قصه راعي الغنم الجزء الثالث

فقال: هاه ..كلي اذان صاغية ….ارجوك سيدي لا اريد ان اقلقك بهمومي فما فعلته لي لم ولن يفعله احدا قبلك ولا بعدك …قلت لك لم اقم الا بالواجب لذا لا تحرجيني وتجعلي الامر وكأنه شفقة …حسنا انت اصريت فلا تلومن الا نفسك …قال : انتظري لحظة فقط …الو …لا اريد اي اتصال او مقابلة …قل لهم انني لست موجود …فتعجبت لامره …كيف له ان يترك زمام الامور من اجل السماع والاستماع لها …فقاطع تفكيرها …..بقوله : انت اهم من اعمال يستطيع اي احد ان يعملها في الشركة …فخسارة المال تسترجع …اما خسارتك …فلا اطيقها مرة ثانية ….مرة ثانية ؟؟ كيف له ان يقول هذا الكلام وهو لا يعرفني ؟؟ لماذا كل هذا الاهتمام لي من انسان في مكانته …؟؟هو لغز محير ….فقاطعها مرة اخرى ….لا تسرحي بتفكيرك …لكل مقام مقال ….اكملي قصتك التي لم تبدئيها بعد…فقالت : سيدي …كنت انسانة مدللة في طبعي فتغير …ومتكبرة على غيري فأصبحت انقصهم (ن) …ولم اعن احد فلما وقعنا في مشكلة لم اجد او بالاحرى نجد احدا…لان هذا الطبع هو اكتساب لما كنا فيه .

قال : ماذا حصل لكم حتى اصبحتم في هذه الحالة ؟؟؟ لا اعلم حقااا ولكن ابي مقامر اتى على كل مانملك …واصبحنا نتسول من اجل قطعة رغيف نأكلها لسد جوعنا ….حسنا لماذا لم تبحثي عن عمل من قبل ؟؟؟…لانني لم استطع ان اتقبل فكرة العمل عند اناس كانوا يعملون لدينا .. .كما قلت لك …كبرياء وتكبر …فانا متخرجة منذ اكثر من خمس سنوات ولم افكر في العمل لان كلش شيئ متوفر انذاك …حسنا هو حقا ماض تعيس …يجعلنا نقبع ونتخبط فيما نحن فيه …لاجل التحفظ على كرامة مسلوبة او طبع فيه خبث ….على كل حال …يمكنك الانصراف …لا تيأسي من امور لانك ربما كنت سهما قاتلا لاحدهم اعدت له به الحياة ….ذهبت مذهولة من كلام رئيسها …لانه قال كلام لا يقوله الا انسان جعلت منه الهموم يتعلم ويفهم معنى الحياة …كيف لا وهو قدوة كل من في المؤسسة.

وبعد الظهيرة ناداها دخلت عنده اجل سيدي اجلسي ساعطيك حوصلة لحياتي كي اقطع كل تساؤلاتك …تربيت في عائلة ميسورة الحال ….نملك مزرعة كبيرة …كنا ثلاثة اخوة …كان ابي حريص على العفة والاخذ بيد الاخرين …وذات مرة قمت بعمل شنيع وهو انني قمت بضرب احد الرعاة …فما كان من ابي الا ان يضعني في مكانه واصبح الراعي وهو السيد…هذا لانني كنت اتبجج بما يملكه ابي …وقد اعجبتني احداهن …وهي من جعلتني افيق مما كنت فيه بكلمات منها …فما كان مني الا ان اقوم بطلب السماح والتواضع …وتطلب مني الامر المثابرة الى ان رضي عني والدي …قاطعته بسؤال فضولي …من هي تلك الفتاة سيدي ؟؟؟ وماذا قالت لك ؟

فقال لها هي كلمات وان كانت قاصية لكنها جعلتني اتفطن لما انا فيه …ربما هي الصدفة …او امر لكي اضع من نفسي …وها انا الان …اصبحت امقت نفسي السابقة …وبقيت ابحث عن تلك الفتاة لانها رحلت هي وعائلتها الا مكان مجهول لم اعلمه …..انت الان عرفتي ما كنت فيه وما انا عليه الان ….هذا ماتعلمته من الحياة …ذهبت الى البيت وهي في غاية الاستغراب والفضول …لماذا ارادني ان اسمع قصته ….ومن تلك الفتاة يا ترى …عندها رن هاتفها … ﺍﻟﻮ ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ … ﻣﺎﺫﺍ … ﻣﺘي

… ﺍﻟﻮ ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ … ﻣﺎﺫﺍ … ﻣﺘﻰ … ﺣﺴﻨﺎ ﻻ ﺑﺄﺱ … ﻫﺮﻋﺖ ﺍﻟﻰ ﺍﻣﻬﺎ … ﺍﻣﻲ ﺍﻣﻲ … ﺍﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻗﺎﺩﻡ ﻏﺪﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻟﻸﻃﻤﺌﻨﺎﻥ ﻋﻠﻴﻚ …. ﻣﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ … ﻭﻛﻴﻒ ﺳﺄﺳﺘﻘﺒﻠﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺿﻊ … ﻣﺎﺫﺍ ﺍﻓﻌﻞ ؟؟؟ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺘﺮﺗﻴﺐ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻠﺘﺮﺗﻴﺐ … ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻴﺎﻫﺎ … ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺭﻥ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻣﺮﺓ ﺍﺧﺮﻯ … ﻧﻌﻢ ﺳﻴﺪﻱ … ﻻﻻ ﺍﻫﻼ ﺑﻚ ﻭﺳﻬﻼ ﺍﻧﺖ ﺗﺸﺮﻓﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻭﻗﺖ ﻻ ﺍﺣﺮﺍﺝ … ﻣﺎﺫﺍ … ؟؟ ﻻﻻ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻫﻼ ﺑﻜﻢ ﺟﻤﻴﻌﺎ … ﺍﻧﻬﺎ ﻓﺮﺣﺔ ﻻ ﺗﻘﺎﺱ ﺳﻴﺪﻱ …. ﺍﻣﻲ … ﺍﻧﻪ ﺁﺕ ﻣﻊ ﺍﻣﻪ ﻭﺍﺑﻴﻪ ﻭﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ …. ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻠﻲ ﻓﻌﻠﻪ ؟

ﺑﻨﻴﺘﻲ .. ﺍﻋﻠﻤﻲ ﺍﻧﻬﻢ ﺍﻧﺎﺱ ﻻ ﺗﺨﺪﻋﻬﻢ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ … ﺍﺟﻌﻠﻲ ﺍﻟﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﺍﻧﺖ ﻓﺎﻋﻠﺔ … ﻓﺎﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻢ ﻓﻴﻪ … ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ ﺍﻛﺒﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻈﻨﻴﻨﻪ … ﺣﺴﻨﺎ ﺍﻣﻲ … ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻰ ﺳﺮﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﻬﺘﺮﺉ … ﻭﻫﻲ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﺁﺕ … ﺣﻞ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻭﻣﻊ ﺑﺰﻭﻍ ﺍﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻧﻬﻀﺖ ﻭﺭﺗﺒﺖ ﻭﻣﺴﺤﺖ … ﻃﺒﺨﺖ ﻭﺟﻌﻠﺖ ﻛﻞ ﺷﻴﺊ ﺟﻤﻴﻞ ﺑﺒﺴﺎﻃﺘﻬﺎ ﻭﺑﺴﺎﻃﺔ ﻟﻤﺴﺘﻬﺎ … ﻛﺄﻧﻪ ﺑﺴﺘﺎﻥ ﻭﺭﻭﺩ ﻣﺨﺘﻠﻂ ﺑﺮﺍﺋﺤﺔ ﺯﻫﻮﺭ ﺑﺮﻳﺔ …. ﺩﻕ ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ … ﻫﺮﻭﻟﺖ ﺍﻟﻴﻪ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ … ﺍﻫﻼ ﺑﻚ ﺍﺑﻲ ﻭﺍﻣﻲ .. ﺍﺧﻲ ﻭﺍﺧﺘﻲ … ﺍﻫﻼ ﺳﻴﺪﻱ … ﻭﺑﻚ ﺍﻳﻀﺎ … ﺍﺟﻠﺴﻮﺍ ﺗﻔﻀﻠﻮﺍ … ﺍﺳﻤﺤﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﻜﻢ ﻫﺬﺍ … ﺍﻧﻪ ﻟﺸﺮﻑ ﻛﺒﻴﺮ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻘﻴﻜﻢ … ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻨﺎ … ﺍﻻﺧﺖ … ﻣﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻢ ﻫﻲ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻳﺎ ﺍﻣﻲ … ﺍﻻﻡ … ﻫﻞ ﻫﻲ ﻣﻦ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻚ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻱ …. ﻧﻌﻢ ﺍﻣﻲ … ﻭﻫﻲ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺍﻣﺎﻣﻬﻢ ﻛﺼﻨﻢ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻧﻪ … ﺍﻻ ﺍﻧﻬﺎ ﺗﺒﺘﺴﻢ ﻭﻓﻘﻂ ﻻ ﻏﻴﺮ

ﺟﺎﺀ ﺍﺑﻮﻫﺎ … ﺟﻠﺲ ﺍﻣﺎﻣﻬﻢ ﻭﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﻢ … ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻻﻡ ﻟﻠﺒﻨﺖ : ﻳﺎ ﺍﺑﻨﺘﻲ …. ﺍﺣﻘﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺮﻓﻲ ﺍﺑﻨﻲ ؟؟ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻻ ﻟﻢ ﺍﺗﻌﺮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻔﻮﺍﺍ ﻟﻢ ﺍﻋﺮﻓﻪ … ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺍﻭﺍ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ ﻋﻠﻴﻚ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺍﻥ ﺟﺎﺀﻙ ﺭﺍﻋﻲ ﻏﻨﻢ ﻟﻴﺨﻄﺒﻚ ؟؟؟ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻛﺬﺍ ؟؟؟ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ … ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺑﻠﻰ ﺍﺟﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ … ﻭﻗﺪ ﻗﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﻼﻡ ﻟﻴﺲ ﻛﻼﻡ … ﻧﺪﻣﺖ ﺍﻧﻨﻲ ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻪ …. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺳﺄﻟﺖ … ﻭﻣﺎ ﺩﺧﻞ ﻫﺎﺫﺍ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻮﻋﻨﺎ ؟؟ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻻﻡ : ﺍﻧﻪ ﺭﺋﻴﺴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ …. ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻜﻞ ﻋﻔﻮﻳﺔ … ﺍﺣﻘﺎ ﻣﺎﻗﺎﻟﺘﻪ ﺍﻣﻚ ؟؟؟ ﻗﺎﻝ : ﺑﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ …. ﻭﻋﻨﺪﺋﺬ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﻞ ﺍﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﻭﺍﻟﻠﻘﻄﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﻣﻼﺕ … ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ … ﻭﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺸﻜﺮ …. ﻻﻧﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﺭﺳﺎ ﻭﺧﻠﻘﺖ ﻣﻨﻪ ﻗﺪﻭﺓ ….. ﻻ ﺍﻋﻠﻢ ﺍﻥ ﺗﺰﻭﺟﺎ ﺍﻡ ﻻ … ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺍﻋﻠﻤﻪ ﺍﻧﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻗﺪ ﺍﺗﻤﺖ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺔ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top