قولت لنفسي ان الأطفال بيبقى عنده خيال واسع وملوش حدود، فعادي ان ده يحصل، وقومت مشيت عشان ارجع البيت، ولما وصلت قعدت احكي لأمي، لأن الاحساس اللي حسيته كان على الخط المقابل لتخميني ان حكاية ابو الكمال دي مجرد خيال خلاق مش أكتر، فقالت:
ما أنت زمان لما كنت في سنه قبل ما تدخل المدرسة، كنت مخترع لنا شخصيتين وبتروح تلعب معاهم ومفيش حد عارف انت فعلا مخترعهم ولا بتشوفهم، لدرجة اني ساعات كنت بخاف منك انت واختك، لانها كانت برضه بتلعب معاك، وساعات كنت ابقى في المطبخ وانتوا بتلعبوا بره وألمح حد واقف معاكوا، اطلع أجري عليكوا ملاقيش حد، بس أفضل شايفاكوا كأنكوا بتتكلموا مع حد ومبتلاحظوش وجودي لحد ما اقرب منكوا وألمسكوا أو أسألكوا بتكلموا مين، فالأطفال كلهم كده، متاخدش في بالك…
حسيت إن أمي بتخترع عشان تطمني، انا اه فاكر حاجة زي كده، بس مش فاكر ان كان فيه حد بيظهر، فحسيت ان امي زودت التاتش ده عشان انسى الفكرة، لكن ده قلقني أكتر…
بعد أسبوع اختي جت لنا زيارة، ودخل حسن كالعادة يرخم عليا وقالي هقعد ألعب على الكمبيوتر، ولا اقولك هاتلي فيلم كارتون وطلب يتفرج على مارد وشوشني ( شركة المرعبين المحدودة). جبت له الفيلم وبدأ يتفرج ويندمج وفجأة قالي:
خالو.. عارف أندل، أهو أندل ده بقى زي أبو الكمال كده بيعرف يختفي، بس أبو الكمال بيختفي على طول، حتى اهو قاعد جمبك على السرير وانت مش شايفه..
جسمي اترعش واتنفضت من مكاني كأني اتكهربت!!، وحسيت اني سقعان، احساس خوف غريب، بصيت جمبي على السرير وطبعا مكنش فيه حاجة، قبل ما اتكلم سبقني حسن وقال:
اهو قام اهو وماشي، تقريبا هيروح يصلي..
يتببببببببببببببببببع