كانت والدتي لا تحمل مثل بقية النساء حتى بعد مضي عشرة أعوام

 

قال وهو يمد ظرف انت دكتور ناصر؟
قلت اجل
قال كبرت يا دكتور
لم أفهم سؤاله لذلك لم ارد
كانت عينيه زرقاء، لم اري مخلوق في بلدتي عيونه زرقاء
قال جواب تعينك
لم اتذكر انني تقدمت لوظيفه حكوميه
رغم ذلك فرحت
قال الرجل حان الوقت لتسديد الدين

 

 

قلت عن أي دين تتحدث_ عن أي دين تتحدث؟ سألت ساعي البريد غريب المظهر، انا لا أتذكر انني تقدمت بطلب لنيل وظيفه، هذا المظروف لا يخصني !
قال الرجل وهو يفرك ذقنه، أحدهم تقدم الوظيفه نيابة عنك، المهم ان طلبك قبل، عليك ان تعد نفسك منذ الأن، ستجد العنوان وكل التفاصيل داخل المظروف
حتي تلك اللحظه لم أكن لاحظت شكل المظروف الغريب، كان قديم جدا لكنه فاخر الصنع، عليه ختم لم أراه قبل ذلك
وزنه أثقل من العادى وداخله عمله معدنيه، او شيء يتحرك راح يهتز كلما حركت المظروف.

 

 

حان وقت رحيلي، قال الرجل وهو يعتلي كرسي الدراجه الأنيقه، لدي العديد من الرسائل علي توصيلها
تذكرت انني كنت فظ معه، ولم ادعوه لدخول المنزل، قلت تفضل، ساصنع شيء من أجلك!
قال الرجل شكرا،احرص ان لا تتأخر، حرك بدال الدراجه وانطلق بها علي بعد خطوات التفت رمقني بنظره حزينه واختفي
دلفت للمنزل، عندما التفت الرجل تجاهي كانت عيونه خضراء، لم اتوقف عند النظره الحزينه لكن عقلي كان يحاول إيجاد مبرر لتحول لون عينيه بتلك الطريقه

 

 

 

ألقيت المظروف علي الأريكه وارحت ج-سدي، وضعت يدي تحت رأسي وحدقت بسقف الغرفه بشرود لمدة تقترب من خمسة دقائق
انتبهت علي صوت حركه
انهضت جسدي، مسحت الغرفه حتي وقعت عيني علي اللوحه الجداريه، والدتي بكامل بهائها تقف أمام شجره مبتسمه
لكن لحظه !
ما اتذكره ان والدتي لم تكن منحنيه للأمام، كان ظهرها مستقيم
لكن الآن جسدها منحني تجاهي كأنه تلقي الي قبله او تحاول قول شيء.
نظرت للصوره مره اخري وكادت عيني تدمع، لم اري والدتي، لم اتحدث إليها، كنت اتمنى ان تراني طبيب متخرج والقي بنفسي في ح-ضنها.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top