الحدَّاية السودا”

أنا عمري ما كنت بخاف من الطيور، ولا كنت بصدق كلام الستات الكبار عن “الحدَّاية السودا” اللي بتلف فوق

البيوت قبل ما تحصل مصـiبة ، كنت بشوفها طير جارح عادي بيخطف الكتاكيت من على السطوح… لحد الليلة

دي.
أنا بنت عادية، بعيش مع أهلي في بيت عيلة في قرية

صغيرة، وكل حاجة كانت ماشية طبيعية لحد ما بدأت ألاحظها.

في الأول كنت فاكرة إنها حدَّاية عادية، طير جارح بيدوَّر على أكله، بس اللي لفت نظري إنها دايمًا

بتلف فوق بيتنا… مش أي بيت تاني لا بيتنا إحنا.
في يوم، كنت راجعة متأخر، الدنيا كانت ضلمة،

ومافيش حد في الشارع غيري، وساعتها سمعت الصوت… مش زعيق طير، كان أشبه بحد بينادي عليَّ. وقفت بصيت

فوق، لقيتها هناك… الحدَّاية السودا واقفة على سطوح بيتنا، عينيها بتلمع في الضلمة. حسيت برعشة برد

مش طبيعية، رغم إن الجو كان حرّ.
تاني يوم، جدتي اللي عندها ٨٠ سنة بصّت لي بقلق

وقالت:
— “شفتيها، مش كده؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top