” حبيس الچحيoم ” بقلم محمد إبراهيم عبدالعظيم

 

= يعني انتوا عارفين وساكتين ، انت مش شايف ان بكدا ممكن حد يعوت بسببكم .

_ بسببنا ليه يا استاذ ، والمفروض ان اخر مواعيد الزيارة الساعة ٩ يعني قبل ساعتين من اللي بيحصل ، وكل اللي بيكون موجود بعد كدا الممرضين والدكاترة وكلنا عارفين ، وبعد الساعة ١١ بنقفل الابواب على المرافقين اللي بيكونوا مع المرضى .

= انت متعرفش انا شوفت ايه ، انا كنت ھمـ،وت .

 

 

 

وحكيتله باختصار على اللي شوفته .

بص في الارض ، وبأسى قالي :

_ مصطفى توفيق عبد ربه كان من اعز اصدقائي ، وعم توفيق الله يرحمه ويغفر له هو اللي مربيني ، كان شغال في المشرحة ، عم لطفي اللي كان شغال معاه سمعه وهو بيتكلم مع حد ، لما نده عليه وعم توفيق مردش عليه ، دخل عم لطفي الحمام لقاه دابح نفسه ودابح القطة بتاعته ! .. بس ازاي انت شوفته وهو لسه ميـحت النهاردة الصبح !!

 

 

 

 

وسط كلامه افتكرت كلام علياء لما كلمتها قبل ما اجي وقالتلي ان الحكومة موجودة وان في حد انتحر ، اتضحلي انه عم توفيق ، وطبعاً هو صاحب الدرج الفاضي اللي انا شوفته وانا هناك ! .

ولما قولت للدكتور اني فضلت انادي على حد منكم لما الاسانسير عطل بيا .. أقسملي ان محدش سمع أي حاجة ، وان لولا مراتي كنت ھمـ،وت .

 

 

 

عدى على الموقف ده شهور ، وصدقني انا محبوس هناك لسه ، شخصيتي بتتغير بالتدريج للأسوأ ، حاسس بشرخ او فجوة حصلتلي ومهما أعمل واحاول اعيش وانسى مبقدرش ، مبقدرش لانهم بيظهرولي كل يوم في احلامي …

 

 

 

حتى وانا بكتب اللي حصل دلوقتي ، شايف القطة بتقرب مني بعيونها الحمرا ، بتقرب مني وهي بتجرجر راسها وعلى وشها نفس الابتسامة الشېطانية اللي شوفتها وهي متعلقة في الأسانسير

إدعولي أقدر أكمل حياتي بين الچحيم اللي انا فيه ده ، لاني بالفعل مازلت حبيس الچحيم .

تمت .

حبيس الچحيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top