_إبتسم ورد بهدوء: هو عموما مفيش حَد وحش يا سما !! فأكيد إنتِ مِش وحشة
_سما دموعها نزلت وإتكلمت بصوت مهزوز: طَب أنا ليه شايفة نفسي وِحشة وبكرهني !؟ وليه بأذي الناس وبكرههم؟
شد الكرسي وقربه من سريرها وقعد عليه ورَد بهدوء: عشان إنتِ متعرفيش نفسك كويس ومِش عارفة هي عايزة إي بمعني تاني يا سما إنتِ نفسك تايهه عنك وإنتِ مِش مهتمه تِعرفي هي فين كُل إللي همك إنك توصلي لأهداف وهمية في دماغك وفاكرة إنك لما تحققيها كدا إنتِ تمام ومرتاحة بس الحقيقة إنك هتفضلي مِش مرتاحة!! هتفضلي حاسه إنك مقصرة هتفضلي شايفة إنه لاء مِش كفاية
أوصل لدا ولازم أوصل لحاجة تاني ولو محققتيهاش هتكرهي نفسك أكتر وهتلاقي غصب عنك بتأذي غيرك لو لقيته محققها !! فمعني كدا إنه أذاكي للي حواليكي وكرهك ليهم نابع مِن إنك مِش لاقيه نفسك وبتكرهيها وبتعتبريها عدو ليكي وبيطبق عليكي في الحالة دي مَثل كدا بيقول:” الإنسان عدو ما يجهل ” وبما إنك أصلا مِش عارفة نفسك ومِش متصالحة معاها فهيطبق عليكي باقي المثل إنه” من يُعادي نفسه، يُعادي من حوله، ومن يُعادي من حوله يكره نفسه بلا شك” حِبي نفسك يا سما ودوري عليها وإسأليها هي عايزة إي؟ مِش عقلك وإعتقاداتك عاوزين إي!! إبدأي رحلة إستكشافية لنفسك وعيشي فيها وصدقيني هتبطلي تكرهي نفسك وإللي حواليكي!! “كَمل بإبتسامة” هسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحة”سما هزت دماغها بِـ حاضر وهو كَمل”
جربتي تِحبي حياتك وواقعك زي ماهو كدا!؟ وتِحبي الناس إللي حواليكي زي أصحابك مثلا زي ما هما كدا بعيوبهم ومميزاتهم مِش زي ما إنتِ حباهم يكونوا!؟
_سما ردت بنبرة حزينة ولكنها ساخرة في نفس الوقت ودموعها بتنزل: أبدًا أنا بكره حياتي!! وبكره الواقع إللي عايشاه وبحاول أهرب مِنه بِكل الطرق المُمكنة مره بالنوم ومره بالشغل ومره بالتليفون أنا ممكن أقعد اليوم كُله مبعملش حاجة غير إني ماسكة التليفون وبعمل سكرول بلا هدف علي الفيس بوك!! ومره بهرب بقراءة كتاب أو رواية أو مقال أو إي حاجة أو للأدق بضحك علي نفسي إني بقرأ!! لأني ممكن أكون بقرأ اه بس تِحس إنه مفيش إستيعاب!! الكلام بيعدي زي الهوا كدا
يعني من الآخر مجرد تضيع وقت !!
“خدت نفس وكملت بنفس النبرة” أما بقي بالنسبة للناس فبردوا لاء غالبا أنا مبحبش حد !!فأنا دايما
عايزة أكون أحسن من الكُل! مِش عايزة أكون أقل منهم بأي شكل مِن الأشكال وعشان كدا بلاقي نفسي غصب عني بقرب من الناس إللي بحس إنهم عندهم حاجة مِش عندي !! وبلاقي نفسي بأذيهم مِن غير ما أقصد!! “بكائها زاد وكَملت” أنا مش قصدي أذيهم والله بس عايزة الحاجة دي تكون ليا!! عايزة أكون أحسن منهم!!
_الدكتور خد نفس طويل وكَمل بهدوء: مِش قولتلك مِش لاقيه نفسك ومتعرفيش هي عايزة إي!! إجابتك أكدتلي إستنتاجي دلوقت إنتِ فعلا جاهلة نفسك أوي ومِش عارفة إيه الطريق إللي هي عايزة تمشي فيه وعشان كدا بتحاولي تدفينيها تحت عنوان إنك عايزة تكوني الأفضل والأحسن وبس!! “بصلها بجدية وكَمل بهدوء” إسمحيلي أقولك إنك مريضة نفسيًا وهَلكتي نفسك وإستنذفتيها بشكل بشع لغاية لما نفسك إختفت وبقيتي بتكرهيهها !! لو كُنتِ جربتي ولو لِمرة تِحبي نفسك وتعرفي هي عايزة إي وتحاولي تحبي واقعك وترضي بيه وتحاولي تنسجمي مع كُل لحظة في الحاضر وتتأقلمي معاه بِحلوة ومُره وترضي بيه مِن غير ما تفكري إنه فيه أفضل منه وغيرك أحسن منك مكنتيش وصلتي لِكدا أبدا!! لازم تبدأي تدوري علي نفسك وتحاولي تستكشفيها وتتصالحي معاها وتعرفي هي عايزة إي ولما تلاقيها صدقيني الحياة هتختلف ونظرتك تفكيرك هيختلفوا كليا
“إبتسم وكمل” أنا الدكتور خالد دكتور أمراض نفسية أو دكتور المجانين زي ما بتسموه يعني “سما إبتسمت علي كِلمته وهو كَمل “هكون مبسوط لو سمحتيلي إني أساعدك تدوري علي نفسك وأنا مِش منتظر منك إجابة دلوقت فكري براحتك وأنا عيادتي موجودة في المستشفي هنا وتحت أمرك في أي وقت
قام بهدوء وأتكلم بأبتسامة: وعلي فكرة حتي لو مخترتنيش إني أساعدك فلازم تدوري علي حد يساعدك لأنك بجد نفسك تعبانة ومحتاجة علاج والنفس دي زيها زي أي عضو في الجسم ولا تقل أهمية عنه بل ممكن تكون أكثر أهمية مِنه كمان لأنه لو نفسك تعبانه فتأكدي إنه تلقائيا هتلاقي نفسك بتعاني مِن كُل الأمراض الجسدية
” إبتسم ومشي كام خطوة ناحية الباب بس لف وشه ليها وكَمل بإبتسامة ” أنا حقيقي مبسوط وفخور بيكِي جدا إنك إتكلمتي شوية وأقدر أقولك إنه تقدري تخرجي مِن المستشفي في الوقت إللي أنتِ عايزاه
خلص كلامه وخد بعضه وخرج وهي فضلت بصه في آثره وبتعيد كلامه في دماغها لأنه لمسها وحست إنه بيوصف حالتها فهي فعلا مش لاقيه نفسها!!
“النفس هي الوطن الذي نحمله معنا ولا يُغادرنا إلا عندما نُغادره. النفس كائن آخر يسكننا، هي ليست نحن، ولكننا قد نكون هي فعلينا دائما الإعتناء بها ومصادقتها ومحاولة فهمها ومحادثتها والتفرغ لها
فإذا فرغت لنفسك فسوف تتمكن من إصلاحها، ومن أصلح نفسه، فكأنما أصلح الناس جميعًا وكما قال الشاعر الجليل إيليا أبو ماضي في إحدي قصائدة”كُن جَميلًا….تري الوجود جميلًا” ”
_أدهم هو إي اللون الأحمر إللي علي قميصك دا!!؟”همست بيها بإستغراب لما جه قعد جمبي ”
_أدهم هو إي اللون الأحمر إللي علي قميصك دا!!؟”همست بيها بإستغراب لما جه قعد جمبي ”
_بَص علي القميص ورجع بَص ليا ورد بلا مبالاه: معرفش ممكن يكون بيتادين ولا حاجة لاني لسة خابط في ممرضة بره
_رديت بغيرة وغيظ: وهي عامية للدرجة دي!!؟
_ضِحك وشد خدودي وإتكلم: أموت أنا في حبيبي الغيران دا يا ناس
_شِلت إيده من علي خدي وإتكلمت بغيظ: لو سَمحت متجيش ناحية خدودي تاني!! ثم مين قال أني غيرانه أصلا!!؟أنا بس إضايقت مِن حَولها المفروض كانت تاخد بالها أكتر مِن كدا
_قَرب وشه مِن وشي وهمس: والله يعني إنتِ مِش غيرانة؟
_بَلعت ريقي بصعوبة وأنا ببص في عينيه ورديت بتوتر: لاء مِش غيرانه”كملت وأنا بحط إيدي علي كتفه وببعده” وبعدين إبعد كدا شوية ومتاخدنيش في دوكة الدكتور قالك أي؟
_ اتنهد ورد بإبتسامة: قالي إنك بقيتي كويسة الحمدلله وتقدري تقومي
_ إتكلمت بفرحة وحماس: طَب الحمدلله كويس أوي كدا أقدر أروح أشوف سما بقي..
_حَسيت وشه قلب أول ما جبت إسمها ولَقيته إتكلم بضيق: روميساء أنا قولتلك إنسي البت دي خالص ومش عايز أسمع سيرتها تاني نهائي!!!
_إتكلمت بغيظ وأنا بربع إيدي: يووه بقي يا أدهم قولتلك هي مكانتش تقصد !! هنفضل نغنيها كُل شوية!!
_ بصلي بغضب وكَمل بِحده وإنفعال: مكانتش تقصد أي بالضبط؟ مكانتش تقصد تِسرقك وتبقي عايزة توقع بينا وتبعدنا عن بعض ؟ ولا مكانتش تقصد تزقك ؟ إنتِ كان ممكن تِروحي فيها!! إنتِ مستوعبة دا!!؟ مستوعبة إنك كان ممكن في لحظة تخلف وإنفعال منها تضيعي مني للأبد ومشوفكيش تاني!!! مُجرد التخيل بس مخليني عايز أقتـ لها والله!
إتنهدت ومِسكت إيده بإيديا الأتنين ورَديت بحنان وأنا مبتسمة: صَدقني أنا مقدرة شعورك جدا والله وعارفة إنتَ بتحبني أد إي بس يا حبيبي ويا نور عيني من جوا هي فعلا كان غصب عنها ومكانتش تقصد أي حاجة من إللي هي عملتها!! أنا معاك وعارفة إنه كُل إللي عملته غلط في غلط بس ليه منحاولش نلتمسلها الأعذار!!؟
_رد بسخرية: وهو الحقد علي الناس وكُره الخير ليهم بقي ليه عُذر كمان يا حلاوة يا ولاد واخدانا علي فين تاني يا بلد!!؟
_كَملت بإبتسامة وأنا بضغط علي إيده: أه يا أدهم أحيانا بيكون له أعذار!! مِش دايما أه بس أحيانا بيكونله زي البيئة مثلا إللي هو إتربي فيها ودا مِش كلامي دا كلام الدكاترة والفلاسفة البيئة إللي إحنا عايشين فيها بتلعب بنفسيتنا بِشكل بشع في مننا إللي بيقدر يقاوم وبيحاول ميتأثرش أوي وفيه الضعيف
إللي أقل حاجة ممكن تأثر فيه خلاصة الكلام يا أدهم سما مِن وهي طِفلة لسة بتطلع للدنيا وبتتعرف عليها إتربت في بيئة وحشة غير سوية أهلها بينهم مشاكل وباباها كُل شوية يتجوز علي مامتها ومامتها مِش مهتمه بيها فعلا ومش مديها الحُب والإحتواء إللي هي محتاجاه إتبهدلت وهي صُغيرة فكل دي أعذار أنا ألتمسهالها للي هي فيه!! لكن عارف لو واحده أنا عارفة إنها متربية في بيئة سوية وعملت إللي عملته سما دي بقي تستحق تتلام علي كُل حاجة لانه دي معندهاش أعذار بس هتفق علي شئ وهو سواء كانت متربية في بيئة سوية أو لاء فَـ دول بيبقوا ناس مَرضي!! ومحتاجين يتعالجوا وفوق دا كُله وبعيدا عن سما وأعذارها بس أنا كمان غلطانه!! وغلطي مِش أقل منها أبدا!؛ أنا إللي مسمعتش كلامك وحكيت حاجات مينفعش أي حد يعرفها حتي لو كانت صاحبتي!! فأنا كمان غلطانة “إتنهدت وكَملت بإبتسامة حزينة” وأنا بقولك إني هشوفها وهطمن عليها بس ومتقلقش يا أدهم حتي لو هتفضل صاحبتي بس أكيد في حاجات كتير أوي هتتغير غصب عني حتي لو أنا مِش عايزة دا!!
_بَص ليا بهدوء وإتكلم بإستغراب: بصراحة أنا مِش عارف إنتِ مخلوقة من إي!!؟ عايزة تشوفيها وتتطمني عليها وهي أصلا معبرتكيش ولا فكرت تسأل عليكي علي الرغم إنها هي السبب في حالتك!!! “إتنهد وكمل بسخرية وهو بيبصلي بغموض” بس علي العموم هي مِش موجودة أصلا يا حبيبتي!!
_كَشرت وكَملت بتساؤل: يعني إي مِش موجودة!؟ أنتم مش قايللي إنها هنا!!
_كَمل بنبرة غريبة: كانت هنا!! الدكتور إللي كان متابع حالتها يبقي صاحبي ولما قابلته قبل ما أجيلك قالي إنه هي خرجت من المستشفي إمبارح “كَمل وهو بيأكد علي الكلام” ومن غير ما تشوفك!! ولا تسأل فيكي فياريت بقي تطلعيها من دماغك خالص ونقفل صفحتها للأبد!!”كَمل بحنان وهو بيحط إيده علي خدي” وأنا عند وعدي ليكي مِش هقول لأهلك حاجة عشان متشوهيش صورتها قدامهم زي ما طلبتي مني بس عشان خاطري إمحيها من دماغك وانا أوعدك هغنيكي عنها وهكون ليكي الصاحب والأخ والأب والزوج وكُل إللي إنتِ عايزاه ماشي يا حبيبي
هَزيت دماغي بحاضر وأنا بحاول أبتسم “وهو كَمل بمرح” يلا شدي حيلك كدا عشان نِشغل كَتبوا كِتابك يا نقاوة عيني “قرب وشه مني وهمس في ودني بنبرة خلت جسمي كُله يقشعر” ونِشغل “خليني في حُضنك يا حبيبي ” عشان أعرف أحضنك بضمير كدا وكمان أبوس الحُفرتين إللي همـ وت وأبوسهم دول بس مِش عايز أول ذكري ليا معاهم تكون في المستشفي كدا وسط المحاليل!!!
قلبي الصغير لا يحتمل يا جُدعان!! ممكن يغمي عليا دلوقت وأنا أصلا أصلا تعبانه لوحدي!!
_هي عاملة إي دلوقت يا خالد؟
_خالد إتنهد ورد: الحمدلله بقت أحسن إنت أصلا لولا كَلمتني في الوقت المناسب كان زمان دمها كُله إتصفي!!
_إتنهد ورد: طب الحمدلله ولو إني مش طايقها بس ربنا يعفي عنها “كَمل وهو بيحط إيده تحت دقنه”هتعمل معاها إي بقي؟
_خالد حط إيده تحت دقنه ورد بحيرة: والله مِش عارف يا أدهم أنا بفكر أحولها علي مستشفي الأمراض العقلية عشان بعد محاولة الإنتحار دي فهي كدا بقت بتشكل خطر كمان علي نفسها!!
_أدهم خد نفس طويل وإتكلم بضيق: بُص أعمل إللي إنت شايفة صح ليها بس بالله عليك إبعدها عن روميساء وعني ومتخليش حد يعرف مكانها ولا أوضتها أنا ما صدقت أقنع روميساء أنه هي مشيت من المستشفي وستر ربنا عِرفت أهرب من سؤالها لما شافت دم المهببة دي علي القميص
_خالد ضِحك غصب عنه وإتكلم: بس حلوة صراحة حكاية البيتادين دي كيريتيڤ
_أدهم بصله بغيظ وكَمل وهو بيقوم: تِصدق بالله إنت معندكش دم!! أنا ماشي
_خالد بَطل ضِحك وشده يقعده وإتكلم بمرح: خلاص متبقاش قموصة كدا إترزع بحاول أفرفش الجو المكهرب دا
أدهم بغيظ: وماله فرفشه علي قفا أمي أنا!!!!
_الحمدلله دلوقت بقيتي كويسة وأقدر أتكلم معاكي بقي
_إبتسمت وإتكلمت: وحتي لو مكنتش كويسة يا ماما إنتِ تتكلمي معايا في أي وقت “كَملت بمرح” ها يا ستي إشجيني!؟
_إتنهدت وكَملت بهدوء: عَملتي إي في موضوع الغويشة؟ إتلهيت الفترة إللي فاتت بتعبك ونسيت أسألك خالص..
_حاولت أبتسم ورديت بتوتر: لاء ما خلاص أدهم حل الموضوع! طِلع الراجل بتاع الدهب كان تقريبا حد من إللي شغالين معاه سرقه فمبدل الدهب الحقيقي بالدهب الصيني ومن حظي أنه الغويشة إللي عجبتني كانت من إللي متبدل دا..فالراجل إعتذر لأدهم جدا وإداله واحده بدالها أنا حطيتها في الدولاب من ساعة ما إداهاني!!
_رَفعت حاجبها وبصتلي بشك وكَملت: مِش عارفة ليه قلبي مش مصدقك!؟ ومش داخل عقلي إللي بتقوليه د!!
_إتكلمت بغيظ مصطنع في محاولة مني إني أخفي توتري: هألف عليكي يعني يا ماما!! هو دا إللي حصل !! ولو مش مصدقاني روحي افتحي علبة الدهب هتلاقي الغويشة فيه!
_فضلت بصه ليا شوية بهدوء مريب لدرجة إني كُنت حاسه نفسي هعترف فوري بَس لقتها فجأة أتنهدت وكَملت بغيظ: ماشي يا روميساء هعمل نفسي صدقت إللي قولتيه دا لأنه مقداميش حل تاني غير إني أصدق والحمدلله إنه الموضوع خلص علي خير !!
يتبع….