فناديتها في إحدى #ردهات المستشفى
وقلـــت لها : (…)
وقبل رحيلي إلى الخدمة العسكرية ناديت #ازل في أحد ممرات الردهات في المستشفى الذي نعمل فيه
لأول مرةٍ أشعر
أنها جميلة إلى هذا الحد..كانت ترتدي الأبيض الذي كاد أن يجعلها ملاكا!! و تضع حجاباً عسلياً، يضفي على عينيها البنية طعم قهوة محلاة بغير سكر!!
وتضع حول عنقها سماعتها الطبية، التي تعكس للجميع ثقة بنفسها عظيمة!قلت لها :
#ازل!! اريد الحديث معكِ بشأنٍ ضروري..
فردت ببرود كعادتها : تفضل #علي؟!
: سأغادر للخدمة العسكرية!
فردت فقط بكلمة : اي؟
كمن تقول لي :
(و ما المطلوب؟؟ )
تلعثمت كثيراً، تمنيت لو أني أعلم أساسا سبب حديثي هذا..
فاسترسلتُ قائلاً : أريد شيئاً منكِ، يبقى معي للأبد!
ابتسمت باستغراب و خجل وقالت : لماذا؟فقلت:
أريده فقط، غدا موعد التحاقي، نفذي ذلك لطفاً !
فأخرجت من جيب معطفها الأبيض كتيباً صغيراً مكتوبٌ على صفحته الأولى (حصنُ المسلم)… كتاب أدعية صغير
فقالت بكل طيبة : تفضل.
كنت سعيدا و حزينا بالوقت ذاته، متناقضة مشاعري معها..فـــبالحقيقة احرجتني
ازل.. تمنيت لو انها تعاملني بقسوة ولو لمرة، لو انها ترد اعتبارها ولو بكلمة جارحة.. حتى ولو برفض طلبي ذا.. (الا تتعب من كونها جيدة دائماً؟)
شكرتها كثيراً و اكتفت هي بكلمة (موفق) ..
ودعتُ #مرتضى، و المستشفى و كل شيء، كمن ينظر لهم نظرات أخيرة!وضعت كتاب
#أزل في جيب قميصي و مضيــت!!
و #مضت_الايام
و أنا اخدم في جبهات القتال، اعالج الجنود الجرحى، و اعلن وفاة كثيرين، اكلت اشياء غير قابلة للأكل، نمت سويعات معدودات، اصبت مرات عدة ، و كدت أن أموت حقا بسبب الاكتئاب! و في كل مرة كنت أقرأ من كتاب #ازل.. و لا اذكر أن مرّ يوم الا و أنا اتذكرها بدعاء!ثـــم و بـــــــــ#معجزة_
سماوية…. عدت!!