رواية كاميليا. الجزء الرابع
_ دلوقتي مفيش حد في البيت
استغربت وسألت :
_ ليه فيه حاجة؟!
_ لا مفيش حاجة، الباشا عنده شغل بره مصر وخد معاه الست هانم و أمجد بيه معرفش تعرفي ولا لا بس هو خلاص نقل حياته كلها لاسكندرية و أحمد بيه ومعتز بيه لسه مارجعوش البيت
_ طيب ممكن تكلملي معتز وتقوله يجي البيت ضروري من غير قول إن أنا إللي مستنياه؟
حسّاه عاوز يقول حاجة وهو بلي ، عاوز يسأل عن منظر وشي المتش* وه من ال بس مكسوف ومتردد، ابتسمتله وقلت :
_ قلقش أنا كويسة
_ الله يجعلك دايماً بخير وكويسة ، ادخلي وأنا هتصل بمعتز بيه حالاً
بمجرد ما رجلي خطت الجنينة حسيت بدفا غريب ، كنت شايفة طيفي بيجري ويلعب في كل مكان فيها ، سامعة صوت ضحكي ، دخلت البيت واحساس الدفا زاد لدرجة بكّتني ، عرفت دلوقتي قيمة تصميم بابا على إننا نفطر ونتغدا ونتعشى كلنا سوا ، عرفت قيمة اللمة إللي كانت زمان بتخنقني ، عرفت قيمة كل أمر كان بيوجهه وبتضايق من جوايا منه،
دلوقتي نفسي بس أرجع أسمع صوته ، أترمي في ه هو وأمي ، أوضتي كانت ، لقتني بطلع وأنا مر*عوبة يكونوا خدوها أو رموا حاجتي ونسيوني ، فتحت الباب واتفاجئت ، كل حاجة زي ما هي ، حتى هدومي إللي كنت مغيراها يوم ما مشيت ومعلقاها زي ما هي كإني سيبت الأوضه امبارح ، فتحت دولابي وشفت فساتيني وهدومي ،
بكيت بحسرة وأنا بلوم نفسي على إللي عملته فيها ، شفت صوري وأنا صغيره محطوطه على مكتبي وقلبي وجعني على بنتي ، يا ترى هي كويسة دلوقتي؟ فضلت ادعي ربنا يطمن قلبي عليها ومعتز مايردنيش ، هو أملي الوحيد دلوقتي في رجوع بنتي وطلاقي ، سمعت صوت أحمد ومعتز تحت ، مسحت وعي وخرجت من الأوضه ،
وقفت عند أول سلمة ومش قادرة أنزل ، اخواتي وقفوا ساكتين من الصد*مة ، نزلت بهدوء ووقفت عندهم مش عارفة أنطق كل ما أحاول اتكلم لساني يتعقد ، ببصلهم برجاء وعيني بتلمع ، أحمد بصلي ب وسابني ومشي ، أما معتز من غير كلا
لقيته بيشدني لحض*نه فبكيت ب ، شد ضمّته عليا وسأل :
_ هو إللي عمل في وشك كده؟
ماردتش من كتر البكا فقال ب :
_ والله لاند*مه على كل لحظة فكر يمد إيديه عليكِ فيها
_ياااااه ده انت على كده بقى هتند*مه باقي عمره ومش هيكفي لإني من يوم ما مشيت من هنا وأنا بتهان وأتضر*ب مش عاوزه حقي خلاص بس أنا عاوزه بنتي وعاوزه أتطلق منه مش عاوزه أكتر من كده عارفة إني غلطت والله والله خلاص اتعلمت الدرس عشان خاطري ما تردنيش أنا قبل ما أجيلك كنت هنت*حر بس عقلت في آخر لحظة عشان بنتي مش هقدر أسيبها مع أب قاسي زيه عشان خاطري ما تتخلاش عني يا معتز أنا محتجالك
باس راسي وّي وهو بيقول :
_ قلقيش يا حبيبتي بنتك هترجع لك وإنتِ هترجعي تنوري بيتك من تاني
_ بعد مقابلة أحمد ليا مافتكرش هيكونلي مكان هنا خصوصاً لما بابا يرجع ، أنا مش هتقل عليكم أنا بس عوزاك تجيبلي بنتي وتطلقني وأنا بعد كده إن شاء الله هدبر كل حاجة في حياتي بس ساعدني
_ حاضر ، اكتبيلي كل معلومة عنه وعن أهله وعناوينهم حالاً وسيبي الباقي عليا
كتبتله كل حاجة طلبها، وحكيتله بالتفصيل كل حاجة مريت بيها من يوم ما مشيت من بيتنا ، قالي أطلع أرتاح في أوضتي ، كنت تعبانة أوي ونفسي أ بس عيني مش قادرة تغمض وبنتي مش في ي ،
فضلت قاعدة في الأوضة مستنية أي خبر منه لحد ما عيني غفلت عنّي ، صحيت لمّا حسيت بحد بيدخل الأوضه ، ولمّا لمحت أحمد عملت نفسي ، قرّب باس راسي وخرج ، فابتسمت وانتبهت من النور إللي في الشباك إن النهار طلع ، قعدت ع واتفاجئت بصينية الفطار محطوطة في أوضتي ،
قمت ولسه الابتسامة على وشي لحد ما لمحته في المراية واختفت ابتسامتي ، هو أنا بقيت دبلانه كده امته؟ كإنّي اتبدلت بإنسانة تانية، في كل لحظة بلمح فيها وشي بن على غبائي إللي وصّلني لكده ..
سمعت خبط ع الباب فأذنت ل إللي بيخبط بالدخول ، دخلت الشغالة وناولتني موبايل وهي بتبلغني إن معتز عاوزني، رديت بلهفة فقال :
_ غيري واستعدي عشان هلك عربية تجيبك عندي هنا
_ عندك فين؟
_ هتعرفي لمّا تيجي ، يلا عشان العربية في الطريق
فتحت دولابي واخترت فستان وحجاب ، صحيح الهدوم بقت واسعة عليا جداً بس برده كان شكلي أنيق ، العربية وصلت ، بصيت على نفسي في المراية وابتسمت ، بدأت ملامح كاميليا القديمة تظهر، عمرها ما هترجع زي زمان بالكامل بس على الأقل اهه جزء منها لسه عايش…
العربية وقفت عند القسم ، كنت مستغربة لحد ما لقيت معتز منتظرني ، حاوط كتفي بدراعه ودخلنا وأنا مش فاهمة حاجة ، طلعنا الدور التاني وحسيت قلبي من الفرحة؛ أمه كانت واقفة وشايله أمل ، جريت عليهم و شديت بنتي لي ،
كنت ب كل حته فيها وبردد ” الحمدلله، الحمدلله” لقيت أمه ب وعاوزه ت ايديا وهي بتقول :
_ أ إيديكِ قوليله يطلّع ابني مايخلصكيش أبو بنتك يتحبس ولا ست كبيرة زي أمك تتحايل عليكم كده
ماكنتش فاهمة حاجة، بصيت لمعتز فشدني بعيد عنها وقال :
_ عمرك ما هتبقي زي أمها ، صعبان عليكِ ابنك ولا انك بتتحايلي عليها؟ ما هي ياما اتحايلت عليكِ ترحميها ، كنتِ ربّي ابنك الأول عشان تحطيش في الموقف ده ، يلا يا كاميليا ادخلي معايا
خبّط على باب مكتب ودخلنا ، سلّم ع ال إللي كان قاعد ، دقيقة وكان محمود واقف قصادي مكسو*ر ،وواضح إنّه مضر*وب من الكد* إللي في وشه ، بعدها دخل المأذون.
بصيت لمعتز بفرحة فابتسملي وربت على إيديا ، وبنفس الإبهام إللي بصمت بيه على ميثاق المهانة والأسر بصمت على عقد الخلاص والحرية ، أخيراً خلصت منه وبنتي في ي!
وقفنا عشان نمشي فطلبت من معتز يستنى ، ادتله بنتي ورجعت لمحمود ، بصّلي باستعطاف فرفعت كفّي وصفعته بكل قوتي ، الصفعة دي ماكنتش عارفة عشان الخذلان بعد ما أهلي عشانه ، ولا على كل لحظة ذل وضر*ب وإهانة وقرف خلّاني أعيشهم؟
مش مهم عشان إيه المهم إنها شفت غليلي ، مشيت مرفوعة الراس جنب أخويا ، وبعد ما خرجنا طلبت منه يخرجه بس عشان بنتي شايله اسمه فقالي إنه هيخرجه بس بيأدبه شوية عشان يتربّى التربية إللي أهله ماعرفوش يربُّوها…
ركبت مع أخويا العربية ، كشفنا على أمل والحمدلله الدكتور طمّنا ، رجعت بيت أهلي والفرحة مش سيعاني ، أول ما دخلت سجدت شكر لله على النجاة ، دلوقتي نفسي اتفتحت ع الأكل و أقدر أ براحتي ما خلاص اتحررت و أملي في ي ، أحمد كان كل يوم يدخل ي راسي ويمشي وببقى عامله نفسي نايمة ،
في مرة من المرات باس راسي وراس أمل، حط أكياس على مكتبي وخرج ، فتحتها ولقيت هدوم وألعاب لأمل ، وتاني يوم لما جه يكرر عادة كل صبح فتحت عيوني، ارتبك وكان هيخرج فقمت وحض*نته عافيه ، أنا حافظه أحمد طول عمره مابيعرفش يبين مشاعره لسه زي ما هو غيرش ، كان رافع ايديه ومتردد وفي النهاية حسم تردده ، ّي وهو بيقول ” أهلاً بيكِ في بيتك إنتِ و أمل.
مر أسبوع واحنا في بيت أهلي ، أمل صحتها اتحسنت وأنا كمان اتحسنت اً ونفسياً كإني اتردت فيا الروح ، وفي يوم كنا بنفطر أنا وأحمد ومعتز فجأة سمعت صوته ، قلبي ارتجف ماكنتش رجفة خوف ، كانت رجفة لهفة ، كان نفسي أجري على حض*نه هو وماما واستقبلهم بفرحة زي كل مرة بيرجعوا فيها من السفر بس لقتني واقفة متسمرة في مكاني ببصلهم وهم واقفين مصد*ومين زي المجرم إللي مستني الحكم يا براءة يا إعدا*م ونظرات بابا إللي بعد الصد*مة ماكنتش مبشرة بالمرة!