رواية كاميليا. الجزء الثالث
وعدته إني مش هصرف أي حاجة تانية تخصني ولا هطلب منه حاجة وصلت لدرجة إن أوقات كنت ب جعانة عشان أوفر وجبة لبكرة وده اتسبب في إني اتنقلت للمستشفى والدكاترة قالوا لازم أهتم بأكلي أكتر عشان الجنين ، الحاجة الوحيدة إللي كانت بتهوّن عليا إللي أنا فيه بنتي ، كنت أفضل أكلمها وأفضفضلها، متشوقة أوي لولادتها ولها مابقاش ليا غيرها، لا عندي نت أعرف بيه أخبار أهلي ولا حتى تليفون
أوصلهم بيه ، باعه زي باقي حاجتي ، لحد ما عمل مشكلة في الشغل بسبب عصبيته وطردوه ، دوّر على شغل تاني ومالقاش فاضطرينا نرجع مصر ، أهه نتبهدل في بلدنا أحسن من بهدلة في الغربة ،
كنا قاعدين عند مامته في اسكندرية ، معرفش ليه كانت بتكرهني رغم إني عمري ما آذيتها ولا ضايقتها ، كل يوم تني معيطة ، بس كل وجعي كان بيختفي ووعي تتحول لضحكة مع كل خبطة من بنتي في بطني ، بحس خبطتها دي طبطبة بتقولي أنا هنا حاسه بيكِ وجنبك ،
هي كانت أملي الوحيد في الحياة وخلاص باقي أقل من ٣ شهور وهتبقى في حض*ني لحد ما في يوم مامته استفزتني فاض بيا فرديت عليها وكانت النتيجة ضر*ب من غير رحمة وهي واقفة بتتفرج وتشجعه ، لحد ماحسيت بمغص شديد ، وقعت ع الأرض و بدأت انز*ف ،
ماحستش بألم ال بس كنت خايفة من حاجة واحدة بس إن أملي الوحيد في الحياة يروح ، حطيت إيدي على بطني وهمستلها “أرجوكِ تخليش عني إنتِ كمان وتسيبيني أنا محتجالك” ، بعدها ماحسيتش بأي حاجة تانية ، فتحت عيوني بوهن ، ماكنتش عارفة أنا فين بس سمعت صوت اتنين بيتكلموا فهمت من كلامهم إنهم ممرضات يبقى أنا أكيد في المستشفى، سمعتهم بيتكلموا :
_ ربنا نجاها من ال لو اتأخروا دقيقة زيادة كان زمانهم بيعملوا تصريح الد*فن
_ اه يا حبيبتي شكلها كده مضر*وبة من المنظر إللي كانت جاية بيه، صعبانة عليا أوي ربنا يلطف بيها بقى لمّا تصحى وتعرف المص*يبة
أول ما سمعت آخر جملة ضغطت بوهن على بطني كالعادة عشان ترد عليا بخبطة بس المرة دي ماكنش فيه خبط ، المرة دي مش حاسه بوجودها !!!!
مفيش قدامي غير الحل ده ، رجعت لجارتي واستلفت منها فلوس ، شاورت لتا و ملّيته العنوان ، أول حد فكرت إنه ممكن يساعدني هو ابن خالتي بس أنا لا حافظه رقمه ولا عارفة عنوان بيته أنا حتى مش عارفة إذا كان هنا ولا في إسكندرية!
هغامر عشان بنتي ، هغامر عشان معنديش غير الحل ده أو الانتح* ار إللي كنت من شوية هنفذه ، وصلت عند البيت ، وقفت اتأمله من بره ، وقفت اتأمل الجنة إللي كنت عايشة فيها ، لمحت المكان إللي كان محمود مستني فيه ليلة ما هربت معاه واتت لو الزمن يرجع بيا للحظة دي أمحيها لإنها كانت بداية اللعنة
قربت من البوابة بق رجل وبأخر التانية ، أول ما وصلت عندها لقيت واحد من الأمن جاي عليا، أول مرة أشوفه غالباً عينوا ناس جديدة، كان ماسك في إيديه روي إللي أول ما لمحني فلت من إيديه وجري عليا ، الراجل كان متفاجيء يإذيني ومايعرفش إنه بيجري يحض*ني وأنا دلوقتي في أمس الحاجة لأي ،
عمره ما هيإذيني عشان الكلاب رحيمة ووفية عكس البشر إللي مفيش في قلبهم رحمة ، ت روي وبكيت، خرج على الصوت عم محمد الأمن إللي من يوم ما اتولدت ما تغيرش ، ماعرفنيش من بعيد بس أول ما قرب مننا اتفاجيء وقال بفرحة ” ده الدنيا كلها نورت يا ست كاميليا ” وقفت وروي لسه رجلي ، سلمت عليه وسألت :
_ ازيك يا عمو؟
_ دلوقتي بس بشوفتك بقيت بخير يا ست البنات
ياااااه ست البنات؟! اد إيه الكلمة دي كانت ! ابتسمت وسألت :
_ هو معتز هنا؟