رواية كاميليا. الجزء السابع
يوم خطوبة معتز كنت فرحانة أوي ، ولإنهم كانوا جيرانّا فعملنا الخطوبة في جنينة بيتنا عشان أوسع ، حسيت يومها كإني ماعشتش لحظة وجع في حياتي ، فستان رقيق وبسيط وفستان شبهه بالظبط ه لأمل إللي سرقت قلوب كل إللي في البيت وبقت هي خلاص برنسيسة قلب بابا وماما ،
حتى في الخطوبة بابا شايلها مش راضي يسيبها وبيعرّفها بكل حد يقابله بفرحة ، ماما بتقولي إنه كان عامل كده لما ربنا رزقه بيا ، لمحت نظرة الإعجاب بيا وبمظهري في عيون كل الموجودين زي ما كان بيحصل زمان ، للحظة حسيت نفسي بحلم ، هو بجد الكا إللي عشته انتهى خلاص وبقيت حرة!!
لمحت مكاني المفضل في الجنينة ، رحت عليه وقعدت في هدوء ، افتكرت زمان لمّا كنت أبقى عاوزه أهرب من الزحمة والدوشة استخبّى فيه ، قعدت ع الأرض ومعايا طبق فيه كيك فانيليا ، كنت سرحانه في السما ومستمتعة بالهدوء لحد ما سمعت صوت غريب فزعني بيقول : .
_ لسه زي ما إنتِ بتفضّلي الفانيليا عن الشوكولاته
التفتت ولقيت شاب واقف وبيتكلم بثقة كإنه يعرفني كويس أوي ، وقفت وسألته بحذر :
_ هو حضرتك تعرفني؟!
ضحك وبعدين قال :
_ أوعدك لمّا أكبر وأبقى مذيعة مشهورة هستضيفك في البرج بتاعي لما تبقى طيّار،
فين بقى وعدك يا ست المذيعة؟!
بصتله بصد*مة واختفت ملامح الليل والجنينة من حوليا ، شفت جنينة بيتنا القديم وأنا قاعدة مع ابن الجيران ، كنّا بنعمل طيّارة ورق ، وقالي يومها لمّا أكبر هبقى طيّار وهخليكِ تركبي معايا الطيّارة بتاعتي بس هتبقى بجد مش ورق ،
فاكره إني يومها رديت عليه ” وأنا هبقى مذيعة مشهورة وأوعدك هستضيفك في البرج بتاعي لمّا تبقى طيّار” ، لمعت عيوني ولقتني بضحك بفرحة ، عصام جارنا في البيت القديم أنا وهو كنّا صحاب أوي في طفولتنا لحد ما سافروا بره مصر واحنا عزّلنا وبعدها اختفى من حياتي ودي أول مرة أشوفه من سنين ، قلت بفرحة طفولية :
_ ازيك يا عصام؟
_ والله كنت خايف تكوني ناسية اسمي
_ لا ما تقلقش لسه الحمد لله الذاكرة سليمة
_ أول ما سمعت اسمك في الراديو فرحت أوي واتت تكون إنتِ فعلاً وحققتِ حلمك لحد ما اتأكدت وفرحت أكتر
_ إنت فين دلوقتي؟
_ استقريت في مصر من زمان ومش إنتِ بس إللي بتحققي حلمك على فكرة أنا كمان حققت حلمي ولسه عند وعدي ها تحبي تركبي الطيّارة امته؟
ضحكت بعدين رديت :
_ مبسوطة عشانك جداً
_ طبعاً بتقولي أنا بعمل إيه هنا؟ ة تبقى بنت خالتي
_ إيه ده يعني تانت هنا؟
_ أه قاعده مع مامتك بره
_ هروح أسلم عليها
سبته ومشيت خطوتين فنده وسأل :
_ كاميليا ، مبسوط أوي إني شوفتك هنتقابل تاني امته؟
ابتسمت وقلت :
_ بلاش نرتبلها خليها قدراً كده زي انهارده
تاني يوم في اتصل عصام على الهوا وناقشني في موضوع ومن بعدها بقى متابع دائم للبرج بتاعي، بقى اتصاله فقرة أساسية في كل حلقة ، كنت ببقى مبسوطة باتصاله ، ماحاولش يقابلني أو يقتحم حياتي ،
اكتفى إنه يتابع من بعيد لحد ما اتقابلنا تاني بعد شهور في فرح معتز ، استغربت نفسي إني كنت مستنياه وحاسه إني عاوزه أشوفه معرفش هل حنين لطفولتي ولّا عصام بدأ يدخل قلبي من غير استئذان؟!
طول الفرح عينيا بتدوّر عليه في المكان ، أهله وصلوا فسلمت عليهم واستنيت دخوله بس مادخلش !!
معرفش ليه حسيت بالإحباط وكنت خلاص هسأل مامته عنه بس وقّفت نفسي عند حدّها ، أخدت أمل من بابا شوية وقعدت في مكاني المفضل بتكلم معاها، عارفة إنها مش فاهمة حاجة من كلامي بس ا بتسمعني بانتباه وبرتاح بعد كلامي معاها ، كنت متضايقة من نفسي أوي ، ما أنا خلاص كنت مقررة مافتحش قلبي من تاني إيه إللي بيحصلي دلوقتي؟
وقبل ما أجاوب نفسي على السؤال سمعت صوته :
_ كنت هزعل أوي لو الرحلة اتأخرت أكتر وماقدرتش أشوفك
عني ابتسمت ووقفت بلهفة وقلت :
_ حمدلله ع السلامة
_ الله يسلمك
بص لأمل وقال :
_ مين القمر دي؟
_ أمل بنتي