حين سمعت شيماء الحكم صرخت بقوة: أنا مليش دعوة والله هو اللي قالي أنا مليش دعوة مش عايزة اتسجن
نظرت لسلمى تتوسل لها: أبوس إيدك يا سلمى خليهم يخرجوني، أنا مليش دعوة هو اللي قالي.
أخرجها العسكري من الزنزانة يتبعها نادر الذي نظر لسلمى بحقد ولكن عندما حان دوره ليعود للسجن قال لها بخوف: يا سلمى أنا أبو ولادك متعمليش فيا كدة.
نظرت بعيدا وفي تلك اللحظة لم تشعر بأكثر من الراحة فعلا!
رؤية شيماء التي تجبرت عليها الآن تتوسل لها ونادر أيضا كان مفعوله عجيبا وأظهر لها كم هم أشخاص جبناء وضعفاء.
كانت خارجة من المحكمة حين رأت والدتها تقف بعيدا، لأول مرة تشعر بقلبها يقسو تجاه والدتها ولم يكن هذا من فراغ بالطبع ولكن حين فضلت التضحية بها مقدما كلام الناس على مصلحتها.
عادت لمنزلها وقد تجاهلتها تماما ثم بدأت تخطط لمستقبلها مع طفليها، وأول ما فكرت فيه هو بيع هذا المنزل والانتقال لمنزل جديد تبدأ فيه بداية جديدة وتصنع فيه ذكريات جديدة.
بعد مرور أربعة أشهر، تم إخبار نادر بزيارة له، أستغرب من ممكن أن يزوره
حتى والديه لم يقوموا بزيارته بسبب أفعاله الأخيرة، حين دلف لغرفة الزيارة قال بذهول: شيماء! أنتِ خرجتِ أمتى؟
نظرت له شيماء بحقد، كان مظهرها قد تغير كثيرا عن آخر مرة خصوصا بعد أن دخلت السجن
قالت بنبرة الكره واضح بها: وده يهمك في ايه؟ مش كفاية دخلت السجن بسببك!
جلس وهو يقول بملل: وجاية ليه على كدة؟
نظرت له بإشمئزاز وردت: جاية علشان تطلقني.
اعتدل ونظر له بدهشة بينما بادلته التحديق وهى ترفع حاجبها: إيه مستغرب ليه؟ ولا تكون فاكر أني هفضل على ذمة واحد زيك رد سجون خصوصا بعد اللي حصل!
اتسعت عيونه بعدم تصديق ونطق: رد سجون؟ وحضرتك بقا مش رد سجون زيي ولا أنتِ رد دكتوراه؟
زفرت بحنق: ميهمنيش أنا مش عايزة الوث سمعتي أكتر من كدة بالارتباط بيك وبإسمك.
اشتغل غضبا واحمر وجهه ونظر لها بعيونه التي تنطق بالعن.ف وقال من بين أسنانه: ليه مش أنا كنت عاجبك وعاجبك تفكيري ولا بعد ما وقعت بقيت هلوث إسمك دلوقتي؟
خافت منه ومن الغضب الذي ظهر عليه، فنهضت وهى تقول بسرعة: مش مهم دلوقتي، متنساش تطلقني وإلا هرفع عليك قضية زي سلمى ما عملت.