رواية كاميليا كامله

مش عارفة ابدأ حكايتي ن؟ أمممم خليني ابدأها بأصعب لحظة مرت عليا ، في يوم خميس الساعة واحدة بعد نص الليل ، صحيت على صفعة من جوزي ، كان ماسك في إيديه، شريط منع ال إللي كنت اه عنه وموبايلي، فاتح عليه رسالة بيني وبين ابن خالتي وبيسألني عنها
­

close

سأل من غير مايديني حق الإجابة ، رماني في قفص الاتهام وحكم عليا من غير ما يسمع كلمة واحدة، أنا حتى مالحقتش أنطق من كتر ال!
طيب أخلف تاني ازاي وإحنا مش قادرين نصرف على بنت واحدة! مامته بتزن ع الخلفة تاني عشان مش عايشة معانا ولا شايفة وضعنا ، حاولت أشرحله أسبابي بس ماسمعنيش!
حاولت أفهمه إني كنت بستلف من ابن خالتي فلوس علشانه وعلشان أكشف على بنتنا ويمكن يوصل لأهلي حالي
و قلبهم يحن، بس ماصدقنيش رغم إن الرسايل كلها واضحة قصاده ، اته في عرضي و وأهانّي ، كنت فاكرة ال زي كل مرة هتنتهي هنا أو بإنه يحبسني شوية لكن اتفاجئت بيه بيرميني بره البيت بهدوم ويقفل باب ال ،
كنت مصد*ومة و بعيط زي العيال الصغيرة وأخبط ع الباب عشان يفتحلي استر نفسي ، خايفة أنده أو أخبّط بصوت عالي حد من الجيران يخرج ويشوفني بالمنظر ده ، كنت فاكرة إنه بيعا*قبني شوية وهيفتح الباب ويدخّلني بس للأسف مافتحش، أول ما سمعت بنتي ب قلبي وجعني ولقتني بخبّط وأصر*خ بصوت عالي لحد ما الجيران إللي قصادنا فتحوا الباب ، ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ ­ .

 

اتصد*موا لما شافوني باللبس ده ، جاري اتكسف ودخل بيته، جاب عباية من بتوع مراته ونده عليها من ورا الباب سترتني بيها ، ماكنتش في وعيي عاوزه أ بنتي وأطمنها وبس ، جارتي حاولت تهدّيني ، فقدت وفقت لقيت نفسي في صالة بيتها، طمنتني إن جوزها راحله وبيحاول يهدّيه ويتوسط بينّا
كنت عارفه إنه مش هيسمعله كالعاده وبالفعل سمعناه وهو بيهينه ويطرده ، بعدها دخل وقالنا إنه أخد البنت ومشي ، قمت بسرعة ألحقهم ، كنت بجري ع السلم وجارتي ورايا ، مالحقتهوش، أخد بنتي ومعرفش راح فين !
جارتي عرضت عليا أبات عندها لحد الصبح بس أنا مكسوفة منها ومن جوزها بعد الوضع إللي شافوني فيه ، ده غير إن ماكنش هيجيلي نوم وبنتي مش في ي.
شكرتها ع العباية والحجاب ومشيت ، ماكنتش عارفة أروح فين ولا أتصرف ازاي ، فضلت أجري في الطريق إللي مشيت فيه العربية يمكن ألحقهم!

 

ماكنتش حاسه بوجع رجليا بس ماقدروش يشيلوني أكتر من كده فوقعت ، فضلت أبكي وافتكر كل إللي مريت بيه وإللي عملته في نفسي ، مابقتش قادرة أست ، قررت أنهي مأساتي ، وقفت و في نفس اللحظة إللي كنت رايحة أترمي فيها في حض*ن المو*ت سمعت صوت بنتي و قلبي ماطاوعنيش أسيبها ، فقت في آخر لحظة ، قعدت ع الرصيف أعيط بقهرة مش عارفة المفروض أعمل إيه ولّا أروح فين؟!
يمكن اتصد*متوا من إللي حصلّي من جوزي بس الصد*مة الحقيقية لما تعرفوا إننا اتجوزنا بعد قصة حب خمس سنين!
من سبع سنين كنت عايشة حياة تانية ، كاميليا الشناوي البنت الوحيدة لصاحب أكبر مصانع الحديد والصلب فطبيعي أعيش مُدللة ومُرفّهة، طلباتي مُجابة من قبل ما أطلبها ، لحد ما دخلت كلية الإعلام
كنت مبسوطة أوي عشان دي أول مرة أدخل في طريق من اختياري أنا وبمجهودي ، عشان كده رفضت أدخل جامعة خاصة، ما صدقت ألاقي فرصة أبعد بيها عن سيطرة بابا ونفوذه شوية ، حياتي كانت طبيعية، بنت مليانة س وحياة لحد اليوم إللي رحت فيه زيارة لصحبتي في كلية الهندسة .
كانت واقفة مع مجموعة من زمايلها وواقف وسطهم واحد بيخطب فيهم ويتكلم بسة وثورية عشان يشجعهم مايسكتوش عن حاجة حصلت في الكلية عندهم ماكنتش أعرف إيه هي ولا كنت مركزة غير فيه ، شكله وهو بيتكلم جذاب أوي ، وقفت جنبها منتبهة بكل حواسي لحد ما عينه جت في عينيا و كإن كل الواقفين حولينا اختفوا وكل الأصوات سكتت ،
وقتها اتت لو الزمن يقف وتطول اللحظة دي بس للأسف انتهت بسرعة و خلّص كلامه ، قعدت مع صاحبتي في الكافتيريا شاردة ، لسه تحت تأثير اللحظة ومش قادرة أترجم اللغبطة إللي جوايا!
وفجأة لقيته جاي علينا مع صاحبه إللي في نفس الوقت خطيب صاحبتي ، اتلاقت عيونّا للمرة التانية ، أول مرة أحس بكده ، قلبي بيدق بسرعة وحاسه بتنميل في كل أطرافي ، وقفوا عند الترابيزة بتاعتنا وأنا قاعدة جداً من نظراته فقال لصاحبه :

 

_ مش هتعرّفنا؟
_ طبعاً إنت عارف نور خطيبتي ودي صاحبتها كاميليا في إعلام
ابتسم و رحب بيا فكمل خطيب صاحبتي :
_ أعرفك يا كاميليا م
قاطعه و مد إيديه بالسلام وهو بيقول :
_ محمود في تالته هندسة
ابتسمت ورحبت بيه من غير ما أمد إيديا فاعتذرت نور وقالتله :
_ معلش يا هندسة أصل كاميليا دقة قديمة شوية ومابتسلمش على رجالة
بصتلها بلوم وقلت :
_ هو الصح دلوقتي بقى دقة قديمة؟!
سحب إيديه ولسه مبتسم بعدين قال لنور :
_ بالعكس هي مش دقة قديمة ولا حاجة ده الصح وأنا آسف إني اتسرعت واتصرفت غلط
_ ولايهمك ، هستأذنكم عشان العربية وصلت
بعد ما روّحت لقيت نور بتكل وتقولي إن محمود معجب بشخصيتي ومبسوط إني ملتزمة في لبسي وتصرفاتي ومستغرب ده جداً ، ماكنتش مندهشة من استغرابه عشان اتعودت من إللي بيتعاموا معايا ولا يعرفوا أنا مين حاطين صورة في ذهنهم إني لازم أكون صايعة وبعمل كل حاجة غلط!
مش بلومهم الإعلام يقدر يزرع أي فكرة بمنتهى السهولة
كنت خايفة من إنجذابي الغريب ليه ، خصوصاً إني عني لقتني كل ما أروح لنور عيني لوحدها بتدوّر عليه في كل الوشوش حولينا ولما ألمحه أحس بمشاعر غريبة وجديدة عليا ويا سلام على إللي بيحصل لقلبي لما يبتسم
شخصيته جذابه أوي ، راجل بيجمع بين الجدية و ال الخفيف ، بيتعصب للحق ويلين في لحظة كإنه شخص تاني غير إللي كان بيزعق ويتكلم من شوية ، تركيبة عجيبة شدتني بس كنت كل ما يحاول يقرب ويدخل دايرة حياتي إللي قفلاها عليا أفرمل نفسي وأرجع خطوة ، كنت عايشة في صراع ، أنا اتربيت على إن لازم يكون في حدود في التعامل بين البنت والولد وإن الحب ده في الأفلام، أما على أرض الواقع ممنوع ،
فجأة لقتني عني بغرق في بحر الحب ولما حاولت أهرب كنت زي إللي بيسبح عكس التيار!
وبعد زن من نور ومحاولات كتيرة منه في النهاية استسلمت للغر*ق !
ارتبطنا في السر محدش يعرف غير نور وخطيبها، واتفقنا إننا نحوّل الارتباط ده لخطوبة رسمي بعد ما يتخرج ويلاقي شغل ، كنت مسحورة ، أخيراً عشت الحب إللي كنت بشوفه في الأفلام!
مرت سنة والتانية والتالته والرابعة وأنا لسه عند وعدي وكل ما يتقلي حد أرفض وأتحجج بالدراسة ، أخيراً لقى شغل في شركة صغيرة وكان عند وعده، تاني يوم بعد ما استلم الشغل قالي إنه عاوز يقابل بابا ، كنت طايرة من الفرحة أخيراً الحلم هيتحقق؟ أخيراً هيجمعنا أنا وحبيبي بيت؟ كنت ساذجة والحب عاميني بفكّر بقلبي وبس ولاغيه عقلي، فاكرة إن كل حاجة بسيطة وسهلة بنفس السهولة إللي بتجيلي بيها أي حاجة أطلبها !
كنت مكسوفة أكلم بابا عنه فحكيت لماما وأخويا الصغير عشان كان أقرب واحد ليا في إخواتي التلاته ، أكيد ماحكتش تفاصيل لكن قلت إن فيه إنسان كويس عاوز يتقلي ، ماما قالت لبابا وطبعاً سأل عنه وعن كل فرد في عيلته ولقيته بيرفض ،
فضلت أعيط لماما وأخويا لحد ما أقنعوه يقابله ، وبالفعل جه البيت ، بابا قعد معاه في الجنينة لمدة ساعة واحدة وأنا براقبهم من بلكونة أوضتي ، ملامح محمود وهو ماشي قلقتني ، وأول ما مشي من البيت كلمته لكن ماردش عليا ، سألت ماما عن إللي حصل فقالتلي إن بابا شايفه شخص مش مناسب ليا قولتلها :
_ علشان يعني مش من نفس الطبقة إللي حضراتكم بتتباهوا بيها!
ردت بانفعال :

 

 

_ كامليا، إنتِ عارفة كويس أوي إننا لا بنتباهى بحاجة ولا ده تفكير بابا والدليل إن ابن خالتك اتقلك وهو لسه بيدرس وبيبني نفسه وباباكِ كان موافق لكن الشخص ده باباكِ بيقول حاسه غير مسئول ومش هيقدر يفتح بيت وكل كلامه غير واقعي
_ كان موافق عشان ناوي يشغله معاه يعني ضامن الوظيفة ، ليه مايعملش مع محمود كده ؟ شايفه لسه بيبني نفسه يشغله ويديله مرتب يفتح بيت
_ يا حبيبتي شيلي الغشاوة إللي حطاها على عيِ، يمكن معجبة بيه شوية أو ياستي بتحبيه بس الجواز مش حب وبس الجواز أكبر بكتيير من الحب ولو الشخص إللي هتعيشي معاه مش هيقدر يقلك غير الحب بس فتأكدي إن ال دي هتفشل ، وبعدين بابا لما سأل عنه لقى معلومة مهمة ، مامته كانت عامله في باباه محضر عشان ، واحد اتربى وشايف قدام عينيه أبوه مش بيحترم أمه يبقى هيحترمك ازاي!!
_ وهو ه إيه ؟ ما كل البيوت فيها مشاكل ، محمود مختلف
_ الموضوع ده مفيهوش نقاش تاني يا كاميليا خلاص ، يمكن تحسي قرار باباكِ ضد رغبتك بس اسمعي كلامه الأب والأم بيبقى عندهم خبرة في الحياة وشايفين الأمور من فوق بكل أبعادها غير النظرة المحدودة إللي إنتِ بتستخي فيها قلبك وبس!
قلت بعند :

 

_ بس أنا بحب محمود ومش هتجوز غيره
سابتني و قبل ما تخرج قالت :
_ نسيش إن أبوكِ بالذات مستحيل يجي بالعند
خرجت فانهرت ، ماكنتش بفكر في أي حاجة غير إني عاوزه أبقى مع محمود ، عشان كده تاني يوم روحتله المكتب ، كان بيتهرب ومش عاوز حتى يسمعني ولما بكيت لان ، قالي إن بابا جه على كرامته وقاله إنه مش هيقدر يعيشني يوم واحد من إللي عيشاه في بيت أهلي ، كنت حاسه بال، في لحظة نسيت أهلي ونسيت كل حاجة اتربيت عليها ولقيتني بقوله بس أنا عوزاك إنت وهختارك إنت وهقف جنبك للنهاية ،
روحت البيت وأنا مقررة أحارب عشان حبي ، حبست نفسي في أوضتي و منعت الأكل ومحمود بيتواصل معايا ويشجعني على عِندي عشان نبقى مع ب ، نقلوني المستشفي بسبب قلة الأكل ورغم كل محاولاتي بابا زاد إصراره على الرفض ، لحد ما لقيت محمود في يوم بيقولي
” مفيش قدامنا غير إنك تهربي من البيت! ”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top