فتحت البوكس الكبير وبنفس انشكاحي طلعت الفستان، لونه أحمر يخطف القلب من جماله، أكمامة طويلة وواسعة نوعًا ما، وعند الاكتاف مُطرز بكل حُب، الفستان نفسه معمول بحب كبير.
لبست الفستان بدون ما أقف قدام المرايا أو أشوفه حتى، حطيت ميكاب خفيف لأني مش بحبه أوي، لبست هليز أبيض كان تبع الفستان نسيت اتكلم عنه من حلاوته، وأخيرًا حكمت الخِمار كويس وطليت قدام المرايا وكُنت أميرة حقًا.
مسكت البوكية وانتبهت للورقة اللي فيه مسكتها بحب وقرأت بحب..
|ورد ماسك ورد، بحبك يا أحلى وردة دخلت حياتي وغيرتها، من أول يوم شوفتك فيه ودخلتي قلبي ومبقتش عارف أبطل تفكير فيكي برغم خناقنا، ما محبة من بعد عداوة يا حلوتي|
|أحببتك لأنكِ لا تشبهين أحد أنتِ شيء خاص، شيء مميز.. شيء نادر يصعب تكراره، تشبهين تفتح الزهور لأول مرة ونزول الأمطار بعد صيف جاف – تشبهين بهجة الأطفال عند رؤية بائع الحلويات تشبهين كل ما يعيد الروح للحياة.. بحبك|
كنت بقرأ وانا بعيط من الفرحة، مكنتش اتخيل إني اتحب بالطريقة دي، كنت مبسوطه وفرحتي كانت واصلة حد السما، فرحه غيرت كل شيء فيَّ، والفرحة دي كانت زين – زيني.
كنت دايمًا بسمع عن عوض ربنا وإن قد أي عوض ربنا جميل وفوقته بيكون ليه طعم وفرحة ماتتوصفش، دلوقتي عرفت إن ربنا عوضه جميل وجميل أوي أوي كمان، كان كل شيء فحياتي أشبه بالظلام وجه هو وخرجني للنور فـ كام يوم.
لو كنت جيت على كرامتي وفضلت مع ياسين كنت هبقي غبيه أوي، ولو رفضت زين هبقى غبيتين فبعض.
مسحت دموعي وظبطت الميكاب اللي بوظته واتجهت لمكانا المُعتاد.
جئتني فَـ جاء معك الأمان والطمأنينة لـ قلبي يا كُل قلبي”.
وصلت للبحر واللي كان عبارة عن بهجة وفرحة لـ قلبي.
المكان بقى لطِيف بالزينه والورد والبلالين وحاجه كده تتباس، لا كده كتير على قلبي.
كملت مشي، كان واقف بإبتسامة قمر، وبدلته اللي هتاكل منه حته، لا بقى كده انا اغير وأغير أوي كمان.
ضحكت وجريت لعنده، وقفت قصاده وقولت بصوت عالي:
– بحبك يا زين، والله بحبك.
– مش قولنا نتقل شوية.
– التفت لصاحبة الصوت:- عائشة، انتي كمان كنتي عارفه بالمفاجئة دي.
– ابتسمت وهزت راسها:- كنت عارفه آه.
– اتعلقت فحضنها:- أنا بحبك أوي، بعشق أمك.
ضمتني بحب:
– بحب أكتر يا عيون عائشة.
الفرحة دي كتيره على قلبي.
كل حاجه كانت نقصاني لقيتها، حُب وحنان ودفي وأمان، صاحبه وام وأب واخت كمان، حبيب وصاحب وكل حاجه حلوة.
ده انا ربنا بيحبني عشان لقيت ناس تعوضني عن كل اللي مريت بيه.
|كانت الفرحة كثيرة لتجعل قلبي وعقلي يفقدان توازنهم
– وأنا أيضًا|
خرج الخاتم من علبته وقرب مني:
– ايدك يا حلوتي.
– مديت ايدي اليمين فَـ لبسني الخاتم..
سقفت بفرحة وقولت:
– بحبك يا جدع.
– ضحك بهدوء:- طب لبسي الجدع الدبلة عشان هو كمان يسقف ويقولك بحبك.
من قبل ما اتكلم كانت عائشة حاطة علبة فـ ايدي:
– بسرعه بسرعه.
– اخدتها منها وقولت:- ايدك يا حلو ممكن.
– مد ايده:- ممكن وليه لا.
هيييح بقينا مخطوبين رسمي فهمي نظمي.
وعلى رأي الست أم كلثوم لما قالت: وقابلتك أنت لاقيتك بتغير كُل حياتي، معرفش ازاي حبيتك، معرفش ازاي يا حياتي.
– هرجع يا عائشة، هرجع.
– متأكدة.
هزيت راسي بإبتسامة حلوة زيي:
– ده أكتر وقت انا متأكدة فيه بجد، هرجع انا وزين.
– ضيقت حواجبها بإستغراب:- زين، هو يعرف.
– آه انا حكتله.
– أي كان ردهُ وقتها.
– كُلنا بنغلط وبنحب ناس مش شبهنا، ماحدش معصوم من الغلط يا عائشة، حتى زين غلط وانا غلطت وانتي وناس تانيه كتير، فالنهاية بنعترف بغلطنا وبنصلحة وده أكبر دليل على إن البني آدم تاب عن اللي كان بيعمله، وممكن يقع فنفس الغلط والناس اللي مش شبهه، بس بردُو بيرجع أقوى من الأول وبيصلح غلطة، وأحيانًا الغلط اللي بنقع فيه بيكون درس لينا والذكي اللي يستفاد وياخد الخبرة، ومابيقعش غير الشاطر، الشاطر وبس.
– تعرفي يا عائشة انا كنت بقعد مع نفسي ساعات وأقول عمري ما هحب حد غير ياسين، وكُنت دايمًا مفكره إن الحياة هتقف عليه وكل شيء فبُعده هيكون صعب، بس عارفه أي الحلو.. الحلو إني من أول دقيقه شوفت فيها زين وحسيت إن في قبول بينا معرفش ليه بس كان احساس واهو الاحساس أصبح حقيقه وكلها أيام وأكون مراته قدام العالم، كُنت مفكره إن الحياة بتقف على ناس احنا بنحبها، ولكن تفكيري مكنش فمحلة الصح بالمره، بس الحياة فعلًا وقولًا هتقف على زين، لأن الحياه مش هتكون حياه بدون زين.. تعرفي لية.