“ارم ام اس تيتانك”.. كان ذلك هو الاسم الكامل لسفينة تيتانك الشهيرة. والتي كانت أول رحلة لها في أبريل سنة 1912. وانتهت في نفس العام بكارثة.
التنبؤ بالنهاية
قبل 14 عام من غرق السفينة. وفي عام 1898. كتب الكاتب مورغان روبرتسون. رواية خيالية بعنوان “العبث”، تدور أحداثها حول اصطدام أضخم سفينة. بنيت في التاريخ بجبل جليدي غرقت في المحيط الأطلسي. في ليلة باردة من ليالي أبريل. كان اسمها “تايتان”. وهو نفس شهر غرق التيتانك.
الكارثة في وسط المحيط
كان على متن سفينة تيتانك 2223 راكب. نجا منهم 706. ومات منهم 1517. من مختلف جنيسات العالم. شملوا عربًا من مصر ولبنان. ولكن كان الناجي الوحيد منهم هو المصري “حمد حسب بريك”.
ولد بريك في عام 1864. وكان يعمل مترجمًا لصالح شركة “توماس كوك” الشهيرة. والمتخصصة في السياحة. وفي سنة 1912 كانت أن يصطحب “مستر هنري هاربر” وزوجته “ميرا” خلال رحلتهم إلى مصرة.
وتوطدت العلاقة بين هاربر وحمد حتى بعد سفر الأول إلى بلاده. وطلبوا منه أن يسافر كزيارة إلى أمريكا. وهو ما وافق عليه حمد.
سافر حمد حسب إلى إنجلترا في البداية. ومن هناك كان قدره أن يركب السفينة التالية المتجهة إلى أمريكا. وقد كانت سفينة التيتانك المشؤومة.
حمد على السفينة
ركب المصري السفينة. وهو لا يعرف مصيرها. ولاشك أن النشوة كانت تغمره وهو يركب أضخم سفينة في العالم. والتي تسميها الجرائد “السفينة التي لا تغرق”. يحف به الأغنياء من جميل الجنسيات من حول العالم.
وبقى حمد أربعة أيام على سطح السفينة يستمتع بتلك المشاهد حتى ارتطمت السفينة بجبل الجليد في عرض المحيط. وغرقت إلى القاع في ساعتين ونصف.
الصورة الوحيدة التي اتخذت لحمد. إلتقطها له المصور جيه باركر أحد أفراد طاقم سفينة الانقاذ “كارباثيا”. التي انقذت مجموعة من ركاب تيتانك. في قارب الانقاذ رقم 3. وكان برفقته كل من مستر هاربر وزوجته. ويختفي حمد بعد ذلك للأبد.
حمد حسب بعد التيتانك
اختفى ذكر حمد بعد ذلك. ولا يذكر اسمه من جديد إلا في وثيقة في الأرشيف الأمريكي. وهي نص التحقيق الذي حققته معه محكمة الولايات المتحدة. وفي نص التحقيقات أقر حمد أنه كان واحد من ركاب سفينة تيتانك وشهد أن السبب في غرقها كان اصطدامها بجبل الجليد. وذكر قيمة الأشياء التي كانت موجودة معه. والتي قدرها 487 دولار.
وكانت قائمة متعلقاته كالآتي:
قفطان حرير مصرى 165 دولار.
جلاليب صوف مصرى.
وحرير هندى،وسورى.
عمامه عربى وشال حرير .
خاتم مرسوم عليه الخنفسة السودا الفرعونى 25 دولار.
وساعة ذهب 25 دولار.
بذلة صناعة إنجليزي.
لا نعرف كثيرًا عن كيف عاش حمد بعد نجاته. ولكن ما نعرفه أنه كان في عمر الاربعينات عندما غرقت السفينة. وأنه عاش بعد الغرق ليصل عمره إلى مائة عام. ويموت في سنة 1964. وتزوج من امرأة تدعى فاطمة الخربوطلي.
لم تذكر جريدة الأهرام شيء عن حمد حسب. ولا توجد له في شركة توماس كوك الشهيرة أية وثائق. لأنهم أعدموا جميع وثائقهم القديمة.
لكن في سنة 1927 وفي كارت محفوظ متحف بروكلين كان حمد مرسله من مصر لشخص ما فى امريكا ” لم تحدد ” هويته ذكر اسم حمد. الكارت لا يحمل شيء عن حمد غير اسمه. ومهنته كـ “ترجمان” بشركة توماس كوك. وغالب الظن أن هذا الكارت كان مبعوث لمستر هنري هاربر لأن زوجته كانت قد ماتت في عام 1923. والشيء الوحيد الجديد الذي أضافه حمد على الكارت بجوار اسمه. كان جمله واحدة مقتضبة تقول:”ناج من سفينة تيتانك”!.