هذه المرة كنت أنا المقاطعة:
– شخص أصيب بمرض عضوي لا علاج له وهناك سبب من مسبباته وهو الاتصال الجنسي المحرم، انظر لمعاملة الشخص له، إن كان له أهل قد يبتعدون عنه سواء ابن أو زوجة، سيصبح كالقنبلة الموقوتة من يقرب منها يحين وقت انفجارها، فما بالك بنسبة خمسين بالمائة، معدل الجريمة سيرتفع لأنهم غير آبهين للموت وحينها ستعم الفوضى.
صمت قليلًا فجاء صوت آخر عبر ميكرفون الغرفة:
– دكتور تلا، شكرًا ليكِ ولكن هل تستطيعين مساعدتنا في رصد هذه المعامل؟
– نعم، فأنا أعمل بالشركة وبالتالي فأنا سأكون في إدارة السلسلة..
(شعيب)
قلت في نفسي أن المهم الآن أن ساعات الخطر قد مرت، أجلت التفكير فيما أخفاه عني أبي لحين امتثالها للشفاء، حتى الطبيب المريب نفضت أفكاري عنه لبعض الوقت، فما إن تراه ستظهر الحقيقة إن كانت تعرفه مثلما يقول أو لا، فإن صار للكذب قدمين فلا بد أن يظهر له دبيب يعلن عن وجوده.
والموضوع مر بسلام فهي ما إن تستيقظ فتصرخ، لتأتي الممرضة فتعطيها إبرة مهدئة لتدخل في سباتٍ من جديد، والغريب أن الطبيب لم يعطني الفرصة لأراهم معًا وقد كان هذا مريب بالنسبة لي رغم أنه قد يكون طبيعيا أن أكون بالخارج وقت فحصه لها..
دخلت إليها مرة ثانية ولكن هذه المرة كان يجب على أن أخبرها بما حدث لها من البداية.. فحسبتما فهمت هي لا تعرف بأن في أحشائها جنين.. كانت لا تنظر لي، مصوبة رأسها إلى سقف الغرفة وكأها غائبة عن الوعي، قلت بصوت مهتز لأتبين هل ستتفاعل معي أم لا:
– تلا، ربما لا تعرفين ما أقوله وربما ستتهمينني بالجنون، ولكنك حبلى.. لكني عرفت بأننا فقدناه.
نظرت بفزع، حاولت أن تقول شيئًا ولكن الكلمات خرجت بصوت يشبه الهمس حيث لا كلمات.. حاولت أتبين ما تقول لأدرك موخرًا بأن العجز لم يأخذ قدميها فقط بل نال من حنجرتها حتى فقدت النطق.