قال الفارس : لماذا لا تعبر النهر ؟
قال الرجل : لا أستطيع أن أعبر هذا النهر الهائج.
فقال له الفارس : أنظر إلي كيف سأعبر هذا النهر البسيط.
وما أن دخل الحصان النهر حتى جرفه التيار مع فارسه ،
كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس
أما الحصان فقد تابع السباحة من حيث نزل
وكانت أرجله تسكب ماء.
أمسك الرجل الحصان وركبه وبدأ البحث عن جسر للعبور ، ولما وجده عبر إلى الضفة المقابلة.
ثم إتجه نحو قريته ولما كان يمر بالقرب من شجيرات كثيفة رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم
قال الرجل في نفسه :
سأرى ماذا هناك.
نزل عن الحصان واختفى بين الأشجار وهناك رأى ثلاث جثــث هامدة ، وبالقرب من الجثــث حقيبة من الجلد ،
ولما فتحها كانت مليئة بالقطـع الذهبية
كانت الجثـث قطاع طرق.
سرقوا في أثناء الليل أحد المارة
ثم جاؤوا إلى هنا ليتقاسموا الغنيمة فيما بينهم
ولكنهم إختلفوا في الأمر وقتــلوا بعــضهم بعــضا بالمسدسات.
أخذ الرجل النقود ووضع على جنبه أحد المسدسات وتابع سيره ، وفي المساء وصل إلى بيته.
فتح الباب الخارجي ووصل إلى ساحة الدار
وقال في نفسه : سأنظر من الشباك لأرى ماذا تفعل زوجتي ،
كان الشباك مفتوحا والغرفة مضاءة
نظر من الشباك فرأى طاولة وسط الغرفة وقد غطتها المأكولات ،
وجلس إليها إثنان الزوجة ورجل لم يعرفه
وكان ظهره للشباك ،
فارتعد من هول المفاجأة وقال في نفسه :
أيتها الخائنة لقد أقسمت لي بأن لا تتزوجي غيري ، وتنتظريني حتى أعود.
والآن تعيشين في بيتي وتخــونيني مع رجل آخر؟
أمسك على قبضة مسدسه وصــوب داخل البيت ، ولكنه تذكر نصيحة العجوز الثالثة أن يعد حتى خمسة وعشرين.
قال الرجل في نفسه : سأعد حتى خمسة وعشرين وبعد ذلك سأطــلق النار ،
وبدأ بالعد واحد ، اثنان ، ثلاثة
وفي هذه الأثناء كان الفتى يتحدث مع الزوجة ويقول :
يا والدتي سأذهب غدا في هذا العالم الواسع لأبحث عن والدي ، كم من الصعوبة بأن أعيش بدونه يا أمي.
ثم سأل : كم سنة مرت على ذهابه ؟
قالت الأم : عشرون سنة يا ولدي.
ثم أضافت : عند ما سافر أبوك كان عمرك شهرا واحدا فقط.
ندم الرجل وقال في نفسه : لو لم أعد حتى خمسة وعشرون لعملت مصيبة.
وصــاح من الشباك : يا ولــدي ، يا زوجتي. أخرجوا واستقبلوا الضيف الذي طالما
انتظرتموه.