تدق أستاذة رجاء على باب الجارة .. فتخرج .. فتسألها رجاء عن السيدة أحلام و ابنتها منار ..
الجارة : انتوا متعرفوش اللي حصل ؟!! ..
مrام بخوف و لهفة : ماذا حدث ؟!
الجارة : زوgها طلقها ، بعد ما تبين أن ابنتها سيئة السمعة ، و تدخل شقق مشبوهة ،
ثم بعد ذلك تراكم عليها إيجار الشقة ، فطردتها صاحbة البيت ..
تسمع مrام و تشعر بحرقة القلب على أمها و أختها ، و نست ما فعلوه بها ، و لم يبقى في قلبها الكبير ، إلا الحb و الرأفة .. ثم تسأل الجارة ، ’’ ألم تعلمي إلى أين ذهبوا ؟! ‘‘ ..
الجارة : مشوا من البلد ، و لا نعلم إلى أين ! .
يرجعوا إلى البيت .. أستاذة رجاء تهدئ من روع مrام ، و تقول لها :
’’ الظلم ظلمات , يا مrام ، و ربك يمهل و لا يهمل ‘‘ .
بدأت الدراسة في كلية الطب ، أخذت مrام عقد الجدة ، لتبيعه .. رفضت الأستاذة رجاء ، و قالت لها ’’ يا مrام ، نحن أغنياء ، و المال مالك ، و أنتي الآن ابنتنا ، و نحن ملزمون بالإنفاق عليكي ، فاحتفظي بعقد جدتك . ‘‘ .
دخلت مrام الجامعة ، و كانت تنجح بتفوق ، و في السنة قبل الأخيرة ، مات زوg رجاء ! ..
و أوصى زوgته قبل أن يموت ، أنه سيترك نصف ثروته لمrام ، وبالفعل كتب لها ذلك .. مrام : لن أنسى ما حييت ما فعلتماه معي يا أمي ♥ ، سأظل خادmمة لكي العمr كله ، و لن أوفيكم حقكم أبدا .
الأستاذة رجاء : الشكر لكي أنتي يا مrام ، منحتي حياتنا البهجة و السعادة ، و أصبحت عندي بنت دكتورة ♥ .
أنتهت مrام الجامعة ، بتفوق ، و تعينت معيدة بها ، و في يوم تكريمها ، و أمام جمع كبير من الناس ; شكرت على الملأ ، أمها الغالية رجاء ، و أهدتها في ذلك اليوم هدية .
عملت مrام في مستشفى كبير في المدينة ، و هناك تقابلك مع دكتورعادل الذي كان يكبرها بثمن سنوات … أحbها و تزوgها ، و باركت الأستاذة رجاء هذا الزواج .
انتقلت مrام إلى عش الزوgية ، فيلا خاصة بالدكتور عادل ، و اشترطت مrام على الدكتور عادل ، أن يخصص مكان لأمها الأستاذة رجاء ؛ فرحb الرجل .
توالت الشهور تلو الشهور ، و في يوم ، خرج الزوgان إلى المستشفى ، يأخذ دكتور عادل مrام في يده ، و يشعر أنه أسعد رجل في العالم ، و مrام كذلك ..
و على بوابة المستشفى ، تجري نحوه بسرعة ، ممrضة .. ’’ دكتور عادل , هناك حالة خطرة … فتاة ألقت بنفسها أمام سيارة ! ، و نريد انقاذها ‘‘ ..
يجري دكتور عادل إلى حجرة العناية المrكزة .
المستشفى كلها تحكي عن هذه الفتاة الجميلة ، التي حاولت الانتحار ، و عن أمها التي تجلس أمام باب العناية تبكي ..
سمعت مrام بحديثهم ، فأشفقت عليهم ، و ذهبت لتشارك زوgها لإنقاذ هذه الفتاة ..
دخلت إلى حجرة العناية .. مrام في نفسها ’’ يا إلهي ! .. أختي منار !!! ‘‘ ..
تجري عليها مrام .. ثم تنظر للدكتور عادل ! ، فيقول لها بحزن ’’ لقد فارقت الحياة ! ‘‘ .. تبكي مrام و تخرج من الحجرة ، تبكي بحرقة ، و لا يدري دكتور عادل لماذا تبكي ! .
تذهب إلى الأم التي بخارج العناية تبكي ! ، بعد سماعها عن موت ابنتها ، بتجد الأم يد رقيقة حانية ، تحتضنها برفق ! … ترفع أحلام وجهها ، لا تصدق ..
’’ من !! ، مrام ؟!! ‘‘ … تأخذها مrام من يدها المrتعشة ، تذهب بها إلى مكان هادئ في المستشفى ، و تهدئها ..
تأتي الممrضة ، ’’ دكتورة مrام , دكتور عادل يسأل عنكي ! ‘‘ ..
الأم مندهشة ، يخالطها شعور الفرح و الحزن ’’ مrام ! , أنتي دكتور ؟! ‘‘ …
مrام : نعم يا أمي .. سأرجع لكي بعد دقائق معدودة .
تذهب إلى زوgها ، و تحكي له ما حدث ..
تأخذ مrام أمها ، تذهب بها إلى بيتها .. تحكي مrام لأمها عن حياتها منذ تركتها في بيت جدتها ، منذ لحظة أن قالت لها ’’ أغلقي على نفسك الباب جيدا ‘‘ ، و تركتها و هي طفلة و حيدة حزينة تائهة .
بكت الأم بكاء شديد ، نادmمة على تفريطها في حق مrام ’’ سامحيني يا مrام ‘‘ ..
مrام بحزن : لا عليكي يا أمي ..
صعدت أم مrام إلى الشقة العلوية ، التي تسكن فيها أستاذة رجاء ، و أمسكت يديها تقبلها ، و قالت لها بحزن شديد :
’’ أنا رميت لحمي ، و انتي صنتيه ! .. مش عارفة أقولك ايه ! .. من الآن و صاعداً ، أنا خادmمة لكي و لمrام بقية عمrي ، و أدعو الله أن يغفر لي ، و أن يغفر لمنار و يرحمها ‘‘ .