب آسيا فزفر بهدوء و عاد لمقعده ليباشر عمله على الحاسوب..
…………………………………………………………………..
في منتصف اليوم..
بغرفة عبد التواب..
كانت فاطمة تجلس بالتراث الملحق بالغرفة و تحتسي قهوتها و أمامها عبد التواب يتابع أحفاده من الأعلى ..
فاطمة بهدوء وهي تنظر لما ينظر اليه :
– ليه مخليهم يقعدوا مع بعض غصب عنهم ، يعني حتى في دي هتتحكم
عبد التواب بأبتسامة وهو يراقبهم :
– احبسي اي راجل و ست في مكان واحد غصب عنهم هيحبوا بعض ، وانا عايزهم قبل ما يحبوا بعض كزوج و زوجة اخليهم يحبوا بعض لأنهم دم واحد ، لازم نستغل الوضع قبل ما كل واحد يرجع شغله
فاطمة بضحك:
– تقوم مقعدهم في الجنينة كلهم غصب اديك شايف منظرهم ، اللي ماسك موبايله و اللي مش طايق حياته واللي قاعد بيدعي علينا في سره
عبد التواب بقهقهة:
– خليهم يا ستي ، بس شايفة الولا يامن قاعد كل شوية يبص لآسيا ازاي ، دي اللي هتربيه انا متأكد
بالأسفل..
كانت آسيا تمسك هاتف يامن و تلعب به وهو يشاهدها فهي رأته وهو يلعب و أرادت تجربة اللعبة و لكن قاطعها اتصال فزفرت بحنق..
آسيا بضيق:
– مليش دعوة الجيم ده مش هيتحسب انا خسرت بسبب اللي بيتصل
يامن بضحك وهو يسحب جواله من يدها:
– وريني مين بيتصل
نظرت بجانب أعينها فرأت اسم “شيرين” ولكن ما جعلها تعقد حاجبيها هو انتفاضه من جانبها و الإبتعاد عنهم جميعا كي يستطيع التحدث..
بدور بتساؤل وهي تميل عليها:
– هو راح فين؟؟
آسيا وهي تراقبه وهو يقف بعيداً و يتحدث بالهاتف:
– راح يرد على الموبايل
عند يامن..
يامن بتوتر وهو ينظر حوله:
– انتِ مين قالك تتصلي يا زفتة انتِ
تلك المدعوة شيرين بنبرة رقيقة للغاية:
– مقدرتش استحمل لما عرفت انك نزلت القاهرة يا بيبي
يامن بضحك:
– لا يا شيخة ، واللي قالك اني نزلت القاهرة مقالكيش اني نزلت بمراتي
شيرين بضحكة رنانة تسببت في ابعاده الهاتف عن اذنه:
– مراتك!!!!! انت هتعملهم عليا يا يويو ده انا أصدق اي حاجة في الدنيا إلا اني أصدق انك اتجوزت
يامن بمرح وهو يحك أسفل رأسه:
– ولا انا مصدق والله بس دي الحقيقة للأسف
شيرين بلامبالاة:
– هنستناك النهاردة انا و الشلة في مكاننا المعتاد ، متتأخرش يا.. يا متجوز
ضحكت ضحكتها الرنانة ثم اغلقت معه فأبتسم هو ثم وضع الهاتف بجيبه و عاد مرة أخرى فرأى آسيا تنظر له وهي تضيق اعينها كمن ينظر لمتهم فأسترد ريقه ثم جلس بجانبها ببطئ..
آسيا بحمحمة :
-مين شيرين؟؟
يامن بتعجب مصتنع:
– شيرين مين؟؟
آسيا بسخرية:
– اللي كنت بتكركر معاها من الضحك على التليفون من شوية
يامن :
– بتكركر؟؟ انتِ متأكدة انك متربية برة
آسيا بهدوء:
– على فكرة انا معنديش مشكلة يبقى عندك صحاب بنات و تبقى بتخرج معاهم و تتكلموا ، بس عندي مشكلة لو كذبت عليا
يامن بأريحية:
– طب الحمدلله ، شيرين دي آآ دي صاحبتي من زمان انا بس كدبت عشان خوفت تطلعي من الناس الخنيقة دي
آسيا بلامبالاة:
– لا يا عم عادي هو انا مراتك بجد
يامن بوجه جرو بريئ:
– ممكن طلب!! “اكمل وهو يرى علامات الاستفهام مرتسمة فوق وجهها” ممكن تطلبي من جدي اننا نخرج النهاردة بس آآ متجيش معايا
آسيا بعدم فهم:
– يعني ايه؟؟
يامن:
– يعني تقوليله اننا عايزين نخرج بما اننا عرسان جداد و كدة ، بس ده كدة و كدة كدب يعني عشان يسيبني اخرج
آسيا بتساؤل:
– هو انت بتعمل حاجة غلط؟
يامن بتوتر :
– لا طبعا بس آآ هو بيرفضلي كل طلباتي ، لو انتي طلبتي منه هو هيوافق عادي
آسيا:
– طب ما تخرج من وراه
يامن:
– ما هو لازم يديني فلوس
آسيا بشمئزاز وهي تنظر له بإحتقار:
– مش مكسوف من نفسك وأنت شحط كدة و بتاخد مصروف شبه العيال
يامن:
– مش مكسوف يا ستي ، ها هتساعديني ولا لا
آسيا ببرود وهي تنظر أمامها:
– لا
يامن بتوسل:
– مش هتأخر بجد ، انا بس خارج مع صحابي بليل و جدي هيقعد يتكلم و يقولي هتسيب عروستك و الكلام اللي ملوش لازمة ده
آسيا:
– ولما انا اقوله اني هاجي معاك و يبص يلاقيني موجودة وانت مش موجود هيبقى منظرنا ايه
يامن بتفكير:
– اقعدي في الاوضة و اقفلي على نفسك لحد ما اجي
آسيا بسخرية:
– طب وانت راجع ان شاء الله لما يلاقوك داخل ايدك فاضية و يسألوك عني هتقولهم ايه
يامن :
– هنتصرف ساعتها
آسيا بنفاذ صبر وهي تقف:
– ماشي يا يامن بس على الله تصغرني و تعمل حركات عبيطة ولا تطلع بتستغفلني و رايح تعمل مصيبة
دلفت لتبحث عن عبد التواب فأخبرها المساعد انه في غرفته فصعدت بسرعة لتنهي ذلك الأمر..

طرقت الباب ففتحت فاطمة التي ابتسمت لها ابتسامة عريضة..
فاطمة بسعادة وهي تسحبها للداخل :
– ادخلي ادخلي يا بنت الغالي ، يا عبده دي آسيا
عبد التواب بأبتسامة وهو يشير لها من الشرفة:
– تعالي يا آسيا
اقتربت آسيا وهي ترسم ابتسامة سخيفة على وجهها فرأته يرفع كفه لها كي تقبله ولكنها ابتسمت بإصفرار وصافحته ثم جلست أمامه..
آسيا بهدوء:
– انا عايزة اخرج انا و يامن
عبد التواب بذهول :
– يامن!
آسيا بتحدي وهي ترفع حاجبها:
– اه مش جوزي؟
عبد التواب وهو ينظر بغضب ليامن بالأسفل:
– اكيد الحيوان ده هو اللي باعتك
آسيا بغضب خفيف:
– هو انا عيلة صغيرة حد يبعتني و يجيبني ، كل اللي في الموضوع عايزة اخرج انا وهو عشان آآ نقرب اكتر الجو في البيت مكهرب
نظر لها عبد التواب بشك ثم نظر ليامن الذي كان ينظر إليهم بحماس من الأسفل ..
عبد التواب وهو يعود بنظره لآسيا :
– خلي بالك يامن مش سهل ولا طيب ، يعني هو لو رايح يعمل مصيبة يبقى انتِ بتساعديه
آسيا بتساؤل وهي تسترد لعابها:
– مصيبة من اي نوع!!
عبد التواب بغضب ليداري توتره:
– اهو مصيبة و خلاص ما انتوا جيل مهبب
آسيا بإحراج:
– طب آآ عايزين فلوس عشان نخرج
ابتسم عبد التواب وهو يرى تورد وجنتيها من الإحراج ليست مثل ذلك الوقح الحقير الذي بالأسفل ، اخرج من جيبه رزمة مالية و وضعها بين كفيها..
عبد التواب:
– دول ليكي انتِ وهو ، انا عايز انتِ اللي تبقي مسئولة عن مصاريف البيت ، يامن متهور ممكن يصرف قد كدة مرتين تلاتة في خروجة لكن انتي رزينة عشان الحياة علمتك قيمة الجنيه اللي بتتعبي فيه
اومأت بهدوء ثم وقفت لتغادر ولكنه فوجئت به يجذبها من كفها ليحتضنها..
عبد التواب وهو يحتضنها بقوة :
– انا حسيت ان محمد اللي قدامي مقدرتش امسك نفسي ، لو عوزتي اي حاجة كلميني ، اي حاجة!
ابتسمت آسيا بفتور ثم ابتعدت عنه و خرجت من الغرفة لتتبدل ملامح ابتسامتها تلك بنظرة اكثر تعقيداً ، كم تمقت تلك العائلة و تتمنى أن تأخذ ميراثها بأسرع وقت و ترحل لتعود لصديقتها و حياتها و على ذكر صديقتها أمسكت تلك الرزمة و أخرجت بِضع ورقات مالية ثم وضعتها في جيبها تخبئهم كي ترسلهم لصديقتها مساءاً..
عند يامن..
رآها تقترب منه و بدون أن يدرك أحد وضعت المال بيده فوضعه بسرعة بجيبه و قبل يدها فسحبت كفها بسرعة وهى تجحظ بأعينها…
آسيا بتوتر و إحراج وهي تجلس مرة أخرى:
– انا آآ خدت 1000 جنيه من الفلوس دي عشان هعمل بيهم حاجة
أخرج يامن المال من جيبه و قام بعدّه فرآها أخذت القليل فالجد قد أعطاها الكثير و الكثير ، قسّم المال بينهم ثم وضع بين يديها باقي نصفها لتعقد حاجبيها بعدم فهم..
يامن بمرح و همس:
– عشان احنا شركا في الجريمة دي يبقى كل واحد فينا ياخد النص
ضحكت وهي تهز رأسها بيأس ثم وضعت المال بجيبها ولكنها تأملته بإستغراب لماذا يعامل الجميع بلطف ، لماذا هو لطيف للغاية و طاهر القلب ، ابتسمت ان حظها وقع في ذلك الشاب فهي كانت لن تتحمل ان يزوجها جدها من شخص جاد للغاية و غير مرح إطلاقاً..
…………………………………………………………………..
في الواحدة بعد منتصف الليل..
كانت سيليا تجلس بالغرفة و تتحدث على الهاتف بمكالمة ڨيديو و يبدو عليها الضيق الشديد..
سيليا بضيق :
– انا مش فاهمة!!
صديقتها بدموع حاولت اخفائها لكن فشلت:
– يعني “روي” بيموت يا سيليا
سيليا بصدمة و هي تضع يدها المرتعشة فوق شفتيها:
– انتِ بتقولي ايه!!! بطلي هزارك السخيف ده انتِ عارفة اني مبستحملش كلمة عليه
صديقتها ببكاء وهي تمرر يدها بخصلات شعرها :
– مش بهزر ، انا والله مكنش قصدي انا كنت بمشيه في الشارع وقفني شاب يسألني على حاجة الكلام خدنا ببص لقيته بيعدي الشارع و آآ
سيليا بغضب و دموعها تنهمر:
– دي الأمانة اللي سيباها عندك!! انا غلطانة اني وثقت فيكي و أمنتك على حتة من روحي ، انتوا في انهي مستشفى؟
اغلقت معها بعد أن اخبرتها صديقتها بأنها سترسل إليها الموقع ثم ظلت تدور حول نفسها وهي تحاول استنشاق أكبر قدر من الهواء ، دلف آسر وهو يتحدث بالهاتف و كان يبحث عن شئ ما لكنه رآها بتلك الحالة فعقد حاجبيه بتعجب و كاد أن يتجاهلها و يخرج ولكنه رآها تجلس أرضا و تحتضن ركبتيها و تبدأ بالبكاء الشديد ، استرد ريقه بصعوبة فهو لأول مرة يتعرض لذلك الموقف ، هل يواسيها؟؟ أم يتركها و يغادر؟؟ استأذن من المتحدث بأن يغلق حالياً ثم ألقى بهاتفه فوق الفراش و جلس بجانبها أرضاً لم يعرف ماذا يقول ولكنه اكتفى بالتحديق بها..
سيليا بتقطع من بين شهقاتها:
– انا عايزة اروح المستشفى
آسر بقلق وهو يمسك وجهها:
– ليه انتِ تعبانة
بكت أكثر فوقف و اوقفها معه ثم هبط بها الدرج سريعاً ولم ينظر لأي أحد من العائلة الذين كانوا منتشرين بالأسفل..
محمود وهو يحاول اللحاق بهم:
– سيليا!!! يا سيليا في ايه؟؟
اوقفه عبد التواب و اشار له بأعينه بأن يتركهم وحدهم ، بالفعل توقف ولكن كان قلبه متوجس على ابنته فلذة كبده فكان آسر يمسك كفها و يسحبها خلفه وهي تخرج بملابس البيت فقط تضع الوشاح حول كتفيها..
في سيارة آسر..
سيليا ببكاء :
– انا عندي كلب اسمه “روي” ، كنت سيباه عند صاحبتي لما جينا نسافر و دلوقتي بتقولي انه عمل حادثة و بيموت ، انا بجد متعلقة بيه أوي و بحبه أوي
آسر بهدوء وهو يربت على فخذها:
– اهدي يا سيليا ادينا رايحين نشوف متقلقيش ، ان شاء الله كله هيبقى تمام
اومأت بسرعة متمسكة بالكلمة بأمل كبير ولكنها ابعدت يده وهي تنظر له بحنق و خجل طفولي فأبتسم ابتسامة جانبية ثم مسح أرنبة أنفه و نظر للطريق أمامه..

و بالفعل في أقل من عشر دقائق كانوا أمام الموقع المرسل إليهم فنظروا حولهم لم يجدوا اي مشفى فقط ذلك المقهى الكلاسيكي ، هبطت سيليا من السيارة وهي تلتف حول نفسها تنظر جيدا بجميع الأركان و تنظر لهاتفها لتتأكد من انها وصلت بالفعل..
آسر وهو يغلق السيارة جيدا بعد أن هبط منها:
– انتِ متأكدة ان اللوكيشن صح؟
سيليا بتعجب:
– ايوة!! بس آآ
استمعت لصوت نباح كلبها فنظرت حولها بسرعة لترى الكلب يقف أمام باب المقهى لتركض إليه و تحتضنه بقوة وهي تقبل كل أنش بوجهه..
سيليا بدموع و ابتسامة :
– انت كويس يا حبيبي ، ها طمني كويس؟؟
وقع وشاحها من عليها فإنحنى آسر و أخذه و كان سوف يضعه عليها ولكنه تفاجئ من خروج مجموعة كبيرة من عُمر سيليا تقريبا و يحملون كعكة كبيرة يوجد عليها صورتها..
سيليا بصدمة وهي تقف:
– ايه ده يا مجانين!!!!
قاطعها غنائهم فضحكت بقوة و ظلت تصفق بمرح و تغني معهم فسحبتها الفتيات للداخل وهن يغنون فدلف آسر معهم وهو يراقب تلك الزينة الموضوعة و تلك الكعكة ، ابتسم وهو يجلس في مقعد بعيد فقط يراقب تلك الأجواء بهدوء دون تعليق..
سيليا بدموع و ابتسامة :
– انا مش مصدقة بجد اللي عملتوه ده ، انا بحبكم اوي يا بنات
– مش البنات بس على فكرة!!
نظرت سيليا لمصدر الصوت و تفاجئت بصديقها المقرب يقف أمامها و يحمل هدية كبيرة و خلفه بقية أصدقائها الشباب ، صرخت سيليا بحماس و صافحته بحرارة كبيرة وهي تأخذ الهدية بحماس طفولي ولكنها سقطت بها فهي كانت ضخمة للغاية ، امسك معصمها ليوقفها مرة أخرى ولكنه تفاجئ بمن يدفع كفه بعيدا..
آسر من بين أسنانه وهو يمسك معصمها و يوقفها:
– مين ده
سيليا بأبتسامة وهى تشير إليه:
– ده حمزة البيست فريند بتاعي ، و ده آسر ابن عمتي يا حمزة
حمزة بأبتسامة صغيرة وهو يمد كفه:
– ازيك يا آسر؟
آسر وهو يتجاهله تماما:
– مش يلا الوقت اتأخر؟
سيليا بعبس طفولي:
– لا متأخرش انا لسة جاية
فتاة ما وهي تقترب و تضع معصمها حول رقبة سيليا:
– عارفة مين اللي اخد باله من “روي”
سيليا بتساؤل:
– هو انا مش سيباه معاكي؟
الفتاة بغمزة:
– لا حمزة هو اللي اخده
سيليا بأبتسامة تشع حباً :
– يا ميزو مش عارفة اقولك ايه بجد ، ربنا يخليك يا رب
حمزة بسعادة :
– مش هتفتحي الهدية
الفتاة بمرح:
– هي عارفة تشيلها الأول
ضحكوا جميعا عدا آسر الذي كان يقف و عروق رقبته تنفر منه ، انحنت سيليا لتحل تلك الربطة التي تتشكل على الصندوق على هيئة عقدة فظهر جزء من جسدها فأوقفها آسر بسرعة و وضع الوشاح حولها بضيق و غضب فأبعدته و انحنت مرة أخرى ولكن تلك المرة أحكمت يدها على الوشاح كي لا يظهر جسدها ، تفاجئت بماكينة الخياطة التي تحلم بها و حولها الكثير من الحلوى المحببة لها فصرخت بحماس وهي تضع يدها حول على وجنتيها بصدمة..
سيليا بصدمة كبيرة :
– ايه ده يا حمزة انت بتهزر !!! ، دي غالية اوي كلفت نفسك ليه بس
حمزة بأبتسامة:
– مفيش حاجة تغلى عليكي يا اجمل سيلو
سيليا بأبتسامة و دموعها تتجمع بأعينها :
-شكرا اوي بجد
زفر آسر متعمداً فنظرت له سيليا بغضب ثم ابتعدت من جانبه و ظلت واقفة مع أصدقائها الفتيات..
حمزة بتساؤل:
– مالك انت فيه حاجة مضيقاك؟
آسر ببرود:
– ملكش دعوة
حمزة بلامبالاة من همجيته تلك:
– هو انتوا اتصالحتوا؟؟ اصل سيلو كانت حكيالي على مشاكلكم العائلية دي
آسر بهمس غاضب وهو يمسك وجه ذلك الحمزة بعنف ضاغطاً على فكه:

– اولا اسمها سيليا ، ثانيا متدخلش في اللي ملكش فيه ، ثالثا بقى و ده أهم حاجة تبعد عن مراتي انا مبحبش ألمح دكر جمبها “ثم اكمل بسخرية وهو يرمقه أعلاه لأسفله” ولو اني اشك انك دكر
دفعه حمزة بعنف ثم أخبر سيليا بصوت مرتفع أنه راحل فكادت ان تلحق به ولكن أمسكها آسر من معصمها و دفعها بخفة مرة أخرى بناحية الفتيات لتزفر بغيظ فينظر لها ببراءة شديدة..
إحدى الفتيات بهمس وهي تنظر لآسر الجالس بعيداً:
– هو ده بقى ابن عمتك ، وقعتي واقفة يا بنت المحظوظة
سيليا بسخرية:
– ما انتِ متعرفيش حاجة هقولك ايه
الفتاة بمرح:
– والله لو بيصبحني بعلقة و يمسيني بعلقة كله يهون عشان اصحى على الوش الحلو ده
ضحك الفتيات بقوة عدا سيليا التي التفت لتنظر لآسر الذي كان يتصفح بهاتفه ، تأملته قليلا بدايةً من شعره الغزير و حاجبيه الكثيفان و أعينه الواسعة بلونها البني الصافي و أنفه الحاد و شفتيه آآ ، ابعدت اعينها بسرعة بعد أن رأته يرفع نظره إليها ليقاطع تأملها ، حكت خلف رقبتها بتوتر ثم شعرت بخطواته تقترب فظلت تلعب بأظافرها متجاهلة إياه تماماً حتى شعرت به ينحني من خلفها و يضع شفتيه فوق أذنها فأغمضت أعينها بقوة وهي تستشعر أنفاسه الدافئة التي تضرب جانب وجهها بقوة..
آسر بهمس:
– يلا بينا عشان عندي شغل بكرة بدري
اومأت وهي مخدرة تماماً و مازالت تغلق أعينها بقوة فأبتسم آسر بخبث و قبل وجنتها لتفتح أعينها بصدمة و قد تورد كامل وجهها..
آسر بهمس :
– كل سنة وانتِ طيبة
اعتدل بوقفته ثم أشار للجرو ليأتي مهرولاً فتحمله سيليا وهي مازالت تنظر بصدمة لللا شئ..
الفتيات:
– باي يا سيلو
سيليا بخفوت:
– باي ، الهدايا!!!
آسر بضحك:
– كل حاجة في العربية يا طماعة
ابتسمت ثم سارت بجانبه لتراه يفتح لها باب المقهى فشكرته ثم صعدت بالسيارة و لحق بها لينطلق بسرعة..
أسر ليكسر ذلك الصمت :
– مقولتيش ليه ان عيد ميلادك النهاردة
سيليا وهي تداعب الجرو النائم بين احضانها:
– عشان هو مش النهاردة ، ده لسة بعد يومين بس هما احتفلوا بيا عشان حمزة مسافر خلاص
آسر وهو يطرقع رقبته على ذكر ذلك الفتى:
– اه ، مين حمزة ده بقى
سيليا بإبتسامة:
– حمزة ده احسن اخ جابتهولي الأيام ، انت عارف ده كان جارنا لحد اعدادي بس بعد كدة مشى ، بس احنا فضلنا مع بعض في المدرسة و كمان الكلية ، لكن هو مسافر بقى خلاص ، رايح أمريكا هيعيش هناك مع أهله و يشتغل هناك
آسر بأبتسامة و راحة كبيرة لم يستطع اخفائهم رغم بكائها بجانبه تأثراً بمفارقة عشرة عمرها:
– معلش معلش ان شاء يبقى عندك صاحب جديد احسن منه
سيليا بتأثر وهي تمسح أعينها:
– ان شاء الله ، هو انت هتوافق يبقى عندي صحاب
آسر بهدوء:
– لو بنات اه ، لو ولاد قولي على نفسك يا رحمن يا رحيم
سيليا بإبتسامة متسائلة:
– هو انت بتغير؟؟
آسر بتوتر وهي يعتدل بجلسته:
– اغير ايه انتِ هبلة ، ده مبدأ عندي ان مراتي ميبقاش عندها صحاب ولاد
سيليا بغضب:
– و ده ليه ان شاء الله
آسر بغضب :
– حد قالك اني مركبهم!!!!!!!
سيليا بعدم فهم:
– هما ايه دول
آسر بضحك :
– خيبتي ، لعلمك الكلب ده مش هينام عندنا انا عندي حساسية من شعر الحيوانات
ضحكت بقوة حتى كادت ان تختنق فتوقف جانباً بسرعة و ظلت يربت على ظهرها وهي مسترسلة في ضحكاتها..
سيليا بتنفس عالي:
– انت بطولك و عرضك ده عندك حساسية من الشعر
آسر بضيق وهو ينطلق بالسيارة مرة أخرى :
– هو المرض بيفرق بين طويل و قصير
سيليا وقد خفت ضحكاتها قليلا :
– عندك حق ، خلاص هو هينام برة في الصالة
آسر بحنق:
– ما انا بنام في الصالة
سيليا بضيق:
– ما انا اكيد مستحيل انام في الصالة انا جسمي مش متعود على كدة هصحى جسمي مكسر
آسر بهدوء:
– خلاص ننام سوا
سيليا بغضب :
– انت اتجننت عايز تنام جمبي
آسر بسخرية:
– احنا متجوزين على فكرة لو ناسية ، و بعدين حد قالك اني هموت و انام جمبك ده لحد ما نعمله بيت بس تحت في الجنينة
زفرت بضيق و احتضنت جروها بقوة و كأنها تحتمي به من تلك الأفكار التي هجمت على عقلها فجأة بمجرد تخيله ينام بجانبها ، فهزت رأسها بقوة لعل تلك الأفكار تسقط أرضاً فأبتسم آسر و ضغط فوق البنزين بقوة أسرع كأنه طواق بشدة ليذهب لتلك الغرفة و ينام بجانبها غير آبه بضيقها الملحوظ..

يتبع….

في صباح اليوم التالي..
استيقظ آسر على صوت رنين هاتفه فحاول النوم على جانبه كي يمد يده ويأخذ الهاتف ولكنه لم يستطع بسبب ذلك الثقل على صدره فنظر بعدم فهم ليراها تضع رأسها فوق صدره و تلف قدمها حول خصره و شعرها مبعثر على صدره العاري فأبتسم بقوة وهو يتذكر ما حدث أمس..
فلاش باك..
دلفت وهي تحمل جروها النائم و دلف هو خلفها يحمل جميع هداياها فوضعها جانبا ليغلق الباب خلفه و يراقب ماذا سوف تفعل ، رآها تخلع ذلك الوشاح و تفرشه أرضاً ثم تضع جروها فوقه ثم كادت ان تدلف الي غرفة النوم ولكنه اعاق طريقها بجسده بسرعة..
سيليا بغضب :
– خير؟؟؟
آسر وهو ينظر لها بإحتقار:
– رايحة فين يا حبيبتي يلا على الحمام
سيليا بعدم فهم:
– أفندم؟؟؟
آسر وهو يشير للمرحاض:
– ادخلي خدي شاور ، مستحيل ادخلك الأوضة وانتي كلك شعر الحيوان ده
سيليا بغضب وهي ترفع سبابتها بوجهه:
– مسمهوش حيوان ، اسمه “روي” ، عديني اخد هدوم
آسر :
– انسي انك تدخلي الأوضة وانتِ كدة ، اصبري انا شوفت صاحبتك جيبالك هدوم في شنطة الهدية دي
رأته وهو يذهب لتلك الهدايا و يمسك بحقيبة ما فيخرج من داخلها ملابس ولكنه جحظ بأعينه و نظر لها..
سيليا وهي تقترب منه:
– في ايه ، الهدوم غالية ولا ايه؟؟
سحبت الملابس من بين يده لتجدها ملابس عارية للغاية مخصصة للأزواج فبسرعة خبئتها خلف ظهرها و ركضت للمرحاض لتختبئ منه بعد ان اشتعل وجهها بقوة..
بعد قليل كانت قد انتهت من حمامها و بحثت عن منشفة لم تجد فضربت رأسها بقوة وهي تلعن نفسها ، فتحت الباب و ظلت تنادي عليه لكنه لم يجيب فزفرت بضيق و اغلقت الباب بقوة لتنظر حولها فترى تلك الملابس الموضوع فوق صندوق القمامة ، عضت شفتيها بقوة ثم فتحت الباب مرة أخرى لتنادي بصوت أعلى لكن ما من مجيب فزفرت بغضب شديد و أمسكت تلك الملابس لتتأملها بخجل شديد ولكنها رأت قطعة محتشمة قليلاً فقررت ان ترتديه فهو يبدوا انه قد غط بسبات عميق ..

ارتدته و وقفت أمام المرآة تتأمل نفسها بخجل شديد ، فهو كان عبارة عن فستان ستان طويل يتميز بأنه لامع يوجد به فتحة بالجهة اليسرى تصل لأول فخذها و بحمالات رفيعة للغاية و ظهره مكشوف ، خرجت ببطئ تبحث عنه بأعينها فلم تجده فزفرت براحة ثم دلفت لغرفة النوم لتجده يجلس على الفراش و يشاهد فيلماً على حاسوبه و يضع السماعات لذلك لم يسمعها ، استردت لعابها بتوتر و سارت فوق أصابع قدمها بهدوء ناحية الخزانة داعية الله أن لا يرفع نظره الآن ولكن بالطبع لم يحدث كما تتمنى فبمجرد ان التفت للخزانة استمعت لصفيره المرح..
آسر بمرح:
– اوباااااا ، شكلنا هنلغي شغل بكرة
سيليا بحدة وهي مازالت تعطيه ظهرها و تعبث بالملابس التي في الخزانة:
– احترم نفسك يا آسر و بص قدامك ، فين الزفت الهدوم؟؟
شعرت به يقف خلفها فتوترت بقوة و ابتعدت لتلتصق بالخزانة وهي تعبث بالملابس..
آسر بلامبالاة:
– خدي بيچامة من عندي ، انتِ لسة مجبتيش هدومك من البيت
تذكرت بالفعل انها لم تحضر ملابسها فقط كانت تأخذ منامتين و قد استخدمتهم بالطبع ، ضيقت اعينها وهي تفكر ، لماذا الحظ يعاندها دائماً ، لم تكترث كثيرا فسحبت تلك المنامة القطنية التي رأتها أمامها ثم طلبت منه الخروج فخرج بالفعل حتى انتهت لتناديه فيدلف و ينفجر ضاحكاً عليها فالملابس كانت كبيرة بشكل ملحوظ حتى أن سرواله القصير يصل لما بعد ركبتيها بقليل..
سيليا بغضب وهي تجلس فوق الفراش :
– على فكرة دي سخافة ، انا مسمحلكش
آسر مبتسماً وهو يقترب من الفراش :
– خلاص خلاص سكت
جلس من الجهة الأخرى و خلع حذائه و تمدد فوق الفراش ولكنه دفعته من بخفة من فوق الفراش و طلبت منه أن يغلق الضوء لتبقى تلك الإضاءة الخافتة التي تأتي من الشرفة الصغيرة الملحقة بالغرفة..
عاد مرة أخرى للفراش بعد أن اغلق الاضواء فوجدها تضع تلك الوسادة بينهم..
آسر بتساؤل:
– هو ايه ده ان شاء الله؟
سيليا بلامبالاة:
– مخدة ايه مش شايف
آسر بسخرية:
– لا شايف يا ظريفة ، حطاها ليه
سيليا بجمود:
– عشان احمي نفسي منك
ابتسم ببرود ثم جذب تلك الوسادة و ألقاها أرضاً فشهقت بغيظ و ظلت تسبه و تلعنه فتمدد بأريحية بعد أن خلع قميصه و أعطاها ظهره متجاهلاً اياها ليغط بسبات عميق لتتبعه هى بعد ثواني ، و في منتصف الليل شعر برأسها التي توضع على صدره تصحبها همهمة خافتة ففتح اعينه بنعاس ليجدها نائمة فأبتسم بيأس وهو يشعر بقدمها تلتف حوله ليقهقه بخفوت و يضع ذراعه بخفة اسفلها و يضمها لصدره اكثر لتنتشر تلك الرائحة المنبعثة من شعرها فيستنشق اكبر قدر من الهواء و يعود لنومه مرة أخرى..
انتهاء الفلاش باك..
حاول إزاحة قدمها ولكنها زمجرت بخفوت لتشد ذراعها و تضمه اكثر فتوتر من ملمس جسدها فوق جسده و استرد لعابه وهو يحاول ابعادها فلم يستطع بسبب تشبثها به كمن وجد ضالته بعد طول عناء ، استمع لرنين هاتفه مرة أخرى و كاد ان يمسكه فشعر بتململها بين احضانه ليغلق اعينه بسرعة متصنعاً النوم ، فتحت اعينها بنعاس وهي تشعر بملمس غريب أسفل وجنتها فنظرت بعدم فهم لتجد نفسها بين احضانه فشهقت بخضة ثم وقفت بسرعة لتخرج و تدلف إلى المرحاض ولكنها استمعت لطرقات على الباب فعقدت حاجبيها بعدم فهم و ذهبت لتفتح لتتفاجئ بتلك الفتاة مساعدة آسر لتفتح فمها كالبلهاء وهي تنظر لوجهها المزين بإحترافية و شعرها المرتب بعناية و ملابسها التي تكشف الكثير ، عضت شفتيها بغيظ فهى الآن ظهرت أمامها كالصبي الجالس بالشوارع بشعرها المشعث و ملابسها المهرولة..
سيليا بحدة :
– خير؟؟
الفتاة بنبرة رقيقة للغاية:
– انا جاية اخد بشمهندس آسر
سيليا مقلدة اياها:
– و جاية تاخدي بشمهندس آسر من أوضة نومه ليه؟
الفتاة بأبتسامة:
– انا متعودة على كدة بدخل انقيله بدلته و احضرله فطاره و نطلع على الشركة سوا
سيليا بأبتسامة مصدومة:
– لا والله؟؟؟؟؟؟ “ثم بصوت عالي للغاية” آســـــــــــــــــــر
خرج آسر بسرعة ظناً منه انها صُدمت او وقعت أرضاً ولكنه رآها تقف أمام مساعدته الخاصة و تنظر له بحدة ظاهرة ، نظر لها بعدم فهم..
سيليا بغضب بعد أن اغلقت الباب بوجه الفتاة:
– ادخل استر نفسك
نظر لما تشير فتذكر انه عاري الصدر فعاد للغرفة وهو يضحك و ارتدى ملابسه بالفعل ثم خرج مرة أخرى ليجدها تقف بمكانها أمام الباب ، ذهب ليفتح فوجدها تقف بجانبه تكاد تلتصق به و تنظر للفتاة بشر..
آسر بأبتسامة تقليدية وهو يحاول أبعاد سيليا الملتصقة به:
– صباح الخير يا لي لي
لي لي بأبتسامة واسعة:
– صباح الخير يا مستر آسر ، جيت في معادي اهو
آسر بمرح:
– طول عمرك مواعيدك مظبوطة يا لولو
سيليا وهي تنظر له بغضب :
– لولو؟؟
آسر بأبتسامة متوترة:
– ادخلي يا لي لي يلا
سيليا بحدة وهي تسد الطريق عليها :
– تدخل فين ان شاء الله؟؟ أوضة نومي؟؟؟؟ ليه هى سايبة كل من هب و دب يدخلها
آسر بغضب:
– سيليا!!!
سيليا بجمود وهو تنظر للفتاة:
– انزلي استني تحت لحد ما نغير هدومنا
لم تنتظر الرد حتى و اغلقت بوجهها ثم استدارت و سارت للمرحاض ولكنه لحقها بخطوات واسعة ثم امسك بمعصمها و ادارها له..
آسر بغضب:
– ايه الهبل اللي انتِ بتعمليه ده
سيليا بذهول:
– الهبل اللي انا بعمله؟؟ و اللي انت بتعمله ده عادي يعني
آسر بسخرية:
– ايه اللي انا بعمله ان شاء الله؟
سيليا بحدة :
– لا ولا حاجة عايزة تدخل سكرتيرتك أوضة النوم بس عشان تختار هدومك و تعملك فطار ، الله بجد ، تحب اسيبلكو الأوضة نص ساعة كدة
آسر بحدة:
– سيليا احترمي نفسك
سيليا بحدة كبيرة وهي تسحب معصمها من بين يده بعنف:
– انا محترمة غصب عنك لكن انت اللي مش محترم ، اسمع يا ابن عمتي انت بقيت جوزي يعني العبط اللي كنت بتعمله قبل كدة ده تنساه ، انا مش هدخل واحدة أوضة نومي و اخليها تختار لجوزي هدومه وانا اقعد اتفرج عليها ، ما تيجي تظبطلي الأريل
آسر بسخرية:
– هو انتِ مفكرة اننا متجوزين بجد ولا ايه؟؟ انت بالنسبالي بنت خالي اللي اتغصبت عليها و اتغصبت عليا و بس ، بقولك ايه يا سيليا عشان كل واحد يرتاح و ميقرفش التاني ، انتِ تعتبريني مش موجود وانا هعتبرك مش موجودة احنا أخرنا صباح الخير و مساء الخير لا ليكي دعوة بحياتي ولا ليا دعوة بحياتك انتِ سامعة
كم آلمها قلبها من تلك الكلمات الجارحة فدمعت أعينها ولكنها اومأت و دلفت للمرحاض بسرعة فكاد ان يلحقها ولكنها أغلقت الباب من الداخل فضرب جبهته عدة مرات و ركل الأريكة بقوة وهو يزفر بضيق من نفسه..
…………………………………………………………………..
في غرفة أيان
كانت بدور ترتدي جلباب منزلي أنيق للغاية و تضع حجابها بإهمال و تجلس فوق الأريكة منتظرة أيان الذي يبدل ملابسه كي يهبطوا للفطور ، كان يظهر العبوس عليها و احمرار أعينها من كثرة البكاء فتذكرت ما حدث صباحاً..
فلاش باك..
استيقظت بدور و خرجت من الغرفة لتجد أيان ينام فوق الأريكة فأحتقن وجهها بغضب ثم ذهبت له بسرعة و ظلت تهزه بعنف حتى استيقظ..
أيان بخضة وهو يجلس:
– في ايه؟؟ انتِ كويسة؟
بدور بغضب :
– لا مش بخير يا ابن خالتي ، ايه اللي بيحصل ده؟
أيان بعدم فهم وهو يقف :
– ايه اللي بيحصل؟
بدور بحدة وهي تشير للأريكة:
– ممكن اعرف انت بتنام على الزفت الكنبة ليه ، ليه مش بتنام جمبي زي اي زوج طبيعي بينام جمب مراته؟؟
أيان بهدوء:
– انا بس كنت بتفرج على التليفزيون و نمت هنا غصب عني
بدور بسخرية وهي تسحب الوسادة و الغطاء:
– و اللي بينام غصب عنه بيجيب مخدة و غطا ليه ، هو انت فاكرني عبيطة ، يوم فرحنا قولت يمكن نام هنا من التعب و كنا سكة سفر كمان و امبارح تتأخر تحت و لما ترجع تتسحب زي الحرامية و تدخل أوضة النوم تاخد غطا و مخدة و تطلع برة ، هو انت ليه بتعمل معايا كدة بجد ، هو انت مش عارف اني بحب..
أيان بسرعة وهو يضع كفه فوق شفتيها:
– اوعي تقوليها يا بدور ، لأنه مش هينفع ، و جوازنا ده مش زي الجواز اللي في دماغك ، انتِ في نظري بنت خالتي و اختي الصغيرة و عمر ما ده هيتغير ، انا بحبك زي اختي و عمري ما هشوفك غير كدة
بدور بصوت مبحوح و دموع منهمرة وهي تزيح كفه:
– انا اسفة اني حسيت بحاجة ناحيتك ، انت طلعت متستحقش الصورة اللي رسمهالك في خيالي
ذهبت لغرفة النوم وهي تبكي لتبدل ملابسها و تخرج فكاد ان يتحدث ولكنها طلبت منه أن يبدل ملابسه كي يهبطوا سوياً للفطور
انتهاء الفلاش باك..
مسحت دموعها التي انهمرت مرة أخرى ثم وقفت لتخرج بعد أن رأته يقف أمامها فلحق بها و هبطوا سوياً..
…………………………………………………………………..
في غرفة يونس..
خرج من المرحاض وهو يلف منشفة حول خصره و كاد ان يدلف لغرفة النوم ولكنه استمع لصوت يأتي من الشرفة فأقترب ببطئ ليستمع لمحادثتها..
ريتال بحنق:
– محمد انا مش فاهمة حاجة ، ايه المصيبة اللي عملتها ، انا مبحبش اللف و الدوران ده
محمد بضيق:
– انا بجد معملتش حاجة ، انا كنت في مكان سهر و كدة و شوفت اخت واحد صاحبي هناك و كانت حالتها زفت قولت اوصلها بلف عشان اطلع لقيت اسماء في وشي و شافت البت وهي حاطة ايدها عليا وانا لافف ايدي عليها
ريتال بجمود :
– احلف ان دي اخت صاحبك
محمد بتوتر:
– انتِ هبلة يا ريتا ، بقولك اخت صاحبي ايه اللي هيخليني اكدب
ريتال بنفس ذات الجمود :
– بقولك احلف يا محمد
محمد بزفير قوي:
– لا مش هحلف
ريتال بغضب:
– اه يا خاين يا زبالة يا حقير ، انا قولتلك بلاش تكسر قلب اسماء لكن بردو طلعت زبالة ، تصدق اني بكرهك و بكره كل الرجالة اللي من عينتك ، اقفل عشان مشتمش اكتر من كدة
اغلقت بوجهه ثم دلفت بسرعة كالمجنونة حتى انها ارتطمت بيونس ولكنها لم تلتفت له و دلفت للغرفة فتعجب من عصبيتها تلك ، رآها بعد خمس دقائق تخرج بسرعة وهي ترتدي حذائها بإهمال..
ريتال وهي لم تنظر له حتى و مكملة ارتداء حذائها:
– هات مفتاح عربيتك
يونس بعدم فهم وهو يقترب منها:
– افندم؟؟
ريتال بحدة وهي تعتدل بوقفتها و تنظر له :
– بقولك هات مفتاح عربيتـ…
صرخت عندما رأته بتلك الحالة فأعطته ظهرها فوراً ليدلف لغرفة نومه سريعاً و يرتدي ملابسه على عجلة ثم يعود لها فيجدها مازالت تعطيه ظهرها..
يونس بهدوء:
– انا لبست
ريتال بجمود وهي تستدير له:
– عايزة مفتاح العربية لو سمحت
يونس بتساؤل:
– ليه
ريتال بغضب عند تذكرها:
– عشان لازم اروح اربي الكلب ده
يونس:
– محمد؟؟؟
ريتال بغضب:
– ايوة
يونس ببرود وهو يجلس ليرتدي حذائه:
– مفيش مفتاح عربية ، و بعدين متدخليش في اللي ملكيش فيه ، سيبيهم يتصرفوا مع بعض انتِ مالك
ريتال بإنفعال وهي أرضاً فوق ركبتيها كي تكون في طوله:

– يعني ايه انا مالي ، دي صاحبتي!! وهو محترمهاش و جرحها ، لازم ياخد جزاته لأني حذرته ، دي كانت شيلاه من على الأرض شيل و بتسمع كلامه و بتحبه ، دي قفلت حياتها عليه ، حياتها بقت هو و بس ، دول بقالهم يومين بس مقري فاتحتهم
يونس بهدوء وهو ينظر لأعينها التي تحولت لجمرة مشتعلة من الغضب:
– سيبي الأيام تربيه ، هو لما يتساب لوحده و يلاقي الدنيا فضيت عليه هيقعد مع دماغه و يحاسب نفسه و يعرف انه غلط
ريتال بجنون و قد انهمرت دموعها من القهر :
– لا انا اللي لازم احاسبه ، انت مسمعتش صوتها دي كانت مقهورة ، كانت مش عارفة تاخد نفسها ، اسماء ضعيفة اوي مش هتستحمل حاجة زي دي
رفع كفه بهدوء و امسك وجنتها و بإبهامه مسح تلك الدموع المنهمرة فأغمضت هي اعينها بقوة فتلك حركة والدها عندما تبكي كان يمسح دموعها بإبهامه وهو يتحسس وجنتها ، وعلى ذكرى والدها بكت بحرقة و علت شهقاتها فجذبها بين احضانه بسرعة فدفنت وجهها برقبته وهي تبكي بشدة ، هي متعلقة بصديقتها أسماء بشدة فهي صديقتها منذ الطفولة ، دائماً تشعر ان أسماء مسئولة منها وعليها حمايتها فهي ضعيفة للغاية و هشة من الداخل..

بعد فترة هدأت فأبعدت يدها عنه ببطئ ثم دفعته بخفة وهي تمسح وجهها بظهر كفها ، ابتسم على تلك الحركة الطفولية ولكنه أخفى تلك الابتسامة سريعا وهو يراها ترفع نظرها له..
ريتال بصوت مبحوح:
– انت دلوقتي بتقول عليا اوڨر صح؟
يونس بهدوء:
– لا ، من حق كل إنسان يدي ردة الفعل اللي تريحه
ريتال وهي تقف لتجلس على الأريكة بجانبه:
– اصل اسماء دي وهي صغيرة شافت باباها وهو بيخون مامتها فأتعقدت بالذات من الخيانة لأنها شافت مامتها وهي بتنتحر بسبب الموضوع ده ، بعد كدة عاشت مع باباها اللي كان كل يوم يجيب واحدة البيت لحد ما ربنا هداه و اتجوز واحدة علمته الأدب ، انا بس خوفت على أسماء حسيت بقهرتها ، انا بحس اسماء دي بنتي مش صاحبتي اللي يوجعها يوجعني و اللي يفرحها يفرحني ، انا عارفة محمد ده و عارفة انه لعبي و بتاع بنات بس حسيته حبها بجد شوفت ده في عينه و في غيرته عليها ، مش عارفة عمل كدة ازاي
كان يتابع انفعالاتها و يديها التي تتحدث بهم من كثرة الانفعال و عروق رقبتها التي تظهر و تختفي ، لا يعلم لما فرح لمشاركتها له تلك الأحداث فهو سعيد بذلك الحديث و تلك المناقشة..
يونس بأبتسامة :
– متقلقيش يا ريتال ، كل حاجة هتتحل ، ايه رأيك نفطر و اوصلك لصاحبتك؟؟
ريتال بصدمة:
– بجد؟؟؟
يونس:
– بجد
ابتسمت له ثم وقفت ليقف و يخرج معها و الابتسامة تزين وجوههم..
…………………………………………………………………..
بالأسفل..
كانت آسيا تقلب الطعام بشرود فهي تذكرت عندما فتحت الباب ليامن بالأمس فكانت حالته مزرية و غير واعي بما حوله فأدخلته بسرعة و ساعدته بالجلوس على الفراش ثم خرجت تاركة اياه وحده بعد أن غط بسبات عميق..
عبد التواب بهدوء:
– مالك يا آسيا مش بتاكلي ليه
آسيا بأبتسامة ثلجية:
– لا باكل اهو
يامن بهمس وهو يميل عليها :
– في ايه مبتاكليش ليه
رمقته آسيا بنظرة جانبية ولم ترد عليه فعقد حاجبيه بعدم فهم ولكنه لم يبالي كثيراً و اكمل طعامه ، كان عبد التواب يراقبهم جميعاً فوجد الجميع في حالة عبوس ملحوظ عدا ريتال التي كانت تقهقه بهمس مع زوجها فأبتسم بطمأنينة ولكنه عبس عندما لاحظ اختفاء مليكة و صقر..
عبد التواب بخشونة:
– فين صقر و مليكة
مليكة بضيق وهي تقترب:
– احنا اهو
نظر لهم الجميع فكانت مليكة تحمل الرضيع و بيدها الأخرى تمسك المقعد المتحرك الخاص بفيروز و يقف بجانبهم صقر الذي كان يحمل حقيبة وردية بضيق واضح..
فاطمة بتساؤل:
– هو انتوا لابسين و رايحين فين كدة؟
مليكة بهدوء:
– رايحين نخرج الولاد ، فيها حاجة؟؟
ضحكت فاطمة بذهول وهى تتابع مغادرة مليكة بشموخ و معها الأطفال فوقف صقر مكانه وهو يلعن حظه على تلك المخبولة التي استيقظت فجأة تريد التنزه مع أطفاله بل و تجعله يحمل تلك الحقيبة الوردية البلهاء..
مليكة بحدة من الخارج:
– يا صقر!!!!!
تبعها بجمود و عندما خرج انفجر الجميع ضاحكاً حتى أن عبد التواب شاركهم الضحك..
بدور بذهول:
– ابيه صقر ماسك شنطة بناتي!!
آسر بضحك :
– لا و مليكة بتزعقله كمان
ريتال بتشفي و مرح:
– جاتله اللي هتربيه ، دي محدش يقدر عليها دي ، كنا بنخوف بيها الأطفال في الشارع
فاطمة بضحك :
– يخرب عقلك يا ريتال ، دمك شربات
عبد التواب بأبتسامة:
– ناوليني يا فاطمة الجرنال ده الواحد نفسه اتفتحت وهو شايف صقر مع عياله و مراته
أعطته فاطمة الجريدة وهي تبتسم بسعادة داعية الله أن يزرع في قلوبهم جميعا المحبة و الرضا و التسامح ، كان عبد التواب يأكل بيد و بالأخري يتصفح الجريدة ولكن سقطت الملعقة منه وهو يرى صورة حفيده فى ملهى ليلي وهو يحاوط خصر فتاة مع عنوان عريض..
” لقد عاد فاسق العائلة الصغير لأضواء المدينة”
رفع نظره ليامن الذي كان يأكل بلامبالاة بمن حوله ، كان يشعر بالغضب يتدفق داخله حتى كادت رأسه ان تنفجر ولكنه تحدث بالهدوء الذي يطلق عليه هدوء ما قبل العاصفة..
– انت كنت فين امبارح يا يامن
يامن بتوتر وهو يسترد لعابه:
– كنت آآ كنت برة
عبد التواب بهدوء:
– كنت برة فين و مع مين
يامن بمرح :
– ايه الأسئلة دي يا حجوج بتغير عليا ولا ايه
عبد التواب بحدة وهو يضرب الطاولة بكفه:
– رد على قد السؤال!!!!!
آسيا وهي تقف بتوتر :
– احنا كنا في نادي سوا ، مش آآ مش انا جيت استأذنت حضرتك اننا نخرج
عبد التواب وهو يتحدث بخشونة و نظره مثبت على يامن الذي وقف بجانبها:

– بس انتِ مخرجتيش من اوضتك طول اليوم ولا رجعتي معاه
آسيا بتلعثم :
– لالا جيت معاه و آآ
عبد التواب بغضب شديد :
– بطلي كدب!!
فاطمة بتوتر وهي تربت فوق كفه :
– في ايه يا عبده براحة ما هي بتقولك كانوا سوا
عبد التواب بهدوء مزيف:
– اسم النادي اللي كنتوا في ايه
نطق الاثنين في آنٍ واحد ولكن كل شخص نطق بأسم غير الآخر فوقف عبد التواب و اقترب منهم ببطئ حتى أصبح أمامهم مباشرة ، لا تعلم لما وقفت أمام يامن كمن يحمي طفله و نظرت لعبد التواب بعدم فهم ، ولكن فجأة صفعه عبد التواب بقوة حتى أن أنفه قد نزف بعد أن ارتطم بالأرض..

يتبع….

في الحديقة..
كانت تجلس مليكة أرضا فوق ذلك الوشاح الواسع و تضع فوقه الصغير الذي تلاعبه و تنظر لصقر و فيروز الذين يتحدثون بعيداً..
فيروز بجمود وهي تنظر للبركة أمامها:
– مبروك
صقر بهدوء وهو ينظر لها:
– على فكرة احنا جوازنا مش زي ما انتِ فاكرة ، كل واحد بينام في حتة لوحده ، احنا اساسا مش طايقين بعض
فيروز بسخرية:
– اه تقصد أن علاقتك بيها زي علاقتك بماما يعني
لم يرد عليها و اكتفى بالجلوس أرضاً بجانب مقعدها ، استدارت برأسها لترى مليكة تلعب مع الطفل بأبتسامة بريئة و قهقهات عالية ، كم آلمها قلبها فشقيقها سينعم بأم ولكن هي قد كبرت بدوم أم و أب ، ابتسمت بحزن ثم نظرت للبركة مرة أخرى..
فيروز بهدوء:
– مليكة شكلها طيبة
صقر بلامبالاة:
– طيبة لنفسها مش ليا
فيروز بغضب:
– هو انت هتبطل اللي انت فيه ده امتى؟؟ عايز تسيب وراك كام قلب مكسور
صقر بغضب مماثل:
– وانا مين بص على قلبي
مليكة بصوت عالي من الخلف :
– انا!!
استدار الاثنتين لها برؤوسهم ولكنهم رأوها تلاعب الطفل فقط ، ضحكت فيروز ولكنه قطب جبينه و عاد ينظر للبركة..
فيروز بهدوء:
– على فكرة انت متستاهلش حب حد من اللي حواليك ، انت كسرت قلوب كتير اوي و مبصتش وراك و تستحق ان يتكسر قلبك
نظر لها بجمود مصتنع وهى تحرك مقعدها لتذهب لمليكة فمسح تلك الدمعة سريعا التي سقطت دون ارادته فوقف وهو ينفض بنطاله ثم سار إليهم..
صقر ببرود:
– يلا عشان ورايا شغل
مليكة ببراءة وهي تفتح الحقيبة:
– احنا لسة مكلناش السندوتشات؟ انا عملت كيكة كمان
فيروز و صقر بآن واحد:
– مبحبش الكيكة!
ابدلت نظراتها بينهم ثم عبست بوجه طفولي وهي تلملم الطعام بغيظ و بعدما انتهت وقفت بسرعة و حملت الرضيع و غادرت ولكنها عادت مرة أخرى لتسحب مقعد فيروز و تذهب للسيارة الخاصة بصقر..
صقر بحدة :
– و الشنطة و الملاية دول ايه ان شاء الله ، مين هيشيلهم؟؟
لم تعطيه رد و اكتفت برمقه بنظرة احتقار وهي تقف بجانب السيارة لتجده يقترب منهم و يترك اشيائها أرضاً فشهقت بذهول من فظاظته و عادت بسرعة للحقيبة لترفعها بحذر كي لا يتأذى الطفل الذي بأحضانها..
مليكة بغيظ وهي تحمل الحقيبة :
– وقح و مغرور و غير مسئول بالمرة
…………………………………………………………………..
في غرفة عبد التواب..
كان يجلس كل من آسيا و يامن فوق الأريكة و رؤوسهم منكسة أرضاً و يقف أمامهم عبد التواب ينظر لهم بصمت..
عبد التواب بهدوء:
– لآخر مرة هسألك يا آسيا ، ايه اللي حصل ، اوعدك اني هصدقك
استردت آسيا لعابها و نظرت بتردد بجانبها ليقابلها وجنة يامن المتورمة و عليها أصابع الجد و أسفل أنفه يوجد بعض الدماء الجافة ، رمشت بأعينها بخوف ثم وقفت بشجاعة لتتحدث بقوة..

– هو انت بأي حق تمد ايدك عليه؟؟ انت شايف عملت ايه في وشه! ده آآ
عبد التواب مقاطعاً بحدة :
– بلاش ملاوعة في الكلام ، اللي بتدافعي عنه ده فاجر ، فاجر و زاني ، مش مراعي ان العيون علينا بسبب سلطتنا في السوق كل يوم مع بت من الصيع اللي يعرفهم ، انتِ مقرتيش الجرايد شكلك ، ده صورته منورة وهو في حضن واحدة شمال شبهه ، و يا ريته جاب الفضيحة و الكلام لنفسه بس ، ده الكلام مس سمعتك كمان يا هانم
نظرت ليامن بأعين دامية وهي تشعر بأن رأسها سينفجر فأنحنت لتجلب الجريدة من فوق الطاولة الصغيرة و تقرأ الخبر..
” بعد مرور ما يقل عن اسبوع على زفافه ، عاد الماجن مرة أخرى لزوايا الملاهي الليلية ، هل زوجته لم تملئ فراغه ام انها يوجد بها شئ جعله يبحث عن أخريات بتلك السرعة ، لقد عاد يامن الجندي من جديد و لكن تلك المرة ليست كأي مرة فهو عاد وهو متزوج ولكن أين خاتم الزواج ، هناك الكثير من الأسئلة تتراوح ولكننا بالطبع سنجد إجابات حتمية ”
دمعت اعينها ثم كورت تلك الجريدة بيدها و القتها بعيداً..
آسيا بجمود وهى تنظر للجد بتحدي:
– مش انت عايز الحقيقة؟؟ انا و يامن كنا مع بعض امبارح ، و البنت اللي في الصورة دي صاحبتي و كانت زعلانة عشان بترقص لوحدها ، انا قومت يامن يرقص معاها بس هو كان تقل في الشرب شوية وانا لحقته في الآخر و روحنا ، و قبل ما تسأل على اي حاجة انا خروجاتي كلها كانت في أماكن زي دي ، براڨو عليك عشان جوزتنا لبعض عشان احنا شبه بعض
عبد التواب بحدة:
– انتِ مش شبهه يا آسيا ، انتِ اشرف منه الخسيس ده ، مترميش نفسك في النار عشانه ، ولا تشوهي سمعتك عشان كلب زي ده
آسيا بهدوء:
– انا قولت اللي عندي ، عن اذنكم
غادرت بهدوء فكاد ان يلحقها يامن ولكن اوقفه عبد التواب وهو يمسك معصمه:
– غبي و هتفضل طول عمرك غبي و مقرف ، انا فكرتك راجل و عطيتك جوهرة ، عطيتك بنت مكنتش تحلم بيها ، أدب و أخلاق و جمال و عيلة ، انت متستحقش اي حاجة من دي ، انت تستحق واحدة من المستنقع اللي انت فيه

أنهى كلامه وهو ينظر له بإحتقار فسحب يامن معصمه و خرج بسرعة و صعد لغرفته ، دلف الي الداخل و بحث عنها بأعينه فرآها تجلس على الأريكة و تشاهد التلفاز..
يامن بحزن:
– انا اسف يا آسيا انا بجد آآ
آسيا بهدوء وهي تنظر للتلفاز:
– خلاص يا يامن ، مش الموضوع عدى على خير الحمدلله ، خلي بالك المرة الجاية
يامن بعدم فم:
– المرة الجاية
آسيا بلامبالاة وهي تضع ثمرة الفاكهة بفمها:
– ايوة خلي بالك يبني الحتت دي بيكون فيها صحفيين كتير عشان اولاد العائلات المعروفة لما يروحوا ، ابقى البس كاب ولا حاجة
يامن بإندهاش:
– ها؟؟؟؟؟
آسيا وهي تقف :
– ركز في الفيلم و قولي هيحصل ايه عشان داخلة التويلت
راقبها وهي تدلف حتى اغلقت الباب فنظر أمامه بعدم فهم ولكنه توتر اكثر فتلك ليست ردة فعل طبيعية أبداً لأنثى تم الإهانة منها و خيانتها ، عند آسيا اغلقت الباب بهدوء ثم وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها بسخرية حتى هبطت دموعها بقوة و كادت شهقاتها ان تعلو ولكنها فتحت الصنبور سريعاً ليصدر صوت عالي ، جلست أرضا بالزاوية محتضنة ركبتيها تبكي بصمت..
آسيا ببكاء:
– انا ليه بيحصل معايا كدة ، انا بس نفسي اخد ورثي و اغور من هنا ، انا ايه اللي حطني في كل ده بس ، ليه يا بابا سيبتني انت و ماما ، انا اتبهدلت اوي من غيركم و اتجرحت في كرامتي و اطعنت في شرفي ، انا تعبت اوي بجد
ظلت تبكي حتى غفت وهي جالسة و عندما مر وقت طويل تعجب يامن و ذهب ليطرق الباب ولكن ما من مجيب..
يامن بخوف:
– آسيا ، سمعاني؟؟؟؟
فتح الباب بسرعة ليجدها جالسة أرضاً ذهب إليها بسرعة و حملها ليخرج بها ولكنها فتحت اعينها نصف فتحة..
آسيا بنعاس وهى تضع سبابتها على انفه:
– انت السبب
وضعها فوق الفراش بهدوء و كاد ان يخرج ليخبرهم بإحضار الطبيب ولكنها استمع لصوت شخيرها فزفر بطمئنينة و عاد ليجلس بجانبها على الفراش يتأمل وجهها وهو يكاد يعض انامله من الندم..
…………………………………………………………………..
بسيارة يونس..
كانت تجلس ريتال في الخلف و تستند برأسها على زجاج السيارة شاردة بالطريق ، كان يتابعها يونس بين الحين و الآخر من المرآة الأمامية ليطمئن عليها ، استمعوا لرنين هاتفها لتجيب هي بضيق..
ريتال بضيق:
– ايوة يا محمد
زفر يونس بضيق وهو يحرك رأسه كي يطرقع رقبته بجمود..
محمد بحزن:
– انا اسف يا ريتال ، انا عارف اني مطلعتش قد المسئولية ولا قد كلامي ، بس والله ده حصل غصب عني انا كنت شارب لحد ما اتعميت ، والله ما حسيت بنفسي غير لما شوفت اسماء قدامي كأن جردل مياه ساقعة اتقلب عليا ، انا بجد بحب اسماء سمي كلامي توحد تخلف اي حاجة بس والله العظيم انا بحبها
ريتال بغضب :
– اللي بيحب حد مبيخنهوش ، ده انتوا لسة قاريين الفاتحة ، انت عارف اسماء اتصلت بيا الصبح قبل ما انت تتصل كانت بتعيط بس ، لو تسمع صوتها كان قلبك اتقطع عشان كدة اتصلت بيك عشان افهم هي مالها ، و فهمت بس يا ريتني ما فهمت ، انا كنت متقبلاك جمبي وانت زبالة و عايش في مستنقع بس انك تيجي على صاحبتي الوحيدة لا يبقى انت لا تلزمها ولا تلزمني
محمد و قد تحشرج صوته :
– خليها تسامحني يا ريتال عشان خاطري ، والله ما هعمل كدة تاني ، صدقيني اول و آخر غلطة والله اوعدك ، انتوا الاتنين انضف حاجة في حياتي انا مقدرش استغنى عنكوا انتِ عارفة اني معنديش اخوات بنات وانتِ كنتِ اختي و اسماء حبيبتي و روحي و كل حاجة ليا ، والله ما عملت اكتر من اني رقصت مع البنت و مكنتش هعمل اكتر من كدة انا بحلفلك
زفرت بضيق فقلبها الأبله يريد مسامحته فهو صديقها الذي عوضها عن عدم وجود اشقاء لديها و لقد استطاع ان يملئ فراغ الأخ الموجود لديها ، اغمضت اعينها لثواني ثم فتحتهم مرة أخرى وهي تبتسم..
ريتال بأبتسامة يائسة:
– يا حيوان خلاص سامحتك ، بتستغل اني طيبة يعني
هلل الآخر بصوت عالي حتى ابعدت الهاتف عن اذنها وهي تقهقه على حماقته فأكملت حديثها معه وهي تخطط له كي يجعل اسماء تسامحه و كل ذلك كان يستمع اليه يونس الذي نفرت عروقه من رقبته و ضغط على المقود أمامه كي يتمالك اعصابه..
ريتال بسعادة وهي تقترب للأمام حتى كانت انفاسها تضرب بجانب وجنته:

– انا سامحت محمد ، حساه صادق ، انت عارف محمد ده عوضني عن عدم وجود اخ ولد عندي ، كان دايما نفسي يكون عندي اخ ولد كدة وهو عوضني عن ده خصوصا بعد موت بابا ، انا بحبه اوي بجد و آآ
ضغط على مكابح السيارة و هبط منها بسرعة ليفتح الباب الخلفي و يمسك معصمها و يجعلها تهبط عنوة..
ريتال بتعجب وهي تسحب معصمها بعنف:
– في ايه يا يونس؟؟
يونس من بين انفاسه:
– اسمي دكتور يونس ، انتِ طالبة عندي متنسيش نفسك!
ريتال بحدة وهي تضرب صدره:
– انا مش طالبة عندك انا مراتك!
يونس ببرود :
– الكلام ده هناك في بيت جدك لكن طول ما احنا برة البيت تقوليلي دكتور يونس
ريتال بغضب:
– هو انت ايه اللي جرالك ما انت كنت كويس الصبح و آآ
يونس بحدة كبيرة وهو يمسك معصمها بعنف و يهزها:
– وطي صوتك ده وانتِ بتتكلمي معايا فاهمة؟؟
صمتت برهبة وهي تخفض بصرها بسرعة ، فهى و لأول مرة تخشى ان تنظر لأعين أحد ، كم أرعبها غضبه و نظرته الفتاكة تلك ، دمعت اعينها ولكنها ابتلعت غصتها بخوف من ان يوبخها اذا بكت..
ريتال بصوت خافت وهي تنظر ارضاً :
– ممكن تسيب دراعي؟
تركها بسرعة و دفعها ليصعد بالسيارة مرة أخرى و ينطلق فشهقت هي بعنف وهي تنظر للطريق الصحراوي حولها فهي كانت على طريق سفر لتذهب لصديقتها بالأسكندرية ، أخرجت هاتفها بسرعة لتهاتف شقيقتها التي اجابت..
مليكة بصوت غاضب قليلا :
– ايوة يا ريتال
ريتال بنبرة مرتجفة وهي تنظر حولها بخوف:
– مليكة انا خايفة اوي
مليكة بإنتباه و قلق:
– خايفة من ايه؟؟ انتِ فين؟؟؟؟؟
ريتال و قد بدأت تبكي :
– انا كنت مع يونس في العربية مسافرين اسكندرية عشان كان هيوديني عند أسماء بس هو طردني برة العربية وانا دلوقتي في الشارع ، انا خايفة اوي ، الدنيا حواليا فاضية و آآ
و فجأة انقطع الخط..
…………………………………………………………………..
عند مليكة..
كانت تحاول مهاتفتها مرة أخرى ولكن وجدت ان الهاتف مغلق ، ظلت تدور حول أنفسها و قد دمعت اعينها فهى تعلم أن شقيقتها لديها رهبة من الأماكن الواسعة الفارغة ، خرجت من الغرفة سريعاً ولكنها اصتدمت بصقر الذي كان يدلف في نفس الوقت..
صقر بجمود وهو يمسك كفها و يجذبها أمامه:
– رايحة فين
مليكة ببكاء وهي تضع يدها فوق شفتيها :
– ريتال!!
انفجرت باكية فتسمر بمكانه وهو يشعر بها تلف يدها حول خصره و تلقي بنفسها بين أحضانه ، كان يشعر بدموعها التي تهبط على قميصه فأغمض اعينه محاولاً السيطرة على انفعالاته و دقات قلبه ، كاد ان يرفع كفه ليحاوطها ولكنها ابتعدت وهي تمسح وجهها..
مليكة بنبرة باكية و اعين ملتهبة:
– يونس سابها في الشارع و هي بتخاف من الأماكن الفاضية
صقر بنبرة متحشرجة:
– سابها فين
مليكة ببكاء مرة أخرى وهي تمرر اناملها على فروة رأسها بعنف:
– معرفش الخط قطع قبل ما تقولي ، بس اللي عرفته انهم كانوا مسافرين اسكندرية و ان هى حواليها صحرا ، بعد كدة الخط قطع حاولت اتصل بيها تاني لقيت موبايلها اتقفل
صقر بجمود:
– خليكي هنا متتحركيش انا نص ساعة و جاي
سحب هاتفها من بين يديها و خرج و اغلق الباب خلفه بالمفتاح فجحظت مليكة بأعينها وهي تستمع لصوت المفتاح فظلت تطرق الباب بعنف ولكنه لم يبالي ، أمر صقر الخادمة بأن لا تفتح لمليكة ولا تجعل احد يصعد للطابق الخاص به ثم غادر وهو يهاتف شخص ما..
بعد مرور ما يقرب من ساعة..
استمعت مليكة لصوت الباب لتتفاجئ بريتال تدلف عليها و وجهها شاحب للغاية ، نهضت من على الأرض سريعاً و ركضت إليها تحتضنها بعنف وهي تقبل كل انش بوجهها..
مليكة بإبتسامة:
– انتِ كويسة يا حبيبتي
ريتال بخفوت:
– كويسة ، صقر لحقني
مليكة بعدم فهم :
– لحقك من ايه؟؟
ريتال و قد دمعت اعينها :
– كان فيه بلطجية عايزين يسرقوني ، و عمالة احلفلهم ان معيش فلوس مصممين يسرقوني ، روحت مطلعة الفلامنجو من الشنطة و قولت اللي هيقرب مني هغزه بس قعدوا يضحكوا عليا و واحد قالي تعالي اعمليلي حواجبي
ضحكت مليكة بقوة ليختلط بكائها مع ضحكها فضربت شقيقتها البلهاء على رأسها ثم احتضنتها بقوة وهي تحمد الله انها بخير ، كان صقر يستند على الباب و يراقب ذلك الحديث الأبله من وجهة نظره ، ما كل تلك الدراما؟؟ لماذا تلك الاحضان و القبلات و الدموع ، هز رأسه بسخرية ثم اقترب منهم..
صقر بخشونة :
– مش خلاص اطمنتي على اختك اطلعوا برة بقى عشان عايز انام
ريتال بغيظ وهي تخرج له لسانها:
– يا سم
خرجت ريتال فكادت ان تلحقها مليكة ولكنها عادت لتقف أمام صقر مرة أخرى ، رفع حاجة بتساؤل وهو يراها تحدق بأعينه و ابتسامتها ترتسم فوق شفتيها ، ولكنه فجأة شعر بها تمسك كفه و تتحدث..
مليكة بأبتسامة واسعة :
– انا بجد بشكرك اوي انك أنقذت اختي ، شكرا اوي يا صقر
وقفت على أطراف اقدامها ثم قربت شفتيها من وجنته ببطئ لتطبع قبلة صغيرة قبل أن تركض خارجاً ، كان يقف بمكانه كمن انسكب عليه ماء مثلج و يضغط على كفه بقوة ، استطاع ان يستمع لصوت انفاسه التي علت وتيرتها فحمحم بسرعة وهو يهندم ثيابه ثم يتوجه للفراش ليتمدد عليه و يثني معصمه أسفل رأسه ليراقب السقف بدهشة..
…………………………………………………………………..
عند ريتال..
كانت تجلس بالحديقة فوق العشب و تتحسسه بشرود فتذكرت ما حدث منذ قليل..
فلاش باك..
كانت تتحدث مع مليكة ولكن فجأة انغلق هاتفها فقد نفذت بطاريته ، زفرت بعنف ثم نظرت للفراغ حولها بخوف و رهبة ولكنها قررت التغلب على تلك الفوبيا اللعينة ، فجلست فوق الرصيف تحتضن ركبتيها و تراقب الطريق بخوف حتى تفاجئت بسيارة تقترب منها كانت تشبه سيارة يونس فوقفت بسرعة و ظلت تشير لها بكفها حتى توقفت ولكن تفاجئت بثلاث شباب يهبطون منها..
ريتال بتوتر وهى تفرك كفيها :
– انا آآ انا اسفة افتكرتكم حد تاني
شاب ما بقهقهة:
– ايوة احنا الحد التاني ده
شاب آخر وهو يقترب منها:
– اطلعي باللي معاكي بكل أدب و ذوق و من غير شوشرة
ريتال بغضب وهي ترفع سبابتها في وجهه و تحتضن حقيبتها بكفها الآخر:
– على فكرة انا مبتهددش و أعلى ما في خيلك اركبه
رأته يخرج ذلك السلاح الأبيض الشهير فشهقت بعنف ثم بحثت عن أي شئ حاد بحقيبتها حتى وجدت ضالتها فأخرجتها سريعا و رفعتها في وجهه..
الشاب بضحك:
– تعالي اعمليلي حواجبي
صقر بصوت أجش من الخلف :
– هعملهالك انا يا روح امك
التف الشباب سريعا و ارتعبوا من الذي يقف أمامهم فركضت ريتال بإتجاهه سريعا وهي تتنفس الصعداء..
صقر بجمود:
– في ثانية مش عايز حد قدامي
و بالفعل بخلال ثواني قد اختفى الشباب..
ريتال بغضب و غيظ:
– انت هتسيبهم كدة يهربوا ، دول حرامية دول كانوا عايزين يسرقوني و كانوا ممكن يموتوني و آآ
صقر بنفاذ صبر:
– لا انا مش هستحمل الرغي ده ، اركبي!!
صعدت بالمقعد الخلفي وهي تزفر بحنق و بداخلها تتوعد لذلك الحقير زوجها ، و على ذكر انه زوجها ضحكت بسخرية ، زوجها!!! ما هذا الزوج الذي يترك زوجته بمنتصف الطريق هكذا ؟؟
ريتال بتساؤل مقاطعة ذلك الصمت:
– هو انت عرفت مكاني ازاي
صقر بهدوء:
– خدت تليفون مليكة و خدت رقمك منه و كلمت حد يقولي الرقم ده موجود فين ، يحددلي موقعك يعني
ريتال :
– طب ما كنت كلمت يونس سألته المتربي اللي سابني في نص الشارع للبلطجية و آآ
قاطعها صوت رنين هاتف فنظرت له لتراه يرفع هاتف شقيقتها ليرى من المتصل ، فتفاجئت بأسم “محمد” لتتحول ملامحها للضيق فوراً..
ريتال بضيق:
– هو التنح ده لسة بيكلمها ما يغور بقى
كان متصنم بمكانه فقط ينظر للطريق أمامه و يرفع الهاتف صوب نظره ، ما هذا الغضب الذي يتدفق داخله فهو يشعر بأن رأسه تكاد ان تنفجر ، لا يعلم لما أجاب و فتح مكبر الصوت ليشير لريتال بأعينه بأن تتحدث..
ريتال وهي تقترب بجسدها للأمام:
– الو يا محمد
محمد بغضب و صوت جهوري:
– اخيرا يا هانم موبايلك اتفتح ، ايه المسدچ الهبلة اللي بعتيها من كام يوم دي ، انتِ بتحرقي دمي و خلاص
ريتال بحنق:
– محمد انا ريتال مش مليكة
محمد بغضب :
– هاتي اختك يا ريتال عشان ليلتها مش فايتة معايا
ريتال بغضب:
– ما تتكلم عدل ، هي عملتلك ايه يعني و بعدين مسدچ ايه
محمد بحدة:
– الهانم كتبالي انها هتتجوز و بحاول اوصلها من ساعتها موبايلها مقفول و بروحلها العيادة كل يوم بس مقفولة ، قوليلها لو دي لعبة هبلة اتعلمتها جديد و جاية تطلعها عليا يبقى هي غلطانة انا مش هاجي بالطريقة دي
ريتال بتشفي :
– بس دي مش لعبة ، مليكة اتجوزت بجد!
محمد بصراخ:
– بــــــطــــــلي انـــــــــــتِ و اختـــــــــــك تحرقــــــــوا دمــــــــي!!!!!!
ريتال بأبتسامة متشفية و نبرة حزينة متصنعة:
– انت كنت عايزها تعمل ايه وهي شيفاك ابن امك كدة و موقف حالها 7 سنين يعني يرضيك كدة!!! اهي اتجوزت و عايشة مع جوزها حياة سعيدة و كسرت وراك مليون قلة..
محمد بغضب شديد :
– قوليلها اني مش هسيبها في حالها وانها بتاعتي انا و بس ، وصلي الرسالة دي بالحرف
ثم أغلق بوجهها فظلت تضحك بتشفي و شماتة فكم كانت تكره ذلك الأبله ، اينعم هي تكره صقر أيضاً ولكن ليس بحجم كرهها لذلك المخلوق ، وضع صقر الهاتف جانباً و يتردد بأذنه تلك الجملة الأخيرة ، كيف يستطيع ذلك الحقير قول ان مليكة ملكه!!!!!!! قاطع سيل أفكاره ثرثرة ريتال المعتادة ، فهو اعتاد على ثرثرة تلك العائلة ولكن عندما تحدثت على مليكة انتبه بشدة و كان كله آذان صاغية..
ريتال ببلاهة:
– اصلا انا بكره الولا ده ، كانت أمنية حياتي يفركش مع مليكة ، كانت علاقتهم منتنة كدة
صقر بشمئزاز:
– منتنة!!
ريتال مكملة بلا مبالاة:
– ايوة منتنة و ستين منتنة ، انت متخيل انه خاطبها من 7 سنين ، طب تقدر تفهمني متجوزهاش كل ده ليه ، حد يخطب حد 7 سنيييين لييييييه؟ لو واخدين بعض عن حب هقولك ماشي ، لكن مليكة وافقت بيه عشان شافت انه هيريحها
صقر بإنتباه:
– هيريحها ازاي يعني؟
ريتال :
– يعني هما مش بيحبوا بعض ، مش هيخنقها بقى بتكلمي مين و نازلة فين و جاية منين و لابسة ايه ، مع ان كلنا قولنالها يا بنتي ده كدة غلط لازم تاخد راجل حمش كدة لكن هي عبيطة ، هي بتخاف من الحب عشان كدة اختارت واحد لا بتحبه ولا بيحبها ، انت عارف دول عمرهم ما خرجوا لوحدهم عمرهم ما خرجوا اساسا ، كان بييجي عندنا البيت لو فيه مصيبة غير كدة مكناش بنشوفه
ابتسم صقر براحة لا يعلم مصدرها و ضغط على زيادة السرعة ليعود للمنزل سريعاً..
انتهاء الفلاش باك..
زفرت بملل و هي تقطع تلك الأعشاب الصغيرة في الأرض حتى شعرت بمن يجلس بجانبها فوجدته يامن ، ابتسمت له ابتسامة صغيرة ثم نظرت أمامها مرة أخرى..
يامن بتساؤل:
– قاعدة لوحدك ليه؟
ريتال بسخرية:
– ما انا قاعدة لوحدي دايما
يامن بمرح:
– اومال فين جوزك يا هانم
ريتال بحقد:
– متجبش سيرته ده مش بني آدم
يامن بتعجب:
– عملك ايه!!
ريتال و قد بدأت تختنق:
– سابني في الشارع لوحدي في حتة مقطوعة ، و بسببوا طلعوا عليا بلطجية
يامن بذهول وهو ينتصب بجلسته:
– ايه!!! يونس مستحيل يعمل كدة
ابتسمت له بسخرية ولكن فجأة لمحت طيفه وهو يدلف الي الداخل فوقفت بسرعة و ركضت خلفه فرأته يدلف الي ذلك المجلس فكان الجميع يجلسون بالصالة و يتحدثون..
ريتال بصوت عالي وهي تقف بمنتصف الردهة:
– يونس!!!!!
التفت لها و نظر لها بعدم فهم فرآها تقترب منهم ببطئ حتى وقفت أمامه تنظر بأعينه بصمت..
فاطمة بتوجس من تلك النظرات القاتلة :
– في ايه يا بنتي ، مال وشك!!
ريتال بنبرة ثلجية:
– مش هتسألني رجعت ازاي؟؟
عبد التواب بعدم فهم:
– رجعتي منين؟؟ هو مش انتِ كنتي معاه؟
ريتال بسخرية وهي مازالت تنظر بأعينه:
– كنت معاه اه ، بس دكتور يونس زي ما تقول زهق مني في نص الطريق راح طردني برة العربية و سابني و مشي من غير حتى ما يشوف انا معايا فلوس اروح ولا لا “ثم دمعت اعينها وهي تتحدث بغضب شديد” سابني على طريق سفر من غير ما يبص وراه مرة واحدة ، انا طلع عليا بلطجية و واحد منهم فتح عليا مطوة لولا صقر جه في الوقت المناسب
شهقت والدتها وهي تقف بسرعة و تقترب من فتاتها ، كادت ان تحتضنها ولكن اوقفتها ريتال وهي ترفع كفها في وجهها ، اغمضت اعينها لثواني ثم فتحتها مرة أخرى وهى تهبط بكفها فوق وجنته بقوة جعلت وجهه يستدير..
ريتال بقسوة :
– طلقني!!!!

يتبع….

ريتال بصوت عالي وهي تقف بمنتصف الردهة:
– يونس!!!!!
التفت لها و نظر لها بعدم فهم فرآها تقترب منهم ببطئ حتى وقفت أمامه تنظر بأعينه بصمت..
فاطمة بتوجس من تلك النظرات:
– في ايه يا بنتي ، مال وشك!!
ريتال بنبرة ثلجية:
– مش هتسألني رجعت ازاي؟؟
عبد التواب بعدم فهم:
– رجعتي منين؟؟ هو مش انتِ كنتي معاه؟
ريتال بسخرية وهي مازالت تنظر بأعينه:
– كنت معاه اه ، بس دكتور يونس زي ما تقول زهق مني في نص الطريق راح طردني برة العربية و سابني و مشي من غير حتى ما يشوف انا معايا فلوس اروح ولا لا “ثم دمعت اعينها وهي تتحدث بغضب شديد” سابني على طريق سفر من غير ما يبص وراه مرة واحدة ، انا طلع عليا بلطجية و واحد منهم فتح عليا مطوة لولا صقر جه في الوقت المناسب
شهقت والدتها وهي تقف بسرعة و تقترب من فتاتها ، كادت ان تحتضنها ولكن اوقفتها ريتال وهي ترفع كفها في وجهها ، اغمضت اعينها لثواني ثم فتحتها مرة أخرى وهى تهبط بكفها فوق وجنته بقوة جعلت وجهه يستدير..
ريتال بقسوة :
– طلقني!!!!
لم تنتظر كثيراً فصعدت لغرفتها بسرعة و دموعها تهبط بغزارة فماذا كان سيحدث لها اذا تأخر زوج شقيقتها قليلا؟؟ هو لم ينظر خلفه لمرة واحدة على الأقل لم يأتي بباله انها فتاة بمنتصف الطريق و عرضة لأي شئ؟؟
والدة ريتال بغضب :
– ايه اللي ريتال بتقوله ده يا يونس؟؟ انت فعلا سيبت مراتك في الشارع و مشيت؟؟
يونس بإنفجار :
– دي مش مراتي!!! انتوا كلكوا مصدقين التمثيلية الهبلة دي ، دي مجرد واحدة صحيت من النوم لقيتني متجوزها ، لا أعرفها ولا تعرفني ، مراتي ايه اللي عمالين تقولوها دي
فاطمة بغضب وهي تقف بجانب زوجة ابنها الراحل:
– حتى لو معتبرها مراتك ، دي بنت خالك الله يرحمه ازاي تسيبها في الشارع كدة ، لا و على طريق سفر كمان
عبد التواب بغلاظة وهو يضرب بعكازه الأرض :
– بس كفاية!! كل واحد فيكم مش متخيل المسئولية اللي بقت على كتفه ، ايه كمية الاستهتار و عدم المسئولية اللي شايفها دي ، كل واحد فيكم بقى مسئول عن بيت و زوجة ، كل واحد فيكم بقى عنده حياة ، انا من اللحظة دي مش عايز اسمع اي مشاكل و كل واحد يسيب تصرفات الشاب الطايش دي و يعرف ان بقى عنده زوجة مسئولة منه ، وانت يا يونس حسابك معايا بعدين ، كنت فاكرك عاقل و عاملي فيها دكتور جامعة ، بس تمام
غادر عبد التواب ذلك المجلس وهو يجر اذيال الخيبة خلفه فمن الواضح أن الأوضاع تسوء للغاية و كل شئ يسير عكس خطته الموضوعة ، كادت ان تغادر والدة ريتال ولكن اوقفها يونس وهو يمسك معصمها..
يونس بخفوت وهو يحني رأسه:
– انا اسف يا مرات خالي ، انا بس آآ
والدة ريتال بحزم وهي تمسك كفه و تسحبه للخارج:
– تعالى يا يونس معايا
بالحديقة..
والدة ريتال بهدوء:
– يونس انا عارفة ان ريتال مش مراتك ولا انت جوزها ، انتوا لسة في البدايات و قدامكم طريق طويل اوي تمشوه سوا ، على فكرة ريتال دي اغلب من الغلب ، شوف الشويتين اللي هي عملاهم دول لكن هي عبيطة اساسا ، و من اقل كلمة او حركة بتتأثر و تقعد تعيط بالساعات ، هل انا جادلتك لما قولتلي انك رفدتها عشان لسانها طويل؟؟ قولتلك حاجة؟؟ لا ، عشان فعلا كان عندك حق ، لكن المرة دي مهما كان اللي هسمعه هيبقى في نظري لا شئ ، عشان دي قبل ما تكون بنت خالك او مراتك دي بنت و لوحدها في حتة مقطوعة مفيهاش حد ، ازاي مفكرتش فيها ، انت عارف ان ريتال عندها فوبيا من الأماكن الواسعة الفاضية!! عشان مرة زمان تاهت مننا انا و والدها في جنينة واسعة و كانت فاضية خالص ، من وقتها وهي بتكره الأماكن الواسعة
يونس بندم:
– انا بجد مكنش قصدي ، انا اتعصبت اوي وهي بتكلمني عن محمد بتاعها ده و عمالة تحب فيه!! محترمتش ان اللي قدامها جوزها و عمالة تقول قصايد في واحد تاني!!
ابتسمت الام بمكر وهي ترفع حاجبها و تنظر له بتساؤل ، توتر كثيرا من تلك النظرات و استطاعت ان ترى احمرار اذنيه فقهقهت بقوة و لم تستطع تمالك نفسها ولكنها تماسكت قليلا وهي تتحدث..
والدة ريتال بهدوء مصتنع:
– احم بص يا يونس محمد ده يعتبر اخوها يعني متقلقش منه و بعدين هي خلاص بقت مراتك يعني تقدر تقولها انك مبتحبش مراتك تتكلم على راجل تاني و تأخدها على طباعك ، فاهم؟؟؟ لكن مينفعش مهما حصل تسيبها في الشارع و تمشي ده ملهوش أعذار
اومأ يونس بندم و اعتذر مرة أخرى فأحتضنته والدة ريتال وهي تدعي الله ان ييسر أمورهم و ان يضع اللين في قلوبهم..
…………………………………………………………………..
في غرفة أيان..
كانت تجلس بدور و تشاهد التلفاز و هي شاردة بمستقبلها البائس ولكن فجأة استمعت لصوت الباب يُفتح فوضعت حجابها فوق رأسها سريعاً فتعجب أيان من تلك الحركة و عقد حاجبيه..
أيان بتساؤل وهو يغلق الباب و يقترب منها:
– هو ايه ده؟؟
بدور ببرود وهي تشاهد التلفاز:
– ايه؟؟
أيان بهدوء وهو يجلس بجانبها:
– بتلبسي الطرحة عشان انا دخلت؟
بدور وهي ترمقه بجانب اعينها:
– ايوة
أيان بضحك :
– ايوة؟؟ انا جوزك يا هانم
بدور بغضب طفولي وهي تقف و تضع كفيها بخصرها:
– هو انت جوزي في حاجات و حاجات!!
أيان بقهقة رجولية عالية وهو ينظر لها بخبث:
– ايه الحاجات التانية اللي مكنتش جوزك فيها ان شاء الله؟
بدور بخجل وهي تلقي عليه الجهاز المتحكم بالتلفاز:
– يا قليل الأدب!!!! على فكرة انت اللي نيتك قليلة الادب شبهك
أيان بأبتسامة وهو يقف و يقترب منها:
– انا بردو اللي قليل الأدب! عيزاني انام جمبك ليه عشان تتغرغري بيا وانا شاب حلو و جميل كدة
بدور بخجل شديد وهي تجحظ بأعينها بصدمة و تعود للخلف:

– انا آآ انا .. عشان ضهرك ميوجعكش من نومة الكنبة ، خير تعمل شر تلقى صحيح
أيان بسخرية وهو يحتجزها بينه و بين الحائط:
– حنينة اوي انتِ انا عارف ، هو انتِ زعلانة مني يا بدور؟؟
بدور بصوت مبحوح وهي تنظر للأسفل:
– لا هزعل منك ليه انت عملت ايه يضايقني؟
أيان بهمس وهو يميل على اذنها:
– انتِ كذابة فاشلة ، عارفة كدة ولا لا!
بدور بهمس وهي تشعر بالدوار من ذلك القرب:
– ها!!
ابتسم أيان على بلاهتها ثم انتصب بوقفته و فجأة سحب حجابها من على رأسها لتسقط غرتها فوق اعينها ، ازاحها ببطئ وهو يتأمل اعينها العسلية الواسعة بلمعتها الخاصة التي تميزها ، حمحم بتوتر بعد أن رأى نظرات الهيام تلك بأعينها فقرر التحدث..
أيان بهدوء وهو يمرر ابهامه على وجنتها:
– بدور ، ايه رأيك نبقى صحاب ، يعني متستنيش مني اكتر من كدة ، تعالي اساعدك تدخلي الجامعة و اعلمك و نمشي الطريق ده سوا بس و احنا صحاب ، انا مش عايز اكتر من كدة لو سمحتي !
بدور بكبرياء وهي تدفعه بعيدا:
– وانا كمان مش عايزة اكتر من كدة يا ايان و انت فعلا عندك حق الجوازة دي غلطة من اولها لآخرها ، و متقلقش اللي كنت حساه ده تخبط مشاعر مش حاجة يعني
ابتسمت له بإصفرار ما ان انهت كلامها ثم غادرت لداخل غرفتها ليبقى هو يتابع سيرها للداخل ، لا يعلم لما عبس بوجهه عندما قالت ذلك الكلام لكنه شعر بشئ ما بداخله يُجرح و هذا ما جن جنونه ، قرر النوم للهروب من تلك المشاعر البلهاء الذي لا يفهمها فذهب للأريكة ليستلقي عليها و يغمض أعينه مرغماً نفسه على النوم..
…………………………………………………………………..
بغرفة فيروز..
استمعت لصوت طرقات خفيفة فزفرت بضيق فهى تعلم من الطارق بالطبع فهنا لا أحد يأتي إليها سواها ، تحركت بمقعدها لتفتح الباب فرأت مليكة تقف أمامها بإبتسامة وهي تحمل الرضيع و بيدها الأخرى تحمل حقيبة بلاستيكية يوجد بها أشياء فعقدت حاجبيها بعدم فهم وهي تفسح لها مجال للدلوف..
مليكة بأبتسامة:
– اهلا اهلا ، احنا جايين نطمن على فيروزتنا صح يا فادي
غمغم الطفل ببلاهة لتبتسم فيروز وهي تراقب مليكة التي تربعت على الاريكة و وضعت الطفل بين احضانها..
فيروز بهدوء وهي تقترب منهم:
– خير؟؟
مليكة بود وهي تمد يدها بتلك الحقيبة :
– انا اشترتلك الفستان ده
فيروز بسخرية:
– و جبتي فلوسه منين
مليكة بخجل:
– اخدت من يامن..
فلاش باك..
كانت تتصفح مليكة مواقع الملابس بلامبالاة هي فقط تحب مشاهدة صيحات الموضة حتى ظهر أمامها فستان رائع فتخيلته على فيروز فوجدت نفسها تطلبه و لكن أخبرها المندوب انه سيأتي اليوم..
مليكة بصدمة بعد أن بعثرت حقيبتها:
– انا معيش فلوس!!
جاء ببالها ان تطلب من صقر ولكنها رفضت بشدة فجاء ببالها يامن ، ذهبت اليه و ظلت تطرق الباب لمدة ليست بقليلة حتى فتح يامن و يبدو عليه آثار النوم..
مليكة بإحراج:
– انا اسفة بجد ، انا افتكرتك مش سامع مكنتش اعرف انك نايم
يامن بقليل من النعاس:
-لالا انا مش نايم ، انا كنت قاعد جمب آسيا عشان تعبانة شوية و نمت غصب عني
مليكة بتساؤل:
– تعبانة مالها في ايه؟
يامن بقليل من المرح:
– تعالي اما استغلك شوية ، ادخلي اكشفي عليها
مليكة بأبتسامة وهي تدلف:
– عيوني
أغلق يامن الباب ثم أشار لغرفة النوم لتسير نحوها و عندما دلفت رأت آسيا تغط بسبات عميق و لونها شاحب فأقتربت منها و بدأت بقياسة نبضها يليها حرارتها..
مليكة بهدوء وهي تضع الغطاء عليها جيداً:
– مفيش اي حاجة خطر النبض تمام و الحرارة متوسطة دافية يعني ، ده بسبب اللي حصل؟
يامن بحزن:
– مش عارف بس احنا اول ما طلعنا الاوضة وهي اتكلمت كأن مفيش حاجة لا و كمان نصحتني عشان الصحفيين ميصورونيش!
مليكة بتعجب:
– بجد!! “ثم اكملت بتروي وهي تتأمل آسيا” بحكم مهنتي فأنا اقدر اقولك ان آسيا من النوع اللي بيكتم حزنه و بيفضل عدم اظهاره و ده بيأثر على صحتها و بشكل ملحوظ ، حاول بجد تعتذرلها و تبينلها انك ندمان على اللي حصل! ، انت كويس دلوقتي
يامن بسخرية وهو يتحسس وجنته:
– كويس جدا
مليكة بجمود:
– ليه عملت كدة؟
يامن بخجل:
– انا معملتش حاجة انا بس كنت سهران معاهم
مليكة بأبتسامة وهي تقترب منه:
– يامن صدقني مش انا الشخص اللي حيهاجمك و ينتقدك ، متنساش انا دكتورة علاج نفسي ، يعني هسمعك بكل حب و انصات و ردودي عليك هتبقى رحيمة مش هتشوف مني اي قسوة ، مش همد ايدي عليك زي عبد التواب! “ثم اكملت بمرح وهي تنظر لآسيا” مع اني بعد ما شوفت حالة آسيا نفسي اديك قلمين دلوقتي
يامن بأبتسامة وهو يربت فوق ذراعها:
– شكرا بجد يا مليكة ، انا لأول مرة احس ان فيه حد ممكن يسمعني و يفهمني ، صحيح كنتي عايزة ايه؟
مليكة بخجل و توتر وهي تفرك كفيها:
– كنت آآ كنت بس محتاجة 600 جنيه عشان جبت فستان لفيروز و اتفاجئت اني مش معايا فلوس ، بس صدقني اول ما هرجع الشغل هرجعهملك والله
يامن بغضب مصتنع وهو يرفع سبابته في وجهها:
– عارفة لو مرجعتهمش يا هانم انا هعمل فيكي ايه؟؟
ضحكت مليكة بقوة ثم راقبته وهو يذهب لسترته الملقاه على المقعد ليخرج النقود و يعطيها لها..
يامن بأبتسامة:
– لو عوزتي اي حاجة انا موجود
شكرته مليكة و خرجت وهي متحمسة للغاية حتى وصل المندوب بالفعل و اخذت منه مليكة تلك الحقيبة البلاستيكية..
انتهاء الفلاش باك..
فيروز بأبتسامة صغيرة :
– شكرا يا مليكة تعبتي نفسك
مليكة بأبتسامة:
– مش هتقيسيه؟
فيروز بهدوء:
– ثواني
دلفت لغرفة النوم و ابدلت ثيابها بالفعل لترتدي ذلك الفستان الرائع ، تأملت نفسها بأبتسامة واسعة كم سعدت بذلك الثوب فهى طيلة حياتها لم يهاديها احد بشئ عدا عبدالله ، رسمت البرود فوق وجهها ثم خرجت لتجد مليكة تقف وهي تنظر بإنبهار لها فخجلت كثيراً و دون ارادة منها ابتسمت..
مليكة بإنبهار وهي تقترب منها:
– شكلك تحفة بجد ، بس ناقص حاجة
نظرت لها فيروز بعدم فهم فرأتها تضع الرضيع في تلك العربة الخاصة به ثم تقترب منها و تجثي على ركبتيها ، نظرت مليكة في اعينها بأبتسامة ثم انحنت عليها قليلا و رفعت كفها لتسحب ذلك المطاط الذي بشعرها ، لينسدل شعرها حولها بفوضوية فأبتسمت مليكة وهي تعيد ترتيبه و تخرج من جيبها ذلك الدبوس المعدني الخاص بالشعر الذي يوجد عليه فراشة بيضاء ، سحبت غرتها و وضعتها للخلف و وضعت فوق ذلك الدبوس و ما ان انتهت حتى وقفت و سحبت المقعد أمام المرآة الموجودة بالردهة..
مليكة بأبتسامة واسعة:
– على فكرة التوكة دي اول توكة بابا الله يرحمه جبهالي وانا صغيرة ، كنت 4 سنين و كانت عجباني اوي وقتها كنت بحب البسها دايما ، و قولت هحتفظ بيها و اديها لبنتي لما اتجوز
دمعت اعين فيروز وهى تتأمل نفسها و ارتعشت شفتيها فمسحت اعينها بسرعة و حاولت السيطرة على نفسها لتبتسم لإنعكاس مليكة بالمرآة ، كم كان يرقص قلبها بداخلها لا تعلم لما تشعر بأن مليكة تملئ فراغ بداخلها ، ذلك الشئ ازعجها قليلا فهى لا تريد احد مكان والدتها ولكنها أيضا لا تريد جرح مليكة..

مليكة بأبتسامة وهي تحمل الرضيع مرة أخرى و تحرك مقعد فيروز لخارج الغرفة :
– تعالي عشان عملالك مفاجأة
عقدت فيروز حاجبيها بعدم فهم و استسلمت لها حتى وصلوا للحديقة فتفاجئت بعبدالله يقف بإنتظارها ما ان رآها حتى تقدم منها بسرعة..
عبد الله بأبتسامة واسعة وهو يجثوا على ركبتيه:
– فيروزة وحشتيني اوي
فيروز بذهول :
– انت دخلت ازاي!
عبد الله بغمزة وهو يشير لمليكة:
– ورانا رجالة احنا
فيروز بعدم تصديق وهي تنظر لمليكة التي تقف خلفها:
– انا مش مصدقة بجد “ثم اكملت بأبتسامة” انتِ عارفة صقر لو عرف هيدبحك
مليكة بأبتسامة وهى تربت فوق ذراعها:
– متقلقيش
عبد الله بمرح:
– بس ايه الحلاوة دي ، اخيرا شوفتك لابسة فستان و مسيبة شعرك
فيروز بخجل وهى تمسك أطراف ثوبها:
– بس يا عبدالله الكلام ده
عبد الله بشوق وهو يضع كفها بين كفيه:
– وحشتيني اوي بجد ، عاملة ايه هنا
مليكة بهدوء:
– انا هسيبكم لوحدكم شوية هروح اقعد انا و فادي هناك
راقبتها فيروز وهي تجلس على تلك الارجوحة البعيدة و تلعب مع الطفل فأبتسمت ثم عادت بنظرها لعبدالله..
– محصلش حاجة ، مليكة بتحاول تقرب مني
عبدالله بتساؤل:
– طب و انتِ؟
فيروز بغضب:
– انا ايه؟؟؟ اكيد مش هسمحلها! دي بتحاول تاخد مكان امي!
عبد الله بحنان وهو يربت فوق وجنتها:
– يا حبيبتي محدش بيحاول ياخد مكان طنط ، مش انا حكيتلك اللي حصل ، انا حضرت الفرح! كلهم وشهم كان مقلوب و محدش كان طايق التاني ، و قولتلك ان الشغالة اللي هناك قالتلي انهم اتجوزوا غصب عنهم ، و بعدين مليكة كويسة دي بتحبك اوي
فيروز بضيق :
– مش عارفة انا بجد محتارة اوي ، بس كل اللي عرفاه ان محدش هياخد مكان مامتي ، و مش هسيبها تتهنى باللي ماما متهنتش بيه
هز عبدالله رأسه بيأس من تلك الأفكار المجنونة التي بعقلها ثم كاد ان يتحدث ولكنه رأى صقر يقترب منهم بخطى واسعة فوقف بترقب ولكن اتت مليكة ركضاً و وقفت أمامهم و عندما رآها صقر ابتسم بسخرية حتى وصل اليهم..
صقر بصوت اجش وهو ينظر للفتى:
– انت مين؟ و بتعمل ايه مع فيروز؟
مليكة بتوتر وهي تضع كفيها فوق صدره كي تمنعه من الانقضاض على الفتى الصغير:
– ده عبدالله زميل فيروز من المدرسة ، انا طلبت منه يجي عشان يقعد معاها شوية

نظر صقر لها مطولاً فهو يعلم انها تكذب فأعينها غير ثابتة و ترمش تسعون مرة مرة بالثانية الواحدة فوضع كفه فوق كفها و سحبها خلفه ليقفوا بعيداً..
صقر بهمس من بين اسنانه:
– انا عارفة انك كدابة بس لينا حساب لما نطلع فوق
مليكة بغضب وهمس وهى تقرب وجهها من وجهه:
– حساب على ايه ، و آآ انا مش بكدب
صقر بسخرية وهو يتحسس عروق رقبتها:
– لا والله ، و عروقك اللي هتنط دي ايه
ابتلعت مليكة غصتها و قد شعرت بأنفاسها تعلوا من ملمس كفه على رقبتها فعضت وجنتها من الداخل و نظرت بعيدا لتتحاشى الالتقاء بأعينه ولكنه امسك ذقنها و أدار وجهها له..
مليكة برجاء وهي تنظر داخل اعينه:
– صقر ، انا مش بشكل اي خطر عليك او على عيالك ، صدقني انا بس بحاول اعوضهم شوية عن اللي فقدوه ، و انا مش هطول هنا انا حبة و ماشية
صقر بزمجرة وهو يضغط على ذقنها دون ارادة:
– ماشية فين
مليكة بتألم خفيف وهي تمسك كفه الضاغطة على ذقنها:
– قصدي بعد ما نطلق ، بجد غير معاملتك دي بقى ، انت لحد دلوقتي محضنتش عيالك ، مخدتش فادي في حضنك ولا فيروز ، مبتسألش عليهم حتى!! وانا متأكدة انك هتموت عليهم و نفسك تاخدهم في حضنك بس آآ
صقر مقاطعاً بجمود:
– انا مش مريض عندك عشان تديني نصايح يا دكتورة او عشان تحللي تصرفاتي و مشاعري
مليكة بنفاذ صبر وهى تحاول السيطرة على نفسها:
– انت مش مريض ، انت بس عندك حاجات من الماضي مأثرة عليك ، صح؟؟
صقر بغضب جامح وهو يجذبها من معصمها بقوة:
– انتِ حد قالك حاجة عن حياتي؟؟؟؟؟
انتفضت مليكة على أثر صوته و حاولت سحب معصمها لكنه كان يضغط عليه بقوة حتى شعرت انه يكاد ان ينكسر فتآوهت بألم و ظلت تنظر له بحيرة ، لا تعرف هل تخبره انها تعرف كل شئ ام تنتظر ، كانت فيروز تتابع ذلك الحديث هى لا تسمع شئ فقط ترى تعبيرات وجههم ولكن فجأة ارتفع صوت صقر بشدة فأنتفضت فوق مقعدها و طلبت من عبدالله ان يأخذها اليهم سريعاً ، و بالفعل ركض بها بإتجاههم حتى وصل اليهم..
فيروز بزمجرة خشنة وهى تدفعه من بطنه:
– سيب ايدها!!
مليكة بتقطع:
– متدخليش آآ انتِ يا فيـ..فيروز
صقر بغضب وهو يهزها بعنف:
– انطقي قولي حد قالك حاجة عن حياتي!
فيروز بتحدي وهى مازالت تدفعه بعيداً:
– اه ، مليكة عارفة كل حاجة ، ايه هتمد ايدك عليها؟؟ ما ده اللي ناقص تعمله فعلا
مليكة بخوف وهي ترى نظرات صقر المظلمة:
– امشي يا فيروز ، امشي
كادت ان تعترض ولكن صرخت في وجهها مليكة فغادرت بغضب و خلفها عبد الله..
مليكة بحنان وهى تحاوط وجنتيه بكفيها:
– صقر ممكن تبصلي ، انا معرفش اي حاجة صدقني ، كل اللي اعرفه بس موضوع مراتك ، عرفت موضوع الحادثة بس صدقني ، صقر رد عليا
كان ينظر داخل اعينها المدمعة التي تترجاه بأن يهدأ ، لا يعلم لما سكن فعلا فأبعد يده عن معصمها و استطاع ان يرى آثار اصابعه على معصمها فأغمض اعينه لوهلة لاعناً نفسه ثم فتحهم مرة أخرى وجدها مازالت تنظر لأعينه ، كانت تنظر له بحنان و قلق ، قلق عليه!! لم يرى تلك النظرة سوى في أعين والده رحمه الله و ذلك جعل شفتيه ترتفع بنصف ابتسامة فأبتسمت له مليكة بإرتعاش و حاوطت خصره بسرعة تدفن رأسها بصدره و بكت بصوت عالي فوجد نفسه يحاوطها و يضمها اليه بقوة وهو يسند ذقنه فوق شعرها..
مليكة ببكاء طفولي وهى تتحدث بتقطع:
– والله مكنتش عايزة ازعلك ، على فكرة الولد ده مؤدب اوي ، انا قولت أقرب فيروز مني و اجيبلها صحابها..
صقر بهمس وهو يستنشق عبير شعرها :
– ليه خدتي فلوس من يامن؟
مليكة ببكاء أكثر وهي تشدد على ضمه:
– عشان خوفت اطلب منك
صقر بمرح خفيف:
– يعني بتخافي مني اهو زيك زيهم
مليكة بسرعة وهي ترفع رأسها له:
– انا مش بخاف منك!
لا يعلم لما ابتسم من تلك الثقة فهو و لأول مرة يشعر بأنه انسان لديه احبته ، يقلقون عليه و يضموه لصدورهم! لا يخشوه فقط الحنان يظهر عليهم..
مليكة وهي تبعد يدها ببطئ عنه:
– مش هتزعل عبدالله صح؟
صقر بهدوء:
– هو اسمه عبدالله؟
مليكة بأبتسامة وهى تمسح اعينها بسرعة:
– ايوة
صقر بضحكة غير مصدقة :
– انا مش عارف انتِ هتعملي فيا ايه بجد! بس انا مبسوط
لم تصدق ما سمعته فجحظت بأعينها ببلاهة وهي تراقبه وهو يغادر ذاهباً لفتاته الصغيرة ، هل فعلا أخبرها صقر انه سعيد؟؟؟ قفزت بحماس وهى تصرخ بصوت مكتوم ، كاد ان يغشى عليها من فرط السعادة فقررت الركض خلفه لتراه ماذا سيفعل..
صقر بخشونة:
– انت تعرف فيروز من زمان؟
عبد الله بتوتر من هيبته:
– ايوة من ساعة ما دخلت اول مدرسة ليها
صقر وهو يحرك فكه السفلي ببطئ:
– انت الولد اللي بينط من السور كل شوية و يروحلها
عبدالله بخوف مما هو قادم :
– ايوة
كانت مليكة تضع يدها فوق شفتيها لتداري ضحكها فألتقت اعينها بأعين فيروز المبتسمة فغمزت لها..
صقر بجمود وهو يضع كفه فوق كتفه:
– لو عرفت انك وراك حاجة كدة ولا كدة ، هدفنك هنا ، مليكة متقوميش من جمبهم
ربت على كتفه عدة مرات ثم غادر فضحكت مليكة بحماس و شاركتها فيروز التى نظرت في أثر والدها بعدم تصديق..
فيروز بعدم تصديق :
– هو ده صقر بجد؟؟ يعني مش هيشتم و يزعق و يضرب عبدالله
عبد الله بمرح و خوف مصتنع:
– يضربني ، لا يا ستي مش لاعب
ضحك ثلاثتهم بقوة و احتضنتهم مليكة وهى تشعر بسعادة عارمة ثم عادت للطفل الذي تركته فوق الارجوحة لا تعلم بتلك الأعين التي تراقب ما يحدث بأبتسامة واسعة..
عبد التواب بأبتسامة وهو يراقبهم من الشرفة:
– كدة اول علاقة ناجحة ، عقبال الباقي
ثم تذكر طلب ريتال للطلاق فزفر بحنق داعياً الله ان لا تصر..
…………………………………………………………………..
في المساء..
بغرفة ريتال..
كانت تجلس ريتال بالشرفة تراقب النجوم وهى تتذكر عندما ذهبت لغرفة والدتها لتبقى عندها فلم تسمح و طردتها بل و اغلقت الباب بوجهها ففكرت بمليكة ولكن صقر كان العائق فهى تخشاه لذلك عادت لغرفتها على مضض ، استمعت لصوت طرقات الباب فوقفت بملل ثم ذهبت لتفتح لتتفاجئ ببدور التي ما ان رأتها حتى احتضنتها بقوة..
ريتال بتعجب وهي تحاول التملص من بين احضانها:
– في ايه يا بدور هو انا كنت مسافرة
بدور بصدمة ظاهرة على وجهها وهي تدلف:
– هو انتِ بجد هتطلقي؟؟
ريتال بلامبالاة وهى تغلق الباب و تسير للشرفة:
– ايوة مش هكمل مع واحد بيرميني في الشارع و يجري
بدور بخوف وهى تركض خلفها لتجلس على المقعد المقابل لها :
– انتِ اتجننتي يا ريتال انتِ مش فاكرة كلام جدك؟؟
فلاش باك..
عبد التواب بأبتسامة وهو يقف أمام الجميع:
– مبروك عليكم بعض يا حبايبي ، النهاردة انا سعادتي اكتملت بيكم كدة اقدر اموت وانا مستريح ، كل اللي طالبه منكم مهلة شهر بس و اوعدكم ان كل حياتكم هتتغير ، شهر بس تستحملوا بعض من غير ما حد فيكم يطلب الطلاق ، الجواز ياما بيحصل فيه خناق و مشاكل لكن اهم حاجة تتمسكوا ببعض ، انا هعتبركم وعدتوني انكو هتسمعوا كلامي و هتصبروا الشهر ده ، كل ميراثكم هتاخدوه بعد الشهر ده اوعدكم ، يلا اطلعوا غيروا هدومكم عشان رايحين مصر
انتهاء الفلاش باك..
ريتال بضيق وهى تدفن وجهها بين كفيها :
– استغفر الله العظيم ، المفروض اعمل ايه دلوقتي
بدور وهى تربت فوق ركبتيها:
– استعيذي بالله من الشيطان الرچيم ، مش موقف عبيط زي ده هو اللي هيخرب بيتكم
ريتال بسخرية:
– بيتنا؟؟ هو فين بيتنا ده يا بدور ، احنا مبنتكلمش زي البشر دقيقتين على بعض ، اليوم الوحيد اللي حسيت ان آآ حسيت ان ليا سند و ورايا حد و مشيت معاه وانا مغمضة عيوني لقيته رماني من العربية واحنا على سكة سفر ، انا عندي فوبيا مقدرتش استحمل كان هيجرالي حاجة و كمان طلع عليا بلطجية ، شايفة هو بطيشه ده عرضني لموقف عامل ازاي
بدور بأسف:
– معلش يا حبيبتي ، انا بجد مستغربة اوي يونس عمره ما عمل كدة ، ده الناس كلها بتحلف بجدعنته و أخلاقه ، طب انتِ عملتي ايه عشان يعمل كدة؟؟
ريتال بضيق :
– معملتش حاجة ، انا كنت بكلمه عن محمد و فجأة اتحول و قعد يهزق فيا و سابني و مشي
بدور بعدم فهم:
– محمد؟ محمد مين؟؟
ريتال :
– محمد صاحبي!
بدور و هي تنتصب بجلستها و بدأت تستنتج شئ:
– لا معلش احكيلي كدة حصل ايه بالحرف
قلبت ريتال اعينها بملل ثم بدأت تخبرها ما حدث بالتفصيل ، كانت تتحدث بإنفعال و تأثر و أمامها بدور تنصت إليها جيدا وهي تضع كفها أسفل ذقنها و تضحك بين الحين و الآخر فريتال شخصية مرحة و تسرد الواقعة بطريقة مرحة للغاية..
بدور بضحك :
– يخرب عقلك يا ريتال ، ده انتِ جريئة اوي ، انا لو مكانك كنت اول ما شوفت البلطجية دول كنت عملت على روحي
ريتال بضحك و ثقة وهمية:
– عيب عليكي يا بنتي ، انا اصلا شوفت صقر جاي من بعيد عشان كدة اتكلمت بثقة
بدور بأبتسامة خبيثة وهى تقف:
– انا عرفت يونس عمل كل ده ليه ، بس مش هقولك هستأذن انا بقى
ريتال بسرعة وهي تقف امامها:
– لا قولي؟؟
بدور بمكر وهي تقرص وجنتها بمرح:
– بيغير عليكي يا بطة
ريتال بصراخ وهي تبعد يدها:
– نـــــــعــــــــــم!!!!!! ، لا انتِ اكيد اتعبطي ، يغير عليا ايه ده بيقولي قوليلي يا دكتور يونس ، ده اكيد محدش حضنه وهو صغير
ضحكت بدور ضحكة عالية فوضعت يدها فوق ثغرها وهي تسير للباب و قبل أن تخرج التفت لريتال التي كانت تنظر ببلاهة و تحدثت..

– انا حاسة ان يونس بدأ يحبك ، انتِ عارفة مرة خالتي زمان وهي بتكوي هدومه حرقتها ، الدنيا قامت في البيت مقعدتش فضل يزعق و غضب على الاكل و راح عاش في بيته اللي في القاهرة فترة ، بس انتِ لما عملتي كدة هو زعق شوية و سكت و فضل معاكي و تاني يوم وداكي لصاحبتك و فكر فيكي مستحملش يشوفك زعلانة ، هو اه اتصرف غلط وانا معاكي و في صفك بس مش معنى كدة تطلقي ، عاقبيه وهو جمبك ، اسمعي بنصيحة جدك و اصبري شهر
انهت كلامها و خرجت تاركة ريتال تقف بمنتصف الردهة لا تعلم ماذا تفعل فأستدارت كي تسير للشرفة مرة أخرى و لكن استمعت للباب يُفتح فألتفت بهدوء لترى يونس يدلف و يغلق الباب ثم التف ينظر لها بصمت..
يونس بهدوء:
– مساء الخير
ريتال بجمود:
– مساء النور
يونس بتساؤل:
– يلا؟؟
ريتال بعدم فهم:
– يلا ايه
يونس بجمود:
– نروح للمأذون مش انتِ عايزة تطلقي!
ريتال بتوتر وهي تشير لساعة الحائط:
– انت اتجننت مأذون ايه اللي هيبقى فاتح دلوقتي ، بكرة ربنا يسهل
ثم دلفت لغرفة النوم و اغلقت الباب فأبتسم بإتساع وهو يتذكر ما فعله منذ قليل..
فلاش باك..
كان يونس يجلس بردهة القصر يفكر فيما سيحدث هل ستصر تلك المجنونة على مسألة الانفصال تلك؟ هو لا ينكر انه فعل فعلة شنيعة ولكن هل يستحق الموضوع كل تلك الجلبة و البلبلة ، زفر بعنف وهو يمسح وجهه بكفه فمرت أمامه بدور ، وقف بسرعة و سار خلفها وهو يناديها..
بدور بحنق وهي تستدير:
– ايه يا يونس وداني وجعتني ، بتنادي على واحدة في آخر بلاد المسلمين ما انا قدامك
يونس بغيظ:
– شششش اسكتي ، بلاعة انفجرت في وشي ، تعالي عايزك
ولم يعطيها فرصة للرد فسحبها من كفها و خرج للحديقة بسرعة ، تأكد من عدم وجود احد حولهم فرأى مليكة و صقر و فيروز و شاب صغير يقفون ولكن بعيداً عنهم فزفر بهدوء ثم نظر لبدور التي كانت تنظر له ببلاهة..
يونس بترجي:
– ممكن تطلعي تكلمي ريتال؟؟
بدور بتساؤل:
– اكلمها ليه؟
يونس بغيظ:
– هو مش انتِ بتحاولي تصاحبيهم و تقربي منهم ، اطلعي اتكلمي معاها
بدور بتسلية وهي تعقد ساعديها:
– هتكلم اقولها ايه يعني؟
يونس بتوتر وهو يحك خلف رقبته:
– قوليلها آآ تشيل فكرة الطلاق دي من دماغها ، و آآ ولا اقولك قوليلها جدك قال مفيش طلاق غير بعد شهر مينفعش حد يكسر كلامه
بدور ببرود وهى تنفخ بأظافرها:
– لا عادي من حقها ، طلما حد عمل مصيبة يبقى الاتفاق بتاع جدي ملغي
يونس بغيظ شديد :
– ما يامن عمل كارثة و مراته ساكتة و وزينة و مفتحتش بوقها
بدور بتذكر وهي تضرب جبهتها:
– آسيا!!! انت فكرتني ، انا لازم اطمن عليها دي مختفية خالص
يونس وهو يعيق تحركها:
– يا بدور ركزي معايا و بعدين اطلعي شوفيها
بدور بحنق وهي تهندم حجابها الذي عاد للخلف:
– عايز ايه يا يونس ، اخلص
يونس بوجه جرو برئ وهو يمسك كفيها :
– ممكن تصالحيني على ريتال
بدور بضحك وهي تضرب ذراعه:
– دكتور ازاي انت ، حاضر هطلعلها
يونس بحماس:
– طول عمري بقول بدور دي روح قلبي ، بصي يا ستي انتِ هتطلعي تقوليلها…
كانت تنصت له بإمعان و ذهلت من ذلك الابليس الذي يقف أمامها و بعدما انتهى ضحكت و صعدت للأعلى لتنفذ تلك الخطة..
انتهاء الفلاش باك..
يونس بهمس وهو يسير للمرحاض:
– دخول الحمام مش زي خروجه يا ريتال هانم!!

يتبع….

في صباح اليوم التالي..
بغرفة يامن..
تململت آسيا بفراشها بعد أن داعبتها أشعة الشمس لتفتح اعينها ببطئ فتتفاجئ بيامن يقف أمامها و ينظر لها بصمت..
آسيا بخضة وهي تجلس نصف جلسة:
– انت بتعمل ايه فوق راسي
يامن براحة وهو يجلس على المقعد الذي بجانب الفراش:
– خضتيني يا آسيا ، انا قولت جرالك حاجة
آسيا بهدوء مصتنع:
– و هيجرالي حاجة ليه ، انا كويسة الحمدلله ، مال عينك؟ هو انت منمتش من امبارح؟
يامن بخفوت:
– لا
آسيا بلوم وهي تبعد عنها الغطاء:
– ليه كدة يا يامن بس حرام عليك آآ ، ايه ده!!!!!!!
يامن بعدم فهم:
– ايه؟؟؟
آسيا بصدمة وهي تمسك ثيابها:
– مين غيرلي هدومي؟
يامن ببلاهة وهو ينظر لها بتعجب:
– انا! ، انا دخلت لقيتك قاعدة على الأرض و الدُش مفتوح و مغرق الدنيا و هدومك كانت مبلولة
آسيا بصراخ وهي تقف و قد تورد وجهها:
– بس بس اسكت!! انت ازاي تعمل كدة ، انت بتستغل الموقف عشان انا نايمة ، و اكيد طبعا شيلتني لحد هنا!!
يامن وهو يقف قبالتها و يضع كفه فوق جبينها:
– ما حرارتك زي الفل اهو ، اومال مالك بتهلوسي ليه! ما اكيد طبعا شيلتك اومال هتمشي وانتِ نايمة
آسيا بإحراج شديد و غضب جامح:
– انا لا يمكن انام معاك في اوضة واحدة ، انت شخص مستغل للموقف و غير أمين اطلاقا!!
يامن:
– لا لحد هنا و استوب!! ايه اطلاقا دي ، هتغلطي هغلط
آسيا بحنق وهي تدفعه بعيدا لتخرج :
– وسع كدة انت و هزارك ده
سارت للمرحاض ولكن استمعت لصوت رنين هاتفها بإشعار رسالة فعادت للغرفة ولكن قبل ما ان تدلف استمعت ليامن وهو يتحدث..
يامن بهدوء:
– حلو اوي ، خليه بقى معاك وانا جاي ، ميفلتش منك يا هيثم
عقدت حاجبيها بعدم فهم ولكن خرج يامن فجأة فأرتطم بها و كادت ان تسقط ارضاً لولا محاوطته لخصرها ، شهقت بخضة وهي تضع كفيها فوق صدره لتستشعر نبضات قلبه أسفل كفها مما اركبها كثيراً فتوردت وجنتيها وهي تسترد لعابها..
آسيا بتردد وهى ترفع اعينها له:
– انت رايح فين؟؟
يامن بهدوء وهو يبعد يده عن خصرها ببطئ ليسير بإتجاه الباب:
– مشوار و جاي
آسيا بغضب وهي تركض أمامه لتعيق تقدمه:
– مشوار فين ان شاء الله ، انت عايز تعمل كارثة جديدة
يامن بحنق وهو يحاول تجاوزها:
– مش هعمل مصايب متخافيش
آسيا بغيظ وهي تمسك تلابيب قميصه كي تثبته:
– اثبت بقى خايلتني!!! مش هتطلع من هنا غير لما تقول رايح فين و هتعمل ايه
يامن بسخرية وهو يرمقها من اعلاها لأسفلها:
– و هتعملي ايه لو مقولتش!!
آسيا بتفكير :
– هعمل آآ هعمل آ همد ايدي عليك!
يامن بضحكة قوية:
– لا يا شيخة!! طب عديني يا شاطرة يلا
امسكها من حمالة التيشرت الخاص بها و دفعها بعيدا ولكنها كورت يدها بسرعة و لكمته بقسوة ليترنح للخلف عدة خطوات وهو ينظر لها بدهشة ، زمجر بخشونة وهو يمسح وجنته ثم كاد ان ينقض عليها ولكنها سبقته و رفعت ساقها لتضربه بها أسفل ذقنه ليسقط على ظهره وهو يتآوه بقوة..
آسيا بسرعة وهي تسقط فوقه لتثبت حركته:
– انت مش قدي يا يامن ، انطق رايح فين!!
يامن بتألم وهو يمسك ذراعيها:
– وسعي يا مجنونة ، متجوز چون سينا
آسيا بأبتسامة وهى مازالت فوق و تمسك تلابيب قميصه:
– دي أقل حاجة عندي ، رايح فين يا يامن؟
يامن بزفير و قد استسلم منها :
– رايح لواحد صاحبي اسمه هيثم
آسيا بتركيز:
– و مين اللي معاه؟
يامن بهمس وهو يرفع جانب شفتيه بأبتسامة:
– كنتي بتلمعي أُكر يعني؟
آسيا بتوتر :
– اكيد لا ده انا سمعت صوت موبايلي فكنت راجعة اجيبه ، بس لما لقيتك بتتكلم محبتش ازعجك
يامن بسخرية وهو يبعد غرتها عن اعينها :
– لا يا شيخة ، حنينة اوي!
آسيا بتوتر وهي تستدرك وضعهم هكذا فوق الأرضية:
– قول يلا يا يامن
يامن بإستسلام:
– هيثم خطف الصحفي اللي نشر الخبر
آسيا بصدمة وهي تبتعد عنه و تقف:
– ايه؟؟؟ ازاي!!
يامن وهو يقف قبالتها:
– كان لازم نعمل كدة ، مش هسيب كلب زي ده يكتب كدة عنك و بعدين يعيش حياته عادي
آسيا بذهول :
– يامن هو انت بلطجي! ازاي تعمل كدة؟ ده كدة ممكن يبلغ عنك و يوديك في ستين داهية
يامن بلامبالاة:
– مش مهم بس ابقى خدت حقك ، محدش يكتب كدة على مرات يامن الجندي!!!!
آسيا بسخرية غاضبة وهي تربت على ذراعه:
– كنت انت احترمتني من الأول!! اتفضل اتصل بصاحبك ده قوله يسيب الراجل في حاله و احنا نبقى نرفع قضية عشان المقال اللي اتكتب
يامن بغضب:
– لا طبعا ، انا هاخد حقي و بنفسي
آسيا بحدة:
– يامن فوق بقى شوية!! انت اي غلطة هتعملها سُمعة عيلتك هتضر و جدك هيخرب الدنيا على دماغنا
يامن بلامبالاة:
-مش فارق معايا
آسيا بهدوء مصتنع وهي تقرص عظمة انفها العلوية:
– طيب بص ، انا هلبس و اجي معاك
يامن بحزم:
– لا طبعا
آسيا برجاء وهي تمسك كفه:
– عشان خاطري ، خدني معاك ، انا بس عشان لو حصل اي حاجة ابقى موجودة
يامن بصرامة :
– انا قولت لا يعني لا
آسيا بغيظ وهي تضع يدها بخصرها:
– بقى كدة؟ طيب!! انا بقى اروح لجدك اقوله يامن عايز يروح يعمل مصيبة جديدة و نشوف هو هيبقى رأيه ايه
كادت تسير للباب ولكنه سحبها بغيظ لتعود لتقف أمامه مرة أخرى وهي تعقد ساعديها أمام صدرها ، تنظر له بحزم فزفر بحنق وهو يمسح وجهه بعنف..
يامن بضيق:
– 5 دقايق و تبقي جاهزة
آسيا بحماس وهي تقرص وجنته:
– يختي بطة يا ناس بيسمع كلام مراته
يامن بخبث وهو يقرص وجنتها هو الآخر:
– خايفة على جوزك ، للدرجادي بتحبيني و قلقانة عليا اعمل كارثة
آسيا بأبتسامة وهي تلمس أنفه بسبابتها:
– ده بُعدك يا روح قلبي
ثم سارت بغنج لداخل الغرفة ليضحك هو بقوة و يجلس فوق الاريكة لينتظرها فيمر أمام اعينه عندما كانت تنام فوقه و وجهها قريب من وجهه و انفاسها الحارة تتخبط بوجهه فزفر بهدوء ليرتب نبضات قلبه التي بدأت تقرع الطبول بالداخل..
…………………………………………………………………..
بغرفة بدور..
استيقظت بدور وهي تحك رأسها و تتثائب فنظرت حولها ولكن كالعادة الغرفة فارغة ، فقط هى وحدها لتزفر بغضب وهي تبعد الغطاء بعنف و تقف لترتدي خفها المنزلي و تخرج فرأته يضع رأسه فوق مكتبه و يغط بسبات عميق فأبتسمت بسخرية و كادت ان تدلف للمرحاض ولكن لفت نظرها الورق المبعثر حوله ، سارت بإتجاهه بخطى خفيفة حتى وصلت إليه و جذبت الأوراق بهدوء لتكتشف ان تلك مسودة لروايته الجديدة فأبتسمت وهي تجلس على طاولة المكتب و تقرأ ما يكتبه بهدوء..
بدور بأبتسامة وهي تقرأ بحماس:
– بطلتنا ليست كأي بطلة فهي قمحية اللون اعينها كلون العسل الصافي ، من ينظر لها يقع بغرامها و ما يميزها هو شعرها الغجري الطويل ، قوامها ممشوق و قصيرة القامة ، اما بطلنا فهو لديه اعين مزيج بين لون المحيط و غابات الأمازون الرائعة و يبدو أن بطلتنا أُسرت بهم سريعا “ضحكت بدور بقوة ثم وضعت يدها فوق شفتيها سريعاً لتكمل السرد” بطلتنا هائمة بالبطل ولكنه لا يعلم! بل يعلم ولكنه لا يستطيع أن يبادلها نفس الشعور ، هو يحبها بالفعل ولكن بمثابة شقيقته ولكن آآ
قاطعها تململ يونس فألقت الورق سريعاً و قفزت من فوق المكتب لتركض للمرحاض فأبتسم أيان بنعاس وهو يرى طيفها قبل أن تُغلق الباب سريعا..
…………………………………………………………………..
بغرفة يامن..
كانت تقف آسيا بالشرفة و يقف أمامها يامن يحاول شرح شئ لها ولكن علامات الغضب فقط ترتسم على وجهها..
آسيا بهمس غاضب :
– هو انت عايز تموتنا!! ، ده احنا آخر دور!
يامن بحنق:
– يا بنتي والله على طول بنط من هنا مكنش بيحصل حاجة ، انتِ بس اعملي زي ما هعمل ، ولا انتِ عايزة جدك يشوفنا و يقولنا مفيش خروج
آسيا بتردد وهي تنظر للأسفل لترى مدى بعد المسافة:
– والله حد فينا رقبته هتتكسر و يموت عشان التاني ينبسط
وقف يامن على جدار الشرفة العريض فشهقت آسيا بقوة وهي تضع يدها فوق شفتيها ثم راقبته وهو يقفز بإحترافية من شرفة لشرفة حتى وصل للأسفل بسلام و أشار لها لتقلده و تهبط خلفه..
آسيا بخوف وهي تضرب وجنتيها:
– يا لهوي يا لهوي ، هتموتي يا آسيا ، يا خسارة شبابك
صعدت على جدار الشرفة و هى ترتعش فنظرت للأسفل و كاد ان يغشى عليها فتمسكت جيداً وهي تنظر للأعلى محاولة تشتيت نفسها ، قفزت للشرفة السفلية ثم تنفست الصعداء و ظلت تقفز من شرفة لشرفة مثلما فعل يامن قبل قليل حتى وصلت بسلام فأحتضنها يامن و دار بها وهو يقهقه بقوة..
يامن بحماس وهو يضعها أرضاً:
– اصل اول مرة حد ينط معايا و يشاركني الجريمة دي
ابتسمت آسيا بإرتجاف فتأثير ذلك العناق العفوي عليها كان كبير فحمحمت بتوتر وهي تهندم ثيابها و شعرها فوجدته يمسك كفها و يسحبها خلفه للباب الخلفي فقابلهم الحارس و اعترض طريقهم..
يامن بمرح وهو يخرج نقود من جيبه و يضعها بجيب الحارس :
– اصطباحطك قشطة يا كابتن ، عديني
الحارس بجمود وهو يعيد النقود له:
– للأسف يا يامن بيه الحج عبد التواب مانع خروجك انت و الهانم
آسيا محاولة تشتيته:
– ده احنا رايحيين نشتري حاجات من السوبر ماركت
الحارس برسمية:
– حضرتك تقدري تطلبي كل اللي عايزاه من اي حد مننا و نروح نجيبهولك من غير ما تتعبي نفسك
آسيا بغيظ:
– انا بحب اتعب نفسي ممكن تعدينا!!
الحارس بروتينية:
– للأسف دي التعليمات
يامن بغضب وهو يحاوط زوجته و يضعها بأحضانه:
– بتعاكس مراتي وانا واقف يا حيوان ، ده انت ليلتك سودة!!
الحارس بذهول:
– انا؟؟؟
آسيا و قد فهمت إشارات يامن:
– ايوة و مسكت ايدي كمان ، يا جدو تعالى شوف
الحارس برهبة شديدة وهو يحاول تهدئتهم:
– والله ما عملت كدة ، وطي صوتك من فضلك الحج لو سمع كدة هيطردني و ده اول اسبوع ليا حرام
آسيا بهمس غاضب:
– خلاص عدينا!!
نظر لهم بتردد و كاد ان يعترض ولكن بدأت آسيا بالصراخ عليه مرة أخرى ففتح لهم البوابة سريعاً..
يامن بأبتسامة وهو يربت فوق كتفه:
– براڨو عليك ، لو جدي سألك علينا قوله محدش عدا من هنا ولا تجيب سيرة انك شوفتنا
آسيا بغضب وهي ترفع سبابتها بوجهه:
– سامع يا متحرش!!
اومأ بسرعة وهو يخفض نظره لتضحك آسيا بقوة و تخرج مع يامن الذي ما زال يحتضنها و ما ان خرجوا حتى دفعته وهي تنظر له بتحذير فأرسل لها قبلة هوائية مرحة لتقلب اعينها بملل من طفولته المتأخرة تلك..
آسيا :
– يلا وقف تاكسي بسرعة
و بالفعل أشار لسيارة أجرة ليصعدوا بها سريعاً و يغادرون..
…………………………………………………………………..
على طاولة الطعام..
كان يجلس الجميع و يتناولون فطورهم بهدوء ، كانت مليكة تحمل الرضيع و هى تأكل فنظر لها صقر وجد فمها ملطخ من الطعام فسحب مناديل ورقية و مسح فمها لتنظر له بإمتنان لا تدري ان الجميع ينظر لهم بدهشة..
مليكة بهمس و ابتسامة :
– شكلك حلو بالبدلة دي
صقر بأبتسامة:
– انتِ كمان شكلك حلو
مليكة بذهول:
– بجد!!
صقر بضحك من صدمتها تلك:
– ايوة بجد
ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تكمل طعامها فكان قلبها يرقص داخلها ، بالطبع هذه فرحة انها استطاعت ان تجعله يختلط بها ولو قليلا ليس إلا!! أليس كذلك؟؟ ، كانت ريتال تحرك الطعام بملل و تنظر للصحن بفقدان شهية فأهتز هاتفها بإشعار لتفتحه غافلة عن تلك الأعين التي بجانبها ، نظر يونس لهاتفها بإختلاس ليرى ان تلك الرسالة من آسيا الذي كان محتواها “انا و يامن هربنا من الباب اللي ورا ، لو جدك سأل علينا ظبطي الدنيا” ، سعلت ريتال من الصدمة و تحولت الانظار إليها فبدأ يونس بالتربيت على ظهرها وهو يحاول كبح ابتسامته على تلك البلهاء التي لا تستطيع اخفاء بعض الأمور الحمقاء..
والدة ريتال بقلق وهي تعطيها كوب من الماء:
– اسم الله عليكي يا حبيبتي ، خدي اشربي
ريتال بتوتر بعد أن ارتشفت بعض قطرات المياه :
– انا مش جعانة ، هقوم اقعد في الجنينة شوية
عبد التواب بحزم:
– لا يا ريتال ، طلما كلنا قاعدين بنفطر يبقى تقعدي معانا ، و بعدين هو فين الزفت يامن و آسيا؟؟ منزلوش ليه ان شاء الله!!
فاطمة بتوتر من غضبه:
– اهدى يا عبده في ايه؟؟ يمكن راحت عليهم نومة ، هبعت سعدية تناديهم
ريتال بخضة وهي تقف:
– سعدية!! لالا انا هطلع اناديهم
عبد التواب بهدوء مصتنع وهو ينظر لها بشك:
– ايه الحب اللي نزل عليكي ده ، هتطلعي تناديهم مرة واحدة!!
ريتال بتوتر وهي تفرك كفيها:
– اصل آآ اصل
يونس بجدية وهو يقف بجانب زوجته:
– انا اللي قولتلها يا جدي ، عشان انا وهى اتفقنا امبارح اننا لازم نتكلم مع يامن و آسيا عايزين ننصحهم
عبد التواب بذهول وهو يشير اليهم:
– تنصحوهم؟؟ انتوا؟؟ خير ايه اللي حصل مش كنتو هتطلقوا امبارح!!
ريتال و يونس بصدمة في آنٍ واحد :
– نطلق؟؟ احنا!!!!!
عبد التواب :
– مش انتِ قولتي هتطلقي؟ وانت قولت دي مش مراتك!!
يونس بصدمة وهو يحاوط خصر ريتال و يلصقها به:
– انا قولت كدة؟؟ منه لله الشيطان ، انا مقدرش اعيش من غير ريتال
ريتال بأبتسامة مصتنعة وهي تحتضنه و تسند رأسها على صدره :
– ولا انا اقدر اعيش من غير يويو
رفع عبد التواب حاجبه بدهشة وهو يبدل نظره بينهم فأبتسم بسعادة و أشار لهم بأن يصعدوا فتآبطت ريتال بذراعه وهي تنظر له بحب مصتنع فأمسك كفها و قبله وهو يبتسم مما اربكها كثيرا و عندما ابتعدوا عن أنظار الجميع دفعته بغضب و ركضت للأعلى فلحقها سريعاً..
عبد التواب بأبتسامة و ذهول :
– انا مش مصدق ، بقى ريتال و يونس يتصالحوا و يبقوا حبايب كمان؟؟
فاطمة بسعادة :
– سبحان الله كان آخر توقعاتي! ربنا يحفظهم من العين عقبالكم كلكم يا حبايبي
مليكة بهمس وهي تميل على صقر:
– هو ازاي جدك و جدتك صدقوا التمثيلية الهبلة دي
صقر بسخرية:
– عاملين شبه اللي بيكدب الكدبة و بيصدقها
مليكة بتساؤل:
– تفتكر ريتال و يونس عملوا كدة ليه؟؟
صقر بأبتسامة واثقة وهو يكمل طعامه:
– عشان يداروا على كارثة يامن؟
مليكة بعدم فهم:
– هو يامن عمل كارثة تانية؟؟
صقر بأبتسامة وهو يميل عليها:
– هرب هو و آسيا
مليكة بصدمة و صوت عالي :
– ايــــــــــه؟؟؟؟
عبد التواب بتساؤل:
– في ايه يا بنتي
مليكة بصدمة وهي مازالت تنظر لصقر الذي ينظر بصحنه:
– مفيش “ثم اكملت بهمس وهي تلكزه بقدمه” رد عليا!! ازاي ده؟؟
صقر بهدوء:
– زي ما بقولك
مليكة بتساؤل:
– وانت عرفت منين وانت كنت معايا من اول ما صحينا؟؟
صقر بأبتسامة واثقة :
– ليا طرقي و اساليبي!
مليكة بأبتسامة مستفهمة وهي تشير:
– خير يا صقر بيه! شايفة وشك مبتسم من الصبح؟
صقر بتوتر وهو يتجهم بوجهه:
– انا؟؟ لالا
مليكة وهي تضع كفيها على شفتيه لتجعله يبتسم:
– لالا ارجع اضحك تاني حرام عليك
ضحك بخفوت ثم قبل باطن كفها لتسحب يدها بسرعة وهي تجحظ بخجل فأعتدلت بجلستها و شددت ضمها على الرضيع و كأنها تحتمي به فأبتسم صقر وهو يعود لتناول الطعام..
…………………………………………………………………..
عند يامن..
وصل للمكان المنشود فهبط من سيارة الأجرة بعد أن أعطى السائق النقود و هبطت آسيا خلفه ، نظرت آسيا حولها لتجد أمامها مقهى شبه شعبي و مُعلق لوحة متوسطة يكتب عليها “مغلق” ، عقدت حاجبيها بعدم فهم وكادت ان تتحدث ولكن امسك يامن كفها و سحبها خلفه لذلك المقهى ، و عندما دلفوا وجدت شخص ما يجلس فوق مقعد و أسفل اعينه متورم قليلا و ينظر حوله برهبة و خوف و شخص آخر يقف خلفه و عندما رأي يامن ذهب ليصافحه..
يامن بهدوء وهو يشعل سيجارته:
– هو ده؟؟
آسيا بشهقة بعد أن اقتربت من الجالس فوق المقعد و اتضحت ملامحه جيدا :
– ايه ده!!! مين عمل فيه كدة
يامن بأبتسامة وهو يضع ذراعه فوق كتف صديقه :
– اخويا هيثوم
آسيا بغضب و سرعة وهى تجثوا فوق ركبتيها أمام الصحفي و تحل يده المعقودة برباط خشن:
– الله يخربيتكم ، و رابطينه كدة ليه؟ هو ده وعدك ليا يا يامن!!
يامن وهو يلقي سيجارته أرضا و يقترب منهم:
– انا معملتش حاجة انا كنت معاكي!!
آسيا بقلق وهي تعطيه زجاجة مياه كانت بحقيبتها:
– حضرتك سامعني ، اتفضل اشرب شوية مياه
الصحفي بذعر وهو يبدل نظره بين يامن و هيثم:
– ارجوكي مشيني من هنا
آسيا بحنق وهي تنظر ليامن الابله الذي يخرج لسانه للصحفي و يمرر ابهامه فوق رقبته كتهديد خفي:
– حاضر هتمشي ، بس يا يامن العبط اللي انت بتعمله ده!!
يامن بسخرية:
– محدش هيمشي من هنا ، مش قبل ما تتكلم
الصحفي بتساؤل:
– اتكلم اقول ايه؟؟
يامن بغضب:
– تتكلم على العبط اللي انت عملته
الصحفي بسخرية:
– يعني اللي عملته ده عبط و اللي انت عملته ده ايه؟ بقى فيه حد يا قادر يكون فرحه مكملش اسبوع و رايح يسهر مع بنات
يامن بحدة وهو يقترب منه بسرعة:
– وانت مال امك انت
آسيا بسرعة وهي تقف لتمنع يامن من الاقتراب:
– يامن لو سمحت!!
يامن بغضب وهو يمسح وجهه عدة مرات بعنف:
– استغفر الله العظيم ، هي اللي حيشاك عني والله غير كدة كان زمانك انت و اللوحة اللي وراك دي واحد
الصحفي بتوتر بعد أن استرد لعابه:
– يامن بيه آآ ده شغلنا و حضرتك عارف
يامن بغضب جامح وهو ينقض عليه مستغلاً افساح آسيا للطريق:
– ده شغل *** ده ، شغل ايه ده اللي قايم على عرض و شرف واحدة ، و يا ريتها اي واحدة دي آسيا الجندي بنت محمد الجندي مرات يامن الجندي!!
الصحفي بخوف شديد وهو يحاول ابعاده:
– طب ما تقولي سيبتها ليه بعد فرحكم بيومين و طلعت شقة مع واحدة
آسيا بصدمة :
– شقة!! شقة ايه؟؟
يامن بجنون وهو يلكمه عدة مرات:
– أخرس
آسيا بحدة وهي تجذب يامن بعنف من تلابيب قميصه لتوقفه امامها:
– انت روحت مع واحدة شقة؟؟ انت قولتلي انك سهرت بس!
يامن بغضب جامح :
– انتِ اتهبلتي انا مروحتش مع حد في حتة ، ده كداب
الصحفي بصراخ:
– لا مش كداب هو اللي كداب
يامن بحدة وهو يقترب منه مرة أخرى:
– انت ناوي على موتك النهاردة!!!!!!!
آسيا بصراخ قوي:
– بس كفاية!! انا ايه اللي يخليني أصدق حد فيكم
الصحفي بغيظ:
– يعني اكيد اللي استغغلك و راح سهر مع بنات اكيد يقدر يروح معاهم ، و دي مش اول مرة يعملها ، يامن الجندي كل ما ينزل القاهرة لازم الصحافة تاخدلوا صور مع بنات ، مرة في ديسكو مرة وهو طالع مع واحدة ، و حاجات كتير ، ده خبر جوازه ده لحد دلوقتي ترند محدش مصدق!!
آسيا بجمود وهي تحاول تمالك اعصابها:
– انا بردو ايه اللي يخليني أصدقك؟؟ فين دليلك
يامن بجنون وهو يقف امامها:
– انتِ بتسألي الحقير ده!! هو انتِ بجد مش مصدقاني؟؟
آسيا متجاهلة اياه :
– ما ترد فين دليلك؟؟
الصحفي بتوتر:
– آآ معنديش دليل
ابتسمت آسيا بسخرية على توتره و علو وتيرة انفاسه فعلمت انه يكذب لذلك اقتربت منه بهدوء و انحنت عليه نصف انحناءة ثم كورت يدها و لكمته بقوة ليسقط بمقعده أرضا وهو يتآوه..
يامن بسعادة وهو يقبل وجنتها بقوة:
– تسلم ايدك يا كبير
آسيا بتألم وهي تحرك كفها في الهواء:
– وجعلي ايدي الحيوان ده ، يلا بينا كفاية كدة
يامن بسرعة:
– ثانية واحدة
ثم ذهب لذلك الملقى أرضا ثم رفعه من قميصه و لكمه مرة أخرى لتنفجر الدماء من أنفه بغزارة ، ابتسم يامن بتشفي و ذهب لآسيا التي كانت تراقب ما يحدث بأبتسامة بائسة فأقترب منها و حاوط كتفها لتبتسم له و تحاوط خصره..
يامن بإحتقار:
– رجعه من المكان اللي خدته منه ، و قوله ينزل اعتذار
هيثم بأبتسامة:
– عينيا
آسيا بتردد وهي تلتف برأسها و تنظر له و لدمائه:
– ممكن قبل ما ترجعه توديه مستشفى
هيثم :
– اللي مرات اخويا تؤمر بيه يتنفذ
يامن بأبتسامة وهو يربت على كتفه:
– طول عمرك جدع يا هيثوم ، اسيبك بقى مع الجثة اللي جوا دي
اومأ له هيثم بأبتسامة مرحة ليخرج وهو يشعر بالانتصار و التشفي و لكن آسيا كانت تشعر بالخوف و التردد ، ماذا فعلت هى؟؟ هي أتت مع يامن كي تمنع تهوره ولكن انظر لمن الذي تهور الآن؟؟ فهي لكمته و اسقطته أرضا و أيضا عندما ضربه يامن لم تمنعه بل وقفت تشاهد و كان داخلها شعور تشفي شرير ، عضت شفتيها بقلق و حزن من نفسها ولكن ماذا كانت ستفعل ، فمن كان أمامها هو من تحدث عن شرفها و عرضها هل كانت ستأخذه بالأحضان ، بالطبع كانت ستصفعه بل و تقتله أيضا!! ، اراحت ضميرها بتلك الجملة ثم نظرت ليامن الذي يسير بها وهو يطلق صفير عالي مستمتع لتهز رأسها بيأس وهي تضحك بشدة..
…………………………………………………………………..
في منتصف اليوم..
في غرفة يامن..
كانت تجلس ريتال فوق الاريكة وهى تشعر بالملل الشديد فقررت الذهاب للشرفة قليلاً ولكن اعترض طريقها يونس الذي كان يجلس على المقعد بهدوء يتصفح هاتفه..
يونس بتساؤل:
– خير؟؟
ريتال بحنق:
– داخلة البلكونة!
يونس وهو يضرب مقدمة رأسها بخفة:
– هو انتِ مخك ده جواه ايه؟؟ هتدخلي تقعدي في البلكونة لوحدك مش المفروض انا و حضرتك بنتكلم مع يامن و آسيا
ريتال بضيق:
– طب انا زهقت ، بقالنا ساعة قاعدين هنا ، و بعدين لحظة هو انت عرفت منين ان مفيش حد في الاوضة؟ انت بصيت على موبايلي؟؟؟؟؟
يونس بتوتر وهو يحك ذقنه:
– لا طبعا هبص على موبايلك ليه ، ده يامن بعتلي انتِ ناسية انه اخويا ولا ايه!
ريتال بنظرات شك :
– مممم بحسب
يونس بسخرية:
– لا متحسبيش يا ظريفة
ريتال وهى تعود لتجلس على الاريكة :
– نينينينييي
يونس بهدوء وهو يجلس بجانبها:
– جهزي نفسك عشان هترجعي كليتك خلاص
ريتال بعدم فهم:
– ازاي؟؟ هو احنا هننقل اسكندرية؟
يونس بأبتسامة :
– لا اسكندرية هي اللي هتيجي عندنا
ريتال بعدم فهم:
– يعني ايه؟؟
يونس :
– يعني انا نقلتك من جامعة الإسكندرية لجامعة القاهرة
ريتال بصدمة وهي تقف:
– انت بأي وجه حق تعمل كدة ، مين سمحلك اصلا!!
يونس بعدم فهم وهو يقف قبالتها:
– مين سمحلي!! انا جوزك يا هانم ولا نسيتي؟
ريتال بسخرية وهي تكاد تشعر بالجنون:
– لا انت مش جوزي انت دكتور يونس ولا نسيت
يونس بضيق:
– ده كان كلام ساعة شيطان ، بصي يا ريتال انا مبحبش ان مراتي يبقى عندها صحاب ولاد ، مستنية مني ايه و انتِ بتقولي على راجل تاني انك بتحبيه
ريتال بضحكة ساخرة:
– لا ده انت دخلت في الدور اوي ، بقولك ايه يا يونس ملكش دعوة بحياتي و صحابي من فضلك ، انا لولا اني عايزة ورثي كان زماني مطلقة منك من امبارح ، آخرك معايا الشهر اللي قال جدك عليه
يونس بإحتقان:
– حوشي يا بت انا اللي هموت و ابقى جوزك اوي ، ده انا مستني الشهر يعدي بفارغ الصبر
نظرت له بغضب و ضيق ثم رفعت رأسها بشموخ و عادت لتجلس فوق الاريكة فزفر هو بغيظ و جلس فوق المقعد ، كان يفكر ماذا يفعل لتتحسن علاقته بتلك البلهاء فهي بالنهاية ابنة خاله وهو يريد إصلاح علاقته بها حتى يحين موعد الانفصال فزفر بضيق وهو يفكر بذلك اليوم ، لا يعلم لما انقبض قلبه بقوة فرفع نظره إليها وجدها تحل ربطة شعرها و ينسدل خلفها ثم بدأت باللعب به ليبتسم ابتسامة واسعة وهو يهزر رأسه بيأس ، استمعوا لصوت ارتطام شئ بالشرفة فوقفت ريتال بخوف و وقف يونس أمامها..
ريتال بخوف وهي تتثبث بذراعه:
– انت سمعت اللي انا سمعته
يونس بأبتسامة خبيثة وهو ينظر لذراعها:
– ده ممكن يكون حرامي
ريتال بخضة وهي تشدد على تشبثها به:
– ايه؟؟
يونس بخوف مصتنع وهو يضمها لصدره:
– ده ممكن يدخل يقتلنا دلوقتي
ريتال برعب وهي تلف يدها حول خصره و تدفن نفسها بأحضانه:
– طب نصوت عشان حد يلحقنا؟؟
يونس بغضب مصتنع وهو يشدد على ضمها:
– انتِ اتجننتي عايزة الناس تقول معاكي صاحبتك في الاوضة
ريتال بغضب وهي تضربه على صدره:
– طب ما تعمل حاجة
يونس بحزم وهو يبتعد عنها:
– استني
كاد ان يتحرك للشرفة ولكنه سبقه يامن وهو يدلف و بيده آسيا التي نظرت لهم بتعجب..
آسيا بتساؤل:
– انتوا بتعملوا ايه هنا؟؟
ريتال بذهول:
– انتوا دخلتوا من البلكونة ازاي؟
يامن بثقة وهو يبعد الغبار الوهمي عن كتفه:
– عيب عليكي ، هبقى اعلمك المرة الجاية يا توتو
يونس بحنق وهو يصفعه على مؤخرة عنقه:
– اتلم يالا!! ، عملت ايه؟؟
يامن بحماس وهو يتحرك بمكانه:
– انا و آسيا عطيناه علقة ميحلمش بيها ، آسيا عطته حتت بوكس ، انا طلعت متجوز محمد علي كلاي
ريتال ببلاهة وهي تمسك معصم آسيا بحماس:
– انتِ بجد ضربتي واحد بالبوكس؟؟ ممكن تعلميني عشان ابقى اضرب يونس!
يونس بغيظ:
– انا مالي
ريتال بتهكم:
– ولا صحيح انا ضربته بالقلم ، مش محتاجة اتعلم حاجة
يونس بحنق وهو يتذكر الصفعة:
– ايوة صح ، تعاليلي هنا
كاد ان ينقض عليها فصرخت و ظلت تركض وهو يركض خلفها فضحكت آسيا وهي تراقبهم و شاركها يامن الضحك حتى تذكر ضربها له صباحاً فشمر عن ساعديه و نظر لها بشر ففهمت فوراً إلى ماذا يرمي لتلقي حقيبتها أرضاً و تبدأ تركض هى الأخرى و ضحكاتهم تعلوا حتى قاطعهم طرق على الباب..
يامن وهو يلهث:
– بس بس اتهدوا الباب بيخبط
ذهب ليفتح فلحقه ثلاثتهم وهم يبتسمون فوجدوا العاملة تقف أمامهم وهي محنية رأسها و وجهها شاحب للغاية..
يونس وهو ينظر للساعة المعلقة على الحائط:
– ده معاد الغدا صحيح احنا اتأخرنا ، قولي لجدي نازلين على طول اهو
العاملة وهي تبتلع غصتها:
– الحج عبد التواب عايز يامن بيه و آسيا هانم عشان البوليس مستنيهم تحت….

يتبع….

بالمخفر..
كان يجلس الجميع بالخارج و علامات القلق و الخوف ترتسم عليهم فهم بإنتظار آخر الأخبار ، اما في الداخل فكان يامن و آسيا يجلسون قبالة بعضهم و يجلس أمامهم ضابط ليحقق معهم..
الضابط بهدوء:
– الصحفي نادر الششبيني بيتهم حضرتك بضربه و كسر أنفه و اختطافه
يامن بلامبالاة:
– ايوة حصل
آسيا من بين أسنانها وهي تركل قدمه بقوة:
– يا فندم انا حفهم حضرتك ، الصحفي ده نزل خبر في الجرنال و خاض في شرفي ، الموضوع مش مسألة بينقل خبر شايفه قدامه لا ده كمان بيخوض في أعراض الناس عشان المقال بتاعه يتشاف و يتشهر ، و يامن زي اي راجل عنده نخوة شاف كلام زي ده على مراته مستحملش طلب من الصحفي انه يقابله ، لكن التاني ساومه على فلوس و يامن طبعا رفض فأضطر يخلي صاحبه يجيبه عشان يعرفوا يتكلموا
الضابط بإنصات و انتباه شديد :
– و بعدين كملي
آسيا متصنعة البكاء وهي تضع يدها فوق شفتيها:
– و الدليل ان يامن حبيبي مكنش ناوي شر انه خدني معاه ، كنا رايحين نتكلم معاه انه يمسح الخبر ده او يمسح اللي مكتوب عني بمعنى أصح بس هو قعد يقول الفاظ بذيئة جدا و تطاول عليا و كان هيمد ايده لولا يامن اتدخل و حصل بينهم اشتباك
الضابط وهو ينظر ليامن بتدقيق:
– بس هو زي الفل اهو
آسيا بسرعة وهي تقف:
– لا ده ظاهرياً بس حضرتك “ثم بسرعة رفعت التيشرت الخاص بيامن و أشارت لصدره” بص حضرتك الكدمات دي كلها من الصحفي ده ، يامن كان بيدافع عني
الضابط بتفهم:
– تمام ، واضح ان الاستاذ نادر الششبيني غلط لما طلبك شاهدة على اللي حصل ، اكتب يبني ، تم اخلاء سبيل كل من يامن عبد المعبود احمد التهامي الجندي و حرمه آسيا محمد عبد التواب سمير محمد الجندي ، اتفضلوا
وقفت آسيا بسرعة و ابتسمت بقوة وهي تنظر ليامن بسعادة ، امسكت كفه وهي تضغط عليه بقوة ثم سحبته للخارج و ما ان خرجت حتى احتضنته بقوة ليتفاجئ هو من ذلك الهجوم عليه ولكنه ابتسم و حاوط خصرها ليرفعها عن الأرض قليلاً..
صقر بسخرية وهو يربت على ظهره:
– يلا يا عم روميو بدل ما تتمسكوا المرة دي فعل فاضح في الطريق العام
يامن بضحك وهو يضعها أرضاً:
– انت قدوتي في الحياة خلي بالك
صقر بأبتسامة وهو يحتضنه:
– حمدالله على السلامة يا وش السجون يا مجرس العيلة
آسر بضحك وهو يحتضنه ايضا:
– ده اللي كان ناقص تعمله فعلا ، كدة انت عملت كل حاجة حرام
مليكة بأبتسامة وهي تحتضن آسيا:
– حمدالله على السلامة حبيبتي ، الحمدلله عدت على خير
ريتال بحنق وهي تحتضنها ايضا:
– على الله تعملي جريمة تاني من غيري انتِ سامعة ، خلي بالك انا هبقى شريكة في الجريمة زي السكر والله
بدور بيأس وهي تحاول ذراعي آسيا:
– بس يا ريتال تفي من بوقك ، ربنا ما يكتب علينا نيجي المكان ده تاني
يونس بضحك وهو يحاوط عنق يامن بذراعه و يضغط:
– لا يا بدور متقوليش كدة ده يامن حب المكان اوي
أيان بضحك:
– باين باين ، يلا عشان زمان خالتي في البيت عاملة مناحة احنا مقعدنها في البيت بالعافية
يامن بأبتسامة:
– يلا يا اخويا
وقف عبد التواب ثم اقترب منهم ببطئ حتى وقف امام يامن الذى احنى رأسه بتوتر فأقتربت منه آسيا و وضعت كفها بكفه لتدعمه فنظر لها بجانب أعينه فأبتسمت له ، كان يتابع عبد التواب الموقف و قلبه يتراقص بسعادة فيبدوا ان قلوب احفاده لانت اخيرا و هذا الموقف انصب في صالحهم ، رفع ذراعيه بهدوء ليحتضنه يامن بسرعة وهو يقبل كتفه فأبتسم عبد التواب و جذب آسيا هى الأخرى ليحتضن اثنتيهم بحب..
عبد التواب بأبتسامة:
– حمدالله على السلامة يا حبايبي
يامن بسعادة :
– الله يسلمك يا جدو
آسيا بخفوت وهي تبتعد قليلا:
– الله يسلمك
عبد التواب بغضب مصتنع:
– بس طبعا لينا كلام تاني لما نروح عشان اعرف عملتوا المصيبة دي ازاي!
ضحك يامن و شاركه الجميع ثم غادروا بهدوء و السعادة تغمرهم..
…………………………………………………………………..
في القصر..
كانت تجلس سيليا بالحديقة وحدها شاردة بمستقبلها ، ماذا تفعل هنا؟؟ لماذا انقلبت حياتها رأساً على عقب بمخض ثواني؟ زفرت بحنق وهي تحك رقبتها فتذكر ما حدث قبل رحيل الجميع..
فلاش باك..
هبط يامن و خلفه آسيا و ريتال و يونس ، كان يقف الجميع أسفل الدرج و ينظرون لهم بقلق و تساؤل..
صقر بجمود:
– يامن و آسيا و يونس و آيان و آسر يجوا في المكتب ثانية
والدة يامن ببكاء:
– حصل ايه يا يامن يا ابني ، احكيلي اتورطت مع مين ، ليه البوليس جاي ياخدك انت و آسيا ، عملتوا ايه يا حبايبي
صقر بخشونة:
– احنا معندناش وقت ، جدك بيحاول يلهي الناس برة يلا بسرعة
و بالفعل تحركوا للمكتب و علامات عدم الفهم مرتسمة على وجوههم حتى دلفوا ، وقف يامن ينظر لهم بتساؤل حتى تفاجئ بلكمة في صدره من صقر فتبعه آسر بصفعة..
آسيا بخضة وهي تحاول التقدم منهم:
– ابعدوا عنه ، انتوا بتعملوا ايه؟؟
أيان وهو يقف أمامها يعترض طريقها :
– متقلقيش دي شوية حاجات خفيفة
آسيا بذهول وهي تحاول ابعاده للوصول ليامن الذي افترش الارض:
– حاجات خفيفة ايه؟ انتوا بتموتوه
صقر بهدوء وهو يرفع يامن من ملابسه :
– كدة زي الفل ، انا عارف انت عملت ايه بظبط ، عايزك تحفظ انت و آسيا اللي هقولوا ده كويس عشان متباتوش في الحجز ، هتقولوا للظابط ان الصحفي ال*** ده هو اللي استفزكم و كان بيتكلم على آسيا وحش عشان كدة انت ضربته وهو كمان ضربك ، سامع يا يامن
يامن بتآوه وهو يضع يده فوق صدره:
– سامع..
صقر وهو ينظر لآسيا:
– خلي بالك يامن ممكن يهبل في الكلام عايزك تلحقي الدنيا ، كدة كدة انتِ مش متهمة هو طالبك كشاهدة
آسيا بتساؤل وهي تقترب منهم بعد أن افسح آيان لها الطريق:
– انت عرفت منين؟
صقر بسخرية:
– انا ظابط على فكرة!
اومأت آسيا بتفهم ثم نظرت ليامن بإشفقاء وهي تعض شفتيها فوضعت يدها فوق صدره تتحسسه ولكنه صرخ فأبعدت يدها بسرعة وهي تعتذر كثيراً..
آسيا بحنق وهي تسنده و تخرج به:
– الواد مبقاش نافع الله يخربيتكوا
يامن ببلاهة و ابتسامة مرحة:
– خايفة عليا يا روحي
آسيا بأبتسامة صفراء:
– طبعا يا حبيبي هو انا ليا غيرك
يامن بخبث وهو متعمد القاء نفسه عليها كي يقترب منها اكثر:
– بجد ملكيش غيري؟؟ احنا ممكن نطلع اوضتنا و اتأكد بنفسي
آسيا بحدة و قد تورد كامل وجهها:
– امشي لوحدك بقى يا حنين
انتهاء الفلاش باك..
ضحكت سيليا على علاقتهم كثيرا و شعرت بداخلها ان تلك الحكاية ستنتهي بعشق كبير ، على عكس حكايتها التي ستنتهي بخيبة أمل ، زفرت بهدوء ثم استمعت لصوت أبواق السيارات لتقف بسرعة و تقترب من الممر الرخامي المخصص للسيارات لتراهم يدلفون ، هبطوا جميعا من السيارات فأقتربت منهم وهي تبتسم..
سيليا بأبتسامة واسعة وهي تقترب منهم:
– حمدالله على السلامة يا آسيا ، حمدالله على السلامة يا يامن
يامن و آسيا بأبتسامة:
– الله يسلمك
سيليا بحماس:
– يلا ادخلوا بسرعة طمنوهم ، انا هدتهم شوية زي ما وعدتكم بس بطة عاملة مناحة مقولكوش يعني
أيان بمرح:
– ما طبعا ده الحفيد المدلل ده
بدور بسرعة بعد أن رأت غمزت آسر:
– تعالي يا سيليا عيزاكي في موضوع مهم
سيليا بتعجب:
– في ايه؟؟
بدور وهي تسحبها بعيداً:
– تعالي بس
سارت معها سيليا بتعجب بينما دلف الجميع للداخل..
عند سيليا و بدور..
بدور بأبتسامة متوترة:
– وانتِ عاملة ايه
سيليا بتعجب:
– انا كويسة الحمد لله! هو في ايه؟؟
بدور بتوتر وهي تفرك كفيها بملابسها:
– آآ كنت عايزة احكيلك على اللي حصل في القسم
سيليا بهدوء:
– انا عندي خلفية تقريبا عشان سمعت صقر وهو بيتفق مع آسيا و يامن على اللي هيحصل ، الحمدلله ان الموضوع عدى على خير
بدور بخفوت:
– اه الحمدلله
سيليا وهي تستدير لتغادر:
– انا هدخل بقى
بدور بسرعة و صوت عالي:
– سيليا انا متجاكي!!
سيليا بعدم فهم وهي تستدير:
– محتاجاني في ايه؟
بدور و قد دمعت أعينها وهي تبتلع غصتها:
– انا طول عمري كان نفسي يبقى عندي اخت بنت احكيلها و تحكيلي و اشاركها كل حاجة ، و لما ربنا مرزقنيش بأخت قولت يبقى الأمل فيكم انتم ، طول عمري اسمع حكاوي عنكم من امي و خالاتي ، كنت مستنية اللحظة اللي نتجمع فيها كلنا و نبقى عيلة ، كنت حاسة انكم هتعوضوني عن الفراغ اللي جوايا ، انا اتربيت وسط 5 ولاد ، كنت البنت الوحيدة هنا ، بجد احساس وحش اوي
سيليا بدموع وهي تقترب منها لتحتضنها بقوة:
– انا فهماكي كويس اوي عشان انا كمان كان نفسي في اخ او اخت يملوا عليا حياتي ، قوليلي حصل ايه وانا هسمعك بكل حب والله
بدور ببكاء قوي وهي تدفن وجهها بأحضان سيليا:
– أيان مبيحبنيش!!!
ابتلعت سيليا غصتها بحزن بالغ ، الآن فهمت لما كانت بدور مثل الفراشة التي تحلق قبل العرس بأيام ، هي تحبه؟؟ بل تعشقه ، يا له من أحمق كي يضيع تلك الحسناء ذات القلب الأبيض..
سيليا بدموع و تأثر وهي تربت على ظهرها:
– متزعليش نفسك يا حبيبتي ، انسيه هو اصلا ميستاهلش
بدور بسرعة وهي تبتعد عنها:
– لا يستاهل يا سيليا يستاهل والله ، هو ملهوش ذنب انه معرفش يحبني ، انا اللي اتدلقت شبه الجردل عليه
سيليا بتفكير وهي تمسح دموعها:
– هو بيكرهك يعني؟؟
بدور بسخرية:
– بيحبني زي اخته “ثم اكملت بغيظ” اخته ايه بس و زفت ايه
سيليا بأبتسامة خبيثة وهي تحاوط كتفها:
– حلك عندي ، اسمعي كلامي و هيجيلك راكع
بدور بذهول و بلاهة:
– بجد؟؟
سيليا بحماس:
– بجد ، هنخليه يلف حوالين نفسه ، و يعرف قيمتك و يعرف انك النور اللي دخل حياته
و فجأة اتقطع التيار الكهربائي فضحكت بدور بقوة و شاركتها سيليا..
بدور بضحك :
– تعالي ندخل بسرعة
و بالفعل دلفوا بحذر كي لا يتعثروا بشئ في الأرض ولكن عندما دلفت سيليا و اقتربت من الردهة عاد التيار لتتفاجئ بهم جميعاً يلتفون حول المائدة الموضوع عليها كعكة كبيرة للغاية يوجد عليها صورتها ، شهقت بخضة و نظرت لهم بذهول؟؟ كيف علموا بيوم مولدها!! اقتربت بفرحة فبدأوا بالغناء لها فظلت تصفق بحرارة و تغني معهم..
ريتال بسعادة:
– يلا طفي الشمع
آسيا بسرعة:
– استني!! اتمني أمنية الأول
يامن بمرح:
– الأمنية باينة في عينيها اهي ، اكيد نفسها تتخلص من الكابتن اللي وراها ده
التفت سيليا بأبتسامة لتجد آسر يقف خلفها و بيده علبة مستطيلة الشكل فنظرت له بتعجب لتتفاجئ به يخرج قلادة ذهبية من تلك العلبة و يوجد بها اسمها..
سيليا بذهول :
– ايه ده!!
آسر بأبتسامة وهو يُلبسها اياها:
– كل سنة وانتِ طيبة عقبال مليون سنة
محمود بسعادة وهو يقترب منها و يحتضنها:
– كل سنة وانتِ طيبة يا نور عيوني
سيليا بدموع وهي تشدد من ضمه:
– انا افتكرتك نسيت ، كنت طول عمرك اول واحد يقولي كل سنة و انتِ طيبة
محمود بضحك وهو يشير لآسر:
– كله بسبب الاستاذ ده عشان المفاجأة اللي عملها
سيليا بصدمة وهي تنظر له:
– انت اللي عملت كل ده؟؟؟
آسر بأبتسامة:
– كل سنة وانتِ طيبة
ابتسمت له بإمتنان وهي تشعر بنبضات قلبها تكاد ان تصم آذانها فعضت شفتيها بسعادة ثم استدارت و اطفأت تلك الشموع ليصفق الجميع بحرارة..
عبد التواب بأبتسامة وهو يقترب منها:
– كل عيد ميلاد وانتِ معانا يا بنت الغالي ، هديتك متصانة بس ليا شرط “ثم اكمل بمشاكسة وهو يرى نظرات الاستفهام على وجهها” حضن..
ضحكت سيليا بقوة ثم اقتربت منه و احتضنته فقبل رأسها بحنان ثم ابعدها بهدوء و اخرج من جيبه مفتاح إلكتروني ، شهقت بخضة و جحظت بأعينها وهي تنظر بعدم تصديق فضحك الجميع عليها وهي تأخذ المفتاح و تقفز بمكانها عدة مرات..
سيليا بسعادة مفرطة وهي تحتضنه بقوة :
– انا مش عارفة اقولك ايه بجد ، انت احسن جد في العالم
يامن بمرح:
– دلوقتي بقى احسن جد في العالم ، مادية حقيرة
عبد التواب بغيظ:
– بس يا ولد!!
سيليا بمرح وهي تنظر لوالدها :
– فين هديتك؟؟
محمود بضحك:
– مبتنسيش انتِ ابداً ، اتفضلي يا ستي
سيليا بحب وهي ترى تلك الساعة :
– حلوة اوي يا بابا بجد ، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
محمود بحب:
– و يخليكي ليا يا حبيبتي
تأثرت مليكة كثيراً وهي تشاهد ذلك المشهد ففرت دمعة من أعينها ولكنها مسحتها سريعاً قبل أن يراها أحد ولكن قد رآها صقر الذي اقترب منها و وقف بجانبها فنظرت له..
صقر بهدوء وهو يخرج مناديل ورقية من جيبه:
– خدي امسحي دموعك
مليكة بتوتر وهي تنظر أمامها:
– معيطش على فكرة
صقر بسخرية:
– اومال ايه البرابير دي؟
مليكة بتقزز:
– انت مقرف بجد ، هات
اخذتها منها و مسحت آثار دمعتها فلكزها بكتفه بخفة فضحكت بيأس…
…………………………………………………………………..
في منتصف الليل..
بغرفة آسيا..
كانت تغط بسبات عميق ولكنها استيقظت على رنين هاتفها المتواصل فأمسكته بنعاس و اجابت..
آسيا بنعاس:
– الو!!
صديقتها بصراخ:
– Are you sleeping, stupid?
“هل انتِ نائمة يا غبية”
آسيا بخضة وهي تجلس على الفراش بإعتدل:
– Is that you? , what happened?
“هل هذا انت؟ ، ماذا حدث؟ ”
صديقتها بغضب شديد:
– What happened? Nothing! I just don’t have the money and I sleep in the street and I don’t eat or drink for days
” ما الذي حدث؟ لا شئ! فقط لا أملك المال و انام في الشارع و لا اكل ولا اشرب منذ ايام”

آسيا بهمس حاد وهي تسير لباب الغرفة و تفتحه لتتأكد من غفيان يامن:
– I sent you all my money, what should I do?
“لقد ارسلت لكي كل نقودي ، ماذا أفعل ؟”
صديقتها بحدة:
-You have to take that damn money fast, I can’t afford that living, I lost my job because of your foolishness and rude behavior with the boss.
“يجب أن تأخذي ذلك المال اللعين سريعا ، انا لا اتحمل تلك المعيشة ، لقد خسرت وظيفتي بسبب حماقاتك و تصرفاتك الوقحة مع المدير”
آسيا بذهول وهي تغلق الباب بعد أن تأكدت من نومه:
– My rude behavior?
“تصرفاتي الوقحة ؟”
صديقتها بضيق:
-yes, didn’t you go scold him before you leave?
” اجل ، الم تذهبي لتوبخيه قبل مغادرتك ”
آسيا بتذكر:
– I’m really sorry. I didn’t know that bastard was going to fire you from work.
“انا حقا آسفة لم أعلم أن ذلك الحقير سوف يطردك من العمل ”
صديقتها ببكاء:
-I want money, I lost my life.
“انا اريد المال ، لقد خسرت حياتي ”
آسيا بحزن:
– I’ll sell my mother’s necklace and send you the money. Don’t worry, honey.
“سأبيع قلادة والدتي و ارسل لكي المال لا تقلقي يا عزيزتي”
صديقتها و قد هدأ بكائها:
-But as soon as possible, I’m starving.
“ولكن في أسرع وقت ، فأنا اتضور جوعاً”
اغلقت معها آسيا ثم القت هاتفها فوق الفراش ، رفعت كفها لتتحسس القلادة بعنقها بإرتجاف فبكت بقوة وهى تخلعها و تقبلها لآخر مرة ، زفرت بقوة لتستطيع تنظيم أنفاسها ثم ذهبت للخزانة لتُخرج بنطال رياضي و فوق سترة قطنية ، ارتدت حذائها ثم خرجت من الغرفة بهدوء لتنظر ليامن مطولاً حتى تأكدت من غفوه فتسحبت للخارج بخطى بطيئة حتى خرجت بالفعل ولكن ما ان خرجت حتى رأت آسر و يبدو عليه النعاس الشديد..
آسر بنعاس:
– ايه ده آسيا ، ايه اللي طلعك من الاوضة و رايحة فين دلوقتي
آسيا بتوتر:
– انا آآ انا كنت نازلة اشرب
آسر بتساؤل وهو يتفحصها جيدا:
– رايحة تشربي وانتِ لابسة كدة؟
آسيا بغيظ:
– في ايه هو تحقيق
آسر وهو يقترب منها:
– ايه السلسلة اللي في ايدك دي؟
آسيا بتوتر وهي تضعها بجيبها بسرعة:
– دي بتاعت مامتي
آسر:
– و مسكاها كدة ليه
لا تعلم لما شعرت بأن اسئلته ضغطتها ففجأة رفعت كفيها لتضعهم على وجهها و تبدأ بنوبة بكاء فذُهل آسر و حاول تهدئتها ولكنه فشل فسحبها للتراث الكبير الموجود بذلك الطابق ، جلست آسيا فوق المقعد وهي تمسح وجهها بكفيها و تحاول تنظيم أنفاسها ، ما الذي فعلته؟؟ لماذا بكت بشدة دون سبب؟ ماذا ستخبره الآن؟ هل تخبره انها لا تستطيع أن تطلب منهم المال من أجل صديقتها فقررت الذهاب لبيع آخر ذكرى متبقية لها من والدتها المرحومة؟؟
آسر بهدوء مقاطعاً سيل افكارها:
– بقيتي احسن
آسيا بصوت مبحوح:
– اه شوية ، انا اسفة بجد معرفش ده حصل ازاي
آسر بجدية :
– انا مش ساذج يا آسيا ، قولي في ايه
آسيا بتنهيدة وقد استسلمت:
– اوعدني الكلام اللي هقوله ده مش هيطلع برة
وعدها آسر فبدأت تسرد كل شئ له ، كانت تسرد بحزن و تردد فهي لا تثق بهم جميعا ولكن ما كان أمامها خيار سوى اخباره حتى يبتعد عنها و يتركها تذهب ولا يخبر احد ، و عندما انتهت وجدت علامات الاشمئزاز على وجهه..
آسر بشمئزاز:
– سوري بي صاحبتك دي بنت كلب جدا يعني
آسيا بغضب:
– ايه قلة الأدب دي ، مسمحلكش
آسر بغيظ:
– بلا تسمحي بلا متسمحيش ، و بعدين ما انتِ بعتلها فلوس عشان تأجر شقة ، مأجرتش ليه؟ اقطع دراعي ان ما كانت البت دي شمامة ، بتشرب مخدرات صح؟
آسيا بذهول:
– لا طبعا ايه اللي انت بتقوله ده
آسر:
– بقول اللي شايفه ، شايف واحدة غبية قدامي و واحدة تانية مشافتش بربع جنيه تربية
آسيا بتوتر و خجل:
– انا آآ كنت بفكر يعني آآ اخليها تيجي تعيش معانا ، انا خايفة عليها اوي هناك
آسر ببرود:
– براحتك
آسيا بسعادة :
– يعني جدو ممكن يوافق؟؟
آسر:
– معرفش اسأليه..
آسيا بترجي:
– ممكن تقوله انت ، انا خايفة يرفض و اتحرج
آسر وهو يقف :
– مش هتدخل بحاجة مش مقتنع بيها ، صاحبتك دي استغلالية ” ثم غادر ولكنه عاد مرة أخرى” و بنت كلب
زفرت آسيا بغيظ وهي تتابع رحيله ثم عضت شفتيها بغضب ولكنها حسمت أمرها ، ستتحدث مع جدها غدا بشأن صديقتها و أيضا انها تريد أن تعمل فستتحدث بذلك أيضاً فأبتسمت بسعادة وهي تخرج القلادة و تقبلها قبلات متتالية ثم ركضت للغرفة وهي تكاد تحلق من فرط سعادتها..
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
في غرفة آسر..
استيقظت سيليا وهي تفرد ذراعيها بسعادة ثم وقفت لتنظر للغرفة حولها بأبتسامة و تتذكر ما حدث أمس..
فلاش باك..
صعدت سيليا و آسر للغرفة ولكن قبل أن يدلفوا أخرج آسر شريطة و طلب منها إغلاق اعينها ليستطيع ربط تلك الشريطة فأمتثلت لأوامره و بالفعل وضعها فوق أعينها و امسك يديها كي يستطيع السير بها دون أن تتعثر فدلفوا سوياً و اوقفها بمنتصف الغرفة ثم ازال الشريطة بهدوء ، لتتفاجئ بكم من الأقمشة المختلفة ملقاه حول الغرفة بطريقة لطيفة و فوق الأريكة يوجد علبة صغيرة و بجانبها باقة من الزهور الحمراء..
سيليا بذهول وهي تنظر له:
– لا متقولش! ده الايفون الجديد!!!
اومأ بضحكة رجولية فركضت للأريكة بسرعة وهي تمسك العلبة بشغف لتفتحها و تتأكد من مصداقيته و ما ان رأت الهاتف بالفعل حتى ركضت اليه و احتضنته بقوة ليتفاجئ هو و يشعر بأن انفاسه قد حُبست بداخله فأبتسم و حاوطها وهو يستنشق عبير شعرها..
سيليا بسعادة:
– ده اسعد يوم في حياتي ، جالي عربية و سلسلة دهب و ايفون!! ده انتوا عيلة كريمة اوي
آسر بضحك :
– شوفتي
سيليا بأبتسامة وهي تبعد رأسها قليلا لتنظر له ولكن مازالت بأحضانه:
– بس عارف اكتر حاجة فرحتني ايه؟
آسر بتساؤل:
– ايه
سيليا بحماس وهي تبتعد عنه:
– القماش ، انا مش مصدقة انك اهتميت بالحاجة اللي بحبها ، انا اصلا مش مصدقة انك عملت كل ده و فضلت فاكر يوم عيد ميلادي ، انا بجد مش عارفة اشكرك ازاي
آسر بأبتسامة صغيرة :
– متشكرنيش ده انتِ خالي يعني
سيليا بإحباط:
– اه بنت خالك صح
آسر بمرح:
– عايز اول طقم تفصليه يبقى بدلة ليا ، و متقلقيش كله بحسابه انا مش باكل حق حد
سيليا بضحك :
– لا حقاني جدا انا عارفة ، يلا تصبح على خير
احتضنت باقة الزهور ثم دلفت لغرفة النوم و لكنه لحقها بسرعة ليوقفها..
آسر :
– انتِ هتسبيني انام مع الكلب ده ، وسعي دخليني
سيليا بأبتسامة متسلية وهي تغلق الباب بوجهه:
– اه اتصاحبوا بقى
آسر بغيظ وهو يطرق الباب:
– سيليا متهزريش انا عندي حساسية من شعر الحيوانات ، يرضيكي اموت؟ افتحي يا سيليا بطلي هبل
ضحكت بقوة وهي تستلقي فوق الفراش و بأحضانها تلك الباقة فأستنشقتها و الابتسامة تزين صغيرها حتى غفت..
انتهاء الفلاش باك..
ابتسمت بمرح ثم حملت باقة الزهور و كادت ان تضعها بالمزهرية ولكنها استمعت لصوت قهقهات آسر فعقدت حاجبيها بتعجب لتذهب للباب و تفتحه فتتفاجئ بآسر الذي يجلس عاري الصدر و يرتدي شورت منزلي و تجلس بجانبه مساعدته الخاصة و صوت قهقهاتهم يصل لآذانها..
المساعدة بغنج:
– قولتلك انا بفهم في الحاجات دي ، شوفت اهي عجبتها
آسر بأبتسامة:
– كنت خايف والله الورد ميعجبهاش او يطلع مش ذوقها ، بس ابهرتيني بإختيارك يا لي لي
جحظت بأعينها ثم نظرت لباقة الزهور التي بأحضانها بصدمة ، ثم لصندوق القمامة لتلقي به الباقة بعنف ثم خرجت لهم بخطى واسعة و وقفت قبالتهم و الغضب يكسوا ملامحها..
آسر بتوتر من نظراتها:
– صباح الخير يا سـ..
سيليا مقاطعة بغضب:
– ايه المسخرة و قلة الأدب دي ان شاء الله ، هو انا مش قولت البت دي مش هتدخل هنا تاني ولو عايزة تيجي تستنى في الزفت الريسبشن زي البني آدمين الطبيعيين
آسر بإحراج وهو يقف و يسحبها بعيداً:
– هو ايه اللي انتِ بتعمليه ده؟؟؟
سيليا بحدة وهي تبعد معصمها عن يده بعنف:
– اطلعي برة
المساعدة بتوتر:
– حاضر بس ممكن حضرتك تهدي
آسر بحدة:
– لا مش هتطلع ، دي لسة هتختار هدومي
سيليا بغضب جهوري:
– لا ده انت اتهبلت بقى
آسر بحدة :
– احترمي نفسك
سيليا بصراخ:
– مش لما تحترم انت نفسك الأول ، يعني لما اجيبلك راجل اوضة النوم هتبقى مبسوط
آسر بحدة و غضب وهو يمسك معصمها بقوة:
– حاسبي على كلامك ، عشان انتِ شكلك اتجننتي
سيليا بغضب:
– لا ده انا لسة هتجنن اكتر
ابعدت يده بعنف ثم دفعته من صدره ليعود للخلف عدة خطوات فأقتربت من الفتاة و سحبتها للخارج بعنف ثم هبطت بها لتذهب لغرفة المعيشة الذين يجلسون بها..
عبد التواب بتوجس:
– في ايه يا سيليا
سيليا بغضب :
– انا عايزة ابقى سكرتيرة آسر!!

يتبع….

في مكتب عبد التواب..
كان يترأس المكتب و يجلس قبالته سيليا التي كانت كالجمرة المشتعلة و أمامها آسر الذي ينظر لها بغضب شديد مما فعلته ، كيف تجرؤ ان تطرد مساعدته الخاصة بل و تجرها خلفها بطريقة غير آدمية اطلاقاً ، زفر بهدوء ليتمالك اعصابه ثم نظر لجده الذي يراقبهم بتفكير..
عبد التواب بهدوء:
– يعني انتِ متأكدة انك عايزة تشتغلي ، على حد علمي انك كسولة جدا و مبتحبيش الشغل و محمود مدلعك!
سيليا بتحدي وهي ترى نظرات الصدمة بأعين آسر:
– اه هشتغل ، و البت الحرباية دي تمشي
عبد التواب بتساؤل:
– ايه اللي حصل لده كله!
سيليا بجنون و سخرية:
– ابدا كل يوم بصحى بلاقي الهانم في اوضة نومي و قاعدة مع جوزي بيتمرقعوا ، لا و البيه النهاردة حب يجدد بقى فراح قالع ، قاعد معاها سلبوتة
آسر مقاطع بحزم:
– لا مكنتش سلبوتة ، مسمحلكيش
سيليا بغضب وهي ترفع سبابتها بوجهه:
– لا كنت سلبوتة انا شوفتك بعينيا
آسر وهو ينظر للجد:
– متصدقهاش انا كنت قاعد بالشورت
سيليا بسرعة :
– اهو اعترف ، يعني نصه الفوقاني مكنش حاضر معانا ، ده انا صاحية على صوت ضحكهم ، ايه اللي بيدخلها اوضة نومي ، هي مش السكرتيرة دي مكانها المكتب ولا انا معلوماتي غلط
آسر بشمئزاز:
– دي سكرتيرة خاصة يا جاهلة ، يعني مسئولة عن كل شئ يخصني الشركة بأستايلي بفطاري بكله
سيليا بحدة وهي تقف و تلكزه في كتفه بعنف:
– ليه هو انت مشلول ولا لسة نغة
آسر بغضب وهو يقف قبالتها:
– انا سايبك تغلطي من الصبح والله امسكك اعلقك على الحيطة و متعرفيش تنزلي تاني
سيليا بسخرية وهي تضع كفيها بخصرها:
– لو راجل اعملها
بالفعل اقترب منها ثم امسكها من ثيابها و رفعها عن الأرض فصرخت بصدمة ، رفعت ركبتها بسرعة لتصدمه فيتآوه بقوة و يتركها لتسقط أرضاً ، فوقفت وهي تنفض ملابسها ثم عادت لمقعدها بكبرياء فلحقها وهو يتوعد لها..
عبد التواب ببرود:
– خلصتوا شغل الأطفال ده!!
سيليا بغضب :
– ده مش شغل أطفال ، انا بقولك مش عايزاها ، انا هبقى سكرتيرته
آسر بغيظ:
– تفهمي ايه انتِ ان شاء الله عشان تبقي سكرتيرتي ، انا كدة بيتي هيتخرب
سيليا بلامبالاة:
– خليه يتخرب
عبد بحزم وهو يضرب سطح المكتب بكفه:
– بس كفاية ، ماشي يا سيليا اعتبري البنت مش موجودة ، و كدة كدة جوزك راجع الشركة بكرة عايزك تروحي معاه ، و انت يا آسر عليك مهمة تعليمها كل حاجة عن الشغل
آسر بذهول وهو يقف:
– دي شركتي انا ، و من حقي اعين فيها اللي يعجبني!!
سيليا بشماتة وهي تتحدث بحزن مصتنع:
– كدة يا أسورة مش عايزني معاك في الشركة ، ده انا مراتك حبيبتك
عبد التواب بضحك حاول مداراته:
– خلاص انا قولت اللي عندي ، ولا هتكسر كلام جدك يا آسر!!!
آسر بحنق:
– حاضر يا جدي “ثم نظر لها بتوعد” سيليا هتشتغل معايا
سيليا بثقة وهي تقف:
– ايوة كدة ، البت اللي برة اطردوها ولعوا فيها اعملوا اللي تعملوه المهم مشوفهاش قدامي ، يلا عن اذنكم
آسر بحنق وهو يجلس بسرعة بعد أن خرجت تلك المعتوهة:
– انت بتهزر يا جدي!! بقى ارفد لي لي اللي اشتغلت معايا و كافحت و ساعدتني عشان اشغل سيليا!! اللي متعرفش تعملنا سندوتشين جبنة ، انت لو عايز توقعني مش هتعمل كدة
عبد التواب بأبتسامة:
– هو انا عايز اوقعك فعلا ، بس واقعة تحلف بيها عمرك كله يا ابن الجندي
آسر بغيظ و عدم فهم:
– يعني ايه!! انا مش عايزها معايا دي مجنونة و ممكن تفضحني هناك
عبد التواب بتسلية:
– اعمل فيها كل اللي انت عايزه بس وهي في الشركة و تحت عينك
آسر بدهشة وقد لمعت اعينه :
– اعمل فيها اللي انا عايزه!!
عبد التواب بضحك و قد قرأ أفكار حفيده:
– ايوة
آسر بأبتسامة خبيثة وهو يقف:
– تمام ، عن اذنك بقى اروح ارفد لي لي
ضحك عبد التواب وهو يتابع خروج حفيده المتحمس و وجهه يملئه الخبث فهو يعلم انه سيجعل سيليا تلعن اليوم الذي قررت فيه العمل معه ولكنه ليس بممانع فتلك الشرارات التي بينهم جعلته يتفائل..
…………………………………………………………………..
في غرفة بدور..
كان يجلس جميع الفتيات أرضاً و يلعبون لعبة ورقية شهيرة و الأجواء المرحة تسود الغرفة..
ريتال بحنق:
– والله البت آسيا دي غشاشة و بتخبي ورق في هدومها
آسيا بغيظ:
– ده انتِ اللي غشاشة و شوفتك و انتِ بتبصي في ورق سيليا
سيليا بصدمة وهي تحتضن اوراقها:
– اه يا حيوانة وانا عمالة اقول مبتسحبش الشايب اللي معايا ليه اتاريكي شايفة ورقي
مليكة بيأس:
– بوظتوا اللعبة و عرفنا الشايب مع مين ، اغبية
بدور بقهقهة:
– والله لو بلعب مع ولاد اختي مش هلاقي كمية الخناق دي
ريتال بحنق وهي تلقي أوراقها ارضاً:
– بس بس مش لاعبة ، انتِ عارفة يا مليكة ان محمد اتصل وانا و صقر ردينا عليه
مليكة بتعجب:
– محمد اتصل!! امتى ده؟
ريتال بتذكر:
– يوم ما صقر جه خدني “ثم اكملت بمرح وهي تقلده” قعد يصرخ و يقول مليكة دي ملكي انا ، اكيد الواد ده كان واقع على دماغه وهو صغير
مليكة بزفير:
– ربنا يسهله حاله
آسيا بتساؤل:
– هو مين ده اصلا؟
ريتال:
– ده اللي كان خطيب مليكة ، ياباي واحد سمج كدة مبكرهش في حياتي قده
مليكة بحنق:
– عيب يا ريتال
سيليا بتساؤل و فضول يشع من اعينها:
– هي كانت بتحبه؟
ريتال بلامبالاة لشقيقتها وهي تتربع و تتحدث بحماس:
– لالا مليكة مش بتحبه ، هشرحلكم وجهة نظرها المتخلفة ، هى بتخاف من الحب ، فشافته شخص مناسب يعني مش هيتعبها اوي ، بس ده فضل خاطبها 7 سنين مبتشوفهوش ، بجد كانت علاقة لا اتمناها لألد اعدائي
سيليا بضحك وهي تهمس:
– انتوا عارفين ان انا كمان كنت مخطوبة
بدور بصدمة :
– ايه؟؟
ريتال بذهول :
– ده بجد؟؟
مليكة بتعجب:
-انا اول مرة اعرف حاجة زي دي!
آسيا بهدوء:
– فيها ايه يا جماعة ، براحة على البنت
بدور بتساؤل:
– هو آسر يعرف حاجة زي دي؟
سيليا بتعجب:
– لا!!
بدور بتوتر:
– بس هو لازم يعرف
ريتال بحيرة :
– اعتقد اه ، لازم يعرف!!
سيليا بغيظ:
– لا مش هيعرف حاجة عني ، هو ماله اساسا!! ده شخص مدة صلاحيته معايا شهر و بعد كدة كل واحد هيروح لحاله ، مش من حقه يعرف أي حاجة عن حياتي اللي فاتت ، و بعدين دي كانت خطوبة لمدة أسبوعين حاجة مضحكة يعني
آسيا بضحك :
– بعشق تعبيراتك
مليكة بتآوه خفيف وهي تقف:
– انا رايحة اشوف الولاد و صقر و جاية تاني
ريتال بمرح وهي تغمز :
– الله يسهله يا عم
مليكة بحنق وهي تلقي عليها الوسادة الخاصة بالأريكة:
– خليكي في حالك يا ظريفة
بدور بأبتسامة بعد أن خرجت مليكة:
– انا حاسة ان الدنيا بينهم بقت كويسة ، حد ملاحظ ده!!
ريتال :
– هو انتِ اخوكي ده يتطاق اساسا
بدور بضيق وهي تلكزها:
– بس يا بت
ريتال بتآوه من بين ضحكاتها:
– بهزر يا رمضان ايه مبتهزرش ، انا لاحظت فعلا اه ، ربنا يهني سعيد بسعيدة
بدور بأبتسامة خبيثة:
– وانتِ ايه اخبارك مع يونس
ريتال بتوتر لا تعلم مصدره وهي تمسك خصلتها الهاربة لتعيدها خلف اذنها:
– مفيش اخبار ، هيكون ايه الاخبار اللي بيني و بينه؟
سيليا بضحك من توترها الملحوظ:
– لا باين
آسيا بحماس:
– بقولك ايه يا سيليا انا فخورة بيكي اوي والله ، جدعة انا كنت مستنياكي تجيبي البنت دي من شعرها اصلا من زمان
سيليا بشغف وهي تتذكر ما فعلته بتلك الفتاة:
– احسن بجد تستاهل كل اللي عملته فيها ، تحمد ربنا اني ملطشتهاش على وشها التنحة دي ، مستر آسر هيهيهيييي
يامن وهو يطلق صفير عالي من خلفهم :
– العب
بدور بخضة :
– يخربيت هزارك يا يامن
سيليا بذعر:
– مش تخبط يا بني آدم
آسيا من بين اسنانها وهي تقف:
– فضحتنا ، يامن و يخبط!! دي جملة غريبة جدا ، ازاي يعني يراعي ان فيه بنات قاعدة مع بعضها و ممكن حد فيهم يكون قاعد براحته شويتين تلاتة
يامن بذهول:
– الله هو كان فيه حد واخد راحته ، يا ريتني جيت بدري شوية
أيان بعدم فهم وهو يدلف:
– بتقول ايه يا حيوان انت؟
اقترب أيان منهم ليتفاجئ بزوجته تقف كاشفة لرأسها و ابتسامتها تزين ثغرها وهي تنظر ليامن ، احتقنت دمائه فوقف أمام يامن بسرعة و امسكه من ملابسه ثم دفعه للخارج..
يامن بمرح وهو يمسك كف زوجته و يسحبها للخارج:
– انا كنت جاي اخد اللي يخصني يا عم ، سلام
سيليا بتوتر وهي ترى نظرات أيان القاتلة لبدور التي تنظر ببلاهة:
– طب همشي انا كمان عشان آسر مستنيني
بدور بحزن وهي تمسك كفها:
– ليه يا سوسو خليكي شوية
سيليا من بين اسنانها وهي تشير بأعينها لأيان:
– لا معلش يا بدور يا حبيبتي مرة تانية
بدور بعدم فهم:
– في ايه
سيليا بحنق من غبائها:
– عن اذنكم
غادرت سيليا فأغلق أيان خلفها الباب بهدوء ثم استدار لتلك التي تقف بمنتصف الردهة و تنظر ببلاهة فأحتقنت دمائه وهو يرى خصلاتها ، اقترب منها بخطى بطيئة وهو ينظر بأعينها فقط ولا ينبث بأي كلمة..
بدور بتساؤل:
– انت جعان؟؟
أيان بهدوء ثلجي:
– لا
بدور بعدم فهم:
– اومال شكلك عامل كدة ليه؟
أيان من بين اسنانه:
– فين حجابك؟؟
بدور بتعجب وهي تشير للأريكة:
– هناك على الكنبة ، انا مش فاهمة في ايه؟
أيان بغضب :
– في اني دخلت اوضة نومي لقيت راجل واقف و مراتي واقفة قصاده بشعرها
بدور بذهول:
– راجل مين!! مكنش فيه اي راجل هنا
أيان بصراخ:
– و يامن ده ايه!!
بدور بخضة:
– بس يامن مش راجل!!! قصدي يعني مش غريب
أيان بحدة:
– لا غريب طبعا ، و بعدين ما انتِ دايما بتلبسي الطرحة قدامه
بدور بحنق من اسلوبه:
– ايوة بس هو دخل فجأة انا ملحقتش اقوم اخد الطرحة و بعدين انت دخلت وراه وهو مشي على طول
أيان بضيق:
– دي آخر مرة يا بدور اشوفك كاشفة راسك قدام حد
ثم تركها و دلف للمرحاض لتنظر في اثره بذهول و عندما استمعت لإغلاق الباب قفزت بمكانها و ظلت ترقص بحماس ، فهو يغار!! بل يشتعل!! الآن وجدت الطريقة التي ستجعله يدور حولها كالنحلة..
…………………………………………………………………..
في غرفة صقر..
دلفت مليكة بهدوء فلم ترى اي أثر لصقر فعقدت حاجبيها بتعجب و ذهبت للمرحاض ثم طرقت الباب فلم تجد إجابة ، اضطرت لفتح الباب ولكنها وجدت المرحاض فارغاً لذا سارت بخطى واسعة لغرفة النوم و أيضا لم تجد احد ، نادته بصوت عالي يملئه القلق لتتفاجئ به يخبرها بملئ صوته انه بالشرفة فتركض اليه بحماس..
مليكة بلهاث خفيف وهي تدلف:
– فينك يا عم كنت بدور عليك
صقر بهدوء وهو يلقي عقب سيجارته أرضا :
– انا هنا هروح فين
مليكة بمرح وهي تقف بجانبه و تسند مرفقيها فوق سور الشرفة :
– قولت يمكن هربت ولا حاجة
صقر بأبتسامة جانبية وهو يستدير لها بكامل جسده:
– انا مبهربش يا دكتورة
مليكة بأبتسامة وهي تنظر للخضرة حولها :
– هنشوف!! ، بس الجو حلو اوي النهاردة ما تيجي نخرج
صقر بجدية :
– بعدين مش دلوقتي
مليكة بلامبالاة:
– اوكيه ، انا هرجع اسكندرية امتى ، انا عايزة افتح عيادتي!
صقر ببرود وهو يقف مثلها و يسند مرفقيه فوق سور الشرفة:

– انقلي كل حياتك هنا ، انا شغلي كله هنا و مش هقدر اروح هناك
مليكة بذهول وهي تستدير له بكامل جسدها :
– يعني ايه الكلام ده!!
صقر بصوت أجش:
– زي ما سمعتي ، انا كل حياتي و شغلي و أهلي هنا
مليكة وقد صوتها بالاحتقان:
– وانا شغلي و كياني هناك
صقر بجمود وهو يستدير لها لينظر بأعينها:
– ابدأي من الصفر ، هشتريلك عيادة و تبدأي فيها
مليكة بحدة :
– لا طبعا مش موافقة ، ابدأ انت من الصفر هناك و اطلب تعيينك في اسكندرية!! لكن تقضي على طموحي و شغلي و كياني اللي بنيته عشان شغلك ميتأثرش ده مش هسمح بيه ابداً
صقر بغضب :
– وانا مش هضحي بشغلي عشانك
مليكة بقوة و عناد:
– وانا كمان مش هضحي بشغلي عشانك ، انا عندي ناس مسئولين مني ، انت تعرف كام واحد بيته هيتخرب لو انا سيبت شغلي هناك ، طب سيبك من كل ده!! العيادة دي ذكرى والدي ليا ، هو خد قرض عشان يشتريهالي ، قرض انا لسة لحد اللحظة دي بسدده ، عايزني اهد كل ده و اجي هنا ، لا انسى
صقر بجمود:
– انا قولت اللي عندي ، انا مش هنقل شغلي و مش هخليكي تروحي اسكندرية ، ايه عايزة ترجعي لحبيب القلب وحشك اوي
سقطت على وجنته صفعة مدوية جعلت وجهه يستدير فأظلمت عيناه وهو يعيد النظر بوجهها من جديد ، كان يضغط على فكه كي يتحكم في اعصابه ولا ينقض عليها و يحولها لفتات الآن ولكن ما زاد الطين بلة هو اقترابها منه و رفعها لسبابتها و وضعها فوق صدره..
مليكة بجمود وهي تتحدث من بين اسنانها:
– انا مسمحلكش تقول حرف عليا او تتهمني بتهمة حقيرة زي دي ، انا غير زبالة انت عرفتها في حياتك لأن على حد علمي ماضيك كان مشرف بردو زي يامن ، مراتك استريحت منك فعلا
كادت ان تغادر ولكن فجأة جذبها من خصلاتها و وضعها أمامه ، كان يمسكها بحذر كي لا يؤلمها ولكن مع محاولتها للافلات ضغط عليها بشدة..
مليكة بدموع غاضبة وهي تمسك يديه الممسكة بشعرها:
– انت اتجننت ، سيب شعري!!
صقر بسوداوية:
– لآخر مرة يا دكتورة تجيبي سيرة مراتي!! و لآخر مرة تتكلمي عن الماضي بتاعي اللي ميخصكيش في شئ ، لأنك زيك زي الكنبة اللي جوا دي ، آخرك معايا شهر و هطلقك و ترجعي مطرح ما كنتي ، و لحد ما الشهر ده يعدي انا مش عايز اي كلام بينا ، انتِ فاهمة
كانت تنظر له بإحتقار و دموعها تنهمر بصمت فتآوهت وهو يهز رأسها فأومأت بسرعة ليتركها و يغادر فسقطت أرضاً و احتضنت ركبتيها و ظلت تبكي بصمت حتى قررت النهوض و لملمت ملابسها ثم خرجت من الغرفة و سارت بإتجاه الغرفة الموجودة بآخر الممر..

طرقت الباب عدة المرات حتى فتحت لها فيروز الذي نظرت لها و لحقيبتها بعدم فهم ولكنها افسحت لها الطريق بعد أن رأت تورم اعينها..
فيروز بتساؤل وهي تغلق الباب:
– في ايه؟ و مال عينك انتِ معيطة!! و ايه الشنطة دي؟
مليكة بصوت مبحوح :
– ممكن افضل هنا كام يوم لحد ما احس اني قادرة ارجع الاوضة التانية تاني
فيروز بذهول مما تسمعه:
– حصل ايه؟؟
مليكة بأبتسامة مرتجفة:
– محصلش حاجة انا بس عايزة أقرب منك فقولت اجي اقعد معاكي في الاوضة
فيروز بسخرية:
– هو بعيدا عن ان اوضتي في نفس الدور بتاعك و بعيدا بردو عن انك كل يوم بتنطيلي هنا و تاكلي دماغي ، بس ماشي هعمل نفسي عبيطة و هصدق كلامك و كمان هوافق تباتي هنا
مليكة بهدوء:
– شكرا ، انا مش عايزة اي حد يعرف ، ولا ماما ولا عبد التواب ولا اي حد ، لأني مش قادرة اتكلم و اشرح
فيروز بأبتسامة صغيرة وهي تربت فوق فخذها:
– متقلقيش محدش هيعرف حاجة
ابتسمت لها مليكة ثم ذهبت للفراش لتستلقي عليه وهي تشعر بأنها تريد أن تصرخ بقوة الآن ، منذ أن وُلدت ولم يمسسها والدها او والدتها و يأتي ذلك الحقير و يعنفها بتلك الطريقة ، دمعت اعينها وهي تبتلع مرارة غصتها فهى تشعر بالإهانة ولكنها ستصمد يجب أن تصمد فهى قوية ، استلقت على جانبها و رفعت ركبتيها لتنام بوضعية الجنين فأقتربت منها فيروز و وضعت عليها الوشاح وهي تتمتم ببعض الأشياء..
…………………………………………………………………..
بمكتب عبد التواب..
دلفت آسيا بتردد بعد أن طرقت الباب و سمعت عبد التواب يطلب من الطارق الدلوف ، استنشقت أكبر قد من الهواء ثم اقتربت فوجدته ينظر له بتفاجئ مما اركبها بشدة..
آسيا بتوتر:
– ممكن اقعد
عبد التواب بأبتسامة:
– طبعا يا حبيبتي اتفضلي ، عاملة ايه
آسيا بأبتسامة صغيرة وقد هدأت قليلا:
– الحمدلله
عبد التواب بتساؤل:
– مالك متوترة كدة ليه؟؟
آسيا بإحراج:
– انا كنت عايزة اطلب طلبين ، لا تلاتة
عبد التواب بمرح:
– مش هخرجك انتِ و يامن
آسيا بأبتسامة واسعة:
– لالا ، انا هطلب حاجات تانية
عبد التواب بأبتسامة مشاكسة:
– لو كدة فأنا تحت أمرك يا ستي ، اطلبي
آسيا بشغف وهي تسند ذراعها فوق طاولة المكتب و تقرب رأسها منه قليلا:
– انا ليا واحدة صاحبتي كانت عايشة معايا هناك ، دي صاحبة عمري ، أهلها ميعرفوش عنها حاجة و كانت بتشتغل معايا و ساكنين سوا بس لما انا مشيت صاحب البيت طردها و كمان صاحب الشغل بسببي ، انا بعتلها كل الفلوس اللي معايا و مبقاش معايا حاجة تاني اديهالها
عبد التواب بتفهم:
– عايزة كام طب عشان احولهملها
آسيا بسرعة:
– لالا انا مش عايزة فلوس ، انا عيزاها تيجي تعيش معانا هنا ، دي اختي ، و هبقى مطمنة اكتر لو هي جمبي ، ممكن نحجزلها تذكرة و تيجي هنا تعيش معانا ، والله هي كويسة اوي
عبد التواب بتردد:
– بس آآ
آسيا بحماس وهي تقف و تلتف حول المكتب لتقف قبالته:
– عشان خاطري يا جدو ، بجد والله انا مليش غيرها ، دي هي اللي فضلت جمبي بعد موت بابا ، وانا السبب في انها تخسر شغلها ، وانا مش عايزة ابعتلها فلوس تاني لأنها بتصرف كتير ، عيزاها قدام عيني
عبد التواب بحيرة :
– انا مش عارف اقولك ايه ، احنا ممكن نحجزلها في فندق او نشترلها بيت
آسيا بترجي وهي تجثو فوق ركبتيها و تمسك كفيه:
– عشان خاطري ، والله بجد هي كويسة ، مش هتحس بيها في البيت
عبد التواب بأبتسامة وهو يربت فوق وجنتها:
– ماشي يا حبيبتي عشان خاطرك ، عشان تعرفي ان خاطرك غالي عندي
آسيا بعدم تصديق وهي تقفز بين احضانه:
– شكرا ، شكرا اوي بجد انا مش عارفة اقولك ايه
عبد التواب بسعادة وهو يربت فوق ظهرها:
– متقوليش حاجة ، احلمي بس وانا أحقق
آسيا بأبتسامة وهي تبتعد ببطئ :
– نيجي بقى للطلبين التانيين ، هو يامن مبيشتغلش ليه؟
عبد التواب بمرح :
– عشان فاشل
آسيا بهدوء وهي تعود لمقعدها:
– يامن مش فاشل ، يامن كسول ، او متدلع زي ما بتقوله ، و كمان حضرتك السبب في كدة
عبد التواب بذهول:
– انا؟؟
آسيا بجدية :
– ايوة ، يامن عنده 27 سنة متخيل!! و عمره ما نزل شغل ، ازاي بجد؟؟ و صح هينزل شغل ليه و حضرتك موفرله كل حاجة ، مفيش طلب بيطلبه الا و بيتنفذ ، مفيش حلم بيحلمه الا و بيتحقق ، لو فلوسه خلصت يطلب عادي مفيش مشكلة ، كدة غلط!! ، يونس اصغر منه و بقى دكتور في الجامعة ، انا عايزاه ينزل يشتغل
عبد التواب بإنصات شديد لحديثها:
– بس هو مش بيرضى ينزل
آسيا بحزم:
– يبقى ينزل غصب عنه ، العربية تتسحب منه ، الڨيزا تقف ، يتمنع من الخروج و السهر ، لازم يبقى راجل يعتمد عليه
عبد التواب بفخر شديد :
– انتِ دلوقتي بتأكديلي ان اختياري ليكي ليامن كان صح
آسيا بتوتر لما يرمي:
– انا بعمل كدة عشان اساعد يامن يقف على رجله ، مش عشان حاجة تاني
عبد التواب بأبتسامة لعوبة:
– وانا عارف ده ، كويس
آسيا:
– وانا كمان عايزة اشتعل
يامن فجأة وهو يدلف دون أن يطرق الباب:
– هو انا كل شوية هجيبك من حتة يا ولية انتِ
آسيا بضحك وهي تشير له:
– تعالى اقعد ، جدو عايزك
يامن بأبتسامة مستفهمة وهو يجلس قبالتها:
– استر يا رب ، خير ، قعدتكم سوا دي مش مريحاني
آسيا بهدوء:
– انا و انت نازلين شغل من بكرة
يامن بذهول وهو يقف:
– نعم يختي!!
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
بغرفة آسيا..
كانت تغط بسبات عميق ولكن فجأة انسكب على رأسها ماء بارد جعلها تنتفض من فوق الفراش وهي تشهق بقوة..
آسر بأبتسامة صفراء:
– صباح الخير يا حبيبتي
سيليا بغضب وهي تبعد شعرها الذي التصق بوجهها:
– انت اتهبلت ولا ايه ، ايه شغل الجنان ده!!
آسر بلامبالاة وهو يذهب للخزانة و يخرج لها ملابس رياضية:
– يلا عشان معاد الشغل قرب وانا بحب اجري شوية تحت
سيليا بزفير قوي:
– ما تجري ولا تتنيل انا مالي
آسر بأبتسامة ثلجية وهو يضع الملابس بين احضانها:
– السكرتيرة بتاعتي بتجري معايا ، خمس دقايق و تبقي جاهزة و الا هتبقي مرفودة و هرجع لي لي
غضبت بشدة و كادت ان تسبه و تلعنه ولكنها فضلت الصمت فعضت شفتيها بقوة و سارت بخطى غاضبة للخارج لتذهب للمرحاض ، و بالفعل بعد نصف ساعة خرجت وهي ترتدي بنطال قطني رياضي و فوقه تيشرت نصف كم فضفاض لتقف أمامه وهي تنظر له بشمئزاز و النعاس يظهر عليها بقوة..
آسر بإستفزاز وهو يقف:
– لمي شعرك عشان متعرقيش
سيليا بحنق:
– ملكش دعوة
جذبها آسر من معصمها بخفة ثم سار بها للمرآة المعلقة بمنتصف الردهة ، نظرت لهيئتها الناعسة بحزن ثم نظرت لأنعكاسه بالمرآة بحقد دفين ، رأته يمسك فرشتها الخاصة و يبدأ بتصفيف شعرها ، ابتسمت داخلها وهي تشعر بشعور يدغدغها ولكنها استفاقت على شده لشعرها بقليل من القوة كي يستطيع ربطه..
سيليا بحنق وهي تبعد يده و تكمل ربط شعرها :
– وسع كدة
آسر بهدوء:
– يلا ورايا
القى بوجهها منشفته الخاصة و زجاجة المياه خاصته لتتلقفهم بغيظ و تسير خلفه وهي تلعنه بداخلها و تلعن العمل و تلعن كل شئ حولها..
آسر بأبتسامة مشاكسة:
– يلا
سيليا بعدم فهم:
– يلا ايه؟؟
آسر وهو يشير للحديقة امامهم:
– اجري!!
سيليا بغضب:
– وانا مالي انا!! هو مش انت اللي عايز تجري
اقترب آسر منها بخطوة واحدة لتنتفض بخضة وهي تنظر له بعدم فهم فمال على اذنها حتى أصبحت وجنته تلتصق بوجنتها..
آسر بهمس:
– انا شايف انك محتاجة تجري ، عشان جسمك يتظبط شوية!
سيليا بصراخ حاد وهي تدفعه بعيداً:
– نــــــــعـــــــم!!!
آسر بلامبالاة وهو يستعد للركض :
– خلاص لو شايفة انك مش هتقدري تجري خليكي عشان صحتك
اشتعلت بغضب ثم القت الزجاجة و المنشفة أرضا و وقفت بجانبه بإستعداد فأبتسم بخبث و هو يطلق صفير الانطلاق ليبدأوا بالركض سوياً ، استطاع ان يرى احمرار وجهها بسبب الإرهاق فأبطئ نفسه قليلا كي تستطيع الركض اسرع منه و تشعر بإنتصار و بالفعل رآها تبذل جهدها حتى اجتازته بالفعل وعندما شعر بإنقطاع نفسها فتوقف متصنعاً الإرهاق و انحنى ليمسك ركبتيه و يلهث بتصنع..
سيليا بحماس و لهاث قوي :
– ايه تعبت ولا ايه!! اومال عاملي فيها اللي مفيش منك اتنين ليه
آسر بإرهاق مصتنع وهو يضع ذراعه على كتفها :
– تعبت تعبت طلعيني عشان نلبس
سيليا بحنق وهي تضع كفها على ظهره كي تستطيع السير به:
-صبرني يا رب
…………………………………………………………………..
بعد مرور ساعتين ..
بشركة آسر..
دلفت سيليا وهو صوت حذائها يضرب الأرضية بقوة فألتفت الجميع لها عدا آسر الذي علم بصاحبة ذلك الحذاء ، لا يعلم لما لم يستطع الاستدارة و مشاهدتها ، فهي طلبت منه أن يغادر من المنزل قبلها وهي ستلحقه و بالفعل تركها لتأتي وحدها ، ابتلع غصته وهو يستدير بهدوء فتفاجئ بها ترتدي بنطال أسود من القماش و فوقه قميص ناصع البياض و تضع نهايته داخل البنطال و تحمل على معصمها سترتها السوداء ، رفعت نظارتها الشمسية لتظهر له زينة اعينها الخفيفة التي ابرزت جمال اعينها بشدة فتأملها وهي تسير نحوه و كم ضايقه احمر الشفاه الصارخ ذاك..
سيليا بأبتسامة وهي تقف بجانب آسر و تنظر للموظفين الذين اجتمعوا حولهم:

– صباح الخير انا السكرتيرة الجديدة لمستر آسر و اسمي سيليا و ممكن تنادوني “سو” عادي
شخص ما بذهول وهو يقترب من الخلف:
– سيليا؟؟
سيليا بتساؤل وهي تستدير:
– ايوة آآ
الشخص بسعادة وهو يقف قبالتها:
– يا بنت اللزينة وحشتيني ، عاملة ايه
سيليا بتوتر من آسر الذي ينظر لهم بسوداوية:
– الحمدلله وانت
آسر بصوت أجش وهو يقف قبالة سيليا حتى حجبها عن اعينه :
– مين حضرتك
الشخص ببلاهة وهو يميل رأسه قليلا ليرى تلك التي اختبئت خلف ظهر آسر:
– انا طارق ، خطيبها ، قصدي كنت خاطبها!!
ضربت وجنتيها بخفة و ما زاد الطينة بلة هو استدارت آسر لها ببطئ شديد و نظره لها بطريقة اخافتها بشدة فأبتسمت له ببلاهة و شفتيها ترتعش..
سيليا بأبتسامة مرتعشة :
– كان بقى ، فعل ماضي خلاص!!
آسر من بين اسنانه:
– ده انا اللي هخليكي ماضي دلوقتي!!

يتبع….

بمكتب عبد التواب..
آسيا بأبتسامة وهي تبتعد ببطئ :
– نيجي بقى للطلبين التانيين ، هو يامن مبيشتغلش ليه؟
عبد التواب بمرح :
– عشان فاشل
آسيا بهدوء وهي تعود لمقعدها:
– يامن مش فاشل ، يامن كسول ، او متدلع زي ما بتقوله ، و كمان حضرتك السبب في كدة
عبد التواب بذهول:
– انا؟؟
آسيا بجدية :
– ايوة ، يامن عنده 27 سنة متخيل!! و عمره ما نزل شغل ، ازاي بجد؟؟ و صح هينزل شغل ليه و حضرتك موفرله كل حاجة ، مفيش طلب بيطلبه الا و بيتنفذ ، مفيش حلم بيحلمه الا و بيتحقق ، لو فلوسه خلصت يطلب عادي مفيش مشكلة ، كدة غلط!! ، يونس اصغر منه و بقى دكتور في الجامعة ، انا عايزاه ينزل يشتغل
عبد التواب بإنصات شديد لحديثها:
– بس هو مش بيرضى ينزل
آسيا بحزم:
– يبقى ينزل غصب عنه ، العربية تتسحب منه ، الڨيزا تقف ، يتمنع من الخروج و السهر ، لازم يبقى راجل يعتمد عليه
عبد التواب بفخر شديد :
– انتِ دلوقتي بتأكديلي ان اختياري ليكي ليامن كان صح
آسيا بتوتر لما يرمي:
– انا بعمل كدة عشان اساعد يامن يقف على رجله ، مش عشان حاجة تاني
عبد التواب بأبتسامة لعوبة:
– وانا عارف ده ، كويس
آسيا:
– وانا كمان عايزة اشتعل
يامن فجأة وهو يدلف دون أن يطرق الباب:
– هو انا كل شوية هجيبك من حتة يا ولية انتِ
آسيا بضحك وهي تشير له:
– تعالى اقعد ، جدو عايزك
يامن بأبتسامة مستفهمة وهو يجلس قبالتها:
– استر يا رب ، خير ، قعدتكم سوا دي مش مريحاني
آسيا بهدوء:
– انا و انت نازلين شغل من بكرة
يامن بذهول وهو يقف:
– نعم يختي!!
آسيا بأبتسامة باردة:
– زي ما سمعت كدة ، انا و انت بكرة نازلين شغل
يامن بضحكة مذهولة:
– انتِ اكيد بتهزري ، انا مش عايز اشتغل
آسيا بهدوء وهي تقف قبالته:
– ليه مش عايز تشتغل؟
يامن :
– مبحبش اشتغل انا ، انا حر
آسيا بقليل من الحزم:
– لا مش حر ، احنا محتاجين فلوس عشان نعيش
يامن بقليل من الغضب :
– احنا معانا فلوس كتير ، احنا من عيلة الجندي مش عندكو هناك ، انتِ هنا حفيدة عبد التواب الجندي مش بنت محمد اللي شغالة جرسونة في مطعم
عبد التواب بحدة وهو يقف:
– ولد!!
آسيا بجمود وهي ترفع كفها بوجه جدها:
– لحظة بس ، انا ماما ماتت وانا صغيرة خالص و بابا كمان مات و مكنش عندي حد في الدنيا دي يساعدني ولا قرايب ولا صحاب ، انا اشتغلت من وانا عندي 15 سنة عشان اساعد بابا في مصاريف البيت ، كنت بشتغل بليل و ادرس الصبح ، و اول ما اتخرجت و ملقتش شغل بشهادتي موقفتش مكاني و قعدت اعيط لا انا اشتغلت في مطعم عشان بس محسش اني تقيلة على بابا او احسسه انه مقصر ، انا لو حد جه سألني ضيعتي عمرك في ايه هقعد احكيله من هنا لبكرة عشان عندي حاجات كتير تتحكي سواء تفوقي في الدراسة او تفوقي في شغلي ، لكن انت!! انت ولا حاجة ، عيل متدلع ملكش لازمة ، شحط عنده 27 سنة و لسة بياخد مصروف ، مبتتكسفش من نفسك وانت كل شوية رايح تطلب فلوس من جدك ، مبتتحرجش ، طب احساسك ايه و اخوك الصغير دكتور في الجامعة وانت ولا حاجة ، احساسك ايه و كله بيصحى الصبح ينزل شغله و انت نايم لحد العصر عشان راجع وش الفجر ، احساسك ايه وانت كل يوم صورك في الجرايد و على ال social media ، هتبقى فخور بنفسك لو خلفت و ابنك شاف كل ده!! لو جدك ده بعد الشر جراله حاجة هتعمل ايه؟ هتعيش ازاي و هتصرف منين؟؟ ايه هتاخد من طنط والدتك!! ولا بقى من يونس ولا يمكن من صقر ، لالا انا نسيت صحيح انت اكيد هيبقى عندك ورث ، بص حواليك كدة هتلاقي كل واحد عنده شغلانة و انت الوحيد اللي ملكش اي لازمة هنا ، فالح بس تخرج و تسهر و تسافر و تقابل بنات ، هو ده هدفك في الحياة ، يامن انت لو منزلتش الشغل معايا بكرة عربيتك اللي انت بتموت فيها دي مش هتشوفها تاني و الڨيزا اللي معاك دي هتتقفل
يامن بسرعة:
– لالا كله الا انوشكا
آسيا بإحتقار وهي تخرج :
– هتفضل تافه
يامن وهو يستدير لجده :
– هو بجد انا مش هشوف انوشكا تاني!
عبد التواب بشمئزاز:
– هات الڨيزا و مفتاح العربية
يامن بحزن:
– طب خد الڨيزا بس سيب مفتاح انوشكا ، ولا اقولك خد انوشكا و هات الڨيزا
عبد التواب بحنق:
– هو انت الكلام مش مأثر فيك خالص ، اللي بيجري في عروقك ده ايه؟؟
يامن بمرح:
– عصير مانجا
عبد التواب بغضب وهو يدفعه بإتجاه الباب:
– اطلع برة يا حيوان ، و بكرة من النجمة تصحى انت و آسيا و تجهزوا نفسكم عشان هنروح الشركة عندي
ظل يدفعه حتى أخرجه بالفعل فكان يامن يضحك حتى أغلق عبد التواب الباب بوجهه بغضب فتوقفت ضحكاته و نظر للباب بأعين حمراء ، تجمعت دموعه بأعينه ولكنه حاول التماسك فلم يستطع فأنهمرت بصمت ، شعر بمرارة شديدة بحلقه فجلس أرضا ثم رفع كفه و مسح دموعه عندما استمع لصوت أقدام آتية..
الخادمة بقلق :
– يامن بيه حضرتك كويس
يامن بسرعة وهو يقف:
– اه اه كويس ، ده انا بس اتكعبلت في السجادة
الخادمة بشهقة وهي تنظر لأعينه:
– لا انت كنت بتعيط
يامن بتوتر وهو ينظر حوله :
– اعيط ايه يا ست انتِ ما تصلي على النبي كدة ، مكنتش بعيط انا
الخادمة بصوت عالي وهي تضرب وجنتيها:
– لا كنت بتعيط يا لهوي يا لهوي
يامن بقليل من الحدة المتوترة وهو ينظر حوله مرة أخرى:
– مكنتش بعيط قولتلك الله ، ده انا محشش
الخادمة بشك:
– احلف!!
يامن بسخرية:
– يعني اعيط هى اللي يالهوي لكن محشش دي عادي “ثم اكمل كلامه وهو يدفعها و يغادر” غوري من وشي وانتِ هبلة كدة
…………………………………………………………………..
بغرفة فيروز..
كانت تشاهد التلفاز و بجانبها مليكة التي كانت شاردة تفكر فيما سيحدث ، فباقي من الشهر الكثير ، هى تشعر انها لن تتخلص من ذلك الكائن العنيف ولكن ما باليد حيلة ، ستصمد حتى انتهاء المدة المحددة..
مليكة بزفير وهي تقف :
– انا داخلة اخد شاور
فيروز بهدوء:
– ماشي ، على فكرة آآ فادي طول اليوم النهاردة كان بيعيط ، شكلك آآ وحشتيه
مليكة بأبتسامة بعد أن فهمت سبب توترها و عبوسها وهي تتحدث:

– هو بيحبني ، بس مش هيحبني اكتر من مامته الحقيقية ، متقلقيش ، هاخد شاور و انزل اعدي عليه و اخدك معايا
فيروز بتردد:
– هو ينفع كريم قصدي آآ فادي يعيش معايا هنا ، في الاوضة
مليكة بهدوء:
– مش هينفع للأسف ، لأنك لسة طفلة و مش هتقدرى تسعفيه لو حصله حاجة بعد الشر
فيروز بتفهم:
– ايوة صح عندك حق
مليكة بأبتسامة:
– اول ما يكبر شوية هخليه يعيش معاكي هنا
فيروز بحماس:
– بجد!!
مليكة بحب:
– بجد ، يلا بقى متعطلنيش
ابتسمت فيروز لها فذهبت مليكة للمرحاض لتتحمم ، مرت دقائق حتى استمعت فيروز لطرقات الباب فذهبت لتفتح و تفاجئت بصقر يقف أمامها..
فيروز بجمود مصتنع لتداري دهشتها:
– خير؟؟
صقر بهدوء وهو يبحث بأعينه:
– مليكة هنا
فيروز بضيق:
– آآ لا مش هنا
ابتسم بسخرية وهو يرى حقيبة ملابسها الملقاه بإهمال بجانب الشرفة فدلف غير آبه بصراخ ابنته عليه ليذهب للأريكة و يجلس عليها ببرود بعد أن استمع لصوت تدفق المياه في المرحاض..
فيروز بحدة وهي تغلق الباب و تقترب منه:
– هو ايه السخافة دي ، انت بأي حق تدخل اوضتي كدة
صقر بجمود:
– اتكلمي عدل وانتِ بتكلمي باباكي
ضحكت بتهكم و كادت ان ترد عليه بقسوة ولكن فجأة انفتح باب المرحاض لتخرج مليكة وهي مرتدية منامة قطنية ذات أكمام قصيرة للغاية و بنطال قصير ، و كانت تضع منشفة حول شعرها كي تجففه ولكن فجأة سقطت المنشفة من بين يديها وهي ترى صقر الذي وقف فجأة عندما رآها..
مليكة بضيق وهي تنحني لتمسك المنشفة:
– هو انا مش قولتلك يا فيروز مش عايزة حد يعرف اني هنا
فيروز بحنق وهي تنظر لوالدها بغضب:
– ده هو اللي جه اقتحم علينا الاوضة
صقر بجمود:
– انتِ بتعملي ايه هنا؟؟
مليكة بجمود:
– قاعدة مع فيروز كام يوم ، فيها حاجة؟
صقر ببرود وهو يقترب منها:
– اه فيها ، هما مقالولكيش ان عيب تسيبي اوضة جوزك
ابتسمت مليكة بسخرية و كادت ان تتخطاه لتدلف إلى غرفة النوم لكنه لم يسمح لها فأعاق طريقها بجسده لتزفر بعنف وهي تحاول تخطيه للمرة الثانية ولكن فجأة حملها على كتفه لتشهق بعنف و خضة..
فيروز بذهول:
– ايه ده!!! نزلها حالا
مليكة بصراخ وهي تحرك قدمها في الهواء:
– نزلني بقولك
صقر بجمود وهو يستدير بها بإتجاه الباب:
– ابلعي ريقك شوية
كانت تكتم فيروز ضحكاتها ولكنها لم تقدر فصراخ مليكة و تحريكها لساقيها في الهواء بتلك الطريقة كان مضحك جدا بنظرها فتابعت خروج صقر بها وهي مذهولة و ضحكاتها تصل لأذن مليكة التي كانت تترجاها بأن تعركله او تضربه كي يتركها ولكن ما من مجيب..
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
بشركة آسر..
دلفت سيليا وهو صوت حذائها يضرب الأرضية بقوة فألتفت الجميع لها عدا آسر الذي علم بصاحبة ذلك الحذاء ، لا يعلم لما لم يستطع الاستدارة و مشاهدتها ، فهي طلبت منه أن يغادر من المنزل قبلها وهي ستلحقه و بالفعل تركها لتأتي وحدها ، ابتلع غصته وهو يستدير بهدوء فتفاجئ بها ترتدي بنطال أسود من القماش و فوقه قميص ناصع البياض و تضع نهايته داخل البنطال و تحمل على معصمها سترتها السوداء ، رفعت نظارتها الشمسية لتظهر له زينة اعينها الخفيفة التي ابرزت جمال اعينها بشدة فتأملها وهي تسير نحوه و كم ضايقه احمر الشفاه الصارخ ذاك..
سيليا بأبتسامة وهي تقف بجانب آسر و تنظر للموظفين الذين اجتمعوا حولهم:

– صباح الخير انا السكرتيرة الجديدة لمستر آسر و اسمي سيليا و ممكن تنادوني “سو” عادي
شخص ما بذهول وهو يقترب من الخلف:
– سيليا؟؟
سيليا بتساؤل وهي تستدير:
– ايوة آآ
الشخص بسعادة وهو يقف قبالتها:
– يا بنت اللزينة وحشتيني ، عاملة ايه
سيليا بتوتر من آسر الذي ينظر لهم بسوداوية:
– الحمدلله وانت
آسر بصوت أجش وهو يقف قبالة سيليا حتى حجبها عن اعينه :
– مين حضرتك
الشخص ببلاهة وهو يميل رأسه قليلا ليرى تلك التي اختبئت خلف ظهر آسر:
– انا طارق ، خطيبها ، قصدي كنت خاطبها!!
ضربت وجنتيها بخفة و ما زاد الطينة بلة هو استدارت آسر لها ببطئ شديد و نظره لها بطريقة اخافتها بشدة فأبتسمت له ببلاهة و شفتيها ترتعش..
سيليا بأبتسامة مرتعشة :
– كان بقى ، فعل ماضي خلاص!!
آسر من بين اسنانه:
– ده انا اللي هخليكي ماضي دلوقتي!!
سيليا برهبة:
– انا عملت ايه!!!
لم يرد عليها ولكنه نظر لذلك الابله الذي يتأمل زوجته بكل وقاحة فعض شفتيه بغضب ثم امسك معصمها و سار بها بين ذلك التجمهر الكبير حتى وصل مكتبه و دفعها داخله ثم دلف و أغلق الباب خلفه بقوة جعلتها تنتفض..
آسر بحدة وهو يشير بكفه للباب:
– هو ايه الهبل اللي انا سمعته برة ده ، انتِ كنتي خطيبة طارق!!
سيليا بتساؤل:
– هو بيعمل هنا ايه!!
آسر بجنون وهو يمسح وجهه بعنف:
– يبقى المهندس الزفت التنفيذي ، ازاي متقوليليش انك كنتي مخطوبة ، ازاي تخبي عليا حاجة زي دي!! طب و خالي ازاي مقاليش؟؟
سيليا برهبة من نبرته تلك:
– عشان هو بقى ماضي و بعدين دي كانت خطوبة اسبوعين ايه الاوڨر ده!!
آسر بغضب:
– اوڨر!!! انا من حقي اعرف كل حاجة عنك عشان انتِ بقيتي مراتي!
سيليا بحدة وهي تقترب منه دون وعي :
– وانت كان ابن خالك اتكلم عن ماضيه!! ده احنا يوم الفرح بالصدفة اكتشفنا انه كان متجوز و مخلف اتنين!!
آسر بحدة وهو يقطع تلك السنتيمترات التي بينهم :
– وانا مالي و ماله!! انا مخبتش عنك حاجة
سيليا بضيق و قد تجمعت دموعها بأعينها:
– وانا مخبتش حاجة!! و احنا جوازنا مكنش جواز طبيعي يعني عشان اقعد معاك و اتكلم و احكيلك و تحكيلي
زفر آسر بغضب يحاول لجم لسانه بعد أن رأي دموعها التي تجمعت بأعينها فظلت تنظر له بضيق حتى قررت تركه هنا و الخروج لتنسحب بسرعة لينظر في اثرها بغضب كبير حتى انه امسك ذلك الكوب الزجاجي و القاه على الباب بقوة وهو يصرخ صرخة مكتومة غاضبة..
…………………………………………………………………..
بشركة عبد التواب..
دلف عبد التواب بهدوء ليقف الجميع له بإحترام ليحيوه و كانت نظرات الدهشة تحتل وجوههم وهم ينظرون ليامن الذي يسير خلفه و يبدو الانزعاج عليه..
عبد التواب بأبتسامة وهو يشير لحفيديه:
– صباح الخير عليكم جميعا ، من النهاردة يامن حفيدي بقى موجود وسطكم ، هو دراعي اليمين هنا ، اعتبروه مكاني بالظبط ، و دي آسيا حفيدتي بنت ابني محمد ، رجعت من برة و هتشتغل معانا ، آسيا روحي مع رؤوف يوريكي مكتبك و يفهمك نظام الشغل ، وانت يا يامن تعالى معايا يلا
يامن بضيق و نعاس يظهر عليه بشدة :
– طيب
رؤوف بأبتسامة روتينية وهو يقترب من آسيا:
– يلا؟
آسيا بحماس لم تستطع اخفائه:
– يلا
أشار لها لتسير أمامه فشكرته و سارت معه ليبدأ بالتحدث و يخبرها عن كل انش بتلك الشركة ، كان مرح للغاية و بشوش مما جعلها تستريح له و تشعر انه سيكون صديق جيد للغاية..
رؤوف بمرح وهو يفتح باب و يشير لها لتدخل:
– و هنا بقى مكتب البرنسيسة آسيا هانم
آسيا بذهول وهي تدلف:
– ده بتاعي انا!! كل ده؟؟؟
رؤوف بضحك وهو يغلق الباب خلفه بعد أن دلف:
– ما يحسد المال الا أصحابه ، صلي على النبي يا ست انتِ
آسيا بضحك وهي تستند على منضدة المكتب:
– انت مشكلة يا رؤوف بجد ، انت عندك كام سنة
رؤوف بثقة مصتنعة وهو ينفض سترته:
– تديني كام
آسيا بمرح وهي تتصنع التفكير:
– مممم 61 او 65 كدة يعني
رؤوف بخضة :
– ايه ده في ايه!! انا 28 سنة بس
آسيا بذهول وهي تبتسم:
– انت صغير جدا ، بس برغم كدة ناجح ، انا بحب كدة جدا براڨو عليك
رؤوف بأبتسامة:
– شكرا جدا ، ان شاء الله تبقي أنجح واحدة في وقت قصير
آسيا بجدية وهي تخلع حقيبتها و تضعها فوق الطاولة الصغيرة امامها:

– ميفرقش معايا الوقت ، المهم أنجح ، يعني بحب ادي الحاجة وقتها عشان لما تطلع ، تطلع بأحسن صورة
رؤوف بجدية هو الآخر:
– بس لازم يبقى عندك عامل السرعة ، ده مهم جدا على فكرة
آسيا بإتفاق:
– طبعا مهم جدا ، لكنه مش حاجة اساسية ، قصدي يعني اني مش لازم ايئس لو النجاح مجاش بعد اسبوع او شهر لا لازم اصبر و أفضل مكملة و محافظة على حماسي
رؤوف بأبتسامة:
– انتِ تستحقي لقب آسيا الجندي ، غير يامن خالص
آسيا بقليل من الضيق وهي تعتدل بوقفتها:
– ماله يامن!!
رؤوف :
– شخص كسول و مش عارف مصلحته ، انا اول مرة اشوفه في الشركة اصلا ، ميستحقش اللي هو فيه
آسيا بجمود:
– لا يستحق ، يامن ذكي و مشكلته الوحيدة انه مش عارف يحدد أهدافه لكن غير كدة هو شخص طموح و شاطر و ذكي و أهم حاجة انه من عيلة الجندي
رؤوف بقليل من المرح:
– الزوجة الصالحة
آسيا بتعجب:
– انت عارف!!
رؤوف بثقة وهو يقترب منها:
– طبعا عارف ، انا دراع جدك اليمين يا بنتي ، عارف انكوا اتغصبتوا على الجوازة دي ، و عارف الفضيحة اللي عملها يامن و عارف كمان انك انتِ اللي اقنعتيه يشتغل ، اجبرتيه قصدي
آسيا وقد بدأ قلبها يشعر بشئ سئ تجاه هذا الشخص :
– ده انت عارف كل حاجة فعلا ، واو!!
رؤوف بأبتسامة خبيث وهو يمسك غرتها التي تتساقط على اعينها:
– و عارف انك بتكرهي يامن و مكملة معاه عشان ورثك ، بس ممكن آآ
آسيا بجمود وهي تمسك كفه و تبعده :
– اتفضل روح شوف شغلك وانا لما احتاجك هناديك
رؤوف بلامبالاة:
– اوكيه ، ان مكنش النهاردة يبقى بكرة
خرج بسرعة لتنظر في اثره بشمئزاز فألتفت حول المكتب لتترأسه ثم جلست فوق المقعد وهي تشعر بالنفور الشديد من تلك الغرة فوضعتها خلف اذنها بعنف..
…………………………………………………………………..
في القصر..
بغرفة صقر..
استيقظ صقر على صوت تسحب اقدامها ففتح عينه اليسرى ليراها تخرج من غرفة النوم تسير فوق أطراف اقدامها لتدلف الي الشرفة ببطئ فتعجب من ذلك و نهض من فوق الاريكة ليذهب خلفها فوجدها تتحدث بهمس..
مليكة بهمس غاضب:
– والله ما هسكت على اللي عمله ده ، صدقيني هقهر قلبه على اكتر حاجة بيحبها ، انا هوريه اقسم بالله ، لا مش هقولك هعمل ايه انا هخليكي تشوفي بعينك
اغلقت معها وهي تزفر بضيق شديد فمسحت وجهها بغضب ثم استدارت لتخرج لكنها رأته يقف أمامها و ينظر لها بشك مما جعلها تصرخ بخضة حتى انها كادت ان تسقط لكنه لحقها بسرعة وهو يحاوط خصرها..
مليكة بنبرة باكية و همس وهي تنظر بأعينه:
– والله حفهمك كل حاجة ، انا آآ انا قصدي انت لا هو آآ
عضت شفتيها بخوف و توتر فتفاجئت به يرفع انامله و يضعها على شفتيها ليمرر ابهامه فوق شفتيها السفلية ببطئ مما جعلها تشعر برعشة تسري بجسدها من ملمس اصبعه ، رأته يميل عليها بشدة حتى ان انفهم تلامسوا..
مليكة بتخدر وهي تسند جبينها فوق جبينه:
– صقر!!
و عندما استمع لأسمه بنبرتها تلك لم يستطع التحمل و لثم شفتيها في قبلة عاصفة جعلتها تغيب عن الوعي..

يتبع….

في القصر..
بغرفة صقر..
استيقظ صقر على صوت تسحب اقدامها ففتح عينه اليسرى ليراها تخرج من غرفة النوم تسير فوق أطراف اقدامها لتدلف الي الشرفة ببطئ فتعجب من ذلك و نهض من فوق الاريكة ليذهب خلفها فوجدها تتحدث بهمس..
مليكة بهمس غاضب:
– والله ما هسكت على اللي عمله ده ، صدقيني هقهر قلبه على اكتر حاجة بيحبها ، انا هوريه اقسم بالله ، لا مش هقولك هعمل ايه انا هخليكي تشوفي بعينك
اغلقت معها وهي تزفر بضيق شديد فمسحت وجهها بغضب ثم استدارت لتخرج لكنها رأته يقف أمامها و ينظر لها بشك مما جعلها تصرخ بخضة حتى انها كادت ان تسقط لكنه لحقها بسرعة وهو يحاوط خصرها..
مليكة بنبرة باكية و همس وهي تنظر بأعينه:
– والله حفهمك كل حاجة ، انا آآ انا قصدي انت لا هو آآ
عضت شفتيها بخوف و توتر فتفاجئت به يرفع انامله و يضعها على شفتيها ليمرر ابهامه فوق شفتيها السفلية ببطئ مما جعلها تشعر برعشة تسري بجسدها من ملمس اصبعه ، رأته يميل عليها بشدة حتى ان انفهم تلامسوا..
مليكة بتخدر وهي تسند جبينها فوق جبينه:
– صقر!!
و عندما استمع لأسمه بنبرتها تلك لم يستطع التحمل و لثم شفتيها في قبلة عاصفة جعلتها تغيب عن الوعي بين احضانه فحملها بسرعة وهو يبتسم بقوة ، هل تلك التي بين يديه بلهاء!! ضحك بخفوت وهو يضعها فوق الفراش و يتأملها بشعور لم يفهمه فأبتعد عنها ليجلس على طرف الفراش و يفكر بما يحدث له ، يكاد يجزم انه لم يتذوق شئ بحلاوة قربه منها فهى تعزف على أوتار داخله تجعله يشتعل من اقل حركة ، هز رأسه ليبعد تلك الأفكار عنه ثم نهض ليخرج من الغرفة و يتركها مغشياً عليها..
…………………………………………………………………..
بمكتب آسيا..
كانت تراجع المستندات التي أمامها و تصب جام اهتمامها عليها حتى قاطعها دلوف يامن المتأفف وهو يغلق الباب خلفه بقدمه ثم اقترب منها و التف حول المكتب ليجلس فوق الطاولة وهو يعبس بوجهه كالأطفال..
آسيا بهدوء وهي ترفع نظارتها الطبية لتضعها على شعرها:
– خير؟؟
يامن بضيق:
– انا اتخنقت بقى عايز اروح
آسيا بتهكم وهي تنظر لساعة يدها:
– ده احنا مكملناش ساعتين
يامن بعبوس:
– مليش دعوة ، روحوني ، منكم لله خدتوا العربية اللي حيلتي كمان
آسيا بجدية وهي تفرك اعينها:
– ركز في شغلك و العربية هترجع
يامن بغضب:
– مش عايز اركز في زفت ، انا عايز ارجع لحياتي الطبيعية ، انتِ السبب في كل ده!!
آسيا بلامبالاة :
– ايوة انا السبب ، هتشكرني قدام
يامن بغيظ :
– ده انا هكسر دماغك مش هشكرك
آسيا بضحك:
– عبيط والله
زفر بحنق ثم نظر حوله فوجد طاولة صغيرة تتوسط الغرفة فوقف و ذهب ليحملها و يضعها جانباً ثم امسك المتحكم الإلكتروني ليضغط عليه و يغلق جميع الستائر فنظرت آسيا له بعدم فهم فوجدته يخرج هاتفه من جيبه و يشغل الموسيقى ثم يقترب منها وهو يهندم رابطة عنقه لتهز رأسها بيأس و ابتسامتها تزين ثغرها..
يامن بأبتسامة جذابة وهو ينحني نصف انحناءة و يمد كفه لها:
– تسمحيلي بالرقصة دي يا هانم؟
آسيا بضحك وهي تعطيه كفها و تنهض:
– اكيد طبعا
جذبها يامن لمنتصف المكتب و حاوط خصرها بعد أن جعلها تضع كفيها على كتفيه ليبدأ بالرقص معها وهو يتغزل بها فكانت تضحك بقوة ، امسك كفها بخفة و جعلها تدور حول نفسها لتسقط بين احضانه و ضحكاتهم تملئ الغرفة ، توقف يامن عن الضحك وهو يتأمل اعينها التي اغرقته في المحيط الهادئ لتجعله غريق ، حبس انفاسه وهو يراها تتأمل وجهه بنظرة جعلت مشاعره تلتهب فمال عليها ببطئ لتغمض هي اعينها بقوة ولكن فجأة انفتح الباب ليلقيها يامن أرضاً وهو يعتدل بوقفته..
آسيا بتألم وهي تمسك ظهرها و تنهض:
– اه يا حيوان
رؤوف بأبتسامة:
– شكلي جيت في وقت مش مناسب ، انا قاطعت حاجة مهمة؟
يامن بضحك:
– لالا ادخل يا عم
رؤوف بتساؤل وهو يقترب منهم:
– آسيا انتِ كويسة؟
آسيا ببرود وهي تعود لمكتبها:
– اه كويسة ، خير فيه حاجة؟؟
رؤوف بهدوء:
– لالا انا قولت اطمن عليكي و اشوفك خلصتي الورق اللي في ايدك ولا لسة
آسيا بجدية :
– يعتبر خلصت اه ، عيزاك تجبلي كل اللي شغالين في الأرشيف و الحسابات المالية ، عايزة اقعد معاهم
رؤوف بتساؤل وهو يعقد حاجبيه:
– ليه؟
آسيا بنظرات ثاقبة وهي تجلس بأريحية في مقعدها :
– من غير ليه ، انا عايزة اقعد مع اللي شغالين عندي ، عندك اعتراض؟
رؤوف من بين أسنانه :
– بس عبد التواب بيه قالي اعلمك الشغل لسة
آسيا بأبتسامة روتينية:
– لا متقلقش انا متعلمة الشغل كويس جدا ، من فضلك اعمل اللي قولتلك عليه
رؤوف بغضب حاول اخفائه:
– تمام “ثم اكمل بخبث وهو ينظر ليامن الذي يعقد ساعديه و يراقبهم في هدوء” مش عيب عليك يا راجل تبقى البنت مبقالهاش اسبوعين هنا و تدخلها القسم ، طول عمرك متهور يا يامن
يامن بعدم فهم وقد اشتدت عضلات جسده :
– افندم؟؟
رؤوف بنبرة بريئة:
– بعد لما اتقفشت مع واحدة في الديسكو اياه ، ايه نسيت
آسيا بإحتقان وهي تحاول ضبط انفاسها:
– من فضلكم اطلعوا كملوا النقاش الشيق ده برة ، انا عايزة اكمل شغلي
يامن بضيق وهو ينظر لرؤوف بحقد كبير:
– بس آآ احنا مكملناش كلامنا
آسيا بجمود وهي ترتدي نظارتها الطبية مرة أخرى:
– احنا مفيش بينا كلام ، يلا اتفضلوا
رؤوف بأبتسامة خبيثة وهو يحاوط كتف يامن و يسير به للخارج:
– تعالى تعالى ، احنا عملنا حاجات كتير في الشركة فاتتك ، مش انت اخر مرة جيت من سبع سنين ، كنت جاي تاخد فلوس من جدك باين ، صح؟؟
…………………………………………………………………..
بشركة آسر..
كانت تجلس سيليا على مكتبها بملل فقررت تصفح مواقع التواصل الاجتماعي قليلاً ولكن فجأة شعرت بمن يجذب الهاتف بين يديها فوقفت بغضب لتتفاجئ بذلك الأبله يقف أمامها و يبتسم..
سيليا بقليل من الغضب :
– موبايلي لو سمحت
طارق بأبتسامة واسعة:
– وحشتيني يا سو ، انتِ جيتي في الشركة آسر الجندي ازاي يا بنت اللعيبة
سيليا بنفاذ صبر و ضيق وهي تجذب الهاتف من بين يديه:
– يعني ايه جيت ازاي ، انا اسمي سيليا الجندي على فكرة ، ولا انت نسيت ولا ايه حكايتك
طارق بتذكر وهو يضرب جبهته:
– ايوة صح ، انا سقطت خالص الحتة دي تصدقي ، يعني مستر آسر يبقى قريبك
سيليا بتوتر:
– ايوة ، ابن عمتي
طارق بمرح:
– يخربيت الكوسة اللي ملت البلد ، تفهمي ايه انتِ عشان تبقى سكرتيرة آسر الجندي مرة واحدة ، طول عمرك مخك على قدك يا سو
سيليا بأبتسامة لم تصل لأعينها حتى:
– شوفت بقى الدنيا
طارق بهمس مرح وهو يميل عليها:
– غالبا هتبقي مكروهة هنا خلي بالك!!
سيليا بعدم فهم:
– و ده ليه ان شاء الله
طارق :
– لأن كل اللي هنا عارفين ان مستر آسر و لي لي كانوا بيحبوا بعض ، وانتِ دلوقتي في نظرهم مفرقة جماعات
سيليا بغضب شديد حاولت اخفائه وهي تمسك إحدى الأقلام و تضغط عليه بقوة:
– لا يا شيخ ، قصة حب ازاي يعني مش واخدة بالي!!
طارق وهو يسحب مقعد و يضعه بجانبها:
– ايوة قصة حب ، دي كانت بتروحله البيت تفطره و تلبسه و تيجي ، المكتب ده ياما اتقفل عليهم لوحدهم جوا بالساعات
سيليا بحدة وهي تقف:
– بس خلاص كفاية “ثم اكملت بهمس غاضب وهي تسير بسرعة لمكتب ذلك الحقير كما لقبته” ماشي يا ابن تفيدة ، بقى بتقرطسني!! وحياة امك ما هسيبك
و دون أن تطرق الباب فجأة اقتحمت الغرفة فلم تجده فعضت شفتيها بغيظ كبير حتى رأت إحدى الموظفات لتركض إليها و تسألها عن آسر لتخبرها الأخرى انها رأته قرب غرفة الاجتماعات فتسير بخطى واسعة و الغيرة تنهش قلبها ، فتحت الباب بقوة فتفاجئت بعدد شبه كبير يجلسون حول طاولة كبيرة يترأسها آسر الذي انتفض بسرعة عندما دلفت بتلك الطريقة..
سيليا بتوتر وهى ترى نظرات الجميع لها:
– انا آآ انا
آسر بسرعة وهو يذهب ليقف بجانبها :
– دي السكرتيرة بتاعتي الجديدة ، سيليا
شخص ما :
– و ليه محضرتش مع حضرتك الاجتماع من أوله
سيليا بغيظ:
– وانت مالك انت
آسر بسرعة وهو يحاوط خصرها و يضغط عليه بقوة:
– معلش بقى ، انت عارف الحامل خطواتها على قدها
سيليا بفاه مفتوح وهي تنظر له ببلاهة:
– حامل!!
شخص مهم من الجالسين :
– هى دي مراتك يا مستر آسر ، ماشاء الله زي القمر ، لحقت تبقى حامل
سيليا بضيق:
– مش حامل انا ده بيشتغلكوا
آسر بضحك مصتنع وهو يسير بها لمقعد فارغ:
– ههه هى سيليا عشان بس لسة مش متعودة و بتخاف من الحسد و كدة ، سيليا حبيبتي دول مش اغراب ده مستر كارم اللي بنتعامل معاه من ساعة ما بدأنا الشركة ، ده زي والدي بظبط
كارم بأبتسامة ودودة و وجه بشوش :
– يا ريت كان عندي ابن زيك يا آسر ، مبروك عليكي يا سيليا يا بنتي انتِ خدتي كنز حافظي عليه ، الولد ده مؤدب جدا و خلوق و شاطر و ذكي ، ربنا يهنيكم ببعض و مبروك مرة تانية على النونو
سيليا بغضب:
– بقولك انا مش آآ..
آسر بسرعة وهو يضع كفه على شفتيها :
– الله يبارك فيك يا مستر كارم ، بعتذرلكم عن الموقف السخيف ده ، هى سيليا كانت فاكرة اني لوحدي فحبت تهزر معايا
ضحك الجميع و هبطت عليهم الكثير من التهنئات تحت نظرات سيليا المصدومة ثم استأذن الجميع ليغادروا الغرفة حتى انفضت و تبقت سيليا التي تجلس فوق مقعد آسر و تنظر للا شئ ببلاهة..

آسر بنبرة سوداوية وهو يخرج طوق بنطاله و يقترب منها ببطئ:
– ده انا هطلع عينك يا بت الللل
سيليا برهبة وهى تقف لتعود للخلف:
– اعقل يا ابن عمتي ، يا خلوق
آسر بغضب وهو يضرب الأرض بالطوق الذي في يده :
– ايه يا بت اللطافة و الظرافة اللي انتِ فيها دي
سيليا بخضة وهي تمسك بطنها و تركض منه:
– اوعى النونو ، انت عايز تسقطني
آسر بغيظ وهو يركض خلفها:
– والله ما هسيبك يا سيليا الكلب
سيليا بضحك وهي مازالت تركض:
– عيب يا حبيبي تشتم ام ابنك او بنتك كدة ، و عاملي فيها مدير شركة و بتاع اطلع من الجو ده و بينلهم انك بيئة يا معفن
آسر بصدمة :
– مين ده اللي بيئة و معفن ، ده انتِ ليلتك مش فايتة
سيليا بصراخ وهي تنحني و تركض على ركبتيها أسفل الطاولة:
– الحقوني هيموتني ابن المجنونة ده ، يا ناس يا أهل الشركة

انحنى خلفها فجذبها بسرعة من قدمها و سحبها ناحيتها و جعلها تستدير له ليصبح وجهها بوجهه فرفعت ركبتها لتضربه ولكنه كان قد تعلم من أخطائه فنام بجسده عليها بسرعة ليثبت جسدها تحته فرفعت كفها لتصفعه ولكنه امسك كفيها بيد واحدة و رفعها فوقها لتلهث بعنف وهي تحاول دفعه بجسدها..
سيليا بلهاث قوي:
– ابعد عني!!
آسر بسخرية:
– مقدرش ابعد عن مراتي حبيبتي
سيليا بتوتر و نظرات بلهاء:
– كدة انت هتفطس النونو ، اهو سامع بيستغيث بأمه اهو
آسر بحزم :
– قوليله امك عايزة تتربى من اول و جديد
سيليا بغضب وهى تتذكر السبب الذي جائت اليه بسببه:
– والله ما فيه حد غير ابوه اللي عايز يتربى ، اللي بياخد السكرتيرة بتاعته في مكتبه و يقفل عليهم الباب بالساعات
آسر بعدم فهم:
– يعني ايه؟؟
سيليا بسخرية :
– لا والله!!! هتستعبط
آسر بدهشة:
– لحظة بس!! انتِ تقصديني انا بالكلام ده؟
سيليا بحدة :
– ايوة انت يا بريئ يا ملاك يا خلوق
آسر بذهول:
– انتِ اكيد جرى لعقلك حاجة ، انا مستحيل اعمل الهبل اللي بتقوليه ده ، و هعمله مع مين اساسا!
سيليا بغضب :
– ست لي لي بتاعتك ، اللي كل يوم بجيبها من اوضة نومك!! اللي بتيجي مشلحة و تلت تربع جسمها باين ، ايه أوضح اكتر
آسر بضحكة مذهولة:
– هو انتِ بتغيري!!
سيليا بتوتر وقد تبخر غضبها:
– اغير!! اغير ليه ان شاء الله؟ انا بس كرامتي كأنثى وجعتني لكن غير كدة لا
آسر بأبتسامة خبيثة اربكتها كثيرا:
– طب احلفي كدة
سيليا بخجل شديد :
– ابعد يا آسر كدة بجد ، ممكن حد يدخل و يلاقينا نايمين بالمنظر ده يقولوا ايه وقتها
آسر بهمس وهو يضع شفتيه على اذنها:
– يقولوا واحد و مراته عادي
سيليا بخجل وهي تبعد وجهها عنه:
– لا انا مش مراتك..
آسر بمرح:
– لا ازاي تقولي كدة! و ابني اللي في بطنك ده ايه؟؟
سيليا بغضب مصتنع:
– اه صحيح ايه موضوع اني حامل ده ان شاء الله ، انت اتجننت
آسر بأبتسامة وهو يضع جبهته على جبهتها:
– عيزاني اقول للناس ايه و انتِ داخلة شبه زعابيب امشير كدة ولا كأنك داخلة وكالة ابوكي ، و لما عرفوا انك سكرتيرتي قالوا ليه اتأخرت ، هقولهم ايه؟ لازم كدبة بيضة
سيليا بتخدر :
– بس دي كدبة سودة على دماغك
ضحك بخفوت ثم قبل جبينها ببطئ فأغمضت اعينها وهى تستشعر قبلاته المتتالية على جبهتها ثم بجانب حاجبها ثم وجنتها التي التهبت بشدة ، رفع رأسه قليلا لينظر لتعابير وجهها ليرى اذا كانت تنفر منه لكنه ابتسم وهو يراها تغمض اعينها كالبلهاء و تستلم له بكل جوارحها فنظر لشفتيها التي ترتجف و اقترب منها ليطبع قبلة عميق بجانب حبة الكرز خاصتها ففتحت اعينها بسرعة وهى تستشعر يده التي تحل ازرار قميصها العلوية..
سيليا بتخدر وهي تفتح اعينها بصعوبة :
– آسر!!
آسر بهمهة وهو يقبل رقبتها:
– هممم
سيليا بعبثية:
– هو انت آآ انت كنت بتحب لي لي دي!!
آسر بأبتسامة شعرت بها في رقبتها:
– ولا عمري بصيت على وشها
سيليا بحدة وهي تعود لوعيها و تسحب كفيها بقسوة و تدفعه بقوة:
– اومال بصيت على ايه!!!
آسر بذهول وهو يجلس بإعتدال:
– انتِ اتهبلتي ولا ايه
سيليا بغضب وهى تقف و تغلق قميصها جيداً و ترتب شعرها المبعثر من الأرضية :
– يا ريت متتخطاش حدودك معايا تاني!!
خرجت بسرعة لتتركه مصدوم و صوت انفاسه عالي ، كيف استطاعت تلك البلهاء ان تقطع لحظة كهذه!! وقف بذهول وهو يرتدي طوقه و لحظاتهم الأخيرة تتكرر امام اعينه فأمسك زجاجة المياه البلاستيكية الموضوعة على طاولة الاجتماعات ليفتحها و يسكبها على رأسه لعلها تهدئ من ناره قليلاً..
…………………………………………………………………..
بالقصر..
تحديداً بغرفة يونس..
كانت تجلس ريتال بغرفة النوم و تتحدث مع صديقتها و دموعها تهبط بغزارة..
ريتال ببكاء وهي تسحب احدى المناديل الورقية بجانبها :
– متعيطنيش اكتر بقى
اسماء ببكاء:
– انا مصدومة بجد ، ازاي تتجوزي و متعزمنيش
ريتال بغيظ وهي تمسح دموعها :
– انتِ عبيطة يا سوما بقولك اتجوزت غصب عني و فجأة ، انا مسافرة اشوف جدي اللي بيموت لقيتني في الكوشة
اسماء بضحك مختلط ببكائها:
– ايه العبث اللي وداني بتسمعه ده ، بس اكيد كنتي عروسة قمر صح
ريتال بحزن حقيقي وهي تلعب بشرشف الفراش:
– كنت حلوة اه ، بس مكنتش انا!! ببص في الصور معرفتنيش ، كنت عروسة زي الافلام ، فستان ضخم و ميكاب تحفة و فرح كبير بس مكنتش انا يا اسماء ولا دي روحي!! ، انا مكنتش واقفة جمب فارس أحلامي زي ما تخيلت “ثم اكملت بمرح بعد أن استمعت لشهقات بكاء صديقتها الذي بدأ يعلوا” كنت حاسة اني واقفة جمب دكتور كنتاكي اللي بيسقط الدفعة كل سنة
اسماء بضحك قوي:
– يخربيت شكلك يا شيخة ، بقى بتقارني دكتور يونس بكنتاكي المعفن ده ، اهو غار في داهية الحمدلله
ريتال بمرح:
– ما هو الصدمة التانية اللي عملهالك ان انا كمان غورت في داهية
اسماء بصدمة:
– يعني ايه!! انتِ محبوسة؟؟؟ انطقي!! هو دكتور يونس بينتقم منك و منعك من التعليم!! ، بقولك ايه احنا نرفع عليه قضية ، اقولك هاتي عنوانك هخلي محمد يجبلك قرش حشيش تحطيه في اوضتكم و نبلغ عنه
ريتال بسخرية:
– ما انا هيتقبض عليا معاه
اسماء بتفكير:
– خلاص نبعتله بنات سيكو سيكو و نبلغ عنه بوليس الآداب ، اكيد مش هياخدوكي معاه في دي بقى!!
يونس بسخرية وهو يدلف فجأة :
– طب ما ابلغ انا عنكم انتوا الاتنين!!
انتفضت ريتال بخضة و القت الهاتف بعيداً فذهب اليه و انحنى ليأخذه ثم مد يده به لها..
ريتال بضيق وهي تأخذ الهاتف منه:
– شكرا
يونس بهدوء وهو يذهب للخزانة:
– انا مكنتش واقف بسمع بتقولوا ايه ، انا كنت داخل الاوضة اجيب هدوم و مرضتش اقاطعك
ريتال بحنق وهي تنظر لما يفعله:
– لا حنين انا عارفة
يونس بضيق:
– على فكرة انا ضهري وجعني من نومة الكنبة دي
ريتال بلامبالاة:
– اشتريلك سرير يا حبيبي انا مالي
يونس بحنق وهو يشير للفراش:
– ما السرير موجود اهو
ريتال بغضب وهي تقف على ركبتيها فوق الفراش و تضع كفيها في خصرها :
– يا نهارك اسود ، عايز تنام جمبي!!
يونس بسخرية وهو يعطيها ظهره و يكمل بحثه عن ملابس في الخزانة :
– انتِ تطولي يا اسمك ايه انتِ
ريتال بخبث:
– قول انك هتموت و تنام جمبي ، قول متتكسفش
يونس :
– بس يا بت يا هبلة انتِ
ريتال بذهول من وقاحته وهى تبعد الغطاء العالق بقدمها لتهبط من على الفراش و تقترب منه:
– مين دي اللي هبلة يا قليل الادب و الذوق و المفهومية

يونس بغضب خفيف وهو يستدير لها بسرعة وهو يمسك وجهها بكفه:
– لسانك ده هقصهو..
لم يكمل كلماته فقد عُقد لسانه وهو يراها ترتدي شورت قصير للغاية ليظهر له ساقها الناعمة ، رفع نظره إليها فوجدها تنظر له بضيق بسبب امساكه لوجهها بتلك الطريقة..
يونس بتوتر وهو يبعد انظاره عنها و يعطيها ظهره متعمداً:
– هى فين ام الكراڨتة دي خلينا نغور
ريتال ببراءة وهي تلتصق بظهره و تمد يدها داخل الخزانة بقليل من الصعوبة:
– انت قصدك دي؟؟
يونس وهو ينتفض كمن لدغته حية:
– لالا مش دي ، اقعدي انتِ كملي كلامك مع صاحبتك ، وانا هروح اخد دش عشان الدنيا حر
ريتال بعدم فهم وهي تنظر لدرجة حرارة المكيف :
– حر!! ده التكيف على 20
يونس بحنق وهو يخرج :
– ملكيش دعوة انتِ انا يا ستي بتحر حتى لو درجة الحرارة تحت الصفر
تعجبت من غلقه للباب خلفه بتلك الطريقة القوية ولكنها لم تهتم كثيراً فعادت لتجلس فوق الفراش و تهاتف صديقتها من جديد غير آبهة بذلك الذي يحاول التقاط انفاسه بالخارج..
…………………………………………………………………..
في تمام الساعة السابعة مساءاً..
على طاولة الطعام..
كان يجلس الجميع و يتناولون طعامهم بهدوء عدا مليكة التي كانت تشرد بين الحين و الآخر و تتعمد عدم النظر لصقر الذي كان ينظر يتأمل حالتها تلك بتسلية ، أخرجت هاتفها بسرعة و تأكدت من عدم نظر صقر اليه فوجدته يتحدث مع يامن فتنفست الصعداء و راسلت ريتال بسرعة..
مليكة :
– ريتال..
ريتال :
– ايوة ، في ايه يا بت بعتالي رسالة واتساب ليه وانا في وشك يا هطلة
مليكة:
– ما عشان مش عايزة حد يسمع الكلام اللي هقولهولك
ريتال:
– قولي في ايه خضتيني
مليكة:
– محمد..!!
ريتال:
– ماله زفت الطين؟؟
مليكة :
– راح كسر باب العيادة و ساب رسالة مع البواب بيقول اني لو مجتش العيادة النهاردة هيكمل تكسير فيها
ريتال:
– يا نهار ابوه اسود ، احنا لازم نبلغ البوليس على ابن العبيطة ده
مليكة:
– لالا مش هينفع ، كدة صقر هيعرف و هيعمل مصيبة
ريتال:
– و اللي انتِ فيه ده مش مصيبة ، قولتلك ده شكله مختل عقلياً مسمعتيش كلامي
مليكة:
– مش وقته الكلام ده ، انا لازم اسافر اسكندرية دلوقتي
ريتال :
– انتِ اتجننتي يا مليكة ، محدش هيرضى طبعا
مليكة:
– انا عندي فكرة ، بس ربنا يستر
ريتال:
– ايه هى؟؟
مليكة :
– هاخد معايا الولاد كأني هخرجهم شوية ، انا سمعت صقر وهو بيقول انه رايح يعمل حاجة بعد الغدا
ريتال:
– و هتسافري بالولاد؟
مليكة:
– ايوة هعمل ايه طيب؟؟
ريتال :
– انتِ مينفعش تروحي للحيوان ده لوحدك ، انا هاجي معاكي
مليكة:
– لا طبعا كدة هيشكوا فينا ، انا هاخد سيليا بحجة اني عايزة أقرب منها شوية عشان هي الوحيدة اللي معاها عربية في البنات ، هخليها توصلني و تجيبني
ريتال:
– بس دي مبتعرفش تسوق!!
مليكة:
– انا بعرف مش مشكلة
ريتال:
– بس انتِ معكيش رخصة ، و بعدين سواقتك معفنة اساسا
مليكة:
– يووووه بقى يا ريتال ، المهم حاولي تظبطي الدنيا في غيابي و تقوليلي كل الأخبار
ريتال:
– خلاص تمام ربنا يستر
انهت المحادثة ثم اغلقت الهاتف و وضعته على الطاولة لتعود لصحنها و تبدأ بتناوله ببطئ ، انتهوا جميعاً من الطعام فوقف صقر و استأذن منهم جميعا ليذهب لإنهاء بعض الأعمال..
مليكة بتساؤل وهي تنظر أرضا :
– هو آآ هو انت هتتأخر؟
صقر بهدوء وهو يغادر:
– اه نامي متستننيش
زفرت بإرتياح و انتظرت مغادرته تماما ثم قفت بسرعة وهي تتحدث..
مليكة بجمود يغلفه التوتر :
– انا هاخد الاولاد افسحهم شوية
عبد التواب:
– لالا بلاش تخرجي لوحدك ، استني صقر يرجع
مليكة بسرعة:
– ما انا مش هخرج لوحدي ، سيليا هتبقى معايا
سيليا بتعجب:
– سيليا مين!!
مليكة من بين اسنانها وهي تنظر لها :
– ما انا و انتِ كنا متفقين نخرج الولاد شوية عشان مبيخرجوش خالص
سيليا وقد فهمت ان هناك شئ:
– اااااه صحيح ، ايه ده انا ازاي نسيت ، طب هطلع اجهز انا بقى
عبد التواب بحيرة :
– بس آآآ ، ولا اقولكم خلاص روحوا يا رب تتبسطوا بس متتأخروش
مليكة بحماس :
– حاضر
…………………………………………………………………..
بالفجر..
دلف صقر الغرفة بهدوء كي لا يزعجها و سار بخطى بطيئة لغرفة النوم و عندما فتحها تفاجئ بخلوها فعقد حاجبيه بضيق ، هل ذهبت تلك البلهاء لابنته مجددا ؟؟ ، زفر يضيق وهو يخرج من غرفة النوم بل من الغرفة بأكملها و يتجه لغرفة فيروز ليطرق الباب ولكن ما من مجيب ، فتح الباب بهدوء ليرى الغرفة فارغة فدلف أكثر و ذهب لغرفة النوم فلم يجد احد بدأ قلبه ينقبض فأخرج هاتفه بسرعة يهاتف مليكة وهو يخرج من الغرفة و يهبط الدرج سريعا..
صقر بغضب وهو يضع الهاتف بجيبه :
– مش فاهم تليفونها مقفول ليه دي؟
ذهبت لغرفة مربية فادي و طرق الباب لتفتح له المربية و علامات النعاس تظهر عليها بشدة..
صقر بجمود :
– مليكة هانم هنا!!
المربية بنعاس:
– لا يا صقر بيه والله ، هي خدته و خدت حاجته مني بعد الغدا عشان يخرجوا و بعد كدة مظهروش بس ريتال هانم بتقول انهم وصلوا من بدري و مليكة هانم اخداهم يناموا معاها في اوضتها
حرك فكه بتفكير ثم ذهب للحديقة ليشعل سيجارته وهو يفكر بشدة ، اين ذهبوا أولئك!! هل من الممكن أن يكون حدث لهم مكروه؟؟؟ انقبض قلبه بشدة ولكنه فجأة ربط كلام المربية بكلام مليكة صباحاً ليلقي سيجارته أرضاً وهو يتذكر ما حدث..
فلاش باك..
استيقظ صقر على صوت تسحب اقدامها ففتح عينه اليسرى ليراها تخرج من غرفة النوم تسير فوق أطراف اقدامها لتدلف الي الشرفة ببطئ فتعجب من ذلك و نهض من فوق الاريكة ليذهب خلفها فوجدها تتحدث بهمس..
مليكة بهمس غاضب:
– والله ما هسكت على اللي عمله ده ، صدقيني هقهر قلبه على اكتر حاجة بيحبها ، انا هوريه اقسم بالله ، لا مش هقولك هعمل ايه انا هخليكي تشوفي بعينك
انتهاء الفلاش باك..
هل قررت تلك البلهاء الانتقام منه في أولاده؟؟ هل فعلت لهم مكروه!! جن جنونه عند تلك الفكرة ليخرج سلاحه بسرعة و غضب و يضع به طلقتين ثم يسحب زناد الأمان..
صقر بسوداوية وهو يسير خارج القصر حاملاً سلاحه:
– صدقيني يا مليكة اول ما المحك هخليكي تحصلي ابوكي في تربته!!

يتبع….

بالقصر..
بغرفة فيروز..
كانت مليكة تدور حول نفسها وهي تحمل الرضيع و تجلس أمامها سيليا التي تنظر لها بعدم فهم..
سيليا بهدوء:
– هو احنا رايحين فين!!
مليكة بتوتر :
– اسكندرية
سيليا بصدمة وهي تقف :
– نعم!!!
مليكة بنبرة باكية وهي تنظر لها بترجي:
– والله مش هنتأخر ، انا في كارثة لو محلتهاش انا صقر هيموتني بعد ما يعمل مصيبة في محمد
سيليا و الصدمة مازالت مسيطرة عليها:
– محمد مين و صقر مين و انتِ مين انتِ كمان؟؟
مليكة بترجي وهي تضع الرضيع فوق الاريكة و تقف أمام سيليا مرة أخرى :

– سيليا انا مفيش قدامي غيرك ، انتِ الوحيدة اللي معاكي عربية في البنات
سيليا بغيظ مصدوم:
– شوفتيني بتنيل اسوقها ، ده انا كل ده مشوفتش شكلها حتى
مليكة بجدية:
– انا بعرف اسوق متقلقيش
سيليا بتهكم:
– ولو اتمسكنا في كمين!! حضرتك محدش فينا معاه رخص
مليكة بثقة:
– محدش فينا معاه رخص اه بس معانا مرات صقر الجندي ، محدش هيقدر يعملنا حاجة
سيليا بسخرية:
– لا يا شيخة ، لالا انتِ اكيد اتجننتي ، الله يخربيتك هتودينا في داهية ، آسر مش هيوافق اصلا ، انتِ ازاي صقر وافق
مليكة بتوتر:
– لا ما احنا مش هنقول لحد ، هى ريتال بس و فيروز اللي يعرفوا ، عشان ميحصلناش مشاكل
سيليا بصدمة اكبر:
– نعم يختي!! اومال لما يلاقوا اوض النوم فاضية هنقول ايه
مليكة بتفكير:
– هنقول اننا بايتين عند فيروز ، ريتال هتتصرف انا فهمتها كل حاجة
فيروز بهدوء وهي تخرج من غرفتها:
– انا خلصت ، يلا ولا ايه؟؟
سيليا بضيق:
– يلا ايه بس ، جماعة الموضوع ده هيبقى آخرته وحشة ، آسر عارف اني رايحة اتمشى معاكوا بس ، و جدك هو اللي مستأذن منه عشان انا مبكلمهوش
فيروز بتساؤل:
– هو انتِ عبيطة؟؟ مين آسر ده عشان تستأذني منه اساسا ، هو انتِ صدقتي الجوازة الهبلة دي!!

زفرت سيليا بحنق و غيظ ثم دبدبت قدميها في الأرض و سارت لعند فيروز لتمسك المقعد و تبدأ تتحرك به للخارج فلحقتها مليكة وهى تدعوا الله ان يمر ذلك الأمر على خير و دون مشاكل..
…………………………………………………………………..
في تمام الساعة الثانية عشر مساءاً..
بالقصر..
كانت تجلس ريتال بالردهة و الأنوار حولها مغلقة ليأتي ضوء خفيف للغاية من الخارج لينير تلك العتمة قليلاً ، زفرت بحنق وهي تهاتف مليكة للمرة العاشرة حتى قاطعها صوت اصطدام عكاز الجد بالأرضية فتصنعت اللعب بالهاتف حتى اقترب منها..
عبد التواب بنعاس:
– مين؟؟ ريتال!! بتعملي ايه هنا يا بنتي الساعة دي
ريتال بتوتر وهي تقف:
– اصل آآ اصل اتعاركت مع يونس ، قولت اقعد هنا كدة ارتب أفكاري
عبد التواب بجدية وهو يمسك كفها ليجذبها ناحية الدرج :

– مهما كانت حجم المشكلة اوعي تخرجي برة اوضتك ، ده هو اللي يخرج وانتِ اللي تفضلي
ريتال بسرعة وهو تحاول سحب كفها:
– ماشي ان شاء الله بكرة هدخل انا و اكرشه من الاوضة
عبد التواب بإصرار وهو يصعد بها عنوة:
– لا مش بكرة ، دلوقتي ، هي مليكة فين تعالي نعدي عليها الأول
ريتال بخضة و سرعة :
– لالا ، مليكة في سابع نومة مع العيال ، دي فادي نايم معاها يعني من اقل حركة هيصحى و يصوت بلاش بقى عشان البت متكرهش حياتها
عبد التواب بتفكير:
– عندك حق ، الصباح رباح ، يلا عند جوزك
زفرت بحنق وهي تسير معه فهو يجرها خلفه كالتلميذة المشاغبة التي تسير مع معلمها لمكان معاقبتها ، عضت شفتيها بترقب وهى تقترب من غرفة نومها فتفاجئت بالجد يفتح الباب دون طرقه فضربت وجنتها بخوف من ان يكشف انهم ينامون بشكل منفصل..
يونس بخضة وهو ينهض من فوق الاريكة :
– ايه ده في ايه!! ايه يا جدي ده مش تخبط؟
عبد التواب بتعجب و قد بدأ يظهر الضيق و الغضب على ملامحه:
– انت بتعمل ايه هنا!!
يونس بعدم فهم وهو ينظر حوله:
– بعمل ايه فين؟؟ دي اوضتي ولا انت متلغبط ولا ايه ، و بعدين انتِ كنتي بتعملي ايه تحت يا بت انتِ ، هو انا مش سايبك جوا
ريتال من بين اسنانها:
– ايه يا يونس مش احنا اتعاركنا وانا سيبت الاوضة و مشيت
عبد التواب مقاطعاً لهم:
– يونس انت بتعمل ايه على الكنبة
يونس بتوتر وهو يرى إشارات ريتال العجيبة من خلف الجد:

– انا كنت آآ ، اصل انا مبعرفش انام في الاوضة و ريتال مش فيها
ريتال بأبتسامة حب مصتنعة وهي تذهب لتقف بجانبه:
– يا حياتي انا ، ربنا يخليك ليا يا حبيبي
عبد التواب بأبتسامة وهو يراقب محاوطة يونس لزوجته و جذبها بين احضانه:
– ربنا يخليكم لبعض يا ولاد و يبعد عنكم اي زعل ان شاء الله
ريتال وهي تدفن نفسها بين احضان يونس:
– يا رب يا جدو يا رب
ابتسم لهم ثم ربت على ذراع يونس و غادر و ما ان أغلق الباب حتى حتى دفعها يونس بخفة و انحنى ليجلب خفه المنزلي فركضت هى في الانحاء حتى دلفت غرفة النوم و حاولت إغلاق الباب بسرعة ولكنه وضع قدمه فلم تستطع غلق الباب ، دفع الباب بقوة لتعود للخلف عدة خطوات و تبدأ في الصراخ حتى قفزت فوق الفراش لتقف بسرعة و ترفع كفيها أمامها..
ريتال وهي تحاول تشتيته:
– اعقل يا مجنون
يونس بصراخ غاضب:
– نزلتي ازاي انا عايز اعرف نزلتي تحت ازاي عشان انا هطلع عيـ..آآ
صمت بذهول وهو يرى ذلك الشرشف الخاص بالفراش الذي يُعقد بساق الفراش ليتتبعه فيجده معقود في عدة شراشف حتى الشرفة فدلفها ليتفاجئ بتكملة الشراشف التي كانت تحلق في الهواء حتى الاسفل ، ضحك بذهول وهو يعود لها..
يونس بصدمة :
– انتِ نطيتي من البلكونة!! ده بجد؟
ريتال بتوتر و خوف:
– ايوة!!
يونس بذهول وهو يضرب كفيه:
– يا بنت المجنونة ، بقى عشان تهربي مني و من عيشتك معايا تنتحري

ريتال بسرعة وهي تقفز من على الفراش لتقف أمامه و تمسك كفيه:
– لالا انا منطتش عشان اهرب منك ، انا نطيت عشان مليكة ، عشان اظبط لو حد سأل عليها
يونس بعدم فهم وهو ينظر لكفها :
– مالها مليكة!!
ريتال بنبرة باكية وهي تنظر له بترجي :
– سافرت اسكندرية!!
يونس بصدمة وهو يبعد يده بسرعة :
– ايه!! ازاي؟؟ ، صقر عارف صح؟؟
ريتال بخوف:
– لا
يونس بذهول:
– طب عبد التواب!! بطة!! اي حد!! مفيش حد يعرف خالص!!
ريتال و قد دمعت اعينها بالفعل من شدة الخوف:
– لا ، محدش يعرف غيري انا و انت
يونس بغضب وهو يجلس فوق الفراش:
– يخربيت جنانكم ده بجد!! هو انتوا أطفال يا جماعة ده آآ “ثم اكمل بصدمة أكبر وهو يقف مرة أخرى و يمسكها من معصمها بقوة” فيروز و فادي فين!!!!!!!!!
ريتال و قد بدأت دموعها تنهمر بالفعل:
– معاها ، بس والله كويسين هى بس عشان تعرف تمشي من هنا من غير ما حد يشك فيها
يونس بحدة وهو يدفعها بخفة وهو يخرج بسرعة:
– عملتوا ايه في العيال ، اقول ايه بس!!
ريتال بسرعة وهي تركض خلفه لتقف أمامه و تعيق تقدمه:
– رايح فين!!
يونس بغضب:
– رايح اقول لصقر طبعا
ريتال ببكاء وهي تضع كفيها فوق صدره:
– ونبي ما تقوله حاجة ، والله فيروز و فادي كويسين ، اصلا معاهم سيليا والله ، زمانهم اكيد جايين

يونس بتوتر من بكائها ذاك ولكن غضبه مازال يسيطر عليه:
– الموضوع مش فيها هى ، عيال صقر بيتعاملوا معاملة خاصة ، مينفعش يتحركوا لوحدهم كدة طول السكة دي ، كدة خطر على حياتهم ، وسعي انا لازم اقول لصقر
ريتال بخوف شديد وهي تتخيل ما سيحدث لهم:
– بلاش عشان خاطري ، طب لو اتأخروا اكتر من كدة انا هروح معاك و نقوله ، اوعدك
يونس بغضب وهو يحاول تخطيها:
– لا لازم يعرف دلوقتي
استطاع ان يتخطاها بالفعل فزفرت بعنف وهي تمسح دموعها بغضب ثم نظرت في اثره يضيق ليأتي ببالها فكرة ، صرخت بأسمه بسرعة وهي تتصنع سقوطها أرضاً ليعود إليها بسرعة و يجثي فوق ركبتيه و يرفع رأسها فوق فخذه ، قرب وجهه من وجهها بشدة كي يستشعر انفاسها ولكنه رأى ارتجاف جفنيها فعض شفتيه بغضب شديد..
يونس بغضب:
– اه يا بنت اللللل
فتحت اعينها بسرعة فكاد ان يدفعها بعيداً عنه لكنها حاوطت وجهه بكفيها و قربت وجهه وجهها لتلثم شفتيه في قبلة قوية جعلته يجحظ بأعينه بخضة ، ابتعدت عنه بعد ثواني وهي تلهث بقوة كانت لا تستطيع رفع رأسها من شدة خجلها ولكنه امسك ذقنها وجعلها تنظر بأعينه ، استطاع ان يرى تورد وجهها بالكامل فأبتسم ابتسامة جانبية و وقف ليحملها بين احضانه فحاوطت عنقه بسرعة و خضة و خبئت وجهها في رقبته ليدلف لغرفة نومهم و يغلق الباب خلفه بقدمه لتبدأ اول ليالي عشقهم..
…………………………………………………………………..
بالفجر..
دلف صقر الغرفة بهدوء كي لا يزعجها و سار بخطى بطيئة لغرفة النوم و عندما فتحها تفاجئ بخلوها فعقد حاجبيه بضيق ، هل ذهبت تلك البلهاء لابنته مجددا ؟؟ ، زفر بضيق وهو يخرج من غرفة النوم بل من الغرفة بأكملها و يتجه لغرفة فيروز ليطرق الباب ولكن ما من مجيب ، فتح الباب بهدوء ليرى الغرفة فارغة فدلف أكثر و ذهب لغرفة النوم فلم يجد احد بدأ قلبه ينقبض فأخرج هاتفه بسرعة يهاتف مليكة وهو يخرج من الغرفة و يهبط الدرج سريعا..
صقر بغضب وهو يضع الهاتف بجيبه :
– مش فاهم تليفونها مقفول ليه دي؟
ذهبت لغرفة مربية فادي و طرق الباب لتفتح له المربية و علامات النعاس تظهر عليها بشدة..
صقر بجمود :
– مليكة هانم هنا!!
المربية بنعاس:
– لا يا صقر بيه والله ، هي خدته و خدت حاجته مني بعد الغدا عشان يخرجوا و بعد كدة مظهروش بس ريتال هانم بتقول انهم وصلوا من بدري و مليكة هانم اخداهم يناموا معاها في اوضتها
حرك فكه بتفكير ثم ذهب للحديقة ليشعل سيجارته وهو يفكر بشدة ، اين ذهبوا أولئك!! هل من الممكن أن يكون حدث لهم مكروه؟؟؟ انقبض قلبه بشدة ولكنه فجأة ربط كلام المربية بكلام مليكة صباحاً ليلقي سيجارته أرضاً وهو يتذكر ما حدث..
فلاش باك..
استيقظ صقر على صوت تسحب اقدامها ففتح عينه اليسرى ليراها تخرج من غرفة النوم تسير فوق أطراف اقدامها لتدلف الي الشرفة ببطئ فتعجب من ذلك و نهض من فوق الاريكة ليذهب خلفها فوجدها تتحدث بهمس..
مليكة بهمس غاضب:
– والله ما هسكت على اللي عمله ده ، صدقيني هقهر قلبه على اكتر حاجة بيحبها ، انا هوريه اقسم بالله ، لا مش هقولك هعمل ايه انا هخليكي تشوفي بعينك
انتهاء الفلاش باك..
هل قررت تلك البلهاء الانتقام منه في أولاده؟؟ هل فعلت لهم مكروه!! جن جنونه عند تلك الفكرة ليخرج سلاحه بسرعة و غضب و يضع به طلقتين ثم يسحب زناد الأمان..
صقر بسوداوية وهو يسير خارج القصر حاملاً سلاحه:
– صدقيني يا مليكة اول ما المحك هخليكي تحصلي ابوكي!!

صعد بسيارته ولكنه قبل ان ينطلق رأى مكان سيارة سيليا فارغ فعقد حاجبيه بتعجب ولكنه جاء بباله ان مليكة معها فأخرج هاتفه بسرعة ليهاتف آسر ولكن لم يجيب فقرر الصعود له ، كان يركض حرفيا فعقله يصور له ان مليكة الآن تؤذي أولاده بل و أيضا ظن انها ستساومه عليهم ، فتح الباب بسرعة ليتفاجئ بمليكة و أولاده و سيليا و آسر يجلسون فوق الاريكة..
مليكة بتعجب :
– صقر!!
صقر بنبرة حادة للغاية:
– انتِ بتعملي ايه هنا!!!
فيروز متدخلة:
– في ايه ان شاء الله؟؟ انا قولتلها عايزين نروح عند آسيا لأنها عملت حادثة لما خرجنا فقررنا نبات معاها
سيليا وهي تلوح لها بمعصمها الذي يحاوطه الجبس :
– انا اهو ، معلش يا صقر خضيتك عليهم شكلي كدة
صقر بضيق وهو ينظر لمليكة بأعينها:
– لا ولا يهمك ، الف سلامة عليكي يا سيليا ، تعالى يا آسر عايزك برة
آسر بهدوء:
– ماشي يلا بينا
ذهب آسر اليه و خرجوا سوياً فزفرت مليكة بقوة و يليها سيليا ثم فيروز ، تأكدت من خروجهم ثم استدارت لهم و ملامحها شاحبة للغاية..
مليكة بتساؤل:
– تفتكروا شك في حاجة؟؟
فيروز بتهكم:
– شك!! ده مصدقناش اساسا ، بس على الاقل عرفنا نظبط نفسنا
سيليا برهبة:
– انا مش مصدقة لو مكناش وصلنا من خمس دقايق كان هيحصل ايه بجد ، الحمدلله بجد!!
مليكة بخوف:
– انا خايفة اوي بجد يا جماعة ، المصيبة اللي احنا عملناها دي لو اتعرفت احنا مش هنعرف نطلع البلكونة حتى
فيروز بلامبالاة:
– كبري دماغك ، يلا بقى وديني اوضتي عشان انا تعبت و ودي فادي عند الناني بتاعته
مليكة بهدوء وهي تحمل فادي:
– ماشي يلا بينا ، انا اسفة يا سيليا كل اللي انتِ فيه ده بسببي ، انا بجد اسفة اوي
سيليا بأبتسامة متألمة بسبب رفعها لمعصمها بقوة لتلكز مليكة:
– بس يا بت متقوليش كدة ، فداكي اي حاجة “ثم اكملت بمرح” المهم خلصنا مهمتنا بنجاح
فيروز بضحك :
– من ناحية خلصت بنجاح فهى خلصت بنجاح جدا
مليكة بضحك :
– طب يلا يا ظريفة منك ليها ، باي باي يا سو تصبحي على خير
فيروز بأبتسامة وهي تتحرك بمقعدها:
– باي يا سو ، اشوفك في مهمة جديدة
سيليا بضحك :
– ان شاء الله
و عندما خرجوا تآوهت بقليل من الألم لتقف بصعوبة و تسير بتعرج على قدمها حتى دلفت للداخل و جلست فوق الفراش لتتذكر ما حدث..
فلاش باك..
كان الجميع بالسيارة و مليكة هي من تقود ، طلبت منهم جميعا وضع رباط الأمان و بدأت تقود ، كانت في البداية الأمور تسير علي ما يرام رغم افتعالها لبعض الحوادث الصغيرة التي كانت تمر بسلام..
فيروز:
– ده احنا عقبال ما نوصل هنكون بقينا اشلاء صغيرة عشان ست مليكة تستريح ، ما كنا ركبنا اتوبيس ولا اتنيلنا في اي حتة
سيليا برهبة من قيادة مليكة المتهورة:
– انزلي يا مليكة ، ابوس ايدك انزلي خلي حد تاني يسوق
مليكة بضيق :
– هخلي مين يسوق ان شاء الله ، انتِ اساسا حمارة و مبتعرفيش تسوقي ، و فيروز تعبانة مبتقدرش تحرك رجلها ، ايه اخلي فادي يسوق

سيليا بسرعة وهي تشير للشخص الذي يقف أمامهم و يلوح لهم:
– خلي عمو ده يسوق
مليكة بغيظ:
– انتِ عبيطة ولا ايه
سيليا :
– طب اقفي نشوف عايز ايه
توقفت مليكة بالفعل عندما وصلوا عنده فأنحنى بسرعة ليستند بمرفقيه فوق نافذة السيارة بجهة سيليا..
الشخص بإحترام:
– ازيكم يا بنات ، معلش انا اسف بس انا والدتي تعبانة جدا ولازم اسافرلها اسكندرية و صاحبي اللي كان بيوصلني والده توفى و اضطر ينزلني هنا و رجع هو على القاهرة ، ينفع توصلوني
سيليا بسرعة :
– حضرتك بتعرف تسوق؟
الشخص بعدم فهم :
– اه!! بس ليه؟؟
سيليا بترجي:
– ممكن حضرتك تسوق لأن احنا كنا هنعمل مليون حادثة بس ربنا ستر ولسة قدامنا طريق طويل وانا لسة في عز شبابي
مليكة بضيق :
– على فكرة بسوق كويس
الشخص بأبتسامة:
– مفيش مشكلة ، هسوق انا
هبطت مليكة بالفعل لتعود للخلف عند فيروز و فادي ليصعد الشخص و يبدأ بالانطلاق ، غفت مليكة و خلفها سيليا فبقت فيروز تراقب ذلك الغريب وهى تلعن غباء أولئك البُلَهاء لتراه ينظر بالمرآة الأمامية كثيراً ليراقب غفوان مليكة فتعجب من تعرق جبينه بالرغم من برودة الأجواء بسبب مكيف السيارة ، راقبته وهو يسير بطريق غير معلوم فهى قد سافرت عدة مرات من قبل وتعلم الطريق جيداً فأنتصبت في جلستها وهي تسأله..
فيروز بجمود:
– هو حضرتك رايح فين كدة؟؟
الشخص بتوتر:
– رايحين اسكندرية ، ده طريق اسكندرية يا حبيبتي
فيروز بقوة:
– اولا انا مش حبيبتك ، ثانيا ده مش طريق اسكندرية
الشخص بقليل من العصبية :
– لا ده طريق اسكندرية بس جديد
فيروز بسخرية:
– جديد اه ، طب انزلي بقى من العربية دي
توقف الشاب جانباً ليستدير لها و يجذبها من شعرها بقوة ليقرب وجهه من وجهها و يتحدث بهمس كفحيح الأفعى..
الشخص بغضب و همس :
– اخرسي يا بت انتِ ، على تفتحي بوقك لحد ما نوصل ، انتِ سامعة
نظرت له فيروز بسخرية قبل أن تصدمه في وجهه بسرعة ليبتعد فجأة وهو يتآوه بتألم فأستدار لها مرة أخرى و كاد ان يمد يده ليخنقها ولكنها كانت اسرع منه و امسكت يد حقيبتها و وضعتها حول عنقه لتضغط عليها و تحبس انفاسها ليبدأ بالصراخ المكتوم و قد تحول وجهه للون الأحمر من شدة الاختناق فأستيقظت مليكة و تفاجئت من ذلك المنظر لتصرخ بسرعة و تبعد فيروز عنه..
فيروز بلهاث:
– نزلي الكلب ده
مليكة بسرعة و غضب وهي تهبط من السيارة و تركض ناحيته لتفتح الباب و تجذبه من تلابيب قميصه و تلقيه خارجاً..
مليكة بغضب وهي تصعد بالسيارة و تنطلق بها و تراقبه بتشفي وهو يحاول التقاط انفاسه:
– اسفوخس على اللي يثق فيكم ، صنف عرة
سيليا بنعاس وهي تفتح اعينها:
– في ايه يا جماعة ايه الدوشة
فيروز بتهكم وهي تربت على كتفها :
– نامي يا حبيبتي نامي ، انتِ لو اتهدت عليكي حيطة مش هتصحي
لم ترد عليها سيليا بل اغلقت اعينها مرة أخرى لتغط بسبات عميق ، وصلت مليكة اخيرا بعد عدة ساعات و صفت سيارتها جانباً لتهبط منها و تلحقها سيليا..
مليكة بسرعة وهي تدلف البناية ركضاً:
– فيروز خلي بالك على فادي ، انا هقفل عليكم العربية
صعدت بسرعة الدرج لتلحقها سيليا و عندما وصلوا للطابق الخاص بالعيادة تفاجئوا بالباب غير موجود و بمحمد يجلس بالداخل ، دلفت مليكة بغضب شديد كالعاصفة التي ستقضي على الأخضر و اليابس..
مليكة بحدة وهي تقف أمامه:
– هو ايه الهمجية اللي انت بقيت فيها دي!! ازاي تعمل حاجة زي كدة!! انت عارف لو صقر بس شم خبر ، ده يوديك في ستين داهية
محمد بسخرية وهو يقف امامها:
– صقر! هو ده اسم عريس الغفلة
مليكة بغضب :
– احترم نفسك ، و خلصني و قول عايز ايه
محمد بترجي وهو يمسك كفها:
– انا عايز نرجع ، عايزك تقولي أن ده مقلب و انك كنتي بتهزري معايا هزار سخيف
مليكة بجمود وهي تسحب كفها:
– لا مش بهزر ، انا اتجوزت فعلا يا محمد ، مش ذنبي انك مش عايز تصدق والله دي حاجة ترجعلك ، على فكرة انا ممكن احبسك بتسجيلات الكاميرات وانت بتكسر الباب
محمد :
– انا مكسرتهوش انا خلعته بس
مليكة بحدة وهي ترفع سبابتها في وجهه :
– لآخر مرة يا محمد هحذرك ، لو قربت مني تاني أو من عيادتي انا بجد هقول لصقر
سيليا بثقة وهي تقف بجانبها:
– و يا ويلك من صقر ، صقر ده ظابط ، يعني يجيبك انت و اهلك و يرميكوا في الحجز
مليكة بثقة وهي تعقد ساعديها:
– ايوة بالظبط
سيليا بثقة اكبر:
– و يا ويلك من عبد التواب ، عبد التواب الجندي لو عرف صدقني انت اللي هتزعل مش احنا ، و هتوحشنا كلنا
محمد بضيق :
– مين الكتكوتة؟
سيليا بتحدي:
– سيليا ، سيليا الجندي
محمد بذهول:
– لا تمام ، ده الموضوع شكله جد فعلا!! من امتى و انتِ عندك عيلة اب ان شاء الله و بتتجوزي منهم و كمان تجيبي حد منهم معاكي!! كل ده يحصل في أقل من اسبوعين؟
مليكة بلامبالاة لكلامه:
– اديني حذرتك ، يلا اتفضل من غير مطرود ، انزلي يا سيليا ناديلي عمو اللي تحت ده يركبلنا ام الباب و يغير الطبلة بسرعة
خرج محمد بغضب لتنظر مليكة في اثره بضيق و راقبت سيليا وهى تهبط الدرج لتنادي ذلك الشخص بسرعة لينهوا مهمتهم..
و بطريق العودة كان قد حل الظلام الدامس فكانت القيادة أصعب لمليكة و ما قد خشوا حدوثه قد حدث بالفعل فأصتدمت مليكة بسيارة أخرى و لسود حظ سيليا كانت هى المتضررة الوحيدة فقد انكسر ذراعها و اضطروا لمهاتفة آسر الذي وصل في غضون نصف ساعة وهو يرتدي ثياب المنزل ليتحرك بهم سريعا الي المشفى و يعود بهم بعد ذلك للقصر و في كل هذا الوقت كان يعم الصمت عليهم ، فقط وجه آسر المشتعل هو ما يخيفهم و ما ان وصلوا حتى صعدوا من الباب الخلفي حتى دلفوا سريعا الي الغرفة و جلس آسر ليبدأ بأسئلته فتبدأ مليكة اخباره بكل شئ حتى قاطعهم دلوف صقر الحاد..
انتهاء الفلاش باك..
…………………………………………………………………..
بالخارج ..
صقر بهدوء:
– الف سلامة على سيليا
آسر بإقتضاب:
– الله يسلمك
صقر بتساؤل:
– ايه اللي حصل
آسر بقليل من الحدة لغباء زوجته:
– الهانم اتحركت بالعربية وهي مبتعرفش تسوق ، طبيعي تعمل حادثة ، الحمدلله انها جات على قد كدة
صقر :
– هو انتوا لسة داخلين البيت؟؟
آسر بهدوء مصتنع:
– لا من بدري
صقر بشك :
– ماشي يا آسر ، ادخل انت دلوقتي و هنكمل كلام بعدين
اومأ آسر و كاد ان يدلف ولكن سبقته مليكة وهي تفتح الباب و تخرج هى و الأولاد فحياهم و دلف ، تحركت مليكة بشموخ متجاهلة اياه و لحقتها فيروز و كاد ان يلحق بهم و لكن وصلته رسالة محتواها كان كالآتي..
” تمام يا ريس ، انا قدرت اوصل لتحركات العربية ، هي كانت في اسكندرية و وقفت في العنوان ***** الساعة 12 و مليكة هانم و سيليا هانم طلعوا فوق و سابوا العربية و بعدها بحبة نزل شخص ، انا هبعت لحضرتك صورته و بياناته”
و بالفعل ارسل رسالة أخرى يوجد بها صورة للشخص و بياناته فحرك فكه بسوداوية وهو يتأكد من شكوكه ليغلق هاتفه و يضعه بجيبه ليلحق بهم بخطوات واسعة و الشر يقفز من اعينه..

يتبع….

بغرفة آسر..
دلف آسر الغرفة سريعا بعد أن أنهى كلامه مع صقر فلم بجد سيليا بالردهة فدلف لغرفة النوم وجدها تجلس على طرف الفراش و شاردة ، اقترب منها و جلس بجانبها ثم نظر لوجهها و يدها و زفر بضيق..
سيليا بهدوء وهي تنظر له:
– على فكرة انا مكنتش راضية اروح معاها في حتة ، بس هي احتاجتني ، وانا مقدرتش اقولها لا
آسر بغضب خفيف:
– بس كان لازم تقوليلي حتى!! ازاي تسافري لوحدك ، ازاي اصلا تكدبي عليا و تقوليلي انكوا عاملين حفلة بنات و هتباتوا كلكم في اوضة فيروز
سيليا بدموع قد تجمعت بأعينها:
– انا خوفت اقولك ، كنت عارفة انك هترفض
آسر بصراخ وهو يقف:
– مكنتش هرفض ، كنت هاجي معاكم ، كنت اتصرفت مع صقر ، كنا فكرنا سوا ، انتِ لسة متعرفنيش يا سيليا!! انا بكتم الأسرار كويس على فكرة
سيليا بضيق:
– خلاص بقى متزعلش انا مش قادرة اتكلم
آسر بزفير قوي:
– نامي ، نامي يلا عشان مرتكبش جريمة فيكي دلوقتي
سيليا بتساؤل وهي تفرد جسدها على الفراش:
– هو انت قولت لصقر ايه؟
آسر بهدوء وهو يضع الغطاء عليها:
– مقولتلوش حاجة متقلقيش
سيليا بأبتسامة وهي تمسك كفه:
– شكرا يا آسر بجد
ابتسم لها بهدوء ثم ربت على كفها و رفعه ليطبع قبلة رقيقة عليه فأبتسمت له بخجل ، ذهب لينام على الطرف الآخر فأعطاها ظهره ليتفاجئ بها تحاوط خصره و تحتضنه من ظهره فأبتسم بأتساع وهو يغمض عينه ليغط بسبات عميق و تلحقه هى..
…………………………………………………………………..
في غرفة صقر..
كانت تجلس مليكة على الفراش و تفكر فيما حدث و كيف نجاهم الله من ذلك المأزق فزفرت بهدوء لتستلقي على الفراش و تتأمل الأسقف وهي تفكر ، هل تخبر صقر!! فمن الممكن أن يتمادى محمد ذاك! زفرت بحنق وهي تجلس مرة أخرى ، نهضت و سارت للخارج فلم تجد صقر ولكنها اشتمت رائحة السيجار خاصته فدلفت إلى الشرفة لتجده يقف و يعطيها ظهره ، اقتربت منه حتى وقفت بجانبه فأستندت على سور الشرفة و تأملت الظلام الدامس حولهم..
صقر بهدوء:
– منمتيش ليه؟
مليكة بهدوء :
– مش جايلي نوم..
نظرت لها بطرف اعينه ليتذكر ما حدث..
فلاش باك..
صعد بسيارته ولكنه قبل ان ينطلق رأى مكان سيارة سيليا فارغ فعقد حاجبيه بتعجب ولكنه جاء بباله ان مليكة معها فأخرج هاتفه بسرعة ليهاتف آسر ولكن لم يجيب فقرر الصعود له ، كان يركض حرفيا فعقله يصور له ان مليكة الآن تؤذي أولاده بل و أيضا ظن انها ستساومه عليهم..
و قبل أن يدلف الغرفة اخرج هاتفه ليهاتف زميل له بالعمل..
صقر بجدية:
– عربية ” س م ن 225″ عايز كل تحركاتها من الساعة 8 ، العربية هتطلع من العنوان اللي هبعتهولك ده ، فيها اربع أشخاص منهم طفل صغير خالص ، عايزة اعرف العربية دي راحت فين و اللي في العربية تحركاتهم ايه ، اللي جوا العربية ولادي و مليكة مراتي و سيليا بنت خالي ، عايز كل التفاصيل حالا!!
ولم يعطيه فرصة للرد حتى و دلف ليرى اولاده و زوجته و عندما خرج قد اتته تلك الرسالة..

” تمام يا ريس ، انا قدرت اوصل لتحركات العربية ، هي كانت في اسكندرية و وقفت في العنوان ***** الساعة 12 و مليكة هانم و سيليا هانم طلعوا فوق و سابوا العربية و بعدها بحبة نزل شخص ، انا هبعت لحضرتك صورته و بياناته”
و بالفعل وصلته رسالة أخرى بها صورة محمد و بياناته..
انتهاء الفلاش باك..
صقر بهدوء مصتنع وهو يحرك فكه:
– هو محمد بطل يكلمك؟
مليكة بتوتر وهي تستدير له و نبضات قلبها تصم آذانها:
– محمد آآ محمد مين؟ قصدك محمد اللي كان خطيبي ، اه اه بطل يكلمني
شعر بأنه يريد خلع شفتيها اللعينة الجميلة حد اللعنة تلك على كذبها و جذبها من الشعرها الحريري الذي عندما يلامسه يشعر بدغدغة بسيطة بل و يريد صفعها على وجنتها المتوردة من كثرة توترها تلك لكنه لم يقدر على فعل ذلك!! لا يستطيع أن يمسها! فهو عندما جذبها من خصلاتها و اضطرت هي لمغادرة الغرفة شعر بأن داخله فارغ فهو قد اعتاد رؤيتها داخل تلك الغرفة و اعتاد على رائحتها المنتشرة حولها و صوتها و صوت خطواتها ، اعتاد على كل شئ منها لا يستطيع أن يؤذيها فهى ستهرب وهو لا يريد مغادرتها!!
مليكة فجأة ببكاء قوي وهي تغطي وجهها بكفيها:
– صقر انا بكدب!!!
صقر وهو يصر على اسنانه:
– بتكدبي في ايه!!
مليكة ببكاء وهي ترتمي بأحضانه :
– في كل حاجة!! انا كدابة..
لم يعطيها ردة فعل سوا رفع ذراعيه حولها ليضمها لصدره بقوة وهو يشعر بأنه يريد إدخالها بين اضلاعه ، أسند ذقنه على رأسها و ظل صامت حتى هدأت نوبتها تلك فأبعد يده كي تستطيع الخروج من أحضانه لكنه تفاجئ بها تشدد من ضمه إليها فأعاد ذراعيه حولها بسرعة..
مليكة بنبرة مبحوحة:
– هو انت بو.. بوستني بجد!!
صقر بأبتسامة جانبية :
– امتى ده؟
مليكة بحنق:
– امبارح!! ولا انا كنت بحلم؟ اصل انا صحيت لقيت نفسي نايمة في السرير
صقر بهدوء:
– انتِ بتغيري الموضوع؟؟
مليكة بهدوء وهي تبتعد:
– لا خلاص هحكي
صقر بحنان وهو يجذبها لأحضانه و يمنعها من التحرك :
– احكي ، بس و انتِ هنا..
مليكة وهي تشعر بالدفئ يغمرها:
– انا آآ كنت في اسكندرية!! “لم تجد رد فعل سوى همهمات بسيطة فقررت الاكمال” كنت في العيادة عندي ، بص انا هحكيلك من الاول ، انا والله مش بكدب في اي حرف هقوله
بدأت مليكة تسرد له كل ما حدث بداية من تهديد محمد لها و كسره لبوابة العيادة حتى عندما طردته ، و سردت له أيضا الحوار الذي دار بينهم و عندما انتهت رفعت وجهها ببطئ لتراه ينظر أمامه بنظرة سوداوية فعضت شفتيها برهبة ظناً منها انه سيوبخها الآن بل و سيصفعها أيضا..
مليكة بخوف:
– صقر….
صقر بهدوء :
– نعم؟
مليكة بتوتر :
– مش هتقول حاجة؟
صقر بنفس الهدوء:
– انا عارف انك كنتي في اسكندرية و انك قابلتي محمد
مليكة بذهول وهي تبتعد عنه:
– عارف منين؟؟
صقر وهو يضع يديه بجيبه:
– عارف و خلاص ، انتِ نسيتي شغلتي ولا ايه؟؟
مليكة بذهول مسيطر عليها :
– طب ليه مكلمتنيش! ليه مجتش تسألني؟ ليه سكت!!!!
صقر:
– سيبتك تيجي تتكلمي
مليكة بغضب :
– انت كان لازم تيجي تسألني ، كان لازم تواجهني ، هو انت ازاي سكت على اني قابلت محمد عادي كدة؟ للدرجادي انا مهمكش!!
صقر بذهول من قلبها للآية:
– متهمنيش؟؟
مليكة بغضب و دموعها تتجمع بأعينها:
– ايوة مهمكش!! ازاي بجد تعرف اني روحت قابلت اللي كان خطيبي الساعة 12 ولا 1 بليل و انت عادي سكت!! ازاي كان عندك الهدوء ده!! كان المفروض تيجي تزعق و تقول ازاي ده يحصل وانا افهمك اني روحت قابلته عشان كذا و كذا ، يعني انا لو مكنش ضميري انبني و حكيتلك مكنتش هتسألني؟
صقر بتوتر خفيف من حالتها تلك:
– كنت هسألك!!
نظرت له مليكة بسخرية ثم كادت ان تدلف للداخل ولكنه منعها وهو يجذبها من معصمها و يجعلها تقف أمامه..
صقر بحنق :
– هو انتِ فيه حاجة في مخك؟؟
مليكة بضيق وهي تنظر بعيداً كي تتجنب النظر اليه:
– لو سمحت سيبني عايزة ادخل انام
صقر بقليل من الغضب :
– ردي علي سؤالي
مليكة بغضب وهي تنظر له بضيق:
– انا اللي فيه حاجة في مخي؟؟ وانت اللي سليم يعني! ازاي بجد متسألنيش ؟؟مسألتنيش ليه؟؟؟؟
صقر بصراخ:
– عشان خوفت اسألك!! خوفت اسمع إجابة تخلي قلبي يخرج من مكانه ، خوفت اسمع حاجة تخليني اتصرف معاكي تصرف مش هيعجبك و تمشي و تسيبيني!! خوفت يا مليكة..
كانت علامات الصدمة مرتسمة على وجهها فقط تنظر بأعينه المشتعلة تلك ، لم تشعر بنفسها الا وهى تقف على اطرافها و تحاوط وجهه بكفيها و تقبله بسرعة ليحاوط خصرها و يلصقها به رافض ان تبتعد عنه ولو لسنتيمترات بسيطة ، و بعد لحظات ابتعدت عنه لتسند رأسها على كتفه و تلهث بقوة فأنحنى عليها ليقبل رقبتها ببطئ جعلها تشعر بالنيران تتأجج داخلها فعضت شفتيها وهي تحاول افاقة نفسها بسرعة فهى اذا خطت تلك الخطوة فلا مفر ، هل هي تستطيع ذلك؟ هل ستكمل عمرها مع صقر؟؟ لم تجد إجابة سوى محاوطة رقبته و تسليم نفسها بالكامل له ليحملها بسرعة و يدلف للداخل بخطى واسعة غير آبه بشئ آخر فهو لا يستطيع أن يصدق انه بالفعل سيمتلكها و ستبقى بين احضانه ، هو لم يشعر بتلك اللذة و الاحاسيس مع شخص غيرها ، حتى زوجته المرحومة لم يتلهف على قبلة منها لتلك الدرجة..
…………………………………………………………………..
في صباح اليوم التالي..
بغرفة أيان..
كانت تجلس بدور بغرفة النوم و عقلها شارد ، لا تستطيع نسيان ما رأته بالأمس فهى رأت مليكة و صقر وهم يتبادلون القبلات في الشرفة وعند تذكرها لهذا توردت وجنتيها بشدة و وضعت كفها فوق اعينها وهى تتمنى لو لم تكن بالحديقة في ذلك الوقت ، دلف أيان فوجدها بتلك الحالة ولم يفهم ما بها فجلس بجانبها و لكزها ليجدها تنتفض بقوة..
أيان بتعجب:
– بسم الله الرحمن الرحيم ، في ايه يا بنتي!!
بدور بتوتر:
– مفيش
أيان:
– متأكدة؟
بدور :
– ايوة ، انا بس كنت بفكر اقدم في الكلية مع ريتال عشان كدة كنت سرحانة شوية
أيان بمرح:
– ده منظر واحدة سرحانة!! ده منظر واحدة عاملة مصيبة سودة و خايفة تتكشف
بدور بقلق:
– لالا والله
أيان بضحك وهو يقف و يتجه للخزانة :
– يا ستي مصدقك من غير حلفان ، المهم انا عايز نخرج النهاردة ، مش انتِ كنتي عايزة تروحي الملاهي قبل كدة
بدور بذهول وهي تركض له :
– هتوديني بجد؟؟
أيان بأبتسامة وهو يقرص ارنبة انفها:
– ايوة بجد ، يلا البسي بسرعة
صفقت بحماس ثم طبعت قبلة شغوفة على وجنته و ركضت للمرحاض بعد أن اخذت ملابسها ليقف مشدوهاً وهو يتحسس وجنته و بيده الأخرى يتحسس نبضات قلبه السريعة التي فاجئته بشدة..
…………………………………………………………………..
في غرفة يونس..
تململت في الفراش وهي تشعر بالضيق من ذلك القيد الذي تشعر به ففتحت اعينها ببطئ وهي متعجبة من ذلك الملمس أسفل وجنتها لتتفاجئ بيونس عاري الصدر وهي تنام فوق صدره ، جحظت بأعينها بسرعة وهي تبعد الغطاء عنها ولكنها صرخت بقوة وهي تعود أسفل الغطاء مرة أخرى ليستيقظ يونس بفزع..
يونس بفزع :
– في ايه؟؟ انتِ كويسة؟؟
أشارت أسفل الغطاء و علامات الصدمة مرتسمة عليها ليرفعه بعدم فهم فتصرخ فيه بحدة وهي تحاوط نفسها به بسرعة..
ريتال بصدمة :
– احنا عملنا ايه!!
يونس بعدم فهم:
– احنا مين و عملنا ايه؟؟
ريتال وهي تضرب وجنتها بخفة:
– الله يخربيتك ضيعتلي اعز ما املك ، اللي هيتجوزني بعدك يقول عليا ايه!!
يونس بغضب خفيف وهو يجذبها بخفة من شعرها :
– انتِ اتعبطي ولا ايه ، تتجوزي بعدي ازاي يعني!! خلاص كدة فرصتك خلصت معانا حضرتك مكملة معايا لغاية ما تتكلي على الله
ريتال بذهول و صدمة:
– يعني ايه!!
يونس بأبتسامة مستفزة و هو يقرب وجهه من وجهها:
– يعني هنلزق لبعض طول العمر يا روح قلبي من جوا
ريتال بصدمة:
– ايه!! لا ، احنا هنطلق بعد الشهر
يونس بإستفزاز وهو يقبل وجنتها :
– عند امك يا حبيبتي ، يلا قومي ناخد شاور
ريتال بغضب وهي تدفعه بعيدا:
– ابعد عن وشي يا قليل الادب انت ، قال ناخد شاور قال ، ده في أحلامك بس
يونس بضحك وهو يقف و يأخذ منشفة و يخرج بها :
– في أحلامي ايه بقى ما انا شوفت كل حاجة خلاص يا جميل
ريتال بخجل شديد و صراخ:
– اسكت يا قليل الأدب
استمعت لقهقهاته و بعدها صوت إغلاق باب المرحاض لتجذب الوسادة و تدفن وجهها به لتبدأ بالصراخ ، و بعدما انتهت من نوبتها تلك وقفت هي الأخرى و هي تضع حولها الغطاء و تُخرج ملابس لها من الخزانة ، كانت تحاول تشتيت نفسها من تلك الذكريات اللعينة التي تتضارب على ذاكرتها فذاكرتها المجنونة تجلب لها مقتطفات من ليلة امس فعضت شفتيها بخجل شديد وهى تتذكر انها من بادرت و قبلته فضربت جبهتها وهي تدعو على شقيقتها حتى خرج يونس وهو يلف حول خضره منشفة قصيرة و يدلف للغرفة وهو يطلق صفير عالي ، لم تكترث له و قررت تجاهله فخرجت لتدلف الي المرحاض و تتحمم بسرعة ، استمعت لطرقات على الباب فعقدت حاجبيها بتعجب و وضعت المنشفة حولها لتذهب و تفتح فترى يونس يقف و يعقد ساعديه و ينظر لها بغضب..
ريتال بتعجب من نظراته تلك :
– في ايه؟؟
يونس بغضب مصتنع وهو يفتح الباب على مصرعيه:
-انتِ ازاي متصبحيش عليا يا هانم؟؟
ريتال بحنق :
– لا ده انت فايق و رايق باين عليك كدة
يونس بخبث وهو يدلف و يغلق الباب خلفه:
– فايق و رايق جدا
ريتال بخجل وهي تنظر للباب الذي اغلقه و تعود للخلف:
– لا اطلع برة كدة عشان شكلك اتجننت باين
يونس بأبتسامة واسعة ماكرة:
– ولو مطلعتش يعني
ريتال بإحراج كبير بعد أن ارتطمت بالحائط:
– يونس اطلع عشان خاطري
يونس بأبتسامة وهو يضع كفيه علي الحائط ليحتجزها:
– اصل بصراحة انا عايز اجيب يونس الصغير دلوقتي
ريتال بتهكم وهي تضع كفيها بخصرها:
– و ليه متبقاش ريتال الصغيرة ان شاء الله؟؟؟؟
يونس بمرح وهو يحملها بسرعة:
– الحمدلله المبدأ مش مرفوض يبقى على خيرة الله
ريتال بسرعة وهي تلوح بقدمها في الهواء:
– لالا مرفوض ، نزلنييييي
يونس بضحك وهو يخرج بها:
– لا والله ما يحصل خلاص
لم تستطع امساك ضحكاتها فشاركته الضحك بعد أن ضربته على رأسه ذلك الابله الماكر..
…………………………………………………………………..
في غرفة صقر..
استيقظت مليكة و فتحت اعينها ببطئ لترى الفراش فارغ فعقدت حاجبيها بتعجب و نهضت لترتدي ملابسها ثم خرجت لتبحث عن صقر فوجدته يخرج من المرحاض وهو يرتدي سروال داخلي و يجفف شعره بالمنشفة فأعطته ظهرها بسرعة ليضحك بصوت عالي وهو يهز رأسه بيأس..
صقر بقهقهة خفيفة وهو يجعلها تستدير له:
– ما خلاص بقى تخطينا المرحلة دي
مليكة بحنق و خجل وهي تلكزه في كتفه:
– بس بقى يا صقر بجد
صقر بضحك وهو يحاوط خصرها:
– خلاص يا ستي سكت اهو ، هتعملي ايه النهاردة
مليكة بتفكير:
– النهاردة يوم عيد ميلاد عبدالله و مامته عزمتنا كلنا انا و انت و فيروز
صقر بحنق و غيرة طفولية:
– معرفش عبدالله مين اللي طلعلنا في البخت ده كمان
مليكة بترجي وهي تحاوط وجهه:
– عشان خاطري يا صقر مش عايزين نزعلها ، ده هو صاحبها الوحيد ، و بعدين دول تحت عينينا اهو ، احسن ما يعملوا حاجة من ورانا
صقر بضيق :
– مش عارف بقى
مليكة بترجي اكبر:
– عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري
صقر بخبث:
– بس بشرط!!
مليكة بخجل و غضب و قد فهمت نظراته :
– اه يا قليل الادب
صقر بضحك:
– على فكرة كنت هقولك تعمليلي الفطار بنفسك بس انتِ اللي دماغك وحشة
مليكة بضيق:
– لا يا شيخ
صقر ببراءة مصتنعة:
– ايوة صدقيني
مليكة بضحك:
– حاضر هصدقك ، عديني يلا عشان اخد شاور
صقر بهدوء بعد أن قبل رأسها:
– انا بعت ناس العيادة عندك يظبطوها ، يعموا البيبان و كل حاجة بايظة جوا
مليكة بأبتسامة واسعة غير مصدقة:
– انا مش عارفة اقولك ايه بجد ، شكرا اوي
صقر بأبتسامة :
– و بعد ما الحاجات اللي في العيادة تتظبط هترجعي تشتغلي تاني فيها
مليكة بصدمة :
– احنا هنرجع اسكندرية
صقر بضحك :
– لا مش للدرجادي ، انا جيبتلك عربية بسواق من عندي في الشغل هيوصلك و يرجعك ، بس ممكن طلب
مليكة و السعادة تغمرها:
– طبعا
صقر :
– ممكن تحاولي تعالجي فيروز
مليكة بسرعة:
– متخافش متخافش انا ماشية في الطريق ده اصلا
صقر بهدوء:
و تاني طلب بقى ممكن متروحيش كل يوم الشغل ، مش هينفع كل يوم سفر كدة هتتعبي
مليكة بأبتسامة:
– حاضر اوعدك مش كل يوم شغل
اومأ لها بأبتسامة ثم استغل شرودها بسعادتها ليطبع قبلة سريعة في شفتيها ثم يغادر بسرعة فأبتسمت بخجل وهي تتحسس شفتيها لتركض للمرحاض..
…………………………………………………………………..
في شركة عبد التواب..
دلفت آسيا دون أن تنبث بكلمة فهى عندما رأت رؤوف شعرت بالضيق مما جعلها تتجاهل الجميع على عكس عبد التواب الذي حياهم جميعا هو و يامن ، دلف رؤوف خلفها سريعاً فرفرت بحنق وهي تخلع حقيبتها و تضعها فوق المكتب لتجلس و تنظر له بتساؤل..
رؤوف بتساؤل:
– انتِ كويسة؟
آسيا بإقتضاب:
– اه كويسة
رؤوف وهو يجلس قبالتها:
– شكلك مش احسن حاجة؟ انتِ منمتيش كويس؟ شكل يامن سهرك بمصيبة جديدة
آسيا بقليل من الحدة :
– يا ريت حدودك متتخطهاش يا استاذ ، و اسمه مستر يامن هو مش بيلعب معاك هنا
رؤوف بغيظ وهو يتحدث من بين اسنانه:
– انا اسف حضرتك ، انا افتكرت اننا صحاب
آسيا بغضب من نفسها :
– قعد ، قعد يا رؤوف ، معلش حقك عليا انا الدنيا متلغبطة معايا خالص ، و قلقانة على صاحبتي و بص الدنيا بايظة
رؤوف:
– قلقانة على صاحبتك ليه؟
آسيا بحزن:
– قاعدة في الشارع مش لاقية لا تاكل ولا تشرب ، و كنت قولت لجدو نحجزلها تذكرة وهو وافق بس شكله نسى وانا بتحرج اوي اطلب الحاجة مرتين
رؤوف بهدوء:
– انا اقدر اساعدك ، احنا ممكن نطلب تذكرة طيران بأسم الشركة ، كل اللي هتعمليه انك هتمضي على فاكس انا هجبهولك و نطلب التذكرة بيه و هنمضي على ورقة كمان نحولها بيها التذكرة ، كل ده واحنا قاعدين مكانا
آسيا بحماس:
– ده بجد
رؤوف بأبتسامة:
– ايوة بجد
آسيا بسعادة :
– طب يلا بسرعة هات الورق اللي همضيه ده
رؤوف بأبتسامة خبيثة:
– حالا..
…………………………………………………………………..
في شركة آسر..
كانت تجلس سيليا على مكتبها وهي تشعر بالملل الشديد فآسر قد طلب منها عدم التحرك بل و اخذ جميع الأوراق التي أمامها كي لا ترهق نفسها بهم فزفرت بحنق حتى قاطع مللها ذاك وضع شخص لباقة من الزهور أمامها..
المندوب:
– حضرتك استاذة سيليا
سيليا بتعجب و هي تتأمل باقة الزهور :
-ايوة ، مين باعت دي
المندوب بإحترام :
– فيه كارت جوا يا فندم ، عن اذنك
ابتسمت بتعجب و تخرج تلك البطاقة الصغيرة لتجد رسالة محتواها “الف سلامة عليكي يا سو ، يا ريتها كانت جات فيا انا” ابتسمت بإتساع و حملت باقة الزهور بحرص ثم وقفت لتذهب لغرفة آسر و قبل أن تطرق الباب وجدته يفتحه و يتفاجئ بها..
آسر بأبتسامة متعجبة:
– ايه لمين الورد الحلو ده؟
سيليا بأبتسامة و هي تتحسس باقة الزهور:
– يعني مش عارف ، بطل استهبال بقى
آسر بعدم فهم:
– استهبال ايه؟
شخص ما من الخلف:
– انا شايف ان الورد وصل لأحلى وردة..
سيليا بتعجب وهي تستدير:
– ايه ده ، طارق!!
طارق بأبتسامة وهو يقترب منهم:
– ايوة ، مكنتيش متوقعة صح ، عجبك الورد!!
سيليا بذعر وهي تستمع لصوت طرقعة رقبة آسر:
– ورد؟؟ “ثم القته جانبا” انهي ورد!! انا مشوفتش اي ورد

يتبع….

في شركة آسر..
كانت تجلس سيليا على مكتبها وهي تشعر بالملل الشديد فآسر قد طلب منها عدم التحرك بل و اخذ جميع الأوراق التي أمامها كي لا ترهق نفسها بهم فزفرت بحنق حتى قاطع مللها ذاك وضع شخص لباقة من الزهور أمامها..
المندوب:
– حضرتك استاذة سيليا
سيليا بتعجب و هي تتأمل باقة الزهور :
-ايوة ، مين باعت دي
المندوب بإحترام :
– فيه كارت جوا يا فندم ، عن اذنك
ابتسمت بتعجب و تخرج تلك البطاقة الصغيرة لتجد رسالة محتواها “الف سلامة عليكي يا سو ، يا ريتها كانت جات فيا انا” ابتسمت بإتساع و حملت باقة الزهور بحرص ثم وقفت لتذهب لغرفة آسر و قبل أن تطرق الباب وجدته يفتحه و يتفاجئ بها..
آسر بأبتسامة متعجبة:
– ايه لمين الورد الحلو ده؟
سيليا بأبتسامة و هي تتحسس باقة الزهور:
– يعني مش عارف ، بطل استهبال بقى
آسر بعدم فهم:
– استهبال ايه؟
شخص ما من الخلف:
– انا شايف ان الورد وصل لأحلى وردة..
سيليا بتعجب وهي تستدير:
– ايه ده ، طارق!!
طارق بأبتسامة وهو يقترب منهم:
– ايوة ، مكنتيش متوقعة صح ، عجبك الورد!!
سيليا بذعر وهي تستمع لصوت طرقعة رقبة آسر:
– ورد؟؟ “ثم القته جانبا” انهي ورد!! انا مشوفتش اي ورد
آسر بأبتسامة صفراء:
– وحياة امك؟ خير يا استاذ طارق هو احنا فاتحين شركة ولا مكان غرامي
طارق بتوتر وهو ينحني ليجلب باقة الزهور:
– لا يا مستر آسر ، انا بس كنت بصبح على سيليا
آسر بحزم وهو يحاوط خصرها و يجذبها اليه بعنف:
– مدام سيليا!
طارق بصدمة:
– ايه؟؟؟؟ مدام؟؟؟؟؟؟
سيليا بأبتسامة متوترة:
– اه شوفت
طارق بذهول:
– مدام ازاي يعني؟؟
آسر بنبرة خشنة:
– هو ايه اللي مدام ازاي ، سيليا تبقى مراتي
طارق بصدمة وهو يبدل نظراته بينهم :
– بس آآ بس مفيش دبلة حتى!!
آسر بإقتضاب بعد أن نظر لكف سيليا:
– انا راجل ابن كلب بيعتها دهبها عايز حاجة؟
طارق بحمحمة:
– لا يا فندم ، عن اذنكم ، اتفضلي يا سيليا آآ قصدي يا مدام سيليا
اخذت منه باقة الزهور و تابعت سيره بنظرات حزينة فهو قد بدى عليه الحزن الشديد فعبست بوجهها و برمت شفتيها بضيق وهى تحتضن باقة الزهور فكادت ان تغادر بها ولكن جذبها آسر من شعرها بخفة و جذب منها تلك الباقة ليلقيها بصندوق القمامة..
سيليا بحنق وهي تغادر :
– ظالم و مستبد
آسر بذهول:
– مستبد!! اتعلمتها فين الكلمة دي ، منك لله يا مليكة قعدتي معاها كتير
…………………………………………………………………..
في القصر..
هبطت ريتال الدرج و بجانبها آسر الذي كان يحاوط كتفها و يتحدثون سوياً حتى قاطعهم صعود جدتهم في وجههم..
فاطمة بأبتسامة سعيدة وهي تتأملهم:
– الله الله ، عصافير البيت بتوعنا
ريتال بإحراج:
– آآ ايه ده ، لالا
يونس بضحك :
– سيبك منها يا بطة ، المهم احنا رايحين الكلية دلوقتي عايزة حاجة واحنا راجعين
فاطمة بسعادة كبيرة:
– لالا ، عايزة سلامتكم ، يلا توكلوا على الله يا حبايبي
ريتال بغيظ وهي تلكزه في معدته بعد أن رحلت الجدة:
– عشان تبقى تستظرف كويس
آسر بقهقهة متألمة:
– يا بنت المجنونة
اكملوا هبوطهم فتفاجئوا ببدور تجلس على نهاية الدرج وهي تسند وجهها على كفها و علامات الضيق تظهر بشدة على وجهها..
ريتال بتعجب وهي تجلس بجانبها :
– مالك يا بدور قاعدة كدة ليه؟
يونس بتساؤل وهو يقف امامهم:
– في ايه يا بت ، قالبة وشك علينا ليه؟
بدور بإنفجار :
– بقولكم ايه انا مش هستحمل أيان ده ، انا عايزة اتطلق
ريتال و يونس بصدمة :
– ايه؟؟
ريتال بذهول:
– هو مش ده حب حياتك اللي قعدتي تقرفي امنا بيه ، تطلقي ليه؟
يونس بعدم فهم:
– حب حياتك؟؟ انتِ كنتي بتحبي أيان؟؟
بدور بضيق :
– ايوة كنت بتنيل ، بس خلاص من النهاردة بدور جديدة ، انا هربيه من اول و جديد
ريتال بتساؤل:
– هو عمل ايه؟؟
بدور بغضب:
– البيه يخليني اجهز و اتحمس على الفاضي و في الآخر بعد ما لبست و نزلنا خلاص بنتحرك بالعربية جاتله مكالمة شغل رماني زي الكلبة من العربية
ريتال بدهشة:
– ده حيوان ، انا متأكدة انه بيخونك ما ده صنف عرة اساسا
يونس بتوتر بعد أن رأى تركيز بدور في كلام زوجته المعتوهة:

– بس يا ريتال يا حبيبتي مش شرط ، احنا عارفين ان ايان على طول مشغول ، ايان لو فيه حد في حياته كان قال
بدور بتفكير و دموعها تتجمع بأعينها:
– هو ممكن يكون بيخوني بجد؟
ريتال بتأكيد:
– ايوة يا بنتي ، شغل ايه ده اللي يرمي مراته بسرعة الصاروخ كدة و يروحله ، ما هو لو عنده دم كان قال لا مينفعش انا وعدتها بحاجة مينفعش اخلف بوعدي
بدور بحزم وهي تقف :
– وصلوني مكتبه ، حالا
ريتال بإصرار وهي تقف بجانبها :
– ايوة يا يونس يلا خدنا على مكتبه!
يونس وهو يرسل نظرات حادة لريتال:
– بس يا ريتال احنا متأخرين على الكلية ، خليها بكرة ان شاء الله
ريتال بعزم:
– لا دلوقتي عشان نقفشه متلبس
بدور بأصرار:
– ايوة صح ريتال عندها حق
يونس من بين اسنانه:
– ده انا هقطع لسان ريتال ده بس الصبر
لم تكترث له كثيراً بل و أيضا امسكت يد بدور و سارت معها للخارج وهى تواسيها و تلعن في جنس الرجال غير آبهة بزوجها الذي ينظر في اثرها بدهشة فلحقهم بسرعة و جعلهم يصعدون بالسيارة لينطلق بها وهو يحاول ان يهاتف أيان كي يحذره و يخبره بقدومهم ولكن ما من مجيب فزفر بحنق وهو يلقي هاتفه جانباً..
…………………………………………………………………..
بشركة عبد التواب..
كانت آسيا تهاتف صديقتها و السعادة تغمرها..
آسيا بسعادة:
-Don’t worry, honey.I solved the problem
“لا تقلقي يا عزيزتي، لقد حللت المشكلة”
صديقتها بنبرة يائسة:
– How??
“كيف”
آسيا بحماس يسيطر عليها :
– I booked your airline ticket, you will receive it in two days
” لقد حجزت تذكرة الطيران خاصتك ، ستصلك في غضون يومين”
صديقتها بصراخ متحمس:
-Are you kidding me, girl?
” هل تمزحين معي يا فتاة”
آسيا بضحك :
– I swear it’s real, you’ll live with me.
” اقسم لكِ انه حقيقي ، ستعيشين معي”
صديقتها بسعادة عارمة:
-I can’t believe, I’ll fly from joy
” لا استطيع التصديق ، سأطير من الفرحة ؛”
آسيا بحب:
-Don’t be afraid anymore, I’m with you
” لا تخافي بعد الآن ، انا معك”
صديقتها بتساؤل:
-Did your grandfather die?
” هل مات جدك؟ ”
آسيا بقليل من الضيق:
– No, he didn’t die, he allowed you to come and live with me.
” لا لم يمت ، هو من سمح لكي بأن تأتي و تعيشي معي”
صديقتها بهدوء:
-What about your husband, that oriental handsome?
“ماذا عن زوجك ، ذلك الوسيم الشرقي”
آسيا بجدية:
– He won’t mind don’t worry, Yamen has a good heart
“لن يمانع لا تقلقي ، يامن لديه قلب طيب
و بعد قليل من المحادثات اغلقت معها آسيا وهي تشعر بالحماس الشديد ولكن تذكرت ما حدث قبل قليل..
فلاش باك..
جاء رؤوف وهو يحمل عدة أوراق و دلف بها اليها ثم وضعها فوق المكتب..
آسيا بمرح:
– ايه ده كله؟
رؤوف بأبتسامة:
– زيادة تأكيد ، متقلقيش كل الورق ده خاص بصاحبتك
آسيا بتعجب وهي تمسك الأوراق:
– بس ده كتير اوي ، كل ده عشان احجز تذكرة طيران؟؟
– تحجزي تذكرة طيران؟؟
استدار رؤوف برأسه و عندما وجد عبد التواب التف بكامل جسده و احنى رأسه بإحترام ، وقفت آسيا بأبتسامة و اقتربت منه ليحتضنها و يقبل رأسها..
عبد التواب بتساؤل:
– تذكرة طيران ايه يا بنت ، انتِ مسافرة تاني ولا ايه؟
آسيا بضحك :
– لالا يا جدو ، ده عشان صاحبتي
عبد التواب وهو يخرج صورة التذكرة من جيبه :
– بس انا حجزتها خلاص و بعتهالها كمان و دي الصورة
آسيا بذهول وهي تمسك الورقة بسعادة:
– مش ممكن حضرتك منستش!!
عبد التواب بأبتسامة وهو يربت على ظهرها :
– انا اقدر انسى طلبات حفيدتي ، ده احنا عينينا لأحلى عيون ، واد يا رؤوف عمرك شوفت عيون بالحلاوة دي ، انا خلاص اقتنعت بجواز الخواجات ، ايوة كدة لازم الواحد يحسن النسل
شاركته آسيا ضحك و لكن نظرت لرؤوف الذي كان يجمع الأوراق من على مكتبها و استطاعت ان ترى يده وهو يخبط كوب قهوتها لتسقط القهوة على الأوراق و تتلفها..
عبد التواب :
– خير خير ، دلق القهوة خير
آسيا بجدية وهي تضيق اعينها بشك:
– بس انا كنت عايزة اقرا الورق ده
رؤوف وهو يكوره و يلقيه بصندوق القمامة :
– هطبعلك غيره يا آسيا هانم
عبد التواب بتساؤل:
– هو ده ورق ايه؟؟
آسيا بتهكم خفي:
– رؤوف جايبلي ورق عشان اوقعه عشان احجز التذكرة
عبد التواب بتعجب:
– ورق ايه يبني؟ كنت بعت حد يحجز و خلاص ، لازم انت تخترع ، انا عارفك بتحب تحط بصمتك على اي حاجة
ابتسم رؤوف بإرتجاف و استطاع ان يرى نظرات آسيا الثاقبة فخرج بعد انا استأذنهم لتبقى آسيا و الجد الذي ما ان اطئن على حفيدته غادر..
انتهاء الفلاش باك..
آسيا بتفكير:
– يا ترى اللي انت فيه ده يا رؤوف غيرة لحظية ولا انت اساسا نبتة فاسدة
زفرت بهدوء ثم عادت لعملها وهي تدعوا الله ان يمر كل شئ على خير..
…………………………………………………………………..
في مكتب أيان..
صف يونس سيارته أسفل البناية الذي يوجد بها المكتب ، فلم ينتظر الفتيات كثيرا فهبطوا بسرعة و دلفوا البناية ثم وقفوا امام المصعد ليقترب منهم يونس وهو يتمنى ان يمر ذلك اليوم مرور الكرام ، دلفوا بالمصعد و ضغطوا على زر الطابق المنشود كل هذا تحت أنظار يونس القاتلة لزوجته البلهاء..
بدور بتوتر غاضب:
– يا رب ما يطلع اللي قولتيه صح يا ريتال عشان مكسرش المكتب على دماغه
ريتال بدعم وهي تحاوط ذراعيها:
– متخافيش هيطلع صح ، انا عارفة الأشكال دي كويس
يونس بغضب وهو يلكزها:
– ما تهدي شوية يا حريقة
ريتال بحنق:
– مش بنورها ، لازم اخليها مفتحة
يونس من بين اسنانه:
– ده انا اللي هفتح دماغك دلوقتي
نظرت له بغيظ ثم استمعوا لصوت رنين المصعد لوصوله للطابق المنشود فخرجت بدور بسرعة كالسهم المنطلق لتركض خلفها ريتال و يلحقهم يونس بخطى واسعة..
المساعدة الخاصة لأيان بسرعة وهي تمسك بدور من ملابسها:
– انتِ رايحة فين يا اسمك ايه انتِ
بدور بحدة وهي تدفعها:
– ابعدي من وشي انتِ كمان
المساعدة بغضب وهي تحاول امساكها مرة اخرى:
– ايه قلة الأدب و الهمجية دي
ريتال بغضب وهي تدفعها بقوة:
– انتِ عبيطة ولا ايه دي مراته
المساعدة بذهول:
– مراته؟؟؟؟؟؟
لم تكترث لها ريتال و لحقت ببدور التي كانت قد سبقتها بعدة خطوات ، كانت تسير بخطى واسعة تشعر بأن النيران تتأجج داخلها ، هل بالفعل يخونها؟ يخونها!!! هو لا يراها من الأساس كي يخونها هو فقط يراها شقيقته الصغرى ، عضت شفتيها بغيظ من ذلك المصطلح ثم وقفت امام باب المكتب و فتحته بقوة لينتفض أيان بخضة..
بدور بحدة وهي تبحث عن شخص بأعينها:
– هى فين؟؟
ريتال بتصميم وهي تدلف بسرعة و تفتح الخزانات و باب المرحاض الداخلي:
– ايوة هى فين؟؟
أيان بتعجب من هجومهم :
– هى مين؟؟
بدور بغضب شديد وهي تتخصر:
– اللي بتخوني معاها يا استاذ
ريتال بسرعة وهي تدفعه بعيدا و تفتح الأدراج الصغيرة بالمكتب :
– ايوة اللي بتخونها معاها يا استاذ
أيان بعدم فهم وهو يدفع ريتال بعيداً عن مكتبه:
– ابعدي انتِ التانية هخبيها في الدرج ازاي يعني ، بخونها مع سنفورة
ريتال وهي تحك رأسها:
– ايوة صح تصدق
أيان وهو يقف بعد أن رأى يونس يستند بظهره على باب المكتب:
– ايه اللي بيحصل يا يونس ، انا مش فاهم حاجة!
بدور بغضب وهي تقترب منه:
– استعبط استعبط ، فين اللي سيبتني عشانها ، انت مش كنت هتوديني الملاهي ولما جالك تليفون هربت و سيبتني!!
ريتال بصدمة:
– الملاهي!!!
يونس بضيق وهو يسحبها من معصمها بعيداً:
– ممكن تسكتي انتِ شوية
أيان بذهول وهو يقترب من بدور التي تقف كشمعة محترقة:
– انا اللي كلمني مخرج كبير كان عايزني ضروري قبل ما يسافر كمان ساعتين عشان هو قرأ رواية ليا و عايز يعملها مسلسل!! اخونك ايه و بنت مين؟ مين اللي قالك الكلام الأهبل ده

توترت ريتال بعد رأت جميع الانظار مصوبة تجاهها فأبتسمت بإرتجاف و ذهبت لأبعد مقعد لتجلس عليه و تتصنع انشغالها بالهاتف..
بدور بتوتر:
– بس آآ انت آآ ، مين البنت اللي برة دي!!!!
أيان بضحكة مذهولة:
– دي اسماء المساعدة بتاعتي الجديدة
بدور بتساؤل وهي تضيق اعينها:
– راحت فين رنيم؟
أيان بهدوء :
– رنيم سافرت مع جوزها يا ستي و سابت الشغل من بدري ، اسماء دي بقالها يجي 3 شهور كدة
بدور بتفكير و بلاهة :
– اااااه عشان كدة بطلت تبعتلي اخبارك و مين بيزورك و بتخرج تروح فين!! الكلبة مقالتليش ازاي انها ماشية
أيان بضحك وهو يضرب جبهتها بخفة:
– انتِ اعبط واحدة شوفتها في حياتي يا بدور ، عارفة كدة ولا لا؟؟
بدور بسعادة وهي تقف بجانبه و تلتصق به:
– هو انت بجد روايتك هتتعمل مسلسل؟
أيان بأبتسامة :
– ايوة
يونس بأبتسامة وهو يقترب منه و يربت على ظهره:
– مبروك يا اخويا ، شوفلنا الفنانة هيفاء وهبي فاضية تعمل المسلسل ده ولو عايز بطل انا موجود قصاد الفنانة
ريتال بحنق وهي تقترب منهم و تلكزه ببطنه:
– ما تبلع ريقك يا عسل انت
أيان من بين اسنانه:
– ده انا همسكك اعلقك مكان التكيف اللي هناك ده على الأفكار السودة اللي زرعتيها في مخ البت الغلبانة دي
ريتال بتهكم:
– عايزني اسيبها على عماها كدة وسط الذئاب البشرية دي ، ده بُعدك يا بابا
أيان بضحك وهو يحاوط كتف زوجته:
– لم مراتك يا عم يونس عشان ممسكهاش ارزعها في الحيطة
يونس بضحك وهي يحتضنها و يحاوطها بذراعيه:
– فكر تقرب منها بس ، منك لله انت و مراتك الهطلة دي اخرتونا على كلية البت الغلبانة دي و احنا كنا رايحين نودي ورقها
أيان وهو يأخذ عدة أوراق من على المكتب:
– طب زي الفل والله ، يلا بينا انا اصلا كنت هكلمك عشان نودي بدور عند ريتال في الكلية ، و بعدما نطلع نتغدى سوا
ريتال بسعادة وهي تصرخ و تصفق بحماس:
– ايه ده بجد!!!!!!
بدور بذهول وهي تنظر له بصدمة :
– انا؟؟ هروح الكلية بجد!!
أيان بأبتسامة وهو يضع ذراعه حول رقبتها و يرقبها منه بمرح:
– ايوة هتكملي تعليمك
بدور بأبتسامة مرتجفة و قد دمعت اعينها:
– قول والله انك مش بتكدب عليا
أيان بضحك وهو يضغط على رقبتها بخفة و مرح:
– حهزر معاكي ليه يا مجنونة انتِ هو انا اعرفك ، هنروح اهو يا ستي و تشوفي بنفسك ، انا بقالي تلات ايام بلف حوالين نفسي عشان اعرف اجيب شهادة الثانوية بتاعتك و بقيت اوراقك
بدور بسعادة كبيرة وهي تحتضنه:
– شكرا اوي بجد
كانت تتابعهم ريتال بأبتسامة كبيرة فشعرت بمن يحاوط خصرها من الخلف فألتفت برأسها لتراه يسند ذقنه على كتفها فأبتسمت له لتتفاجئ به يقبل وجنتها لتضرب كفه الذي على خصرها بإحراج ليقهقه هو بمرح..
…………………………………………………………………..
في المساء..
في غرفة يامن..
كانت تجلس آسيا بالردهة على الاريكة و تشاهد التلفاز و لكن وصلها اشعار من الهاتف ففتحته و ابتسمت بإتساع و بدأت محادثتها الإلكترونية مع صديق لها من الجامعة ، دلف يامن الغرفة وهو يتثائب فتحدث إليها ولكنها لم تنتبه فعقد حاجبيه بتعجب و اقترب منها ليراها تراسل شخص ما فدقق اعينه ليرى اسم ” دان” ، سحب الهاتف من يدها بسرعة لتنتفض و تقف و تنظر له بضيق..
آسيا بغيظ:
– ايه التناحة دي هات موبايلي
يامن بسماجة:
– لا
آسيا بحنق وهي تحاول جذبه من يده :
– هو ايه اللي لا ده موبايلي انا على فكرة
يامن ببرود وهو يرفع كفه بسرعة:
– ما انا عارف انه موبايلك على فكرة
آسيا بغضب وهي تبعد شعرها عن وجهها:
– ايه البرود ده يا يامن ما تجيب الموبايل انا بتكلم عليه
يامن بترقب:
– ايوة بتكلمي مين بقى؟؟
آسيا بضيق وهي تعقد ساعديها امام صدرها:
– صاحبي
يامن بحزم وهو يقرص اذنها:
– اسمه زميلي يا حبيبتي ، و بعدين بتكلمي زميلك في وقت زي ده ليه ، انا اللي مرضتش اسمع كلامهم لما قالولي ادبحلها القطة ، هى دي غلطتي
آسيا بعدم فهم وهي تمسك كفه الممسكة بأذنها:
– قطة ايه؟ يعني ايه؟
يامن بضيق:
– اسكتي اسكتي ، متتكلميش مع حد انا مبحبش كدة
آسيا بضيق:
– انا مالي تحب ولا متحبش ، هل انا سألتك لما روحت سهرت مع واحدة و صورتكم كانت منورة في الجرايد تاني يوم؟
يامن بحنق وهو يلقي الهاتف على الاريكة:
– هنلف و ندور و نرجع لنفس الموضوع انا عارف
آسيا بغضب:
– ايوة عشان انت كدبت عليا ، و خليتني اساعدك انك تروح تعمل المصيبة دي ، بجد كان عقلك فين
يامن بضيق:
– هو مش الموضوع ده اتقفل من مليون سنة ، انتِ بتفتحيه تاني ليه؟
آسيا بحدة:
– عشان انا متأكدة انك هتعمل كدة تاني ، هو انت فاكرني مش واخدة بالي من هزارك مع البنات في الشركة؟؟ فاكرني مش شايفة نظراتك ليهم؟؟ انا واخدة بالي من كل حاجة انت بتعملها كويس
يامن بذهول:
– هزاري و نظراتي؟؟؟ انا؟؟
ضحكت بتهكم ثم اخذت هاتفها و كادت ان تغادر ولكنه امسك معصمها بقوة آلمتها و جذبها بعنف لتقف أمامه فنظرت له بملامح منكمشة متألمة..
يامن بغضب:
– انتِ اللي فكراني عبيط و مش واخد بالي من نظرات رؤوف ليكي ، انا كل ما ادخل المكتب الاقيه عندك و صوت ضحككم بيبقى واصلي يا واد عديها ، معلش هي متربية برة متعرفش حاجة عن هنا ، لكن طلما هتتبلي عليا بحاجات لا بصي انتِ بتعملي ايه الأول
آسيا بصدمة:
– بعمل ايه ان شاء الله يا استاذ يامن؟؟ ياللي مبتسيبش واحدة معدية الا لما تبص عليها
يامن بتهكم:
– لا يا شيخة؟؟
آسيا بحزم و حدة :
– سيب ايدي عشان متغباش عليك
يامن بضحكة مذهولة متهكمة:
– متتغابيش عليا؟؟؟؟ لا ده انتِ هبت منك خالص
آسيا بصوت عالي وهي تربت على صدره:
– اه هبت مني ، ملكش فيه
يامن بحنق وهو يمسكها من تلابيب ملابسها:
– لا ميغركيش العربية و الطبقة اللي احنا عايشين فيها دي ، ده انا اشقك نصين و محدش يقولي تلت التلاتة كام
آسيا بضحكة متهكمة وهي تمسكه من تلابيب قميصه :
– ميغركش اني كنت عايشة برة ، ده انا اوديك البحر و ارجعك عطشان يالا!!
يامن بصدمة :
– يالا!!! ده انتِ يومك اسود
حملها بسرعة على كتفه فصرخت بخضة و ظلت تضربه على ظهره ولكنه لم يبالي و سار بها إلى غرفة نومهم..
يامن وهو ينظر حوله:
– ارميكي في انهي داهية ، قوليلي
آسيا بصراخ:
– نزلني يا حيوان
يامن بتهديد:
– انا هبيتك في الدولاب النهاردة يا ام جلمبو
كاد ان يتحرك بها ناحية الخزانة ولكنه تعركل في رباط حذائه ليسقط على الفراش وهي فوقه ، نظر بأعينها وهو يلهث بصدمة فكانت تبادله النظرات المصدومة المتوترة ، ظلت تنظر بأعينه الزيتونية وهو يبادلها النظر في زرقاوتيها حتى شعرت بضربات قلبها تعلو ، خشيت من ان يكون يشعر بها فقررت النهوض من فوقه لكنه حاوط خصرها بسرعة بذراعه ليمنعها من الحراك و كفه الآخر وضعه خلف عنقها ليقرب وجهها من وجهه فجحظت اعينها بصدمة مما هو قادم و اغمضت اعينها بسرعة فأبتسم بنشوة وهو يلامس شفتيها قبل أن يلثمها بقوة و شوق..

يتبع….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top