جلست إلى السرير وهى تأخذ نفسها عميقا، وضعت يدها على قلبها وهى تشعر كأن حجر ثقيل يجثم عليه ويحيل عليها التنفس
انهمرت دموعها وهى العادة التي صارت ملازمة لها أكثر من أي شئ، تذكرت والدتها وكم شعرت بالمرارة الشديدة نتيجة ذلك، ماذا كان ذنبها حتى تلقيها والدتها بيدها إلى جحيم مبرره كلام الناس؟
لمعت عيونها بقوة ثم مسحت دموعها من اليوم لن تبكي أبدا على أي شئ لا يستحق دموعها، ستريه من هى وإن هو يعتقد بأنه يكسرها بأفعاله فسيكون مخطئ للغاية، لقد فعلت كل ما
بوسعها طيلة السنوات الماضية حتى تضمن زواج ناجح لنفسها ولكن بدون فائدة، هى ليست نادمة على شئ لأنها تعلم أنها لم تقصر أبدا في واجباتها ولكن كانت مشكلتها أنها لم ترى أبدا عيوبه وتغافلت عنها لحبها له ولكن الآن لن تنكسر لشئ ولن يعنيها
وضعت يدها على بطنها بحنان، رغم أنها مازالت لم تتقبل حملها كليا إلا أنها تشعر بكل مشاعر الأمومة اتجاهه، ستعيش لأجله ولأجل مروان فقط.
تجنبت الخروج من الغرفة طوال اليوم، وحين عاد مروان من حضانته أخذته للداخل حتى أنها أرسلته للمطبخ ليحضر لهم خبز وجبنا للأكل وهى تفكر أنها حتما ستذهب للتقدم في وظيفة رأت إعلانها البارحة وترجو أن تقبل بها.
سمعت طرق على الباب فنهضت، فتحته لتجد شيماء زوجة نادر الجديدة أمامها تبتسم إبتسامة غير مريحة.
سلمى ببرود: نعم؟
شيماء بدلال: نادر قالي اجي أقولك تحضري لينا العشاء.رفعت سلمى حاجبها بحنق: وهو نادر قالك أني الخدامة بتاعتكم ولا إيه؟ مش بحضر عشا لحد.
وحاولت غلق الباب لتمسك شيماء به وتمنعها من غلقه وهى تبتسم بإستفزاز: أنتِ ليه بتزعلي كدة؟ طب اعملي حساب أننا عرايس جداد حتى.
نظرت لها سلمى بإشمئزاز: قصدك لعبة جديدة ولما يزهق هيرميها.
اختفت الإبتسامة عن وجه شيماء وقالت بحدة: قصدك إيه ؟
كتفت سلمى ذراعيها بسخرية: أنا مش عارفة هو أنتِ مش عارفة ولا بتستعبطي لكن يا حبيبتي أنتِ مجرد أداة جايبك علشان يغيظني بيها حتى لو أنتِ عجباه مسيره هيزهق منك أصل نادر بيزهق بسرعة