انظري يا تقى لما فعلوه بوجهي ، كانت التسلخات تملىء وجه عواد وكأنه صب عليه قارورة زيت مغلية ،
لقد علقوني من قدمي يا أختي مثل بقرة في محل جزارة،
اقسم يا أمي بأني صرخت مثل الذي لسعه عقرب ،
لكني لم أشك ولو للحظه في تقى ،
أولاد الحرام ربنا يكفينا شرهم ، قالت أم عواد ،
صرخت تقى بنبره غاضبه، لكن أولاد الحرام أولئك هم من يسيرون الدولة ،
هم من ينصبون ويعزلون ، اولاد الحرام يتحكمون حتى في قطرة الماء الملوثة التي نشربها ،
هم من ينوبون عنا في البرلمان ويتحدثون بصوتنا المسروق ،
هم من يتغوطون علينا فهل نكتفي بأن نكون مبولة؟
أنا لن أمسح براز أحد بعد اليوم يا أماه ،
سأقطع رأس كل أفعى تلتف من حولي ،
كان نبرة صوت تقى غاضبة جداً ، أشاحت بوجهها ،
نظرت لوجه عواد المملوء بالتقيحات ،
ضيقت عينها ،
سأنتقم لك يا عواد منهم أنا أقسم بذلك ،
قالت ام عواد يا بنيتي لا تسعي للانتقام ، ارحلي من هنا
سافري لبلاد الفرنجة ،
لا لن أسافر ولن أترككم ،
إذا رحلت سيسحقونكم بأرجلهم مثل صرصور ،
لقد هربت من التخفي ، سأنتقم منهم جميعاً ،
وهل تملكين قلبا يا تقى يمكنك من الانتقام ؟
إذا لم يطاوعني قلبي يا أماه أقسم بأني سأقتلعه مثل فجلة وألقي به للمواشي في باحة منزلنا ،
الانتقام كلمة غريبة على آذان من اعتاد العيش في شروخ الجدران يا تقى ،
لكن أتعلمين بأن وقع تلك الكلمة جميل قال عواد وهو يبتسم ،
ثم أردف لكن الفقراء لا ينتقمون في العادة ،
كل شيء سيتغير يا عواد أعدك بذلك .
حتى الفقراء يثورون أحيانآ عندما لا يكن لديهم طريق اخر
____________: